صفحة 3 من 28 الأولىالأولى 12345678913 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 414
  1. #31
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    اشكالية ثقافة حقوق الانسان في العالم العربي



    عمان - الغد- صدر العدد السادس من مجلة" الرسالة" الفصلية التي يصدرها المركز الوطني لحقوق الانسان والتي تعنى بالديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية السياسية ويرأس تحريرها الزميل صالح الزعبي.

    وتضمن العدد افتتاحية رئيس التحرير التي جاءت بعنوان "تعليم حقوق الانسان اولوية وطنية" لفت فيها الى ما اصدرته الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 1948 من اعلان مثل التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة واعترافها بالحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف الممنوحة لكل انسان لافتاً الى ان هذا الاعلان ناشد كل فرد وكل مؤسسة من مؤسسات المجتمع ومن خلال التعليم والتربية- العمل على تعزيز مبدأ احترام حقوق الانسان والتنفيذ الفعال لهذه الحقوق في اطارها الوطني والدولي.

    من جهته ركز الباحث محمد عبد القادر الحسنات على الاعلان العالمي لحقوق الانسان والجهود المبذولة في مجال التدريب واشاعة المفاهيم والمعلومات بهدف بناء ثقافة كونية لحقوق الانسان من خلال نشر المعارف وتنمية المهارات وتهذيب المواقف.

    فيما كتب الباحث رياض الصبح حول تعليم حقوق الانسان بين العالمية والخصوصية مؤكداً ان مسألة تعليم حقوق الانسان من المسائل التي احتلت اولوية في خطاب المجتمعات والمنظمات منذ عدة سنوات وخصوصاً في السنوات الاخيرة .

    وتطرق الصبح الى الحاجة الى فهم هذه العلاقة بين العالمية والخصوصية لحقوق الانسان والتي يمكن فهمها انطلاقاً من الرسالة الرئيسية التي جاءت بها فكرة حقوق الانسان مبيناً ان حقوق الانسان جاءت برسالة اخلاقية وطبيعية لكل البشر على الرغم من الخلافات السياسية والصراع بين العالمية والخصوصية الموجودة في اذهان الآخرين.

    اما الباحث عبد المجيد الشرفي فيتطرق الى اشكاليات ثقافة حقوق الانسان معتبراً ان اهم السمات التي يتميز بها عصرنا انه لا يكاد احد من رجال السياسة على اختلاف الانظمة والبيئات والاوضاع وسواء كان في الحكم او في المعارضة يجرؤ على انكار حقوق الانسان انكاراً صريحاً.

    ويرى الشرفي ان من الطبيعي ان نختلف في اصل هذا الحقوق ومنبعها فنرى من يرجعها الى القيم اليونانية ومن يعتبر دينه التوحيدي هو الضامن لها .

    ويخلص الشرفي الى ان الاشكاليات التي تعترض العمل الحكومي العربي والمتمثلة في نشر حقوق الانسان ترتبط بما سماه محمد اقبال "باعادة بناء الفكر الديني في الاسلام" لافتاً الى ان المؤسسة الدينية متعللة بخصوصية الشريعة الاسلامية وعاجزة بحكم نوعية تكوين القائمين عليها عن ان تكون قاطرة التغيير للاحكام الفقهية او للقوانين الوضعية المستمدة منها حتى تكون منسجمة مع مبادئ حقوق الانسان الكونية.

    ويلفت الشرفي الى الشواهد العديدة على ان الفكر الديني لا يتطور الا متى اضطرته التحديات التي يواجهها فكرية كانت او مجتمعية الى تعديل مواقفه حفاظاً على مصداقيته مبيناً انها مرتبطة اساساً بصورة العرب المهتزة عن انفسهم وبإحساسهم بضياع الحصانة الذاتية.

  2. #32
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    بيروت الاصدقاء ... والضاحية التي أقمنا فيها



    عمر شبانة

    أذكر بيروت، فتطلع من الذاكرة القريبة الضاحية الجنوبية وحارة حريك، يطلع الشاعر محمد عبدالله في شقته وحيداً يربي بضع شتلات في أصص على شرفة تلك الشقة التي تقع في الطابق السادس ربما أو العاشر لا أدري الآن. في تلك الحارة البسيطة والمتواضعة والفقيرة تستمع إلى نبض الناس على نحو مختلف عما يجري في بقية العالم ربما. وتشعر أنك بين أهل وأصدقاء حتى لو لم تكن تعرف أحداً في هذه المنطقة. الأمر نفسه يحدث لك في الجنوب، في صيدا تحديداً. كما يمكن أن تشعر بالشعور نفسه في الشياح وبئر العبد والغبيري.

    ومن حارة حريك مروراً بجسر الكولا والملعب البلدي والجامعة العربية وصولاً إلى شارع الحمرا بمقاهيه ومكاتب الصحف فيه، وانتهاء بالدورة التي ستقودنا إلى ضهور الشوير (قرية أنطون سعادة) في الجبال، كانت رحلة الإقامة في لبنان معلماً بارزاً في رحلة التثقيف والتجريب والعمل الثقافي - الصحافي، حيث الملاحق والصفحات الثقافية اليومية التي تشهد باستمرار سجالات حارة وجدية في قضايا الأدب والفن والفكر والسياسة.

    ومن الذاكرة القريبة والبعيدة يطلع الأصدقاء من مناطق كثيرة، من مدن ومخيمات وأزقة وبيوت، من المقاهي والمكتبات، من نقاشات ثقافية وسياسية تبدأ بمجرد الجلوس الصباحي الموعود في المقهى، واستقبال فنجان القهوة وكأس الماء البارد، ولا تنتهي حتى المغادرة عند الظهيرة بالعودة إلى البيوت. نقاشات تبدأ بعناوين الصحف وأخبارها، وتطاول كل ما هب ودب من شأن لبنان والعالم. نقاشات حامية الوطيس غالباً ومعمقة أيضاً.

    نذكر لبنان لنعزي شوقي بزيع بضحايا زبقين، ونعزي حسن عبدالله بشهداء الخيام. نعزي أنفسنا بالأحرى لأن هؤلاء هم شهداؤنا وضحايانا، وخسارات لبنان هي خساراتنا، وانتصار المقاومة هو انتصار عربي بالتأكيد.

    لبنان الثقافة العربية المعتقة الطالعة من رحم التجارب القومية والعروبية، الثقافة الحاملة هموم العرب وليست تلك المحلية المغرقة في محليتها. ثقافة أرسى قواعدها وبنيانها مفكرون انطلقوا من منطلقات قومية استمرت حتى اليوم. فمن بيروت انطلقت طلائع صيحات الفكر القومي في مواجهة «التتريك» العثماني، وفي بيروت تشكلت بدايات العمل القومي والاجتماعي، ومع المسيحيين العرب كانت فكرة سورية الكبرى لتواجه مشاريع التفتيت والتجزئة التي كانت تسير بتسارع مع سايكس - بيكو ووعد بلفور ونتائج الحرب العالمية الأولى وهزيمة ألمانيا وانتصار الحلفاء وصعود قوى جديدة في المنطقة، والاحتلالين البريطاني والفرنسي لمعظم الوطن العربي والعمل الحثيث في سبيل قيام الكيان الصهيوني، ومده بكل أسباب القوة ليكون البارجة الحربية في وطننا العربي.

    بيروت التي مررنا بها، وأقمنا في ديارها، في زمن البحث عن ملاذ حر وآمن، الزمن الذي أطلقوا فيه اسم الحرب الأهلية، وأطلق عليه آخرون زمن المقاومة والبطولة والفداء، كما في زمن لاحق لوقف الحرب التي كانت جزءاً من حروب الآخرين على أرضها، زمن ظل بلا سلام على رغم الوقف الظاهري للغة النار والدم والموت. وهكذا يبدو لمن يرى المشهد اليوم أن مشهد الخراب الذي لم يتوقف ولم ينمسح عن وجه بيروت/ لبنان مرشح للتجدد والاتساع. مرشح للسقوط في فخ الموت الفاغر فاه.

    بيروت ليست مدينة من شوارع وأبراج عالية ومصارف. إنها فضاء للثقافة والحب والحرية. فضاء لطيور الإبداع العربي القادم من الهوامش الضائقة والزنازين المعتمة. كنا نذهب إلى بيروت حين تضيق بنا شوارعنا وتزج بنا في أحوال من الضجر والاختناق. وسنظل نذهب إليها بالروح نفسها لأن بيوتنا لا تزال مسكونة بأشباح السكون والغربة عن الذات في أوطان لا تكف عن مواصلة رغبتها في كبت أصواتنا.

    نحن ضد القتل والدمار في أي مكان في العالم، لكننا المعتدى عليهم. وهذا هو لبنان الذي يراد له الموت اليوم، يسحق بهمجية.

    وقد يهزم في حرب وحربين، قد تهزم الأرض والحجر ولكن ثقافة المقاومة لن تموت.

    الحياة

  3. #33
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    الحرب بالوكالة ومخاض العالم العربي



    بثينة شعبان


    بعد ثلاثة أسابيع من الحرب التي تشنّها إسرائيل بالوكالة عن إدارة بوش على بلدٍ عربيّ تمّيز بديمقراطيته وتعدديته وإعلامه الحرّ، توضّحت معالم هذه الحرب وأسبابها وأهدافها وبدأ القناع الذي غلّف الكثير من المواقف يسقط بنيران هذه الحرب الهمجية لتنبلج من بين أنقاض جرائمها الوحشية حقائق حيوية. لقد غدا واضحاً أن إسرائيل تخوض بالوكالة عن الولايات المتحدة الحرب «للدفاع عن أمن إسرائيل». ومن هنا أتى قرار الولايات المتحدة والذي هيمن على قرار الدول الثماني منذ اسبوعين وعلى قرار الاجتماع الأخير في روما بإعطاء فرصة أطول لإسرائيل «للقضاء على حزب الله» وإضعاف سورية ولبنان كي يستكمل «الشرق الأوسط الجديد» مخاضه ويصبح أميركياً بوكالة إسرائيلية ويصبح العرب مستعمرات تابعة وعبيداً يُساقون، فلا تضطر الإدارة للقلق بل تجلس مطمئنةً إلى القبضة الاستعمارية الحاقدة التي أحكمتها على شعوب المنطقة.

    أول أدوات تسويغ هذه الحرب، هو الترويج إلى أنها حرب ضدّ «حزب الله» كحزب «إرهابي» أو «حزب شيعي» ومن هنا بدأت محاولات استمالة بعض السياسيين السنّة والدروز والمسيحيين في لبنان وغيره كي يسهل على المعتدين عزل لبنان وحرمانه من التضامن العربي. وسبق العدوان قصف إعلامي لنشر مقولة أن حزب الله «يشكل دولة ضمن دولة» والدعوة المكشوفة لنشر الجيش اللبناني المعروف بضعف إمكاناته للدفاع عن لبنان وتجريد حزب الله من السلاح لأنه القادر على ردع العدو ومعاقبته على العدوان.

    ولكن حين تصدّت المقاومة في لبنان للدفاع عن أرض لبنان وكرامة العرب التفّ العرب شعبياً حول المقاومة، في حين تراجع الموقف الرسمي العربي إلى أيام حكومات الانتداب وتراجع الموقف الدولي إلى وحشية الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية عندما تُرِكت الشعوب تحت وطأة حروب القوى الغاشمة. ورغم كل التعتيم الإعلامي الذي فرضته قوى العدوان على جرائمها الوحشية فقد تمكّن العالم أن يرى استخدام القنابل العنقودية والفوسفورية المحرمة دولياً وتدمير البيوت وحرق الأطفال ودفنهم تحت أنقاض بيوتهم في تكرار لمجازر إسرائيل في لبنان عام 1982 وما قبلها وما بعدها. وحين فشلت كلّ أساليبها في النيل من أداء المقاومة أظهرت إسرائيل من جعبتها شريطاً لأيمن الظواهري في محاولة لوصم المقاومة بالإرهاب تماماً، كما أخرجت إدارة الرئيس بوش من جعبتها شريطاً لابن لادن في لحظة ما في الحملة الانتخابية فكان لذلك الشريط أبلغ الأثر في نجاح الرئيس بوش في الانتخابات الثانية. وفي غمرة جرائم الإرهاب الإسرائيلي على لبنان قصفت إسرائيل متعمدة إحدى مقرات الأمم المتحدة فقتلت بدمٍ بارد أربعة ضباط مراقبة من قوات حفظ السلام لأنهم أصبحوا شهوداً على وحشية الجرائم الإسرائيلية والشعب اللبناني الأعزل.

    والفاجعة الكبرى هي أنّ مجلس الأمن الدولي، مثله مثل الجامعة العربية، والمؤتمر الإسلامي ومجموعة الثماني، وقع تحت الغطرسة الدولية ليسجل فشلاً ذريعاً في اتخاذ قرار بإدانة هذه الجريمة التي ارتكبها اولمرت متعمداً كغيرها من جرائم هذه الحرب مما وضع الأمم المتحدة، كمنظمة دولية، موضع عصبة الأمم التي دمرتها ألمانيا النازية بجرائمها غير المدانة. أما وزيرة الخارجية البريطانية فتكتفي بـ«انتقاد واشنطن» استخدام مطارات بلادها لنقل الأسلحة التي تقتل المدنيين العزّل وتدمر حياتهم المدنية وبيوتهم وجسورهم وسياراتهم ومدارسهم.. الخ تماماً، كما يفعل وزير خارجية أي دولة صغرى لا حول ولا قوة لها عندما تستخدم واشنطن مطارات بلادها دون إرادتها للعدوان على شعب شقيق آمن!

    إن مخططات إسرائيل لتفتيت لبنان وتحويله إلى دولة طائفية تعود إلى عام 1954 حين تبادل بن غوريون وموشي شاريت رسائل لوضع خطة لتحويل لبنان إلى دولة مسيحية وضرب التعايش بين طوائفه، ونشرت مجلة »الطليعة» المصرية مجموعة من الوثائق تعود لعام 1954 بشأن تنفيذ مخطط صهيوني لتمزيق لبنان وإقامة دولة طائفية فيه، ودلالة هذه الوثائق التي نقلتها المجلة حرفياً عن نصوصها العبرية المنشورة بجريدة «دافار» الإسرائيلية الصادرة في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 1971، أنها تؤكد أنّ هذا المخطط كان بن غوريون يضغط لتنفيذه منذ عام 1954، وقد أُعيد نشر هذه الوثائق في جريدة «الأنوار» الأحد 7 مارس (آذار) 1976. العقبة الأساسية التي واجهتهم في تنفيذ خطتهم لتمزيق لبنان هي عدم وجود قوى داعمة من الداخل، آنذاك، تتبنى هذه الخطة حيثُ جاء في رسالة موشي شاريت إلى بن غوريون. بتاريخ 18/3/ 1954 «قبل كلّ شيء يتوجب عليّ أن أجدد افتراضاً جذرياً اتبعه دائماً، وهو أنه إذا كان هناك أحياناً سبب ومصلحة لعنصر خارجي في أن يتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد لتأييد حركة سياسية تتآمر من داخله سعياً وراء هدف فإنه من قبيل الصدفة فقط أن تُبدي هذه الحركة أي نشاط ذاتي ينطوي على احتمال لتصعيدها أو إكسابها نجاحاً بواسطة تشجيع ودعم من الخارج. لا جدوى ولا فائدة من محاولة إثارة حركة من الخارج إذا لم يكن لهذه الحركة وجود في الداخل. من الممكن تعزيز روح حية إذا كانت تنبض من تلقاء نفسها، وليس من الممكن بعث الروح في جسد لا تبدو عليه دلائل الحياة». وبعد اطلاعه على الرسائل المتبادلة بين بن غوريون وموشي شاريت كتب الياهو ساسون إلى موشي شاريت في 25/3/1954 «من الصعب الاعتراض على افتراضك القائل إنه لا معنى ولا مصلحة في إثارة حركة من الخارج، إذا لم تكن هذه الحركة قائمة في الداخل» واختتم رسالته: «علينا أن نقوم بأيّ عمل من شأنه أن يخلخل استقرار الدول العربية ويحبط خطط وحدتها ويعرضها أمام العالم على أنها دول متنازعة تحاول الواحدة ابتلاع جارتها؟ ومع ذلك، فإنني أقرك تماماً فيما يتعلق بالضرر الذي قد يقع علينا، إذا اُفتضِحَ الأمر».

    كان ذاك إذاً هدف وصم العرب والمسلمين بأنهم «إرهابيون» منذ أحداث سبتمبر (أيلول) 2001 ومحاولات إدارة بوش وإسرائيل الدائمة لوصم المقاومة بالإرهاب، كي يتم تحييد الأسرة الدولية عن حروب تمزيق العراق وفلسطين ولبنان، كخطوة أولى من أجل «مخاض الشرق الأوسط الجديد». ومن الواضح من أعداد العملاء الذين تمّ إلقاء القبض عليهم من قبل الدولة اللبنانية وحركة المقاومة أنّ إسرائيل اعتمدت في خطط التمزيق هذه على العملاء، المأجورين نقداً، والموعودين «مناصب ومواقع» لتنفيذ مخططاتها وبثّ روح الفتنة الطائفية وإثارة الشكوك والأحقاد بين الدول العربية، ضمن خطة مبرمجة للقضاء على الهوية العربية وإعطاء المنطقة الوجه الإسرائيلي ـ الأميركي الذي يبتغونه. ولكن الجماهير العربية سرعان ما فهمت أبعاد المؤامرة فالتفّ العرب، مسلمين ومسيحيين، حول نهج المقاومة الذي يهدف إلى استعادة الأرض والحريّة والكرامة والمستقبل المشرّف لهذه الأمة. وأصبح واضحاً أنّ تجريد المقاومة من سلاحها، وتدمير العراق وتمزيق شعبه، وتهديد سورية هي أهداف لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بهوية صهيونية غربية. وتكشّف اليوم النقاب عمّن يعملون على إشعال نار الفتن بين الدول العربية أنّهم، من حيثُ يدركون أو لا يدركون، يصبّون جهودهم هذه في خدمة المخطط الإسرائيلي ـ الأميركي المعادي للعرب. لقد ترفّع الشعب السوري منذُ اليوم الأول عن جراحٍ سبّبها البعض واحتضن إخوانه اللبنانيين في بيوته وقلوبه، مدركاً أنّ المخطط يستهدف الجميع كما أنّ قنابل الحقد الإسرائيلية لا تُفرّق بين طفل فلسطيني وآخر لبناني، ولا بين مسلم ومسيحي، ولا بين شيعي أو سني، فإن العرب عليهم أن يدركوا اليوم أنّ «كلّ ما يوحدهم هو صحيح وكلّ ما يفرقهم هو خطأ». المعركة طويلة، إذاً، معركة وجود أو لا وجود، وقد صدقت رايس ألا عودة إلى ما قبل اشتعال الحرب، وحتى إذا أرادت هي وإسرائيل أن تعود فإن كسر وهم أسطورة التفوق الإسرائيلي وكسر روح الإحباط التي عملت إسرائيل على بثها بين العرب، لن تسمح للعرب بأن يعودوا إلى قبول الذلّ والهوان واليأس الذي كان سائداً. ولا شكّ أن الشرق الأوسط اليوم في مخاض، ولكن الولادة ستكون لعالمٍ عربيّ يحكمه أبناؤه الخلّص الواعون لمصالحهم والفخورون بماضيهم وحاضرهم والمضحّون من أجل مستقبل مشرّف لأبنائهم يحقق فيه العرب التكامل والتعاون ليصبح الصوت العربي عالياً على الساحة الدولية أيضاً. إن مرحلة الضعف هذه ليست مرحلة ضعف عربي، وحسب، وإنما هي مرحلة ضعف دولية تعجز فيه دول كبرى عن اتخاذ موقفٍ نبيلٍ ومشرّف، وهي مرحلة استهانة إدارة الولايات المتحدة وإسرائيل بالقوانين والأخلاق والأعراف والاتفاقيات الدولية، ولا شكّ أنّ استبسال المقاومة سيساعد الشرفاء في كلّ أنحاء العالم لينهضوا لما فيه خير وكرامة الإنسان وتحقيق العدل والسلام والأمن.


    الشرق الأوسط

  4. #34
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    الفلسطينيون يبحثون تصدير منتجاتهم الزراعية للأردن



    بشار دراغمه من رام الله


    أنهى وفد فلسطيني مباحثاته مع الأردن بهدف تصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية إلى الأردن خاصة المنتجات الصيفية مثل العنب والتمر. واجتمع وفد فلسطيني مكون من المهندس يوسف صلاح رئيس مجلس العنب الفلسطيني ومحمود أبو جرار وعيد الولجي من جمعية النخيل في الأغوار، وجهاد عبدو من اتحاد المزارعين. اجتمعوا مع وزارة الزراعة واتحاد المزارعين، ونقابة مصدري وتجار الخضار والفواكه وسوق عمان المركزي.


    وأطلع الوفد المتخصصين الأردنيين، على الأوضاع العامة لقطاع الزراعة، الذي يواجه مصاعب وعراقيل يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، كبدته خسائر باهظة وألحقت أضراراً مباشرة بالمزارعين. وأفاد المهندس صلاح، أن الزيارة جاءت بتنسيق ما بين اتحاد مزارعي فلسطين ونظيره الأردني، للبحث عن أسواق للعنب والتمر الفلسطيني، لما يواجهانه من مشكلة كبيرة في تسويقهما منذ أكثر من ست سنوات، بفعل إجراءات الاحتلال التعسفية من حصار وإغلاق.


    ووصف صلاح الزيارة بالناجحة والموفقة من حيث الاتفاق على العديد من نقاط التفاهم مع الجهات التي اجتمعوا معها، مبيناً أن الطرفين الفلسطيني والأردني اتفقا على ضرورة متابعة موضوع التسويق للمنتوجين بكل اهتمام وجدية.


    إيلاف

  5. #35
    الصورة الرمزية ahmed hanafy
    ahmed hanafy غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الإقامة
    Cairo-Egypt
    العمر
    73
    المشاركات
    6,986

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله



    الحرب بالوكالة ومخاض العالم العربي



    بثينة شعبان


    بعد ثلاثة أسابيع من الحرب التي تشنّها إسرائيل بالوكالة عن إدارة بوش على بلدٍ عربيّ تمّيز بديمقراطيته وتعدديته وإعلامه الحرّ، توضّحت معالم هذه الحرب وأسبابها وأهدافها وبدأ القناع الذي غلّف الكثير من المواقف يسقط بنيران هذه الحرب الهمجية لتنبلج من بين أنقاض جرائمها الوحشية حقائق حيوية. لقد غدا واضحاً أن إسرائيل تخوض بالوكالة عن الولايات المتحدة الحرب «للدفاع عن أمن إسرائيل».
    .
    .
    .

    الشرق الأوسط


    الكلام واضح وصحيح

  6. #36
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    هل يستطيع العربُ أن يقولوا الآن «لا»؟



    فهمي هويدي


    أحد الأسئلة المهمة التي تطرح نفسها الآن بقوة السؤال التالي: هل يستثمر العرب سياسيا التغيرات التي شهدتها ساحة المواجهة في لبنان خلال الأيام الأخيرة؟

    قبل محاولة الإجابة عن السؤال، فإنني ألفت الانتباه إلى أن تلك المتغيرات أعمق مما يتصور كثيرون، وإنها شملت الوجدان العربي والإسلامي من ناحية، كما استدعت حقائق جديدة إلى ارض الواقع.

    التقيت قبل عدة أيام ربة بيت من قريباتي عرفتُ عنها استغراقها في شؤون بيتها وأبنائها، وانفصالها عن الشأن العام، والشأن السياسي منه بوجه أخص. وهذه المرة فوجئت بها تقول إنها بعد أن أدت صلاة الفجر ظلت تدعو الله أن يحفظ السيد حسن نصر الله، وان ينصر حزب الله في معركته ضد إسرائيل.

    وأضافت أن الدموع انهمرت من عينيها بدون وعي منها حين قالت لها إحدى الجارات إنه أصيب بسوء جراء القصف الإسرائيلي. وحين سمعت من التلفزيون انه سيلقي كلمةً، فإنها انتظرت الى ما بعد منتصف الليل، ولم تنم حتى شاهدته بعينيها الدامعتين، واستشعرت فرحة غامرة حين وجدته معافى، الأمر الذي طير النوم من عينيها فظلت يقظة حتى أذان الفجر.

    هذه ليست حالة خاصة، وإنما ازعم أنها تترجم الروح الجديدة التي سرت في الشارع العربي، الذي يعشش فيه اليأس منذ سنوات مقترنا بشعور بالانكسار والمهانة، جراء تلاحق مشاهد التراخي والتفريط والانصياع في العالم العربي، في مواجهة التغول والعربدة الإسرائيلية، التي تتم من خلال الدعم الأمريكي المستمر.

    والأمر كذلك، فلعلي لا أبالغ إذا قلت إن الروح الجديدة التي سرت في الشارع العربي تداخلت فيه مشاعر الثقة مع الأمل والكرامة مع شيء من رد الاعتبار.

    أما الحقائق التي أبرزتها تجربة الأيام الأخيرة؛ ففي مقدمتها ثلاث هي:

    * إن إسرائيل فشلت في تحقيق الهدف الأساسي من العدوان الذي شنته وهو القضاء على حزب الله وتدمير قوته، وهو الفشل الذي لم تعد وقائعه بحاجة إلى إثبات بعدما ذاع أمره، واصبح مثار دهشة كل المعلقين المحايدين، وهم الذين كانوا واثقين ومطمئنين تماما إلى أن إسرائيل سوف تكتسح المقاومة وتهدم كل ما بنته، ورغم أن الحرب لم تنته بعد، إلا أنه مضت ثلاثة أسابيع، بدون أن تحقق إسرائيل هدفها بل أن الإسرائيليين في شمال البلاد ما زالوا في المخابئ، ذلك وحده كاف في التدليل على أن الانتصار لم يتحقق وانه لم يعد مضمونا ولا مفروغا منه، الأمر الذي اسقط مباشرة فكرة الجيش الذي لا يُقهر. وأهم من ذلك واخطر انه ضرب جوهر المشروع الصهيوني الذي استقدم الآلاف من كل صوب لكي يعيشوا في أمان فوق البقعة التي اخترعوا لها اسم ارض إسرائيل. وبعد اكثر من خمسين عاما على إقامة الدولة، فان الأمن الموعود لم يتحقق.

    * الحقيقة الثانية أن مقاومة حزب الله لم تصمد فقط أمام الهجوم الإسرائيلي المدجج بكل ما في ترسانة السلاح الأمريكي من أدوات التدمير والفتك، وإنما أيضا وجهت ضربات إلى وحدات «الكوماندوز» العسكرية الإسرائيلية التي طالما تباهوا بها ولم يجد الإسرائيليون بدا من الاعتراف بخسائرهم الفادحة في المعارك التي دارت وليس أدل على قوة وفاعلية تلك الضربات من مسارعة الولايات المتحدة مع حليفتها هل نقول تابعتها؟ بريطانيا إلى التحرك للمطالبة بوقف إطلاق النار، بعدما ظلت التصريحات الرسمية الأمريكية تردد طول الوقت أن وقت وقف إطلاق النار لم يحن بعد. وبعد أن ذهبت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى مؤتمر «آسيان»، وهي تردد انه ليس لديها خطط قريبة للعودة إلى العالم العربي، في ظل السعي الأمريكي المكشوف لإعطاء إسرائيل أطول فرصة ممكنة لتحقيق أي إنجاز على الأرض، بعد أن كان المشهد على ذلك النحو، فان السيدة «كوندي» تلقت تعليمات مفاجئة للقدوم إلى الشرق الأوسط خلال 24 ساعة للحديث عن «صفقة» وقف إطلاق النار.

    * نعم نجحت إسرائيل في إشاعة الموت والخراب في أنحاء لبنان لكنها لم تنجح في تدمير حزب الله لذلك صدق فيها قول من قال إنها أنجزت الكثير ربما على صعيد البربرية والهمجية لكنها لم تحقق الانتصار العسكري الذي تنشده ولأن الفشل كان نصيبها في المواجهة العسكرية فان «الكفلاء» ـ أمريكيين وبريطانيين ـ سارعوا إلى استنقاذها وحفظ ماء وجهها، حين دعوا إلى حلول سياسية تتزامن مع وقف إطلاق النار.

    * والحقيقة الثالثة أن الولايات المتحدة في هذه الحرب كانت شريكا أصيلا منذ اللحظة الأولى، وهو ما تجلى في معارضتها المبكرة لأي وقف لإطلاق النار لإعطاء الإسرائيليين المزيد من الوقت لمواصلة الاجتياح والتدمير والقتل، كما تجلى في تبنيها الكامل للمطالب الإسرائيلية في كل محفل دولي، وتجلى أيضا في مسارعة واشنطون إلى تزويد إسرائيل بالقنابل التي يسمونها ذكية، أملا منها في أن تستخدم تلك القنابل في دك تحصينات حزب الله وإلحاق الهزيمة برجاله.

    * لقد كانت مذبحة قانا الثانية تجسيدا لما بلغه الإجرام الإسرائيلي والتواطؤ الأمريكي، الأمر الذي كان لابد معه أن يصعد لبنان من موقفه ويرفع سقف اشتراطاته، وأحسب أن الروح الجديدة التي سرت في المنطقة شجعت الحكومة اللبنانية على رفض استقبال وزيرة الخارجية الأمريكية، والإعلان عن أنها لن تقبل بأي مباحثات حول الوضع إلا بعد وقف إطلاق النار وإجراء تحقيق دولي في الجريمة البشعة التي ارتكبها الإسرائيليون. الأجواء ذاتها دفعت رئيس البرلمان السيد نبيه بري إلى الإعلان أن الأفكار التي أطلقها في سياق حديثه عن الوساطة في تبادل الأسرى، لم تعد قائمة الآن لأن الموقف تغير بعد مذبحة قانا.

    * موقف الحكومة اللبنانية في هذا الشق كان طبيعيا، الأمر الذي يستدعي السؤال الذي طرحته في البداية عن استثمار الدول العربية لتلك المتغيرات التي شهدها لبنان. لا يقولنَّ أحد أن العرب بعيدون عن تلك المواجهة، لان المشكلة لبنانية بالأساس وهو الادعاء الذي نتوقعه من «المارينز» العرب والذي يعبر في الحد الأدنى عن التسطيح والجهل، وكل منهما يصب في وعاء التستر والتواطؤ ليس فقط لان إسرائيل المتوحشة تظل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي، ولكن أيضا لان الأمريكيين يريدون استثمار تلك المواجهة في مشروعهم للشرق الأوسط الجديد، الذي نحن جزء منه، رضينا أم كرهنا، بالتالي فنحن جزء من «الطبخة» الجديدة التي يفترض أن تتم أو هكذا تمنوا في ضوء تقديرهم للهزيمة العربية التي توقعوها والتي حسبوا أن العرب بعدها سيطرقون أبواب الأمريكيين وهم راكعون ومنكسرون.

    * هل بوسع العرب أن يقولوا الآن «لا» للولايات المتحدة وإسرائيل؟ ألا يحق لهم أن يعلنوا رفضهم لاستقبال السيدة رايس، ولفكرة الشرق الأوسط الجديد؟ وهل يقبل من أحد منهم الآن أن يتحدث عن خريطة الطريق، خصوصا بعدما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أن عملية السلام ماتت، وان العرب في هذه العملية خدعوا وانضحك عليهم ؟ ثم ـ ألا يحق لنا أيضا أن نعيد النظر في «المبادرة العربية» فنطورها وننص فيها ـ مثلا على حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم إلى جانب انسحاب إسرائيلي من كافة الأراضي التي احتلتها عام 67؟

    ادري أنني لست افضل مما يجيب عن السؤال: كيف يستثمر العرب المشهد، وأحسب أن هناك من هو افضل مني واقدر على تلك الإجابة، لكن غاية ما تمنيته أن يكون ردنا بالإيجاب عن السؤال «هل يستثمرون؟»، مدركا أن ذلك الرد له شرط واحد هو توافر الإرادة لدى أصحاب القرار، لأنه في غيبة تلك الإرادة، فان كل ما قلته سيظل نفخا في قِربةٍ مقطوعةٍ وجرياً وراء سراب خداع، وعندئذ سينبهنا ذلك إلى أن مشكلتنا أبعدُ وأعمقُ من الاحتلال الإسرائيلي.


    الشرق الأوسط

  7. #37
    الصورة الرمزية ahmed hanafy
    ahmed hanafy غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الإقامة
    Cairo-Egypt
    العمر
    73
    المشاركات
    6,986

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    اللهم انصر امة الاسلام

  8. #38
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed hanafy
    اللهم انصر امة الاسلام
    النصر بإذن الله آت .

  9. #39
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    عقيدة تدمير العالم.. كمقدمة ضرورية لمجيء المسيح



    زين العابدين الركابي

    ماذا لو كان ديفيد قورش قد صار رئيسا للولايات المتحدة؟... من هو قورش هذا؟.. هو صاحب (العقيدة الدينية المتطرفة) التي يعمل اتباعها (ويجاهدون) في سبيل تهيئة المناخ والارضية والمسرح لـ (مجيء المسيح). ولقد اصطدم قورش عام 1993 بـ (FBI) فحوصر في معسكره هو ومن معه 51 يوما ثم أُحرق ومعه 73 من اتباعه. وكان من ردود فعل هذه الجماعة على (المحرقة): أن فجر تيموثي ماكفي المبنى الاتحادي في اوكلاهوما عام 1995 (ليس هناك دليل على ان قورش وماكفي قد تلقيا تعليمهما وافكارهما في جامعة الازهر بمصر، ولا في جامعة الامام في السعودية).. ما عقيدة (الجماعة الديفيدية) هذه؟.. هي ـ باختصار ـ: ان العالم قد ساده الشر، وان قورش وجماعته ملزمون عقديا بالقيام بدور في (خلاص البشرية) من الشر السائد. وان رسالة ديفيد قورش العظمى هي: ان يفض الاختام السبعة التي وردت في سفر الرؤيا كمقدمة لـ (نهاية التاريخ)، وان عدد اتباعه سيبلغ 199 ألفا وفق رؤيا يوحنا، وانه سينتقل هو واتباعه الى اسرائيل، ليقودوا حرب النهاية في معركة (هرمجدون)، وسيصعدون الى السماء ويحكمون مع المسيح الف عام.

    ماذا لو حكم قورش هذا الولايات المتحدة وأدار شؤونها: بهذه العقلية وبمقتضى هذا المعتقد؟

    سيمتلئ العالم رعبا وفوضى وخرابا بلا ريب.. وهذا حاصل الان، لأنه باحلال اسم (جورج دبليو بوش) محل اسم (ديفيد قورش): يتبدل الشكل والاسم فحسب، في حين يظل المعتقد كما هو، وتظل العقلية كما هي، والفارق ـ الى جانب الاسم والشكل ـ هو: نوع الامكانات وحجمها. فبينما كان قورش لا يملك الا اسلحة متواضعة، واجهزة تقنية محدودة، فإن بوش يملك اعظم الامكانات الاقتصادية والعلمية والعسكرية.. ومن هنا قلنا: ان الرعب والخراب والفوضى العالمية حاصلة الآن، وهي وقائع مفزعة: أشد ما يكون الفزع. فالادارة الامريكية تنشر الفوضى في العالم ببرهان: أ ـ ما يجري ـ على يديها ـ في لبنان والعراق وفلسطين الخ.

    ب ـ تقويض النظام الدولي: من حيث القوانين التي تحكم العلاقات الدولية فقد تجاوزت بل مرقت هذه الدولة من كل قانون دولي، ومن حيث خنق منظمة الامم المتحدة حتى اصبحت في حالة احتضار.

    جـ ـ التخطيط لسيادة (القوة والبطش) في العلاقات الدولية ثم مباشرة هذا التخطيط على ارض الواقع.. واذ يستقر في عقول العقلاء: ان تلك وقائع واوضاع مرعبة جد مرعبة، ومهددة ـ في الصميم ـ للأمن الدولي والسلام العالمي، فإن هذه الوقائع والاوضاع مريحة ومبهجة جدا بالنسبة للمحافظين الجدد الذين زرعوا اكبر عدو للامم المتحدة وللقانون الدولي: في هذه المنظمة الدولية، وهو (بولتون) ممثل الولايات المتحدة في هذه المنظمة البائسة، فهو رجل يجهر بأن الامم المتحدة: إما ان تكون (أداة) في يد المحافظين الجدد، وإما ان تلغى (وكان قد شكل ميليشيات لمناهضة الامم المتحدة)، وهو بذلك يترجم (تفكير) هؤلاء الناس الذين وصفهم مستشار الرئيس نكسون بأنهم (محافظون بلا ضمير).. ألم يقل مرشدهم ومفتيهم القس بات روبرتسون في كتابه: النظام العالمي الجديد.. تمهيد للنظام العالمي الإلهي ـ : «ان اعلان النظام العالمي الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج ليس الا بداية لنهاية التاريخ»؟.. ونهاية التاريخ في مفهوم هذه الفئة هو: الوصول الى نقطة او لحظة معركة هرمجدون التي تسحق فيها الكثرة الشريرة، وتبقى القلة الخيرة التي تستقبل المسيح وتسعد بجنة الارض.. ألم يقل (رائدهم السياسي): الرئيس الاسبق رونالد ريغان: «في سفر حزقيال: ان الرب سيأخذ اولاد اسرائيل من بين الوثنيين ويعودون جميعا مرة ثانية الى الارض الموعودة. لقد تحقق ذلك اخيرا بعد الفي سنة، ولأول مرة يبدو كل شيء في مكانه، من انتظار هرمجدون والمجيء الثاني للمسيح». بالحسابات السياسية والاستراتيجية والعقلية والمصلحية الموضوعية: ليس لامريكا، ولا لاسرائيل مصلحة مؤكدة او راجحة في هذه الفوضى العالمية الدامية التي يصنعانها، والتي يتسع نطاقها يوما بعد يوم. فسمعة أمريكا وصورتها في الحضيض على المستوى العالمي. فصورتها هي: ان امريكا عمياء لا تبصر، مستكبرة لا تصغي لنصح، مخلفة للوعود، ناكثة للعهود، كذابة في الحرب والسلم، أتيحت لها فرصة نادرة في قيادة العالم فتعاملت مع هذه الفرصة باستهتار وعبث وحمق فقادت العالم الى المهالك، ولذا أصبح الناس في العالم يصبون عليها اللعنات ويكنون لها اطنانا من الحقد والكراهية مما يوسع ـ بيقين ـ دائرة العنف والارهاب ضدها.. واسرائيل بأفعالها النازية اقامت (حواجز نفسية طويلة المدى) بينها وبين اهل المنطقة والعالم العربي الاسلامي، واغتالت فرص السلام، واوقدت جذوة المقاومة في نفوس الكافة.

    واذا انعدم مقياس العقل والحساب والمصلحة فيما تفعله امريكا واسرائيل في المنطقة والعالم، فكيف يفسر سلوكهما الغريب الاحمق المجنون؟

    يفسر بـ (العقيدة الايدلوجية المهووسة).. وقبل ان نقيم البرهان بل البراهين على هذه العقيدة العجيبة نستحضر نموذجين من نماذج (غياب العقل، والتضحية بالمصالح الحقيقية في سبيل اوهام ايدلوجية)، 1 ـ نموذج هتلر، فقد دمر بلاده وأذلها واشعل حربا عالمية مدمرة في سبيل وهم ايدلوجي وهو (المانيا فوق الجميع). 2 ـ نموذج الاتحاد السوفيتي، فالسبب العميق في ازمة الاتحاد السوفيتي وسقوطه هو: انه ضحى بمصالحه الحيوية وامكاناته الهائلة في سبيل (وهم ايدلوجي) وهو: نشر الشيوعية في العالم.

    أما الايدلوجية التي تتحكم في تفكير قادة أمريكا واسرائيل، فإن أدلتها هي:

    1ـ «ابتهجي يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملك يأتي اليك، وهو عادل ومنصور ووديع وراكب حمار، وعلى جحش ابن اتان» سفر زكريا 9/9.. (ومن تحرير الكلم ووزنه ان نقول: اننا لا ننكر عودة المسيح عيسى بن مريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذه العودة من العقائد التي نلتقي فيها مع المسيحيين، لكن مسيحنا ومسيح النصارى مختلف عن المسيح الذي ينتظره اليهود.. نعم لا ننكر عودة المسيح ولكننا ننكر هذا (الخراب العالمي) الذي يخطط له ويفعله أهل هذا الهوس الايدلوجي: زاعمين بأن هذا الخراب ضرورة يقتضيها استقبال المسيح).. وكأن المسيح يبتهج بالخراب ويرتضيه: حاشاه.

    2 ـ توثق الكاتبة الأمريكية جريس هالسيل المعلومة التالية وهي: ان عددا كبيرا من الانجيليين يستدلون بما ورد في سفر دانيال من العهد القديم، وسفر الرؤيا من العهد الجديد على ان الله كتب على البشرية الدخول في حرب نووية، وهي حرب هرمجدون التي بشر بها الكتاب المقدس: التوراة والانجيل (كما يزعمون). وقد اصبح ألوف القسس ـ الذين يتبعهم الملايين من الأمريكيين ـ يؤمنون بحتمية الحرب العالمية التي تدمر العالم فيظهر المسيح من ثم.

    3 ـ ورد في دورية (القرن المسيحي) بتاريخ 17 فبراير 1992 ما يلي: «لقد شهدت أمريكا مع انتخابات سنة 1992 ظهور (حزب الله) بالتحالف بين اليمين المسيحي ويمين الحزب الجمهوري».. وهذا الحزب يؤمن بعودة المسيح، ولكن بعد حرب عالمية ساحقة ماحقة.

    4 ـ في هذا الشهر (أغسطس 2006) يعقد حزب (شهود يهوه) ـ ومركزه الرئيسي في نيويورك ـ مؤتمرا موسعا في لندن. والنقطة الرئيسة في أجندة المؤتمر هي: التبشير بأن معركة هرمجدون قد اقترب وقتها، وستدور في فلسطين، وان قيادة لوائها ستكون في يد بني اسرائيل، وانها ستكون معركة عالمية حاسمة تميز بين أهل الخير وأهل الشر، فتبقي على الأوائل، وتهلك الآخرين هلاكا أبديا.

    5 ـ يقول أرون ميلر ـ الوسيط بين العرب واسرائيل في عهد بوش الأب: «هناك خطر حينما لا يكون هناك أي فارق بين حكومتي اسرائيل والولايات المتحدة. لم يكن بوش الأول وجيمس بيكر سيسمحان بما يجري حاليا». ويقول مارتن انديك: «توجد رابطة ذات طابع ديني باسرائيل يشعر بها جورج بوش كرئيس، تجاه اسرائيل. وقد جاء بوش الابن الى منصبه عازما على بناء قاعدته المسيحية».

    6 ـ ويقول فرانسيس فوكاياما ـ في كتابه الجديد: امريكا على مفترق طرق ـ: «لقد جاءت ادارة بوش الى البيت الأبيض من منطلق عقائدي متحيز ومتصلب ضد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنها محكمة العدل الدولية. كما أساءت توصيف ما زعمت انه خطر اسلامي يواجه الولايات المتحدة.. والحقيقة ان عددا كبيرا من غلاة الداعين الى حرب العراق مثل بول وولفويتز، ودوغلاس فيث، وريتشارد بيرل كانوا من اليهود. ولذا كانت سياسة أمريكا تجاه العراق ترمي في التحليل النهائي الى جعل الشرق الأوسط منطقة آمنة ومروضة لصالح اسرائيل».

    7 ـ ان كتاب (محافظون بلا ضمير) الذي ألفه المستشار السابق للرئيس الامريكي ريتشارد نكسون: جون دين هو اهم (وثيقة) تكشف (الخطر الايدلوجي) الذي تمثله الادارة الامريكية الحالية.. يقول جون دين: «ان اجندة المحافظين الجدد تتطابق مع اجندة اخرى متطرفة وهي اجندة الأصوليين في اليمين المسيحي. فقيادة الحزب الجمهوري الآن ـ كما الحزب الشيوعي السوفيتي سابق ـ متشبعة بايدلوجيا رسمية.. وبوش نفسه سقيم الفكر ذو شخصية يمينية متطرفة وسلطوية، وهو ومن حوله يعتقدون انهم (رسل العناية الالهية). ولقد ردد بوش عدة مرات: «ان الرب دعاه ليرشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة.. في مهمة تدخل في نطاق الخطة الالهية لتصدير الموت والخراب الى انحاء العالم لتطهيره من رموز الشر. وقد قال ـ كذلك ـ: «لقد أبلغني الرب بأن أهاجم القاعدة والعراق ففعلت.. انهم يقودون العالم الى حرب مهلكة كما فعل هتلر». فإذا تشابهت الايدلوجيات تشابهت الافعال.

    عندما تعذر التفسير العقلاني الموضوعي المصلحي لسلوك قادة امريكا واسرائيل: اصبح (البعد الايدلوجي) هو المتاح في تفسير هذا السلوك المشحون بأعلى درجات الجنون السياسي والعسكري.. وتمام المقال هو: أـ ان الغلو الايدلوجي يصيب القادة الحكام كما يصيب الأفراد والجماعات. ب ـ لو أراد مؤرخ تلخيص انجازات المحافظين الجدد للخصها في هذه الجملة: انهم أحدثوا (فتنة كونية) في مطالع الألفية الثالثة للميلاد. ج ـ ان اكثر المسيحيين وكثيرا من اليهود لا يتبنون هذه الايدلوجية العمياء. وهذا مدخل جيد لحركة دبلوماسية عالمية مطلوبة تعزل هؤلاء وتحمي العالم من تهورهم، بمعنى انه على عقلاء العالم ان يتحدوا لانقاذ الكوكب من تفكير هؤلاء وفعلهم، ويجب ان يكون عقلاء امريكا في الطليعة، وإلا فإنهم لن يتورعوا عن اشعال حرب كونية، ولا سيما ان فترة رئاسة بوش تقترب من نهايتها، فشعارهم ـ من ثم ـ: اضرب قبل ان يذهب.. وحدقوا جيدا فيما يمور في لبنان وفلسطين والعراق.. و.. و.. و!!


    الشرق الأوسط

  10. #40
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    نقطة نور
    تل أبيب تنتظر‏!‏

    بقلم: مكرم محمد أحمد


    يأخذ الاسرائيليون تهديدات الشيخ حسن نصر الله بضرب تل أبيب اذا ماضربوا بيروت علي محمل الجد‏,‏ لانهم علي الرغم من كراهيتهم الشديدة للرجل يعرفون أنه اذا قال فعل‏,‏ وبرغم أن الاسرائيليين يقولون انهم خففوا تحت ضغوط امريكية أخيرة من قصفهم الجوي لبيروت بعد أن دمروا فيها أكثر من مائة هدف معظمها داخل الضاحية الجنوبية التي تضم مؤسسات حزب الله السياسية والإدارية إلا أنهم قد لايمتنعون عن قصف بيروت‏,‏ اذا ماكان القصف سوف يطول صيدا ثمينا مؤثرا‏,‏ ولهذا السبب تشدد إسرائيل استعداد مؤسسات الدفاع المدني في تل أبيب‏,‏ لان ضرب العاصمة الإسرائيلية يمكن أن يتم بصاروخ زلزال‏2‏ الذي يحمل رأسه نصف طن من المتفجرات‏,‏ وسوف يكون قصف تل أبيب‏,‏ اذا ما أخفق مجلس الامن في الوصول إلي قرار فوري بوقف اطلاق النار خلال الثماني والاربعين ساعة القادمة بداية مرحلة تصعيد خطير في الحرب المتبادلة التي تستهدف المدنيين اللبنانيين والاسرائيليين‏,‏ وإن كان البادي اظلم‏.‏

    والواضح أن عملية توسيع الحرب البرية الاسرائيلية لتتجاوز القوات الاسرائيلية منطقة المطلة‏,‏ والتلال المحيطة بها بعمق‏6‏ كيلو مترات داخل الجنوب اللبناني إلي حدود نهر الليطاني تبدو بالنسبة للإسرائيليين الآن هدفا صعب التحقيق في ضوء الوتيرة البطيئة التي يتقدم بها الجيش الاسرائيلي داخل الارض اللبنانية‏,‏ نتيجة المعارك الضارية التي يخوضها الجيش الاسرائيلي مع مقاتلي حزب الله والخسائر الكبيرة التي مني بها‏,‏ خصوصا في مارون الراس وبنت جبيل وعيتا الشعب التي اصبحت رموزا علي بطولة مقاتلي حزب الله‏,‏ الذين يكبدون سلاح المدرعات الاسرائيلي خسائر جسيمة بسبب رسوخ المقاتلين علي الارض واستخدامهم صواريخ متطورة ضد الدروع تعمل بالليزر يطلقونها من مسافات قريبة‏,‏ فضلا عن أن الوصول إلي نهر الليطاني علي مسافة تتجاوز‏20‏ كيلومترا من المطلة‏,‏ يتطلب استدعاء قوات اكبر من الاحتياطي وزمنا اطول قد لايكون متاحا الآن بعد أن أوشكت مشاورات مجلس الأمن علي الوصول إلي اتفاق‏.‏

    واكثر مايقلق رئيس الوزراء الاسرائيلي يهود أولمرت من عملية الليطاني أن ينزلق الجيش الإسرائيلي إلي عمق المستنقع اللبناني مرة ثانية‏,‏ وهو الامر الذي يسعي إلي تجنبه‏,‏ ويضعه في مواجهة العسكريين الإسرائيليين‏,‏ الذي ركبوا رأس وزير الدفاع عمير بيرتس‏,‏ وتحركهم رغبة جامحة في محاولة استعادة ثقة الإسرائيليين في قوة الجيش الإسرائيلي‏...‏ ويلخص المعلق الاستراتيجي الاسرائيلي زئيف شيف الموقف الراهن في عبارات محددة تقول بوضوح بالغ‏,‏ محظور الغرق في جنوب لبنان‏,‏ ومحظور الانتشار في العمق حتي الليطاني‏,‏ ومن الافضل أن تخرج قواتنا من المنطقة التي توجد فيها الآن بعمق‏6‏ كيلومترات فور وقف اطلاق النار ودون انتظار وصول القوات الدولية حتي وأن عادت قوات حزب الله إلي المنطقة‏,‏ حتي لانغرق مرة أخري في الوحل اللبناني‏,‏ خصوصا انها يمكن أن تكون عرضة لعملية استنزاف صعبة‏!!‏

    ولان وقف اطلاق النار والاسرائيليون‏20‏ ألف جندي‏,‏ محشورون في هذا الشريط العرضي بعمق‏6‏ كيلومترات داخل الارض اللبنانية يعني نصرا عسكريا مؤكدا لحزب الله‏,‏ يرفع حزب الله مطالبه السياسة الآن بالاصرار علي ضرورة أن ينطوي وقف اطلاق النار علي خروج كل القوات الإسرائيلية من الارض اللبنانية‏,‏ وعودة المهجرين إلي قري الجنوب قبل الحديث في أي شيء آخر‏.‏


    :: الأهرام

  11. #41
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    وزراء الخارجية العرب ببيروت.. هل من حل شامل ؟



    رضوان السيد



    ذهبتُ لأداء صلاة الجمعة بالجامع العُمري ببيروت يوم4/8 يسيطر عليّ الحزن والكَرْب. كنتُ قد سمعتُ في إحدى النشرات الاخبارية أنّ الإسرائيليين بدأوا بإقامة مواقع ثابتة في المساحات التي احتلّوها بجنوب لبنان، والتي ما يزال مقاتلو حزب الله يتصدَّون لهم فيها؛ موقعان فيهما خسائر مؤثّرة، بعد اشتباكاتٍ هائلةٍ على مدى أكثر من ثلاثة أسابيع. وتوزَّع فكري بين الأعباء الكبرى التي يتحملها وسيتحملُها المواطنون اللبنانيون والإخوة الفلسطينيون في الأَنفُس والديار والثَمَرات، في لبنان وفلسطين، وبين مؤتمر وزراء الخارجية العرب ببيروت، وما يمكنُ أن يساعدَ فيه اللبنانيين والفلسطينيين للخروج من مخاطر الاحتلال والصراع. لكنْ ما أن دخلْتُ إلى المسجد الجامع حتى نسيت لدقائق المسألتين الملحاحتين، وسيطرت عليّ من جديدٍ ولدقائق، عقليةُ الفقيه، التي تتشبثُ بي دائماً وفي الظروف غير الملائمة! فالذين حضروا لصلاة الجمعة بالمسجد قليلون وقليلون جداً والفقهاءُ مختلفون في العدد اللازم لصحة صلاة الجمعة. الفقهاءُ الأحنافُ والمالكية يشترطون للجمعة «المِصْرَ الجامع»، ولا يهتمون لعدد المصلّين. لكنّ الشافعية – ومسلمو بيروت من الشافعية – يغلّبون المعنى الدينيَّ البحتَ في الجُمُعة، ويشترطون للصحة أن لا يقلَّ عددُ الحاضرين للصلاة عن الأربعين. وانحلّ المشكلُ بإقبال عشرات الشبان على العُمَري أثناء الخطبة (هكذا تُسمَّى المساجدُ الأقدم في سائر أنحاء بلاد الشام ومصر، لأنّ تلك النواحي فُتحت في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب)، فَنَاهَزَ العددُ الثمانين. وما كانت تلك هي المرة الأُولى التي يُهجَرُ فيها العُمَري في بيروت؛ إذ هو يقومُ وسط السوق، وفي أزمنة الاضطراب والخوف تُقْفَلُ الأسواق، ويصلّي الناسُ في مساجد الاحياء القريبة.

    يذكر صالح بن يحيى في «تاريخ بيروت» أنه حضر للصلاة بالعمري في إحدى المرَّات أيام الاحتلال الصليبي، فلم يجد غير ثلاثةٍ فصلُّوا الظُهر متفرقين! وفي حروبنا الداخلية في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، هُجر العُمَري تماماً، ليس بسبب خوف الناس فقط؛ بل وبسبب الخراب الذي نزل به وبالأسواق من حوله، وبقي الأمر على هذه الحال إلى أن أعاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري بناءَ وسط بيروت، وأضاف للوسط العامر التحفة المعمارية الأخرى: جامع محمد الأمين، الذي صار جوارُهُ رحمه الله مثوىً له.

    لا أذكُرُ من خطبة الخطيب في جمعة العمري بوسط بيروت شيئاً تقريباً باستثناء أنّ موضوعَها كان عن الظُلْم الواقع منذ أجيالٍ بالعرب وبالمسلمين. وتعودُ غفلتي عن خطبة الخطيب بعد انتهاء هَمِّ عَدِّ المصلّين إلى سَرَحان الفكر لمؤتمر القمة العربية ببيروت عام 2002، ذلك المؤتمر «المستحيل» في تلك الظروف بانعقاده وباهدافه. على أنّ الصعوبات التي أحاطت به بالذات، لا ينبغي أن تصرفَ انتباهنا عن العمل الإنقاذي الكبير فعلاً، والذي حاول الملك عبد الله بن عبد العزيز القيام به في ذاك المؤتمر، حين طرح مبادرتَه للسلام، والتي صارت نتيجةَ الموافقة الإجماعية عليها مبادرةً عربيةً شاملة.

    لنتذكَّرْ ماذا كان الوضْعُ العربيُّ والعالميُّ عليه عام 2002. كانت هناك «غزوة» أُسامة بن لادن و«القاعدة» إلى نيويورك ووشنطن، واندلاع الحرب العالمية على الإرهاب، وغزو أفغانستان، والتحضير لغزو العراق، والإقبال على ذبح الفلسطينيين بدون رادع، وحصار العرب جميعاً من بابهم إلى محرابهم بحجة أنهم هم ودينهم وثقافتهم أهلُ الإرهاب وصُنّاعه. بيد أنّ الظُلْمَ الذي ذكّر به خطيبُ جُمعة العُمري بوسط بيروت، أقدَمُ من ذلك .. بكثير. ففي السابع من حزيران (يونيو) 1967، وعلى أثر الهزيمة النكراء التي تكبّدناها، صدر القرار الدولي ذو الرقم 242، والذي ينصُّ على انسحاب الإسرائيليين من الأراضي العربية المحتلة بمصر وسورية والأردن، إلى حدود 4 حزيران (يونيو) 1967. وما فكّر يومَها أحدٌ جدياً بإنفاذ القرار لإنصاف المهزومين، إلى أن كانت حربُ العام 1973، والتي أبلت فيها الجيوش العربيةُ بلاءً حَسَناً، سمح بالتفكير في تطبيق القرار السالف الذكر، باعتباره حلاًّ شاملاً يقوم على مبدأ الأرض في مقابل السلام. وقد رأى الاتحاد السوفياتي والأمين العام للأمم المتحدة (وما اعترض الأميركيون أولاً) أن السبيلَ للحلّ الشامل: المؤتمر الدولي الذي يجمعُ سائر الأطراف، ويبحث مشكلات الحدود والأمن واللاجئين.. وصولاً إلى السلام بعد التوافُق على الأمور الثلاثة الأولى. بيد أنّ الرئيس أنور السادات أنفدت صبره المماحكاتُ مع سورية ومنظمة التحرير.. وحتّى العراق، وتكاثفت عليه الإغراءات والضغوط .. فذهب إلى القدس، وكان ما كان، وفاز بالحلّ المنفرد، وخرجت مصر من أطروحة الحلّ الشامل.

    فشل المسارُ الشاملُ للسلام في السبعينات من القرن الماضي، بسبب صراعات الحرب الباردة بالدرجة الأولى، لكنْ أيضاً بسبب الانقسام العربي، وإقبال إسرائيل على شنّ «حرب شاملة» على منظمة التحرير، وعلى سورية، وعلى العراق ـ وانصراف العراق لمقاتلة إيران وارتهان دول الخليج العربي في تلك المعمعة، وانهماك سورية في «تحصين» نفسها بالاستيلاء على لبنان لغياب «التوازُن الاستراتيجي» – كما قال الرئيس حافظ الأسد ـ ومصارعة إسرائيل والعراق بالواسطة. وفي مطلع التسعينات ورغم استمرار غياب شروط «الحلّ الشامل»؛ فإنّ الولايات المتحدة أرادت إعطاء «جائزةٍ» للعرب الذين وقفوا معها في الحرب على نظام صدام حسين بعد غزو الكويت؛ فانعقد مؤتمرُ مدريد، وانفتح على مسارين اثنين: مسار الحدود، والمسار الآخر: الأمن والمياه واللاجئين والتعاوُن الاقتصادي. وبدون طول سيرة، وبسبب التفوق الساحق والأَوحدي للولايات المتحدة ، والانفرادات العربية، جاءت أوسلو عام 1993 حلاًّ منفرداً، ووادي عربة 1994 حلاًّ منفرداً أيضاً، ومات المسارُ الثاني دون أن ينعاهُ أحد ـ في حين تعثر أوسلو، وتعثرت المفاوضات مع سورية بين الولايات المتحدة وجنيف، وانتهى الأمر منذ اكثر من ثماني سنوات، إلى الخراب الهائل الذي نشهدُهُ الآن.

    نحن نشكو اليومَ ونُعاني مما كنا نشكو منه ونُعاني عام 2002 وأكثر. فالعراقُ يوشكُ أن يتحطَّم في قبضة الولايات المتحدة. والفلسطينيون ينزفون نزيفاً قاسياً تحت وطأة الضربات الإسرائيلية والانقسام السياسي، والإسرائيليون يتحولون إلى قوةٍ عمياء تضرب وتضرب دونما سعيٍ إلى التسوية أو أملٍ بها. والأميركيون يخوضون حروباً استباقيةً واستلحاقيةً في عدة أماكن على أرضنا ومن حولها. والإيرانيون يتململون تحت وطأة الحصار الأميركي، وأشواق وطموحات السطوة. وشبابنا تسيطر عليهم النقمة ويؤودُهُم الغضبُ فيندفعون إلى النيران المشتعلة آخذين معهم الإيمان بالله والنفس والمستقبل. لكنْ رغم ذلك كلِّه؛ فإنّ الظروف ملائمةٌ اليومَ أكثر مما كانت عليه في عام 2002 بما لا يُقاس. فالجميعُ يشعُرُ بعدم الأمان، وبأنّ الحرب لا تُنهي المشكلات. والإحباط يسود الأجواء كلَّها من أوضاع الشرق الأوسط ومخاطره. والجميعُ ينتظرُ إطلالةً عربيةً تُعيد لهذه المنطقة قِوامَها وإنسانيتَها، وموقعَها تحت سمع العالم وبَصَره.

    لقد فتح الدكتور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، الأُفُقَ على الخيار المُغَيِّر للوضع الراهن. لقد تحدث عن المبادرة العربية للسلام، كما تحدث عن العودة إلى العالم والأُمم المتحدة من خلال القرار رقم 242. وجاء بيانُ الديوان الملكي السعودي ليَهَبَ ذاك الأُفُقَ معالِمَهُ الباقية: لا سلامَ إلاّ بالحلّ الشامل، الذي يُنقذ الاستقرار، ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة، ويضعُ لبنان ومستقبلَهُ خارج دائرة الخطر والاستهداف، ويُعيدُ الجولان إلى أهلِه ودولتِه.

    تكاد تمضي الآنَ سنواتٌ خمسٌ على إعلان الأميركيين حرباً علينا وعلى العالم. وقد خسِروا في كلّ مكانٍ رغم هَول جيوشهم وضخامتها. وقد يدفعُهُمْ هذا الفَشَلُ إلى إعادة النظر فيما كان ويكون. ويُضافُ لذلك اهتمامُ الأوروبيين الفعلي، وكذلك الروس والصينيون والهنود الناهضون، بالأمن والاستقرار والتنمية في هذه المنطقة الخطيرة والضرورية لسلام العالم وتقدمه. المُهمُّ المبادرةُ والمُتابعة. فنحن العرب في أشدّ الحاجة أيضاً للاستقرار من أجل النموّ والتقدم في هذه الفرصة النادرة التي يصعُبُ تكرارُها. ومع ذلك فإنّ الأمل بالاستقرار والتقدم لا مجال له إن ظلَّ المنطق العادل للتسوية غائباً في فلسطين، والاستهداف والاستنزاف مسيطرين في العراق ولبنان.

    العالمُ كلُّه (ونحن أيضاً في لبنان وفلسطين) نتهم العرب الكبار بالتقصير، مما أدّى إلى تخثُّر المطالب، وتهدُّد المجتمعات والدول، وادعاء القريب والبعيد أنه أَحرص على مصالحنا منا. لكننا نحن الفلسطينيين واللبنانيين بالذات ما قصّرنا في التقصير أيضاً. تصوروا تجربةً عريقةً كالتجربة الفلسطينية في النضال على مدى قرابة المائة عام، ثم تضطر «فتح» و«حماس» من أجل تجنب الاشتباك المسلَّح للجوء إلى «وثيقة الأسرى»، وما أدراك ما وثيقة الأسرى المساكين(!) ونحن في لبنان وبدون تطويل خرّبت إسرائيل وطننا، وذبحت بشرنا، وما نزال نتجادلُ في «النقاط السبع» التي من خلالها نريد إطلاعَ مواطنينا والعالم على «إجماعنا» على السيادة والحرية، وبسط سلطة الدولة على «أرضها»! نحن نريد دعمكم لبرنامج «النقاط السبع» من أجل الضغط على المجتمع الدولي، ومن أجل رعاية توافقنا الوطني، ومن أجل تطبيق الطائف، وإعادة الإعمار.. وأيضاً لأجل إزالة عقبة من أمام الحلّ الشامل.

    يأتي وزراءُ الخارجية العرب إلى بيروت العامرة والباقية والمهدَّدة في الوقت نفسه. ولن تستقبلهُم هذه المرة للأسف تهاليلُ الفرح والترحيب؛ بل أفواج النازحين والمهجَّرين بفعل الضربات الإسرائيلية. ويستقبلُهُم الوجومُ الذي خالط طلعةَ بيروت مرتين خلال أقل من عامين: اغتيال الرئيس الحريري، وعدوان إسرائيل على بيروتَ ولبنان.

    أمننا أمنكم. واستقرارنا استقراركم. وحريتنا حريتكم. عروبتُنا بدون شروط وكذلك وجودُنا. فلنكن جميعاً لأمتنا وأوطاننا، لكي تبقى لنا أوطانُنا وأمُتنا.

    * كاتب لبناني


    الشرق الأوسط

  12. #42
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    "شرق" الاقتصاديات المفزعة!


    بقلم: حسن الشوبكي


    ليس ثمة رؤية اقتصادية او حتى سياسية وثقافية فيما يتناقله كثيرون حول مسميات أطلقتها الولايات المتحدة ومن قبلها اسرائيل حول " الشرق الاوسط " سواء " الجديد ام الكبير" ، فالأمر لا يعدو كونه ثرثرة لا تنطوي على مخاضات كما يحلو للأميركيين الحديث بشأنه، وما حجم الخراب في مدن ودول عديدة في الشرق الاوسط سوى مؤشر واضح وفاضح على حجم الفشل الذي آلت إليه واشنطن بعد قيادتها العالم بشكل منفرد.

    بعيدا عن المسميات، فإن الشرق الاوسط بمفهومه الواسع جغرافيا الذي يشمل الدول العربية وباكستان وافغانستان وايران وتركيا واسرائيل ليس سوى منطقة تضج بالمعاناة والارقام المرعبة اقتصاديا، في حين يركز منظرون كثيرون ومنهم محافظون جدد في اميركا على مفاهيم فضفاضة لا تقدم جديدا لرداءة الاوضاع المتفاقمة سوءا في مساحات هذا الشرق.

    الدول العربية من جانبها تنوء تحت ارهاصات الوضع الاقتصادي المتأزم في مواجهة حال سياسية مبعثرة مشهدها الرئيس يتمحور حول وجود علاقة سلبية بين الحاكم والمحكوم وسط غياب الاعتراف المتبادل بين الطرفين، اما باكستان وافغانستان فهما دون شك مثخنتان بجراح حرب مكافحة الارهاب التي بدأتها اميركا ولم تنته منها بعد، بينما ايران أسيرة تحت واقع اقتصادي رديء ودور اقليمي متخبط، وفي تركيا ثمة انكفاء الى الداخل بحثا عن تحالفات خارجية تخلصها من ضعف التحالفات الاقليمية، وفي اسرائيل دون غيرها تكمن بشاعة الجغرافيا في الشرق الاوسط، فهذه الدولة التي اقيمت على انقاض الاغتصاب والوعود الاستعمارية والقتل ما تزال تؤمن بالاحتلال طريقا أوحد لتحقيق مصالحها.

    ما يهمني في هذا المقام المشهد العربي من زاويته الاقتصادية، فالعرب يحتفظون بدور هزيل حيال اي شكل مرتقب لما يسمى بالشرق الاوسط الجديد على طريقة شيمعون بيريز او الكبير حسب " رؤية " جورج بوش ، ورغم ان الحال السياسية تئن في المحيط العربي تحت غياب الحرية وتفرد القرار وعدم وجود شكل حقيقي للدولة بمفهومها المعاصر، الا ان الحقائق الاقتصادية تثير الفزع أكثر بالنسبة للعرب وكذلك غيرهم من سكان المنطقة، ولا اعلم ما هي الاجندة التي تعتزم البلاد العربية الدخول الى هذا الشرق الجديد.

    وللتذكير، فإن ثلث سكان المنطقة يعيشون على اقل من دولارين في اليوم ولتحقيق قفزات في مستوى النمو الاقتصادي فيجب على حكومات وسكان الشرق الاوسط مضاعفته من متوسط حالي يقارب 3% الى 6% على الاقل لمواجهة فقر يزداد شراسة وبطالة سيفوق حجمها 25 مليونا بحلول العام 2010.

    أما عربيا فإن مجموع اجمالي الدخل المحلي لبلدان الدول العربية يقل عن نظيره في اسبانيا، كما ان 40% من العرب البالغين اميون – ما يقارب 65 مليون شخص – وتشكل النساء ثلث هذا العدد، ويتبع ذلك ايضا أمية على مستوى تكنولوجيا المعلومات واستخدام الانترنت، وغياب شبه تام – في بعض الدول العربية – لدور المرأة، ووجود رغبة في الهجرة لدى ما يزيد عن نصف الشباب العربي .. ومن يتصفح تقرير التنمية البشرية العربية للأعوام الماضية يرصد عيوبا اقتصادية كبيرة تشمل الدول العربية كافة وعلى رأسها الدول المتخمة بالنفط.

    في ظل ظروف اقتصادية سيئة ووسط استمرار مظاهر الاحتلال في هذه المنطقة من العالم، وبعد حربين اميركيتين في كل من افغانستان والعراق ، ومشاريع للإصلاح مشوهة وعقيمة .. أي شرق جديد يمكن له ان يكون جاذبا للمستثمرين وموئلا للفرص الاقتصادية؟ إنها ثرثرة أميركية وحسب.



    :: جريدة الغد
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 08-08-2006 الساعة 10:28 AM

  13. #43
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    عيون واذان (اسرائيل أمّ الارهاب وأبوه)



    جهاد الخازن

    إسرائيل هي أن يقتل من اللبنانيين عشرة أضعاف القتلى الإسرائيليين في المواجهة الأخيرة، وأن يكون 90 في المئة من الضحايا اللبنانيين مدنيين و 90 في المئة من القتلى الإسرائيليين عسكريين.

    وإسرائيل هي أن يحضر بنيامين نتانياهو مع ارهابيين من عصابة ارغون احتفالاً في الذكرى الستين لنسف فندق الملك داود في القدس، وليزيحوا الستار عن لوحة تزعم ان «الحكومة البريطانية لأسباب تعرفها هي لم تخلِ الفندق» من الناس. طبعاً الذين يكذبون على ربنا يكذبون على عباده، فلم يكن هناك أي إنذار لإخلاء الفندق، وانما راح 92 انساناً بريئاً ضحية إرهاب قال الأحياء الباقون من الإرهابيين الذين مارسوه انهم مستعدون لتكراره.

    إسرائيل هي البلد الذي أطلق الإرهاب في الشرق الأوسط، وهي وحدها التي تناوب عليها رؤساء وزارة إرهابيون من نوع مناحيم بيغن وإسحق شامير وبنيامين نتانياهو الذي شارك في الغارة على مطار بيروت في سنة 1968 عندما دمرت 13 طائرة مدنية، ثم كتب مفاخراً بذلك، وعشنا لنرى ايهود أولمرت، فكلهم آرييل شارون.

    إسرائيل أمّ الإرهاب وأبوه، ولكن كيف يمكن أن تمارس الإرهاب، وتتهم الآخرين به؟

    الجواب هو أن هناك اعتذاريين لإسرائيل في الولايات المتحدة غالبيهم من اليهود الأميركيين المتطرفين، ولكن ليس كلهم يتسترون على إرهاب إسرائيل، ويحولون الأنظار عنه الى الآخرين. ومع وصول جورج بوش الى البيت الأبيض اختطف المحافظون الجدد السياسة الخارجية الأميركية ووضعوها في خدمة إسرائيل على حساب أرواح الأميركيين أنفسهم كما رأينا في العراق، والنتيجة أن الرأي العام الأوروبي، لا العربي، يقول ان الولايات المتحدة خطر أكبر على السلام من ايران أو كوريا الشمالية.

    كنت جمعت مادة كثيرة في الأشهر الأخيرة عن عصابة إسرائيل، إلا أنني بعد انفجار الوضع مع الفلسطينيين أولاً، ثم مع لبنان، رأيت أن اختصر، وأن أكتفي بمادة ذات علاقة بالوضع الحالي أو تفسره، فإسرائيل دولة نازية مجرمة بغطاء أميركي، ويكفي القارئ أن يعود الى «استراتيجية جديدة لحماية البلاد»، أي حماية إسرائيل، ويقرأ أسماء الموقعين وما تضمنت من تحريض على لبنان وسورية، ودعوة الى حرب، ثم يتذكر ان هذه الاستراتيجية كتبت سنة 1996 لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد في حينه نتانياهو ليقدر مدى الإرهاب المتبادل من فكري عبر دُور البحث المتطرفة والميديا في الولايات المتحدة، الى ممارسات مجرمة ضد النساء والأطفال في بلادنا.

    غير أن حقيقة ان إسرائيل قامت على الإرهاب وتمارسه كل يوم لم تمنع المحافظين الجدد من أن يعلنوا من اليوم الأول «انها حربنا»، كما قال وليام كريستول في مقال له في «ويكلي ستاندارد» التي يرأس تحريرها، فكان هناك فيض من التحريض على الفلسطينيين واللبنانيين، وعلى سورية وإيران، ودعوات الى حرب يقتل فيها مزيد من الأميركيين.

    لا أستطيع الإحاطة بعمل المتطرفين في الأيام والأسابيع الأخيرة، وانما أقدم نماذج مما وقعتُ عليه، وما يجعلني أتوقع أن يستمر القتل والتدمير، والأخطاء الأميركية في كل مكان من العالم حتى نهاية هذه الإدارة، أو نهايتنا.

    كريستول كتب عن «حرب طويلة» وقال ان الإسلاميين الراديكاليين يهاجمون، ودعا الى حرب حول العالم لإلحاق هزيمة بهم، وهو هاجم في مقال آخر «خيل ضعيفة» ويقصد الجهات الأميركية التي تعارض حرباً مع ايران.

    وبما أن عصابة الشر أوركسترا يوجهها مايسترو الجريمة الإسرائيلي، فإن فرانك غافني الذي يكرر الحديث عن «اسلامو فاشزم» لتلصق بأذهان الناس سأل «خروج الى أين»، فهاجم سياسة الانسحاب من العراق التي دعا اليها سياسيون أميركيون، وأصرّ على أن الولايات المتحدة «لا تستطيع أن تترك الحرب العالمية التي يشنها عليها الإرهابيون الإسلامو فاشست...».

    النازيون الجدد والفاشست في إسرائيل، وفرانك غافني يدافع عنهم بالحديث عن الإرهاب الآخر، فلولا إرهاب إسرائيل ودعم الولايات المتحدة له بالمال والسلاح والفيتو في مجلس الأمن، لما قام أي إرهاب لاحق، وغافني من التطرف والحقارة أن يتحدث عن «انقلاب اسلامو فاشزم قادم في تركيا» لمجرد وجود حكومة إصلاحية فيها ذات خلفية إسلامية.

    وبما انها عصابة شر وأوركسترا، ففي الوقت نفسه كان المتطرف الآخر تشارلز كراوتهامر الذي يلطخ صفحات «واشنطن بوست» الراقية بفكره الحقير يكتب «لبنان: استراتيجية الخروج الوحيدة»، والخلاصة هي ان الطريق الى الحل أن «تحرر» إسرائيل جنوب لبنان وتعيده الى اللبنانيين. وأستطيع أن أفند كل سطر في كتابة المتطرفين، وكراوتهامر يقول ان «العالم كله يعرف الآن ان إسرائيل تحارب عدوان حزب الله» مع ان كل مؤتمر، وكل بيان يظهر ان إسرائيل لا حليف لها سوى الولايات المتحدة وجزر سياحية في جنوب المحيط الهادي.

    وكنت سأكتب عن كن ادلمان، فهو لا يزال على تطرفه ويحاول، الا انه أصبح «نكتة» فكرية وسياسية، منذ كتب في 13/2/2002 مقاله المشهور «نزهة في العراق» داعياً الى حرب، ولا يزال الأميركيون يتنزهون هناك ويقتلون من أجل إسرائيل.

    طبعاً لا يجوز أن أكتب عن عصابة إسرائيل وأنسى المحامي آلان ديرشوفيتز الذي دمر فكره نورمان فنكلستين في كتابه «ما وراء خوتزباه»، أي الوقاحة. الا انه لا يستحي، فعاد أخيراً بمقال يدعو الى تغيير القوانين الأميركية للسماح بتعذيب المتهمين بالإرهاب رداً على حكم المحكمة العليا الأميركية ضد البنتاغون، أي أن هذا المتطرف يعرف من القانون ما لا يعرف أعظم قضاة أميركا. وهو عاد قبل أيام ليقول «هدف حزب الله الحقيقي: تحرير الأراضي المقدسة في الشرق الأوسط من اليهود»، أي أنه يعرف أيضاً السيد حسن نصرالله أكثر مما نعرفه.

    هل اختصر التطرف كله للقراء في موضوع واحد؟ أمام دراسة بعنوان «إسرائيل حرة في رسم حدودها» كتبه مايكل كراوس وبيتر فام، وهما جامعيان أميركيان يعارضان كل قرار وقانون ورأي عن الموضوع، ويقولان مثلاً ان الضفة الغربية لم تكن ملك أحد وإسرائيل أحق بها من الأردن... ومن الفلسطينيين طبعاً.

    إسرائيل تقتل الأبرياء في منطقتنا، غير ان الجريمة تبدأ مع عصابتها في الولايات المتحدة.


    الحياة

  14. #44
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    الصراع بين الثقافات شعار يتحقق في حرب لبنان



    عزمي بشارة

    الصحافي: ما هو تأثير ما جرى اليوم من سقوط جنود إسرائيليين على خططكم؟

    الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: أنت ترى هذه المذبحة بمقتل 12 إسرائيليا... وسوف.

    الصحافي: تقول إنها مذبحة، ولكنهم جنود، وهذه حرب.

    الناطق: لا، بل هي مذبحة، لأن من أطلق القذائف استهدف مواطنين إسرائيليين، وبالصدفة قتل جنودا.

    الصحافي: ولكنكم أيضا نفذتم مذابح في قانا وغيرها.

    الناطق: لا، في قانا لم تحصل مذبحة. كان مقاتلو حزب الله هم المقصودين بالقصف، ولكن أصيب مدنيون بالصدفة.

    هذا الكلام العبثي الكفيل بإقناع صحفي أن يترك الصحافة، ليس مقتبساً عن «أليس في بلاد العجائب»، بل مأخوذ من الذاكرة من حوار أجرته فضائية عربية مع ناطق شاب بلسان «جيش الدفاع الإسرائيلي»، كما يسمونه، بعد مقتل 12 جنديا إسرائيليا في قصف صاروخي من «حزب الله».

    يسمى مقتل الجنود مذبحة، في حين لا يستحق مقتل عائلات بأكملها يوميا بقصف الطائرات الموجه الى بيوتهم السكنية مثل هذه التسمية. فهذا بأقصى تقدير «خطأ مؤسف»، أو باللغة المهنية لـ «علم الحرب على الإرهاب»: «ضرر مرافق»، أو «ضرر جانبي» collateral damage. ومثل بقية المصطلحات الفنية يجعل هذا المصطلح فهم ما يدور عسيرا على الناس العاديين. ويتألف «الضرر المرافق» عادة من أعداد من البشر المدنيين القتلى والجرحى والمعوقين والمشوهين تفوق بأضعاف مضاعفة عدد المدنيين الذين سقطوا ضحية «الإرهاب» نفسه.

    وبينما يعرف الناس عادة أسماء «ضحايا الإرهاب» أو يعرفون وجوههم وقصصهم، أو على الأقل روايتهم، تشحب صورة ضحايا «الحرب على الإرهاب» وتبدو مثل ضرر جانبي فعلا يشعر به الضحايا وذووهم ومن يناصرهم، لا هم ينتمون الى معسكر الخير ولا قتلهم شر. وإذا انتشلهم عمال ومتطوعون من تحت ركام الردم في لبنان يلبسون كمامات، كأن الضحايا سقطوا نتيجة وباء لا تسمح الحرب بتنظيم جنازات لائقة بهم.

    الحوار أعلاه مشهد واحد فقط من مشاهد عبثية كثيرة، من ضمنها صورة لبنانيين جنوبيين يلجأون إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بلادهم للاحتماء من الغارات. وسلوك إسرائيل كأنها ضحية، واعتبار «حزب الله» هو الفاعل، وصرير أسنان المجرم ورغبته بالانتقام كأنه الضحية، وكأن الكيل قد طفح وفاق قدرته على التحمل، والسيرك الحربي الذي يصر أن يسمى برلمانا، وهذه القبيلة التي ترقص رقصة الحرب حول التلفاز والتي تسمى ديموقراطية، والطابور الذي يسير في الاستوديو ومن المطبعة على إيقاع الأوركسترا العسكرية التي تقرع طبول الحرب وتنفخ في الأبواق والتي تسمى إعلاما تعدديا.

    من عبثية «الحرب ضد الإرهاب» أنها تقتل من المدنيين أضعاف ما يقتله «الإرهاب». وهؤلاء ينتمون عادة إلى الأعراق، وحاليا تسمى «الثقافات»، التي تعيش على درجة منخفضة على سلم الثقافات الحالي.

    وأخيراً دافعت هذه «الثقافات» عن نفسها فواجهت هذا المصطلح بمصطلح «إرهاب الدولة». ويفترض أن يصلح هذه المصطلح لهجوم مضاد على ما يسمى الحرب على الإرهاب وظواهرها المرافقة. ولكن الواقع وموازين القوى فيه تصده، تصفعه، وتسخر منه. تحوله إلى استعارة، «ميتافورا» لحرب ثقافية في أفضل الحالات. فزعماء الدول الإرهابية لا يعيشون في الخفاء، ولا تطاردهم الطائرات لتقتلهم، ولا يرسلون خطبهم على أشرطة مسجلة، كما ينبغي أن يفعل الإرهابيون. مصطلح الإرهاب هو سلاح منحاز بيد «ثقافة» ضد أخرى، وبيد القوي ضد الضعيف، كما يبدو.

    والإشكال الإسرائيلي أن «حزب الله» لم يستهدف المدنيين في حربه الطويلة مع إسرائيل الا كنوع من المعاملة بالمثل مؤخرا، بل لا تقترب حتى من أن تكون بالمثل. وطيلة مقاومته للاحتلال في لبنان حتى عام 2000 وفي سبعة عشر عاما من النضال لم يقتل عشرين مدنيا إسرائيليا بينما قتلت إسرائيل الآلاف من اللبنانيين. وحتى في هذه الحرب الأخيرة تتجاوز نسبة الجنود بين القتلى الإسرائيليين الستين بالمائة، بينما لا يتجاوز عدد مقاتلي حزب الله الذي سقطوا في هذه الحرب العشرين بالمئة تضاف إلى الألف مدني لبناني الذين قتلوا، ناهيك عن مليون مدني مشرد، لن يجد قسم كبير منهم قرى وبلدات يعودون إليها، بعد حفلة الدمار الإسرائيلية. إرهاب الدولة في حالة إسرائيل ليس ظاهرة مرافقة، بل هو عنف موجه مقصود. ولم تكن إسرائيل لتقوم لو لم تنفذه ضد المجتمع الفلسطيني بتهجيره عام 1948 بعد مذابح منظمة. لقد أصبح استهداف المدنيين، أو سمهم إن شئت القرويين العرب، عقيدة عسكرية تنتقل في الجيش الإسرائيلي من جيل إلى جيل.

    وإذا استمع مراقب الى السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في خضم هذه الحرب خارج المؤتمرات الصحافية والبيانات الرسمية فلن يفوته كلام صريح ويومي حول ضرورة تدمير كل قرية تخرج منها صواريخ، وضرب الكهرباء، واستهداف المنشآت، وإعادة لبنان الى عصر الظلمات، عشرين عاما إلى الخلف، وغيرها من التعابير التي تفصح عن توجه إلى العرب غير ملتزم بقواعد التعامل بين الشعوب والدول... كأنهم مجرد ظاهرة مرافقة.

    ولكن التعامل بين الأمرين مختلف إلى درجة أن الحديث يبدو وكأنه يدور حول ثقافتين، وحضارتين، وعالمين. وإذا تم التسليم بأن العالم منقسم إلى ثقافات وان هذا التوزيع هو ما يقسم العالم بين صديق وعدو، أي أنه صراع بين ثقافات، فلا مجال للحديث عن «ازدواجية المعايير» أو «الكيل بمكيالين» كأمر مستهجن وغير طبيعي.

    كتب مستشار رابين الإعلامي السابق العنصري إيتان هابر، وهو الناطق الرسمي الأبدي باسم أوجاع معدة رابين عندما صافح عرفات، مقالا يوم 7 آب (أغسطس) في «يديعوت أحرونوت» بسط فيه صراع الثقافات من نموذج نظري لفهم ما يدور في عالمنا إلى حرب حقيقية عينية هي ما يطلق عليه صراع الحضارات: «هو حرب حقيقية، ليس عملية عسكرية ولا عملية عسكرية واسعة، بل هو حرب بكل معنى الكلمة، حرب بين ثقافات، وأي فشل فيها سوف يوقظ أشباحا من مرابضها في كل العالم الإسلامي الأصولي وسيكشف أنيابا مفترسة تجاه الغرب وتجاه الدول العربية المعتدلة».

    ويبدو صراع الثقافات مثل شعار يحقق ذاته في نص مشروع القرار الفرنسي الأميركي لمجلس الأمن بغض النظر عن الموقف السياسي من مضمونه. فهو ينطلق من أن إسرائيل هي المهددة بصواريخ حزب الله ولذلك على الأخير أن يوقف قصف المدن الإسرائيلية لكي توقف إسرائيل قصفها. «الأمر الطبيعي» أن تهدد إسرائيل لبنان وألا يهددها، ولا حتى بهدف الردع. أما مسألة الدمار الكلي والشامل لنصف لبنان والجزئي لنصفه الآخر فـ «مسألة فيها نظر». وهو يسلم بأن الصراع قد انطلق من قضية الجنديين الإسرائيليين الأسيرين، ويسلم بحق إسرائيل أن تحولهما علنا على الأقل إلى سبب للحرب causus belli، ولذلك فإن وقف الحرب يبدأ بإطلاق سراحهما دون شروط. إلى هذه الدرجة يقلل القرار عقله، إلى درجة التظاهر بتصديق حجة إسرائيل للحرب، واعتماد هذه الحجة رسميا، ألا وهي إنقاذ جنديين وقتل الآلاف وتشريد مليون من أجل ذلك. مما يؤكد، بل ينتج ويصنع تفوق ثقافة على أخرى كظاهرة مرافقة لنص القرار. ويصل القرار إلى غايته بتطبيق نزع سلاح حزب الله. ولذلك فإن بداية القرار ونهايته، منطلقه وغايته، إسرائيليان، أي أن ممثلي الدول التي وضعت نصه ينطلقون مع إسرائيل من المفاهيم نفسها. يرى هذا المشترك «الثقافي» من واجبه أن يعوض إسرائيل عن إخفاقاتها العسكرية، وأن يمنع ترجمة انجازات المقاومة على الأرض إلى إنجازات سياسية.

    يفترض هنا أن نتوقف قليلا عند ما يثير إعجاب الشعوب العربية بالمقاومة في لبنان فيعتبرونه إنجازا.

    ما يثير إعجاب العرب في حزب الله هو عكس ما تفترض الولايات المتحدة وما يفترض في الغرب وفي إسرائيل أنه يثير إعجابهم. فهو يواجه الجيش الإسرائيلي ببسالة، وهو إذ يتعامل مع إسرائيل بندية ولا يعتبر دماء مدنييه أقل قيمة من المواطنين الإسرائيليين يستعيد كرامة عربية. العرب معجبون بحزب الله لأنه في نظرهم مؤلف من مقاتلين عرب مسلمين يعيدون لهم الثقة بهويتهم. هؤلاء عرب يستطيعون قتال إسرائيل، إذن يستطيع غيرهم من العرب أن يفعل ذلك إذا تحرر من أسباب التخلف وتسلح بالإرادة. العرب معجبون بحزب الله لأنه لا يكثر من الشعارات.

    ويصرون في الغرب واسرائيل على اعتبار سر الإعجاب بحزب الله أمرا شرقيا غير عقلاني، ثقافة ما غريبة «ظلامية»، استشهادية مثلاً، أو غيرها. وسوف يصرون على ذلك ويحبطون حق حزب الله أن ينجز بالمثابرة والعمل والتسامح مع المختلف في مجتمعه والإصرار على التعامل مع إسرائيل بجدية وبندية العدو، سوف يصر الساسة الغربيون على إثبات صراع الثقافات في سلوكهم حتى تحقق نبوءتهم ذاتها، ويدرك العربي المعجب بنموذج المقاومة أنهم يعادونه لأنه من ثقافة مخالفة فيتعصب لهذا النموذج على هذا الأساس ويزداد عداؤه للغرب على هذا الأساس أيضا. إن منع حزب الله من تحقيق إنجاز سياسي يستحقه بالمقاييس الغربية يعني فرز وتأكيد انتماء ضحايا السياسة الإسرائيلية إلى معسكر مضاد يشمل ضحايا الحضارة الغربية كافة.

    ولا يسهل حزب الله المهمة على أحد من المثقفين العرب الذين يصرون على عدم التمييز بين الفاعل والضحية، ويصرون على مناجاة بيروت وتجاهل المهجرين في حدائقها ومدارسها، الذين يصرون على موقفهم ضد العنف من الطرفين، والذين لا يلاحظون تجاهلهم بنت جبيل والدوير ومروحين وعيتا الشعب وأنصار وصور والضاحية والشياح والبقاع وصريفا والغازية. ولا يسهل حزب الله المهمة على المعتاشين من صناعة الحوار مع الغرب ممن يريدونه أن يتنازل عن عناصر قوته المنفرة للغرب لصالح نقاط قد تسوقه في الغرب أو تستجدي بعض الرضا عليه لو قبل بها، من نوع رغبته في التعايش مع إسرائيل والاستماتة في إثبات ذلك.

    فحزب الله لا يبحث عن سلام مع إسرائيل ويقف إيديولوجياً وأخلاقياً وفي نشأته على ارض الحكاية الفلسطينية التاريخية التي قصها لاجئو فلسطين لفلاحي وشعراء وزجالي وعلماء جبل عامل منذ عام النكبة التي جمعت فقراء الجنوب بجيرانهم من اللاجئين الفلسطينيين بميثولوجيا ولاهوت الضحايا والمضطهدين في تاريخ الحضارة الإسلامية. ولذلك فإنه لا يصلح مادة لصناعة «التعايش والحوارات». إنه يكتب فقهاً للمعذبين في الأرض العربية. ولا يفسح حزب الله هامشا لخطاب تسويق الأصالة كبضاعة تبادلية في الحوار كما جرى مع منظمة التحرير وغيرها. فهو يعيش على النضال بندية وليس على التعويض عن غيابها بندية مصطنعة على طاولة الحوار. وهو لا يعتاش من بيع صورته كهدية تذكارية، ولا من إثارة إعجاب الآخرين به أو نفورهم منه. انه سلوك لا يتوقعه العنصري من أي شرقي أو مسلم أو عربي.

    الحياة

  15. #45
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    هآرتس تطالب أولمرت بالاستقالة لإخفاقه في إدارة الحرب



    عندما يخرج نصر الله ويعلن الانتصار لن يستطيع اولمرت البقاء في منصبه
    تل أبيب ـ يو بي أي: طالبت صحيفة (هآرتس) في عددها الصادر الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالاستقالة معللة ذلك بإخفاقه في إدارة الحرب ضد لبنان.
    ونشرت الصحيفة، التي تعتبر الأكثر اتزانا وجدية، في إسرائيل مقالاً للمُحاور الرئيسي فيها وأحد أبرز صحافييها، آري شافيت، تحت عنوان علي أولمرت أن يذهب .
    ويأتي المقال، الذي أبرزته الصحيفة بنشره فوق العنوان الرئيسي علي الصفحة الأولي، علي ضوء الأنباء التي تتحدث عن قرب التوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بناء علي مبادرة أمريكية فرنسية جديدة.
    وكتب شافيت أنه يحق لأولمرت أن يقرر الموافقة علي الاقتراح الفرنسي بوقف القتال والاستسلام لحزب الله دون شرط، فهذا حقّه .
    وأضاف أن أولمرت هو رئيس وزراء اخترعه الصحافيون وحموه كما أن الصحافيين حافظوا علي حكمه والآن يقول الصحافيون له أن يهرب (من لبنان)، وهذا أمر شرعي.. ليس حكيما لكنه شرعي .
    ويشير الكاتب بهذه الكلمات إلي صحيفة (يديعوت أحرونوت) التي نشرت الخميس مقالاً لكبير معلقيها السياسيين ناحوم برنياع الذي طالب أولمرت بأخذ ما يعرضه عليه الأمريكيون لوقف إطلاق النار والهرب من لبنان.
    وتابع لكن أمراً واحداً يجب أن يكون واضحاً، إذا هرب أولمرت الآن من الحرب التي بادر إليها فإنه لا يستطيع أن يبقي رئيساً للوزراء حتي ليوم واحد وعليه أن يقدم استقالته في اليوم ذاته.فهناك حدود مكيدة وهناك حدود لكل وقاحة .
    وأضاف لا يمكن جرّ شعب بأكمله إلي حرب ووعده خلال ذلك بالنصر وثم تكبد هزيمة نكراء، والبقاء في الحكم .
    وأضاف شافيت أنه لا يمكن دفن 120 إسرائيلياً في المدافن وزج مليون إسرائيلي، طوال شهر بأكمله، في الملاجئ واستنزاف قوة الردع حتي النهاية وتقريب الحرب القادمة كثيراً وبعدها القول إن هذا كان خطأ ولم أفكر بهذا ولم أقصد ذلك .
    ورأي شافيت أنه لا يوجد خطأ لم يرتكبه أولمرت في الشهر الأخير، شن حرب بصورة متسرعة من دون تقدير نتائجها بشكل صحيح وسار مأسوراً خلف الجيش من دون أن يطرح عليه الأسئلة المطلوبة .
    وقال لقد راهن مخطئاً علي العملية الجوية وتأخر بشكل مثير للاستغراب عن تنفيذ العملية البرية ولم يخرج الخطة العسكرية الأصلية التي أعدها الجيش الإسرائيلي الي حيّز التنفيذ والتي كانت جريئة ومحكمة أكثر بكثير من هذه التي تم تنفيذها .
    وأضاف ان أولمرت أهمل الجبهة الداخلية وتخلي عن سكان الشمال وحتي أنه فشل فشلا ذريعا في إدارة المعركة السياسية .
    واعتبر الكاتب أن أولمرت كان انفراديا وقال لو أن أولمرت تشاور كما فعلت (رئيسة الوزراء الإسرائيلية) غولدا مئير في حرب يوم الغفران (في العام 1973) وتحول إلي زعيم وطني وأقام مجلساً حربياً وجند الأمة لجهد قومي أعلي ليقلب الأمور رأسا علي عقب ويغير شكل الحرب لكان بالإمكان إرجاء البحث في إخفاقاته .
    ومضي أن التراجع والهروب الحاصل في اليوم الأخير جعلا رئيس الوزراء الحالي شخصية سياسية غير قابلة للإصلاح. ولــــذلك، فإنه في اليوم الذي يخرج فيه (أمين عام حزب الله) حسن نصر الله من الملجأويعلن أمام العالم عن انتصاره، يحظر علي أولمرت أن يجلس في مكتب رئيس الحكومة .
    وختم شافيت مقاله ان إسرائيل الجريحة والنازفة بعد الحرب بحاجة لبداية جديدة ولرأس جديد.. إنها بحاجة إلي رئيس وزراء حقيقي .

    :: القدس العربي

صفحة 3 من 28 الأولىالأولى 12345678913 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من هنا وهناك ..... الله المستعان
    By khaled.gad in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-05-2009, 11:39 PM
  2. من هنا وهناك حول قرار الفائده
    By adoctor in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-09-2008, 09:04 PM
  3. هنا وهناك
    By GoldenTiger in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-09-2006, 09:23 AM
  4. من هنا وهناك ، والفاضي يعمل قاضي
    By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-02-2005, 02:35 PM
  5. من هنا وهناك ، ، ، للتسلية فقط
    By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-02-2005, 01:26 AM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17