صفحة 2 من 28 الأولىالأولى 1234567812 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 414
  1. #16
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    الوعد الحق و.. عليكم العار!


    بقلم : عبدالله السناوي

    من المخجل -حقاً- أن تتنكر مصر لأدوارها فى المنطقة، وأن تتلعثم فى إدانة العدوان الإسرائيلى على لبنان، كأن تساوى بين آلة الحرب الإسرائيلية وحزب الله، أو بين العدوان والمقاومة، أو بين الإسرائيليين والعرب.
    ليتها تصمت تماما، فالتصريحات الرئاسية المصرية التى تتهم حزب الله بالمغامرة تعفى آلة الحرب الإسرائيلية من جرائمها، وتترك العاصمة اللبنانية وحدها تحت الحصار القاتل. هذه التصريحات تشارك إسرائيل تصوراتها فى ضرب البنية التحتية اللبنانية واستهداف حياة الشيخ حسن نصر الله، وتصب فى المجهود الحربى الإسرائيلى وتوفر غطاء عربيا للعدوان على لبنان. وهذا مما ينحر فى الدور المصرى فى المنطقة، ولا يليق بمصر ورئاستها أن تتماهى مع الموقفين السعودى والأردنى فى التنديد بحزب الله والمقاومة اللبنانية فى هذا التوقيت الحرج، لأن مثل هذه المواقف قد تفسر على أنها تدخل من ضمن تعليمات أمريكية.
    والمعنى فى هذا النوع من التصريحات الرسمية أن مصر استقالت من عروبتها، ومن أدوارها فى المنطقة، وأنه لم يعد بوسع رئاستها غير إسداء النصائح التى لا يستمع إليها أحد.
    فالمنطقة توشك أن تدخل مرحلة جديدة وخطيرة تتحدد فيها قواعد لعبة سياسية جديدة. وكانت لدى مصر، والدول العربية الأخري، فرصة قد لا تتكرر لتوسيع هامش المناورة الإقليمية، واتخاذ مواقف تلتزم الحد الأدنى من مقتضيات الأمن القومي، لكن يبدو أن هذه النظم استهلكت قدرتها على البقاء، ورهنت وجودها بالكامل للاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وفى القلب منها حماية إسرائيل.
    ما يجرى الآن فى لبنان حرب حقيقية تذهب بأسبابها ونتائجها إلى ميادين السياسة وفرض الإرادات عليها، وقد تتسع هذه الحرب، وتطرح أوضاعا جديدة ليس من مصلحة مصر أن تجافيها، أو أن تراهن على الخيار الإسرائيلي.
    قد يقال إن الهدف من التوسع فى ضرب لبنان وتحطيم بنيته التحتية وفرض حصار عليه بحراً وبراً وجواً هو رد اعتبار جيش الدفاع الإسرائيلي، الذى أهين وكما لم يحدث من قبل بعملية اختطاف اثنين من جنوده، بعد أيام قليلة من عملية مماثلة خطفت جنديا إسرائيليا إلى غزة، وفى العمليتين بدا أن هناك قصورا فادحاً فى الاستخبارات الإسرائيلية وفى مستويات الكفاءة العسكرية، بما قد يغرى بمزيد من هذه العمليات. وهذا صحيح، غير أن حكومة أولمرت تهدف من التصعيد فى العمليات العسكرية إلى محاولة إنهاء حكومة حماس ووجود حزب الله، وتوجيه رسالة سياسية تحت قصف البوارج والطائرات أنه لا من سبيل لمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، وأنه لا من سبيل غير الاستسلام لمقتضيات القوة، ويبدو أن الرسالة وصلت إلى الحكومات العربية بأسرع مما نتصور، وفى معارك كسر العظام بين آلة الحرب الإسرائيلية والمقاومات العربية اختارت هذه الحكومات معسكراتها السياسية، ولم تكتف بعضها ببيانات الشجب والتنديد المعتادة، أو الوساطات التى دأبت عليها، بل مضت إلى توفير غطاء عربى للعدوان الإسرائيلي.
    وهذه هى المأساة الحقيقية الآن، نحن أمام نظام عربى مات سريريا، وانهارت تقريبا قوائمه الرئيسية، ولم يعد بوسعه أن يحفظ أمناً قومياً، أو أن يدافع عن الحد الأدنى من متطلبات هذا الأمن وقضاياه الضاغطة، والدولة العربية الأكبر فيه بلا حول ولاقوة، ويكفيك أن تستمع إلى تصريحات الرؤساء العرب حتى يضربك اليأس تماما من أية أدوار عربية، بل لعلك تتمنى ألا تلتئم قمة عربية مرة أخري، فالنتائج محبطة وكارثية، وتشعرك بالعجز والمهانة، إذ كيف يمكن أن يحكمنا هؤلاء؟!.
    وعندما أخذت آلة الحرب الإسرائيلية تضرب لبنان نصحت القاهرة دمشق بأن تنفض يدها من أية مسئولية عن عملية حزب الله، وكانت النصيحة الدبلوماسية فى توقيتها وأهدافها من ضمن تنسيق مصرى - سعودي، وفيما بدت الدبلوماسية المصرية- فى البداية- أكثر تحفظاً فى تبنى هذا الخط الذى يفتقر إلى أية شعبية، بدت الدبلوماسية السعودية أكثر استعداداً للإفصاح عن موقفها والمضى قدما فيما يمكن اعتباره توفير غطاء عربى للعدوان الإسرائيلى على لبنان.
    وربما تعتقد الدبلوماسية السعودية أن لإيران دوراً محورياً فى عملية حزب الله، وأن تداعيات هذه العملية تهمش من الدور السعودى فى لبنان ، وهو دور نافذ فى تشكيلة الحكومة اللبنانية وأغلبية المجلس التشريعي.
    وهذه الحسابات، السعودية تدخل فى المحصلة الأخيرة من ضمن استراتيجية ترتيب المنطقة وفق المنظور الأمريكي، ومن هنا خرقت السعودية قواعد اللعبة القديمة التى تدعى الإقرار بحق المقاومة المشروعة للاحتلال إلى إدانة هذه المقاومة ووصفها بعدم المسئولية والاتجار فى القضية الفلسطينية وغياب العقلانية والرشد والخضوع لحسابات إقليمية لا تخص العرب وتناقض مصالحهم ، وتبعها آخرون، بما أعطى انطباعا قويا بأن للولايات المتحدة دورا فى هذا التنسيق الخطير، وهذا تطور يذكى الملاسنات بين العرب فى لحظة يفترض فيها أن تتوحد كلمتهم، ويكشف عن غياب العرب فى المعادلات الإقليمية، فأقصى أدوارهم هى اللعب فى الهامش وفى الملاسنات وفى البيانات، ولا يصح لأحد أن يدين إيران وحساباتها، أو محاولاتها للعب بالأوراق التى لديها، فهذه لعبة مشروعة لدولة إقليمية كبري، والأولى أن ندين غياب مصر وغياب العرب عن أية معادلات قوة، ولا يصح لمن يلتحق بسياسات الآخرين أن يلوم من يدافع عن مصالحه، والمأساة هنا أن الشارع العربى يؤيد المقاومة فى فلسطين ولبنان وفجوة الثقة تتسع مع حكوماته، وإذا قيل له إن إيران دفعت حماس وحزب الله لمواجهة مع إسرائيل، فلا شك أن شعبية إيران سوف تزيد فى الشارع العربي.
    وعندما يأخذ بعض القادة العرب فى التعريض بالمقاومة فإن شعبية المقاومة يزيد منسوبها فوراً، فلا أحد يثق فى هؤلاء القادة، ولا هم يعرفون إلى أى طريق يندفعون إليه.
    الولايات المتحدة تعرف ماذا تريد، وإسرائيل تعرف أهدافها وتسعى إليها بقوة آلتها العسكرية، وهى تدرك أن الهدف من العمليات العسكرية فى لبنان تتجاوز أزمة الجنديين الذين أسرهما حزب الله، وأن المطلوب هو رأس الحزب، ورأس زعيمه الشيخ حسن نصر الله، وإعادة صياغة معادلات السياسة فى لبنان بحسب مقتضيات المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، والحكومة الإسرائيلية تدرك -بغير نصائح مبارك- أن الحرب الجارية الآن هى حرب كسر عظام تتوقف نتائجها على من يصرخ أولا.
    وحزب الله يعرف ماذا يريد، وأكد أنه لن يتراجع عن تبادل الأسرى بطرق تفاوض غير مباشرة، كما جرى سابقا، ويدرك أن هناك حدودا للقوة الإسرائيلية، وأن الأوضاع المتأزمة للولايات المتحدة فى العراق قد تضع هذه الحدود لاحقاً بعد إفساح وقت كاف لإسرائيل لمحاولة تحقيق أهدافها.
    وفى صراع الإرادات لا تجد مصر، بل إن أحدا لا يسأل بجدية عن مواقفها، فوجودها مثل عدمه فى أفضل التوقعات الحالية، وأسوأ ما نتوقعه أن توفر غطاء عربيا لضرب لبنان وتقويض القضية الفلسطينية، فهل هذه حقاً مصر؟


    :: نقل من العربى جريدة الحزب العربى الديمقراطى الناصرى

  2. #17
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    أجندة ايرانية.. أم إسرائيلية؟!

    عبد الباري عطوان

    تستمر حرب الابادة الاسرائيلية في لبنان، ويستمر معها الصمت العربي الرسمي والشعبي، فيوم امس سقط عشرات الشهداء، وواصلت الطائرات الاسرائيلية غاراتها علي العاصمة بيروت تبحث عن هدف تعيد تدميره.
    واللافت ان توازناً للرعب يتبلور مع كل يوم يطول فيه امد الحرب، فالاسرائيليون يحذرون المقاومة الاسلامية (حزب الله) من قصف تل ابيب او المعامل البتروكيماوية في ميناء حيفا لأن الرد سيكون علي شكل تدمير محطات الكهرباء في بيروت، وتلتزم المقاومة بعدم التصعيد اكتفاء بهذا الانتصار.
    وجديد هذه المواجهة ايضا ان الرئيس جورج بوش بات يتحدث عن سورية كمرجعية يري انه لا بد من اللجوء اليها والتفاوض معها للتوصل الي وقف لاطلاق النار، الأمر الذي يشكل انقلابا في موازين القوي السياسية والدبلوماسية في المنطقة. فمن يدعم المقاومة يكتسب شرعية دولية، ومن يقف ضدها، او حتي علي الحياد يطويه النسيان.
    فالسيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية التي تعتزم شد الرحال الي المنطقة في الايام القليلة المقبلة لإيجاد مخرج للأزمة الحالية في لبنان، ربما لن تذهب الي الرياض والقاهرة وعمان، وان ذهبت فللمجاملة فقط، لان زعامات هذه الدول، الي جانب رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية باتت خارج دائرة الفعل، ولا تملك اي دور في مسألة الرهائن الاسرائيليين العسكريين، او طبيعة الصراع الدائر حاليا علي ارض لبنان.
    ان ما قاله السيد وليد جنبلاط الزعيم الدرزي اللبناني من ان هذه الحرب هي صراع سوري ـ ايراني من ناحية واسرائيل من الناحية الاخري هو صحيح تماماً، ويتناغم مع مواقف المثلث العربي الجديد (السعودي ـ المصري ـ الاردني) التي تحظي بامتداح اسرائيلي غير مسبوق، ولكن الصحيح ايضا ان انكفاء هذا المثلث، داخليا، وابتعاده عن القضايا العربية المركزية، وتبنيه مشاريع الهيمنة الامريكية هو الذي خلق الفراغ الراهن في المنطقة العربية، مما ساعد علي شغره ايرانياً، وبالقوة التي نشاهدها حاليا في لبنان والعراق وفلسطين.
    الموقف العربي الرسمي من حركة حماس هو الذي دفعها الي البوابة الايرانية السورية. ومساندة المشروع الامريكي في العراق، وتغطيته سياسيا وماليا، هو الذي ادي الي تراجع النفوذ العربي امام تعاظم النفوذ الايراني. وتجاهل الموقف الرسمي العربي لحزب الله بالكامل لعلاقته بطهران، كذلك انحياز هذا الموقف الي التكتلات اللبنانية ذات الارتباطات والتوجهات الغربية، والامريكية علي وجه الخصوص دفعا المقاومة لادارة الظهر للعرب الرسميين، وتوثيق علاقاتها مع ايران وسورية والشارع العربي.
    المثلث العربي الجديد اخطأ الحسابات وهو في بدايات تكوينه، فيما يتعلق بالأزمة الحالية في لبنان، عندما استهان بقدرات المقاومة الاسلامية، في لبنان وفلسطين، والمزاج الشعبي العام الداعم لها. وجاءت النتائج كارثية عليه. فالشعوب لا تنسي، وذاكرتها حديدية، وهي تمهل ولا تهمل .
    وربما يفيد التذكير بانه عندما اجتاحت القوات العراقية الكويت في صيف عام 1990، لم تقل المملكة العربية السعودية ومصر، زعيمتا حملة تحرير الكويت في حينه، ان الرئيس العراقي صدام حسين اخطأ، وعليه ان يحل المشكلة بنفسه، مثلما تقولان حالياً لحزب الله اللبناني، بل توجهتا الي الجامعة العربية لاستصدار قرار بتحليل الاستعانة بالقوات الامريكية لاخراج القوات العراقية من الكويت في سابقة تاريخية لم تشهد لها المنطقة مثيلا.
    الكويت الدولة الصغيرة تعرضت لاجتياح عربي من جار قوي، ولبنان الصغير يتعرض لعدوان من جار اسرائيلي قوي، في الحال الاولي تحركت الأنظمة وجيوشها واموالها، وبدأنا نسمع عن الشرعية الدولية وازالة دولة عضو في الامم المتحدة من الخريطة، اما في حالة لبنان فلم يتحرك احد، وكأن لبنان ليس عضوا في الامم المتحدة ناهيك عن كونه عربيا.
    ولعل موقف وعاظ السلاطين وبعض الاقلام الصحافية هو الأكثر استغراباً من موقف الانظمة. وقد شاهدنا علي الفضائيات العربية من يؤيد الموقف السعودي الرسمي الذي يلقي باللوم علي حزب الله في الأزمة الحالية، بينما لم يعارض هؤلاء انفسهم الاستعانة بـ الكافر الامريكي، حسب تصنيفهم، لاخراج قوات العراق من الكويت.
    نشعر بالأسف، والحزن الشديد، لكل روح تزهق، وكل بيت يدمر، وكل اسرة تشرد في لبنان وفلسطين، فهؤلاء اهلنا، بل خيار اهلنا، لانهم يقدمون تضحياتهم هذه نيابة عن امة، ودفاعاً عن عقيدة، في مواجهة نازية جديدة مدعومة من امبراطورية الشر الامريكية.
    الحرب الحالية التي تشنها اسرائيل علي لبنان ستعيد صياغة المنطقة العربية من جديد، ولكن علي أسس جديدة، ومختلفة، حرب ستنتهي حتماً بخسارة اسرائيل، وتوجيه ضربة قوية اخري الي مشاريع الهيمنة الامريكية في المنطقة.
    اننا لا نستغرب هذا التواطؤ الامريكي مع هذه الحرب التدميرية للعاصمة اللبنانية من قبل الاسرائيليين. فالاسرائيليون يفعلون ببيروت ما فعله الامريكيون بمدينة دريسدن الالمانية عام 1945 حيث دمروها بالكامل وهي مدينة الفن والفنانين والمبدعين ولم يكن بها بندقية واحدة. وجاء هذا التدمير بعد انتهاء الحرب وحسمها لصالح الحلفاء. ويبدو ان هناك حقدا مماثلا علي بيروت ولبنان بشكل عام بسبب هويته الثقافية والتنويرية في المنطقة.
    لبنان تعرض للتدمير، والخسارة وقعت ولم يبق الا القليل الذي لم يدمر بعد، وهو علي اي حال في مناطق تقف في الخندق المواجه للمقاومة، والصحوة العربية الحالية، ولكن الدمار الحقيقي الذي سيلحق بالمشاريع الامريكية وهيبة القوة العسكرية الامريكية علي المديين المتوسط والبعيد، اكثر بكثير.
    الحرب التي تشنها اسرائيل علي لبنان، حرب علي جسور ومطارات وطرق وسيارات اسعاف، وهي حرب غير اخلاقية بكل المقاييس، ولن تعطي الا نتائج عكسية تماماً، فحزب الله لن يفرج عن الجنديين الأسيرين، ومعظم اللبنانيين توحدوا خلف المقاومة. والاخطر من ذلك، بالنسبة الي اسرائيل وامريكا، هو بزوغ هلال المقاومة الذي يمتد من العراق الي لبنان. وعلينا ان نتصور شكل المنطقة اذا انتقلت بعض الجماعات المقاتلة في العراق الي جنوب لبنان، ومعها خبراتها.
    اسرائيل اعادت لبنان الي صورته التي كان عليها في السبعينات وبداية الثمانينات. واصبح لدينا حاليا دولة فاشلة جديدة تضاف الي دول اخري مماثلة في افغانستان والعراق والصومال والمناطق الفلسطينية المحتلة. وهذه هي ابرز ثمار الحرب الامريكية علي الارهاب و الفوضي البناءة التي بشر بها المحافظون الجدد.
    الاجندة الاسرائيلية هي التي دمرت استقرار العالم وأمنه مثلما دمرت صورة امريكا وسياساتها الخارجية في العالم بأسره، واستنزفت قدراتها وامكانياتها في حروب لا يمكن ان تفوز فيها. والوضع لا يمكن ان يتغير الا اذا ادركت امريكا والغرب من خلفها ان مصالحها تتناقض مع هذه الاجندة الارهابية العنصرية.

    :: القدس العربي

  3. #18
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    المطلوب مواقف أخلاقية وسياسية أيضاً

    بقلم : د. علي محمد فخرو

    لبنان العظيم، الذي لا يمس الحياة إلا ويدخل فيها الحيوية والحركة والطموح، لا يحتاج فقط إلى المواقف الأخلاقية لدعمه في صموده البطولي الأسطوري أمام جحافل الآلة الصهيونية النازية، ولكنه يحتاج أيضا إلى المواقف السياسية. والفرق بين الموقفين كبير وبالغ الأهمية بالنسبة إلى النتائج. نحن هنا نتكلم عن مواقف الشعب العربي وليس أنظمته الحاكمة، فهذه فقدت القدرة على اتخاذ أي من الموقفين. فلا عجزها وعمى بصيرتها سيمكّنانها من اتخاذ مواقف سياسية فاعلة ولا غياب إنسانية الإنسان في أحشاء أغلب مسئوليها سيسمح باتخاذ مواقف أخلاقية.

    فالحديث هنا يتوجه إلى مواقف الشارع العربي كمؤسسات وكأفراد. فحتى الآن لم تزد مظاهراته الخجول المحدودة على أن تكون مواقف أخلاقية تندد بالعدوان وتستهجن موقف العالم الغربي اللاأخلاقي وتحيي المقاومة العظيمة الباسلة في لبنان وفلسطين والعراق. ولكن هل هذا هو ما يحتاج إليه الشعب العربي في تلك البلدان وهو في محنته الحالية مع البربرية الصهيونية والاستعمار الأمريكي الداعم لها؟ فمثل هذا عبرت عنه حشود أكثر خرجت في باكستان وتركيا واندونيسيا وأوروبا، بل حتى في تل أبيب. لكن المطلوب هو مواقف سياسية لها أهدافها وشعاراتها والنضال اليومي المستمر غير المنقطع من أجل تحقيقها في الحال. المطلوب ليس ايقاف العدوان فقط وإنما استعمال المناسبة لقلب الطاولة على الصهاينة والأمريكيين، وعلى مشروعهم السياسي برمته، وهي مناسبة لن تتكرر. المطلوب من الشعب العربي أن تخرج مظاهراته، وأن تتحول الى اعتصامات ومواجهات إن لزم الأمر، لإغلاق السفارات الصهيونية حيثما تكون، لإغلاق المكاتب التجارية الصهيونية حيثما تكون، لسحب السفراء العرب من تل أبيب، لإعادة مكاتب المقاطعة العربية التي أغلقت، لفسخ الاتفاقات العسكرية مع أمريكا حيثما أبرمت، لإنهاء وجود المعسكرات والتسهيلات الأمريكية حيثما وجدت. هذه المطالب السياسية كان يجب أن تطرح منذ اليوم الأول وتخرج المظاهرات الحاشدة يوميا وليل نهار للإصرار على تنفيذها كردّ على التفوق العسكري الصهيوني الأمريكي الهائل. وعندذاك، عندذاك فقط، كان العدوان سيتوقف وسيتردد الصهاينة والأمريكيون ألف مرة قبل أن يستبيحوا، بنذالة وهمجية حيوانية وتصرفات شيطانية حقيرة، أرواح الأطفال والنساء والشيوخ العزل وما بنته تلك المجتمعات بعرقها عبر القرون وذلك في سعيهم الجبان إلى إعادة الأرض العربية وأهلها قرونا للوراء. لا يحتاج هذا الثمن الذي يجب أن تدفعه الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية إلى جيوش وأسلحة بل إلى وجود شارع عربي منظم مجيّش متحرك نحو أهداف محددة واضحة قابلة للتحقق. لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث، لأن القوى السياسية المجتمعية العربية لم تعرف قط كيف تمارس السياسة المؤسساتية الشعبية وفي مقدمتها إعداد أناس الشارع العربي، عبر سنين وعقود وليس أياما معدودات، لمثل هذه الأيام البائسة التي نعيشها الآن. ومع ذلك ستكون كارثة أخلاقية وسياسية لو أننا توقفنا عن طرح مثل تلك المطالب والنضال اليومي من أجلها حتى ولو توقف العدوان الأمريكي الصهيوني المباشر الحالي علينا. ذلك أن المعركة مع تينك الجهتين يجب أن تستمر حتى افشال مشروعهما السياسي ــ العسكري المشترك، وإلا فان ما يحدث الآن في فلسطين ولبنان والعراق سيتكرر مرة تلو أخرى. المطلوب أن تدرك أمريكا والصهيونية أن الدم الذي أريق بأعصاب باردة سيكون له ثمن باهظ. مرة أخرى نذكر: المواقف الأخلاقية يستجيب لها الناس بعفوية وبسهولة لأنها تمس إنسانية الإنسان، لكن المواقف السياسية تحتاج إلى إعداد وتهيئة واقناع عبر سنين طويلة، وبأناس لا يتعبون ولا يملون ولا يتساقطون على الطريق. عندذاك ستصبح أنظمة الحكم العربية أداة تنفيذ لإرادة الشارع العربي المسيس المنظم الواعي ولن تستطيع أن تقف مما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق موقف المتفرج البائس الذي نشاهده ونحن مشدوهون. مأساة العالم ومأساتنا أن المواقف أصبحت أخلاقية فقط، على أهميتها، وليست سياسية وأخلاقية معاً ولذلك لا يتزحزح الظالمون.

    :: أخبار الخليج

  4. #19
    الصورة الرمزية ahmed hanafy
    ahmed hanafy غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الإقامة
    Cairo-Egypt
    العمر
    73
    المشاركات
    6,986

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    و الله جهد مشكور

  5. #20
    الصورة الرمزية متيم اليورو
    متيم اليورو غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الإقامة
    سواح فى البلاد ... واخطوة بينى وبين حبيبى صباح
    المشاركات
    1,779

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    انة البلد الديمقراطى الوحيد فى العرب .... ويخافون منة لانتقال فيروس الديمقراطية منة لبلاد حفظهم الله واحرقهم ... قول يارب .

  6. #21
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    صندوق الدنيا


    بقلم : أحمد بهجت

    لم يخطئ السيد حسن نصر الله بأسره جنديين إسرائيليين‏..‏
    لقد وقع هذا الأسر علي أرض لبنان التي تحتلها قوات إسرائيلية‏,‏ وهذا يعني أن من حقه أسر أو اختطاف أي جندي إسرائيلي يطأ أرض لبنان كجزء من المقاومة المشروعة‏..‏ إن القوانين الدولية والإنسانية والدينية تعطيه هذا الحق‏,‏ وإلا فما معني وجود هذين الجنديين علي أرض لبنان‏..‏

    إن الجنوب اللبناني أرض محتلة‏,‏ وطبقا لهذا المنطق يستطيع أهل الجنوب المحتل أن يقاوموا جيش الاحتلال ولو ماتوا دون ذلك فهم شهداء وأبطال‏..‏هذه كلمة لابد منها قبل أن ندخل في الموضوع‏..‏لليوم الثامن علي التوالي واصلت إسرائيل قصفها الجوي والبحري والبري للبنان‏,‏ ووسعت من نطاقه ليشمل صيدا وبعلبك‏,‏ وكثفت غاراتها علي المدنيين في الضاحية الجنوبية في بيروت‏,‏ ودكت صواريخها تماما حارة حريك التي تعد المقر الرئيسي لمؤسسات الخدمة التابعة لحزب الله‏..‏
    وردت المقاومة بقصف مدينة حيفا‏,‏ وأوقعت تسعة من القتلي وعشرين جريحا إسرائيليا‏,‏ وتحولت المواجهات إلي حرب شاملة بين الطرفين‏,‏ وارتفع مستوي القتال إلي درجة خطيرة‏,‏ ورافقته تهديدات إسرائيلية بتدمير لبنان بأكمله‏..‏

    كتب غسان شربل في الحياة يقول‏:‏
    ـ هذا لحمنا يحترق علي امتداد الخريطة‏,‏ كل هذه النار تندلع في لحمنا‏,‏ المدنيون والعسكريون‏,‏ العائلات المطمورة تحت أنقاض منازلها‏,‏ الجثث المتفحمة علي الطرقات‏,‏ والأسر المكدسة في المدارس‏.‏هذه ليست حربا لمعاقبة حزب الله علي خطف جنديين‏,‏ الحادث استخدم ذريعة لمعاقبة بلد‏,‏ هذه ليست حربا لاغتيال لبنانيين‏,‏ إنها حرب لاغتيال لبنان‏.‏

    ...........‏
    صار واضحا وضوح الشمس بالنسبة للمراقبين أن ما يجري في لبنان والأراضي الفلسطينية جزء من مخطط إسرائيلي مسبق هدفه نزع سلاح حزب الله‏,‏ وإضعاف المقاومة وصولا إلي استهداف سوريا ومن بعدها إيران‏..‏


    :: الأهرام

  7. #22
    الصورة الرمزية mido
    mido غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الإقامة
    الرياض - العليا
    العمر
    50
    المشاركات
    921

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    انا مسلمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم

  8. #23
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك


    خريطة طريق آخر‏!‏


    بقلم: رجـب البنـا

    انخدعنا طويلا بالمناورات الأمريكية والاسرائيلية وسرنا سنوات علي هدي خريطة الطريق التي أعلنها الرئيس بوش في بداية ولايته الأولي‏,‏ وكنا علي ثقة من أن هذه الخريطة سوف تصل بنا الي تحقيق العدل والسلام في الشرق الأوسط‏,‏ وها نحن قد وصلنا الي السراب واكتشفنا أنه كانت هناك خريطة لطريق آخر تنتظر الفرصة لتنفيذها‏.‏

    فليس هناك عاقل يصدق أن تدمير دولة بكل مرافقها وقتل مئات المدنيين من شعبها من أجل تحرير جنديين أسيرين‏,‏ وأن حصار وتجويع الشعب الفلسطيني بأكمله وتدمير منشآته دون تمييز من أجل تحرير جندي واحد أسير‏.‏ وماذا يقال عن التدمير والقتل والتخريب الذي يجري في العراق في ظل الاحتلال العسكري الأمريكي‏,‏ وماذا يقال عما صار اليه الصومال‏,‏ وما يتعرض له السودان وسوريا من ضغوط‏..‏؟ هي اذن عملية متكاملة يجري تنفيذها وفق مخطط شامل للمنطقة‏.‏

    هل هي استراتيجية الفوضي الخلاقة التي اعلنتها الادارة الأمريكية لتنفيذ خطة الرئيس بوش لتغيير الشرق الأوسط التي سبق أن أعلن عنها؟ من الواضح أنها كذلك ولا فرق بين أن تنفذها الآلة العسكرية الأمريكية‏(‏ العراق‏)‏ والاسرائيلية‏(‏ لبنان والأراضي الفلسطينية‏)‏ فالتطابق بينهما يصل الي درجة التوحد‏,‏ وكلاهما يطبق مبدأ القوة في العلاقات الدولية الذي سبق أن فسره الرئيس الأمريكي الأسبق ويلسون بقوله‏:‏ ان أمريكا لها الحق في التصرف كما يحلو لها دون أن تسمح لأي طرف بالتدخل بما في ذلك الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية‏.‏ وإسرائيل تطبق هذا المبدأ كما نري‏.‏

    إن حروب اسرائيل ـ وامريكا ـ سبق أن وصفها عالم الاجتماع الاسرائيلي باروخ كيمير لينج بأنها حروب استعمارية شريرة وأن الحياة الانسانية للعرب رخيصة تعيد الي الذاكرة ما كانت تقوم به القوات العنصرية البيضاء من تدمير وقتل في المناطق السوداء الفقيرة في جنوب افريقيا في فترة الحكم العنصري‏.‏

    وليس جديدا أن تمارس امريكا الضغوط لمنع صدور قرار من مجلس الأمن بوقف اطلاق النار في لبنان‏,‏ وتزامن ذلك مع اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن الاعتداءات الاسرائيلية لن تتوقف إلا بعد أن تحقق اسرائيل أهدافها‏,‏ واعلان وزيرة الخارجية الأمريكية أن امريكا لن تتدخل إلا في الوقت الذي تراه مناسبا لذلك‏.‏ وقالت إن هذا التخريب بمثابة آلام المخاض لولادة شرق أوسط جديد‏!!‏ وسبق أن أعلن الرئيس بوش انه يعتبر حزب الله منظمة ارهابية ويجب نزع اسلحتها وابعادها عن الحدود مع اسرائيل‏,‏ لكي تصبح حدود لبنان مفتوحة‏.‏ وقد شملت تهديدات الرئيس بوش كلا من سوريا وايران‏,‏ ومارست الولايات المتحدة الضغط في قمة الثماني بسان بطرسبورج لمنع اية اشارة للعدوان الاسرائيلي وأدخلت تعديلات علي البيان الختامي بعد اتصالات هاتفية أجراها الوفد الامريكي مع الحكومة الاسرائيلية‏.‏

    الهدف الامريكي والاسرائيلي هو ضرب المقاومة للاحتلال الاسرائيلي وضرب أو تحييد من يدعمها‏,‏ والتمهيد لتنفيذ خطة اولمرت لفرض الحل من جانب واحد وفرضه علي الفلسطينيين وانهاء اوسلو ومدريد وواي ريفر وخطة متيشل وتفاهات تينت وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية وغيرها من الوثائق التي سبق أن وقع عليها رؤساء امريكا ورؤساء وزارات اسرائيل‏.‏ بالاضافة الي اجهاض كل محاولة لبناء القدرات العربية واستنزاف الطاقات العربية في مجرد اعادة الاعمار وازالة آثار العدوان وضمان استمرار التفوق الاسرائيلي واستحالة التفوق العسكري والتكنولوجي للدول العربية‏,‏ وتأمين الاستراتيجية الأمريكية بالقضاء علي احتمالات عودة المد القومي واحلام الوحدة‏,‏ وتعميق التشرذم وانكفاء كل دولة عربية علي نفسها علي أمل ان يحقق ذلك لها النجاة‏.‏

    وبعد كل ذلك لايزال الرئيس بوش الابن يتساءل‏:‏ لماذا يكرهوننا‏!‏
    ومازلنا نتساءل‏:‏ متي يقف العرب صفا واحدا وتكون لهم كلمة واحدة لكي يعمل لهم العالم حسابا؟‏!‏


    :: الأهرام

  9. #24
    الصورة الرمزية mido
    mido غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الإقامة
    الرياض - العليا
    العمر
    50
    المشاركات
    921

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    سبحان الله

    الاهرام
    لا حياه لمن تنادى

    يمكن مش االهرام يا ابو عبدالله

    يمكن ابو الهول
    ابو الهول الصامت
    والذى سيظل صامت الى ابد الدهر

  10. #25
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mido
    سبحان الله

    الاهرام
    لا حياه لمن تنادى

    يمكن مش االأهرام يا ابو عبدالله

    يمكن ابو الهول
    ابو الهول الصامت
    والذى سيظل صامت الى ابد الدهر
    يجب ان نفرق بين الموقف الرسمي ،
    والمواقف الشعبية ،
    ويبقى الخير في الأمة الإسلامية ،
    حتى لو كانت المواقف الرسمية مخالفة للتيار الشعبي .

  11. #26
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    من سينتصر؟.. حزب الله... أم إسرائيل


    أبو العلا ماضي

    بالطبع السؤال من سينتصر؟ حزب الله أم إسرائيل هو سؤال يتردد في كل الأوساط العربية والعالمية، وبالطبع أيضاً الأطراف المتعاطفة مع المقاومة وحزب الله تتمني انتصاره، وكذلك الأطراف المتعاطفة مع إسرائيل تتمني انتصارها
    ، في العالم العربي غالبية الشعوب مع المقاومة وتتنمي انتصارها وهذا لا يمنع أن هناك مجموعات صغيرة ونخب قريبة من الأنظمة والغرب وإسرائيل تتمني انتصار إسرائيل، أما الأنظمة العربية فغالبيتها تتمني انتصار إسرائيل وهزيمة المقاومة وكل طرف عبر عن ما يتمناه بأشكال مختلفة.
    بالطبع كاتب هذه السطور مع المقاومة ومع الأغلبية من الشعوب العربية والمسلمة التي تتمني انتصارها وفي نفس الوقت تتمني هزيمة إسرائيل ومن يناصرها من الحكومات الغربية والعربية علي حد سواء.
    ولكن هنا في هذه المقالة لا أتحدث عن الأمنيات ولكن أتحدث عن التحليل الموضوعي لكي نصل إلي النتيجة النهائية ، فالمعركة الآن علي أشدها مع المشروع الصهيوني الذي يتفوق في تسليحه علي كل الجيوش العربية وليس فقط علي المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان، لكن المعركة هذه المرة أيضاً ليست بين جيوش نظامية فحساباتها مختلفة فالمعركة بين جيش نظامي مهما كانت قوته وبين مقاومة شعبية تخوض حرب عصابات وهي حرب لها تكتيكاتها التي علمنا التاريخ أن المقاومة الشعبية من هذا النوع دائماً ما تتنصر علي الجيوش النظامية مهما كانت قوتها خاصة إذا كان هذا الجيش هو جيش احتلال وعدوان، وكما قال أحد المحللين الإسرائيلين فإن المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله تستخدم نفس تكتيكات الفيتناميين مثل حرب فيتنام، ونسي أن يذكر أن الفيتناميين قد انتصروا في النهاية علي الجيش الأمريكي، وما حدث في جنوب لبنان أيضاً عام 2000 ليس ببعيد.
    إذن ما هي أنواع المعارك التي تدور الآن بين طرفين جيش نظامي ومقاومة شعبية؟ ، أولاً البعد المخابراتي والمعلوماتي قد حقق فيها حزب الله انتصاراً كبيراً أولاً بمفاجأته الطرف الصهيوني بالعملية التي تمت ونجاحه في إخفاء كميات كبيرة من الصواريخ يصل مداها إلي مسافات بعيدة أكبر مما يظن الطرف الإسرائيلي ، فالمعلوم في السابق أن لدي حزب الله صواريخ تصل إلي شمال فلسطين المحتلة أي مداها حوالي 12 كم أما أن يصل إلي حيفا وعكا أي حوالي 70 كم فلقد كانت مفاجأة كبيرة للإسرائيلين وهذا أكبر دليل علي فشل استخبارات إسرائيل ، كما أنهم فشلوا حتي الآن في تحديد أماكن قيادات حزب الله لاستهدافهم ولم يصلوا إلي أي قيادة حتي الآن بالرغم من السماء المفتوحة لهم علي مصراعيها ولم يصلوا أيضاً إلي عدد مؤثر من منصات الصواريخ ولا مخازن الأسلحة وكل الأماكن التي خربوها هي مدنية بإمتياز.
    ثانياً من حيث الحرب الإعلامية فلقد حقق حزب الله نصراً كبيراً فلم يعد بشئ إلا ونفذه ولم يقل معلومة إلا وكانت صحيحة، في حين أن الطرف الإسرائيلي يكذب حتي يفضحه إعلام حزب الله مما اضطر القيادة الإسرائيلية إلي محاصرة الإعلام في الأيام الأخيرة ومراقبة كل المواد لأن إعلام حزب الله كسب مصداقيته ليس فقط في العالم العربي بل داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه وقد أعلن الجمهور الإسرائيلي أنهم يصدقون السيد حسن نصر الله ولا يصدقون حكومتهم.
    ثالثاً: من الناحية العسكرية
    ماذا لدي إسرائيل لتفعله ؟ كان لديهم تفوق كبير جوي وبحري استخدمته في القصف المركز علي معظم مناطق لبنان وعلي بنيته التحتية وعلي الكباري والمحطات والموانئ والمدارس والمساجد والكنائس والمنازل وأماكن الإعلام ... إلخ.
    لكن بعد إصابة أحدث سفينة إسرائيلية من قبل حزب الله وسقوط قتلي من بحارتها سحب الصهاينة قطعهم البحرية بعيداً عن الشاطئ اللبناني وتم تحييد سلاح البحرية كما قال السيد حسن نصر الله في حواره الأخير مع مدير مكتب الجزيرة في بيروت غسان بن جدو، واستمر القصف الجوي المركز أو القصف المدفعي من الطرف الإسرائيلي للقري اللبنانية القربية في جنوب لبنان، وبالرغم من مرور أكثر من 11 إحدي عشر يوماً من المعركة؛ لم تنجح ولا محاولة واحدة للإختراق البري من الجيش الإسرائيلي فكلها باءت بالفشل وتحققت خسائر مادية كبيرة للطرف الإسرائيلي، ومازال يتردد في أي عملية اجتياح لعلمه بالثمن الفادح الذي سيتكبده من خلال المقاومة الإسلامية لحزب الله.
    أما طرف المقاومة اللبنانية الإسلامية لحزب الله، فبعد العملية النوعية التي أسفرت عن خطف الجنديين، تحمل القصف العنيف لأغلب مناطق لبنان وأطلق صواريخه أولاً علي شمال فلسطين المحتلة مما أوقع العديد من الإصابات وأدي إلي هروب الكثير من هذه المناطق ولجوء الباقي للملاجئ، ووعد الحزب بقصف أعمق إذا تمت مهاجمة بيروت والضاحية الجنوبية وقد كان، فلأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تصل صواريخ عربية إلي عمق إسرائيل وتصيب إصابات مؤثرة في حيفا وعكا واقتربت صواريخ حزب الله إلي العمق الإسرائيلي لأول مرة مما أحدث صدمة كبيرة ورعب واهتزاز علي كل المستويات الإسرائيلية علي مستوي قيادة الجيش وعلي مستوي القيادة السياسية وعلي مستوي الرأي العام الإسرائيلي كله، وبالرغم من عنف القصف الإسرائيلي بعدها إلا أن عمليات القصف من جانب حزب الله مستمرة وتتصاعد مع الأيام وكما قال السيد حسن نصر الله في مقابلة الجزيرة أن لديهم مفاجأت أخري، توقع منها خبراء إسرائيليون إطلاق صواريخ أبعد مدي مما أُطلقت قد تصل إلي تل أبيب.
    كما أن نجاح المقاومة في صد عمليات الإختراق المحدودة للجيش الإسرائيلي إشارة هامة لصعوبة وعلو تكلفة الغزو البري الإسرائيلي.

     ما هو المستقبل القريب لهذه المعركة؟
    1- الاحتمال الأول إذا استمر صمود المقاومة الإسلامية لحزب الله واستمر إطلاق الصواريخ بشكل مكثف ومؤثر قد يضطر الجانب الإسرائيلي لقبول وقف إطلاق النار واللجوء إلي التفاوض عن طريق إخبار الولايات المتحدة الأمريكية للسماح بصدور هذا القرار وهو سيناريو هزيمة واضح لإسرائيل وانتصار لحزب الله.
    2- الاحتمال الثاني استمرار القصف المتبادل ولجوء إسرائيل إلي دخول الجنوب اللبناني بقوات كبيرة بعد ما استدعت الإحتياط وسحبت قوات كبيرة من الضفة الغربية لجهة الجنوب اللبناني، وهو سيناريو صعب ومكلف للطرف الإسرائيلي سيحاول فيه أن يسيطر علي مساحة ما ليست كبيرة ليحسن موقفه التفاوضي كي يشترط نزع سلاح حزب الله ونشر أي قوات دولية علي المنطقة الحدودية أو الجيش اللبناني كي ينسحب بعدها، وإن كان هذا السيناريو أيضاً مرهون بموافقة حزب الله وهو لن يوافق علي هذا وسيستمر في معركته سواء بالقصف أو بالعمليات الفدائية في مواجهة قوات الغزو وتكبيدها خسائر كبيرة وخاصة علي المستوي البشري.
    المهم أن كل السيناريوهات ستحسم بالصمود والصبر الأطول من قبل حزب الله وخاصة أن مع استمرارالعمليات الوحشية الإسرائيلية ضد المدنيين لعجزها عن الوصول للمقاومين سيزيد من ضغط الرأي العام العربي علي الحكومات التي خانت المقاومة وخذلتها ووقفت في معسكر أمريكا وإسرائيل، وكذلك الرأي العام العالمي الذي لن يترك حكوماته المتواطئة مع إسرائيل تستمر لمدة طويلة في هذا الموقف.
    الحقيقة أن كل المعطيات تقول أن حزب الله حتي الآن حقق نصراً معنوياً كبيراً في مواجهة العدوان الإسرائيلي وأنه في معظم السيناريوهات المتوقعة مع صموده وجهده وبسالته ومع تزايد التأييد الشعبي الذي مازال ضعيفاً أعتقد أن النصر سيكون من نصيب المقاومة الإسلامية التي يقودها حزب الله وأن الهزيمة ستكون من نصيب المشروع الصهيوني لدولة إسرائيل .
    " والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"


    :: نقل من الحركة المصرية من أجل التغيير"كفاية"
    آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 24-07-2006 الساعة 08:18 PM

  12. #27
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    شرق أوسط جديد في ظل حرب اسرائيلية؟


    سامي شورش*

    الواضح أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة، هذه المرة في لبنان، بسياستها الخاطئة الهوجاء التي أفرزت خلال الأعوام الخمسة الماضية كوارث غير قليلة في منطقة الشرق الاوسط، في مقدمها كارثة العراقيين بالإرهاب والحرب الاهلية وأخطاء واشنطن. مفاد الخطأ في سياسة الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش إعتقاد ادارته بأن منطقة الشرق الأوسط لا يمكن دمجها بالديموقراطية والنظام السياسي الجديد في العالم إلا عبر تفجيرها بالحروب والمواجهات وتغييب الحلول الديبلوماسية والسياسية عنها. الدليل الساطع على هذا الكلام ما صرّحت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبل ايام حين شددت على ان ما يجري في لبنان هو مخاض لولادة شرق اوسط جديد؟ الحال أن رايس فاجأت العالم بهذا التفسير في الوقت الذي انتظر كثيرون أن تدين الهجمة الاسرائيلية ضد لبنان وتحض تل أبيب، وإن بلهجة مخففة، على وقف عملياتها العسكرية واللجوء الى الطرق الديبلوماسية لضمان اطلاق سراح جندييها الاسيرين.

    في الوقت عينه، إنتظر كثيرون بالطبع أن تدين، ولو بلهجة متشددة، حزب الله اللبناني وعمليته غير المدروسة سياسياً لخطف الجنديين الاسرائيليين. كما انتظروا أن تدعو الحكومة اللبنانية الى بسط نفوذها على الجنوب. كل هذا لم يحدث. إنما الذي حدث أن واشنطن، عبر تصريحات وزيرة خارجيتها، ربطت الهجمة الاسرائيلية بعملية بناء الديموقراطية في الشرق الاوسط الجديد. قالت هذا بلغة فجة فسرها كثيرون بأنها إشارة الى أن معاناة اللبنانيين ليست ناتجة عن السياسات الوحشية لاسرائيل أو أخطاء حزب الله، إنما عن آلام مخاض مبشر بالخير والسؤدد والتنمية والتطور!

    في الحقيقة، قد يصح استيعاب هذا الكلام المختل في حال صدر عن دولة مراوغة تعتبر الآخرين في أحسن الأحوال أغبياء. أما أن يصدر عن وزيرة خارجية دولة كبيرة ورائدة في المجال الديموقراطي وقائدة لعالم أحادي القطبية، مثل أميركا، فهذا محل سؤال واستغراب كبيرين؟

    استطراداً، جرى طوال الأعوام الخمسة الماضية، خصوصاً بعد هجمات ايلول (سبتمر) الارهابية ضد نيويورك وواشنطن، نقاش ساخن في كثير من الاوساط العالمية، بما فيها أوساط أميركية، حول مدى الفائدة التي يمكن للانسانية أن تجنيها من سياسات القوة والحروب. وكان الرئيس الأميركي يتحدث في تلك الايام بصوت عال عن الضربات الاستباقية ودول محور الشر. وكان العالم خرج لتوه من حرب أفغانستان لتدخل بعد أقل من عامين في حرب العراق. واللافت أن واشنطن تجنبت في الحربين الحديث عن الديموقراطية وحقوق الانسان والشرق الاوسط الجديد لتركز على محورين أساسيين: القضاء على خطر الارهاب، والقضاء على خطر اسلحة الدمار الشامل لدى دول غير مستعدة للكشف عنها أو التخلص منها. في المحورين تفهمت المنطقة ولو بدرجات مختلفة، ذرائع أميركا لشن الحرب لأن ظاهرة الارهاب واسلحة المار الشامل مثلتا بالفعل أخطاراً اساسية على مصالح الأنظمة والشعوب في المنطقة. لهذا، أيّد الحروب من أيّد، وسكت عنها من لم يؤيدها.

    أما في لبنان، فإن الحال مختلفة تماماً. فحزب الله اللبناني الذي تتهمه اسرائيل وأميركا بالإرهاب يحظى بتعاطف رسمي وشعبي كبير رغم ممارساته الخاطئة الكثيرة. كما أن الحزب نفسه، يعيش حالاً انتقالية بين ماضيه العنيف وحاله الراهنة التي تتجسد في استعداده للاندماج بالعملية السياسية في لبنان. ثم أن العالمين العربي والاسلامي، بل حتى الأوروبي، لا يبدون في حال استعداد لقبول الرد على أخطاء حزب الله وعدم شعور قيادته بالمسؤولية الوطنية، بحرب اسرائيلية شرسة مفتوحة، الضحية فيها منذ يومها الاول لبنان واللبنانيين. ثم أن ذريعة الحرب، خطف جنديين اسرائيليين، واهية، بل واهية جداً. إذاً كيف يمكن مثل هذه الذريعة التي لا تقنع أحداً أن تشرع الباب أمام ولادة نظام سياسي جديد في منطقة معقدة وصعبة مثل الشرق الأوسط؟ ثم أن رايس لم تحسب لاستحالة مثل هذه الولادة في ظل حرب اسرائيلية. فأميركا نفسها كانت تستميت في السابق من أجل ابقاء اسرائيل بعيدة عن أي صراع من أجل الديموقراطية، حرب تحرير الكويت مثلاً، إنطلاقاً من حرصها على عدم تأزيم حالات الاحتقان في المنطقة. لكن الغريب أنها أصبحت تلوح الآن بولادة الشرق الاوسط الجديد على يد اسرائيل وفي طائرات الموت والدمار الاسرائيلية.

    أي شرق أوسط جديد؟ ألم يدفع الشرق الاوسط القديم لبنان الى الحرب والدمار والفوضى؟ الم تعد واشنطن بأن تكون حرب تحرير العراق آخر الحروب في المنطقة؟ ألا يمكن لإستهتار القوات العسكرية الاسرائيلية أن تحفز دولاً مثل تركيا وايران للإقدام على حروب خارج حدودها شبيهة بحرب اسرائيل في لبنان؟ ثم أين الكلام الذي رددته واشنطن غير مرة بأن نشر الديموقراطية وبناء الديموقراطيات والانظمة السياسية الجديدة، خصوصاً في الشرق الأوسط، لا يمكن أن يتم بمعزل عن التنمية الإقتصادية والمشاريع الاستراتيجية وتهدئة بؤر الصراعات الساخنة؟ الأرجح أن رايس حكمت بنفسها على زيارتها المرتقبة الى الشرق الاوسط بالفشل لأنها أعلنت أنها ستزور المنطقة وفي جعبتها فكرة طالما أخافت الكثيرين في المنطقة: فكرة بناء شرق أوسط جديد. والأدهى أنها أوضحت، من دون تردد، أن الفكرة في صياغتها الجديدة ستنفذ، أولاً، لا عبر وعود أميركية ودولية بالسلام والاقتصاد والتنمية وحل المشكلات بوسائل سلمية، بل عبر حرب دموية شرسة تحرق الأخضر واليابس. وستنفذ، ثانياً، لا على يد قوات أميركية أو قوات متعددة الجنسيات كما هي الحال في العراق وأفغانستان، بل على يد قوات اسرائيلية بحتة. المصيبة هنا أعظم.


    * كاتب ووزير كردي عراقي سابق.


    :: نقل من الحياة

  13. #28
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    مجزرة أمريكية في لبنان


    بقلم: عبدالله الذوادي

    رائحة شواء أجساد أطفال لبنان الذين شوتهم القنابل الأمريكية التي تحملها طائرات إف 16 وتطير من أراضي فلسطين المحتلة لتدمر كل شيء على أرض لبنان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، رائحة هذا الشواء تنشي الإدارة الأمريكية مثلما ينشي الحشيش المدمنين عليه، فقد أدمنت الإدارة الامريكية على شم هذه الروائح منذ حرقها لأطفال أفغانستان ثم أطفال العراق واليوم أطفال لبنان وغداً أطفال سوريا وكل أطفال العالم العربي،

    حتى يولد الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة الموافق 21/7/2006م في تصريح يشوبه الغرور والصلف والغطرسة، فرحة بما انجزه أسيادها الصهاينة من مجازر بأسلحة وطائرات بلادها في لبنان الذي حولته إلى ركام، معتقدة انها النهاية لكل صوت يرتفع معبراً عن كرهه لبلادها ولصنيعتها إسرائيل، أي شرق أوسط جديد هذا الذي تحلم به هذه المعتوهة؟ نعم انه شرق أوسط جديد ولكنه غير الذي تحلم هي وبلادها به، انه الشرق الأوسط الجديد بقياداته الحرة التي ستولد من رحم هذه المنظمات ومن أتون محارق بيروت والتي ستكون كالأشباح تضرب ولا يراها أحد، وتحرر ولا يمسك بها أحد. شرق اوسط جديد لن يكون لأمريكا موقع قدم فيه ولا وجود، إن شاء الله، لدولة اسمها إسرائيل ضمن جغرافيته، ولا عبيد يرضعون من ثدي أمريكا كما هو الحال الآن ويأتمرون بأمرها. إن ما قامت به إسرائيل بتوجيه ودعم من الولايات المتحدة الامريكية ضد لبنان وما افرزه هذا التدمير، لم يبق ذرة واحدة من تقدير أو احترام للولايات المتحدة الامريكية الدولة والإدارة، لدى أي عربي من المحيط إلى الخليج، عدا أولئك الذين يصطفون على بوابات السفارات الأمريكية يقبضون ثمن عارهم كما تقبض، أولئك الذين تحول الإدارة الامريكية مخصصاتهم إلى حساباتهم السرية مقابل ما تفعله هي وربيبتها إسرائيل بالشعب العربي في فلسطين والعراق والآن في لبنان. هذه المجزرة المجنزرة الأمريكية على لبنان ستحول كل عربي إلى عضو في المنظمات المناضلة مثل حماس وحزب الله، ولن يشذ عن هذا الطريق إلا خائر أو جبان يرتضي العار لوطنه وامته. نعم انها الولايات المتحدة الامريكية عدوكم الأول يا عرب، فهل ادركتم ذلك؟ انها تدعم إسرائيل بكل شيء وها هي، حسبما اوردته جريدة «نيويورك تايمز«، ترسل على عجل احدث ما لديها من قنابل تضرب بتوجيه بالليزر، لتقتل شعب لبنان الأعزل وتدمر منشآته وبنيته التحتية وتقتل كل شيء يتحرك على أرضه من بشر وشجر وحيوان وطير وعربات، مواجهة جبانة شجعها على القيام بها الصمت العربي الجبان، وانحياز بعض القيادات العربية. نعم ترسل لها هذا النوع من القنابل بعدما فشلت آلتها العسكرية في فك عضد المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله والتفاف الشعب اللبناني الجسور نحو مقاومته، وتواري تلك الأصوات المؤيدة لها بعد اختلال الميزان وفشل تلك النيران التي تصب على لبنان ليل نهار دون ان تتمكن من النيل من تنظيمات المقاومة، وحتى لو تمكنت باستخدام القنابل الجديدة فإن جيشها ودعم أمريكا لها لن يثنيا المقاومة اللبنانية عن مواصلة كفاحها، فقد صمدت هذه المقاومة 22 عاما حتى تمكنت من تحرير الجنوب اللبناني عام 2000م، وتحلم الولايات المتحدة الامريكية حين هي تعتقد ان تحطيم قوة المقاومة اللبنانية ونشر قوة ردع دولية تكون لها اليد الطولى فيها سيوفران الأمن والاستقرار لإسرائيل، وان تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 القاضي بنزع سلاح حزب الله وتهميش هذا الحزب، أو إبادته، سيساهم في ميلاد شرق أوسط جديد. العجيب والغريب ان هذا القرار دون سواه هو الذي تتمسك به الولايات المتحدة وباقي الدول المنجرفة واللاهثة وراءها وكذلك الدولة الصهيونية، فقبل هذا القرار صدر عن مجلس الأمن 1558 قرارا، نصفها أو أقل بقليل، رغم الفيتو الامريكي، هي ضد إسرائيل دون ان تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق واحد منها وعلى رأس هذه القرارات 193 الذي يقر بدولة فلسطينية على نصف أرض فلسطين والقرار رقم 242 وغيرهما من القرارات. لماذا لم تطبق هذه القرارات؟ التي لو طبقت لما أصبح هناك شاغل يشغل العالم اسمه قضية الشرق الأوسط التي تسببت في الكثير من المآسي والحروب وعدم الاستقرار، ولما قامت خمس حروب عدا حربي الخليج الأولى والثانية وتدمير العراق. لكن الولايات المتحدة الامريكية ارادت كل ذلك للشعب العربي وان تبقى ربيبتها في منأى عن هذه المشاكل، ولديها القوة الرادعة والدعم السياسي والمادي واللوجستي الأمريكي لتضرب كل من يحاول النيل منها، وها هي، بحجة أسر جنديين من جنودها، تدمر بلداً كاملاً هو لبنان. وما يجرى للبنان اليوم سيجرى غداً لأي بلد عربي مهما ارتبط هذا البلد العربي بعلاقات ودية طيبة مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل نفسها. ألم تكن القيادات الجديدة في لبنان اصدقاء لأمريكا لأنهم طردوا سوريا من لبنان، وأصروا على تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله؟ فماذا فعلت أمريكا لأجلهم بعد الهجمة الصهيونية الشرسة على بلدهم لبنان؟ وهل اقامت لهم أي اعتبار لتجنيب لبنان هذا الدمار؟ ابداً فالراكب لا يعبأ بما تعانيه مطيته وربما هم من شجعوا على هذه الجريمة وها هي اصابعهم تحترق ويتلذذ برائحة شوائها زعيم العالم الأوحد ساكن البيت الأبيض. افيقوا أيها الوالغون في وحل العمالة قبل ان تدوسكم اقدام اسيادكم قبل اقدام شعوبكم. هل تذكرونه، ذلك الطاووس المتغطرس الذي اذل شعبه ارضاء لأمريكا وغيرها؟ هل تذكرونه؟ انه شاه إيران الذي جعل من أرض بلاده مستودعا لكل أسلحة الدمار الأمريكية وسخر طاقات بلاده لجيوشها في حربها الباردة مع الذي كان يسمى الاتحاد السوفيتي. هل تذكرون كيف كان مصيره؟ بالرغم من الخدمات الجليلة والكثيرة والكبيرة التي قدمها لها وملأ بنوكها بأموال بلاده ودائع له ولأسرته، فانه عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران كانت الولايات المتحدة الامريكية أول المتخلين عنه، ولأن أمريكا تخلت عنه ولم تسمح له بالبقاء على أراضيها، فعلت كل دول العالم ما فعلته به أمريكا، وهو يعاني من نهش مرض السرطان لجسده، ولولا الرئيس المصري الراحل أنور السادات، لظل تائها في البحر أو الجو، فقد استقبله السادات فيما بقي من أيام عمره إلى ان توفاه الله ودفن في مصر بعد ذلك العز الذي كان ينعم به في بلاده، بعدما داسته امريكا بمداسها القذر ليبقى شريداً بلا وطن. افيقوا يا من اعطيتم الخيط والمخيط لأمريكا فلن يكون مصيركم افضل من شاه إيران، إلا إذا انضممتم إلى شعوبكم في مقاومة الظلم والعجرفة الأمريكيَين، اللهم اني قد بلغت.. اللهم اني قد بلغت والسلام.

    :: نقل من أخبار الخليج

  14. #29
    الصورة الرمزية أبو عبد الله
    أبو عبد الله غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    32,422

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك



    الأمة بين وضعية المساندة ووضعية المجابهة



    بقلم: يحيى علي المجدمي


    تظل الحقيقة هنا وهناك شكلا من اشكال الدراما المعقدة يتوق إليها المواطن العربي للإمساك بتلابيبها من دون ان يصل إليها، فهناك حقائق تحرف او تعدل او تمرر الى ان تكون النتائج كالحكاية او القصص الشعبية التي تنتهي عند حد معين وهكذا تتداولها الاجيال وتستقي هذا المعيار من طبيعة الحال الذي تعيشه الامة فكل جيل يلاقي هذه الصعاب والمرارة لانها اقحمت نفسها في عناصر دخيلة لا تمت الى القوة والتطور بأوهى الصلات. الواقع الذي نعيشه هو كالمريض بالسرطان يتألم ويرتاح بحقنة مؤقتة،

    هذا ما رصده التاريخ «التفكك« الذي لا شفاء منه فكانت هناك ارهاصات عديدة مهدت للذل والاهانة اللذين يعيشهما ابناء امتنا فكان واضحا وعلى مر السنوات الماضية انما هناك فقط انفعالات هلامية بلا ملامح للقوة او الاتحاد بين دولنا العربية فكل ما في الامر هو بعض من دولنا المقتدرة ماليا تتكافل من العناء المادي فإذا هوجمت ارض عربية دخلت سراديب الروتين وتحركت لها دهاليز الاسواق الاجنبية بينما المعتدى عليه من وطننا يلقى المصاعب والذبح والدمار. ما ينبغي ان يوضع موضع الاعتبار ان الرواية هذه تحدث عنها كتاب كبار وعلى مر السنين والى الآن لم تقدم الحكومات العربية المستوى الذي يقول «لا« او «قف عند حدودك« ايها الطامع. فهذه الارض ارضي انا وهذه السماء سمائي أنا وهذه البحار بحاري أنا. لقد يئس المواطن العربي حتى من ان يدافع عن كرامته وعزته فليس هناك انتظام لرؤية عربية شاملة ولا توجد انطلاقة عربية مشتركة لعلاج صدق العزيمة والعمل المشترك والوقوف امام التحديات الامبريالية وكل ما لدينا ليس اكثر من مشجب تعلق عليه رموز الصراع بين اليمين واليسار في المجتمع العربي فأصبحت الديمانموجية «التوكل والاعتماد على قوة الاجانب المدفوعة الاجر والتضليل« من امضى اسلحتنا الى الآن وفي الوقت نفسه اصبحت مكانتنا وتحركاتنا وفي كل المراحل خاضعة للأجنبي من حيث الرقابة والضبط فحوصرنا بعدة اتفاقيات وعقود طويلة الامد امبريالية الصنع شلت حريتنا في التخطيط والنمو فكيف يمكن تحقيق طموحات شعوبنا ونجاحاتها اذا كان التعامل تحت وطأة وتعقيدات ومنافسة القوى الاجنبية؟ يوما نرى الشروق في الافق لهذه الامة ويوما آخر نرى وعورة المسالك ولي الايادي واتخاذ القرار المعدل فضاعت الطموحات بين دولنا بل تفككت الاراء والقيم والمسئولية الكبرى تجاه الامة وتعثرت جامعتنا العربية في اداء مهماتها الوطنية ووصلنا إلى ما نحن عليه - دولة عربية تضرب حتى النخاع. ان العروبة كلها يجب ان تنمو على عقيدة المحك الوطني والولاء لهذه الشعوب لا بالفوضوية الهدامة والخونة والعاطفة المفرطة والاستعجال او الحقد الاعمى للآخرين فهناك فرق شاسع بين ان تدافع عن كرامتك وعزتك وبين التهجم على الغير من اجل تدميره. صواعق همجية تضرب الارض العربية وبالتحديد كلما تنفست الصعداء فهاجمونا بالحروب التقليدية والاعلامية نأخذ منها حرب 5 يونيو 1967م التي حسمتها اسرائيل في ستة ايام عندما هاجمت الجمهورية العربية المتحدة واحتلت سيناء وعطلت الملاحة البحرية في القناة ودمرت مدنا وقرى واحتلت قطاع غزة والجولان وباقي فلسطين وغرب نهر الاردن بما فيه شرق القدس وغور الاردن واستهدفت زعامة مصر والمقاومة الفلسطينية في لبنان وكانت النكسة صدمة كبيرة للأمة لم تتعاف مصر من ديون اعادة الجيش والتعمير حتى الآن. ولكن لنعد ونتساءل ما هي الاسباب التي ادت الى الهزيمة؟ ربما ترجع الى عدة عوامل أهمها: 1- عدم الاستعداد وغياب التعبئة القومية والدفاع المشترك. 2- التآمر الخارجي. ولكن لا يعفى القياديون وتحديدا بعض القيادات العسكرية من جلدتنا التي كانت في صراع دائم داخل الجيش وخاصة الطيران حيث ان اسرائيل دمرت جميع المطارات والطائرات وهي جاثمة على الارض العسكرية وفي غضون ساعات حيث فقدت مصر الغطاء الجوي. 3- العلاقات العربية العربية التي تميزت بالتوتر فيما بينها وفي عدة مراحل. تلك الحروب الخمس كانت تدميرا كبيرا للاقتصاد العربي وخاصة مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والاردن حتى الدول الخليجية حين كانت تدفع بعض فواتير البناء والتعمير من الاحتياطي العام. انهم يعرفون كم نحن عاطفيون ولنا وعي عميق في المناخ الاجتماعي والخيري ومد ايادي الدعم والمساعدة لإخوتنا في العروبة كما هم يعرفون انه استكمالا لرؤيتنا في ديننا الحنيف لمساعدة اشقائنا فعمدوا الى الربحية المباشرة وغير المباشرة لشركاتهم الكبرى التي تتحكم في ادارة توجهاتهم السياسية لتحريك مصانعهم وابنائهم وموادهم الاولية وغيرها واخيراً عندما لمسوا الزيادة في اسعار النفط وعرفوا ما نملك من فائض مالي دكوا الاراضي العربية دكا حاقدا واصابوا البنية التحتية في فلسطين والعراق واليوم في لبنان العزيز فدمروا الكهرباء والماء والطرق والجسور والمباني والمستشفيات وغيرها لانهم يعرفون اننا سنعمرها ونعيدها الى طبيعتها، وهكذا انهم يعرفون أن اثار الدمار لا يمكن إزالتها الا مع شركاتهم وموادهم ومعداتهم. فبالله قل لي لماذا اعطت امريكا مهلة اسبوع اخر لاسرائيل لكي تواصل ضرب لبنان؟ الجواب واضح.. مازالت هناك منشآت قائمة وشركاتهم التي تتحكم في ادارتهم يهمها ضرب المزيد حتى تتمتع الشركات واصحابها بالصفقات وبالمليارات من الدولارات العربية. هذه حقيقة يجب ألا تغيب عن بال الامة ويجب ان نكون واضحين أن الامة في خطر.. الا تفهم؟... الا تقرأ؟.. كل عشر سنوات ضرب في ضرب وخسارة في خسارة وكأن مواردنا وثرواتنا ومقدراتنا نجمعها في البنوك ومن ثم نصرفها لاعادة البناء والتعمير من جراء الاعتداءات المتكررة. لا شك أن غياب وحدة الكلمة والعمل العربي المشترك هو الانفصال عن القوة العربية الرادعة للعدوان وعلينا الان التباكي على حال الامة وتفككها القومي.

    :: نقل من أخبار الخليج


  15. #30
    الصورة الرمزية mido
    mido غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الإقامة
    الرياض - العليا
    العمر
    50
    المشاركات
    921

    افتراضي مشاركة: نقول من هنا ... وهناك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله
    يجب ان نفرق بين الموقف الرسمي ،

    والمواقف الشعبية ،
    ويبقى الخير في الأمة الإسلامية ،
    حتى لو كانت المواقف الرسمية مخالفة للتيار الشعبي .

    نعم صدقت
    واحسبك دائما

صفحة 2 من 28 الأولىالأولى 1234567812 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من هنا وهناك ..... الله المستعان
    By khaled.gad in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-05-2009, 11:39 PM
  2. من هنا وهناك حول قرار الفائده
    By adoctor in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-09-2008, 09:04 PM
  3. هنا وهناك
    By GoldenTiger in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-09-2006, 09:23 AM
  4. من هنا وهناك ، والفاضي يعمل قاضي
    By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-02-2005, 02:35 PM
  5. من هنا وهناك ، ، ، للتسلية فقط
    By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-02-2005, 01:26 AM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17