النتائج 91 إلى 105 من 414
الموضوع: نقول من هنا ... وهناك
- 28-09-2006, 07:33 AM #91
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
صندوق الدنيا
عصرنا
بقلم : أحمد بهجت
يتميز قلم الشيخ محمد الغزالي بالحساسية والورع
تحت عنوان مانريده ومايراد لنا كتب يقول:
أنا وأنت وغيرنا من الناس نشترك في سباق طويل, سباق يستغرق العمر كله, نعرف بعده من المخطيء ومن المصيب, ومن المصلح ومن المفسد, ومن المتقدم ومن المتأخر, أو ينكشف فيه السر المطوي في قوله تعالي(.. خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
وبديهي أن يبذل العاقل كل جهده للفوز في هذا السباق, ولكن هناك أشياء ليست في نطاق إرادته.
مايدخل في إرادتي أحتشد له, وما لايتعلق بي أتجاوزه, من أجل ذلك(الحديث للشيخ الغزالي) رفضت الاجابة عن سؤال وجه إلي خلاصته هو الآتي.
لو خيرت قبل المجيء الي الدنيا في العصر الذي تختاره لتحيا فيه فأي عصر كنت تفضل؟
قال للسائل:
ــ إن ايماني بربي وثقتي في حسن اختياره لي يجعلاني لااختار إلا ما اختاره سبحانه وتعالي
فلا احب أن اتقدم برغبة تخالف ما وقع لي, أنا راض بهذا العصر الذي شاء ربي ايجادي فيه.
قال السائل: حسبناك ستطلب الوجود في عصر الصحابة.
قال الشيخ محمد الغزالي: إن الصحابة هم خيرة القرون وهم سلفنا الصالح, ومع ذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام ود لو يري اخوانه فلما قال له الصحابة ألسنا اخوانك قال ــ بل انتم أصحابي, واخواني الذين يجيئون بعدي, آمنوا بي ولم يروني.
والذين يؤمنون بالاسلام ونبيه في هذا العصر الصعب ويحافظون علي شعائر الدين ضد هجوم الأنس والجن لهم عند الله مكانة صالحة واجر عظيم
الأهرام
- 29-09-2006, 07:37 PM #92
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
دنيا
محسن محمد
نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية نتيجة بحث أجري في السويد على 61 ألف امرأة واستمر على امتداد 15 عاما. قال البحث: إن المرأة السويدية التي اعتادت أن تأكل ولو مرة واحدة في الأسبوع الأسماك الغنية بالدهون أي التي تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت تصبح إصابة كبدها بالسرطان قليلة وتكاد تنعدم لأن هذه الأسماك غنية بالفيتامينات والأحماض.
وأهم هذه الأسماك الرنجة. أما الأسماك القليلة الزيوت مثل التونة فإن فائدتها أقل. وقال العلماء: ــ لدينا أدلة لا تقبل الشك على ان الأسماك ذات الدهون تقي من السرطان. وأعلن البحث ان من المهم الانتظام في تناول السمك. وأكدت المجلة ان هناك علاقة وثيقة بين الطعام وأمراض الكلية، وهذا البحث يثبت حقيقة قديمة وهي ان المعدة بيت الداء. ومادامت هناك صلة بين الطعام والوقاية من الأمراض والتحصين ضدها فينبغي على هذا الأساس ان يأكل الإنسان ما يفيده صحيا باعتبار ان الوقاية خير من العلاج. وقال اساتذة كثيرون: ــ قارنا خلال هذه السنين الطويلة من حياة الإنسان الذي يأكل هذه الأسماك التي ننصح بها وبين من يأكل غيرها من الأسماك التي يمكن ان يقال انها الأسماك الرفيعة فوجدنا ان الإصابة بالمرض تنخفض جدا فيمن يتناول أسماك الزيوت. وذكرت جمعية السرطان الأمريكية ان عدد المرضى في السويد أقل من أمريكا فهناك الأمريكي يتعرض بنسبة واحد إلى 77 من حياته للمرض، والسبب انه لا يأكل السمك ويفضل عليه اللحوم وحتى اذا تناول السمك فإنه يختاره لمذاقه لا لفائدته الصحية. والفائدة هي التي يجب ان تكون أساس اختيار كل صنف من الطعام طبقا لمجلة الجمعية الطبية الأمريكية.
أخبار الخليج
- 30-09-2006, 06:55 PM #93
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
هل العالم على مشارف فناء النفط؟
عيد بن مسعود الجهني
النفط منذ اكتشافه بدّد الظلام الذي كان يخيّم على حياة الإنسان، هذه المادة السحرية صديقة الإنسانية. تردد الحديث في السنوات الأخيرة عن قرب نهاية عصرها، والمتشائمون الذين يرَوْن غروب عصر النفط على الأقل في العقدين المقبلين هم من الغرب، صاحب 75 في المئة من الاستهلاك العالمي من السلعة التي سيطرت على الأحداث العالمية منذ انطلاق أول رصاصة في الحرب العالمية الأولى ليصبح النفط سلعة استراتيجية لا تجاريها سلعة أخرى، وليحل محل الفحم الذي كان الوقود صاحب اليد الطولى.
والمتشائمون يرجعون أسباب الارتفاع الصاروخي لسعر النفط عندما كسر حاجز 80 دولاراً للبرميل قبل أن يعود بهدوء إلى 60 دولاراً للبرميل، إلى أن النفط صاحب الأيادي البيضاء في طريقه إلى توديع مستخدميه لتعطيل آلية الحركة السريعة للبشرية ويخيّم التوتر على العلاقات الدولية وحركة وديناميكية الاقتصاد... الخ.
هل ما يقوله المتشائمون حقيقة أم مجرد خيال؟ الإجابة أن هذا القول تختلط فيه الحقيقة بالخيال، فنفاد النفط حقيقة، لأنه سلعة ناضبة غير متجددة، لكن جفاف الآبار في العقد أو العقدين المقبلين ضرب من الخيال، فنحن مع المتفائلين، وهم كثر، القائلين أن النفط لا يزال في ريعان شبابه، وعمره سيكون مديداً، ولسنا مع المتشائمين، وهم قلة، الذين يدعون انه بلغ من العمر عتياً، وانه على وشك أن يودع الدنيا!
نبرة المتشائمين برزت عام 1973 وهيجان الثورة الإيرانية، وعادت الرؤى التشاؤمية للظهور مع هزة الأسعار العنيفة الأخيرة بكل أسبابها وتداعياتها المعروفة، وطرحت أسئلة معقدة في مقدمها: أن هذا العالم المرفّه بالنفط سيشهد أزمة عالمية نفطية غير مسبوقة، ليعود العالم إلى عصر الكساد الاقتصادي وسط خضم قاتم من الظلام!
والحقيقة أن النفط الذي أبهر عقول العسكريين في الحرب الكونية الأولى فكان سلاحاً ماضياً في حسم تلك الحرب وإدارة الصراع لمصلحة الحلفاء هو النفط الذي حسم الحرب المدمرة الثانية التي اعتمدت على النفط الأميركي في حوالي 90 في المئة من حاجاتها عندما كانت أميركا إمبراطورية نفطية هائلة وحيدة فرضت إرادتها النفطية على الجميع من دون منازع، كما تفرض إرادتها المفرطة بقوتها المُعَرّاة اليوم على كوكبنا الأرضي لتمثل حقيقة النظام الدولي الجديد، القوة.
والحقيقة الأخرى، أن النفط من المصادر غير المتجددة، ولن يقول خبير متخصص إن تلك المصادر ليست قابلة للنفاد، لكن يصعب على أي خبير أو باحث في هذا الميدان المعقد القول إن النهاية قريبة، لأن هذا الرأي لن يصمد أمام الحقائق المعاشة. فمنذ الخمسينات من القرن المنصرم قيل إن النفط ظهر فجأة ونهايته ستكون مفاجئة كمجيئه، لكن حقائق النفط جاءت معاكسة لهذه النظرة التشاؤمية، فاحتياطي النفط تضاعف أكثر من 500 مرة منذ أوائل القرن الماضي وحتى الألفية الثالثة.
ولذا فإن الاحتياطي النفطي الذي كان الاعتقاد السائد بأنه في طريقه إلى النفاد يزداد عاماً بعد آخر، بل إنه كلما زاد الاستهلاك العالمي زاد الاحتياطي المؤكد هو الآخر، ويتصاعد معه العمر الافتراضي للنفط، حتى أن احتياطيه كسر حاجز الألف بليون برميل، وهذا المحيط النفطي يتركز حوالي 62 في المئة منه في الخليج العربي!
صحيح أن بعض الدول لأسباب سياسية واقتصادية وعسكرية رفعت من تقديراتها للاحتياطي، كما حدث عندما دارت الحرب العراقية – الإيرانية ورفعت الدولتان تقديراتهما للاحتياطي، لكن يبقى القول إن إيران والعراق غنيتان نفطياً وصاحبتا احتياطي نفطي كبير.
وصحيح أن دولاً خارج «أوبك» بلغت في إنتاجها النفطي واحتياطيها (الذروة) ليبدأ بالنزول التدريجي، وان بعض شركات النفط العالمية اعترفت قبل 3 سنوات تقريباً بأن الاحتياطي الذي كانت تعلنه كان مبالغاً فيه بنسبة تصل إلى 28 في المئة، ومنها شركتا ريبسون والباسو وغيرهما، إذ تسيطر الشركات العالمية النفطية على حوالي 15 في المئة من حجم الاحتياطات العالمية!
لكن المؤكد أن الاحتياطي النفطي في دول منطقة الخليج العربية الرئيسة مرشح للزيادة والاحتياطات في هذه الدول تمثل أرقاماً رسمية صادقة 100 في المئة، وعلى رغم أن العالم في مقابل استهلاكه لأربعة براميل تقريباً لا يضيف سوى حوالي برميل واحد للاحتياطات المؤكدة بسبب تواضع الاستثمارات في الاستكشاف والتنقيب عن النفط.
ومع هذا، فإن نفاد النفط يبدو بعيداً، فعلى فرض أن العالم يستهلك 80 مليون برميل يومياً فإن الاحتياطي المؤكد في نهاية 2005 حوالي 1190 بليون برميل سيكفي العالم لحوالي أربعة عقود من دون أن يودعنا النفط! وبعد هذه الفترة الطويلة فإن هذا لا يعني بالضرورة فناء النفط ومشتقاته من حياة الأمم والشعوب، فخلال هذه العقود قد تظهر اكتشافات جديدة بفعل تطور أساليب البحث والاستكشاف، خصوصاً أن باطن الأرض لا يزال يزخر بالاحتياطي المحتمل استخراجه، والذي أثبتت المعلومات الجيولوجية والهندسية احتمال استخراجه في المستقبل، وهذا يرجح زيادة الاحتياطي النفطي!
وتأكيداً لهذا، قال رئيس «أرامكو السعودية» في ندوة «أوبك الدولية الثالثة»، والتي عقدت في فيينا بتاريخ 13 أيلول (سبتمبر) الجاري إن الصناعة النفطية قادرة على اكتشاف موارد جديدة لإضافة ترليون برميل للاحتياطات العالمية على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة.
وهذا يؤكد عدم قرب نفاد النفط كما كان يعتقد أو كما يعتقد اليوم وإنما نهاية عصر النفط الرخيص، وسيبقى النور الذي يبدد الظلام، فالصورة لكل متعمق في علم النفط تدعو إلى التفاؤل بالنسبة إلى حجم الاحتياطي المؤكد والمحتمل، فعلى رغم تزايد الاستهلاك المسرف للنفط فالعالم لم يستهلك سوى حوالي 42 في المئة من إجمالي الاحتياطي النفطي العالمي الذي اكتشف حتى الآن، ناهيك ان طول فترة العمر الزمني لاحتياطات النفط يتوقف على العلاقة بين معدل الاكتشافات النفطية الجديدة ومعدل نمو الطلب على النفط.
وإذا كان استهلاك العالم النفطي يزيد بمعدل 1.8 في المئة تقريباً سنوياً، ويخشى غياب النفط من جنانه فعليه ضخ أموال طائلة في الاكتشافات الجديدة تضيف إلى الاحتياطات النفطية كميات تفوق الزيادة في نمو الطلب على النفط، لإطالة العمر الزمني للاحتياطات المؤكدة.
فالخطورة التي تهدد بإعلان نفاد النفط قد تكمن في تدني الاكتشافات النفطية الجديدة لتقل الإضافة لحجم الاحتياطات النفطية عن حجم الزيادة في الطلب، نتيجة تدني الاستثمارات في حقل النفط الذي تقدره وكالة الطاقة الدولية بحوالي 523 بليون دولار حتى 2030 بدلاً من تمويل الصراعات والأحداث والكوارث المأسوية التي تترك آثارها الخطيرة على النفط والعالم، بدءاً من احتلال الدول من أجل النفط كما فعلت أميركا وربيبتها بريطانيا في أفغانستان والعراق، مما قد يشكل صراعاً دولياً ينتج منه اشتعال فتيل حرب عالمية ثالثة تدمر العالم وتدمر النفط.
مفكر سعودي، رئيس مركز الخليج العربي لدراسات واستشارات الطاقة
جريدة الحياة
- 02-10-2006, 12:05 AM #94
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
أحوال عربية
بقلم : عبد المعطي أحمد
زيارة رايس
لن تكون زيارة كونداليزا رايس الي دول المنطقة خلال الساعات المقبلة هي الاخيرة.
فقد اعتادت وزيرة الخارجية الامريكية ان تزورنا من آن لآخر دون إحراز أي نتائج ملموسة, مما جعل المواطن العربي ينظر بسخرية وإحباط أمام مثل هذه الزيارات التي لا تأتي بأي جديد سوي تأمين مصالح أمريكا في المنطقة.
لكن رايس ـ هذه المرة ـ تعتزم عقد لقاء موسع غدا بالقاهرة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن في محاولة لاحياء عملية السلام, استكمالا لمشاورات المجموعة نفسها في نيويورك علي هامش اجتماعات مجلس الأمن التي عقدت خصيصا لمناقشة عملية السلام في الشرق الاوسط, وعاد العرب منها بخفي حنين.
أجندة الاجتماع تتضمن الي جانب كيفية مساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين علي استئناف عملية السلام, الملف النووي الايراني باعتباره أولوية أمريكية مع اقتراب المهلة التي أعطتها واشنطن لايران لحسم موقفها قبل فرض أي عقوبات عليها.
ويعني عقد الاجتماع بالقاهرة أن هناك إقرارا دوليا واقليميا بالدور الرئيسي والمحوري لمصر في أي ترتيبات تخص القضية الفلسطينية, أو أمن الخليج باعتبار أن ذلك يقع في دائرة الأمن القومي والمصري.
لكن هل تحمل رايس للعرب جديدا؟ وهل أمريكا جادة ـ فعلا ـ في دفع عملية السلام بالمنطقة من خلال ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وهل اقتنعت أمريكا واسرائيل خصوصا بعد حرب لبنان الاخيرة بأن العنف لن يؤدي إلي السلام أو ضمان أمن إسرائيل؟
وهل تراجعت أمريكا عن ضرب إيران وتعريض دول المنطقة للخطر؟
وهل اسرائيل مستعدة للمضي قدما في عملية السلام, أم أنها ستستمر في فرض شروطها علي الفلسطينيين؟
يخطئ العرب كثيرا إذا تصوروا أن جولة رايس يمكن أن تضيف شيئا علي أرض الواقع, مادامت الادارة الامريكية تقف الي جانب اسرائيل علي طول الخط, ومادامت قواتها تحتل العراق, ومادامت تحارب ايران في سعيها لاستخدامها السلمي للطاقة النووية, بينما تغض الطرف عن امتلاك اسرائيل القنبلة النووية.
إننا نأمل في أن يسفر اجتماع القاهرة وجولة رايس عن جديد ينتشل المنطقة من الأوضاع التي تزداد سوءا يوما بعد يوم نتيجة تخاذل العرب وضعفهم.
جريدة الأهرام
- 03-10-2006, 02:37 PM #95
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
خاطـــرة: أزمة الثقة المتبادلة
خيري منصور
الحديث عن أزمة الثقة المتبادلة والمتفاقمة بين الشعوب والدول وبين الأفراد ومجتمعهم وبينهم وبين أنفسهم لا يحتاج إلى مناسبة ، رغم أن المناسبة في هذا المقام على الأقل قائمة ، وهي باختصار أنواع من السلع الاستهلاكية كتب عليها ان الشركات التي تصنعها تتعهد بدفع مائة ألف دولار اذا ثبت أنها غير مطابقة للإعلان الذي يشرح مواصفاتها ، وهناك صحف للمعارضة يقسم محرروها بالله العظيم ثلاثا أن يقولوا الحق في افتتاحياتهم ، ونحن نعرف وبشكل يومي أن العربي يقسم بربه وأولاده وشرفه عدة مرات قبل أن يبلغ أحد أصدقائه بأمر ما ، وقد تكون الخيانة قدر تعلقها بأزمة الثقة المزمنة أبعد من هذا ، فثلاثة ارباع الأفلام العربية بطلها الحقيقى ليس ممثلاً او ممثلة بل الخيانة الزوجية ، والربع الباقي بطله الحقيقة المهربة.
مناخات وأجواء مفعمة بالريبة ومشتقاتها من الغيرة والتحاسد والوشاية ، فلم يحدث مثلاً أن سقطت طائرة بزعيم أو مسؤول سياسي عربي ، وصدق الناس البيان الناعي رغم أن مثل هذه الأحداث ممكنة ، وما من بوليصة تأمين ضد حدوثها على الإطلاق ، من أين اتت أزمة الثقة هذه ، بدءاً من الثقة بالنفس مروراً بالثقة بالآخر وانتهاء بالثقة بالحكومات والدول، أحيانا نجد بعضا من الاجابة في قرون الاستعمار والهيمنة ، خصوصاً في دول حكمها الأجنبي أزمنة طويلة ، وأحيانا نجدها في سايكولوجيا الحيلة التي يلوذ بها الضعفاء ، فكلما كان الانسان أو الحيوان ضعيفا أجاد فن الاحتيال لكي ينجو ، لهذا تكثر الحكايات الشعبية عن الفئران التي خدعت الأسود والعصافير التي انتصرت على الفيلة، أزمة الثقة هذه قابلة للتمدد بحيث تصبح مبثوثة كالوباء في نسيج الحياة كله ، بحيث لا ينجو منه حتى ما يسمى بالخيط الحريري الذي يعبر به عن العواطف، في العهد العثماني وبسبب افراط الباب العالي في فرض الضرائب ، بلغت الحيلة ذروتها في اخفاء الثروة ، وفي عهود الطغيان والتخويف حد الترهيب لجأ الناس إلى لغة أخرى احترازا من التأويل ، العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي الثالوث الأسود الذي صاغ وعيا مضاداً وسالبا لدى ملايين الناس ، لهذا سوغوا الكذب اذا كان سبيلاً للنجاة ، وجعلوه بالألوان منه الأبيض والرمادي والأسود ، ناسين أن قليلاً منه كالسم قد يفسد نهراً، كيف تصبح الحياة اذا كان كل كلام عرضة للشك والتكذيب؟ حتى لو اقترن بأغلظ أنواع القسم؟ هل تستحق رواية خبر ما أن يجازف الراوي بوضع شرفه وضميره وأبنائه في الميزان؟ وبماذا يقسم اذا كان الأمر جللاً وغير قابل للتصديق لأنه نادر الحدوث؟ لقد ساهم الإعلام العربي عبر مسلسله الطويل بحلقاته الذهبية والنحاسية والقصديرية في تعميق أزمة الثقة ، كما ساهمت الكلمة المنشورة في مضاعفة هذه الأزمة ، لأن الناس لا يخدعون طوال الوقت ، واذا كانت سلعة استهلاكية تقدم إلى السوق مزودة بقائمة من التعهدات والقسم ، فما الذي تحتاج إليه فكرة أو خطاب مضاد للسائد؟ انها أزمة بحاجة إلى فحص تحت مجهر آخر ، فالتقارير الرائجة حولها تؤزمها أكثر ، وتزيد من غموضها وتعميق أسبابها!
:: الدستور
- 03-10-2006, 09:11 PM #96
رد: نقول من هنا ... وهناك
ةحيصنلا ىلع الله دبع وبأ كل اركش
- 04-10-2006, 12:41 AM #97
- 04-10-2006, 09:40 PM #98
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
دنيا
محسن محمد
حديقة حيوان اسمها «شاتبير« في الهند رأت إجراء تجربة مثيرة في التزاوج بين الأسود. جمعت بين أسود هندية وأخرى افريقية في أقفاص واحدة. قالت الحديقة: نسل هذه الأسود سيكون فريدا من نوعه وسيجذب إلينا مزيدا من الزوار، وفي الوقت نفسه فإن عدد الأسود في الهند يتناقص باستمرار وربما ستؤدي هذه التجربة إلى زيادته.
قيل لمدير الحديقة: ــ هل أنت واثق؟ أجاب: ــ سبق إجراء تجارب للتزاوج بين الأسود والنمور، وغيرها من الحيوانات المتوحشة وكانت النتائج سارة. ولكن النتيجة هذه المرة كانت مرعبة. مواليد الأسود لم تعد تهتم بما حولها. وأصبحت ضعيفة للغاية حتى انها لم تعد تقدر على نزع العظام من اللحوم فاضطرت الحديقة إلى تقديم اللحوم لها بلا عظم. واكتشف الأطباء البيطرون أن الأسود وعددها 21 قد ضعف عندها نظام المناعة فاضطروا إلى تعقيم الأسود حتى لا تضع صغارا ضعافا. وقال مدير الحديقة: ــ مات ثلاثون أسدا في العامين الماضيين. وأضاف: سننتظر حتى تموت الأسود الـ 21 الباقية من التجربة ثم نقوم بعملية تزاوج جديدة بين الأسود. قيل له: ــ أفارقة وآسيويون مرة أخرى؟ قال: ــ حرمت، لا أعرف لماذا فشلت التجربة ولكننا سنكتفي إما بأسود إفريقية معا وإما آسيوية فقط معا. أما المزج بين القارتين فهو خطر للغاية بالنسبة إلى الأسود دون غيرها من الحيوانات وأيضا دون غيرها من البشر!
:: أخبار الخليج
- 06-10-2006, 12:37 AM #99
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
الشعراء يتغنون بالأكلات الرمضانية
خالد القشطيني
رمضان الكريم شهر الصيام. المفروض أن يقل الأكل فيه لنتحسس جوع المعدمين ولكن آخر الإحصائيات تكشف أن ما يستورد ويستهلك في هذا الشهر من المواد الغذائية يفوق ما يستورد ويستهلك في الأشهر الأخرى. أقول مثل ذلك بالنسبة لعقاقير المعدة والتخمة. فلا يفرغ القوم من الإغراق في الأكل عند الفطور حتى يبدأ الإفراط في السحور. عبر عن هذه الظاهرة كثير من الشعراء والأدباء في طرافاتهم ومداعباتهم الرمضانية ومطارحاتهم الإخوانية التي خلد الكثير منها في سجلات الأدب العربي.
في جلسة من هذه الجلسات الرمضانية، دعا أحد وجهاء لبنان من عائلة اللبابيدي شاعرين من إخوانه هما الشيخ إبراهيم الحوراني والشيخ عبد الحسن الكستي للأفطار معه. وخطر له أن يكمل ألوان الوليمة بشيء عذب من القصيد. سألهما أن يشتركا في نظم قصيدة عن أطايب الطعام على أن يقول أحدهما صدر البيت ويترك العجز للثاني ليكمله. ابتدأ المناظرة الشيخ إبراهيم الحوراني فقال:
حملت كشكول وجدي في هوى الغيد ...
فأكمل عبد الحسن الكستي قائلا:
أبغي به «شورباء» الوصل بالعيد
فقال الحوراني:
ملاعق العذل للأسماء قد قرعت
فأكمل الكستي البيت:
قرع المعاول في صم الجلاميد
عاد الحوراني ليقول:
وفلفلوا «رز» حبي في طناجركم...
فقال الكستي:
وأحسنوا سبكه في صحن مقصودي
فقال الحوراني:
«بفارغ» الصبر قد منطقتمُ أملي...
فأكمل الكستي:
و«برمة» المطل طوقتم بها جيدي
فقال الحوراني:
منو علي «بمعمول» اللقا كرما...
فقال الكستي:
أنا «المربى» على كيس الأجاويد
فقال الحوراني:
«ملفوف» عتبي على أعتابكم نشرت...
فقال الكستي:
أوراقه بين مقصور وممدود
فعاد الحوراني ليقول:
وفي «ملوخية» التعنيف قد زلقت...
فقال الكستي:
أقدام وجدي الى بيت اللبابيدي
وبها ختم الشاعر المناظرة الإخوانية بتحية صاحب الدعوة كما ينبغي لكل شاعر أن يفعل وقد مد الطعام أمامه وأسكتت نكهته قريحة الشاعرين.
الشرق الأوسط
- 06-10-2006, 11:32 PM #100
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
"فضيلة" الاستعمار!
محمد السمّاك
رغم مرور حوالي أربعة عقود على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة تشكيل لجنة خاصة لتصفية الاستعمار في العالم، لا يزال امام اللجنة حتى الآن خمس عشرة قضية معلقة بشأن تحرير مناطق مختلفة لا تزال تخضع للاستعمار.
هناك ظاهرتان اساسيتان تواجهان عمل اللجنة :
الظاهرة الأولى هي ان معظم اعضاء اللجنة هم من دول العالم الثالث. اما الدول المستعمِرة (بكسر الميم) فهي من دول العالم الاول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية نفسها.
الظاهرة الثانية هي ان معظم المناطق التي لا تزال مستعمرة (بفتح الميم) لا تريد تصفية الاستعمار. وتصرّ على ان تبقى تابعة للدولة المهيمنة عليها اما شعوراً منها بالعجز الاقتصادي والامني، او استقواء بالانتساب إلى دولة كبرى. وفي الحالتين فان فشل انظمة الحكم الوطنية في تحقيق الشعارات الاستقلالية بالحرية والازدهار والأمان، أدى إلى نشوء ظاهرة الردة على الاستقلال التي تسود هذه المناطق. وهي:ساموا ـ انغويلا ـ برمودا ـ فرجين ايلند (الجزر العذراء) الاميركية ـ جزر كايمن ـ جزر الفوكلاند ـ جبل طارق ـ جزيرة غوام ـ جزيرة مونت سيرا ـ كاليدونيا الجديدة ـ بيتكيرن ـ توكيلو ـ تيرك وكايكوس ـ سانت هيلانة
حتى جزر القمر التي يعتبر سكانها انهم من أصول عربية (من سلطنة عمان) شهدت محاولات تمرّد طالبت احداها بالعودة إلى الاستعمار الفرنسي الذي تحرّرت منه منذ عدة عقود. وقد فشلت المحاولة لأن فرنسا رفضت تأييد الحركة او التجاوب معها. الا ان مجرد قيامها يشكل احراجاً للجنة تصفية الاستعمار في الامم المتحدة. ذلك انه خلافاً لفلسفة اللجنة فان البعد الحقيقي لحركة التمرد تلك يعكس شعوراً بان التحرر من الاستعمار لا يؤدي بالضرورة إلى السعادة الوطنية المنشودة، وانه ليس بالضرورة الطريق المضمون إلى المستقبل الافضل. وتطرح هذه الظاهرة علامة استفهام كبيرة حول ما اذا كانت الحرية مع الفقر هي أفضل من الاستعمار مع الاكتفاء !!.
ولو تُرك الخيار لسكان هونغ كونغ ربما لآثروا استمرار الانتماء إلى بريطانيا. غير ان بريطانيا كانت ملزمة بموجب معاهدة مع الصين بإعادة هونغ كونغ إلى الوطن الام في عام 1997، كما حدث بالفعل.
ومنذ عام 1967 رفض سكان جبل طارق في أول استفتاء شعبي جرى بإشراف الامم المتحدة الاستقلال عن بريطانيا (بأكثرية 12138 مقابل 44 فقط)، كما رفضوا في الاستفتاء نفسه الانضمام إلى اسبانيا. وتكرّس هذا الموقف في كل الاستفتاءات التي جرت فيما بعد وحتى اليوم. وكانت بريطانيا قد سلخت جبل طارق عن اسبانيا في عام 1704 بالتعاون مع هولندة وكرّست تبعية الجبل (الصخرة) للتاج البريطاني بموجب معاهدة اوتريخت في عام 1713.
وتبلغ مساحة جبل طارق (والذي يحمل اسم طارق بن زياد فاتح الاندلس) 3.5 أميال مربعة (اي حوالي 9 كيلومترات مربعة فقط) وهو امتداد لجنوب اسبانيا ويتمتع بموقع استراتيجي مهم بحيث انه يشكل البوابة بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط. الا انه المنطقة الوحيدة في اوروبة التي لا تزال تخضع للاستعمار.
على ان استمرار وضع جبل طارق تحت السيادة البريطانية يعني استمرار وضع مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين تحت السيادة الاسبانية. فاسبانيا التي احتلت هذه الجيوب العربية في شمال المغرب في عام 1415 اي قبل سقوط غرناطة باربعة عقود تقريباً، ترفض الانسحاب منهما ما لم تسترجع جبل طارق من بريطانيا. وهي تعتبر هذه الجيوب جزءاً من اسبانيا وليس مجرد اراضٍ محتلة. وهنا ايضاً تقف لجنة تصفية الاستعمار في الامم المتحدة عاجزة عن التحرك. فالمغرب الذي خاض منذ عام 1975 معركة تحرير الصحراء الغربية من اسبانيا في اطار الوطن المغربي الواحد، يواجه حركة استقلالية في الصحراء تقوم بها حركة البوليساريو بدعم من الحكومة الجزائرية. وبالانتقال من المحيط الاطلسي إلى الخليج، ترتسم علامة استفهام حول مستقبل الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى التي تطالب دولة الامارات العربية باستعادتها من ايران.
يبقى السؤال، اي مبرر لاستمرار لجنة تصفية الاستعمار في الامم المتحدة.. وأي مصير ينتظرها اذا كانت عاجزة عن تحرير المناطق التي تنشد الاستقلال، واذا كانت المناطق الاخرى ترى في الاستعمار "فضيلة" تتقدم على فضائل الاستقلال والتحرر ؟..
المستقبل
- 07-10-2006, 09:10 AM #101
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
من ينسى توفيق صابغ؟
راسم المدهون
يبدو حضور اسم توفيق صابغ اليوم وقفاً على ذاكرة الأدباء والمثقفين (المخضرمين حصراً)، بعد أن باعد الزمن كثيراً بين لحظة غيابه الأخير هناك في المنفى الأميركي وبين الأجيال الجديدة من الفلسطينيين الذين تتوزعهم اليوم آلام لا تحصى، سواء كانوا هناك في الوطن – السجن أو ينتشرون في أطراف الأرض باحثين كما ديوجين عن الحقيقة وفي أيديهم مصابيحهم في رابعة النهار، فهؤلاء وأولئك ولدوا وكبروا وعرفوا الشعر والكتابة في غياب توفيق صابغ. صحيح أن كثيرين منهم أمكن لهم أن يتعرفوا الى تجربته الشعرية، ولكنهم فعلوا ذلك – غالباً - في مناخات وأجواء نقدية كانت في معظمها ليست في مصلحة صابغ أو مصلحة تجربته الشعرية والأدبية في شكل عام، هو الذي خرج من وطنه فلسطين في مقتبل الشباب فانكب على الثقافة من أصعب أبوابها، باب البحث عن فضاء حر آمن أن لا مفرّ للابداع من اجتراح وجوده كي يصبح ممكناً، متاحاً، وجميل العطاء.
توفيق صابغ هو بمعنى ما أحد كوكبة من المبدعين الفلسطينيين الكبار الذين مشوا على جلجلة الوفاء للثقافة وللإبداع الحر فدفعوا غالياً ثمن ذلك، في وقت سيطرت فيه مفاهيم كثيرة لا تمت للإبداع بصلة حقيقية. من يعود اليوم إلى تجربة توفيق صابغ الشعرية، يدرك المسافة الشاسعة التي اجتازها وتخطاها، متجاوزاً تقاليد وعادات نقدية «راسخة» ومكرّسة بقوة سكونية الواقع واستسلامه للثبات، فألقت نتاجاته الشعرية وخصوصاً «معلقة توفيق صابغ» حجراً في بئر ذلك السكون لا تزال دوائره تتابع تشكّلها على رغم مرور عقود ثلاثة على رحيله عن عالمنا، غريباً وحزيناً، وأخيراً ميتاً في أحد المصاعد، تكتشف جثته فتاتان لا تعرفانه في لحظة دخولهما إلى المصعد.
لا أظن مبدعاً فلسطينياً عاش الإهمال والجحود وعانى ظلم ذوي القربى كما هي حال الشاعر الحداثي توفيق صابغ، ولعلني بسبب هذا الجحود بالذات أظل أشعر بالامتنان والعرفان بالجميل إلى محمود شريح الذي فاجأنا قبل عقد ونصف من السنوات بكتابه المهم «توفيق صابغ... سيرة شاعر ومنفى»، وأيضاً بالامتنان إلى الكاتب والناشر المعروف رياض نجيب الريس الذي وقف وراء الكتاب، بدعوة شريح إلى كتابته أولاً ثم بإصداره ضمن منشوراته بعد ذلك، فجاء إسهاماً بارزاً في إلقاء ضوء على تجربته الشعرية كما على حياته الشخصية وما ارتبطت به من التباسات كانت في تلك الأيام مثار جدالات وردوداً عاصفة ذهبت في اتجاهات متعددة ولم تكن في الإجمال منصفة للشاعر الراحل.
لقد جرت مياه كثيرة في نهر حياتنا، تماماً كما في نهر الشعر والإبداع. هدأت النقاشات العاصفة، وانطفأت الاتهامات، وصار ممكنا النظر والتأمل في تجربته الشعرية والتوقف أمام إبداعه الجميل وما حمله في تلك المرحلة المبكرة من جرأة التجريب الذي أمكن له أن يشير في صورة جميلة إلى أهمية إدراك الخيط اللامرئي الذي يربط التقدم الاجتماعي بالقدرة على التجاوز وعلى الوثوب دوماً من لحظة إبداع توشك أن تتكرس إلى فضاء آخر لا يقبل الوقوف أو التكرار.
تجربة توفيق صابغ الشعرية بدأت منذ أواخر الأربعينات، ولكن صاحبها أدرك منذ البدايات البعيدة أفقاً أكثر رحابة وقابلية للحياة والاستمرار، من خلال امتلاكه لثقافة من نوع مختلف، ديموقراطي وتعددي، كان عليه أن يصطدم بالضرورة بالأصنام وحرّاسها فيذهب إلى مزيد من التجديد ومن ارتياد الفضاءات الأكثر جرأة خصوصاً انه عرف منذ البداية أن دوره الحقيقي إنما يكمن في امتلاك القدرة على التمسك باختياراته الإبداعية والثقافية الكبرى والأساسية والتي دارت العقود، ومضت السنوات فقال الزمن بوضوح جميل أنها خيارات الطليعي في الراهن وخيارات المستقبلي في الآتي.
في الحديث عن توفيق صابغ وتجربته، ثمة كلام كثير يقال، إلا أن أهمه على الإطلاق هو ضرورة العودة إلى نتاجه الشعري، فهذا الشاعر الطليعي لا يزال في أذهان الكثيرين مجموعة من الاشاعات أكثر منه شاعراً يعرف من شعره.
توفيق صابغ الذي رحل أكثر حياة من كثيرين بيننا.
الحياة
- 08-10-2006, 06:07 PM #102
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
كتاب اليوم لشهر مارس ..
رائعة الكاتب الكبير : محمـــود صـــلاح
قضية سيدنا محمد (صلى الله علية وسلم)
مغامرة صحفية من قلب الأزمة
هي بالقطع قضية غير عادية وهي ليست قضية 200 ألف مسلم يعيشون في الدانمرك ، ولا قضية جريدة دانمركية تجاوزت الخط الأحمر عند أكثر من مليار مسلم في أنحاء الكرة الأرضية ، القضية أخطر من ذلك بكثير.القضية من خلال أسبوع كامل عاش الكاتب الصحفي محمود صلاح رئيس تحرير جريدة أخبار الحوادث أيامه ولياليه هناك في كوبنهاجن عاصمة الدانمرك. ربما تكون من ناحية قضية الإسلام نفسه في هذا العصر وقضية المسلمين وما آل إليه حالهم وأحوالهم. وهي أيضا قضية الغرب الآن في مواجهة ما يظنون أنه الإسلام وهم في الحقيقة لا يعرفون شيئا عن الإسلام الحقيقي. وهي في نفس الوقت وللأسف الشديد قضية المسلمين الذين ابتعدوا عن جوهر رسالة الإسلام، وأصابوا أنفسهم قبل أن يصيبهم الآخرون ، فبعد هذه الراحلة التي يصفها خبراء الصحافة بأنها بث حي مباشر من أرض الأزمة وانفراد صحفي اعتاد محمود صلاح علي القيام به ،عاد صلاح ليجمع تفاصيل رحلته في كتاب هام يمكن اعتباره وثيقة ترصد الأزمة وتحدد ملامحها وتكشف أوجاع الغربة . الكتاب يؤكد أننا تخلفنا. بعد أن اختلفنا، فكانت الإساءة البالغة التي هبطت علي رءوسنا وكأننا كنا نحتاج لمن يلطمنا علي وجوهنا في قسوة.. لكي نفيق. رصد الكتاب بدايات الأزمة وملامحها التي ربما كانت خافية على كثيرين ، خاصة بعد اشتعال الأزمة حيث انصرف الجميع إلى تداعيات الأزمة دون دراية بأبعاد المشكلة الحقيقية ، وهو هنا قد تناولها من زاوية مسئولي اللجنة الأوروبية لنصرة النبي محمد والتي تشكلت بعد نشر الرسوم مباشرة لرد العدوان عن النبي والإسلام ، ويورد صلاح تفاصيل جديدة في بدايات الأزمة لم تنشر من قبل . وحمل كتاب قضية سيدنا محمد الذي أصدره كتاب اليوم بين صفحاته ترجمة ملخصة للمقال الذي كتبه رئيس تحرير جريدة 'يولاندز بوستن' الدانمركية التي نشرت الرسومات المسيئة. قال رئيس تحرير الصحيفة الدانمركي في مقاله: 'إن المسلمين يميلون في غالبيتهم إلي الهدوء والعيش المطمئن في هذه البلاد وأنهم لن يشعروا بغضاضة تجاه النقد الموجه للإسلام. لكن المشكلة تكمن في أولئك الظلاميين القادمين بأفكار من العصور الوسطي والذين يعانون من جنون العظمة ويحتكرون سلطة التأويل الديني وهؤلاء يعانون من حساسية مرضية تجاه أي نقد يوجه لأشخاصهم ويحملون النقد فوق ما يحتمل ويعتبرونه نقدا لكتابهم ونبيهم ، وحمل مقال رئيس تحرير الصحيفة الدانمركية استخفافا بغضب المسلمين ودعوة صريحة لهم بالتخلي عن هذه الخرافات على حد قوله . وضم الكتاب لقاء مع 'برتل هوردر' أحد أقدم وزراء الحكومة الدانمركية. بل هو في الحقيقة ليس وزيرا واحدا. بل وزيران في شخصية رجل واحد ، انه 'برتل هوردر' يحمل حقيبتين وزاريتين. فهو وزير التعليم الدانمركي. وأيضا وزير الشئون الدينية. أو كما يطلق عليه في الدانمرك 'وزير الكنيسة'. عن رأيه في أزمة الرسوم المسيئة قال 'برتل هوردر' نحن آسفون جدا لما ترتب علي تصرف الصحيفة المستقلة من ردود أفعال ونحن في الوزارة لم يكن لنا ضلع في هذا العمل، إنها صحيفة حرة ونحن آسفون لما وقع والواقع هو أن الصحيفة اعتذرت من تداعيات التصرف الذي قامت به ، لكن محمود صلاح لم يكتفي كعادته بالإجابات الرسمية وسعى من خلال حواره مع الوزير أن يكشف أحوال المسلمين هناك والمعاناة التي يعيشونها مع نظرة المجتمع الدنمركي للإسلام . كما ضم الكتاب أيضا مقال بقلم رئيس تحرير صحيفة بوليتيكان الدانمركية يأسف فيه على ما حدث ويؤكد أن الشعب الدانمركي يحتاج إلى التفاهم والتسامح المتبادل تسببت قضية الرسوم الكاريكاتورية في كم هائل من الجراح والاذي.. فهناك أشخاص لقوا مصرعهم بسبب المظاهرات في دول كثيرة بالإضافة إلي حرق عدد من السفارات وكذلك الخسائر المادية الهائلة التي تكبدتها الشركات الدانمركية والأشخاص الذين سوف يخسروا وظائفهم في الدانمرك والشرق الأوسط.. والأسوأ من ذلك فكرة تحول العلاقة بين العالم الإسلامي وأوروبا إلي علاقة عداء بطريقة ما.. وهو أمر سيء لكل الأشخاص وبالأخص إلي الأوروبيين والغربيين الذين يعيشون في دول إسلامية والمسلمين الذين يعيشون في أوروبا وهي أعداد متزايدة ينظر إليها ليس كأشخاص ودودين ولكن كأفراد من جماعة محتمل إن تكون معادية ثم يلقي الكتاب الضوء على الشخصيات الإسلامية الدانمركية التي حملت لواء هذه القضية من بداياتها مثل الشيخ أحمد أبولبن الذي يؤكد الكتاب أنه اسم تعرفه وسائل الإعلام الدانمركية جيدا، بل ووسائل الإعلام العالمية أيضا فهو واحد من أشهر الدعاة والأئمة في الدانمرك. وتعرفه وسائل الإعلام عموما بآرائه الحادة وتعبيراته الحازمة. وكثيرا ما تتصدر صور أبولبن صور الصفحات الأولي في الجرائد الدانمركية. ويتهمونه بأنه من أكبر المتشددين في أزمة الرسومات المسيئة. وفي بداية الأزمة وجه الشيخ أحمد أبولبن المستشار الشرعي للوقف الاسكندنافي في كوبنهاجن رسالة إلي 'فلمنج رون' المحرر الثقافي لصحيفة 'يولاندز بوستن' بعد أن إلتقاه شخصيا في مقر الجريدة. وقال أبولبن في رسالته: لقد ألقي بنا كجالية مسلمة إلي مفرمة الإعلام وأجهدنا إلي أبعد الحدود كما استنزفنا إلي آخر قطرة، ولكن سياستنا في الوقف الاسكندنافي أن نبقي منفتحين وايجابيين ومتواصلين وأن نظل علي تعامل مع الإعلام بكافة الوسائل، برغم محدودية مواردنا التي لاتقارن بقدرات الإعلام الدانمركي وأخيرا نشر الكتاب نص المقابلة بين فيلمنج روز المحرر الثقافي بالجريدة التي نشرت الرسومات و مجلة نيوزويك الأمريكية . وبعد أن قدم صلاح الأزمة من كافة جوانبها من خلال أطراف الأزمة ، بدأ في رصد وقائع الغضبة الإسلامية في كل أنحاء العالم من مشرقه إلى مغربه والاحتجاجات الشعبية والمواقف الرسمية التي اتخذتها الدول الإسلامية من هذه الرسوم مثل سحب السفراء وغيرها ، كما تحدث صلاح عن الدور المصري في الأزمة وكيف تصدى الرئيس مبارك بنفسه للقضية وتفاصيل جهود الخارجية المصرية في هذه الأزمة . كما انتقل الكتاب إلى مواقف الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وشيخ الأزهر شخصيا ، ثم الاحتجاجات التي نشرت على شبكة الانترنت وكيف تحولت إلى أكبر حملة مقاطعة للسلع الدنمركية . ثم تعرض الكتاب للحملات السابقة التي هاجمت النبي محمد من جانب بعض الجهلاء في مختلف أنحاء العالم ويختم بلمحات من حياة النبي محمد تكشف عظمته وتواضعه ورسالته العظيمة للإنسانية في أبلغ رد على الجهلاء ودعاة الحرية الزائفة .
أخبار اليوم
- 09-10-2006, 11:01 PM #103
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
هل غادر الخجل كوكب الأرض؟
بقلم: منير عامر
في أحيان كثيرة جدا صرت أملك الشك في أن الخجل قد سكن بعيدا عن كوكب الأرض, ذلك أني أبحث عن حمرته علي وجوه يجب أن تعلوها تلك الحمرة فلا أجدها, فأواصل البحث وكأن الخجل قد تاه كإبرة في كوم من القش.
ومن الغريب أني بحثت عن الخجل في مواقع متناقضة, بل ومتنافرة, علي سبيل المثال, بحثت عنه في قاعة اجتماعات مجلس الأمن, فوجدتهم يرتدون ملابس أنيقة, ويصر الكبار منهم أن يجعلوا من كلماتهم وسلوك دولهم أداة لاستمرار قهر بعض الشعوب, أو المساهمة في استمرار قتل بعض آخر من البشر.
ورأيت خيالي طائرا من قاعة اجتماعات مجلس الأمن الي أرجاء الكون بحثا عن حمرة الخجل فيمن يعطي ظهره للأجيال الشابة, فينظر اليها ككائنات زائدة عن الحاجة, ويضن عليها بما يمكن أن يضيف اليها من خبرة, فينطبق عليه ما قاله الكاتب المسرحي هنريك إبسن في مسرحية, البناء العظيم حين يقول علي لسان مهندس عجوز إن لم أعلم من سيأتي من بعدي, سيركل بابي شاب جاهل وبقوة العمر يقول لي: افسح لي الطريق لأني الجيل الجديد, ولم أجد تلك الحمرة علي وجوه من يعطون ظهورهم ـ أو احتقارهم ـ للأجيال الشابة, تماما كما لا أجدها في وجوه بعض من الشباب الذي يتوهم أنه قادر علي إدارة الحاضر والمستقبل دون استفادة من خبرة الأجيال السابقة, فيحقق علي أرض الواقع ماتحكيه الأسطورة الافريقية عن القرود, تقول الاسطورة إن القرود لم ترتق لمرتبة الانسان, لأن كل جيل شاب منها كان يترك الغابة ليركب قاربا ويبحث لنفسه عن غابة جديدة يعيش فيها, واستمر الحال هكذا دون استفادة كل جيل من خبرات السابقين فظلت القرود قرودا.
يتجاوز خيالي جريمة عدم تواصل الأجيال, ويبحث عن حمرة الخجل في ملامح بابا الفاتيكان بعد استشهاده بنص مغرض عن الإسلام, هذا الدين الذي أهدي أوروبا نهضتها المعاصرة, فحين دخل الإسلام الأندلس, كان أهل أوروبا ينظرون من ثقوب حفروها في الجبال علي حدود إسبانيا من أجل مراقبة الشياطين من المسلمين الذين يحسنون حياة البشر طبيا وحضاريا, هكذا كانت أوروبا الكاثوليكية تنظر الي التقدم العلمي والتقني الذي أرساه وعاشه المسلمون في الأندلس. لقد كشف الواقع الأجندة الخفية لبابا الفاتيكان بأن محاضرته كانت لونا من مجاملة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة, وهو اللوبي الذي فضح عشرات المئات من قصص فساد رجال الدين الكاثوليك, فضحهم بانحرافاتهم الأخلاقية الموغلة في الدونية وعدم اللياقة, وآخرها ما تم كشفه في نفس أسبوع محاضرة البابا الملعونة, وأعني بها قصة اختلاس رجل دين كاثوليكي قرابة أربعة ملايين دولار من تبرعات أهل الخير, ثم أضاعها في أندية قمار لاس فيجاس!!.
بحثت عن الخجل في ملامح من يضاربون علي أسعار أراضي البناء في المدن الجديدة, التي أرادتها الدولة كمتنفس للأسر الشابة, وكان قرار إنشائها قرارا اجتماعيا في الأساس, ولم يكن من أجل التربح, وكان من نتائج استمرار غلاء الأرض ومواد البناء عمليات قتل غير مرئية لعشرات المئات من قصص الحب التي واجهت العجز عن توفير مأوي لزواج نقي حلال, مع اهتزاز جهاز القيم عند بعض من أبناء الجيل الشاب فانفجروا بيأس التلاقي عبر عقود الزواج العرفي وازدياد نسبة العنوسة في وسط الطبقة المتوسطة التي تحمي قيم هذا المجتمع وتمثل عصب الإبداع والإنتاج فيه, وبطبيعة الحال لم أجد أدني حمرة للخجل في ملامح المضاربين.
بحثت عن الخجل في ملامح من اتخذوا قرار تأسيس شركات لجمع قمامة القاهرة والجيزة دون دراسات واقعية, وبنود قانونية لا تجعل سكان قاهرة المعز والجيزة عاصمة التاريخ أسري الحياة في أحياء تتزين شوارعها غير الرئيسية بأهرامات من القمامة!! وهكذا صار من الأحلام أن يعود نظام جمع القمامة القديم.
بحثت حمرة الخجل فيمن يقود سيارته بجنون غير مسبوق اللهم إلا إذا كان كارها للحياة, ويظن أنه وحده المواطن, وبقية البشر هم خدم لجنونه, وغالبا مالا يقرأ مثل هذا الإنسان صفحات الوفيات والحوادث التي تنقل لنا كل يوم أخبار الموت في حوادث لا مبرر لها.
وطاف خيالي بحثا عن حمرة خجل لعلها تعلو وجه رئيسة تمريض مستشفي أم المصريين السابقة القابعة في السجن, وهي الأم لخمسة والمحجبة والمحكوم عليها بالاعدام هي وعشيقها بعد أن ثبت عليهما قتل والدة رئيسة التمريض في بيتها, نظرا لأن أم رئيسة التمريض اكتشفت العلاقة الآثمة بين رئيسة التمريض وعشيقها سائق الميكروباص المتزوج وصاحب الأبناء الخمسة أيضا, ومن العجيب أنهما مارسا الفاحشة بعد ان انتهيا من قتل الأم ذات الثمانين عاما, وأن ذلك قد حدث في الغرفة المجاورة للغرفة التي توجد بها جثة القتيلة!!
هاهو رمضان ينتصف وتقترب ليلة القدر, ولا دعوة لي سوي أن يعود الخجل الي كوكبنا من جديد, فيشعر ساسة الدول الكبري بأحقية دول العالم الثالث في الحياة المقبولة, ويشعر العديد من رجال الدين أنهم مسئولون عن تحريم التجارة بالإيمان, تلك التجارة التي تنحرف بالأفكار العظيمة والنبيلة, بعيدا عما أرسلته السماء من ضرورة التعايش بين البشر دون أن يحتقر بعضهم معتقدات بعض, وأن يتوقف السماسرة عن امتصاص دم الاجيال الشابة الباحثة عن حق الحياة في عمل يعطي دخلا ويؤسس بيتا, وأن تتعرف الأجيال علي خصائص ومزايا كل جيل, فيحترم الكبار حق النمو لمن هم أصغر, ويقدس الأصغر مخزون الخبرة عند الأكبر لا ليكون قيدا علي حركته, ولكن ليكون زادا يقتحم به المستقبل دون تكرار للأخطاء والخطايا.
الأهرام
- 11-10-2006, 12:12 AM #104
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
قراءة في كتاب آلان هارت:
الصهيونية العدو الحقيقي لليهود :
كيف تمكنت اسرائيل من تهديد السلام في العالم
د. نهي خلف*
الان هارت الصحافي البريطاني المشهور مؤلف كتاب عرفات ارهابي او رجل سلام الذي نشر في عام 1985 بادر بنشر كتاب جديد بعد عشرين عاما عنوانه الصهيونية العدو الحقيقي لليهود ، وحسب قوله فإن هذا الكتاب قد كلفه خمسة أعوام من العمل الدؤوب لإعادة ترتيب قصة تجربته الصحافية في دهاليز الشرق الأوسط منذ أن بدأ عمله كمراسل للأي ـ تي ـ أن ولبرنامج بانوراما في الاذاعة البريطانية (البي ـ بي ـ سي) مما أدي به إلي معاشرة قيادات سياسية هامة من طرفي الصراع العربي ـ الإسرائيلي ومن أهمهم ياسر عرفات وغولدا مائير وبالتالي الي معرفة خفايا الديبلوماسية السرية في الشرق الأوسط. وبسبب أسلوبه المثير فقد وصفه البعض علي انه قد ساهم في بلورة نموذج جديد من الصحافة التي تدخل المتفرج في العالم الحقيقي .
فبعد ان أمضي ألان هارت أربعة عقود من الزمن في متابعة قضية الشرق الأوسط توصل هذا الصحافي البارع الي استنتاج اساسي وهو ان الاعلام الغربي برمته منحاز لصالح الفكر الصهيوني وان ذلك نتيجة للاساطير التي تروجها الصهيونية من جهة والي عدم المعرفة للحقائق التاريخية من جهــــة أخري. كما استنتج هارت ان الصهيونية هي ما ستؤدي باليــــــهود الي الهاوية وعلي هذا الاساس اخذ ألان هارت علي عاتقه بعد اعتزاله الميدان الصحافي هذه المهمة الشاقة التي تطلبت منه العودة الي الماضي والغوص في أعماق تاريخ القضية الفلسطينية وتشغيل ذاكرته لسرد روايته التاريخية باسلوبه الخاص الذي يمزج بين المعلومة الصحافية والتحقيق البحثي والاثارة من أجل انجاز هذا العمل الضخم المكون من الف صفحة والمنقسم الي مجلدين يضم الاول منهما ثلاثة أجزاء و22 فصلا ويضم الثاني والذي لم ينشر حتي الآن لاسباب مالية، 17 فصلا.
ومن الجدير بالإهتمام أن الجزء الأول من المجلد الأول والمكون من 22 صفحة فقط مخصص لعلاقته بغولدا مائير والتي يسميها أم إسرائيل وعنوانه صوت من المقبرة وأهمية هذا الفصل بالنسبة له ناتجة عن كونه من أول الصحافيين الذين سجلوا لغولدا مائير اول مقابلة علي الهواء في برنامج بانوراما الخاص بالإذاعة البريطانية في عام 1971 رددت فيه مقولاتها الشهيرة التي تستنكر عبرها وجود شعب فلسطيني حيث قالت لا يوجد شيء إسمه فلسطين مضيفة الأمر ليس وكأن هناك شعبا فلسطينيا وجئنا لطرده ولأخذ بلاده منه. فإنهم غير موجودين . ويتذكر الان هارت هذه الحادثة بشكل خاص لأن غولدا مائير تركت له رسالة علي شكل وصية مع معاونتها الخاصة لتعلم ألان هارت بها بعد موتها حيث ابلغته هذه المعاونة: أن غولدا مائير طلبت مني أن أعطيك هذه الرسالة وأكدت علي أن أعدها بأنني لن أدلي بها إلا بعد موتها فطلبت مني أن أقول لك انها بعد أن عبرت عن رأيها في تلك المقابلة الشهيرة، شعرت أن ما أدلت به هو أغبي شيء قالته في حياتها .
ويهدف هارت عبر اعترافه بعلاقة طيبة مع غولدا مائير التي يعتبرها من اصدقائه رغم خلافه معها في الرأي عدة مرات وعبر علاقاته مع أشخاص مثل شلومو غازيت الذي يعتبره من أحد أصدقائه ان يبين ان الفكر الصهيوني مبني علي اساطير كما وضح له شلومو غازيت حيث قال له يوما إن المشكلة فينا نحن الإسرائيليين هي أننا أصبحنا ضحايا للدعاية التي نروجها عن أنفسنا كما يريد الان هارت عبر ذلك أن يوضح أنه ليس من أعداء اليهود بل صديق لبعضهم وذلك لتفادي الوقوع بفخ الإتهام بأنه من دعاة اللاسامية مركزا علي ضرورة التمييز بين اللاصهيونية واللاسامية.
وعبر دخوله في كواليس التاريخ بدءا بقصة غولدا مائير وانتهاء بمشروع خريطة الطــــريق الذي يسميه الان هارت خريطة الطريق إلي طريق مسدود ومرورا بمجموعة من الفصول الخاصة بمراحل مختلفة من تاريخ الدولة الصهيونية وحروبها مع العرب وبفصول اخري حول دور جمال عبد الناصر ومواجهته لأيزنهاور أو مع شاريت، ويخصص الان هارت ايضا فصولا عديدة حول السياستين البريطانية والأمريكية ودعمهما للصهيونية مبينا كيف خضعت السياسة الأمريكية منذ عهد الرئيس ترومان للحركة الصهيونية.
وقد خصص الفصل الثاني عشر من كتابه لقصة انتحار جيمس فينسنت فورستال والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في ادارة ترومان. واهتمام ألان هارت بقصة فورستال مثيرة للانتباه لأن فورستال هو الرجل الذي كانت لديه الشجاعة ان يقول ان من مصلحة أمريكا والعالم الحر وحتي اليهود في العالم أن لا تتدخل الحركة الصهيونية في السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط حيث كان يناضل من أجل إخراج قضية فلسطين من دائرة السياسة المحلية الأمريكية. فمذكرات فورستال تشير إلي الصعوبات التي كانت تواجه عملية أخذ القرار في الولايات المتحدة في الفترة التي بدأت بها الإمبراطورية البريطانية بالاضمحلال بينما بدأت بالمقابل الولايات المتحدة تواجه مسؤولياتها الجديدة لقيادة ما كان يسمي بالعالم الحر. فمن مهام فورستال الذي كان يحتل منصب وزير الدفاع في ذلك الحين، مواجهة القوة السوفياتية الصاعدة بعد الفراغ الذي نشأ في أوروبا والشرق الأدني بعد هزيمة ألمانيا واليابان. وبما أن فورستال كان من رجال الإستثمار الناجحين وخاصة في القطاع المصرفي فكان يبني استراتيجيته علي أساس عاملين محوريين:
أولا: أن الولايات المتحدة يجب أن تجد المال الكافي لتمويل خطة مارشال لإعادة بناء اوروبا الغربية المدمرة بعد الحرب.
وثانيا: أن في عملية البحث عن هذه الأموال لإنقاذ الرأسمالية في أوروبا الغربية وبريطانيا تلعب مسألة الحصول علي النفط العربي دون انقطاع وبسعر منخفض دورا أساسيا وبالتالي أصبحت قضية النفط من اهتمامات فورستال الأساسية المتعلقة بقضية فلسطين، ولذلك اعتبر ان إنشاء دولة يهودية في وجه المعارضة العربية والإسلامية ستهدد المصلحة الأمريكية وستحد من إمكانية الولايات المتحدة للاداء الصحيح بشكل اشمل في المنطقة وعلي الصعيد العالمي.
ويعرض الان هارت سيرة فورستال الذاتية موضحا انه من أصل إيرلندي وانه كان مشهورا بنزاهته ونجاحه في مجال الأعمال مثله مثل مارشال وزير الخارجية انذاك، الذي كان يشارك فورستال في نظريته الإستراتيجية، في الوقت الذي كانت الحركة الصهيونية تحاول أن تسخر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لمصالحها الخاصة دون الإهتمام بنتائج سياستها علي الأطراف الأخري.
وفي اجتماع وزاري في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 أي ثلاثة اسابيع قبل التصويت في الجمعية العامة علي قرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة قدم مارشال رأي وزارة الخارجية الأمريكية حول الوضع الدولي وقد أكد أن الشرق الأوسط أصبح عبارة عن علبة متفجرة وأنه في حال اندلعت النيران في هذه المنطقة سيصبح من المستحيل إطفاؤها. وإثر هذا الإجتماع الوزاري كتب فورستال في مذكراته الملاحظة التالية حول مشاركته في هذا الإجتماع قائلا: لقد كررت اقتراحي الذي عبرت عنه سابقا في عديد من المرات وهو أنه يجب القيام بمحاولة جدية لإخراج قضية فلسطين من السياسة الحزبية الداخلية الأمريكية. وقلت ان هناك اجماعا بأن السياسة المحلية يجب أن تتوقف علي حدود المحيط الأطلسي، وأنه لا توجد مسألة أكثر خطورة علي أمننا القومي من هذه القضية . وعند مقابلة فورستال لأحد أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي والمنتخب من ولاية رود ايلند، قال له لا يجب السماح لأي مجموعة في هذا البلد أن تؤثر علي سياستنا لدرجة أن تعرض أمننا القومي للخطر وقد أجابه السناتور قائلا ان هناك ولايتين أو ثلاثا لا يمكننا خوض انتخابات فيها دون دعم من يهتم بشكل خاص بالقضية الفلسطينية . ولكن أجابه فورستال إنني أفضل فقدان تلك الولايات في الإنتخابات العامة بدلا من المجازفة التي قد تنشأ عبر ادراجنا القضية الفلسطينية علي برنامجنا . وبعد حديث مطول بينه وبين السناتورالذي أكد له ضرورة إدخال القضية الفلسطينية في السياسة الداخلية الامريكية، والذي أعلمه بتخوفات اليهود بسبب عدم قيام الولايات المتحدة بواجبها للحصول علي أصوات في الجمعية العمومية من أجل دعم مشروع تقسيم فلسطين، وبعد حوار يشبه حوار الطرشان بينهما شدد فورستال علي ضرورة التفكير كثيرا حول هذا الموضوع الذي قد يؤثر سلبا ليس فقط علي العرب في الشرق الأوسط بل أيضا علي العالم الإسلامي كله والذي يشمل أربعمائة مليون نسمة في مصر وشمال أفريقيا والهند وأفغنستان ـ (والتي قد اصبحت اليوم مليارا ونصف مليار أو أكثر).
وهكذا استمر فورستال لفترة من الزمن في الاصرار في محاولته للتأثيرعلي الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، من أجل إخراج قضية فلسطين من برامجهما ولكن دون جدوي.
وهكذا يفسر الان هارت مأساة فورستال التي انتهت بانتحاره نتيجة لشعوره بانه لم ينجح في المحافظة علي أمن بلاده وخاصة بعد أن تبني فرانكلين روزفلت جونيور وجهة نظر الحركة الصهيونية.
ورغم دخول الان هارت بتفاصيل لا نهاية لها حول ما يجري في الكواليس وبين السطور إلا أن هدفه الاساسي هو أن يوضح كيف تمكنت الحركة الصهيونية من تهديد السلام في الشرق الأوسط لتصبح ليس فقط عدوة العرب والفلسطينيين بل أيضا العدو الأكبر لليهود. وليست قضية رسالة غولدا مائير الموجهة إلي الان هارت بعد موتها، أو قصة انتحار فورستال، إلا أمثلة عن الروايات العديدة التي يرويها الان هارت في كتابه المهدد بالتهميش من قبل اللوبي الصهيوني الذي يتهمه بمحاولة إثارة نقاش حول خطورة الفكر الصهيوني علي اليهود عبرإدراج هذا النقاش في صلب السياسات الدولية والاقليمية والمحلية بدلا من إبقائه علي هامش تلك السياسات.
ويعرف الان هارت كتابه عبر دعاية ساخرة علي أنه الكتاب الذي لا يريدون أن تقرأه ويعني بذلك أن كل من لا يريدون إظهار الحقيقة حول قضية فلسطين وتوضيح الفرق بين اليهودية والصهيونية لا يريدون أن يتم نشر هذا الكتاب الذي يهدف الي توضيح ما كان يحدث فعلا مقابل ما تخترعه الصهيونية من أساطير متهما الإعلام الغربي بما في ذلك الـ(بي ـ بي ـ سي) بالتعتيم علي أعماله وتجاهل كتابه لأنهم يرفضون لعب أي دور في تطوير الحوار حول الحقائق التاريخية مضيفا إنني أتهم هذا الإعلام بالمشاركة في طمس الحقيقة التاريخية وبالتالي باتباع سياسة منحازة في تغطية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني .
* كاتبة من فلسطين
الأهرام
- 12-10-2006, 12:23 AM #105
رد: مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
مسلسلات بالسمن والزيت
أمينة خيري الحياة
لافت في ايامنا المباركة كم ان السمن الحيواني والسمن الصناعي والزيوت النباتية بأنواعها، تنافس مسلسلات رمضان بل تزاحمها على معظم الفضائيات العربية الغارقة حتى أذنيها في عرض الدراما العربية. في الأيام العادية تبدو إعلانات السمن والزيت مزعجة بعض الشيء، لكنها في ليالي رمضان التي يتفرغ فيها كثر لمتابعة حفنة من المسلسلات، الواحد تلو الآخر، تبدو هذه الإعلانات أكثر إزعاجاً ولسبب ما تلفت الانتباه ومن ثم تثير الاستفزاز.
صحيح أن رمضان موسم إعلاني ينبئ القنوات التلفزيونية بالخير نظراً للكم الكبير من الإعلانات، وكذلك يفيد شركات ومصانع الأغذية للارتفاع المتوقع في مبيعاتها والذي تساهم فيه الإعلانات التلفزيونية بمقدار غير قليل، إلا أن الأمور إن زادت عن حدها انقلبت إلى ضدها، كما يقول المثل.
فالمشاهد الذي يتفاعل بكل حواسه مع البطل إذ فوجئ بعودة ابنه إلى البيت محمولاً على الأعناق ويكتشف أن الإبن واقع في براثن الإدمان وينتظر رد فعل الأب، يفاجأ على الفور بفتاة تتلوى في مطبخها من فرط «نشوة» تحمير البطاطا بالزيت الذهبي، فتتحول شحناته العاطفية المتضامنة مع مأساة الأب إلى شحنات غاضبة ناقمة على مسؤولي القناة.
وإذا كانت العودة بالمشاعر من الحنق لمشاهدة إعلان الزيت الذهبي إلى المشكلة الاجتماعية الحادة كإدمان الشباب، أمراً صعباً، فإن الأمر ليس مستحيلاً، وذلك على عكس عملية التحويل الأخرى التي يجد المشاهد نفسه أسيراً لها، وهو يجري عملية انقلاب جذرية من متابعة انتصارات خالد بن الوليد في غزوة مؤتة، إلى صدمة السيدة التي تؤكد أن طعم البيض المقلي بالسمن النباتي المعلن عنه لا يختلف عن طعمه في حال قليه بالسمن البلدي الفلاحي!
وإذا أضفنا إلى هذه الاستفزازات الشعورية والمنغصات التلفزيونية أن المشاهدة تكون عقب تناول طعام الإفطار ومن ثم عقب إصابة كثر بحال من التخمة أو فلنقل بطء الهضم المصحوب بشعور بالثقل والشبع التام، فإن مجرد مشاهدة تلك الأطعمة المقلية والمحمرة الغارقة في السمن والزيت، قد تأتي بنتائج عكس تلك المرجوة من جانب الشركة المعلنة.
والأكيد أن إعلانات الأدوية المهضمة والأقراص الفوارة ستكون منطقية أكثر في مثل هذه الأوقات.
المواضيع المتشابهه
-
من هنا وهناك ..... الله المستعان
By khaled.gad in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 10آخر مشاركة: 26-05-2009, 11:39 PM -
من هنا وهناك حول قرار الفائده
By adoctor in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 4آخر مشاركة: 16-09-2008, 09:04 PM -
هنا وهناك
By GoldenTiger in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 2آخر مشاركة: 16-09-2006, 09:23 AM -
من هنا وهناك ، والفاضي يعمل قاضي
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 18-02-2005, 02:35 PM -
من هنا وهناك ، ، ، للتسلية فقط
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 14آخر مشاركة: 02-02-2005, 01:26 AM