النتائج 106 إلى 120 من 414
الموضوع: نقول من هنا ... وهناك
- 13-10-2006, 12:43 AM #106
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
حسابات العقل والجنون مع «نووي» كوريا الشمالية
عزمي بشارة*
الحياة
تذكِّر فرحة المذيعة الكورية الشمالية الهستيرية صراخا وإيماءات وهي تزف للشعب بشرى إجراء تجربة تفجير نووية ناجحة بالبكاء الهستيري الذي رافق تشييع كيم ال سونغ، والذي لم ندر هل كان تمثيلا أم استغلالا للمناسبة للبكاء والتنفيس رثاء للذات أو تقمصاً للتمثيل إلى درجة الهستيريا، أو حساب الأمر ما دام المرء مضطراً أن يمثل كل حياته البالغة من دون مخرج أو أمل في الأفق فمن الأفضل أن يصدق الدور... إلى آخر هذه الحسابات في حضيض النفس البشرية اللانهائية الإمكانيات.
على كل حال، لم يكن في الإعلان ولا حتى داع لاحتفالية كبرياء عالم ثالثي في وجه الغرب، ولا حتى من النوع البائس الذي دفع البعض للاحتفاء بملكية باكستان للقنبلة النووية. شيء ما غريب وغير مألوف في البؤس المرعب الذي تبثه كوريا الشمالية الى العالم، بما فيه حتى الفقراء المتعطشين لإنجاز ما أمام أميركا، ولكن التعطش للإنجاز لا يمحو النفور من كوريا الشمالية.
فقط جنون مثل جنون بوش الذي يرسل برسائل «أنا مجنون، احذروا مني!» لينقلها الأوروبيون إلى احمدي نجاد، فقط جنون كهذا يمكن صاحبه من وضع أنظمة مثل كوريا الشمالية في سلة واحدة مع العراق وإيران وتسميتها جميعا محور الشر... ولا علاقة بين هذه الأنظمة، ولا مقارنة. لا في مستوى القمع ولا في التنوع الاقتصادي والاجتماعي الموروث والذي سمح النظام ببقائه... إنه الفرق بين الدولة السلطانية والدولة الشمولية، بين وجود سجون وتحويل البلاد إلى سجن، بين دولة دينية ودولة تحول انعدام الدين إلى دين بطقوس... فقط بوش وهوليوود يضعون الإسلام و «القاعدة» و «حماس» و «حزب الله» في سلة واحدة، كما توضع إيران وكوريا وعراق صدام حسين في محور شر واحد. (في حينه لم تذكر سورية في هذا المحور).
الـ «يوشي» هي «فلسفة» الاكتفاء والاعتماد على الذات من إنتاج وإخراج كيم إل سونغ الذي نصب نفسه فيلسوفا وزعيما ملهما وأبا للأمة والها. وقد ساقها نجله الغريب الشكل، والأطوار كيم يونغ إيل، إلى نتيجتها القصوى منذ أن كان رئيسا لدائرة الدعاية والتثقيف في الحزب الشيوعي الحاكم. وهي الغطاء الإيديولوجي لحالة الفقر والإفقار، وكارثة ومهزلة تحويل بلد كبير وشعب عظيم يقطنه، بعد فصله عن شعبه وأمته وحتى أقربائه، بحدود لا ينفذ منها فأر إلى معسكر اعتقال أو إلى قنٍ موصول بالكهرباء لتبيض دجاجاته المستنزفة على وقع مارش رسمي، بالزي الرسمي الموحد وتصاريح للانتقال من مدينة إلى أخرى وخطف أطفال لأغراض مختلفة من التدريب العسكري وحتى التدريب للمنجزات الرياضية، وتحديد نسل بالقوة وتأجير مواطنين للعمل عبيدا بدل النقود إلى دول دائنة مثل روسيا وعمل بالسخرة في البلد ذاته وجوع قتل 10 في المئة من السكان، حوالي 2 ونصف مليون، في أربع سنوات. لقد انجزت كوريا المكانة الثالثة في التاريخ الحديث من حيث عدد ضحايا الجوع ليس بسبب قحط أو محل أو جراد أو كوارث طبيعية، بل بسبب تجارب في التخطيط الاقتصادي تجري على الفلاحين وعلى الزراعة بعد روسيا ستالين وصين ماو. نعرف عنه القليل، ولكن ما نعرف يكفي لتصنيفه ووضعه في مكان ما في الوسط بين كمبوديا بول بوت وروسيا ستالين في اسوأ أيامهما.
ليس رئيس كوريا الشمالية الحالي رئيسا بالمعنى المتعارف عليه، وهو لا يحمل اللقب أصلا، فلقبه هو القائد العزيز، بل يعامل في الواقع كإله أو نصف إله. ووصل الأمر بجنون الدعاية الرسمية المكرسة لعبادته إلى درجة تزوير تاريخ ومكان ولادته من سيبيريا، منفى والده كيم ال سونغ عام 1941 ايام الاحتلال الياباني، إلى قمة أعلى جبل في كوريا الشمالية عام 1942. وتقول الرواية الرسمية انه في يوم ولادته ظهر نجم جديد لم يكن معروفا حتى تلك اللحظة السعيدة، وأن قوس قزح مزدوج مضاعف الألوان ظهر في السماء. وفقط ملوك المجوس لم يأتوا للزيارة!
وقد بذلت جهداً لأدخل موقعاً رسمياً كورياً شمالياً الكترونياً فوجدت التعريف التالي لجبل بكتو وهو الجبل الذي تدعي الرواية الرسمية أن كيم يونغ إل ولد على أعلى قممه مثل إله، فالجبل مقدس أصلا عند الكوريين ويرمز للشباب الدائم والجبروت والخلود. ولكن في التعريف الرسمي بالجبل تجد ما يلي: «أعلى قمة في كوريا، قمته تغطيها الثلوج طيلة العام ويعتبر أكثر الجبال قداسة لدى الأمة الكورية بسبب ارتباطه بالنشاط الثوري للرئيس كيم ال سونغ، ولأنه تشرف (لاحظ! الجبل تشرف!) بولادة القائد كيم يونغ إل على قمته». الجبل تشرف بكذبة ولادته على قمته. وفقط الرئيس الخالد الراحل يلقب بالرئيس، وقد أخذ اللقب معه إلى القبر مثل فرعون، وهو حكر عليه، أما نجله، الديكتاتور الحالي، فيلقب بالقائد العزيز.
تطبيق حرفي مشوه للماركسية اللينينية كما استوردت مشوهة من الصين وروسيا على استبداد آسيوي، وعسكرتارية تحول الشعب الى كتائب عمل وخدمة عسكرية في احد اكبر الجيوش في العالم وأفقرها، وتحول المساواة إلى مشابهة في روتين وإيقاع حياة مفروض من فوق ومعروف سلفا يكاد يفقد الناس معنى الحياة، وزي رسمي يشمل صورة الزعيم على الصدر، وتعميم المركزية الديموقراطية لتشمل الشعب كله. حالة توتاليتارية جنونية، وبدلا من العلمانية التي تفسح كل المجال الخاص للتدين على تنوعه، حالة إلحادية متطرفة تستبدل الدين بعبادة الزعيم، والطقوس بطقوس الحزب ورموزه والوطنية بالولاء للزعيم. والديانات السياسية الدنيوية كما هو معروف بديانات سريعة الزوال تترك خلفها مجتمعات في حالة خواء داخلي، وفي حالة أزمة مرجعيات أخلاقية بعد هدم النظام لبنى تقليدية مثل العائلة، فتتحول من كبرياء الديانات الدنيوية وغرور المفاخرة بقوة الدولة العظمى إلى تصدير الزنى كما حصل لروسيا كسلعة أساسية ومصدر دخل.
تتراوح التقارير والتشخيصات الواردة حول الزعيم بين وصفه بالانحراف والجنون والمجون والانحراف الجنسي وحب المتع الحياتية في قصور مقفلة عن شعبه الجائع وغير معروفة إلا لمن يحيط به من حرس وزانيات وغانيات وممرضات، (وتصل التقارير من حراس فارين، ولأنها تصل عبر مخابرات كوريا الجنوبية فإننا نميل الى اختصار الكثير منها)... الى اعتباره اسير نظام ورثه ولا يستطيع أن يغيره لأنه سينهار ويذهب الوريث معه. وحالة البلد يضاف إليها التشخيص الثاني كافية بالتأكيد. ولكن مفاجأة بعض الرؤساء الذين التقوه بما في ذلك تقديمه لبعض الزعماء من قبل رئيس كوريا الجنوبية كرجل يستطيع إجراء محادثة منطقية لا يدل على هزال الحالة وضمورها وخوائها فحسب، بل يشير أيضا ًإلى هزال الديبلوماسية التي تكتفي بوجود زعيم يمكن الحديث معه بغض النظر عن كيفية تعامله مع شعبه ومع الملايين الذين يجبرون على اعتباره إلها. يفرح رئيس أو وزير خارجية في الخارج أن بالامكان اجراء حديث منطقي معه، وأنه يفقه أنواع النبيذ ويحب الكونياك، مما يجعله إنسانيا آدميا في الصالونات الديبلوماسية، أي أنه ليس مجنوناً بالكامل... فكم بالحري اذا قال بعض الأفكار عن فيلم أو فيلمين، وهو يعتبر من هواة جمعها، او عن الموسيقى الكلاسيكية... سيكفي هذا ليعبر ديبلوماسي عن دهشته أنه ليس سيئا الى الدرجة التي تخيلناها، وانه لطيف ومثقف وغيره... فننتقل من صورة المجنون المنحرف إلى المفاجأة الإيجابية. تخيل ان يكون حب الكونياك الفرنسي صفة بارزة أو ملفتة في رئيس على أمة من 22 مليوناً لا تعرف أية بضاعة مستوردة أصلاً... وان يكون حبه للموسيقى ملفتا في حين يروى لشعبه أنه ألف ستة اعمال أوبرا في عامين.
كل ديكتاتورية، كل سلطنة، كل نظام شمولي استخدم آلية سلطة وسيطرة ورقابة تميز بها، إضافة الى وسائل منتشرة أخرى ليس لأحد امتياز اختراع عليها. ولكن مصدر كاركاتيرية النظام في كوريا الشمالية ومأساة شعبه في الوقت ذاته، يكمن في أنه استخدم كل الآليات سوية على بلد صغير بفراغ داخلي رهيب وآلة دعاية تقفل البلاد تماما وتصورها لشعبها المنعزل عن إخوة وأقارب في الجنوب كرمز للتقدم، وجوع حقيقي يستنجد بوكالات الأمم المتحدة، و200 ألف معتقل سياسي حسب تقديرات منظمات حقوق الإنسان، ومعدل دخل الفرد اقل من الضفة الغربية تحت الاحتلال، وحالة ابتزاز للعالم والمحيط بقوة السلاح بما فيه السلاح النووي والكيماوي، وان على العالم ان يقبل كوريا كما هي، وان يمدها المال والغذاء من دون تمنين لأن التمنين والفضيحة يمسان بفلسفة الاعتماد الذاتي، وان يكون مصدر الدخل الرئيسي لعملة ما زالت صعبة هو بيع السلاح. البلد سجن كبير لشعبه. لقد قتل ودمر نفوس أو أجساد أكثر من 22 مليون إنسان، وهذا اكبر من الضرر الذي يمكن ان تحدثه قنابله النووية التي تخيف العالم الآن. كان خطره الأساسي وما زال على شعبه.
بين حساب جنون كيم يونغ إل وحسابات أخرى متعلقة بما يمكن أن يعتبر تخطيطاً استراتيجياً حكيماً من كوريا الجنوبية لتفكيك النظام بفتحه للخارج وبالانفتاح عليه، ولأنها قد تكون أول المتضررين من حرب تنفلت فيها كوريا الشمالية، تتعامل كوريا الجنوبية مع جارتها بقفازات من حرير، وتدعو الغرب للتعامل معها على هذا الأساس ويبدو الأمر كأنه مسايرة لمجنون كي لا يفلت.
وكوريا الشمالية تتعامل علناً مع السلاح النووي للابتزاز ليس فقط لتكريس وضع قائم ولمنع التدخل في شؤونها الداخلية، بل لإجبار الدول الغنية المحيطة على المساهمة في هذا الاستقرار عبر تقديم المساعدات.
هنا تدخل تساؤلات وجودية غير متعلقة بكوريا وحدها بل بمعنى السياسة عموما وتعامل الدول أحيانا كأنها أفراد مستقلون على الساحة العالمية بغض النظر عن حياة الأفراد الحقيقيين الذين يعيشون فيها ويتعرضون للدعاية وغسل الدماغ والسجن والتنافس السياسي والانشغال بالجوع الحقيقي من جهة أو بالجوع للحاجات الاستهلاكية من جهة أخرى مع الفرق بينهما، وغيرها من وسائل إلغاء إنسانية الإنسان. ولكنني لن أتوقف عندها فهي مرعبة، بل عند تساؤل من نوع آخر متعلق بالسلامة العقلية عند الدولة التي تملك السلاح النووي.
هنالك أمر محير يتم تجاهله دائما، حتى بات مثل الشبح يتجول بيننا ويتظاهر الجميع انه غير موجود. لقد استخدم السلاح النووي مرة واحدة في التاريخ. ولم تكن هنالك حاجة دفاعية ولا حتى حالة يأس أو جزع تبرر استخدامه. ولم تستخدمه دولة مارقة، ولم يأمر بإلقائه زعيم مجنون. لقد قامت باستخدامه دولة ديموقراطية، الدولة الديموقراطية بال التعريف بنظر البعض. استخدمته وهي في حالة هجوم، بل على حافة انتصار، وعلى رأسها رمز الرؤساء العاقلين الأميركيين الذي لم يبزه احد شعبية حتى اليوم.
ولقد استخدمته أميركا ضد مدينتين يابانيتين آمنتين في نهاية حرب نتيجتها باتت معروفة لصالح أميركا. ولكنها أرادت إما أن تنتقم لـ «بيرل هاربر» أو أن تعجل بالنصر أو أن تبعث برسالة الى المعسكر المنتصر الآخر ألا وهو السوفيات. والنتائج جنونية كما هو معروف. الجنون يكمن هنا في العقل ذاته. فكل الأسباب التي دعت لاستخدام السلاح النووي، ما عدا مرارة الثأر والانتقام، محسوبة بالعقل. وهو استخدام للعقل يقصره على أداة حساب، للربح والخسارة مثلا، وليس كأداة فهم وتذهن شاملة للدنيا، أي ليس كعقلانية.
ما يغيب عن مخيلتنا المرسومة إلى حد بعيد مثل حاجاتنا الاستهلاكية بآثار غسل دماغ أميركي هوليوودي وإعلامي أن القنبلة النووية استخدمت ضد المدنيين وان الذي سبب هذه الكارثة الجنونية هو دولة ديموقراطية عقلانية، وأنه لم تكن هنالك حاجة لاستخدامها، وباختصار كان في استخدامها المحسوب نوع من الجنون.
ولم تستخدم القنبلة النووية منذ ذلك الوقت ليس بسبب سيادة العقل في التاريخ الحديث، ولا بسبب الديموقراطية، ولا لأن الديموقراطيات أكثر عقلانية في ولوج الحروب خلافا للديكتاتوريات كما يشاع خرافة، بل لأن احتكار امتلاكها قد كسر، وبسبب توازن الرعب الذي نشأ عن كسر الاحتكار. لقد استخدمت القنبلة النووية عندما كانت دولة واحدة تملكها. وعندما حصل توازن لم تستخدم. والخطر في امتلاك دولة واحدة لها أكبر من أن تمتلكها دولتان متخاصمتان. هذا ما نعرفه من الصيرورة التاريخية حتى الآن. واعتقد أن هذا المعادلة تسري على المنطقة العربية، فملكية إسرائيل وحدها للسلاح النووي تجعله أخطر من حصول توازن. وطبعا الأفضل ألا يمتلكه أحد، إذ يكمن العقل في نزع السلاح النووي.
كاتب عربي*آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 13-10-2006 الساعة 12:48 AM
- 14-10-2006, 02:03 AM #107
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
من أمريكا إلى الصراع العربي الإسرائيلي : حديث عن المستقبل
أحمد ماهر*
لا أدري كيف تسللت كلمة «محادثات» لتحل محل كلمة «مصادمات» عند حديثي في مقالي السابق عن الوضع الفلسطيني والعلاقات بين الرئاسة والحكومة وبين فتح وحماس.
ولعله خطأ مطبعي أو لعله العقل الباطن الذي عكس الألم ازاء مصادمات مادية وكلامية هي طعنة للقضية الفلسطينية وللوضع العربي عامة الذي يعاني ما يكفيه ويزيد من مآس وكوارث، كما عكس الأمل في إمكانية تخطي المأساة عن طريق محادثات لا تستهدف لا المصلحة الفلسطينية بعيدا عن التنافس المؤلم النابع عن مشاعر المرارة والإحباط ، أو عن تحريضات بغيضة سعى اليها البعض، واستجاب البعض الآخر فتاهت أو كادت المصلحة الوطنية والقومية.
واذا كانت ملابسات فشل محادثات اقامة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية غامضة في بعض نواحيها، فانه لا يمكن تجنب شكوك تتصل بدور امريكي نرى امتداداته في العالم العربي كله، يجب التصدي له ليس بالعصبية التي قد تقود الى الوقوع في الفخاخ التي تنصبها لنا مخططات متعددة الأطراف متحدة الأهداف الخبيثة، بل عن طريق الدراسة المتأنية المبنية على النظرة بعيدة المدى الشاملة التي تتجاوز مصالح آنية ضيقة لترسم مستقبل الأمة الذي يرجوه لها أبناؤها ويجب عليهم ان يعملوا على تحقيقه. ويقضى هذا بادئ ذي بدء أن ندرك أن ما يدبر لبلد أو شعب سوف ينعكس بالضرورة ـ حتى اذا اختلفت الدرجة ـ على جميع البلاد والشعوب الأخرى، وان إضعاف الجزء يصيب بقية الأجزاء بالوهن.
وليس هذا كلاما حماسيا أو رومانتيكيا، بل هو تعبير عن واقع يؤكد أن الأمن الوطني لأية دولة عربية مرتبط بالأمن القومي لمنطقة ينظر اليها الآخرون على أنها واحدة ـ حتى اذا صنفوا أجزاءها بالمعتدلين والمتطرفين ـ وبالتالي علينا من باب أولى ان ننظر اليها بنفس النظرة، وان ننصر أشقاءنا حتى إذا كان نصرهم يجب في بعض الأحيان أن يأخذ شكل النصيحة الصريحة المخلصة المبنية على التشاور الحقيقي والمصارحة والتحليل الجاد للواقع الذي قد يؤدي احيانا الى اللوم أو العتاب.
اذا نظرنا الى فلسطين نرى ما نرى من جريمة مأساوية في حق الشعب وواقعه وحاضره ومستقبله ليس هناك ما يبررها ما دام الهدف واحدا وهو استعادة الحقوق واقامة الدولة الفلسطينية التي يتمكن الشعب فيها أن يمارس ـ بعد طول حرمان ـ سيادته على أرضه يعيش فوقها حرا كريما حتى اذا شعر البعض أنها لا تستجيب تماما للحجم الذي كان يرجوه او يتمناه. وإذا كنت أرى من الظلم محاولة إلغاء نتيجة الانتخابات النزيهة الحرة التي جاءت بحماس إلى الحكم، ومن غير المنطقي تحميل الحكومة كامل نتائج تعرضها من اليوم الأول لحصار خانق استهدف تجويع الشعب الفلسطيني كله بهدف عقابه، ولكن أيضا بهدف اثارته ضد حكومته كما حدث من قبل في دول اخرى تعرضت لمثل هذه المؤامرة، فإني في نفس الوقت أرى ان على حماس وفتح ان تلتقيا لوضع حد لهذا الأمر بدلا من ان تدخلا في صراعات لا يستفيد منها الا من يعملون على تفتيت الأمة العربية، كما نرى في السودان حيث ما تكاد أزمة تقترب من نهايتها حتى يتم ازكاء النار ودفع البلاد كلها شمالها وجنوبها وغربها وشرقها الى اتجاهات تؤدي الى هاوية سحيقة. وهناك لبنان حيث يتم اجهاض لحظات اتحد فيها الجميع ـ رغم تحفظاتهم ـ لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وذلك عن طريق اثارة نعرات كنا نتمنى على جميع الاطراف دون استثناء ـ بما فيهم حزب الله بما حققه من صمود بطولي ـ ان يتجنبوها ليتفرغوا لاعادة بناء الدولة ليس فقط ماديا بل معنويا وسياسيا، والاستفادة من دروس الماضي القريب والبعيد، بما يسمح بتنظيم الايجابيات وتجنب الأخطاء وحرمان من يضمرون الشر للبنان من جني ثمار مؤامرتهم. وهناك العراق الذي أوصلته الولايات المتحدة بسياستها الخرقاء الى وضع يكاد يكون الأقرب إلى ما عاناه شعبه تحت حكم صدام حسين، وذلك رغم الدعاوى التي سمعناها مدوية ثم ما لبثت أن خفتت استمرار المكابرة من جانب مخططي تلك الكارثة التي ما زال البعض يسميها انتصارا أو تقدما أو نجاحا.
وقد اكتشف الشعب الأمريكي زيف تلك الادعاءات، وانه بدلا من ان ينشر نظامه الديمقراطي في العالم ويقضي على الإرهاب ساهم في نشر الإرهاب في العالم وأصاب الديموقراطية في الوطن الأم ذاته اصابات بالغة جعلت منها الضحية الأولى. ولعل آخر ضربة وجهت للديموقراطية هي القوانين التي تبيح التعذيب ـ حتى اذا كان ذلك تحت مسميات أخرى ـ وتسمح بمخالفة الاتفاقيات الدولية تحت ستار تفسيرها، وتحتجز من تشاء في سجون سرية أو في معتقلات مثل جوانتنامو لا تخضع للقواعد القانونية المعروفة، ولا تلتزم بتوجيه التهم اليهم في زمن محدد كما تعلمنا حتى من الروايات البوليسية الأمريكية قبل ان نتعلمه في كليات الحقوق، فإذا قدمتهم للمحاكمة اتاحت اخفاء بعض الأدلة عنهم حرمانا لهم من حق الدفاع المفروض انه مكفول لكل متهم على اساس مبدأ انه بريء الى ان يثبت العكس. وقد استطاعوا ان يقلبوا محاكمة صدام حسين ـ المشكوك في شرعيتها بسبب الجهة التي شكلت المحكمة ووضعت اساسها ـ وهي قوات الاحتلال، الى ملهاة ومأساة في ذات الوقت عن طريق اجراءات مثل عزل القاضي وطرد المتهمين تارة واتاحة الفرصة لهم لخطابات سياسية مطولة تارة أخرى. كل هذا بينما الحرب الأهلية تستمر والضحايا يسقطون، والانقسام بين الشيعة والسنة يتصاعد، بل يصل إلى الانقسام داخل الشيعة وداخل السنة، بينما الأكراد يستسلم بعضهم لأحلام الانفصال الذي يهدد ليس فقط وحدة العراق بل أمن واستقرار المنطقة.
ولعل الشعب الامريكي ذاته قد أدرك خطورة مثل تلك السياسات التي يدفع ثمنها من أرواح أبنائه وسمعة بلاده والنظرة في العالم كله اليها سواء لدى أصدقائها، أو أعدائها، أو ذوي النظرة المختلطة اليها. فقد اثبتت استطلاعات الرأي الأخيرة ان شعبية الرئيس بوش التي كانت في شهر سبتمبر 42% قد هبطت الان الى 39% وان 54% من الناخبين المتوقعين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر القادم سوف يصوتون للديموقراطيين في مقابل 41% للجمهوريين بسبب السياسة تجاه العراق والفضائح الخلقية التي ظهرت بين صفوفهم ومحاولة التستر عليها، وازاء هذه النتائج ـ كما نشرتها الـ«واشنطن بوست» ـ فقد يكون هناك لدى بعض من تسببوا في هذا الوضع تفكير في «الهروب الى الأمام» كما يقولون بمعنى الدخول في معركة مع ايران او مع كوريا وان كان هذا في تقديري مستبعدا لان في ذلك مساسا بمصالح دول اخرى كبرى او صغرى، حليفة أو صديقة، قد ترى من مصلحتها الابتعاد عن السفينة الغارقة لسياسة فاشلة تورط فيها البعض في بعض الأوقات، ويهمهم الآن إيجاد مسافة بينهم وبينها.
واذا كان هذا هو وضع الإدارة الأمريكية، فإننا يجب ألا ننسى أنها ستظل في الحكم أكثر من عامين، ستكون فيها ضعيفة دون ان يعنى ذلك تخلصها من غواية المغامرات. وعلينا اذن ان نستغل ضعفها بأسلوب عقلاني يشجعها أن تتحرك في اتجاهات تتفق مع مصالحنا وأهدافنا التي هي توخي العدالة في تسوية المشكلات وخاصة تلك التي تهم منطقتنا، وفي نفس الوقت ندفعها بعيدا عن طريق المغامرات المحسوبة او غير المحسوبة.
ويقتضي هذا تخطيطا عربيا شاملا، يتجاوز الخلافات، ويرمم العلاقات، ويتخلى عن المنافسات العقيمة، ويضع خريطة للطريق تحدد المسار وتوزع الأدوار اذا اقتضى الأمر، وترتقي فوق الحساسيات.
وهذه دعوة طالما كررتها ولن أمل من تكرارها حتى اذا كان البعض يتصور انها ضرب من الخيال. فقد عرفت الأمة زمنا اقتربت فيه من تحقيق هذا الأمل قبل ان تعود الى الابتعاد عنه، وكانت حينئذ الأخطار أقل ومع ذلك كانت نتائج الانقسام مرة اخرى مدمرة. وأعتقد أننا قادرون اذا أردنا شعوبا وحكومات على أن نتحرك في الاتجاه الصحيح الذي ينتهز الفرصة بل يخلقها أحيانا. ويحتاج هذا إلى خطط طموحة في جميع المجالات لنعيد بناء حياتنا ومستقبلنا ونبني نهضتنا بعيدا عن محاولات الإملاء أو التسلط، ولتكون قوتنا فاعلة معنويا وماديا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا.
*وزير خارجية مصر السابق
الشرق الأوسط
- 15-10-2006, 12:04 AM #108
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
الحرة وعملية إحياء العظام وهي رميم!
سليم عزوز
ذكرونا بقناة (الحرة)، وكنا قد نسيناها. فلا تزال هذه المحطة الأمريكية تبث إرسالها، وكنت أظن أنها لفظت أنفاسها الأخيرة بتغطيتها العاجزة والمنحازة للحرب اللبنانية ـ الإسرائيلية. فقد نجحت (الجزيرة) بتغطيتها الشاملة، والدقيقة، في ان تخطف أبصار المشاهدين، والذين لم يكن لديهم ترف الانصراف إلي تغطية موجهة في أي تلفزيون آخر، بما في ذلك تلفزيون (الحرة)، او أي محطة تتبع الأنظمة الحليفة لإسرائيل في المنطقة، والتي رأت في انتصار حزب الله، هزيمة ساحقة ماحقة لها شخصيا.
من ذكرونا بقناة (الحرة)، هم أصحابها، والمناسبة هي تشليح رئيسها (موفق حرب) وتعيين (لاري ريجيستر) ليحل محله، وقد قيل ان موفق قد استقال، في حين ان هناك من قالوا انه اقيل لفشله، وقد تلقيت خبرا من (ماري زغرب) مسؤولة العلاقات العامة بشركة الشرق الأوسط للإرسال، التي تتبعها (الحرة) وراديو (سوا)، يقول ان حرب تخلي عن منصبه لمتابعة مشاريع إعلامية خاصة ـ لم تسمها ـ ولم ينس الخبر ان يشيد بدوره العظيم طوال خمسة أعوام، قدم فيها الكثير من اجل تأسيس وتطوير (الحرة)، و(سوا)!
اقيل، ام استقال، ليست هذه هي القضية، فالمهم انه (انصرف)، بعد ان فشل في تحقيق المهام المرجوة منه، دعك من الإشادة بدوره، ففي الواقع ان هذا كلام يدخل في باب الرثاء، وقد تعودنا علي ذكر محاسن الموتي في الجنازات، ومؤكد ان خصمي اللدود في المنطقة الرائد صفوت الشريف لو مات، فسوف أرثيه بكلام جميل، فقط عليه ان يجرب ويموت، حتي اذكر محاسنه، وأدعو الله ان يجعل الفردوس الاعلي مثواه!
في الواقع فان فشل موفق حرب كان من المعروف لدي أصحاب (الحرة) بالضرورة، فالإجماع منعقد علي انها قد فشلت، وكذلك الحال بالنسبة لراديو (سوا)، وقد كُتبت مقالات ودراسات تؤكد هذا وتعززه، بعضها كان يدخل في باب الترصد، لان هناك من حسدوا صاحبنا علي هذه الهبة الأمريكية العظيمة، وكل العرب العاربة والمستعربة من عشاق البيت الأبيض، تصوروا أنهم أحق منه، حتي وان لم تكن لهم سوابق في العمل التلفزيوني، فكلهم قدموا أنفسهم علي أنهم ادري بشؤون المنطقة من حرب، وان حبهم العذري يؤهلهم لهذا المنصب، وكل من رأي بحكم الإخلاص انه جدير ببرنامج في (الحرة) يقدمه، ويؤكد من خلاله مواهبه الفتاكة، ولم يحصل عليه، هاجم أداء موفق حرب، ليكون هذا الهجوم هو الحق الذي يراد به باطلا. فلا يستطيع احد ان ينكر ان (الحرة) فشلت، مع ان الأموال المرصودة لها لو وجهت الي التلفزيون الليبي، فمن المؤكد انه كان سيصبح بقدرة قادر الـ (سي. ان. ان)، لكن احتشاد هؤلاء من اجل إبراز الفشل كان الغرض هو المحرض عليه، وقد ورد في الأثر ان الغرض مرض. بعضهم حرص من خلال ما رصد علي ان يقدم نفسه بديلا، مع ان أصحاب القناة لو استجابوا لهم، لظل الناس في الأقطار العربية ينظرون اليها علي أنها رجس من عمل الشيطان علي أولي الألباب ان يجتنبوه، ولتمت الدعوة الي مقاطعة الذين يقبلون الظهور علي شاشتها حتي يأكلوا أوراق الشجر، فهم يعلنون عمالتهم للأمريكان بدون خجل او وجل!
لقد كان من المتفق عليه ان (الحرة) محطة تلفزيونية لا تتخير في أدائها عن قناة النيل للأخبار، ولأن الوصول إلي أسباب ذلك يحتاج إلي جهد جهيد، فقد استعاض المتربصون برئيس القناة عن ذلك بالفهلوة. احدهم تصرف علي طريقة من لم يجد في الورد عيبا، فعايره بأنه احمر الخدين، مع ان موفق لم يكن وردا من الأصل، وقد تمثلت المعايرة، في ان الفشل مرده إلي ان صاحبنا حشد بجانبه جيشا من المذيعين اللبنانيين، مع أني أشاهد عددا لا بأس به من المذيعين المصريين، ولا اعتقد ان جنسيتهم تعتبر مبررا لان يلتف الناس حول (الحرة) عندما يشاهدونهم ويصيحون مبتهجين: المصريين أهم.
ولو قال انه استعان بعدد من المذيعين محدودي الخبرة والكفاءة، لبصمنا علي كلامه، فعدم لياقة الكثيرين من العاملين في القناة هو الأصل، بغض النظر عن جنسيتهم، وأنا يعجبني جميل عازر، وجمال ريان، وفيصل القاسم، ومحمد كريشان، وندي المهتدي، وعبد الصمد ناصر، وبولا يعقوبيان، وكاتيا ناصر، وداود الشريان، وميسون عزام، مع ان أيا منهم لا يحمل الجنسية المصرية، ولا أستطيع، لأسباب تتعلق بحرصي علي البعد عن أسباب الانفعال، ان أشاهد حلقة كاملة من برنامج المصري احمد منصور، في حين ان المصرية مني سليمان مثلت إضافة لقناة (الجزيرة) بهدوئها، وتمكنها، وحب الكاميرا لها، وتعجب عندما تعلم انها كانت تعمل في احدي قنوات التلفزيون المصري!
فالمشكلة ان موفق اختار كثيرا من المذيعين وهو نائم، وفي أحيان كثيرة أتصور انه استعان باللجنة التي تختار المذيعين والمذيعات للتلفزيون المصري، فكان طاقم (الحرة) في مجمله باهتا، هم أشباه مذيعين، وبرامجهم تشبه البرامج، ولا ادري كلما شاهدتهم، أتصور أنهم يمثلون دور المذيعين، أتحدث عن القاعدة التي لها استثناءات. وبعض البرامج من حيث الفكرة، والأداء، أتعجب كيف يمكن ان يتم تمريرها، في محطة تلفزيونية دولية، جاءت لتسحب البساط من تحت أقدام الجزيرة، فإذا بها تدخل في منافسة مع القناة الثامنة المصرية، التي تبث إرسالها لجنوب الصعيد، مع ان المبلغ السنوي المرصود لها يعتبر مهولا، ويمكنها من الاستعانة بأفضل الخبرات التلفزيونية من كل أرجاء البسيطة، وكأنه ـ يا الله ـ مال حرام، وشيوخنا علمونا ان الحرام يذهب من حيث أتي!
لقد سعدت عندما قرر برنامج (ساعة حرة) ان يخصص حلقة أسبوعية تبث من القاهرة، لكن سعادتي زالت عندما شاهدت عدة حلقات واكتشفت أنها باهتة، والضيوف يكررون، وخطة الحلقة لا يحددها مقدم البرنامج، فقد يحدث ان يسيطر اعلي الضيوف صوتا علي المذيع، علي النحو الذي حدث من الصحافي مكرم محمد احمد، في حلقة ضمت الدكتور محمد رجب القيادي بالحزب الحاكم، والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح القيادي بحركة الإخوان، بالإضافة الي مكرم الذي استولي علي البرنامج، وتمدد في الحلقة، وانزوي المذيع علي اثر ذلك، وفقد السيطرة علي المشهد!
وفي حلقة أخري استضاف الثلاثي أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام ، واثنين من مرؤوسيه، في حلقة استثنائية استمرت قرابة الساعتين، وتم تقسيمها إلي ثلاثة أجزاء، جزءان في الشأن السياسي، في قضيتين مختلفتين، وبنفس الضيوف، والجزء الثالث كان عن الأديب الكبير نجيب محفوظ، وبنفس الضيوف أيضا، مع انه لم يحدث ان علمنا ان لأي منهم اهتماما بهذا اللون، ومبلغ العلم أن اهتماماتهم الأدبية توقفت عند قراءة قصة (عقلة الإصبع) التي كانت مقررة علي الفصل الخامس الابتدائي!
وهو أمر لا معني له إلا ان يكون من باب التوفير، وحتي يثبت المسؤول عن البرنامج حرصه علي المال الأمريكي من التبديد، نظم ثلاث حلقات في حلقة، وبنفس الضيوف، وبمكافآت عن حلقة واحدة، حتي وان استمرت ساعتين. الأمر الآخر ان يكون التخطيط داخل القناة ارتجاليا، وان مقدم البرنامج تلقي اتصالا تليفونيا بتخصيص هذه الفترة الزمنية له، فلم يستطع ان يستدعي ضيوفا غيرهم، فضحي بالمشاهد الذي أصابه الملل، من اجل شغل الحيز الزمني، وكما قيل فان الشاطرة تغزل بساق حمار، ولا مؤاخذة!
القدس العربي
- 15-10-2006, 09:50 PM #109
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
اغتيال الرئيس بوش في سيناريو متخيل
صورة كبيرة للرئيس الأميركي جورج دبليو بوش على خلفية سوداء، في أسفلها تاريخ يشير الى سنة ميلاده وآخر الى وفاته. الناظر من قرب الى تفاصيل الصورة سيعثر على تاريخ آخر هو 27 تشرين الاول/اوكتوبر وعلى أسماء ممثلين ومخرجين. اذاً هذا ملصق لفيلم وليست نكتة ثقيلة لأعداء الرئيس. الملصق يخص الفيلم البريطاني الجديد "موت رئيس" Death of a President الذي افتتح الشهر الفائت في مهرجان تورونتو السينمائي حيث حاز جائزة النقاد الدولية وعثر على موزع له في الولايات المتحدة الأميركية هو "نيوماركت فيلم". ولكن الملصق المذكور ليس جزءاً من الحملة الدعائية للفيلم في اميركا وانما في كندا حيث ردود الفعل أقل حدة لأن لا خلاف هناك على لاشعبية بوش كما قال أحد أصحاب صالات السينما في كندا. عى أن الموزع يواجه صعوبات كبرى في عرض الفيلم في الصالات الاميركية بسبب موضوعه وبسبب توقيت عرضه ايضاً الذي يصادف قبل اسبوعين فقط من الانتخابات النصفية. يعلق مايك كانبل رئيس مجلس ادارة "ريغال غروب انترتاينمنت" أكبر سلسلة صالات سينمائية قائلاً: "نجد انه ليس لائقا عرض فيلم يصور اغتيال رئيس مازال في سدة الرئاسة بصرف النظر عن مواقفنا السياسية." اما سلسلة الصالات المنافسة "سينيمارك USA) فتميل ايضاً الى عدم عرض الفيلم.
تدور أحداث الفيلم في العام 2007 بعد تمرير ما يسمى "الخطة الوطنية 3"، ويبدو كوثائقي تلفزيوني الى ان تحدث نقطة التحول الدرامية. الكاتب والمخرج غابرييل راينج يخلط بواسطة التقنيات الرقمية صوراً حقيقية للرئيس بوش مع مشاهد تمثيلية لاغتياله وتداعيات ذلك. يصور الفيلم أميركا بقيادة ديك تشيني ولكن التركيز هو على بحث الشرطة الفيدرالية عن القاتل الذي يشتبه انه سوري الاصل. موزعو الفيلم يقولون انه بعيد من اية دعوة للعنف بل بخلاف ذلك يدعو الى التعاطف مع بوش!
جريدة المستقبل
- 16-10-2006, 09:35 PM #110
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
حان الاوان لانتصارات اسرائيلية جديدة تؤكد سيادتها للمنطقة من جديد
حزب الله يحتفل بانتصاره والعالم ينتقد اسرائيل
هل يا تري أضعفت المناظر المفزعة للقتلي اللبنانيين في الحرب الأخيرة، كما ظهرت يوما بعد يوم من علي شاشات التلفزة العالمية، اسرائيل أم قوتها؟ ومشاهد الاخلاء بالقوة من مستوطنات قطاع غزة؟ فالجمهور والقادة الاسرائيليون يجرون منذ سنوات نقاشات في مواضيع القوة والضعف التي لا تبرك وتضلل. يمكن أن نقترح هنا، وسيلة رياضية تقريبا لحساب أبعاد القوة والضعف المستقبلية لاسرائيل، ولأن نعطي بذلك أدوات قياس لاصحاب القرار عندنا في الدولة.
نتحدث عن تناقض: فالشيء الذي يُنظر اليه علي أنه يعطي العظمة في الشرق الاوسط، هو نفسه الذي يضعف اسرائيل في الغرب، وخصوصا في اوروبا، والذي يُنظر اليه علي أنه ضعف في الشرق الاوسط، يعطيها القوة الكبيرة في اوساط الرأي العام العالمي. ففي الشرق الاوسط يقدرون القوي، سواء كان ذلك أحمدي نجاد، صدام في حينه، وعلي العكس، شارون، الذي عُرف كقوي. ففي العالم الغربي يثير القوي مخاوف. ولكن، في الشرق الاوسط، لا يجوز أن تظهر كضعيف. بينما ذلك في الغرب نوع من العلو.يتناسب حجم التحرك الاسرائيلي نحو القوة في المنطقة، مع مدي وحجم الضرر (لها) في الساحة الدولية، وعلي العكس. فكلا التحركين ديناميكيان، لذلك فهما متعاكسان. واذا تحركا كلاهما معا يمكن أن تكون في الاتجاهين.
الاحتفاظ في المناطق يُنظر اليه علي أنه قوة اسرائيلية، بل يُحدث ضررا في الاوساط العالمية، وإظهار القوة في غزة يُنظر اليه في المنطقة كعلامة للقوة والردع، لكنه يحظي بانتقادات شديدة في العالم. وصور القتلي اللبنانيين نُظر اليها في الشرق الاوسط علي أنها للردع، لكنها أثارت انتقادات حادة جدا في العالم. والانسحاب (من غزة) أضعف صورة اسرائيل وردعها، ولكنه قوبل في العالم بترحيب كبير. والصواريخ التي أطلقها صدام حسين باتجاه اسرائيل أثارت معها موجة من العطف والشعور الوجداني العالمي، ولكنها في نفس الوقت شجعت الفلسطينيين واللبنانيين علي اطلاق صواريخهم باتجاه اسرائيل. التعميم ينسحب ايضا علي الفلسطينيين: فطالما ظهروا كضعفاء، زادت محبتهم في العالم، ومنذ اللحظة التي مثلتهم فيها حماس كأقوياء وذوي قدرة، نسيهم العالم.
إن كل خطوة من جانب اسرائيل منذ الآن، لا بد أن تأخذ في حسابها هذا التناقض علي اربع احتمالات:
الاسوأ من بينها هو أن تظهر اسرائيل كضعيفة في المنطقة وفي العالم معا، وهذه نتيجة ظهرت في نهاية الحرب اللبنانية الأخيرة. فحزب الله يحتفل بانتصاره، وفي المقابل انتقادات قاتلة في أرجاء العالم لاسرائيل.
ومن بين الخيارين القادمين: الأفضل هو الخيار الذي يعطي قوة وتفوقا في الشرق الاوسط علي ذلك الذي يعطيها القوة في اوساط الرأي العام العالمي. التجربة علمتنا أن إظهار القوة يبقي ساري المفعول في أذهان الشرق الاوسط لسنوات طويلة وبصورة عامة، وكذلك، فان اصلاح الضرر في الرأي العام العالمي يمكن اصلاحه بسرعة. الخيار الأفضل بكثير هو بالطبع، قوة اسرائيلية كبيرة في المنطقة يرافقها حالة جيدة في اوساط الرأي العام العالمي، وهذا ما حدث مثله في حرب الايام الستة عام 1967. ولكن ذلك صعب في هذه الايام، ولكن يمكن السعي الي ذلك. فالقيادة الاسرائيلية لا بد لها أن تخرج في عملية عسكرية قوية من خلال التبرير بوجود خطر حقيقي علي وجودها، وهي العملية التي جري الجزء الاول منها في الحرب اللبنانية. لذلك، فانه يجب علي اسرائيل استخدام المؤسسات الدولية، التي أهملناها كثيرا، ويمكن انشاء شبكة علاقات عامة جيدة يمكن تفعيلها واستخدامها عند الحاجة بسرعة. إن انتصارا واضحا ضد تهديد علي وجود اسرائيل سوف يُستقبل في العالم باعتراف وتفهم، وكقوة رادعة في المنطقة. فقد حان الوقت لانجازات اسرائيلية، التي لم يكن لديها مثلها منذ عقدين من الزمن.
غي باخور
(يديعوت احرونوت)
- 17-10-2006, 09:42 PM #111
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
فنادق مكة المكرمة والمدينة المنورة
تستعد لاستقبال مليون شخص في ليلة القدر
مكة المكرمة الحياة
يشهد قطاعا الفنادق والشقق المفروشة في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة خريطة أسعار جديدة لقضاء ليلة واحدة فقط، وهو حدث يمكن القول إنه يندر أن يشهده ذلك القطاع في دولة أخرى أو في مناسبة مشابهة.
هذه الليلة، التي جرت العادة على تحريها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ذات أهمية كبرى لقطاعي الفنادق والشقق السكنية والنزلاء أيضاً. فهي الليلة التي يتحرى فيها المسلمون تقريباً في كل أنحاء العالم، فهي «ليلة القدر»، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بأنها «خير من ألف شهر».
وعلى هذه الخلفية، ترفع الفنادق في المدينتين المقدستين، أقصى درجات الاستعداد لاستقبال النزلاء، الذين يتجاوز عددهم مليون شخص، من بينهم معتمرون ومواطنون سعوديون أيضاً.
بدورهم يحرص النزلاء على قضاء هذه الليلة في جوار الحرم المكي أو المسجد النبوي، وبما يرفع الطلب على الغرف في الفنادق والشقق المفروشة والدور السكنية.
وكشف مسح أجرته «الحياة» على الفنادق والشقق المحيطة والقريبة من الحرم المكي والمسجد النبوي، أن نسبة الحجوزات تجاوزت المئة في المئة تقريباً، ما يعني أن نسب الإشغال تصل أيضاً إلى النسبة نفسها. هذا إذا تجاوزنا أن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة بلغت خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان نسبة مئة في المئة.
وأظهر المسح أن سعر قضاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان بلغ في فنادق الدرجة الممتازة 1300 ريال (350 دولاراً)، و1000 ريال (266 دولاراً) في فنادق الدرجة الأولى، و650 ريالاً (175 دولاراً). أما في الشقق المفروشة فبلغ السعر في الدرجة الأولى 1000 ريال (266 دولاراً)، و750 ريالاً (200 دولار) و500 ريال (133 دولاراً).
ولا تشمل قائمة الأسعار السابقة مصاريف بنود الضيافة والإعاشة والانتقال، وهذا يعني أنه بإضافة مبلغ 500 ريال (150 دولاراً) كمعدل للانفاق على تلك البنود السابقة، سيبلغ سعر الإقامة في هذه الليلة 1800 ريال (500 دولار).
ويلاحظ أن قائمة أسعار الفنادق والشقق المفروشة السابقة في المدينتين لقضاء ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، لا تعد تجاوزاً لضوابط التسعيرة التي تحددها وزارة التجارة والصناعة السعودية، بل تنطبق عليها في شكل كبير. وتتبع فنادق مكة والمدينة نظام الأسعار الموسمية الذي حددته وزارة التجارة، الذي يتيح لها زيادة أسعارها بنسبة 75 في المئة لفنادق الدرجتين الممتازة والأولى و125 في المئة لفنادق الدرجة الثانية، و150 في المئة بالنسبة الى الدرجة الثالثة.
ويشار في هذا السياق إلى أن نظام الأسعار الموسمي ينحصر فقط في مواسم الحج والعمرة والإجازات. لكن بعض الفنادق بدأت أخيراً في وضع قائمة سعرية تشمل أسعاراً للأيام العشرين الأولى من شهر رمضان والأيام العشرة الأخيرة من الشهر. بيد أن الزيادة تعد طفيفة ولا تتجاوز كثيراً مبلغ 200 ريال (50 دولاراً).
أما بالنسبة الى الشقق المفروشة، فإن الضوابط التي أعلنتها وزارة التجارة والصناعة السعودية، حددت السعر في الوحدة السكنية من الدرجة الأولى بـ 800 ريال (213 دولاراً) في الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان، ترتفع إلى 1000 ريال (266 دولاراً) في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر. أما الشقق السكنية من فئة الدرجة الثانية فيبلغ ايجار الوحدة 600 ريال (160 دولاراً) في الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان ترتفع إلى 750 ريالاً (200 دولار) في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر نفسه، فيما تبلغ كلفة الوحدة السكنية في فئة الدرجة الثالثة 400 ريال (106.6 دولار) في العشرين يوماً الأولى من شهر رمضان ترتفع إلى 500 ريال (133.3 دولار) في الأيام العشرة الأخيرة.
واستوضحت «الحياة» مسؤولاً في وزارة التجارة والصناعة السعودية حول تسجيل الفنادق في مكة والمدينة عن حالات تجاوز الضوابط، فأكد أن وزارة التجارة «تنفذ جولات تفتيش مفاجئة على الفنادق والشقق المفروشة للتأكد من عدم تجاوز سقف الأسعار، حيث تعمد خلالها إلى سؤال النزلاء لتقصي الحقيقة». وأشار إلى أن عدد البلاغات «ضئيل جداً، وينحصر معظمها ليس في تسعيرة الوحدة السكنية بل في أسعار الخدمات الأخرى التي يحصل عليها».
وكانت شركة «آرثر أندرسون» الاستشارية الأميركية، أصدرت تقريراً عن أداء الفنادق الرئيسة التابعة للشركات الدولية، أكدت فيه نمو أداء الفنادق في مكة بنسبة 21.6 في المئة، وهي نسبة تضع المدينة المقدسة في المرتبة الأولى من حيث نمو أداء الفنادق في منطقة الخليج.
ويعتبر «آرثر أندرسون» من المؤشرات المعروفة في القطاع الفندقي، فهو يعتمد على عدد الغرف الجديدة التي ستضاف الى الصناعة الفندقية في مدينة ما عموماً، أو عدد الغرف التي ينبغي بيعها من غرف الفنادق لتحقيق الأداء الاقتصادي الأفضل لهذه الصناعة في أي مدينة. وقدرت الشركة الأميركية سعة الطاقة الفندقية في مكة بـ 298 غرفة، أي بما يزيد قليلاً على المدينة التي تبلغ فيها الطاقة 1340 غرفة.
من جهته، يعتقد مسؤول الاستقبال عبدالله باصالح في فندق «كندة» أن نسب الإشغال المرتفعة «تركزت في فنادق الدرجتين الممتازة والأولى لاعتمادها التشغيلي على توقيع عقود مبكرة مع مجموعات من البعثات الرسمية والشخصيات». ولفت الى أن نسب الإشغال في فنادق الدرجة الثانية بلغت 75 في المئة تقريباً، ويمكن أن ترتفع إلى أكثر من ذلك مع زيادة تدفق المعتمرين من السعوديين».
واستبعد المسؤول أن يواجه القطاع الفندقي «ضغطاً بسبب قلة المعروض من الغرف، إذ شهدت مكة أخيراً دخول مشاريع كثيرة مرحلة التشغيل بما يلبي الطلب المتزايد في مثل هذه الفترة».
بيد أن مسؤولاً في أحد الفنادق ألمح إلى أن فنادق الدرجة الثانية «تواجه ضغطاً إثر التغييرات التي لحقت بقطاع الشقق المفروشة، بعد صدور تنظيم هذا القطاع الذي نتج منه خروج كثير منها من السوق لعدم تلبيتها الشروط المطلوبة».
- 18-10-2006, 10:22 PM #112
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
المسلمون وجدل الإصلاح
نيكولاس كريستوف
يظهر الإسلام حاليا عبر موجات البث الإذاعي الغربي وكأنه دين متعصبين من القرون الوسطى، يحملون السيوف بأيديهم ويرتدون سترات مفخخة. وتعمقت هذه الأفكار، حينما اتهم البابا الإسلام بالعنف، وما ترتب عليه من احتجاجات الأصوليين ومقتل راهبة. لكن الصور العامة للإسلام التي نراها أحيانا ـ العنف باسم الله، والتزمت، وحالة الهوس بالماضي ـ تمثل أحجارا قليلة ضمن فسيفساء معقدة. ولا يمكن لتلك الصور أن تشرح سبب حقيقة كونه الدين الأكثر انتشارا على المستوى العالمي اليوم.
الإسلام في حالة تصاعد لنفس أسباب تصاعد المسيحية الانجليكانية. فكلاهما يقدم قواعد أخلاقية وتطمينات روحية ونظاما لأناس منزعجين من حالة الفوضى والتحلل السائد حولهم، وهما يقدمان الكرامة للفقراء.
وبينما خيط الأصولية حقيقي في الإسلام، فإن خيط الإصلاح هو الآخر حقيقي. وقد يجلب القرن الواحد والعشرون معه للإسلام ما تحقق للمسيحية في القرن السادس عشر، حتى بالنسبة لبلدان متشددة مثل إيران، يمكنك أن تلتقي بشخصيات كثيرة تشبه مارتن لوثر، وهؤلاء يدفعون صوب تحقيق إصلاح إسلامي. ومن أكثر العناصر المثيرة للدهشة لهذا الدفع صوب الإصلاح، هو بروز مدارس تسمى بـ«بالمناصرين للمرأة ضمن الإسلام».
كتبتُ كثيرا حول القتل لغرض غسل العار وأنواع أخرى من الإساءات التي تعاني منها النساء والفتيات في بعض البلدان المسلمة، ويظن الكثير من الغربيين أن الإسلام هو دين معاد للنساء. لكن النساء المسلمات انفسهن يمقتن هذا النوع من الوصاية الأبوية الغربية، لأنهن يردن تحقيق تساو في فرص العمل والمساواة ـ لكنهن في الوقت نفسه لا يردن أن يتخلين عن دينهن (بل وحتى عن أوشحة رؤوسهن).
وتجادل النساء المسلمات في أن القرآن رفع من مكانة المرأة، مقارنة بما كانت عليه في المجتمع العربي قبل الإسلام، فعلى سبيل المثال هو منع وأد الاناث وحدد تعدد الزوجات وهذا هو المطلوب اليوم: أي وجود روح أكبر للتقدم والتنوير، بدلا من البقاء في صياغات القرن السابع، التي تجمد المجتمع على حاله. وغالبا ما يكون الخلاف حول الآيات القرآنية. فعلى سبيل المثال هناك بعض الإشارات إلى أن القرآن يسمح بأربع زوجات كطريقة للعناية باليتامى بعد الحروب التي تؤدي عادة إلى ترك الكثير من النساء أرامل. لذلك فإنهن يعدن تأويل الآية ويقلن إنه في عالم اليوم، لا ينطبق الحال على ما كان عليه آنذاك.
إضافة إلى ذلك، فإن النساء السعوديات يجادلن أحيانا بأنه طالما كانت زوجة الرسول محمد تقود الإبل، فإنه من اللازم السماح لهن اليوم بقيادة السيارات. ,ومن جهة اخرى تقول شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام من إيران، في سيرتها الذاتية «الإسلام مثل أي دين آخر قابل للتأويل. ويمكن تأويله لقمع النساء أو لمنحهن الحرية». وقدمت أكاديميات مسلمات، مثل فاطمة المرنيسي من المغرب الأدلة التي تثبت أن عائشة، صغرى زوجات الرسول محمد، قد عارضت بشدة الشوفينية الموجهة ضد النساء، بل هي تعتبر أول امرأة مسلمة نسوية (مناصرة لحقوق النساء).
كل ذلك يؤكد حقيقة أن الإسلام أكثر تعقيدا مما تسعى العناوين الرئيسية الى أن توحي به، ففيما يجذب العنف والأصولية كل الانتباه نكون قد أغلقنا عقولنا، إن نحن تجاهلنا الجدل الدائر حاليا داخل العالم الإسلامي، وقد يكون ذلك خطوات صوب إصلاح إسلامي.
الشرق الأوسط
- 19-10-2006, 09:52 PM #113
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
أسئلة مازالت تبحث عن إجابة
بقلم : د. قدري حفني
إن النطر إلي ماجري ويجري في لبنان بعقل بارد لايعني التزام الحياد بين الأطراف المتصارعة, خاصة إذا صدرت الرؤية عن هوية مصرية عربية مسلمة تحلم بالسلام وبزوال الاحتلال, فلا جدال في أن مقاومة الاحتلال حق مشروع, ولاشك كذلك في أن تلك المقاومة المشروعة تشمل جميع أشكال المقاومة, وليس من شك في أن إسرائيل كانت ومازالت تحتل أجزاء من سوريا وفلسطين ولبنان, ومن ثم فمن حق أبناء هذه الدول مقاومة الاحتلال. تلك كلها حقائق موضوعية لاينكرها أحد حتي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ويبقي بعد ذلك أن يختار المقاومون توقيتات وأساليب مقاومتهم, وهم قد يخطئون في اختياراتهم, ويتحملون مسئولية قراراتهم مهما كانت باهظة, ولكن ذلك كله لايمكن أن يسقط عن المقاومة مشروعيتها, ولا أن يحول المعتدي عليه إلي معتد, ولا أن يحول الخطأ إلي خطيئة, ولا أن يكون بحال مبررا للاستسلام, ومن ثم فقد يكون السيد حسن نصر الله أخطأ التوقيت أو التقدير, أو استدرج وفقا لخطة مسبقة, فليس من بشر منزه عن الخطأ, ولاجدال في أن القائد مسئول عن أخطائه, غير أن كل ذلك ـ لوصح ـ ينبغي ألا ينفي حق الشعوب في مقاومة الاحتلال.
ليس من شك في أن لإسرائيل ـ بل لأية دولة ـ خططها المعدة سلفا لتحقيق أهدافها, وليس من شك كذلك في أن استكشاف تلك الخطط يكون ضمن أولويات الأطراف جميعا, لذلك فليس من المتصور لمن هو في مثل حنكة وتمرس السيد حسن نصر الله أن يكون قد بني حساباته علي استبعاد أن تنتهز إسرائيل تلك الفرصة لتنفيذ خطتها لتدمير قوي حزب الله بعد أن تمكنت من إحباط جهود السلام, خاصة وقد بدأت ذلك بالفعل بعد أسر المقاومة الإسلامية الفلسطينية جنديا إسرائيليا, إذ وجهت عدوانها إلي الفلسطينيين دون تفرقة بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية. كان الهدف مزدوجا: خنق قوي السلام, وإضعاف قوي السلاح في نفس الوقت لتسود حالة من اليأس والتشاؤم مما يوجد المناخ المناسب لتصاعد العنف والتطرف الطائفي وربما اشتعال الحروب الأهلية الطائفية, ومن ثم تيسير إعادة تقسيم المنطقة.
لقد اختار السيد حسن نصر الله يوم12 يوليو2006 توقيتا بدا له مناسبا لفتح ملف استعادة الأسري بأسر جنديين بهدف التفاوض عبر طرف ثالث لمبادلتها مع أسري في السجون الإسرائيلية, واختيار التوقيت يقوم علي قراءة ردود الفعل المتوقعة من جانب العدو, وكذلك من جانب الأطراف اللبنانية والإقليمية والدولية.
ليس من المتصور أن يكون السيد حسن نصر الله قد بني حساباته علي توقعات تختلف عما جري من ردود فعل لبنانية, وهو من شهد له الجميع بنفاذ البصيرة في قراءة خريطة علاقات القوي السياسية اللبنانية, ومن ثم فمن المستعبد أن تكون ردود الفعل لتلك القوي قد فاجأته بأي حال.
وليس من المتصور لمن هو في مثل حنكة وتمرس السيد حسن نصر الله أن يكون قد بني حساباته علي توقعات تختلف عما جري من ردود فعل إقليمية عربية, فلم يكن مفاجئا بحال أن تعلن مصر والأردن تمسكهما باتفاقية السلام, وألا يتجاوز سقف رد الفعل العربي المعلن ـ بما في ذلك الموقف السوري ـ حدود الشجب والإدانة.
أما علي المستوي الدولي, فإن أحدا لم يكن يتوقع من الولايات المتحدة غير ماصدر عنها من مواقف لاتعبر فحسب عن تلك المساندة التقليدية لإسرائيل, بل تتجاوز ذلك إلي سعي معلن لإعادة تخطيط الشرق الأوسط وفقا لخريطة أمريكية جديدة للعالم.
ليس من المتصور أيضا أن يغيب عن من هو في مثل خبرة السيد حسن نصر الله ماتؤكده حقائق العلم الاجتماعي وعلم النفس السياسي تحديدا من أن البشر يتوحدون, ويتكاتفون في مواجهة الخطر, وأن حقائق تاريخ الصراع مع إسرائيل تؤكد فعالية بل وتفعيل تلك الحقيقة, فيتوحد الإسرائيليون ويزداد خفوت أصوات دعاة السلام ويتصاعد التطرف يمينا, مع دوي المدافع والصواريخ.
ليس من المتصور كذلك لمن هو في مثل حنكة وتمرس السيد حسن نصر الله أن يكون قد بني حساباته علي توقع أن يتصاعد رد فعل الشارع العربي بحيث يجبر الحكومات علي اتخاذ مواقف تساند حزب الله بالأفعال وليس بالكلمات. لقد كان سقف شعارات المظاهرات العربية الغاضبة هو المطالبة بإغلاق السفارتين الإسرائيليتين في مصر والأردن والإعلان عن تأييد المقاومة وشجب العدوان الإسرائيلي والموقف الأمريكي.
السؤال الذي مازال قائما ملحا هو: تري كيف بني السيد حسن نصر الله حساباته؟ هل نلتمس الإجابة لدي السيد حسن نصر الله نفسه؟ أم نلتمسها عند أطراف إقليمية خارج لبنان؟ أم تراها عند طرف بعيد خارج المنطقة بأسرها؟
الأهرام
- 20-10-2006, 10:33 PM #114
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
السابقون بالخيرات
يقول الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)فاطر32
لقد اصطفى الله هذه الأمة على غيرها، فجعلها أمة وسطاً، شاهدة على غيرها من الأمم وجعلها خير أمة أخرجت للناس وهذا فضل من الله عظيم، وقد انقسم الناس في هذه الأمة إلى ثلاثة أقسام: الأول هو الظالم لنفسه وهو المقصر في فعل الواجبات كالصلوات المكتوبة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت والتفقه فيما يلزم لأمور حياته وصلة الرحم المحرم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و لزوم الجماعة وهو المرتكب لبعض المحرمات كالكذب والغيبة والنميمة والظلم وعقوق الوالدين والتجسس على المسلمين وموالاة الكافرين، والثاني هو المقتصد وهو المؤدي للواجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض المندوبات كالتبكير إلى الصلاة وإجابة المؤذن وصلاة النافلة في البيت وصوم التطوع والصدقة النافلة وقيام الليل وزيارة القبور ويفعل بعض المكروهات كأن يصلي النافلة في الأوقات المكروهة أو يتداوى بالنجس والمحرمات، أما الثالث فهو السابق بالخيرات بإذن الله وهو الفاعل للواجبات والمندوبات التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات كأن يترك لباساً معيناً أو لا يأكل طعاماً معيناً أو أن لا يقبل الهدايا ، قال ابن عباس: "السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم". وقال أيضاً "إن المقتصد يحاسب حساباً يسيراً"، إذن فالكل يدخل الجنة ولكن هناك فرق في المنازل فيها، عن محمد بن الحنفيه قال: إنها أمة مرحومة، الظالم مغفور له والمقتصد في الجنان عند الله والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله".
وقد جاءت الآيات في بداية سورة الواقعة تبين أقسام الناس وتتحدث عن السابقين بالخيرات، قال تعالى: (وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً{7} فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ{8} وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ{9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{12} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ{13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ{14} ). فقوم عن يمين العرش وهم الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم وهم جمهور أهل الجنة، وآخرون عن يسار العرش وهم الذين يؤتون كتبهم بشمالهم وهم عامة أهل النار، وطائفة سابقون بين يدي الله عز وجل وهم أحظى وأقرب من أصحاب اليمين فيهم الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء وفيهم المبادرون إلى فعل الخيرات فهم السابقون السابقون العاملون بقوله تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)الحديد21 ، فمن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة فإن الجزاء من جنس العمل لذلك قال عنهم ربهم (أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) ، والسابقون قليلو العدد لقوله تعالى ( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِين َ* وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) ، عن أبي هريره قال لما نزلت هذه الآيات شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآيات (ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِين ** وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِين) الواقعة 39-40 فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم النصف الثاني".
فهنيئاً لمن سابق بالخيرات، لمن بادر بالأعمال الصالحة هنيئاً له حسن المقام وجزيل الثواب في جنات النعيم في الفردوس الأعلى في رفقة النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، فمن أراد أن يكون من ثلة السابقين بإذن الله عليه بتقوى الله والمسارعة إلى مغفرته ممتثلاً قول الله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)آل عمران133 ، عليه أن يطع الله ورسوله وأن يتحاكم إليهما ، عليه أن يكون من الذين قال عنهم سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{51} وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ{52}) النور .
من السابقين بالخيرات بإذن الله هؤلاء الذين يبذلون أموالهم ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله هؤلاء الذين قال سبحانه وتعالى عنهم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )الأحزاب23
من السابقين بالخيرات بإذن الله هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لإعزاز الدين ونصرته في صدر هذه الأمة من المهاجرين والأنصار من الصحابة الكرام أمثال مصعب بن عمير و أسيد بن حضير وأسعد بن زراره و سعد بن معاذ .
من السابقين بإذن الله هؤلاء القابضين على دينهم، الغرباء في مجتمعاتهم لتمسكهم بدينهم، هؤلاء الذين أثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة في قوله: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء".
من السابقين بإذن الله هؤلاء الذين نالوا مرتبة عالية يغبطهم الأنبياء والشهداء عليها، هؤلاء الذين اجتمعوا على كتاب الله لم تجمعهم أموال أو أرحام ، جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه ، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله صفهم لنا وجلهم لنا قال : قوم من أفناء الناس من نزاع القبائل ، تصادقوا في الله وتحابوا فيه ، يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون ، هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
من السابقين بالخيرات بإذن الله العاملين في هذه الأيام لإقامة سلطان الإسلام وتوحيد الأمة بإقامة دولة الخلافة لتحكيم شرع الله وحمل الإسلام رسالة هدى ونور للبشرية جمعاء ، العاملين في وقت وجدت فيه ثلاث فئات من الناس بالإضافة إلى الكافر المستعمر الذي يشن حرباً فكرية وسياسية واقتصادية وعسكرية على الإسلام والمسلمين وبلادهم ، الفئة الأولى تتمثل في تلك الحفنة من شرار الخلق الذين نصبوا حكاماً على المسلمين، ومعهم من يعاونهم ويقف بجانبهم من وزراء وقضاة وعلماء ومعهم أيضاً أناس من المسلمين يستهزئون بالعمل ويستخفون بالعاملين ، فنقول للعاملين عن هذه الفئة بالإضافة إلى الكافر المستعمر قول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ{94} إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ{95}) الحجر ، وقوله سبحانه وتعالى : 0فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) الروم60 وقوله تعالى {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34 ، أما الفئة الثانية فهم من تغلغل اليأس والقنوط في قلوبهم ، يستبعدون إقامة دولة الإسلام من جديد لما يرونه من قوة الكافرين وضعف المسلمين ، كأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى يعد عباده المؤمنين بالنصر والاستخلاف والتمكين : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) النور55 والله منجز وعده ومن أصدق من الله قيلاً قال سبحانه : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)غافر51 ، وكأنهم لم يسمعوا ببشرى رسول صلى الله عليه وسلم لنا بأنه ستكون في بيت المقدس بيعة هدى، وسيكون بيت المقدس عقر دار الإسلام قال:"هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ولا يخرجها قوم فتعود إليهم أبداً" وهذا لا يتحقق بدون دولة الخلافة ، أما الفئة الأخيرة فهم من وقفوا متفرجين كأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو من بعيد ، يمدحون العمل ولا يعملون....
فمن أراد أن يكون من السابقين بالخيرات بإذن الله عليه أن يبادر بالأعمال الصالحة قبل أن يسبق عليه الكتاب قال تعالى : (... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان34 والقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء... فلنكن من السابقين بالخيرات بإذن الله المبادرين بالأعمال الصالحة كالذين كانوا في صدر هذه الأمة ، مثل القوم الذين توجهوا الى الكعبة وهم في الصلاة ركوع بعد أن كانوا متجهين إلى بيت المقدس وعلموا حينها أن القبلة قد تحولت إلى الكعبة فتحولوا من فورهم ، أيضاً جاء في حديث أنس " فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض ؟ قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يحملك على قول بخٍ بخٍ ؟ قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال : فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منها، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل "هؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، الذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في المسابقة بالخيرات، والمبادرة بالأعمال، والمسارعة إلى جنة عرضها السماوات والأرض، والأمة في كل عصر لا تخلو من أمثال هؤلاء القوم وأمثال عمير، لا تخلو من المسارعين الذين يستجيبون لربهم ويشرون أنفسهم ابتغاء رضوانه.
فلنكن من السابقين بالخيرات بإذن الله من الغرباء ونزاع القبائل ليرضى الله عنا ويكرمنا بنصره في الدنيا وبالدرجات العليا يوم القيامة .
الكاتب: أبو أحمد(م)
مجلة أقلام
- 22-10-2006, 07:32 AM #115
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
أربعة سيناريوهات للخروج من كابوس العراق
هو العراق الذي يشغل العالم ويحدّد اليوم الاتجاهات السياسية للولايات المتحدة وبريطانيا. هذا ما تُبرزه الصحف البريطانية الصادرة اليوم والتي عكست أزمة العراق في مختلف جوانبها لا سيّما بعد تنامي الحديث عن مراجعة واشنطن لإستراتيجيتها التي لم تفلح في وضع حد للعنف المتزايد هناك.
في هذا الإطار نشرت صحيفة الـ"أوبزرفر" تقريرا خاصا حول العراق الذي بات "يلاحق أمريكا في الداخل". وانطلق التقرير من فكرة أن "الشكوك بشأن العراق بدأت تتبلور منذ أشهر مع ارتفاع عدد القتلى. الأسبوع الماضي بلغ الأمر نقطة محورية مع بدء الزعماء السياسيين في واشنطن ولندن بالتفكير علنا بأنهم خسروا الحرب".
"سم سياسي"
ويعرض التقرير للتحوّل في مواقف ووجهات نظر الأمريكيين وصحافتهم بشأن الحرب على العراق حيث كانوا يعتبرون منذ فترة أن "القتلى الذي يسقطون في العراق هم ثمن ضروري، أما الآن فإن الأغلبية تعتبرهم خسارة غير مجدية".
وتوقف التقرير عند ما تُظهره استطلاعات الرأي عن الاستياء المتزايد عند الأمريكيين من سياسة الرئيس جورج بوش في العراق، والتي تعني "أن الديمقراطيين ليسوا الوحيدين الذين يتحدّون الرئيس الأمريكي بشأن العراق وإنما جمهوريون أيضا باتوا يخشون من أن يؤدي موقف البيت الأبيض الرافض للاعتراف بحقيقة الوضع في العراق إلى حرمانهم من السلطة."
وفي معرض تغطيتها للمخارج المقترحة "لتلك السياسة التي يعتبر كثيرون اليوم أنها تحوّلت سمّا سياسيا"، تتحدث الصحيفة عن أربعة سيناريوهات أو احتمالات تشكّل الاقتراحات المتداولة "لإنهاء كابوس العراق".
يقوم الاقتراح الأول على تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق كردية في الشمال وسنيّة في الوسط وشيعية في الجنوب. أما الخطة الثانية فتلحظ طلب مساعدة إقليمية ودعوة إيران وسوريا والسعودية إلى دخول العراق.
البديل الثالث هو في الانسحاب الفوري للقوات الأمريكية، بينما يُمكن في اقتراح رابع اللجوء إلى جدولة هذا الانسحاب.
وفي كافة الحالات بحسب الصحيفة، فإن "الصعوبة بالنسبة للحكومة البريطانية تكمن في أن نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية هي التي ستُحدّد السياسة الأمريكية في العراق: فإذا لم يحقق بوش نتيجة جيّدة، يكون الانسحاب المبكّر هو الاحتمال الأبرز، أما إذا خالف التوقعات وتمكن من تحقيق نتيجة جيّدة فقد يكون من الممكن إرسال المزيد من القوات إلى العراق لمحاولة التصدي للمسلحين".
وتضيف الـ"أوبزرفر": "بالنسبة لبريطانيا الشريك الأصغر في التحالف، فهي ستتأثر دون أي شك بالسياسة الأمريكية الجديدة مهما كانت. إلا أن تلك السياسة لا تزال غير واضحة، وهو ما يحمل السياسيين البريطانيين على شراء الوقت حتى يتبيّنون الاتجاه الذي سيسلكه بوش".
خياران سيئان
من جانبها، تحدّثت صحيفة الـ"اندبندنت" عن "خطأ، انسحاب وعار".
فقد رأت الصحيفة في افتتاحيتها أن "معركة العمارة ليست سوى مثال على عمق الأزمة التي بات فيها العراق بسبب التدخل الأمريكي-البريطاني فيه. فإذا بقي البريطانيون في العمارة، يصبحون هدفا "للمقاومة". وإذا ما انسحبوا منها فإن الميليشيات الموالية لمختلف الفصائل الشيعية تقاتل للسيطرة عليها".
وتضيف الـ"اندبندنت": بقاؤنا أو رحيلنا من جنوبي العراق سيتسبب بحمام دم. أيّ من الخيارين ليس بالمثالي وهما دليل أكيد على خطأ غزو العراق منذ البداية".
وتنبّه الصحيفة إلى ما تسمّيه "أمثولة التاريخ" حيث أن لا مفرّ من الانسحاب وأن بعد حدود معيّنة البقاء في مكان كالعراق لأغراض سياسية داخلية، يزيد الأمر سوءا".
لقاء سري في الأردن
ليس بعيدا عن هذا السياق، نقلت صحيفة الـ"صنداي تايمز" أن مسؤولين أمريكيين عقدوا لقاءات سريّة مع زعماء الجماعات العراقية المسلّحة في عمّان العاصمة الأردنية.
وذكرت الصحيفة أنه لم تصدر أية تفاصيل حول المحادثات، إلا أن مصدرا عراقيا قريب من المفاوضات قال إن المشاركين التقوا ليومين على الأقل.
وفي معلومات الصحيفة أن من بين المشاركين، ممثلون عن "الجيش الإسلامي في العراق"، إحدى أبرز الميليشيات السنية وممثلون عن الحكومة الأمريكية.
وبحسب مصدر الـ"صنداي تايمز" فإن الطلب الرئيسي "للجيش الإسلامي"كان إطلاق سراح المساجين المعتقلين من قبَل الولايات المتحدة في سجون الدول الحليفة لها.
وترى الصحيفة أن "المحادثات مع المسلّحين السنّة هي إشارة إضافية على أن القوات الأمريكية في العراق تعيد التفكير في تكتيكاتها. وتتزامن هذه المحادثات مع جهود متوازية لاقناع الميليشيات الشيعية بوقف العنف من جانبهم".
وفي هذا الإطار، التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يقود "جيش المهدي"، حسب ما ذكرت الصحيفة.
معركة الأفكار في بريطانيا
في شأن آخر، توقفت صحيفة الـ"صنداي تلغراف" عند اجتماع طارىء عقده وزير الداخلية البريطاني جون ريد منذ حوالي العشرة أيام لوزراء آخرين ومسؤولين أمنيين "لتحذيرهم من خطر أن تخسر الحكومة "معركة الأفكار"، وسط تنامي خطر المجموعات الإسلامية المحليّة".
وقد ذكرت الصحيفة نقلا عن وزراء أنه يتم التحقيق في حوالي 30 "مخططا إرهابيا" وأنه يُشتبه بحوالي 1500 شاب مسلم في الضلوع في هذه المخططات.
وحسب الـ"صنداي تلغراف"، فإن الحكومة "تلجأ إلى سلاح أساسي في صراعها للفوز بالقلوب والأذهان، وهو قرارها تمويل موقع الكتروني إسلامي أقرب إلى المعتدلين".
وتضيف الصحيفة في خبرها الأساسي أن "الحكومة أنتجت حوالي 100 ألف قرص مدمج يروّجون للإعتدال ووزّعتهم مجانا للطلاب المسلمين في ما يبدو أنها خطوة مضادة للتصدي لأقراص الجهاديين التي يتم تداولها في الجامعات والمدارس".
وبعد الاجتماع المذكور، قال وزير للـ"صنداي تلغراف" إن رئيس الوزراء توني بلير أصدر أمرا باتخاذ موقف أكثر صرامة في الحرب ضد المتشددين داعيا إلى العمل مع الزعماء في المجتمع الإسلامي، مشيرا بذلك إلى اتخاذ موقف انتقادي من مجموعات كمجلس مسلمي بريطانيا.
من ناحيتها أعلنت وزارة الداخلية للصحيفة أنه "ليس من اللائق التعليق على هذا النوع من الاجتماعات".
الـ"أوبزرفر"
- 24-10-2006, 02:43 AM #116
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
اللواء احتياط يوسي بيلد:
المواجهة مع حزب الله اكيدة
.. وايران نووية تخل بالتوازن وتعتبر نهاية للردع الامريكي كان يجب الحديث مع حركة حماس.. ولا مانع لدي من الحوار مع سورية ولكن لا انسحاب من الجولان
حذر من تسونامي اسلامي. قد يؤدي لوصول الاخوان للسلطة في مصر
يكاد اللواء يوسي بيلد يصاب بالخوف عندما يُسأل عن دخول السياسة. ليس ذلك سهلا عليه مع نقد الجيش الاسرائيلي الذي يصدر عنه ولا يسهل عليه مع النقد اللاذع الذي وجه اليه في أعقاب انضمامه الي نتنياهو. قبل انتخابات 1996 انتسب الي الليكود ودعا الي تأييد نتنياهو. في 1997، قبل سنتين من تحويله تأييده الي ايهود باراك، انقض علي نتنياهو برسالة علنية في صحيفة معاريف : أشكك في قدرتك علي فهم ما هو الاخلاص، وما هي الصداقة ، كتب. كيف تجرأت علي خداعي، لا في المجال الشخصي، بل في مجال القيم، والأمن والمجتمع في هذه الدولة.. أنت خيبة أمل كبيرة، أنت تبث الذعر، وأنت تبث انعدام الزعامة، وانعدام الاستقامة الشخصية والعامة.. أنا خجل مخزي لأنني ناصرتك.. .
كنت هنا وعُدت الي هنا
يوسي بيلد، نفس نتنياهو الذي انقضضت عليه، هل يستحق اليوم أن يترأس الحكومة؟
في الوضع الحالي هو الأكثر استحقاقا.
أذكرك، أنت الذي كتبت عنه أنه لا اصدقاء له، ولا إله له، وأنه يقود الدولة الي الضياع.
عندما بدأنا نلتقي الآن، في اثناء الحرب وبعدها، كان راسب هذه الرسالة يجثم بيننا. لم نتحدث في ذلك، لكن الرسالة قامت في الهواء. ليست تلك رسالة بسيطة. وآنذاك، بعد أن تحدثنا في الوضع وبعد أن طرح الي بيبي التحدي حاولنا أن نعيد بناء الثقة بيننا. وما قلت له هو اسمع يا بيبي، سأكشف لك سرا شخصيا وأطلب اليك ألا تكشف عنه علي الملأ: نضجت بعشر سنين . وعندها قال لي يوسي، سأكشف لك سرا مني: أنا ايضا نضجت بعشر سنين . وهذا صحيح حقا. لقد نضج ونضجت وأدركنا كلانا أنه من اجل مواجهة الواقع يجب علينا أن نتغلب علي رواسب الماضي.
ما الذي تغير؟ لماذا ينهض يوسي بيلد فجأة في الصباح ويقرر أنه أهل لأن يكون وزيرا؟
ما حدث هو الحرب. وجهت الي الحرب ضربة شديدة للوعي. لقد فتحت لي رأسي. فكرت دائما أن دولة اسرائيل مثلث متساوي الاضلاع: الاقتصاد، والأمن، والتربية.
هل الوضع شديد جدا حقا؟ هل يحتاج الجيش الاسرائيلي الي اعادة بناء؟
اسمع، الجيش الاسرائيلي عزيز علي جدا، لكن في السنين الأخيرة اختل شيء ما. حدث لنا شيء سيء جدا. فقدنا الاتزان بين الأذرع، ونشأ تصور يقول ان سلاح الجو سيحل كل مشكلة. وبنوا هنا عجلا ذهبيا اسمه التكنولوجيا. اعتقدوا أن التكنولوجيا تستطيع حسم الحرب. ولهذا يوجد الجيش البري اليوم في ضائقة شديدة. ما يجب فعله هو تدريب انهاض للجيش البري.
هل أصبح الجيش البري الاسرائيلي جيشا ضعيفا؟
في سنة 1998 كتبت الي رئيس الحكومة والي وزير الدفاع رسالة حذرت فيها من أن الحرب القادمة ستكون مع الكثير من التكنولوجيا، والكثير من السلاح الذكي والكثير من السلاح الدقيق، ولكن لن يكون جيش. لن يكون جيش في الأسفل. لن يكون من يحارب ومن ينفذ. وهذا ما حدث علي وجه الدقة في حرب 2006. أرجو ألا تفهمني فهما غير صحيح: يُحتاج الي سلاح جو قوي، ويُحتاج الي تكنولوجيا ممتازة. لكن يجب الحفاظ علي التناسب. وهنا، ولسنين، فقدنا التناسب. انفصلنا عن الواقع. ضيقنا عدد القوات، وقللنا من التدريبات. دربنا القادة في سيارات الجيب والكوموندارات بدل التدريب الحقيقي. نشأ وضع أصبح فيه قائد اللواء قائد فرقة من غير أن يكون قاد لمرة واحدة تدريبا لوائيا حقيقيا. ألغوا التدريبات الأساسية. وأفسدوا الجاهزية في الحد الأدني.
المسؤول عن الهزيمة
من المسؤول عن هذا الفشل؟
كل من قاد الجيش في السنين الست أو السبع الأخيرة.
هل هو بوغي؟
بوغي هو أحد الوقوف الرئيسيين في هذه القصة كلها.
هل هو موفاز؟
كان موفاز رئيس اركان وبعد ذلك علي الفور وزير دفاع في توالٍ لما يقرب من ست سنين أو سبع تقريبا.
وماذا عن القيادة الحالية؟ اولمرت ـ بيرتس ـ حلوتس؟
يتحمل المسؤولية من أخذ علي عاتقه قرار الخروج الي الحرب في هذه الظروف وفي هذه المعطيات ومن أدار الحرب كما أدارها. لا يخلصه من المسؤولية حقيقة أنه تولي عمله لبضعة اشهر بائسة فقط.
هل تري أن من الصحيح أن تستقيل القيادة الحالية؟
ليس الامر أمر الصحة. لا مفر. يشعر الجمهور بعدم الثقة. بالقلق. انه يسأل نفسه هل نحن قادرون علي دخول مواجهة اخري مع هذا التركيب. لهذا لا مفر.
لكن زعم القيادة هو أن الحرب لم تنته نهاية سيئة جدا. وجدت انجازات سياسية. وضُرب حزب الله.
كان في الحرب عدد من الانجازات الرائعة. يجب امتداح الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو ودان حلوتس لانهم منعوا الصواريخ بعيدة المدي من السقوط في المكان الذي نجلس فيه الآن، في وسط تل ابيب. لكن كانت في الحرب أمور مقلقلة. الجبهة الداخلية، والقيمية، ومكان القادة، والتمسك بالمهمة، وعدم استعداد القوات، وعدم قدرتنا علي الوصول الي حسم. سببت لي هذه الامور صدمة.
شرق أوسط بلا اسرائيل
أوجد عندك ذعر وجودي؟
لا بالنسبة لهذه الحرب. لا للحظة واحدة. ولكن بالنسبة للانعكاسات ـ أجل. لقد قلبت الحرب رؤوس السوريين. لهذا اذا كنا حتي حرب لبنان بعيدين جدا جدا جدا عن حرب مع سورية، فاليوم نتيجة الحرب، لن تفاجئني مواجهة مع سورية بمبادرة سورية.
أنت تحذر من عملية خاطفة سورية في الجولان تكون لها مميزات حزب الله.
بالضبط. لهذا أقول انه لا يحل لنا أن ننام الان. يجب أن نعيد سريعا جدا للجيش الاسرائيلي قدراته. أن نزيد النفقات. وان نغير ترتيب الاوليات. هذا صعب ولكن لا يوجد ما نفعل. تخيل ان تنجح عملية سورية لاعادة الجولان بالقوة . تخيل ماذا ستكون معانيه، ان ذلك لم ينته عند طبريا ونهر الاردن. لهذا يجب علينا الان ان نعمل. اذا لم نفعل ذلك من الفور فسنعيش عددا من السنين الجيدة بعد وعندها لن نكون ههنا. من الممكن جدا الا نكون ههنا.
لكن قد توجد سبيل اخري. ربما يمكن أن نعيد الي السوريين هضبة الجولان مقابل اتفاق سلام.
أنا مستعد للتحدث الي السوريين. أنا مع التحدث، ولكن في الامد المنظور لا يجب التنازل عن هضبة الجولان.
أتتوقع مواجهة قريبة أيضا مع حزب الله؟
بلا شك. لا اعتقد أن المسألة مسألة اشهر. مع كل ذلك تلقوا ضربة في هذه الحرب. لكن لايران مصلحة في ابقاء اسرائيل تحت الضغط. وسبيل فعل ذلك من طريق حزب الله. لهذا سيبحثون عن اليوم الملائم، وعن التأييد الملائم وعن الذريعة الملائمة لتسخين المنطقة من جديد. يجب الاستعداد لذلك ايضا.
أنتَ في الحقيقة تقول انه يجب علي اسرائيل أن تستعد لتسونامي.
يجب الاستعداد لتسونامي اسلامي، بلا شك. لا اؤيد اثارة الحماسة. لكنني اعتقد أننا نواجه تسونامي اسلاميا. ويجب أن نتذكر أنه كما سقط الشاه فان مبارك يمكن أن يسقط. واذا وجد الاخوان المسلمون مع السلطة في مصر، فانهم سيلغون في غضون 72 ساعة اتفاق السلام مع اسرائيل. أهذا سيناريو خيالي في رأيك؟ الا يمكن ان يحدث هذا؟
في هذه اللحظة تقلقني ايران أكثر. كم من الوقت بقي لنا في وجه ايران؟
أعتقد أننا ندبر الامر في وجه ايران علي محور زمني مقداره سنتان أو ثلاث. قد يكون هذا القول متفائلا. قد يكون المحور الزمني اقصر.
هل ستصبح ايران ذرية في غضون سنتين؟
إفهم يا آري: ايران عالم مغاير. هذا تهديد وجودي مباشر لاسرائيل. لكن الولايات المتحدة أيضا لن تكون القوة العظمي كما هي اليوم. لا تستطيع ان تتصرف مثل شرطي عالمي. ان ايران الذرية ستردع الاوروبيين يقينا. لهذا فان الحديث عن الاخلال بالتوازن العالمي. لكن الاخلال بهذا التوازن سيزيد تهديدنا فقط. وبالاضافة الي التهديد المباشر سيوجد ايضا تهديد فقدان مظلة الدفاع الدولي عن دولة اسرائيل.
اذا كان الامر كذلك، فان معني كون ايران ذرية هو أن اسرائيل في وقت مستعار.
أجل، يوجد خيار كهذا. لهذا يجب علينا منع هذا التهديد.
أبكل ثمن؟
بكل ثمن.
وهل نملك القدرة علي فعل ذلك؟
لا أعرف. لا اريد الحديث في ذلك. لكنني اقول لك: بكل ثمن.
التفضيل هو أن يعمل الغرب. ولكن ماذا سيحدث اذا لم يملك تصميما كافيا؟
اذا كنا نرغب في الحياة فيجب علينا أن نجد سبيلا لحل ذلك.
ابأنفسنا؟
أجل.
أنت تصف سيناريو دراميا لا مثيل له.
منــــذ بدء العودة الي صهيون قبل نحو مئة سنة، هذا التهديد هو أكبر تهـــــديد وهو التهديد الاكـــــثر حقيقية والاكثر وجــودية الذي يقترب من خيار ان دولة اسرائيل هي ظاهرة عابرة.
أكنت تجري اليوم محادثات مع حماس؟
انهم لا يسألوننا من نختار ولا نستطيع أن نسألهم. ضغطنا مع الامريكان: انتخابات، انتخابات، انتخابات. انتخبوا. توجد الان نتائج ونحن نقول انها باطلة ولن نلعب.
اذا كان الامر كذلك فانه يجب الجلوس والحديث الي حماس.
لا يجب التخلي عن اي شيء. لكن يجب التحدث. يستطيع التحادث ان ينشئ حِراكا. كنت سأحاول التحدث الي كل من يستطيع التحدث اليّ. قلنا اننا لن نتحدث مع عرفات وتحدثنا اليه آخر الامر. فلماذا ننتظر مئتي سنة اخري.
أتقبل قيام دولة فلسطينية؟
من ذا يسألني؟ الامر أمر وقت فقط.
هل تؤيد ذلك حتي لو كان يصحبها اخلاء عشرات المستوطنات؟
ربما.
أتؤيد حلا خلاقا في القدس؟
أجل، أجل. لا أتحدث عن سيادة بل يجب ايجاد طريق ليكون عند المسلمين والمسيحيين واليهود احساس بانهم متساوو الحقوق في مجال الدين في المدينة.
أنت في الحقيقة تؤيد علي التقريب اقتراحات ايهود باراك في كامب ديفيد.
عندما ينضج الوقت لذلك سيكون في الامكان العيش معها، ما عدا قضية اللاجئين. لا يحل الحديث حتي عن اعادة لاجئ ونصف. القضية قضية موت أو حياة.
آري شبيط / كاتب يساري
(هآرتس)
- 25-10-2006, 03:27 AM #117
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
غوريلا تمنح أملا فيما الأمل يغيب عن العراق
الاندبندنت خصصت صفحتها الأولى بالكامل لصورة غوريلا تحمل رضيعها.
وتحت الصورة كتبت الاندبندنت: "مولد الأمل". وفوق الصورة قالت الجريدة إن "معجزة قد حدثت برجوع غوريلا إلى الغابة وإنجابها، لتعطي بذلك فرصة أخرى لنوع مهدد بالانقراض".
وفيما تركت الاندبندنت صفحتها الثانية للغوريلا، خصصت صفحتها الثالثة للحديث عن رأي البريطانيين حول التواجد في العراق وحول ما يدور هناك من اقتتال دام.
وفي الاستطلاعات التي أوردتها الجريدة نقرأ أن "72 في المائة يتوقعون أن ينزلق العراق إلى حرب أهلية لو انسحبت القوات البريطانية والأمريكية من هناك" وأن "61 في المائة يعتقدون أن تجربة بريطانيا في العراق جعلتهم أقل رغبة في دعم أي تدخل عسكري" في المستقبل، وأن 72 في المائة يقولون أن دعم توني بلير لجورج بوش يدعو إلى التساؤل حول حكمه السياسي"، وأن "62 في المائة يعتقدون أن القوات البريطانية يجب أن تنسحب من العراق في أقرب وقت ممكن"، وأخيرا أن "72 في المائة يعتقدون أن الحرب في العراق لا يمكن الفوز بها".
الحقيقة القاسية
صورة كبيرة لسيارة تحترق وصبي يحاول أن يرمي عليها حجرا يماثل في حجمه رأس الصبي نفسه. هذا هو وصف الصورة التي اختارتها صحيفة الديلي تلغراف الصادرة صباح اليوم كي تتصدر صفحتها الأولى وتكتب فوقها: "بيكيت: الحقيقة القاسية حول العراق".
وفي العنوان الفرعي نقرأ: "وزيرة الخارجية تعترف أن العراق، الذي تعصف به الحرب، ربما يكون في حاجة إلى أن يقسم إلى ثلاثة أقاليم".
أما الصورة فكان التعليق الذي كتبته الصحيفة حولها: "صبي يرمي حجرا على سيارة تابعة للقنصلية البريطانية في البصرة."
وتحت العنوان الرئيسي كتب جورج جونز، المحرر السياسي للصحيفة، أن "وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت وافقت بعد لقائها بنائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح على أن غزو العراق يمكن أن يحكم عليه في المستقبل باعتباره كارثة للسياسة الخارجية البريطانية".
وفي الصفحة الخامسة من الديلي تلغراف كتب مراسل الجريدة في العراق، أوليفر بوول، حول محادثات بيكيت وبرهم صالح وانعكاساتها على الوضع في العراق.
ويقول بوول إن من بين أسباب فشل القوات العراقية في صد هجمات المسلحين نقص المعدات.
ففي زيارة للجريدة إلى موقع وحدة عراقية استطاع الجنود أن يعددوا بسرعة ما يحتاجونه من معدات.
فالعديد منهم يحتاجون التسلح بمسدسات، كما أن الدروع الواقية من الرصاص لا تكفيهم، إضافة إلى أن تحركاتهم داخل بغداد تتم بواسطة مركبات مكشوفة وليست مصفحة مثل المركبات التي تتنقل فيها القوات الأمريكية والبريطانية.
ويضيف بوول أن "المشكلة الأكبر التي تواجه القوات العراقية هي أن عليهم أن يكسبوا ثقة الناس بهم. ففي أحيان كثيرة ينظر إليهم على أنهم شركاء في العنف الذي كان من الواجب عليهم أن يقضوا عليه."
الهروب من الإحباط إلى العار
صحيفة الجارديان لم تخرج صفحتها الأولى أيضا من تناول موضع التواجد البريطاني في العراق لكنها تناولته من زاوية أخرى، هي رأي البريطانيين.
ففي العنوان الرئيسي للصفحة الأولى كتبت الجارديان أن "الناخبين يريدون عودة القوات البريطانية إلى الوطن بنهاية العام الحالي"، وفي العنوان الفرعي قالت الجريدة إن استطلاعا للرأي أظهر وجود "ضغوط جديدة على (رئيس الوزراء البريطاني) بلير وذلك من أجل انسحاب مبكر" للقوات البريطانية المرابطة في العراق.
وفي التفاصيل أن 45 في المائة من البريطانيين (الذين شملهم الاستطلاع) يريدون انسحابا فوريا من العراق فيما يريد 16 في المائة الانسحاب بنهاية العام حتى ولو أرادت الولايات المتحدة أن تبقى القوات البريطانية هناك.
وبينما لا يعرف 6 في المائة متى يمكن أن تنسحب القوات البريطانية من هناك، يريد 30 في المائة أن تبقى القوات في العراق إلى أن تنقضي الحاجة إلى بقائها.
وفي الصفحة السادسة عشر من الجريدة تورد الجارديان، ضمن تحقيق كتبه مراسلها في دمشق، أرقاما عن معاناة اللاجئين العراقيين في دمشق.
وفي التحقيق الذي عنونته الجارديان بـ"الإحباط في بغداد يتحول إلى حياة من العار في دمشق"، أرقام حول مشكلة اللاجئين العراقيين، من بينها أن أربعين ألف عراقي يصلون أسبوعيا إلى سورية هربا من ظروف الحياة في العراق، وأن مليون وستمائة ألف عراقي قد هربوا من بلدهم إلى الدول المحيطة به منذ سقوط نظام صدام حسين.
وفي التحقيق أجزاء من تقرير أعدته المفوضية الدولية العليا للاجئين حول ظروف الحياة التي تواجه اللاجئين العراقيين في سورية.
ويقول التقرير إن المفوضية وجدت أن المشكلة التي تواجه الفتيات العراقيات في سورية هي انتشار الدعارة في أوساطهن وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها عائلاتهن.
ويقول أندرو هاربر، منسق وحدة العراق في مقر المفوضية بجنيف، إن هذه الأزمة الإنسانية تمت تحت نظر وسمع معظم المانحين الدوليين المساهمين في تحسين وضع اللاجئين العراقيين.
زويل و"الصراع العالمي مع العالم الإسلامي"
"لا ينبغي للغرب والإسلام أن يكونا في صراع". هذا هو عنوان المقال الذي كتبه العالم المصري أحمد زويل في الاندبندنت والتي عرفته بكونه "العربي المسلم الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في العلوم".
وفي بداية المقال يكتب زويل: "بعد خمس سنوات من ما وقع في الحادي عشر من سبتمبر يجب أن نتساءل: هل تستطيع الحروب التي شنتها الدول الغربية أن تحل ما يسمى بالصراع العالمي مع العالم الإسلامي؟ الجواب، في رأيي الشخصي، لا."
ويقول زويل إن "سلاما عالميا من الممكن أن يتحقق لو أن الغرب التزم بجدية نحو إيجاد حلول عادلة للصراعات، وأن يتدخل الغرب في صنع هذه الحلول عبر استخدام جزء بسيط من تكاليف حروبه في بناء جسور التقدم والسلام وذلك مع تفهم الدور الرئيسي للكرامة والإيمان في حياة المسلمين".
الاندبندنت
- 26-10-2006, 01:59 AM #118
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
يهود لبنان: مواطنون من الطائفة "الإسرائيلية"
ندى عبد الصمد
بي بي سي- بيروت
لم يبق من اليهود اللبنانيين في لبنان سوى اربعين او ثلاثين شخصا. قبل قيام دولة اسرئيل كان عدد اليهود يقارب العشرين الفا والبعض يقول الثلاثين الفا. وقد بدأت هجرتهم قبل قيام دولة اسرئيل وبعيد قيامها، ثم بعد حرب 67 . وفي خلال الحرب الاهلية غادرت اعداد كبيرة ايضا.
من بقي منهم هنا لا يحب الاعلام ولا الحديث الى الصحافة وقد حاولت مع شخصين على الاقل لكنني فشلت في تسجيل مقابلة تتحدث عن احوال هذه الطائفة في لبنان.
حتى ان هؤلاء الباقين هنا يحتجبون عن التصويت في الانتخابات النيابية ولم يشارك سوى شخص واحد منهم في الانتخابات البلدية التى جرت في لبنان قبل عامين. مع العلم ان لوائح الشطب ما تزال تحمل اسمائهم . وتحت خانة الطائفة كانت تدون عبارة اسرائيلي.
يقول غربيال بوليتيس وهو يهودي لبناني من مدينة صيدا في الجنوب، يقيم حاليا في كندا، ان يهود لبنان شعروا بعد العام 48 انه لم يعد لديهم مستقبل في المنطقة بعد ان تصاعد جو العداء لليهود.
اما هو فقد غادر لبنان عندما كان عمره 18 عاما وذلك عام 1968 . ومنذ ذلك التاريخ لم يزر لبنان لكن ابنته وعمرها اثنان وعشرون عاما فعلت ذلك العام الماضي ،وامضت شهرا فيه ،وهي تتعلم حاليا اللغة العربية في الجامعة في كندا بعدما ابدت اهتماما للتعرف على اصلها اللبناني كما قال.
اما البير سيدي المقيم حاليا في كندا فقال ان لبنانيين كثر يعتبرون اليهود اسرئيليين على الرغم انه لم يزر اسرائيل يوما.
وروى لنا سيدي كيف ان اليهود اللبنانيين في الخارج يتواصلون عبر شبكة الانترنت، وصوروا مؤخرا فيلما تسجيليا عن ذاكرة اليهود اللبنانيين ،هو عبارة عن مقابلات مع كبار في السن سبق ان عاشوا في لبنان.
ما زال لليهود ممتلكات في لبنان هي في عهدة محامين وقد استرجعوا غالبيتها ولاسيما تلك التي تقع في قلب العاصمة.
وما زال كنيس اليهود في وسط بيروت قائما. وقد تعهدت شركة سوليدير بترميميه بعد ان استملكت بالمقابل مدرسة التلمود خلفه. وقال سيدي ان ممثلي الطائفة في لبنان اتفقوا على مخطط الترميم الذي لم يبدأ بعد.
زيارات تفقدية
شهدت السنوات الماضية عودة اعداد كبيرة من اليهود في زيارات تفقدية كما افادنا عبد الذي يملك محل سمانة في وسط بيروت منذ الخمسينات.
وقال ان عائلات عدة اتت الى وادي ابوجميل حيث كانت تقطن قبل الرحيل، وان عددا من هؤلاء زاره في محله مع الاولاد والاحفاد.
كان اليهود اللبنانيون يقيمون في حي يدعى حي وادي او جميل او حي اليهود في قلب العاصة اللبنانية بيروت، وقرب ما كان يعرف بالوسط التجاري.
وقد اسمي هذا الحي بوادي ابوجميل نسبة الى شخص يهودي مشهور كان يلقب بابي جميل كما قال لنا مختار عيتاني احد الباحثين في تاريخ بيروت.
وروى لنا عيتناني كيف كان الحاخام اليهودي ينزل الى مسلخ بيروت ويسمى على المواشي قبل ذبحها ما يجعلها حلالا للمسلمين.
ويروي ايضا ان اشهر مطهر في بيروت كان يهوديا ويدعى سلمون وكانت عائلات بيروت تعتمده. كما كان الدكتور شمس من اشهر اطباء لبنان وكان يلقب بابي الفقراء.
اما صديقه اليا بصل فقد رفض مغادرة لبنان واصر على البقاء فيه رغم مغادرة العائلة، وبينهم شقيقه الملحن في الاذاعة اللبنانية سليم بصل الى اسرائيل. وقد وجدت له في الاذاعة اللبنانية اغنيتين تحت اسمه الفني سليم شوقي.
كانت لليهود في لبنان مدارس خاصة وكانت تميزهم لكنة خاصة اقرب الى اللكنة الحلبية كما قال لنا كثير ممن التقيناهم من سكان حي وادي ابو جميل .حتى ان هؤلاء السكان اخذوا هذه اللكنة لدرجة انهم عندما يتكلمون كان يعرف ان مكان سكنهم هو وادي ابو جميل.
لدى اللبنانيين، ممن عرفوا اصدقاء من اليهود اللبنانيين او عايشوا فترة الهجرة من لبنان بالترافق مع قيام دولة اسرائيل وقبلها، روايات عديدة عن تلك الفترة من بينها ان باخرة كانت تأتي قبالة شاطئ الجامعة الاميركية وتأخذ اليهود الى اسرئيل بينما كانوا هم يقولون انهم ذاهبون الى قبرص.
كثيرون قالوا ان رحيل الجيران كان غالبا مفاجئا . كانوا يستفيقون على حقيقة انهم غادروا. وكثيرا ما كانوا يقولون انهم بصدد نقل السكن لتبرير عرض المنزل للبيع او اثاثه.
تقول مارسيل وهي من عائلة مارونية كانت تقطن وادي ابوجميل ان صديقتها غمالو مزراحي كانت من اوائل الذين غادروا الى اسرائيل وهي ما تزال تحتفظ بصورتها.
وقالت ان عائلة صديقتها بررت الرحيل بأنه مرتبط بالاحوال المادية، فالعائلة وعدت بمساعدات من جمعيات يهودية.
اما طوني وهو من سكان الوادي ايضا فقد روى لنا كيف كان يهود لبنان ينظمون مسيرة احتفالية في عيد الغفران . كانوا يسيرون في شارع فرنسا وهو الشارع الرئيسي في وادي ابوجميل وهم يرددون اناشيد خاصة ويتمايلون للامام والخلف.
لم يكن زواج ابناء اليهود من الطوائف الاخرى ممكنا، كان نادرا الى اقصى الحدود . وقد اخبرنا عن حالتين او ثلاثة بينها قصة مروان المسلم الذي تزوج سرا من هناء الفتاة اليهودية التى كانت تقيم مع والدتها في لبنان رغم مغادرة كل العائلة الى الولايات المتحدة.
وكان على هناء ومروان ان ينتظرا وفاة الوالدة كي يرتبطا من دون اخبار اهلها، لكن الزواج لم يصمد سوى عدة سنوات قبل ان تنضم هناء مجددا الى العائلة بصورة مفاجئة.
و اخبرنا مروان انه لم يتأكد من رحيلها النهائي الا عندما ادرك انها اخذت معها رموزا دينية خاصة بها منها الشمعدان السداسي.
لقد رفض من حصلنا على ارقامهم من اليهود الذين ما زالوا في لبنان الحديث معنا وبدا الوصول الى احدهم من اصعب المهمات.
- 27-10-2006, 04:02 PM #119
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
وضع الأسس لدولة فلسطينية قوية قابلة للبقاء
بقلم : مارجريت بيكيت
وزيرة الخارجية البريطانية
تأثر الملايين من الناس في كل من لبنان والأراضي المحتلة وإسرائيل من أحداث العنف التي وقعت هذا الصيف. فقد تم إخلاء عدد كبير منهم, ورأوا بيوتهم وسبل عيشهم تتهدم. وأكبر مأساة هي أنه مازال الكثيرون منهم يعانون الصدمة النفسية الناجمة عن فقدهم لأحباء لهم.
وقد شعرنا في بريطانيا ومازلنا نشعر بهذه الأثار شعورا عميقا. لذلك بذلت المملكة المتحدة جهودا مكثفة من وراء الكواليس ومنذ بداية الأزمة للتوصل إلي وقف مستدام لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن. وكان توني بلير هو أول زعيم عالمي يتحدث عن الحاجة إلي تشكيل قوة تابعة للأمم المتحدة كجزء من صيغة شاملة لسلام دائم. وفي11 أغسطس( آب) توجهت أنا إلي نيويورك للضغط بشدة من أجل الاتفاق علي صيغة قرار يصدر عن مجلس الأمن وتطبيقه بسرعة.واليوم سمح وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لأولئك الذين تأثروا بأعمال العنف تلك بمعاودة بناء حياتهم. ومن ثم يتحتم علينا جميعا الآن أن نركز جهودنا في ضمان عدم تكرار اندلاع مثل هذا الصراع.
ولا يمكننا أن ننسي أن غزة مازالت تعاني من الواقع اليومي للخطر وعدم اليقين وانعدام الاستقرار. كما أن إغلاق المعابر وحالة الحرمان والقيود علي حرية التنقل بالضفة الغربية يحرم سكانها من أدني شعور بممارسة الحياة الطبيعية. وفي نفس الوقت هناك اجماع واسع النطاق علي حتمية أن ينطوي السلام في لبه علي تسوية يتم التوصل إليها عن طريق التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ذلك لأن مثل هذا النوع من التسوية وحده دون غيره قادر علي توفير سبيل يمكننا من خلال تحقيق هدف إنشاء دولة فلسطينية قادرة علي البقاء وتنعم بالرخاء.
إن تسوية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني هي إحدي أولويات السياسة الخارجية البريطانية. ويأمل رئيس الوزراء توني بلير وأنا معه أن تكون زياراتنا التي قمنا بها مؤخرا للمنطقة بداية لعملية تضع إطارا يحدو بالأطراف إلي العودة إلي طاولة المفاوضات وتجاوز مرحلة الركود الراهنة.
قد نختلف حول كيفية تحقيق هذه الرؤية, ولكن ليس هناك إلا قلة قليلة تختلف حول ماهية هذه الرؤية بحد ذاتها. والعنف لايتسبب سوي بتقويض جهودنا المبذولة من أجل تحقيق هذه الرؤية. إن أولئك الذين ينادون بتدمير إسرائيل تدميرا تاما هم أقلية, ولكن تأثيرهم مازال يشكل تهديدا يقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام وخطرا يسبب المزيد من العنف العبثي. وماتنادي به هذه القلة لا يمكن ان يؤدي سوي إلي عقود أخري من العنف والحرمان.
إنني مدركة تماما بأن غياب التقدم بما يتعلق بهذه المسألة مازال يسمم العلاقات مابين الأطراف في المنطقة. كما أعلم جيدا بأن إحراز تقدم هو المفتاح لمعالجة العديد من التحديات المعقدة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
إن ايجاد مؤسسات حكومية كاملة الفعالية هو أمر محوري لإقامة دولة فلسطينية. ولايمكننا أن نتوقع أن تظهر هذه المؤسسات بصورة تلقائية بمجرد التوقيع علي اتفاقية للوضع النهائي. لكن من خلال العمل الآن لتحقيق هذه الغابة يمكننا المساعدة في شد أذر الفلسطينيين في المفاوضات التي تدور حول طبيعة تلك الدولة الفلسطينية.
لأجل هذه الغاية فإن المملكة المتحدة وشركاءها بالاتحاد الأوروبي يكثقون تركيزهم علي التعاون مع الفلسطينيين لإحراز تقدم حقيقي تجاه تحقيق هذا الهدف بالرغم من علمنا بالصعوبات التي تكتنف تبني مثل هذا المشروع في ظل استمرار الاحتلال. هذا ليس ببديل بأي حال من الأحوال عن الجهود المبذولة للتوصل الي تسوية نهائية, ولكن بالتحديد لكي تتوافر الظروف التي تجعل التسوية النهائية قابلة للتحقق.
ومن ثم, فإضافة إلي دعم العملية السياسية تعمل المملكة المتحدة علي تطوير المؤسسات لدولة فلسطينية بالمستقبل. فعلي سبيل المثال دعمت المملكة المتحدة الجهود المتعلقة بإصلاح القطاع الأمني, وشجعت علي مشاريع تحسين قدرات الوزارات الفلسطينية والشرطة لكي تتمكن تلك المؤسسات من العمل كأجهزة داخل دولة مكتملة النمو. ونحن ندفع بقوة لضمان الفتح المنتظم للمعابر التي هي بمثابة شرايين حيوية لحركة الأفراد والبضائع, كما نسعي بدأب من أجل تعزيز الأمن عند معبر كارني لكي يتمكن الفلسطينيون من تصدير منتجاتهم من المحاصيل الزراعية. هذا الدعم العملي هو أمر حيوي من أجل تحسين ظروف المعيشة للعامة من الناس وأيضا لضمان ان تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية كيانا فعالا ونشيطا.
إلا أنه يمكن تعزيز قدراتنا علي بذل الجهود لو كان المجتمع الدولي يتعاون مع حكومة فلسطينية تقبل بمباديء نبذ العنف والاعتراف بأسرائيل والقبول بالاتفاقيات المبرمبة سالفا. فقد أدي رفض حماس العقائدي المتصلب القبول بالحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية إلي كبح جماح إحراز أي تقدم من أي نوع بينما تسوء أحوال عامة الشعب الفلسطيني كل يوم عن سابقه.
لقد أظهر عدد لايحصي من استطلاعات الرأي أن أغلبية واضحة من الشعب الفلسطيني تقبل بحل إقامة دولتين. إلا أن حماس ـ والتي مازال ميثاق تأسيسها ينادي صراحة بتدمير إسرائيل ـ مازالت تحبط تلك الرغبة في قيام سلام دائم قائم علي تسوية عبر التفاوض.
وأود هنا أن أعاود بشكل قاطع وجازم درء الأكذوبة التي تقول إن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضوا عقوبات علي الفلسطينيين. فقد قدم الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين هذا العام معونات بلغت أكثر مما قدمه في العام الماضي حيث وصلت تلك المعونات إلي مايربو علي850 مليون دولار. كما قدمت المملكة المتحدة. وهي أكبر داعم أوروبي للفلسطينيين, بالعام الحالي المبلغ ذاته الذي قدمته بالعام المالي المنصرم من معونات ـ57 مليون دولارـ وهذا لايمكن حال من الأحوال أن يعد حصارا ماليا! وقد تزعمت المملكة المتحدة مسيرة تأسيس الآلية الدولية المؤقتة لمساعدة الفلسطينيين حيث قدمت هذا العام مبلغ165 مليون يورو من المساعدات للشعب الفلسطيني منذ شهر يونيو فقط, موفرة الدعم لمحدودي الدخل من الفلسطينيين, ودفع أجور العاملين بقطاع الصحة, وتسديد فواتير الطاقة.
ولكن الجزء الأكبر من الميزانية الشهرية للسلطة الفلسطينية بالفترة التي سبقت شهر يناير( كانون ثاني) الماضي جاءت من دخول تحصلها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية بالفترة التي سبقت شهر يناير( كانون ثاني) الماضي جاءت من دخول تحصلها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية, وهي من حقها. يبلغ مجموع هذه الدخول نحو55 مليون دولار أمريكي شهريا, ويمكن أن يؤدي الإفراج عن هذه المبالغ للسلطة إلي تحسن أفضل بالوضع المالي لميزانية السلطة الفلسطينية. ولقد دعونا إسرائيل إلي أن توجه هذه الأرصدة المجمدة التي تحتفظ بها للفلسطينيين عبر الآلية الدولية المؤقتة.
رننا لانطالب حماس بتقديم تنازلات فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي ـ وضع القدس أو اللاجئين أو حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. فمن حقهم تقديم أي مطالبات يرغبون بتقديمها فيما يتعلق بهذه القضايا. بل مازال موقفنا هو أن حل هذه القضايا لابد أن يتم بالتفاوض بدل أن يمليه أي من الطرفين أو أن يمليه المجتمع الدولي. ولكن لكي تحدث المفاوضات وتكون ذات مغزي لابد من توافر أساس مشترك هو نقطة الانطلاق لها: وأعني بذلك أن الهدف هو حل قيام دولتين يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات بين طرفين يعترفان ببعضهما اعترافا متبادلا.
عندما يفقد الناس الأمل في إمكانية قيام سلام, تتوافر الفرصة لأولئك الذين لايرغبون بإحراز أي تقدم بأن يفرضوا أجندة العنف والمواجهة والكراهية. ولايؤدي العنف سوي إلي أزجاء مشاعر عدم الثقة والمعاناة الإنسانية, وإلي تأجيل عملية التحاور مع الطرف الآخر. وهي عملية رغم صعوبتها لايمكن تجنبها من أجل التوصل إلي تسوية حقيقية.
نحن بالمملكة المتحدة نعلم من خلال خبرتنا بأيرلندة الشمالية أن الطريق نحو السلام قد يتطلب بذ لك تضحيات مؤلمة من قبل كلا الطرفين, ولكننا أيضا نعلم أن ثمار السلام أعظم بكثير من كافة هذه التضحيات بمجملها.
ان كلا من الفلسطينيين والإسرائيليين علي حد سواء يستحقون أن تتاح لهم الفرصة لتحقيق السلام.. والمملكة المتحدة عازمة علي دعم الطرفين لتحقيق ذلك.
الأهرام
- 28-10-2006, 11:32 PM #120
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
اولمرت وبيرتس في حالة خصام والشراكة بينهما قصيرة العمر
بعد دخول ليبرمان الي الحكومة
ما سيفجر الحكومة من الداخل هو قضية البؤر الاستيطانية وليس المسألة الايرانية
من تسني له أن يدخل الي ديوان رئيس الوزراء في هذا الاسبوع وجد هناك وجوها متجهمة وقلقة. هل القنبلة الايرانية هي السبب؟ لا. أم يعود ذلك الي تعاظم قوة حماس في غزة؟ ولا هذا ايضا. هل دخول ليبرمان الي الحكومة هو السبب أم الصراع حول الرئاسة؟ لا، لا. رئيس الوزراء ومستشاروه كانوا سيكونون مسرورين لو كرسوا ساعاتهم الثمينة لامور مريحة من هذا القبيل. ولكن لشدة أسفهم هم ملزمون باعداد الاجابات علي اسئلة من نوع آخر: ماذا كانت العلاقة بين اولمرت والمليونير النمساوي فرانك لوي، وممن حصل علي قلم حبر نابع، وأين عملت زوجته وأي راتب تلقت؟
لكل رئيس وزراء قائمة طويلة من الأعداء الذين يتمنون انهاء وجوده في هذا المنصب. ولسوء حظ اولمرت يتواجد أكبر عدوين له في داخل الجهاز الحكومي. الاول هو مراقب الدولة ميخا لندنشتراوس والثاني هو يارون زليخة، المحاسب العام. كومة ملفات التحقيق لا تنتهي، كما أن الملفات التي أُغلقت ما زالت تحتل عناوين الصحف. الشقق التي اشتراها اولمرت، القلم الذي تلقاه وراتب عليزا زوجته ودوره في بيع البنك والمساعدة التي قدمها للمستثمر.
وحتي اذا انتهت كل عمليات التحقيق وتمخضت عن لا شيء، فهي ستتسبب في ارهاق اولمرت وأعوانه. التحقيقات ألقت بظلالها علي فترة وجود باراك في رئاسة الوزراء وكانت أحد الاسباب، إن لم تكن الحاسمة بينها، التي دفعت شارون الي عملية فك الارتباط. في هاتين الحالتين كانت التحقيقات ممركزة نسبيا. أما اولمرت فغارق حتي أذنيه. في ظل هذه الوتيرة لن ينقذه من الغرق إلا أعجوبة من الأعاجيب.
الحكومة قررت في هذا الاسبوع بأغلبية الاصوات تقديم مشاريع قانون متناقضة لتحسين نظام الحكم: الاول رئاسي وهو مقدم من ليبرمان، والثاني غير رئاسي بايحاء من تسيبي لفني. القاسم المشترك للاقتراحين كان السعي الي تعزيز مكانة رئيس الوزراء.
رئيس الوزراء في اسرائيل قوي جدا، وربما قوي بدرجة مفرطة. الاقتراحان المقدمان تجاهلا السبب الحقيقي للشلل الذي يصيبه: انحلال الثقافة السياسية ودوامة التحقيقات.
هل يكمن الحل في عدم التحقيق؟ لا سمح الله. ولكن الأصح هو أن يتم ذلك قبل وصول الشخص الي المنصب الرفيع. كل الادعاءات ضد اولمرت تعود الي الفترات السابقة في سيرته المهنية، ومن الخسارة انها لم تظهر إلا الآن بعد انتخابه رئيسا للوزراء. ومن الأجدر توخي حرص أكبر في اختيار مراقب الدولة. قُدّر لروبي ريفلين أن يكون رئيسا للكنيست عندما أنهي مراقب الدولة السابق، غولدبرغ، مهام منصبه. ريفلين ساعد في اختيار خلفه لندنشتراوس. كان هناك من حذروه من أن مرشحه من أكبر الشغوفين بالعناوين الصحافية في حيفا والشمال. من الناحية الاخري كانت أمامه رسالة توصية من رئيس محكمة العدل العليا، اهارون باراك. لماذا قدم باراك توصيته تلك؟ من الممكن التخمين فقط تماما مثلما حدث مع معانقته الحارة لموشيه قصاب (لا أحد يعرف السبب من وراء ذلك).
عمير بيرتس يعطي شراكته مع اهود اولمرت سنة واحدة. اولمرت يعطيها سبعة اشهر. بيرتس يقدر أن جلسات الحكومة ستجري من الآن فصاعدا في أجواء من الخصام الدائم: ليبرمان يشدها يمينا والعمل يسارا، والجميع يوبخ الجميع. هو ينوي تحويل اخلاء البؤر الاستيطانية الي حرب عالمية بين قطبي الحكومة. الوسيلة التي سيلجأ اليها لاعادة ترميم صورته وصورة حزبه هي تحويل جلسات الحكومة الي ساحة معركة ايديولوجية.
اولمرت يركز علي الكنيست. دخول ليبرمان سيُتيح له حسب اعتقاده تمرير الميزانية من دون تنازلات مؤلمة. في أيار (مايو) القادم عندما سيقوم حزب العمل بازاحة بيرتس وانتخاب رئيس جديد، سيحاول اعادة الاستقرار للحكومة مع ليبرمان أو من دونه. وسيكون من الممكن ايضا الشروع في تحرك سياسي (هو لا يستطيع أن يكون واثقا من ان الانتخابات الداخلية في حزب العمل ستجري في أيار (مايو) أو في أي موعد آخر، والاحتمالات كلها تشير الي أن حزب العمل سيعذب نفسه حتي الموت في المحاكم. وحتي اذا جرت الانتخابات فهو ليس واثقا من أن بيرتس سيخسر فيها، واذا خسر فلا توجد ضمانة لأن يكون خلفه أكثر ملاءمة منه).
الحكاية بالنسبة لاولمرت ليست ليبرمان وانما بيرتس. اولمرت قرر بأن بيرتس هو الخطر الأكبر لاستمرارية حكمه. هو أضعف من أن يسيطر علي حزبه، وليس ملائما لأن يكون شريكا رئيسيا في الحكومة. اولمرت لا يريده كوزير للدفاع، وهو أقل رغبة في إدخاله لوزارة المالية. يتضح أن اولمرت ايضا خائب الأمل من بيرتس بدرجة لا تقل عن الخائبة آمالهم في حزب العمل.
هناك امور قليلة يمكن التفاخر فيها في رحلة البقاء التي خاضاها معا. اولمرت يتنقل بين بالونات الاختبار: بعد اسبوع من توضيحه للحكومة بأن من الواجب تخفيض مستوي البروز في الموضوع الايراني. ومع ذلك رفع هذا الموضوع الي عنان السماء مع تعيين ليبرمان. وفي نفس الوقت الذي عبر فيه عن دعمه الحماسي لاقتراح قانون يحول انتخاب الرئيس من سري الي علني مستخفا بذلك بقانون أساسي في الدولة ـ من اجل مصلحة شخصية لمرشح في حزبه ـ وقام بذلك لأغراض المماحكة والمناورات الخداعة. التقدير السائد في ديوان اولمرت هو أن القانون لن ينجح في المرور، وأن شمعون بيرس سيضطر الي إزالة ترشيحه. اولمرت يفضل الخسارة في التصويت علي اقتراح القانون الذي قدمه عضوا كنيست مجهولان من أن يخسر في التصويت علي انتخاب الرئيس.
كان من الممكن أن يبتلع بيرتس إدخال ليبرمان، أو أن يدفع حزب العمل الي الخارج، إلا أنه تصرف بدلا من ذلك كرئيس للنقابة: أنا أعطيك ليبرمان وأنت تعطيني سنيه. سكرتير الحكومة يسرائيل ميمون الذي تفاوض مع بيرتس توسل اليه أن يؤجل تعيين سنيه لعدة ساعات لأن تعيينه الآن سيؤذي الجميع - اولمرت وبيرتس وسنيه. بيرتس أصر علي موقفه.
لا جدل في أن سنيه هو مرشح جدير. واول من يتحدثون عن ذلك هم من خابت آمالهم من بيرتس إذ يقولون: اذا كان لدينا وزير دفاع غير ناجح، فليكن له نائب ناجح علي الأقل. ولكن السرعة التي انتقل فيها بيرتس من المسألة الكفاحية التي اعتبرت مبدئية واخلاقية وايديولوجية وحوّلها الي مسألة شخصية تسببت في شعورهم بالقلق من هذا التحول.
بيرتس يرد عليهم بصورة مبسطة: لنفترض أن سنيه كان سيُعين بعد اسبوعين، أولم تكن الصحف لتكتب حينئذ أن هذه كانت صفقة مؤجلة التنفيذ؟ ما هذا النفاق؟ (كان بامكان بيرتس أن يدخل سنيه الي الوزارة قبل نصف سنة في اطار المفاوضات الائتلافية. ولكنه فضل ترقية ايتان كابل كوزير بلا وزارة).
الحكومات الواسعة صمدت فقط عندما كانت لرئيس الوزراء صلاحيات ومرجعية شخصية لجسر الهوة بين المواقف وردع الوزراء المحرضين علي الخصومات. اولمرت لم ينجح حتي اليوم في بناء هذه الصلاحيات لنفسه. وهذه ايضا مشكلة بيرتس في حزبه: ليس هناك احترام.
بيرتس يأمل الآن أن يؤدي دخول ليبرمان الي توحيد صفوف وزراء حزبه من ورائه. هو علي قناعة أن توسيع الحكومة لم يكن إلا مناورة سياسية من افيغدور يتسحاقي من كديما. رئيس الائتلاف يتسحاقي يدعي أن بيرتس قد ضخم التصويت الاحتجاجي الذي صدر عن بارفرمان وشيلي يحيموفيتش ويورام مرتسيانو في لجنة المالية، وأوصله الي مستوي الازمة القومية. يتسحاقي لا يعرف كيف يعمل. وبدلا من أن يُشرك الاعضاء يقوم بالتخاصم معهم. التصويت الاحتجاجي الذي صدر عنهم حدث في كل الائتلافات علي الدوام. عندما كانت هناك حاجة حقيقية الي التصويت، عرف حزب العمل كيف يُبدل ممثليه في اللجنة. العصيان في حزب العمل لم يكن السبب وراء إدخال ليبرمان، وانما الذريعة.
بيرتس تحادث مع اولمرت حول صلاحيات ليبرمان، وقال له انه لا يقبل بأن يكون لليبرمان موطيء قدم عنده. بامكانه أن ينسي التعاون مع جهاز الدفاع، أما ما تريد أن تمنحه له من صلاحياتك أنت فعلي الرحب والسعة، المهم أن لا يكون ذلك علي حسابي.
اولمرت لم يجادله. رئيس الموساد، مئير دغان، هو المسؤول عن الموضوع الايراني، وهو خاضع لرئيس الوزراء وحده. ليبرمان سيُدعي الي المداولات وسيقرأ المواد الاستخبارية وسيلتقي مع قادة اجانب مثلما يفعل موفاز وبيرتس وفؤاد، ولكنه لن يكون قادرا علي الدخول بين رئيس الوزراء ورئيس الموساد. الميزة الوحيدة التي ستكون لديه بالمقارنة مع الآخرين في المجلس الوزاري المصغر هي قدرته علي طلب الدراسات وأوراق العمل من مجلس الأمن القومي.
التقدير السائد في معسكر اولمرت وفي معسكر بيرتس علي حد سواء هو أن ما سيفجر الحكومة من الداخل هو قضية البؤر الاستيطانية وليس المسألة الايرانية. اولمرت ليس بحاجة الي هذه المسألة الخلافية الآن. بيرتس يشعر أن دافعيته لاخلائها قد تضاعفت بعد دخول ليبرمان. هو التقي مع قائد المستوطنين زئيف (زمبيش) حبار وقال له انه يريد قائمة للبؤر التي يوافق مجلس المستوطنين علي اخلائها وقائمة اخري للبؤر التي يوافق علي اخلائها تحت ظروف معينة، واخري يعارض اخلاءها. حبار قال له ان هناك بؤراً توجد لدي المجلس موافقة علي اخلائها شريطة أن يتم نقل من يقطنونها الي بؤر اخري يتم إضفاء صبغة قانونية عليها. رفاق حبار غاضبون منه لانهم لا يريدون الدخول في المفاوضات قبل أن يجري نقاش داخلي فيما بينهم.
بيرتس يُقدر أن حبار قد تذرع بذلك فقط الي أن يدخل ليبرمان الي الحكومة. المستوطنون لا يرون جدوي من التفاوض مع وزير دفاع يوشك علي الخروج من الحكومة، أما الآن، وبعد أن تيقنوا من أنه باق في الحكومة، فسيستأنفون المفاوضات معه. إلا أن بيرتس ليس معنيا بالاتفاق ولا بالمستوطنين. بيرتس يريد أن يحرج اولمرت في الحكومة، وحزبه يقف من خلفه في قضية البؤر الاستيطانية، والقانون ايضا يقف في صفه، وتقرير تاليا ساسون والامريكيين. بيرتس أمر رئيس هيئة الاركان باعداد قوائم للبؤر غير القانونية التي سيتم اخلاؤها. اذا رغب اولمرت في ايقاف عملية الاخلاء فسيضطر الي التوجه للحكومة ومطالبتها بالغاء قرارات سابقة. واذا فعل ذلك فسيهدده بيرتس بالاستقالة.
هناك نيران كثيرة الآن بين اولمرت وبيرتس حتي من دون ليبرمان، ومن الممكن إشعال النادي من دونه.
ناحوم برنياع
(يديعوت احرونوت) ـ 27/10/2006
المواضيع المتشابهه
-
من هنا وهناك ..... الله المستعان
By khaled.gad in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 10آخر مشاركة: 26-05-2009, 11:39 PM -
من هنا وهناك حول قرار الفائده
By adoctor in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 4آخر مشاركة: 16-09-2008, 09:04 PM -
هنا وهناك
By GoldenTiger in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 2آخر مشاركة: 16-09-2006, 09:23 AM -
من هنا وهناك ، والفاضي يعمل قاضي
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 18-02-2005, 02:35 PM -
من هنا وهناك ، ، ، للتسلية فقط
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 14آخر مشاركة: 02-02-2005, 01:26 AM