النتائج 76 إلى 90 من 414
الموضوع: نقول من هنا ... وهناك
- 12-09-2006, 06:26 PM #76
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
قراءة في الواقع العربي الحالي
بقلم: حسن العـطار
منذ الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م والنظام السياسي العربي يعاني انهيارا وعجزا في مواجهة الأخطار واحتواء الأزمات، إذ أصبح على كل دولة عربية أن تواجه وحدها التهديدات الخارجية والعدوان من دون سند عربي، ولم يعد للجامعة العربية أي دور محوري تلعبه في لم الشمل العربي. هذا الوضع المأساوي دعا حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيه من الملك عبدالله لإعداد الدراسات المطلوبة لتغيير هذا الوضع،
حيث أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن بلاده تدرس الوضع العربي المأساوي الذي جعل شعوب المنطقة في حيرة وارتباك حول مصالحها ونظرتها إلى العجز الظاهر في تعاطي حكوماتها مع التحديات خصوصا الهزة الأخيرة في المنطقة، محذرا من خطر فقدان الهوية العربية وعلاقات بعض الدول العربية مع أطراف أخرى على حساب مصلحة العرب أنفسهم، وان هذه الدراسات ستعرض على قادة الدول العربية بعد الانتهاء من إعدادها، (جريدة الحياة - العدد 15850 - الأحد 27 أغسطس 2006م). ويمكن تلخيص الأسباب التي أدت إلى هذين الانهيار والعجز العربيين في مواجهة الأخطار واحتواء الأزمات فيما يلي: 1- شمولية نظم الحكم العربية واستبدادها وفسادها وتسلطها على شعوبها. 2- غياب الديمقراطية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المصيرية وغير المصيرية. 3- الخلافات الحادة والمزمنة بين أنظمة الحكم العربية نفسها، وتغليب المصالح الشخصية والقطرية على المصالح العامة والقومية. 4- ارتباط بعض الأنظمة العربية الحاكمة بالدول الكبرى والاستقواء بها ضد أنظمة الحكم العربية الأخرى. إن إخفاق الجامعة العربية في معالجة الأزمات العربية-العربية وتوحيد المواقف العربية في الشؤون الإقليمية والدولية منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي لا تتحمله الجامعة، بل تتحمله الأنظمة العربية الحاكمة التي بقيت متقوقعة على نفسها ومنفصلة عن شعوبها ومتمسكة بالقطرية الضيقة على حساب القومية العربية الواسعة. ولو كانت أنظمة الحكم العربية على عكس ذلك، أي متعاونة مع بعضها ومرتبطة بشعوبها ومؤمنة بقوميتها العربية لما حدثت هذه الأزمات أصلا، ولما تم اختراق الأمن القومي العربي من قبل جهات إقليمية ودولية. وإصلاح الجامعة العربية الذي يطالب به الكثيرون مرتبط ارتباطا وثيقا بإصلاح الأنظمة الحاكمة ذاتها. إن الشعوب العربية تعيش في الوقت الحاضر حالة من الغليان تغطيها قشرة رقيقة فوق السطح ولا يمكن أن نتوهم أن السكون الحالي يعني الاستقرار، فالاستقرار حالة مستديمة تتميز بتوازن قوى المجتمع وقدرة الجماهير على التعبير عن آرائها ومعتقداتها، وهذا ما تفتقده الشعوب العربية في وضعها الراهن. وفي اعتقادنا أن الخطوة السعودية لإعداد الدراسات المطلوبة لتغيير هذا الوضع العربي المتردي خطوة في الاتجاه الصحيح، على شرط أن تعد هذه الدراسات بأسلوب علمي ومهني لتشخيص الواقع العربي كما هو على حقيقته (أي بكل نواقصه وعلله) بعيدا عن المجاملات الشخصية وعمليات التجميل والترقيع الباهتة والأعذار الواهية من قبيل المؤامرات الخارجية التي تستهدف الأمة العربية وغيرها. إن الخروج من هذا النفق المظلم الذي تعيشه الأمة العربية يتطلب من أنظمة الحكم العربية أن تتخلص من شرعيتها المستمدة من سطوة القوة والقمع والإرث التاريخي، وأن تستبدلها بشرعية دستورية أساسها التوافق والقبول بين الحاكم والمحكوم والتداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية الحقيقية واحترام حقوق الإنسان والتوزيع العادل للثروات الوطنية والمحافظة عليها وتنميتها، لتنعم المنطقة العربية بالأمن والاستقرار والازدهار كباقي مناطق العالم.
أخبار الخليج
- 14-09-2006, 12:58 AM #77
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
عيون وآذان (لا حرج عليه)
جهاد الخازن
الكل يتحدث عن إرهاب 11/9/2001 في الذكرى الخامسة لتلك الجريمة الفظيعة، والكل ينسى أنه إرهاب يوم واحد قتل فيه أقل من ثلاثة آلاف أميركي، فيما يقتل الآن أكثر من ثلاثة آلاف عراقي كل شهر في جريمة مستمرة الإدارة الأميركية مسؤولة عنها بقدر ما أن القاعدة مسؤولة عن إرهاب ذلك اليوم المشؤوم قبل خمس سنوات.
انتظر يوماً يحاكم فيه أركان إدارة بوش بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وأتوقع أن ينجو جورج بوش مستفيداً مما يعادل في القانون الوضعي حكم الشرع أن لا حرج عليه، فهو لا يعرف، ويستطيع أن يردد هذه العبارة رداً على كل سؤال، وأن يجد من يصدقه، تماماً كما أن رونالد ريغان رد مرة بعد مرة بعد مائة مرة على أسئلة المحققين في فضيحة إيران/كونترا: لا أذكر، فالجامع بين الاثنين ريغان وبوش هو أن عصابة الشر الإسرائيلية من المتطرفين الأميركيين وصنعت في البيت الأبيض رئيساً غائباً عن الوعي لتحكم باسمه، وتسعى لتنفيذ مشروع إمبراطوري مستحيل بدماء العرب والمسلمين وعلى حسابهم.
رئيس العصابة، والمتهم الأول في كتابي، هو ديك تشيني، نائب الرئيس، الذي قال قبل أيام في اجتماع لقدامى المحاربين الأميركيين في حروب أجنبية أن الذين يشيرون إلى أن العراق لم يكن محور الإرهاب قبل غزوه «ينسون حقيقة أساسية هي أننا لم نكن في العراق في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ومع ذلك ضربنا الإرهابيون».
هذا ليس منطقاً بل عنصرية كاملة حتى إذا لم يدرك تشيني ذلك، فالعراق لم تكن له أدنى علاقة بالإرهاب ضد الولايات المتحدة، غير أن إدارة بوش اختارت أن تجعله «الجبهة الأمامية لمحاربة الإرهاب»، وهي كلمات الرئيس الأميركي حرفياً، فيدمر العراق ويقتل أهله لحماية الأميركيين في مدنهم من دون أن تكون له أي علاقة بإرهاب القاعدة أو الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، كما أقر تشيني نفسه قبل يومين.
ثمة نقطة أساسية يجب تسجيلها هنا، فلو أن إدارة بوش هاجمت العراق خطأ لكان ذنبها أقل، لأن الناس تخطئ. غير أنها لم تخطئ وانما كذبت وزورت وبالغت، وارتكبت بالتالي الجريمة مع سبق إصرار وتصميم ما يجعل الذنب كاملاً ومن دون أسباب مخففة.
كان هذا رأيي من البداية مع أن خبرتي في المنطقة، وفي العراق، من نوع خبرة زملاء كثيرين ولا يمكن أن تكون أوسع، أو أشمل، مما تعرف أجهزة الاستخبارات الأميركية عن العراق. ويعرف كل قارئ أنه منذ نهاية الحرب على العراق، بل قبل أن تبدأ، وكل يوم معلومة أميركية جديدة عن تآمر متطرفين معروفين في الإدارة، تشيني ورجال مكتبه، دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفوفيتز ومساعد هذا دوغلاس فايث، لتقديم معلومات مبالغ فيه، أو مشكوك في مصدرها، أو كاذبة، حتى خاضت الولايات المتحدة حرباً على العراق، كانت كارثة كاملة، فمع قتل العراقيين وتدمير بلدهم، لأن العرب والمسلمين هدف مباح أو مستباح، خسر الأميركيون في الحرب عدداً من شبابهم يعادل ضحايا الإرهاب قبل خمس سنوات، وبدل أن يدحروا الإرهاب زادوا منه في كل بلد (صحيح أن شوارع المدن الأميركية آمنة منذ 11/9/2001 ولكن ما الفرق بين أين يقتل الأميركي في شارع أميركي أو في شوارع بغداد وكابول).
أكتب وقد رفعت السرية عن فصلين آخرين من تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عن الأخطاء التي قادت إلى الحرب، وهناك حوالي 400 صفحة تؤكد أسوأ الشكوك التي راودت فكر كل عربي وهو يرى الولايات المتحدة تعد لغزو العراق لأسباب قد تكون خاطئة، أو مبالغاً فيها، مثل اسلحة الدمار الشامل، وأسباب مستحيلة من نوع العلاقة مع القاعدة أو الزرقاوي.
المادة المتوافرة تدين أركان إدارة بوش في شكل حاسم، فهي تضم تقارير للاستخبارات الأميركية تنفي علاقة صدام حسين بالقاعدة، أو اجتماعه مع أسامة بن لادن، وتقول انه كان يعتبر المنظمات الأصولية المتطرفة خطراً على نظامه، وبدل تدريب كوادر القاعدة فقد كان يحاول اعتقال الزرقاوي وأنصاره.
كيف استعملت هذه المعلومات؟ في شباط (فبراير) 2002 قررت وكالة استخبارات الدفاع أن من غير المحتمل أن يكون العراق زود بن لادن بمساعدة في مجال أسلحة الدمار الشامل، فلم تمض سنة حتى كان الرئيس بوش يقول حرفياً: «أن العراق وفر للقاعدة تدريباً على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية». وفي صيف 2002 أجمعت تقارير الاستخبارات الأميركية كلها على التشكيك في اجتماع زعيم الإرهابيين محمد عطا برجال الاستخبارات العراقية في براغ، فقال ديك تشيني في برنامج تلفزيوني في 8/9/2002 أن وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد بأن أخبار الاجتماع صحيحة.
واستمر الكذب والتزوير والتلفيق وقلب الحقائق على رأسها بعد الحرب، فالفصلان الجديدان المنشوران من تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ يقولان إن وكالة الاستخبارات المركزية قالت في دراسة لها في تشرين الأول (أكتوبر) 2005 أن حكومة صدام حسين «لم تُقِم أي علاقة مع الزرقاوي، ولم تساعده أو تؤوي رجاله». وقتل الزرقاوي في الصيف الماضي، وقال الرئيس بوش في آب (أغسطس) انه كانت هناك علاقة بين صدام حسين والزرقاوي.
صدام حسين مجرم ومثله أسامة بن لادن والزرقاوي وكل الإرهابيين، إلا أن إدارة جورج بوش ليست بريئة، فهي أرسلت أبناءها للقتل في العراق ودمرته وقتلت مائة ألف من أهله أو تسببت في قتلهم، وهي ترتكب كل شهر في العراق جريمة تعادل إرهاب 11/9/2001، أو تتحمل المسؤولية كاملة عما يرتكب.
التقرير النهائي للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لم يصدر بعد، وهناك كما قرأت فصل عن دوغلاس فايث، ودور الجواسيس من جماعة احمد الجلبي الذين ورد ذكرهم في الفصلين المنشورين. وما على القارئ إلا أن يتذكر أن اللجنة يسيطر عليها الجمهوريون، وان المنشور هو من «الجمل ودنه» لأن الجمهوريين سيحاولون جهدهم كتم المعلومات التي تؤذي الحزب ومرشحيه في الانتخابات النصفية بعد شهرين.
غير أن المنشور حتى الآن إدانة كافية، والتقرير كله سيكون إدانة كاملة، وأرجو أن نرى المجرمين أمام المحاكم، فعلى رغم كل ما حدث تظل ثقتي بالعدالة الأميركية كبيرة.
حركة القوميين العرب
- 15-09-2006, 08:02 AM #78
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
5 سنوات على كابوس العرب في أميركا والغرب!
صبحي غندور*
كانت أميركا في القرن الماضي، ولأجيالٍ متعاقبة من شباب العالم، مقصداً لتحقيق ما اصطلح على تسميته ب"الحلم الأميركي". وكان الشباب العربي يرون في السفر إلى أميركا حلماً يسعى العديد منهم لتحقيقه بأيِّ شكلٍ من الأشكال.
لكنْ ما أصاب أميركا من عمل إرهابي يوم 11 سبتمبر 2001 ، ثم السياسة التي اتبعتها إدارة بوش، جعل "حلم" الشباب العربي يتحوَّل إلى كابوس، خاصَّةً لمن هم الآن على الأرض الأميركية. آلاف من الطلبة العرب الذين كانوا يدرسون في أميركا غادروها لاستكمال دراستهم في بلدانٍ أخرى. عشرات الألوف من العرب يمتنعون الآن عن زيارة أميركا. ألوف عديدة من العرب، المقيمين في أميركا بشكلٍ مؤقت، اختاروا أو اضطروا إلى الرحيل عن أميركا.
لكنْ، ما هو مصير أكثر من ثلاثة ملايين أميركي من أصولٍ عربية ومثلهم من الأميركيين المسلمين من غير الأصول العربية، الذين لا وطن آخر لهم غير أميركا؟ أعداد كبيرة منهم من مواليد أميركا ولا يعرفون لهم وطناً آخر غير أميركا؟
بالنسبة لهؤلاء، أميركا ليست (حلماً) بل وطناً وواقعاً يعيشونه جيلاً بعد جيل.
صحيحٌ أنَّ بعض المواقف والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين الرسميين ترفض الخلط بين الإسلام والعرب من جهة وبين "الإرهاب" من جهةٍ أخرى، لكن وسائل الإعلام الأميركية (العامَّة والمحلية) تبثّ في كثيرٍ من الأحيان ما هو مصدر خوفٍ وشكٍّ وريبة في صدر كلِّ عربي وكلِّ مسلم في أميركا والعالم.
إنَّ المجتمع الأميركي هو نسيج مركَّب من أصولٍ عرقيةٍ ودينيةٍ متعدَّدة، وهذا "الموزاييك" هو مصدر خطرٍ وضعفٍ أحياناً، كما هو سبب قوة أميركا وسلامها الاجتماعي. فالدستور الأميركي والقانون الأميركي لا يميّزان على أساس خصوصياتٍ دينية أو عرقية، لكن الإعلام الأميركي وبعض المؤسسات والهيئات الأهلية المحلية في أكثر من ولاية، يمارسون الآن هذا التمييز ضدَّ العرب والمسلمين، كما جرت ممارسته ضدَّ أقلياتٍ أخرى في مراحل زمنيةٍ مختلفة.
ميزة أبناء الجالية العربية - والجالية الإسلامية عموماً – أنهم ينتمون إلى أصول عرقية ودينية متنوعة، إذ أنَّ حوالي نصف تعداد الجالية العربية هم من أتباع الديانة المسيحية، وينتمون في أصولهم الوطنية إلى بلدان لبنان وسوريا والعراق وفلسطين ومصر والأردن، بينما أكثر من نصف عدد الجالية الإسلامية (حوالي 7 مليون) ينتمون في أصول أوطانهم إلى بلدان غير عربية (من بلدان آسيا وأفريقيا غير العربية) إضافةً إلى عددٍ من الأميركيين الذين اختاروا الإسلام ديناً لهم ومعظمهم من الأميركيين السود.
إذن، أكثر من نصف الجالية العربية هم من المسيحيين العرب، وأكثر من نصف الجالية الإسلامية هم من أصولٍ غير عربية. ولا يمكن وضعهم جميعاً (العرب والمسلمين في أميركا) في "سلَّةٍ واحدة" من الناحتين الدينية والعرقية.
لقد حدثت وتحدث إساءات عشوائية ضدَّ البعض، لكنَّها إساءات فردية لا تميّز أصلاً بين عربيٍّ وغير عربي، بين مسلمٍ وغير مسلم، بل قد وصلت إلى حدِّ التعرّض إلى أبناء جالية "السيخ" الذين هم من غير العرب ومن غير المسلمين! وسيكون صعباً (إنْ لم يكن مستحيلاً) تكرار تجربة "اليابانيين الأميركيين" مع العرب والمسلمين في أميركا.
هناك متغيّرات دستورية وقانونية حدثت في المجتمع الأميركي خلال النصف الأخير من القرن الماضي، وكلّها متغيّرات إيجابية تناهض العنصرية والتمييز على أساس اللون أو الدين أو العرق أو الثقافة. وهناك عامل مؤثر أيضاً، هو حجم المصالح الأميركية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي والتي ستتضرَّر كثيراً في حال الإساءة الجماعية للعرب والمسلمين في أميركا.
هل يعني ذلك أنَّ العرب والمسلمين في أميركا هم في أمانٍ واستقرارٍ وسلام؟ لا، طبعاً. فالمخاطر المحدِقة بهم هي قائمة على المستوى الفردي في أكثر من ولايةٍ أميركية، تماماً كما هو حال عموم العرب والمسلمين في الغرب، وهذه المخاطر هي حصيلة مزيجٍ مركَّب من أسبابٍ داخلية في الغرب، كما لها أيضاً مصادرها الخارجية. فالمجتمعات الغربية – والأميركي منها خاصَّة - تتحكَّم في ردود أفعالها السلبية الآن مشاعر الغضب من الأعمال الإرهابية التي جرت يوم 11 سبتمبر 2001 حيث استخدِمت الطائرات المدنية ضدَّ آلافٍ من الأبرياء ثم تكرّرت أعمال الإرهاب ضدَّ المدنيين في أكثر من مكان بالعالم. وحينما يكون المتَّهم (جماعات إرهابية "عربية وإسلامية") فإنَّ الغضب الغربي سوف يتمحور حول كلَّ العرب والمسلمين في شتى أرجاء العالم. ثمَّ كم سيكون حجم هذا الغضب إذا ما أضيف إليه ما زرعته لسنواتٍ عديدة أجهزة إعلامية (مسيَّرة من قبل جماعاتٍ صهيونية وعنصرية حاقدة) من زعمٍ حول "الخطر الإسلامي" القادم إلى الغرب!؟ وكيف سيكون أيضاً كمّ هذا الغضب إذا ما صدر عن جهلٍ عام بالإسلام وبالعرب وبقضايا العرب والمسلمين؟ وكيف سيكون إذا ما اقترن بممارساتٍ سلبيةٍ خاطئة قام ويقوم بها عدد من العرب والمسلمين حتى في داخل المجتمعات الغربية التي تعاني من تضخّم عدد المهاجرين!
أيضاً، فإنَّ مشكلة المجتمع الأميركي تحديداً، أنَّ حكوماته المتعاقبة في القرن الماضي كانت منغمسةً جداً في عدَّة قضايا دولية وفي أكثر من حربٍ خارجية حتى وصلت إلى حدِّ الانفراد بقيادة العالم، بينما المواطن الأميركي العادي هو أكثر جهلاً من أيِّ مواطن دولةٍ غربيةٍ أخرى بقضايا العالم، وبالجغرافيا وبالتاريخ، وحتى بالنسبة لتاريخ أميركا وجغرافيتها! فالرفاهية الأميركية واتساع الأرض الأميركية وعزلتها الجغرافية عن باقي العالم، كلّها عوامل أدّت إلى عدم اهتمام الإنسان الأميركي العادي بما يحدث حوله في العالم وإلى تقبّل ما تقدّمه له أحياناً الحكومات الأميركية ووسائل الإعلام من أكاذيب وتضليل، كمسلَّماتٍ حول "الآخر" في العالم الآخر.
لذلك غاب التوازن لعقود طويلة بين مدى حجم التورّط الأميركي الرسمي في قضايا العالم، وبين مدى فهم المواطن الأميركي العادي لهذه القضايا ولما يحدث حوله في العالم، إلى حين صدمة 11 سبتمبر التي كانت بمثابة صحوة من غفوةٍ زمنيةٍ طويلة، لكن الصحوة هذه حصلت بعد كابوسٍ مرعب أخلَّ بالتوازن الجسدي والعقلي والنفسي لعموم الأميركيين.
هنا تصبح المسؤولية في التعامل مع هذا الواقع الأميركي والغربي الجديد، مسؤولية مزدوجة على الطرفين: العرب والمسلمين من جهة، والأميركيين والغربيين من جهةٍ أخرى.
فكلُّ الساحة مفتوحة لأبناء "السوء" لبثِّ سمومهم وأحقادهم على الإسلام والعرب، لكن هي أيضاً ساحة مفتوحة (ولو بظروفٍ صعبة) على "دعاة الخير" من العرب والمسلمين لكي يصحّحوا الصورة المشوَّهة عنهم وعن أصولهم الوطنية والحضارية. وكما هناك العديد من الحاقدين في الغرب وأميركا على العرب والمسلمين، هناك أيضاً الكثيرون من أبناء أميركا والغرب الذين يريدون معرفة الإسلام والقضايا العربية من مصادر إسلامية وعربية بعدما لمسوا حجم التضليل الذي كانوا يعيشونه لعقود.
وإذا كان الغرب تحكمه الآن حالة "الجهلوقراطية" عن الإسلام والعرب والقضايا العربية، فإنَّها فرصة مهمَّة (بل هي واجب) على العرب والمسلمين في الغرب أن يتعاملوا مع هذه الحالة (بأسلوب الحوار الهادئ والمقنع) لاستبدال "الجهلوقراطية" الغربية بالمعرفة الفكرية السليمة عن الإسلام والعرب.
لكن "فاقد الشيء لا يعطيه"، لذلك هي أولوية موازية لأولوية التعامل المعرفي مع "الآخر"، بأن يعمل العرب والمسلمون في أميركا والغرب على تعميق معرفتهم بأصولهم الحضارية والثقافية والفرز بين ما هو "أصيل" وما هو "دخيل" على الإسلام والثقافة العربية. كذلك فإنّ من المهمّ التشجيع على أسلوب الحوار الدائم بين المؤسّسات والهيئات العربية والإسلامية في أميركا والغرب، وبين غيرها من المؤسّسات في هذه المجتمعات، إضافةً إلى الحوار المباشر عبر الإعلام والإنترنت واللقاءات الخاصَّة.
هي مهمَّة مزدوجة الآن أمام العرب والمسلمين في أميركا والغرب: تحسين وإصلاح "الجسم" (الواقع) بشكلٍ متزامنٍ مع تحسين وإصلاح "الصورة" .. بناء الذات السليمة مع بناء المعرفة السليمة لدى النفس ولدى الآخر.
__________________________________________________ _________
* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.
حركة القوميين العرب
- 16-09-2006, 09:47 PM #79
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
أحداث 11 أيلول أيقظت «المارد» فغرق العالم في بحر من فوضى «الإرهاب» والتخلّف
في ذكرى الهجمات... تفسيرات تثير الشبهة ومذكرات ورسائل تكشف خفايا وأسرار العملية
الموظفون اليهود ابلغوا عدم الحضور إلى برجي التجارة واعتقال عناصر من الموساد راقبت المهاجمين
إعداد : ميشال نصر
لم يكن الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة الأميركية يوم الثلاثاء 11/9/2001، وأدي إلى تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وقسم من مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)و أسفر عن خسائر بالغة سياسية واقتصادية وأمنية... لم يكن الحدث الإرهابي الأول أو الأبشع الذي تتعرض له البشرية في تاريخها القديم أو الحديث والمعاصر، وما زالت الذاكرة تعج بصور وأخبار قريبة لمآس إنسانية بشعة خلفتها أعمال إرهابية جنونية تتحمل مسؤولية بعضها دول كبرى يفترض فيها أنها تقود مسيرة الحضارة والمدنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا.
ولكن هذا الهجوم هو الحدث الأكبر على مستوى الولايات المتحدة نفسها وهي العظمى المهيمنة في عالم تشكل فيه القطب الأوحد المتحكم في القسم الأكبر من حركته السياسية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية
والحضارية، وقد أثار هذا الحادث من هوله ذهول العالم اجمع واستقطب تفاعل وتعاطف الجميع مع الولايات المتحدة وإبداء الاستعداد لبذل الجهود المكثفة للقيام بما ينبغي من إجراءات محلية وإقليمية ودولية لمواجهة ومحاربة الجهات التي تقف وراء الهجوم، وسرعان ما تسارعت الأحداث ليتصدر الرد العسكري الأميركي على الهجوم قائمة الإجراءات التي ستتخذ في الميادين المختلفة لمواجهته.
بالرغم من كون هذا الهجوم ليس الحادث الإرهابي الأول الذي يشهده العالم وتعرضت له الولايات المتحدة إلا انه تفرد بجملة من الخصائص ميزته عن غيره من الأحداث الإرهابية التي شهدها العالم في تاريخه المعاصر سواء ما كان منها ذا طابع سياسي أو عسكري أو اقتصادي، بما في ذلك ما شهده من أحداث الحربين العالميتين الأولى والثانية. وبقدر خصوصية وتفرد هذا الهجوم بقدر ما كانت الآثار وردود الفعل عليه بالغة ومتفردة، وكما أن الحروب الكبرى تكون دائماً بداية لتحولات عالمية كبيرة، فان هذا الحدث كان له ما بعده من التحولات الإقليمية والدولية.. لعل ابرز الجوانب التي تعكس خصوصية هذا الهجوم تتلخص بالنقاط التالية:
1- إن هذا الهجوم استهدف الولايات المتحدة الأميركية الدولة الأقوى في العالم والأكثر هيمنة على الإعلام والسياسة والاقتصاد، مما يعني قدرتها الفائقة على استقطاب وتجييش الموقف الدولي بكل مؤسساته، وتعبئة الرأي العام العالمي ضد هذا الهجوم وتحريك الجميع لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتصفية المسؤولين عنه وكل من يمت لهم بأدنى صلة، وسوف تعمد الولايات المتحدة إلى استثمار هذا الحدث بكل طاقاتها وفي كل الاتجاهات والمجالات لتتجاوز في أهدافها حدود الرد على الهجوم.
2- أن الهجوم أصاب وبنجاح مواقع حيوية واستراتيجية ضربت الولايات المتحدة في قلب مكانتها الدولية وهيبتها، مما يعني انهيار المزاعم الأمنية الأميركية، وأنها في الوقت الذي تتحرك فيه لبناء درع صاروخي يحميها من أي اعتداءات إرهابية خارجية جاءتها الاعتداءات من داخلها وبصورة لم تخطر على بال أحد من حماة الأمن والاستقرار الأميركي، الأمر الذي سيدفع القيادة الأميركية إلى القيام بمراجعات شاملة لمفهوم الأمن المحلي ومؤسساته وبرامجه ضمن استراتيجيات جديدة تأخذ في اعتبارها التهديدات الداخلية بنفس القدر الذي تأخذه للتهديدات الخارجية.
3- إن هذا الهجوم لم يتم من قبل دولة أو عدو محدد يمكن الرد عليه وإلحاق الهزيمة به بما يعيد لأميركا هيبتها ومكانتها المنهارة، وان أقصى ما يمكن لأميركا القيام به هو توجيه ضربات عسكرية استئصالية حاسمة للعناصر المشتبه في ضلوعهم في الهجوم، وهذا يعني محاولة القضاء على مجموعات زئبقية مكونة متناثرة تدرك أميركا استحالة القضاء عليهم، وحتى في حال نجاحها فان مثل هذا الرد لا يتناسب مع حجم الخسائر المادية والمعنوية التي أوقعها الهجوم ولا مع حجم ومكانة الولايات المتحدة الدولية وقوتها السياسية
والعسكرية، وهذا يعني أن الرد لن يقتصر على هدف القضاء على المجموعات المسؤولة عن الهجوم، وانما سيتجاوز ذلك بكثير بما يتناسب وحجم الولايات المتحدة ويسمح لها باستعادة هيبتها ومكانتها.
4- إن الهجوم لم يأت من خارج الولايات المتحدة، وانما من داخلها وعبر مطاراتها وأدواتها وأجهزتها المدنية المختلفة، ولا بد أن يكون قد استغرق وقتاً طويلا من الإعداد والتدريب داخل الولايات المتحدة مما ينسف قدرات الأجهزة الأمنية الأميركية.
5- إن الطريقة التي تم بها الهجوم أذهلت الجميع وفاقت جميع التوقعات، وهذا يعني أن الذهنية التي تفتقت عن مثل هذه العمليات يمكن أن تتفتق عن أفكار جديدة اكثر خطورة وافدح آثاراً.
6- إن الهجوم استهدف الولايات المتحدة الأميركية فقط، دون غيرها من الدول وكان من الممكن توجيه عدة ضربات مماثلة متزامنة في اكثر من دولة في العالم، مما يعني أن الولايات المتحدة مستهدفة لذاتها كرد فعل على سياسات ومواقف وتصرفات معينة، فهي المعتدى عليها وهي المعنية قبل غيرها بالرد على الهجوم وتحديد الوسائل والإجراءات المناسبة التي تحقق أهدافه، وان تعارضت مع وجهة نظر حلفائها والمتعاطفين معها.
7- إن هجوما بهذا الحجم يعتبر درساً بليغاً لطرفي الصراع في الدول التي تعاني من توترات وأزمات سياسية داخلية على أساس ديني أو عرقي أو حزبي، فهو درس للأنظمة الحاكمة بضرورة مراجعة سياستها الداخلية التي تقف وراء أسباب التوتر والصراع وليس فقط مراجعة البرامج والسياسات الأمنية التي تعالج بها هذا التوتر والصراع، وهو في الوقت نفسه درس للقوى المعارضة المتطرفة فيما يمكن أن تذهب إليه في عملياتها الموجهة ضد الأنظمة الحاكمة التي تعارضها، وهذه القوى غالبا ما لا تحسب حسابات متزنة للنتائج والآثار التي تترتب على أعمال العنف التي تقوم بها.
العراق بعد خمس سنوات
بعد مضي خمس سنوات على تلك الهجمات، فإن الإدارة الأميركية التي لا تخلو من العقائديين وعشاق المغامرات الحربية، تقف في ذروة المشهد الجديد، بعد ان خاضت حربا ضارية في أفغانستان والعراق بينما تنتشر قواتها في الممرات المائية الحساسة والبؤر الملتهبة في العالم، لتجسيد مقولة «شرطي الأرض».
وداخليا، تراجعت قيمة الحرية في أميركا لصالح عقدة الأمن، وقليلون أولئك الذين يلتفتون اليوم إلى ذلك التمثال الشهير في نيويورك الذي يمجد الحرية، بعد أن علقت بأذهانهم صورة الحريق الكبير في مانهاتن، بما يثيره من كوامن غضب تشبه في انبعاثها مشهد سحب الأدخنة والغبار، المنطلقة من حطام البرجين الشاهقين.
ولعل النتيجة التي آلت إليها الحالة في غرب الأطلسي، هي أن أميركا باتت اليوم اعجز عن تصدير شعارات الحرية إلى أمم العالم، من أي وقت مضى، ويبدو أن التدهور قد طال ملفات حرية الرأي والحقوق المدنية، واصبح السياسيون الأميركيون منشغلين بتبرير الخروج الأميركي المذهل عن المعايير القانونية، سواء تعلق الأمر بحزمة قوانين «مكافحة الإرهاب» أو برفض معاملة سجناء غوانتانامو كأسرى حرب.
حتى شعارات العولمة سقطت في واد سحيق بعد 11 أيلول 2001 إذ لم يعد هناك من يتباهى بالانفتاح والاتصالات العابرة للحدود وحرية تدفق التجارة ورؤوس الأموال.
ويكاد الحديث يدور اليوم عن تعزيز الأطواق الأمنية، ومكافحة تسلل المهاجرين، وفرض الإجراءات الحمائية، لتعزيز صناعات الصلب مثلا، وتعقب رأس المال بشتى الصور، وهو المتهم بأنه شريان الإرهاب وعصب الجريمة المنظمة.
بالمقابل، علت التحذيرات من «عولمة الإرهاب» أو «الإرهاب المعولم»، وهو نمط يكثر الحديث عنه في سياق تبرير «العولمة الأمنية» التي أخذت تطل برأسها بشكل لم يسبق له مثيل، لتدوس في طريقها الكثير من الحريات العامة والشخصية، وتمعن في انتهاك المجال الشخصي للأفراد.
أسئلة كثيرة راودت الأذهان وما زالت، كل وأحد منها يحمل في طياته العديد من التساؤلات : ما الذي حدث بالفعل؟ من فعلها، أصحيح هي القاعدة؟ لماذا؟ ولخدمة من؟ وماذا بعد؟ عشرات الأسئلة التي عرفنا الإجابة على بعضها وبعضها الآخر يبقى يراوح ما بين التخمين واليقين.
قيل الكثير عن خلفيات وأسرار هجمات 11 (أيلول)، ونسج عنها أقاويل وادعاءات عديدة، بعضها اقرب إلى الأساطير، حتى أن مؤلفا فرنسيا مغمورا حقق أكبر مبيعات الكتب عبر العالم، سنة 2002، بكتاب ادعى فيه انه لم تسقط أي طائرة على مبنى البنتاغون بل ضرب بصاروخ! وتم تداول شائعات كثيرة زعم بعضها أن عددا من الانتحاريين التسعة عشر اتصلوا بذويهم بعد الهجمات، وقالوا بأنهم ما يزالون أحياء، وادعى البعض الآخر بوجود أيد إسرائيلية في الهجمات، سواء بمراقبة أو تتبع الانتحاريين أو بإصدار تحذير مسبق قيل انه وجه إلى الشهود الموجودين ببرجي مركز التجارة العالمي في صباح التفجير لإخطارهم بضرورة مغادرة المكان،
اتهامات بلا أدلة
بالرغم من أن كل هذه الأقاويل لقيت رواجا كبيرا لدى هواة «نظرية المؤامرة»، إلا أن أية قرائن أو أدلة ملموسة لم تأت لتؤكدها طوال السنوات الأربع المنقضية منذ هجمات 11 أيلول، لكن رواج مثل هذه الأقاويل التي لا سند مؤكداً لها، لا يمنع بأن هناك «مناطق الظل» مريبة، وخاصة فيما يتعلق بأداء أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية في الفترة التي سبقت 11 (أيلول)، حيث فشلت الأجهزة الأميركية في إحباط الهجمات.
فقد بينت التحقيقات اللاحقة وفي ما يلي مجموعة من الوثائق التي لو لم تتعرض للإهمال أو التجاهل لكان بإمكان واشنطن تجنب كارثة 11 أيلول.
المذكرة السرية الأولى
الوثيقة الأولى عبارة عن مذكرة سرية رفعتها الاستخبارات المركزية الأميركية إلى الرئيس بوش، يوم 6 (آب) 2001، أي قبل الهجمات بـ 35 يوما، وجاء فيها أن أسامة بن لادن قرر ضرب الولايات المتحدة ونقل «المعركة» إلى داخل ترابها الوطني انتقاما من هجمتها الصاروخية ضد قواعده في أفغانستان، سنة 1998، وذكرت الوثيقة بمحاولات بن لادن السابقة لتوجيه ضربات إرهابية داخل الولايات المتحدة، مؤكدة أن الفشل لا يمنعه من معاودة الكرة، وانه متعود على تحضير هجماته قبل سنوات عدة من موعد تنفيذها، لكن الأهم من ذلك أن الوثيقة كشفت أن السفارة الأميركية في الإمارات العربية المتحدة تلقت اتصالا مفاده أن عناصر من «القاعدة» يوجدون في الولايات المتحدة ويعدّون لهجوم إرهابي، وتضيف الوثيقة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يجري حوالي 70 تحقيقاً متعلقاً بنشاطات أنصار بن لادن فوق التراب الأميركي، وان تلك التحقيقات رصدت تحركات مريبة تتعلق بخطف طائرات!
المذكرة السرية الثانية
- الوثيقة الثانية عبارة عن تقرير أعدّه فرع مكتب التحقيقات الفيدرالي في مدينة فينكس، بتاريخ 10 (تموز) 2001، أي قبل شهرين كاملين من هجمات 11 أيلول، ويشير بأنه تم رصد عدد غير اعتيادي من أنصار بن لادن الذين كانوا يتابعون تدريبات في جامعات ومدارس الطيران المدني بولاية اريزونا، ويقول التقرير بوضوح أن الأمر ليس من محض الصدف، وانه يخشى انه يندرج ضمن مسعى منسق من قبل بن لادن لتكوين أشخاص قادرين على تدبير هجمات إرهابية تستهدف الطيران المدني، وتقترح الوثيقة - وهي موجهة إلى مصلحة مكافحة الإرهاب في المقر المركزي لمكتب التحقيقات الفيدرالي بواشنطن وفرعه في نيويورك - تعاون كل أجهزة الاستخبارات الأميركية لإعداد مسح شامل لكل مدارس التدريب على الطيران فوق التراب الأميركي، وإعداد قائمة بكل الأجانب الذين دخلوا الولايات المتحدة الأميركية بتأشيرات دراسية خاصة لمتابعة هذا النوع من التدريبات، لتكليف فروع مكتب التحقيقات الفيدرالي المتوزعة عبر التراب الأميركي بمراقبة كل من يشتبه منهم بان له صلات إرهابية.
المذكرة السرية الثالثة
- الوثيقة الثالثة هي دراسة استراتيجية تم إعدادها في (أيلول) 1999، أي قبل عامين بالضبط من هجمات 11 أيلول، من قبل «المصلحة الفيدرالية للأبحاث»، التابعة لأجهزة الاستخبارات الأميركية، وهي عبارة عن بحث استشرافي يرصد تطورات ظاهرة الإرهاب ويقدّم السيناريوهات المحتملة وأشكال الهجمات الإرهابية الجديدة المتوقعة مستقبلا، ويشير بان انتحاريين من «فيلق الشهداء» التابع لتنظيم «القاعدة» قد يستعملون أشكالا متعددة من الهجمات الإرهابية التي تستهدف العاصمة الأميركية، ومن ضمنها احتمال استعمال طائرات لصدم البنتاغون أو البيت الأبيض أو مقر وكالة الاستبخارات الأميركية!
المذكرة السرية الرابعة
- الوثيقة الرابعة عبارة عن مجموعة رسائل خطية كتبها من سجنه الأميركي زكريا موساوي، المتهم بأنه «الانتحاري العشرون» في هجمات 11 أيلول، وفيها يؤكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يقوم بمراقبته هو والخاطفون التسعة عشر قبل هجمات 11 أيلول، ويتهم الـ«اف.بي.آي) بالتواطؤ عمدا في التستر على نشاطات الخاطفين التسعة عشر، بدليل انه تعمّد عدم اعتقال هاني حنجور، أحد هؤلاء الخاطفين، بالرغم من انه تم التبليغ عنه كعنصر خطير في مدرسة الطيران ذاتها التي اعتقل فيها موساوي، واللافت أن تهمة التستر ذاتها التي يقول بها موساوي تؤكدها محققة الـ«اف.بي.آي» التي اعتقلته بمكتب مينيابوليس، كولين روولي، التي قدمت استقالتها لاحقا، واتهمت كبار مسؤولي الـ«اف.بي.آي» بأنهم تصرفوا بشكل مريب للتستر على ما كان واضحا انه عبارة عن نشاطات إرهابية، واحتجت هذه المحققة بشكل خاص على منعها، قبل هجمات 11 أيلول، من تفتيش كمبيوتر موساوي، رغم حصولها على تأكيد من الاستخبارات الفرنسية بسوابقه الإرهابية وصلاته بـ«القاعدة»، وتعتقد انه لو اطلعت على محتويات الكمبيوتر لتمكنت من الامساك بطرف الخيط الذي كان من شأنه أن يسمح بإحباط الهجمات.
هجمات 11 أيلول!
من خلال هذا الكم الخطير من التفاصيل والمعلومات السرية التي تضمنتها هذه الوثائق، يتضح لنا، بما لا يترك مجالا للشك، أن الاستخبارات الأميركية كانت تعرف سلفا، وقبل وقوع هجمات 11 أيلول، بان أسامة بن لادن قرر نقل «المعركة» إلى التراب الأميركي، وانه أرسل عددا من أنصاره لتحضير هجمات إرهابية، وان التحقيقات رصدت - من جهة - تحركات إرهابية مريبة ترجح احتمال خطف طائرات، ومن جهة أخرى وجود عدد غير اعتيادي من أنصار بن لادن الذين كانوا يتابعون تدريبات في مدارس الطيران في أميركا، وبالذات في ولاية اريزونا، وإلى جانب كل ذلك، هناك دراسة استراتيجية توقعت قبل عامين من الهجمات لجوء انتحاريين من «القاعدة» لصدم البنتاغون أو البيت الأبيض بواسطة طائرات مختلفة، والسؤال المطروح حيال كل هذه المعطيات، وهو: ما مكمن الخلل في أداء أجهزة الاستخبارات الأميركية بخصوص هذه القضية؟ هل
هو قصور أم تقصير أم تواطؤ؟ لا يمكن القول بأن الأجهزة الأميركية والقرائن التي من شأنها - لو استغلت بالشكل الأمثل - أن تؤدي لكشف الخاطفين التسعة عشر وإحباط مشروعهم، فما الذي حدث إذن؟ هناك قدر واضح من التقصير والإهمال، وذلك في أعلى مستويات المسؤولية، فالبيت الأبيض اعترف في شهر نيسان 2004، بعد اكثر من عامين ونصف العام من الإنكار والمماطلة، بان الرئيس بوش لم يقرأ الوثيقة الأولى التي تلقاها يوم 6 آب الا في صباح 12 أيلول، أي في اليوم الذي تلا الهجمات.
اطلاع بدون إجراء
أما الوثيقة الثانية التي حذّرت من وجود عدد مريب من أنصار أسامة بن لادن في مدارس الطيران بأريزونا، وطالبت بإعداد قائمة بكل الأجانب الذين دخلوا البلاد بتأشيرات للالتحاق بمدارس الطيران لمتابعة الذين يشتبه بان لهم صلات أو سوابق إرهابية، فان لجنة التحقيق التي شكلها الكونغرس الأميركي بخصوص هجمات 11 أيلول قامت بفحص كمبيوترات مصلحة مكافحة الإرهاب بالمقر المركزي لمكتب التحقيقات الفيدرالي بواشنطن، لمعرفة كيف تم التصرف حيال هذه الوثيقة، وتبّين أنها تمت دراستها يوم 27 (تموز) 2001، وكتبت في الكمبيوتر ملاحظة تقول: تم النظر فيها مع «وحدة أسامة بن لادن» (خلية متخصصة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية)، وتقرّر عدم القيام بأي إجراء في الوقت الحالي!
فهل الأمر هو مجرد إهمال وتقصير؟ أم هل هو تواطؤ متعمد للتستر على الهجمات، كما يقول به زكريا موساوي والمحققة كولين رولي التي اعتقلته؟
القصة لم تنته هنا، فأصحاب نظرية المؤامرة يذهبون ابعد من ذلك طارحين الأسئلة وواضعين الفرضيات مركزين على نقاط متعددة أبرزها:
الصناديق السوداء
لم تذكر السلطات الأميركية عثورها على أي صندوق أسود سوى الصندوق الأسود للطائرة الرابعة التي سقطت قبل بلوغ هدفها. وفي هذا الصندوق
الأسود لم يكن هناك أي حوار بين الطيار وبرج المراقبة ولا بين الطيار وطاقمه، فكيف يمكن حدوث هذا؟ قد تكون السلطات الأميركية قد عثرت على جميع هذه الصناديق السوداء ولكنها كتمت الخبر، لأن الإعلان عن محتوياتها لم يكن في صالح السيناريو الموضوع من جانبها لمجريات تلك الأحداث.
لم يتم تسجيل أي استغاثة ولا أي تبليغ من أي طائرة من هذه الطائرات الأربع بأنها قد اختطفت، وهذا أيضا يحدث لأول مرة في تاريخ الطيران المدني.. يحدث لأول مرة أن تختطف أربع طائرات في يوم وأحد وفي بلد وأحد ولا يتم تسجيل أي اتصال من قائد أي طائرة مع برج المراقبة.
التدريب على الطيران
أ - يستحيل على متدرب في نوادي الطيران قيادة هذه الطائرات الضخمة للأسباب الآتية: أ ـ أن هذه النوادي تقوم بالتدريب على قيادة طائرات مدنية صغيرة براكب وأحد في معظم الأحيان، ويستحيل على المتخرج من هذه النوادي قراءة العدادات المختلفة الموجودة أمامه في لوحة القيادة ولا يعرف معناها ولا وظائفها.
ب ـ هذه الطائرات انحرفت عن مساراتها المعينة لها وبدأت تطير على ارتفاعات منخفضة وبين أبنية شاهقة دون أي خريطة جوية وأصابت أهدافها بدقة متناهية.
ج ـ تكون الممرات الجوية في الولايات المتحدة الأميركية ـ ولاسيما في القسم الشرقي منها ـ مزدحمة جدا بالطائرات، ويبلغ هذا الازدحام اشده في سماء نيويورك حيث تهبط في مطاراتها أو تقلع منها مئات الطائرات يوميا. فكيف استطاع هؤلاء الهواة وعديمو الخبرة قيادة هذه الطائرات الضخمة لأول مرة في حياتهم والخروج بها عن مساراتها المعينة لها في هذه المنطقة المزدحمة بالطائرات دون حدوث أي اصطدام مع طائرات أخرى؟ كيف لم يتم تبليغ أي شكوى من قائد اي طائرة بوجود طائرات في هذه المنطقة تطير على هواها؟
إذن كيف تسنى لأربع طائرات الخروج من مساراتها المثبتة في الخرائط الجوية والطيران لمدة كبيرة قاربت بعضها ساعة كاملة دون حدوث أي حادث في سماء الولايات المتحدة المزدحمة دوما بالطائرات، بل حتى دون شكوى أي طائرة أخرى من هذه الطائرات التي تطير على هواها؟
هذه هي الاستحالات الثلاث التي تنقض السيناريو الرسمي للسلطات الأميركية
قوائم الركاب
أعلنت الخطوط الأميركية لائحة بأسماء ركاب هذه الطائرات، ولم تكن هذه اللائحة تحتوي على اسم عربي وأحد، ثم إذا بنا نرى أن السلطات الأميركية تذيع لائحة أخرى مختلفة تماما عن اللائحة الأولى. فكيف يحدث هذا؟
لقد تبين بالدليل القاطع أن القائمة الجديدة قائمة مزيفة تماما، فقد وردت فيها أسماء أشخاص من العرب كانوا قد توفوا قبل سنتين، كما وردت فيها أسماء لأفراد من العرب كانوا خارج الولايات المتحدة الأميركية وعلى بعد آلاف الكيلومترات منها، ولا يزالون يعيشون (كان منهم مثلا شخص تونسي يعمل في بلده منذ مدة بعد خروجه من الولايات المتحدة الأميركية)، أي كان من المفروض أن هؤلاء ماتوا محترقين في تلك الطائرات. وهذا هو بالضبط ما أشار إليه الكاتب والمفكر الفرنسي ثري ميسان Thierry Meyssan وهو من أبرز المفكرين الفرنسيين في كتابه «الخدعة المرعبة» L''Effroyable Imposture حيث اتهم السلطات الأميركية باختراع الأكاذيب المفضوحة وخداع الرأي العام العالمي.
جوازات منتهية
تبين أن السلطات استخدمت عند تنظيم هذه اللائحة الجديدة المزيفة بأسماء الركاب وأسماء بعض المتهمين المحجوزين هويات مسروقة أو مفقودة منذ أحداث الكويت، أي قبل عشرة أعوام، وتبين أن جواز متهم آخر مفقود قبل ستة أعوام، ولم يكن بن لادن قد ظهر آنذاك ولم يكن له أي تنظيم، أي لم يكن بقدرة أي تنظيم الاحتفاظ بهذه الجوازات لاستخدامها في هذه العملية. ثم كيف يمكن استخدام جوازات مرت عليها كل هذه المدة؟ فصلاحيتها تكون قد انتهت، فكيف يمكن لهؤلاء استخدام هذه الجوازات في الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية واستخدامها عند شراء بطاقات الطائرة؟
سربت هذه السلطات أخبارا لبعض الصحف بأنها قد عثرت في أنقاض البرجين على جثة أحد الطيارين، وهو موثق اليدين، وهذه أيضا كذبة مفضوحة، إذ
يستحيل بقاء جثة يمكن التعرف عليها بعد ذلك الحريق الهائل الذي بلغت فيه درجة الحرارة ألف درجة مئوية وأذابت الأعمدة الفولاذية للبناء وجعلتها تنهار.
الاصطدام بالبنتاغون
ادعت السلطات الأميركية أن الطائرة الثالثة أصابت البنتاغون، ولا يدري أحد كيف تستطيع طائرة الخروج من مسارها وتطير في الجو بصورة غير شرعية مدة ثلاثة أرباع الساعة في بلد حدثت فيه قبل ساعة تقريبا حادثتان مرعبتان بواسطة طائرتين؟ لأن الطائرة الأولى خرجت عن مسارها الجوي في الساعة 8.15 صباحا وضربت المركز التجاري في الساعة 8.48 في حين ضربت الطائرة الثانية البرج في الساعة التاسعة تقريباً، أما الطائرة الثالثة فقد تركت مسارها الجوي المعين في الساعة التاسعة وضربت البنتاغون في الساعة 9.45 صباحا. ثم كيف تستطيع أي طائرة الاتجاه نحو أحصن مكان في العالم وتضربها؟ أين الرادارات؟ أين وسائل الحماية؟
ولكن المهم هنا ليس هذا بل أن مثل هذه الطائرة الثالثة لم تكن موجودة.. أي أن قصة هذه الطائرة الثالثة التي ضربت البنتاغون قصة مختلفة من أولها إلى آخرها، والصحيح هو ما أوردته وكالة أبناء «اسوشتيد برس» ـ التي كانت أول من أذاعت خبر حدوث انفجار كبير في البنتاغون ـ حيث ذكرت أن شاحنة كبيرة محملة بالمتفجرات سببت ذلك الانفجار. وكان تعبيرها عن الحادث: Abooby trapped truck had caused the explosion ولكن السلطات الرسمية سارعت إلى تكذيب الخبر وأعلنت عن ارتطام طائرة بالمبنى كعملية إرهابية.
دليل إضافي في هذا الأمر هو أن رجال الإطفاء عندما هرعوا على عجل إلى مكان الحادث لمكافحة النيران لم يروا أي أثر لحطام أي طائرة.. لم يكن هناك اي حطام ولا أي جثث محترقة أو غير محترقة ولا حقائب سفر مبعثرة أو محترقة.. لم يكن هناك اي شيء، كما لم يظهر أي اثر لحطام هذه الطائرة في الأفلام التلفزيونية الأخبارية ولا في الصور التي وزعتها وزارة الدفاع الأميركية للصحف عن الحادث. فهل تبخرت الطائرة هكذا هي وركابها وصندوقها الأسود؟ وكيف؟ لقد سأل الصحفيون السيد اد بلوكر ED PLAUGHER رئيس رجال فرقة الإطفاء التي أطفأت النيران عن هذا الأمر وعما إن كان قد شاهد أي حطام للطائرة فقال : «... بعبارة أخري لم يكن هناك أجزاء جسم الطائرة، أو أي شيء من هذا القبيل»، علما بأن الجزء المتهدم من واجهة البناية جزء صغير لا يتناسب مع حجم الطائرة المصطدمة ولا يبلغ هذا الجزء ربع طول جناحي الطائرة، ولو كانت هناك طائرة مصطدمة بالبناية لبلغت أضرار البناية ضعاف ما حدث عدة مرات.
والشيء الذي يجلب الشكوك هو أن وزارة الدفاع الأميركية قامت وعلى عجل بفرش طبقة من الرمل والحصى على أرضية الساحة الداخلية للبناية وكأنها تريد إخفاء معالم معينة مع انه يجب بقاء كل شيء على حاله حتى انتهاء الفحوص والتحقيقات. وقد أشار الكاتب الفرنسي «تيري ميسان» في كتابه «الخدعة المرعبة» الذي ذكرناه سابقا إلى أن خبر اصطدام طائرة ببناية البنتاغون ليس سوى كذبة أخرى اخترعتها السلطات الرسمية الأميركية.
والمتتبع لسير التحقيقات يرى بوضوح أن التحقيقات لم تتجه إلى الوجهة الصحيحة، فمثلا كان من المفروض أن تبدأ التحقيقات من المطارات التي أقلعت منها هذه الطائرات لأنها مزودة بكاميرات عديدة مبثوثة في جميع أنحائها ولا سيما فوق مناضد موظفي قطع التذاكر، وهذه الصور التي تسجل معها اليوم والساعة والدقيقة بل حتى الثانية تبقى مخزونة لمدة لا تقل عن الشهر. وكان من الممكن الحصول على صور جميع ركاب هذه الطائرات وحتى من زوايا مختلفة، وكانت تستغني بذلك عن نشر أسماء أشخاص ماتوا منذ سنوات. لم يتم هذا حسب علمنا ولم تتم التحقيقات مع موظفي المطارات ولا الاستفسار منهم عن الركاب. ولو كان الخبر الذي نشر عن قيام المعلقة التلفزيونية «بابارا ولسون» الموجودة على متن الطائرة الثالثة بالاتصال مع زوجها المحامي بهاتفها النقال وأنها أخبرته برقم مقعد أحد الإرهابيين الذين قاموا بخطف الطائرة.. لو كان هذا الخبر صحيحا لاستطاعت قوى الأمن الحصول بعد دقائق فقط على صورته من ذاكرة هذه الكاميرات التي تصور كل راكب عند قطعه التذكرة.
دور إسرائيل
لكن أين دور إسرائيل في كل ذلك؟ هل اقتصر فقط على ما يقال عن إنذار الموظفين اليهود بعدم الحضور إلى أعمالهم في برجي التجارة يوم الهجوم؟ وماذا عن الأنباء التي تحدثت عن اعتقال عناصر إسرائيلية في أميركا ؟ ولماذا يلف تفاصيل هذه الأنباء طوق من الغموض والبيانات المبهمة؟ وهل يترك الانسجام التقليدي بين واشنطن وتل أبيب حساسية من نوع خاص على هذه الأنباء؟ أم أننا بصدد «فضيحة جوناثان بولارد» جديدة ولكن بمقاييس تتلاءم ومنعطف الحادي عشر من أيلول؟
لان هذه الأسئلة ليست سهلة في حقيقة الأمر، فإن الأحجام عن الخوض فيها أفسح في المجال أمام التكهنات والإشاعات وأنصاف الحقائق. بيد أن
شبكة «فوكس» الأخبارية الأميركية تبدو وكأنها أمسكت بطرف الخيط بالفعل، فالولايات المتحدة شهدت فضائح كبرى مترابطة، بل ووثيقة الصلة بالحادي عشر من أيلول.
تقول الشبكة الأخبارية البارزة أنها علمت بوجود نحو ستين إسرائيليا من بين مئات المعتقلين الذين ألقت السلطات الأميركية القبض عليهم، بعد حوادث نيويورك وواشنطن، وان المحققين الفيدراليين من جهاز «اف بي اي» كانوا يبحثون عنهم منذ مدة طويلة على خلفية اتهامهم بالتجسس على مواقع رسمية تابعة للحكومة الأميركية.
ويضيف المصدر واصفا بعض هؤلاء الإسرائيليين بأنهم «ناشطون في الجيش الإسرائيلي أو عمليات الاستخبارات»، وأما اعتقالهم فجرى باتهامات تتعلق بالهجرة أو تحت لافتة «قانون باتريوت» لمكافحة الإرهاب.
وقد نقلت الشبكة عن محققين فيدراليين قولهم أن بعض المعتقلين الإسرائيليين لم ينجحوا في اجتياز اختبار فحص الكذب حول التهم المنسوبة اليهم بأنشطتهم التجسسية ضد الولايات المتحدة، وفق تأكيدها.
ولعل العقدة الأهم في «الفضيحة» إن لدى المحققين شكوكا تدور حول احتمال أن يكون هؤلاء المحتجزون قد جمعوا معلومات استخبارية حول هجمات 11 أيلول قبل وقوعها، ولكنهم لم يشاركوا أحدا بمعلوماتهم تلك. لكن المصدر أشار إلى انه لا يوجد ما يدل على أن الإسرائيليين كانوا متورطين في الهجمات.
ونقلت شبكة «فوكس» حينها عمن وصفته بـ «المحقق الكبير» قوله أن هناك «علاقة» بين الإسرائيليين والهجمات. لكنه عندما سئل عن تفاصيل طبيعة هذه العلاقة رفض الإفصاح عنها. وقال :«الأدلة التي تربط الإسرائيليين بما جرى في 11 أيلول هي مصنفة، ولا يمكنني أن أحدثك عن الأدلة التي تم تجميعها، أنها معلومات مصنفة».
ويبقى السؤال الأهم : لماذا توقفت الهجمات عند حدود 11 أيلول، ولم تشهد الولايات المتحدة بعد هذا التاريخ اي «غزوات» ؟
تتعدد التفسيرات التي يقدمها الخبراء في شؤون الإرهاب داخل وخارج الحكومة الأميركية حول سبب عدم تعرض الولايات المتحدة لعمل «إرهابي» حقيقي منذ الحادي عشر من أيلول 2001. ويقول هؤلاء أن من بين هذه النظريات التي تسعى السلطات الأميركية إلى الترويج لها من خلال إجراءاتها هي رقابة افضل على الحدود والمعابر وتبادل المعلومات الاستخبارية والإجراءات الأمنية المتواصلة التي تقوم بها وزارة الأمن الداخلي والتي يقول المسؤولون الأميركيون إنها تزيد من صعوبة عمل اي «إرهابيين» محتملين في الولايات المتحدة.
حركة القوميين العربآخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 17-09-2006 الساعة 11:42 PM
- 17-09-2006, 11:41 PM #80
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
إساءة
طفله الخليفة
لا أعتقد ولا يعتقد الكثيرون من المسلمين وحتى من غير المسلمين أن حديث البابا عن الدين الاسلامي تم تحريفه او انه كانت هناك إساءة للفهم أو التفسير. إن ما قاله يتناسب تماما مع مواقفه السابقة المتحاملة على الإسلام والمسلمين، وهو يعلم تماما ان من تعرضوا لعنف المستعمر المسيحي ووحشيته وإبادته منذ قرون ومازالوا يتعرضون هم المسلمون، ويعلم ايضا ان حملات الإبادة التي قام بها المستعمرون قد ترافقت مع حملات التبشير المسيحية، وقد جاءت كلماته متناسبة تماما مع حملات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي بات يتحدث عن الاسلام الفاشي وعن قيامه بالحملات الصليبية للدفاع عن المسيحية، ثم يعود ليقول: إنها زلة لسان وانه تمت إساءة فهمه .
يتساءل الناس من حولي: ما الذي نستطيع ان نفعله لنوقف هذه الهجمات على الاسلام والمسلمين؟ وانا أقول: إن هذه الحملات من قبلهم لن تتوقف لأنها الغطاء الذي اتخذوه لحروبهم القادمة التي يريدون بها تمزيق العالم الاسلامي وتشكيكه في نفسه وعقائده وكرامته وتاريخه في الوقت الذي يتم فيه إخفاء كل الإجرام الذي قام به مكتشفوهم وساستهم ومن ساعدهم وإظهارهم بمظهر الأبطال. انها حرب مستمرة لابد لنا ان نستعد لها نفسيا وعقليا واقتصاديا واجتماعيا، وان نعلم اهدافها وان نواجهها بمزيد من الثقة في عقيدتنا وفي أنفسنا، وان نتلاحم مع دول العالم الاسلامي الأخرى في سبيل الدفاع عن احترام ديننا وعدم الإساءة اليه.
أخبار الخليجآخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 17-09-2006 الساعة 11:44 PM
- 18-09-2006, 10:55 PM #81
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
البابا أساء.. وعليه الاعتذار
عبد الباري عطوان
تعودنا، ونحن الذين نعيش في الغرب لاكثر من ثلاثة عقود، ان من صلب الثقافة الغربية، ان يبادر الشخص، مهما علت مرتبته، الي الاعتذار اذا ارتكب خطأ ما في حق شخص آخر، ولكن هذه القيمة الاخلاقية العالية، تتراجع، في معظم الاحيان، اذا كان الضحية عربيا او مسلما او الاثنين معا.
البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي يمثل مرجعية دينية واخلاقية هي الاعلي شأنا ومقاما في الغرب، ارتكب خطأ فاضحا في حق عقيدة ينتمي اليها مليار ونصف المليار مسلم، من بينهم ثلاثون مليونا يعيشون في القارة الاوروبية (باستثناء تركيا)، عندما اقتبس عبارات مسيئة للرسول محمد (ص) من امبراطور بيزنطي عنصري حاقد، ينتمي الي القرون الوسطي، وربط بشكل واضح بين الارهاب والاسلام، وكان من المفترض ان يعتذر عن هذه الاساءات بشكل واضح لا لبس فيه او غموض، ولكنه لم يفعل واكتفي بالتعبير عن اسفه وحزنه علي امل تهدئة الخواطر .
البابا السابق يوحنا بولص، اعتذر لليهود علانية وبرأهم من دم المسيح، في سابقة تاريخية ودينية تجنب الكثيرون قبله مجرد الاقتراب منها، في محاولة من جانبه لتحقيق المصالحة، وردم ما يمكن ان يحول دون التعايش بين الاديان، ولكن يبدو ان البابا الجديد لا يريد مثل هذا التعايش مع المسلمين علي وجه الخصوص، ولا يعير اهتماما جديا للحوار بين الديانات واتباعها.
المسألة لا يمكن ان تكون زلة لسان ، او سهواً غير مقصود ، فالبابا ليس رجلا ساذجا لا يعرف ما يقول، فهو استاذ في علم اللاهوت، وكان يحاضر في جامعة عالمية محترمة، ويدرك جيدا خطورة كلماته، خاصة انها جاءت واضحة ومباشرة في اساءاتها وتهجماتها علي مئات الملايين من المسلمين.
فلا بد ان البابا تابع حالة الغضب العارم التي عمت العالم الاسلامي، وأدت الي سقوط عشرات القتلي والجرحي، بسبب رسوم كارتونية تطاولت علي الرسول الكريم، وهدفت الي ربط الاسلام بالارهاب والعنف، الامر الذي يؤكد صفة التعمد في اطلاق مثل هذه التهجمات، خاصة انه لم تمر الا بضعة اشهر فقط علي كارثة الرسومات هذه.
انها صليبية فكرية تتوازي مع حملات اعلامية، وحروب عسكرية، تصب جميعها في هدف واحد، وهو احتقار الاسلام والمسلمين، والحاق اكبر قدر من الإذلال بهم، دون غيرهم من اتباع الديانات الاخري، ودون اي سبب منطقي او مقبول.
حملات مقننة مدروسة بعناية، تعيد قولبة الافكار الاستعمارية التي ازدهرت في القرن التاسع عشر، وأدت في نهاية المطاف الي تقويض الامبراطورية العثمانية الاسلامية، وتقسيم العالمين العربي والاسلامي، واخضاعهما للاحتلال الغربي تحت مسميات التحديث والعصرنة.
فليس من قبيل الصدفة ان تصدر هذه المواقف عن بابا روما في الوقت الذي يتواصل فيه الاحتلال الامريكي للعراق وتتواصل نتائجه قتلا وتدميرا وتفتيتا لهذا البلد علي الصعيدين الجغرافي والديمغرافي. وليس صدفة انها تأتي في وقت يضاعف فيه حزب الناتو قواته في افغانستان، ويتحدث فيه الرئيس الامريكي جورج بوش عن الفاشية الاسلامية ويبشر بحرب جديدة ضد ايران المسلمة تحت ذريعة برنامجها النووي الوليد.
فاذا كانت اساءات البابا هذه لا تأتي في هذا الاطار، وان صاحبها اسيء فهمه، وان كلماته قد انتزعت من سياقها، فلماذا لا يعتذر بشكل صريح وواضح، ويقطع بذلك الطريق علي كل من يريد استخدام عباراته هذه من اجل خلق حالة من العداء بين المسلمين والغرب؟
ما لا يدركه الذين يقفون خلف هذه الحملات، انهم يخدمون التطرف والمتطرفين الذين يدعون العمل علي مواجهتهم ومساعدة الاسلام المعتدل في المقابل. ويؤكدون صدق نظرية زعيم تنظيم القاعدة الذي يريد ويعمل من اجل تقسيم العالم الي فسطاطين ، احدهما مسلم والآخر مسيحي غربي، واشعال فتيل المواجهة بينهما.
والاهم من هذا انهم يعملون، ودون قصد علي توحيد العالم الاسلامي، وحشده تدريجيا خلف التوجهات المتطرفة، وهي مهمة عجزت عن تحقيقها العديد من الحركات الاسلامية، المعتدلة منها وغير المعتدلة.
فقبل وصول المحافظين الجدد الي السلطة في واشنطن، وخطفهم للبيت الابيض، وتوظيفهم لاكبر امبراطورية في العالم وادواتها العسكرية والاقتصادية في خدمة مصالحهم في الهيمنة ونشر الفوضي البناءة في العالم الاسلامي، كانت الأمة الاسلامية متفرقة، ومعظم ابنائها يتطلعون الي النموذج الغربي باعتباره نموذج التقدم والعدالة والمساواة، واصبحنا نسمع عن توجهات تعزز الانسلاخ عن هذه الأمة كليا، مثل الاردن اولا و مصر اولا ، و لبنان اولا ، و تركيا اولا ، الآن بدأت هذه الشعارات تتراجع تدريجيا، ونشاهد الأمة الاسلامية مستنفرة ، تجمعها وحدة حال و كراهية الامركة وضرورة الدفاع عن العقيدة المستهدفة.
وقد انعكست هذه التوجهات الجديدة من خلال التأييد السني الكاسح لحزب الله الشيعي بعد صمود الاخير امام العدوان الاسرائيلي علي لبنان، والتأييد المتنامي لايران في مواجهة الغرب، وبدرجة اقل لحركة طالبان التي تعيد تجميع صفوفها في افغانستان.
الاسلام يختلف كثيرا عن معظم الديانات السماوية وغير السماوية الاخري، في امر جوهري علي درجة كبيرة من الاهمية، وهو ان العقيدة الاسلامية، ومفهوم الأمة، يتقدمان علي مفهوم المواطنة والجنسية. اي ان المسلم هو مسلم اولا ثم باكستاني او هندي او مصري او بريطاني ثانيا. واذا كان هذا المفهوم قد ضعف وتراجع لعدة اسباب من بينها انتشار العلمانية في زمن المد اليساري أو الشيوعي، فان هذه الحملات التي تطل برأسها في الغرب وتستهدف الاسلام بدأت تعيده بقوة في الاعوام الاخيرة.
يظل لزاما علينا في الختام ان ندين بأقسي العبارات التعرض للكنائس مثلما حدث في مدينة نابلس، او الاعتداء علي اتباع الديانة المسيحية، مثل مقتل الراهبة المسيحية في الصومال، كرد فعل علي اساءات البابا هذه، لان الدين الاسلامي دين التسامح والتعايش واحترام عقيدة الآخر. ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب الخليفة الثاني قدوة في عهدته العمرية الشهيرة ورفضه الصلاة داخل كنيسة القيامة في القدس حتي لا يتخذها اتباعه سنّة من بعده.
التعبير عن الغضب، والدفاع عن العقيدة، والتصدي للاساءات والمسيئين، كلها امور مشروعة، يجب ان تتم بطرق حضارية بعيدا عن القتل والحرق والانفعالات غير المسؤولة.
أكثرالحكومات في العالم الاسلامي بشكل عام والعربي بشكل خاص تتحمل الإثم الاكبر من جراء كل هذه التطاولات علي الاسلام، لانها تحولت الي ادوات مطيعة للولايات المتحدة وادارتها العنصرية الحالية، وحولت بلدانها وشعوبها الي حيطة واطية لتطاول الكبار والصغار، من البابا الي رسام كاريكاتير دنماركي جاهل حاقد، مرورا برئيس امريكي مريض في عنصريته وعدائه للاسلام والمسلمين.
:: القدس العربي
- 18-09-2006, 11:03 PM #82
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
ماذا اقول
اللهم انصر الاسلام و اعز المسلمين
و جزاك الله خيرا
- 19-09-2006, 09:31 PM #83
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed hanafyآمين يارب ،
وجزاك الله خيراً للمتابعة .
- 20-09-2006, 10:10 PM #84
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
نقطة نور
بقلم: مكرم محمد أحمد
العرب ومجلس الأمن! لايبدو أن سعي العرب لنقل ملف تسوية الصراع العربي الإسرائيلي الي مجلس الامن, علي امل ان يمارس المجلس دورا فاعلا لإخراج التسوية من حالة الجمود الراهن التي تقرب من الموت نتيجة التباس الدور الامريكي وتواطئه علي مدي السنوات الست الماضية, سوف يثمر شيئا حقيقيا, او يسفر عن خطوة مهمة او مبادرة جيدة تملأ الفراغ الراهن في الشرق الاوسط, وان غاية ما يمكن ان يصدر عن المجلس ـ الذي سوف يجتمع اليوم ـ الخميس ـ علي مستوي وزراء خارجية دول مجلس الامن في جلسة خاصة لمناقشة المبادرة العربية بيان رئاسي يوصي وينصح, وليس قرارا نافذا يتم التصويت عليه يحدد خطوات واضحة ملزمة تخرج التسوية من مواتها الراهن.
وبرغم الإجماع الدولي بعد الحرب الاسرائيلية اللبنانية علي ان الشرق الاوسط سوف يظل عرضة للانفجار إذا تأخرت تسوية الصراع العربي الاسرائيلي. وهو الامر الذي عبر عنه بوضوح كامل سكرتير عام الامم المتحدة كوفي أنان في خطاب الوداع, الذي القاه مع بداية افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة قبل ان يعتزل منصبه في ديسمبر القادم عندما اكد, ان تأخير التسوية سوف يزيد الموقف سوءا ويضاعف فرص العنف في المنطقة, كما يدفع آلاف الشباب المحبط الي الانضمام الي جماعات الارهاب التي تزداد قوة.., برغم ذلك لايبدو ان الامريكيين عازمون علي إنجاز اي عمل جاد, وان غاية ما يمكن ان يتحقق في ظل عناد الرئيس الامريكي بوش وانشغاله بمحاولة الخروج من مستنقع العراق هو بعض الخطوات التكتيكية والرمزية الصغيرة, كأن يجتمع محمود عباس مع رئيس الوزراء إيهود اولمرت دون جدول عمل محدد, او يتم الاتفاق علي تحرير بعض الاسري الفلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي جلعاد, او التخفيف من بعض القيود علي حركة الفلسطينيين عند المعابر لكن لا يوجد شيء جاد أو جديد يمكن توقعه.
والواضح ان الامريكيين والاسرائيليين ينسقون بشكل علني مواقفهم لمنع مجلس الامن من التصويت علي اي قرار جديد يحفز المجتمع الدولي علي ضرورة الاسراع بالتسوية, وعندما ذهبت وزيرة الخارجية الاسرائيلية ليفني الي واشنطن الأسبوع الماضي تطالب بدعم الولايات المتحدة لمواجهة ما يمكن ان يحدث في مجلس الامن, كان الرد الامريكي, ليس هناك ما يدعو الي القلق, وكل المطلوب من اسرائيل بعض الاجراءات الصغيرة حتي تظل الكرة في الملعب الفلسطيني, بحجة ان الفلسطينيين غير جاهزين للتسوية, وان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية, التي يعتزم الرئيس محمود عباس العمل علي تشكيلها لا تشكل مخرجا صحيحا, ولا تصلح ان تكون طرفا في التسوية, الا ان تعترف حماس باسرائيل وتعلن نبذ العنف وموافقتها علي كل الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل, وبرغم الحقيقة المؤكدة التي تقول إن الضمان الصحيح للتسوية هو حكومة وحدة وطنية فلسطينية. تلم شتات القضية الفلسطينية في موقف واحد وان ما يفعله ابو مازن هو خطوة علي الطريق الصحيح يمكن استكمالها, لان ايا من التنظيمين الكبيرين فتح أو حماس لن يستطيع منفردا ان ينهض بأعباء التسوية.
ولايبدو حتي الآن أن الاوروبيين اعضاء الرباعية الدولية سوف ينجحون في تغيير الموقف الامريكي رغم احساسهم العميق بخطورة الموقف في الشرق الاوسط, وان الموقف سوف يظل لفترة أخري معلقا علي إدارة واشنطن التي يبدو ان سلام الشرق الاوسط واستقراره لا يدخل ضمن اولوياتها الراهنة.
:: الأهرام
- 21-09-2006, 10:21 PM #85
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
البابا و الإسلام .. الخلفية التاريخية للخطاب
بقلم: السيد ولد أباه
لقد غاب عن الكثيرين، بل عن البابا بنديكت السادس عشر نفسه، أن الرجل الذي كان يحاضر في منطقة البافير الألمانية حول تجديد الدين المسيحي ليس رأس المؤسسة الكاثوليكية بل رجل اللاهوت المتفلسف جوزف رازينغر، الذي عرف قبل اعتلائه مركز البابوية بتكوينه الفلسفي اللاهوتي الصلب وميله للحوار حول موضوعات الدين والعقلنة والتقنية في المجتمعات الغربية التي انهارت فيها المؤسسة الدينية، وانحسرت فيها المعتقدات المسيحية.
فالرجل الذي انتخب في ابريل 2005 خلفا للبابا البولندي ـ الذي عرف بحسه الانفتاحي وميله للحوار مع الثقافات والديانات الأخرى وعلى الأخص الإسلام ـ لم يكن يعرف عنه الكثير خارج الوسط اللاهوتي الكاثوليكي الضيق، على الرغم أنه نشر سيرة ذاتية مفصلة بعنوان «حياتي» يسرد فيها مساره الثقافي والديني في المرحلة الممتدة من ميلاده (1927) إلى عام 1977.
وقد كتبت عن البابا الجديد عدة كتب في السنتين الأخيرتين، اتفقت في نقطتين أساسيتين:
أولاهما: أن الأسقف الذي بدأ منفتحا مجددا في المجمع الفاتيكاني الثاني، تحول في السنوات الأخيرة إلى وجه محافظ متشدد يتبنى أكثر المواقف الكنسية انغلاقا، مما جر عليه سخط بعض الأساقفة الأقرب لسلفه.
ثانيتهما: أن الرجل مهووس بسبل تجديد الإيمان المسيحي وتدعيم حضور المؤسسة الكنسية في المجال العام وفي الحقل الاجتماعي والقيمي.
وعلى عكس بعض التيارات المسيحية الساعية لتبني المنطلقات والمفاهيم التحديثية داخل النسيج العقدي والقيمي للمسيحية كتيارات لاهوت التحرر والتفكيكية اللاهوتية والنزعات الإنجيلية الأمريكية.. يرى البابا بنديكت السادس عشر أن تجديد الديانة المسيحية لا يكون إلا بمحاربة الفكرتين الرئيسيتين اللتين جرفتا الحداثة الغربية خارج الدين وهما: النزعة العقلانية المشطة الرافضة للوحي والعلمانية النابذة للأخلاق والمفضية للتصورات النسبية للقيم.
ولم يفتأ جوزيف رازينغر يعبر عن هذه الأفكار في كتاباته اللاهوتية والفلسفية الغزيرة. ومن أهم هذه الكتابات حواره الثري مع الفيلسوف الألماني الأشهر يورغن هابرماس حول «الأسس الأخلاقية ما قبل السياسية للدولة الليبرالية» (نشرت مجلة اسبري أوراق هذا الحوار في عددها بتاريخ يناير 2004).
ففي حين دافع هابرماس عن الدولة العلمانية الحديثة القائمة على التقليد العقلاني الأنواري (شرعية استقلال الذات الراشدة والتصور الأداتي الإجرائي للقيم الجماعية).
يتحدث رازينغر عن الهوة المتفاقمة بين عقلانية تقنية جامحة خارج السيطرة وممارسة دينية صارت عقيمة لأنها أقصيت من أطر الفاعلية.
ويذهب إلى حد الكلام عن «مرض العقل الغربي» معتبرا أن الثقافة الغربية هي في آن واحد بنت الديانة المسيحية والعقلانية اليونانية، ولا يمكن أن يقوم توازنها إلا عن هذين المنبعين معا. فأخطر ما عانت منه هذه الثقافة هي الانحراف تحت إغراء المفاهيم النقدية والتاريخية إلى فكرة التعددية الثقافية وحق الاختلاف، مما انجر عنه تقويض مفهوم العقلانية الكونية، من جهة و«كونية الوحي المسيحي» من جهة أخرى.
ومن الواضح أن العقلانية التي يدافع عنها البابا الكاثوليكي ليست عقلانية الأنوار ذات النزعة الإنسانية التاريخية ولا العقلانية النقدية التفكيكية المعاصرة، بل العقلانية اللاهوتية النسقية العتيقة المتجاوزة.
من هذا المنظور يندرج كلامه الجارح ضد الإسلام في سياق تمسكه بالسياح اللاهوتي الكاثوليكي الوسيط، ونزعته المناوئة لمقولة التعددية القيمية التي هي الخلفية النظرية والمرجعية لفكرة حوار الديانات والحضارات. وإذا كانت بعض المؤشرات السابقة تكشف عن موقفه المتعصب من الإسلام، كاستقباله للصحفية الإيطالية أوريانا فالاشي التي اشتهرت بكتاباتها العنيفة الحاقدة والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين في سبتمبر 2005، إلا أن الفقرات التي وردت في محاضرته الأخيرة حول المقارنة بين التصور الإسلامي للإلوهية «المناقض للمقولات العقلية» والتصور المسيحي «ذي المسحة العقلانية الإنسانية» تندرج في ما أشرنا إليه من هاجس تجديد الممارسة الدينية في المجتمعات الغربية بإرجاعها لجذورها الدينية التي تمردت عليها.
فالحديث عن الإسلام في هذا السياق، له أوجه ثلاثة مترابطة يحيل أولها إلى ما يعتبره البابا التحدي الخطير الذي تطرحه هذه الديانة التي تحولت إلى الدين الثاني في البلدان الغربية على الانسجام العقدي والثقافي في الوسط المسيحي الرئيسي، في حين يحيل الوجه الثاني إلى الخلفية اللاهوتية المعروفة للصدام العقدي المسيحي ـ الإسلامي (درسها باستفاضة الباحث التونسي عبد المجيد الشرفي في كتابه الضخم الذي تناول فيه تجربة الحوار الإسلامي المسيحي في العصور الوسيطة)، أما الوجه الثالث فيتعلق بالحوار الدائر راهنا حول الخلفية الدينية والفكرية لـ«الإرهاب الإسلامي» الذي عانت منه بعض المدن الغربية الكبرى.
وإذا كان البابا بنديكت السادس عشر قد أسف لردود فعل المسلمين المحتجة على محاضرته المسيئة متذرعا بأن الفقرة المقصودة في كلامه كانت استشهادا من العصور الوسيطة لا يوافق على مضمونه، إلا أنه من البين أن موقفه الذي يعيد بالعلاقات الإسلامية ـ المسيحية إلى ما قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، يتنزل في إطار الحوار المسيحي الداخلي بين نزعة حوارية منفتحة من أهم ممثليها العالم اللاهوتي السويسري المرموق هانز كونغ الذي تردت علاقته بالفاتيكان في العقود الماضية، ونزعة اقصائية مغلقة عاجزة عن التحرر من النظرة الصليبية العدوانية المستبطنة في الأطروحات الاستشراقية واللاهوتية السائدة.
:: الشرق الأوسط
- 23-09-2006, 05:10 AM #86
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
إقليمية وقطرية حقبة العولمة... صهينة!
د. عادل سمارة
"ملاحظة"طلبت مني الصديقة عرب لطفي أن أقول كلمة في نقاش حول القطرية الفلسطينية)
ليس من حقي الدهشة حينما اقرأ خطاباً إقليمياً في هذه المرحلة. ففي حقبة السقوط يكون للسقوط صداه. لا شيىء مادي يمر بلا أثر، ولا حدث مادي يذهب بلا مخلفات. ولمن يتجاهلون جوهر العولمة، لأنهم موظفوها وخدمها وسدنتها، نقول بأن من شروط العولمة الأولى تفكيك تذرير المحيط وتركيز المركز، تفكيك المحيط ليس بدعوى إعادة تركيبه قط. وهذا التفكيك والتذرير نتاج صراع مستمر تناقض تناحري بين المركز والمحيط، وأعمق التناقض مع الوطن العربي، وطن النفط والفقر والقمع والدم والدموع.
لمن لا يعرفون، ويصدون عن المعرفة، فالعولمة مشروع وحش يسمن كل يوم على دماء بشر فقراء يصر على تذر يرهم الأبدي. من هنا، فالعولمة هي رفع "فرق تسد إلى درجة التفكيك والتذرير" التفكيك ليصبح كل شخص كياناً سياسياً مستقلا عن جاره وتابع للمركز.
تقتضي العولمة، الفتك بسيادة بلدان المحيط، وتحويل كل مدينة إلى دولة مختلفة في الأساس، بل مختلفة فقط مع المدينة المجاورة لها وليس مع لندن أو واشنطن، بل محتمية بلندن وواشنطن، وهما اللتان خلقتاها لتحميانها، كما يربي سيد كلباً.
لذلك يصر أهل العولمة على أن نرفع شعارات: الأردن أولا، لبنان أولا دبي أولا، فاس أولاً، كركوك أولاً، وفي النهاية، أنا أولاً، وتكون النتيجة كلهن أخيراً بل لا شيء. إن بلادا تابعة وغير صناعية وغير ديمقراطية وغير حرة وغير سيادية، هي أولاً في التبعية والفقر والدمار.
الإقليمية حالة ضعف، واستكانة للضعف، حالة تبعية وانتماء إلى التبعية. حينما تثار مسألة بين سوريا والعراق مثلاً، يستل القطريون سيوف المبارزة، وتبدأ خطب المفاضلة، وإذا ما طرح البعض إسرائيل أو أميركا يكون رد كليهما، هذا أكبر من طاقتنا. إذن فالقطرية قرار تبعية واستسلام مقتنع بما هو فيه، ويبرر التبعية بإطلاقها.
في ظروف الهزيمة وفي مناخ العولمة، أصبح للإقليمية أو القطرية مشروعها الثقافي، أصبحت مشروعا ثقافياً، هدفه النيل من الأمة العربية لتبقى التجزئة وتتعمق. ومن هنا يمكننا فهم لماذا يكتب البعض وخاصة من الجيل الشاب مقالات قطرية الهوى دون أن يشعر ويعي، ولا سيما من يكتبون بالإنجليزية، لأن المشروع التثقيفي الذي صممه المركز الرأسمالي الغربي لوطننا العربي وحملته أحصنة الانجزة (طروادة) هو" :ليست هناك أمة عربية ولا قومية عربية".
من يقرأ مساقات التعليم في جامعات بريطانيا، يفهم كل شيء، وقد يتحول إلى قومي عربي متعصب. لأن المرء يسأل نفسه: لماذا هم مهتمون هكذا بنفي الأمة العربية؟ ولماذا هم مهتمون هكذا بوصف إسرائيل كأمة وقومية، وبتخزين كل يهود القوميات الأخرى في فلسطين وتسميتهم قوميين يهود. لماذا لا يعيرون القوميات الأخرى في العالم كل هذا الاهتمام؟ وأبعد من هذا، لماذا خلقوا من كرواتيا والبوسنة والهرسك وسلوفينيا...الخ، دولا وأمما وقوميات، ويمنعون ذاك عنا نحن العرب، مع أن المقارنة لصالحنا بلا مواربة. ولا أريد العودة بعيداً لجريمة ستالين الذي "ضنّ" على العرب بقوميتهم، ومنحها للمستوطنين اليهود الذين أقاموا دولة على الدين، وقبل بذلك وهو شيوعي. ولعل الأكثر مدعاة للخزي أن كثيراً من الشيوعيين العرب خانوا الستالينية واحتفظوا منها بالاعتراف بإسرائيل وكل إسرائيل جديدة مشابهة كما فعل بعض أعضاء التجمع في مصر حين زحفوا على بطونهم إلى كردستان العراق.
لعل من المآسي التي خلفها وجود م ت ف هو اختلاق قطرية فلسطينية، حتى في غياب القطر، ولذا، كانت فلسطين حالة صراخ، وصوت دون محتوى مادي، وحيث عجز الكفاح المسلح عن التحرير انتهى من صاغوا سلام راس المال في أحضان عدوهم. فالوطن نفسه في أحضان العدو، وحين تعود القيادة تحت راية العدو فهي ليست في وطنها، هي تحت الاحتلال.
تدهشني حقاً مفردات الخطاب القطري الفلسطيني، مثل الثقافة الفلسطينية والفكر الفلسطيني والوعي الفلسطيني، والتفكيكية الفلسطينية والابيقورية الفلسطينية والدادية الفلسطينية والماركسية الفلسطينية...الخ، والفلسطينيون الذين يثرثرون بهذا الخطاب، مجرد أناس أتوا بقرار الاحتلال ويقبعون في معدته الوسخة.
يحتاج كل كائن وسطاً يحميه ويقويه، وهذا أيضا شأن الكيانات السياسية. وعليه، حينما نتحدث عن الكيانية الفلسطينية بموجب أوسلو، وهي كيانية قطعت مع الوطن العربي، وتركز يوميا على أن العرب مقصرون وأنهم أساس النكبة...الخ وأن أوراق الحل بيد أميركا "مقولة السادات"، فإن هؤلاء إنما يؤكدون دون مواربة بأنهم يرون عمقهم في الصهيونية .
لذلك، فإن حقبة العولمة هي حقبة الكتل الكبرى، ونحن نحتاج كغيرنا إلى عمق، لذا، فكل تقطيع لأوصالنا العربية هو في الحقيقة غوص في برميل الغائط أي غوص في الخنوع للصهيونية، أي صهينة بدل العوربة.
ليست هذه المقالة استعراضا تاريخيا لموقف العرب من فلسطين. فقبل بضعة أيام وكنت متردداً في الكتابة في هذا الأمر، التقيت شخصاً كان تطوع في لبنان عام 1982، وخلال الحديث ذكر انه كان إلى جانب تونسيين ومغاربة وعراقيين ومصريين...الخ تذكرت حينها الشيخ عز الدين القسام من سوريا، وتذكرت الجنود العرب من مصر والأردن والعراق ولبنان وسوريا، ومتطوعين من مختلف الأصقاع العربية. وقلت، وما الذي يريده هؤلاء الإقليمين الفلسطينيون؟ وكي نتحلى بجرأة البشر (لا أقول الرجال لأن في هذا تقليل من شأن النساء) فحتى أنظمة عربية حاولت أن تفعل شيئاً، فما بالك بالشعب العربي؟
ليس خافياً أن ما يقلق الولايات المتحدة هو كيف تقتلع فلسطين من قلب الشعب العربي، كما نجحت الولايات المتحدة وإسرائيل والقطرية الفلسطينية في اقتلاع العروبة من قلب فلسطينيي التسوية والأمركة! هذه هي المعادلة الصعبة لأمريكا والصهيونية. أما معادلتنا الصعبة نحن فهي: كيف نخلص الشعب الفلسطيني ممن يجروه نحو الصهينة، إلى بطن حوت يونس.
قدم العرب تضحيات ومتطوعين، وحتى أرضا احتلت وهم يحاولون تحرير فلسطين. هذا ما استطاعوه، وحتى اليوم يمولون الفلسطينيين بأموال حتى لو حكومية ومتخلفة، فهي أطهر من أموال الأنجزة. ألا يلاحظ أعداء العروبة هنا أن كل تحرك قيادتهم هي في الوسط العربي؟ قد يقول قائل أنظمة سيئة تجرنا نحو التنازلات؟ لا بأس، لماذا تذهبون إليها؟ لماذا تجعلوها شماعة هزائمكم؟ إن أكثر مهاجمي العروبة هم أهل التسوية!
مرة أخرى عن الأنظمة، من الذي مول مدينة زايد هناك، ومستشفى زايد في غزة، من يمكنه تعداد الأموال التي دفعتها السعودية وقطر والكويت والشارقة وليبيا وعراق صدام حسين...الخ وهؤلاء رغم انهم أنظمة لا يريدون سوى سكوتنا! قد يقول البعض هذا للتغطية على سمعتهم. لا بأس، ولكنكم تقبضون من الأنجزة وتنفذون أجندتها بالتطبيع ودعوة الناس لهجران قوميتهم وثقافتهم وتراثهم والتغربن، وهو المستحيل.
ولكن ماذا قدمنا نحن للعرب؟ ببساطة لا شيء. وهم لا يريدون منا شيئاً، هم يقولون، اصمدوا في مكانكم ريثما نتمكن من وصولكم. ومع ذلك يبرز هنا وهناك من يهاجم العرب. لا بل قدمنا للعرب، تنظيم عميل لهذا النظام وآخر لذاك، فوضى في لبنان، وعنجهية في الأردن، وأخيراً قدمنا للعرب اتفاقات أوسلو وطابا وواشنطن وواي ريفر وباريس...والقادم اخطر. قدمنا للعرب كتابات من فلسطينيين يقترحون وحدة فدرالية بين لبنان وسوريا والأردن والكيان. ولم تقترح الولايات المتحدة مشروعا ضد العروبة إلا وكان فلسطينيون من مسوقيه ومروجيه. أما أجهزة المخابرات العربية فتنضح عملاء فلسطينيين.
ما يسمى زوراً بِ القرار المستقل، هو قرار الغوص في بطن الاحتلال، قرار العداء لسوريا، وليس للنظام السوري، لأن رافعي هذا الشعار يريدون سلطة لهم، وعودة لهم وليس سلطة للشعب وعودة للشعب، لذلك حملوا هذا الشعار وهربوا إلى بطن الحوت. وفي أرقى طبعات هذا القرار، فهو صراع برجوازيات قطرية.
شطارة تطبيعية:
التقت مجموعة من المثقفين، وكنت من بينهم، وتحاورت في التطبيع وأصدرت بياناً ضد التطبيع، ووردت في بيانهم ربما جملة واحدة ذكرت القومية العربية. لكن أحد التطبيعيين والمطبعين لم يروقه الأمر، وبالطبع لم يجد لديه الجرأة على إعلان دفاعه عن التطبيع، فانتقى الجملة عن القومية العربية ليهاجم التيار القومي العربي والقومية العربية. وطالما تهرب من هدفه الرئيسي، فلا لزوم لذكر اسمه. لم أجد في مقاله ما يستحق الرد. وجدت أمامي نصا حاقدا على العرب بلغة صهيونية؟ ايها السيد، الكتابة ليست مجرد كلمات، للكلمة محمول، وورائه موقف، يتراوح بين الاستشهاد والخيانة.
ثرثر فلسطينيون وخلطوا قصداً بين الأنظمة والشعب العربي. فلا سلام عليك أيها الخبث المتصهين. طالما تحدثوا عن " الظلم العربي، والقمع العربي" . وتجاهلوا أنه ظلم الأنظمة، وأن هذا الظلم واقع على المواطن العربي قبل الفلسطيني. وهذا ما يحدد المعركة بوضوح. لكن من يتجاهلون هذه الحقيقة، إنما هم موظفون ضد الأمة العربية، موظفون عند أعدائها؟
لولا العمق العربي لكنا هنوداً حمراً، وفي أفضل الأحوال لجرى تهجيرنا إلى وطنهم. وهذا ما يحصل اليوم. تنبهوا مثلا: إن موطن الهنود الحمر الأساسي هو أمريكا الشمالية، فلماذا تمنح الولايات المتحدة وكندا تأشيرات السفر لكل فلسطيني هذه الأيام، ولماذا تقوم إسرائيل بطرد العرب الأميركيين من الضفة والقطاع؟ هذه الفقرة تحديداً موجهة للبسطاء ممن يعملون مع منظمات الانجزة التي تعلمهم كره العروبة والتعالي عليها، وتعلمهم أصول الاتكيت، والتحدث بالأعجمية، وتقبيل راحة يد المرأة زيفا، والقلق في حقوق المثليين...الخ
وكل هذا ليس سوى لعبة جرنا إلى مربعات صغيرة، وعزلنا عن القضايا الرئيسية التي هي تكويننا. وحينما تتفكك الأمور، يكون المشروع الصهيوني قد اصبح مركز الوطن العربي. ألسنا في حقبة صهينة العرب إذن!
حركة القوميين العرب
- 24-09-2006, 02:55 AM #87
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
دنيا
محسن محمد
قالت إدارة الخدمات المالية الدولية في مدينة جلاسجو ان العمل قرب الماء يضاعف انتاج العاملين ويرفع مستوى العمل. وقالت: - كل إدارة حكومية أو أهلية تعمل قرب البحار أو الأنهار أو أحواض بناء السفن أو القنوات تخلق بيئة منشطة للعمل. وأضافت:
- وأيضا أحوال الموظفين والعمال الذين يعملون بعيدا عن الماء وأولئك الذين تطل مؤسساتهم على الماء أو قربه فوجدنا ان المياه تمثل بيئة تدفع الموظف والعامل على السواء إلى مزيد من العمل وتحسين مستواه. قيل للإدارة: - وكيف يكون ذلك والبعض لا يرى النهر أو البحر وبذلك لا تتأثر عيناه بمشهد الماء. قالت الإدارة: - بيئة الماء هي المسئولة وربما كانت تنشر في الجو شيئا يدفع إلى النشاط أو التركيز الذهني. ولا يؤثر ذلك في فرد فحسب بل انه ربما يؤثر في الشعوب التي تعيش في مناطق مغلقة أي لا تتصل ولا تطل على بحر أو نهر. ومن هنا فالشعوب التي يحيط بها البحر من كل جانب تعمل أفضل من غيرها وكذلك المؤسسات التي تقع قرب البحر. قيل للإدارة: - معنى ذلك ان الفضل للمياه في تحسين مستوى العمل وليس الأفراد أو الشعوب. قالت الإدارة: - أبدا. الماء عامل مساعد لأفراد يدمنون النشاط ربما نتيجة قربهم من المياه!
أخبار الخليج
- 24-09-2006, 07:36 AM #88
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
ظاهرة تشافيز: حركة عابرة أم تحول في أميركا اللاتينية؟
عامر راشد *
في الرابع من شباط (فبراير) 1992 وقف الضابط الفنزويلي الأسمر المقدم هوغو تشافيز أمام عدسات الكاميرات، ليعلن فشل الانقلاب الذي قاده، ويدعو مؤيديه لإلقاء السلاح حقناً للدماء، لم يكن خطاب استسلام، بل خطاب تحد، أكد فيه أن التحرك مستمر من أجل إسقاط الطغمة اليمينية الحاكمة، ما جعل السلطات الفنزويلية آنذاك تندم على طلبها منه توجيه هذا النداء. وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة قضاها في السجن، خرج تشافيز ليبدأ تحضير نفسه لسباق الرئاسة سنة 1998، وبالفعل استطاع أن يحقق النصر على ثلاثة عشر منافساً، حاصداً 54 في المائة من أصوات الناخبين، بكسبه أصوات أبناء الطبقات الفقيرة والمهمشة، الذين يشكلون 80 في المائة من شعب بلد غني بالنفط والحديد والذهب والالومنيوم، وجرى ذلك بعد أحد عشر عاماً من قمع السلطات الفنزويلية للتحركات الجماهيرية احتجاجاً على الفقر والبطالة والغلاء والنهب المنظم وسطوة الاحتكارات الأجنبية، والتي سقط فيها ثلاثة آلاف قتيل وآلاف الجرحى من ساكني أحياء كاراكاس الفقيرة، وكانت الدافع وراء انقلاب 1992 الذي رفع شعاري السيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية.
إنها دراما أميركية لاتينية بامتياز، أوصلت تشافيز إلى رئاسة فنزويلا، ومن بعده العامل البسيط لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل، والهندي الأحمر ايفو موراليس إلى رئاسة بوليفيا، دراما تؤشر إلى تحولات عميقة تعيشها المجتمعات الأميركية اللاتينية، بتوجه واسع نحو اليسار، طال أيضا كلا من الأرجنتين والسلفادور وتشيلي والمكسيك والعديد من الدول الأخرى، وهو ما بات يبعث خوفاً حقيقياً عند أركان إدارة الرئيس جورج بوش الابن، الذي طالما تعامل أسلافه مع دول أميركا اللاتينية كمجرد حديقة خلفية للبيت الأبيض، لا يمكن أن تشب عن طوق بيت الطاعة الأميركي.
قبل الدخول في خصوصية الظاهرة التشافيزية من الضروري الإشارة إلى أن دول أميركا اللاتينية مرشحة موضوعياً لاستمرار تنامي حركات قوى اليسار بحكم عاملين رئيسيين: العامل الأول شعوب هذه الدول متحررة من عقدة الموروث السلفي، كونها حديثة التكوين نسبياً، والموروث السلفي في دول العالم الثالث غالباً ما يوظف في مواجهة الفكر الديموقراطي اليساري، وأكبر مثال على ذلك الدول العربية والإسلامية. والعامل الثاني بحكم ظروف نشأتها وتكوينها لم تعرف المجتمعات الأميركية اللاتينية صراعات من منطلقات اثنية أو دينية أو مذهبية، بل عرفت صراعاً تحررياً واجتماعياً طبقياً، وهذا صب في صالح الحركات الديموقراطية واليسارية، يضاف إلى ذلك ارتباط القوى اليمينية الأميركية اللاتينية بالطغمة المالية في الولايات المتحدة، المسؤولة تاريخياً عن إفقار شعوب هذه الدول بالنهب المستمر والمنظم، ودعم أنظمة الحكم الديكتاتورية العسكرية، المتهمة بالفساد وارتكاب مذابح مروعة. مع ملاحظة انه رغم كل عهود القمع والديكتاتورية التي مرت بها غالبية دول اميركا اللاتينية، إلا أن دساتير هذه الدول حافظت على قواعد فصل الدين عن الدولة، وعلى هامش ديموقراطي واسع، شكل سلاحاً ماضياً في النضال ضد الديكتاتوريات العسكرية.
منذ انتخابه رئيساً لفنزويلا مر الرئيس تشافيز بالعديد من الامتحانات الصعبة، أخطرها انقلاب 11 نيسان (ابريل) 2002، الذي استمر لمدة 48 ساعة، وأسقطته الجماهير الشعبية الفنزويلية، التي حاصرت الانقلابيين في القصر الرئاسي ومعسكرات الجيش ومنعتهم من التحرك، وأعادت تشافيز الى سدة الرئاسة. كما جرت في عهد تشافيز خمسة انتخابات واستفتاءات حاسمة بحضور مراقبين دوليين من الاتحاد الأوروبي، ومؤسسة كارتر الأميركية، والاتحاد الأوروبي. فبعد انتخابه أجرى تشافيز في شباط 1999 استفتاء على تغير الدستور، نجح بنسبة 68 في المائة، بعدها بستة أشهر تم انتخاب جمعية تأسيسية أكملت صوغ الدستور الجديد، وتم طرحه على الاستفتاء وفاز بما نسبته 80 في المائة، وبعدها ألغى كل السلطات المحلية المنتخبة، ليعاد انتخابها على أساس الدستور الجديد، وفي العام 2000 دعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفاز فيها بأكثر من 60 في المائة، لكن أحزاب اليمين لم تعترف بنتيجة هذه الانتخابات على رغم تقارير المراقبين الدوليين الذين أشادوا بنزاهتها، وفي العام 2003 وحسب ما ينص عليه الدستور قام تحالف اليمين بتجميع ما يلزم من الأصوات بغية اسقاط تشافيز من خلال الاستفتاء على استكماله لولايته الرئاسية، وعلى رغم الشكوك التي حامت حول صحة التوقيعات، قبل تشافيز إجراء الاستفتاء، وتم في الخامس عشر من آب (أغسطس) 2004، وفاز فيه تشافيز بـ56 في المائة، ومرة ثانية لم تسلم غالبية تيار اليمين بالخسارة، على رغم الشهادات الدولية بنزاهة عمليات الاقتراع. فكان أن أعلن الإضراب الكبير في قطاع النفط، ونتجت عن ذلك خسارة فاقت العشرة بلايين دولار أميركي، لكن تشافيز لم يضيع الوقت، وانتهز الفرصة، وقام بإحضار خبراء من الجزائر والهند، أعادوا تشغيل القطاع النفطي، وأصدر قراراً بفصل كل العمال والتقنيين الذين رفضوا العودة إلى العمل. وهكذا استطاع عملياً وضع يده على قطاع النفط، بعد أن كانت الحكومة الفنزويلية لسنوات طويلة لا تعرف بدقة الكميات المصدرة من النفط ولا العائدات أو الأرباح. وترافق ذلك مع الطفرة العالمية في أسعار النفط، وهو ما عاد على الخزينة الفنزويلية بموارد ضخمة، استطاعت أن توظفها في برنامجها الاقتصادي والاجتماعي، لإعادة هيكلة الاقتصاد وإصلاح القطاع العام وإعادة بناء القوات المسلحة وأجهزة الأمن، ودعم قطاعي التعليم والصحة.
رغم كل ما سبق لا يمكن القول أن التشافيزية ثبتت نفسها بشكل نهائي في فنزويلا، لأسباب عدة يمكن أن نلخصها بالتالي:
1- حزب الجمهورية البوليفارية الخامسة الحاكم حديث التكوين، وبدأ تأسيسه بعد انتخاب تشافيز 1998، وهو خليط من التكوينات الطبقية والفكرية والأيديولوجية، لذلك تبقى قوى الدفع الرئيسية لهذا الحزب حتى الآن الشخصية الكاريزمية للرئيس هوغو تشافيز.
2- الفساد الواسع الذي يعاني منه القطاع العام، وتحول الفساد والإثراء غير المشروع الى ظاهرة اجتماعية عامة تضرب عصب المجتمع الفنزويلي وثقافته.
3- طبيعة تكوين مؤسستي الجيش والأمن العام، يضعهما في دائرة الشك لجهة ولائهما للرئيس تشافيز.
4- فساد الجهاز القضائي، وأجهزة الأمن.
5- القوة الكبيرة التي تتمتع بها مافيات المال الريعي، والجريمة المنظمة.
6- قوة التيار اليميني في المحافظات النفطية الغنية بمناجم الذهب والحديد والالومنيوم، واليمين ما زال يسيطر على الفعاليات الاقتصادية الرئيسية. ووسائل الإعلام الرئيسية مملوكة لجهات مرتبطة بالحركة الصهيونية.
7- المؤامرات التي تحيكها واشنطن ضد نظام الرئيس تشافيز، وهي الأخطر.
بالمقابل هناك نقاط قوة يتمتع بها نظام حكم تشافيز:
1- فنزويلا بلد غني بالثروات.
2- هي بلد قاري من الصعب حصاره كما هو حال جزيرة كوبا.
3- تشافيز يحظى بمصداقية عالية لدى غالبية أبناء الشعب الفنزويلي، وله جماهيرية واسعة خارج حدود فنزويلا.
4- استطاع تشافيز أن يقطع أشواطاً مهمة على طريق مكافحة الفقر، ودعم قطاعي التعليم والصحة، وإعادة هيكلة الاقتصاد والقطاع العام.
5- استطاع تشافيز أن ينسج شبكة علاقات مع غالبية الدول الأميركية اللاتينية التي تشكل حزام أمان لفنزويلا، اقتصادياً وسياسياً، ومد هذه العلاقات إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا.
في مسعاه لبناء سياسة اقتصادية مستقلة، شرط قيام تنمية مستدامة، كان لابد أن يصطدم تشافيز مع واشنطن، وعلى ضوء اتهام واشنطن لنظامه بأنه بات يمثل عامل عدم استقرار في أميركا اللاتينية، ويهدد مصالحها الاستراتيجية، وبالمقابل اتهام تشافيز لواشنطن باستمرار سعيها للانقلاب على نظام حكمه، والتدخل بالشؤون الداخلية لفنزويلا، ومحاولة فرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية على دول أميركا اللاتينية، بات كل منهما يعتبر الآخر عدوه الأول. ويبدو أن الرئيس بوش الابن لن يسامح الرئيس تشافيز على إفشاله اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة لدول القارة الأميركية، الصادرة عن مؤتمر قمة كيبك في كندا 1/1/2001 حيث وافقت عليها 33 دولة من أصل 35، فنزويلا امتنعت، وكوبا لم تتم دعوتها. تشافيز رفض الاتفاقية لأنها برأيه تكرس الهيمنة الأميركية، وتحول باقي الدول الى سوق استهلاكية للبضائع الأميركية والكندية، وبقي يعمل على إفشالها، وعندما حل موعد تنفيذها في 1/1/2005 اقتصر التوقع على الولايات المتحدة وكندا بالإضافة إلى أربع دول هامشية.
عداء شافيز لإسرائيل مبدئي نابع من قناعة راسخة بحكم تكوينه الفكري والطبقي، لا يقل عن عدائه للولايات المتحدة، وعمق من هذا العداء ضلوع الموساد الاسرائيلي في انقلاب 2002 تمويلاً وإشرافاً من خلال توجيهه ودعمه لحزب «العدالة أولاً» الذي قاد الانقلاب والإضرابات لاحقاً. وهذا العداء المستفحل يفسر جانباً من الدافع وراء سياسات تشافيز المؤيدة للقضية الفلسطينية والعرب عموماً، كما تجلى ذلك في مواقفه الأخيرة من الحرب الإسرائيلية على لبنان، وجرائم الجيش الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهي مواقف شعبية كبيرة على الصعيد الجماهيري العربي. جانب آخر يفسر سياسة ومواقف تشافيز من إسرائيل وتأييده للقضايا العربية، يتمثل بثقل الجالية العربية البرازيلية، التي يقدر عددها بمليون ومئتي ألف نسمة يتحدرون من أصول سورية ولبنانية وفلسطينية، عدد السوريين منهم مليون، جلهم من محافظة السويداء، ومنهم خمسة نواب في البرلمان الفنزويلي. وهنا تكمن أهمية رهان تشافيز على علاقات متميزة مع سورية، لأن ذلك مكسب مهم لمعركة الانتخابات الرئاسية في 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لكن هذا تقف دونه عوائق بحكم طبيعة تكوين الجالية العربية في البرازيل، وشبكة علاقاتها الواسعة مع قوى اليمين التي تتحكم بمفاتيح الاقتصادي الفنزويلي، والبعض يقدمها على التأييد السياسي لتشافيز، لذلك الجالية العربية منقسمة حول تشافيز، وحول نفسها، وهذه مفارقة كبيرة ومرة، وتشكل خطراً كبيراً يهدد علاقة تشافيز مع أبناء الجالية العربية الفنزويلية، والعرب عموماً.
استطلاعات الرأي تؤكد أن تشافيز هو صاحب الحظ الأوفر للفوز بالانتخابات المقبلة، وانه سيبقى في مقعد الرئاسة حتى العام 2012، لكن هذا لا يوضح بشكل حاسم مسار التشافيزية مستقبلاً في فنزويلا والقارة الأميركية. مشاريع تشافيز الطموحة على الصعيد الداخلي، والإقليمي والدولي، غير مسندة حتى الآن بديناميكية عمل قادرة على تجسيدها، وهذا إذا لم يعالج على المدى القريب ثمة خشية متنامية بأن تتحول ظاهرة تشافيز والتشافيزية مع مرور الزمن إلى مجرد ظاهرة شعبوية، من السهل الانقلاب عليها، كما وقع في مصر مع عبد الناصر والناصرية.
* كاتب فلسطيني.
حركة القوميين العرب
- 25-09-2006, 10:51 PM #89
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
العقل والإيمان
بقلم: مكرم محمد أحمد
يكاد يشكل كتاب عباس محمود العقاد, التفكير فريضة إسلامية, الذي ظهر في منتصف الخمسينيات ردا كاملا ومفصلا علي ادعاءات البابا بنديكت رأس الكنيسة الكاثولوكية بأن العقلانية قد تجذرت في فكر الغرب المسيحي لأسباب تتعلق برؤية المسيحية الغربية لطبيعة الله التي تختلف تماما عن رؤية الإسلام, ويبدو أن العقاد كان قد كتب كتابه ردا علي مثل هذه الاداعاءات, التي تظهر في الغرب المسيحي بعض الوقت لتختفي, ثم تعاود الظهور لتلبي أهدافا سياسية تريد النيل من الإسلام.
فالعقل كما يري العقاد لا يذكر في القرآن الكريم إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلي وجوب العمل به والرجوع إليه, ولا تتأتي الإشارة الي العقل في القرآن في سياق آية أو بضع أيات, لكنها تأتي وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها القرآن المؤمنين علي تحكيم عقولهم, أو يلوم المفكرين علي إهمال عقولهم وقبول الحجر عليها, كما أن الهدف من تكرار الإشارة الي العقل في عشرات من آيات القرآن الكريم في جميع سوره, هو الإلمام بوظائف الإنسان العقلية علي اختلاف أعمالها وتخصصاتها, فلا ينحصر خطاب العقل القرآني في العقل الوازع الذي يدعو الإنسان إلي التنبه والاحترام, أو في العقل المدرك الذي يناط به الفهم والاحاطة والتصور,
أو في العقل المتأمل الذي يقلب الأمور علي وجوهها ويستخرج منها نتائجها وأحكامها, أو في العقل الرشيد الذي يستوفي جميع هذه الوظائف حيث لا نقص أو اختلال, لأن وظيفة التفكير في القرآن الكريم تشمل العقل الانساني في شموله لكل هذه الوظائف, ولا يذكر العقل عرضا أو مقتضبا في القرآن الكريم, ولكنه يذكر مقصودا ومفصلا علي نحو لايظهر له في أي من الأديان الأخري, لأن العقل في الإسلام هو الفكر, والنظر, والتبصر, والتدبر, والاعتبار, والذكر, والعلم, وسائر هذه الملكات الذهنية.
ولأن الدين الإسلامي لا يعرف الكهانة, ولا يتوسط فيه الأحبار بين الخالق والمخلوق, ولا يفرض علي الإنسان قربانا بشفاعة من ولي متسلط, كان طبيعيا أن يتجه القرآن بخطابه إلي عقل الإنسان حرا طليقا, يلزم كل إنسان طائره في عنقه ويحاسبه بعمله, فليس للإنسان إلا ما سعي وأن سعيه سوف يري, وعندما يكون العمل بالعقل أمرا من أوامر الخالق, يمتنع علي المخلوق أن يعطل عقله مرضاة لمخلوق مثله أو خوفا منه, فالإسلام لا يقبل من المسلم أن يلغي عقله ليجري علي سنن آبائه وأجداده دون فحص لهذه السنن, ولا يقبل منه أن يلغي عقله رهبة من بطش الأقوياء, ولا يعذر العقل الذي ينزل عن حقه في التفكير استسلاما لخليقة, أو طاعة لولي الأمر, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, والإسلام يقبل المنطق ويأخذ به, ويحض علي العمل به, لأنه يطالب الإنسان بالنظر والتميز لكن الإسلام لا يحب اللجاجة, ومن شروط العالم المجتهد في الإسلام كما قال الغزالي في كتابه المستصفي, أن يحسن إيجاد البرهان, وإجراء اقياس لايحجم عن المعرفة حيث أصابها, ولا يقيم فوق رأسه بابا مغلقا.
الأهرامآخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 25-09-2006 الساعة 10:55 PM
- 26-09-2006, 08:18 PM #90
مشاركة: نقول من هنا ... وهناك
بين إرهاب 11 أيلول ومقاومة 12 تموز
بقلم: ماجد الشيخ
إذا كانت هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 الارهابية قد سدت معها كل سبل الخروج من اسر الارتهان لعولمة إمبراطورية، كانت تتحفز للانقضاض على أركان الارض الاربعة في سباق الهيمنة وفرض النفوذ الامبراطوري، فإن فجر مقاومة تموز (يوليو) الوطنية شكلت اليوم النور الاسطع لنهار جديد، أصبحت فيه شعوبنا أمام معطيات انتصار طال إنتظاره، بعد أن أحكمت مآسي النكبات والهزائم والنكسات حلقاتها حول أعناقها، منذ ابتداء صراعها الوطني ضد الاستيطان الصهيوني في فلسطين، حين لم يكن ليتاح لها ان تقود أي معركة من معارك ذاك الصراع، فيما كان النظام الرسمي العربي «سيد» المواجهة أو المواجهات التي لم تكن لتدوم طويلاً، ولتسفر في النهاية عن هزيمة أمام الهجمات المعادية للكيان الصهيوني، المدعوم من إمبرياليات تعاقبت إمبراطورياتها على قيادة النظام الدولي.
واليوم، وفي حين تسيّدت المواجهة قوة شعبية جماهيرية، أتيح لشعوبنا ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي تحقيق مثل هذا الانتصار حيث يريد البعض ان يغرقنا في لجة الانقسامات والاختلافات حوله، وكأن هذه الامة لا يليق بها الانتصار، بل ويراد لنا أن نغرق في حومة تداعيات هجمات 11 أيلول (سبتمبر) الارهابية، دون أن نستطيع الخروج من مستنقعها، بدل أن نبني على تداعيات انتصارنا في حرب تموز ومقاومتها الوطنية بامتياز إرهاصات وملامح مستقبل لنا ترسمه شعوبنا بأيدي أبنائها المقاومين.
لا بأس أن يكون لنا، كما لغيرنا، أكثر من تقييم لحرب مقاومتنا الوطنية تلك، لكن دون مغايرة أو مناقضة نتائجها وتداعياتها، وبما يمكننا من البناء عليها مستقبلاً في نطاق إمكانات العيش باستقلالية، وسط عالم بات يختزل الاستقلالات والسيادات الوطنية للدول/الأمم، ويقصرها لخدمة مصالح أرباب الهيمنة العولمية الراهنة، ويريد لثقافة المقاومة أن تصبح جزءاً من الماضي، لكن تبخيس الانتصار والسجالات العبثية، والعودة إلى مربع المناكفات والمشاحنات العصبوية الطائفية والمذهبية والسياسية، وكأن لا شيء استجدّ في واقع المنطقة والعالم، وفي معطيات الصراع الوجودي العربي – الصهيوني، لا يؤشر للأسف إلى إستعادة العافية إلى أوضاعنا المتهالكة، بفعل هجمات الارهاب العولمي المتبادل منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وحتى انفتاح شهية الشراكة العدوانية المتجددة بتحالفاتها الدولية والاقليمية. هذه الشراكة المصممة على تحقيق ما لم تستطع الآلة العسكرية العدوانية الاسرائيلية – الاميركية المشتركة تحقيقه عبر التدمير الهمجي وارتكاب المجازر وجرائم الحرب الموصوفة طوال شهر ونيف وحتى صدور القرار 1701، ذلك الذي يراد له ان يكون «خريطة طريق» الاطراف الساعية إلى إنجاز الاهداف المعلنة والمضمرة لتلك الحرب التي كانت مخططاتها جاهزة، بدءاً من غزة وصولاً إلى لبنان، حتى قبل أن تبدأ حرب «الاسرى» منذ عملية «الوهم المتبدد» في 25/6/2006 مروراً بعملية «الوعد الصادق» في 12/7/2006 وتداعياتها التي عجّلت في شن الحرب الموسعة، المتواصلة بشكل أو آخر، وكأنها الحرب الاستباقية الجديدة التي أرادت واشنطن منها إفهام إيران وسورية، أنهما الحلقة القادمة في سلسلة هذه الحرب الطويلة التي ابتدأت منذ غزو أفغانستان، واجتياح العراق واحتلاله، بذريعة الحرب على الارهاب، وهي في الحقيقة حرب التفتيت السياسي والمجتمعي والطائفي والمذهبي التي شكل العراق نموذجها الاقصى، كما يتجسد في الذهن الامبراطوري الاميركي، ذاك الذي يراد تعميمه في كامل المنطقة العربية وما يحيطها من أقاليم يجري اختزالها تحت مسمى «الشرق الاوسط» على اختلاف توصيفاته.
على وقع تداعيات تلك الحرب العدوانية وإخفاقاتها تدخل إسرائيل اليوم حربها السياسية الداخلية، بعد أن شهدت وبالوقائع الموثقة إطاحة عقيدتها العسكرية، وهي الآن في سبيلها للإطاحة بأحزابها التي تجد نفسها أمام احتمالات تشققات حادة في صفوفها، قد تؤدي الى انفراط عقد الحكومة وانهيار ركائزها وأساساتها، بما قد يؤدي إلى انهيار ليس التحالف القائم، بل أحزاب رئيسية كان يتشكل منها هذا التحالف.
وعلى ذات الخلفية يراد الآن لعملية التسوية السياسية ان تتحرك، وكأن المهمة الاميركية – الاسرائيلية في لبنان وفي فلسطين باتت ناجزة، إلا أن إخفاق إسرائيل ومعها الولايات المتحدة في هزيمة المقاومة، حرم واشنطن من انتصار كانت أكثر حاجة واضطراراً إليه. وطالما لم يتحقق لها ذلك، فمن المستبعد موافقتها على تحريك «عملية السلام» داخل أروقة مجلس الامن أو خارجه، وهي المنشغلة بمحاولة استكمال الحرب الاسرائيلية بحرب ديبلوماسية، تعمل من خلالها على محاولة استصدار قرار جديد، يهدف إلى التأكيد على تطبيق القرار 1559 بما يعنيه من حلقة إسناد مركزية هامة للقرار 1701، في تحوير لأهداف الحرب العدوانية، وسعيها المتجدد لتجريد «حزب الله» والشعب اللبناني من مقومات انتصاره، ومقومات مقاومته وممانعته الوطنية.
ولئن كان القرار 1701 يسعى إلى تحقيق ما عجزت الآلة العدوانية الاسرائيلية الاميركية عن تحقيقه، فإنه من الطبيعي ان يسعى كل الذين يهمهم إفشال المهمة الاسرائيلية، المتماهية مع المهمة الاميركية، إلى مقاومة القرار الدولي وضغوطه وتفسيراته، او التواطؤ معها، وذلك بمغادرة مواقع الحرص على تطبيقه وفق «مفاهيمه» الاميركية – الاسرائيلية، وإلا كان ذلك شراكة فاضحة من جانب أطراف عدة، محلية وعربية ودولية، تحاول «تقديم العون المجاني» أو «المدفوع الثمن» لإنجاح مساعي إسرائيل وشركائها الدوليين في هزيمة المقاومة ومنطقها وثقافتها. وفي هذا المجال يشكل فضح أي مظلة تسعى إلى التواطؤ مع الاهداف الاميركية – الاسرائيلية الساعية إلى تصفية مواقع المقاومة ومواقع ثقافة المقاومة التي تحول دون إطباق العصر الاميركي – الاسرائيلي على الوطن العربي والاقاليم المحيطة، المهمة الوطنية الابرز لرفد المقاومة وسلاحها وثقافتها وتصليب مواقعها داخل مجتمعاتها واوطانها .
من هنا تبدو المماحكة والمخادعة الاميركية – الاسرائيلية العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ليست أكثر من أسلوب في المواجهة للإستمرار في تصريف فائض القوة الاميركية، ولكسب الوقت أولاً بهدف اخضاع الوضع الوطني الفلسطيني ودفعه الى فرض القبول بكيان منزوع السيادة، يضمن احتواء المقاومة، وينقذ إسرائيل ومن وراء إسرائيل من القبول بدولة فلسطينية مستقلة في فلسطين. وفي لبنان كذلك فإن مساعي دعم القرار 1701 واستمرار الاحتلال واشكال شتى من ضروب الحصار الجوي والبحري، إنما تستهدف تضييق الخناق على المقاومة وعلى الشعب اللبناني عموماً، في محاولة إنقاذ المشروع الاميركي والمراهنين على نجاحه في الداخل، بعد أن فشلت محاولات إنقاذه الخارجية عبر العدوان العسكري الواسع، خصوصاً بعد أن ذهبت تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش في شأن «حزب الله» واعتباره «قوة إرهابية»، واعتبار الحرب على لبنان «الجبهة الثالثة المفتوحة ضد الارهاب» إلى جانب أفغانستان والعراق، حدودها القصوى في المماهاة السقيمة بين الحرب الوطنية المعادية للاحتلال من جهة والارهاب المعولم من جهة أخرى، في وقت بات يدرك القاصي قبل الداني ان ليس هناك ما يجمع بين «حماس» و «حزب الله» من جهة، و «القاعدة» كتنظيم إرهابي معولم من جهة أخرى، إذ ان المقاومة الوطنية المسلحة ليست إرهاباً ولن تكون، وليس الارهاب مقاومة ولن يكون. وذلك هو الدرس الذي ينبغي إستخلاص عبره، وإلاّ فإن الذين صنعوا الارهاب وصنّعوا رجالاته في أفغانستان وفي غيرها من عواصم «دعم الارهاب» هم الاولى بالإدانة على الدوام، لتشجيعهم وتبنيهم الارهاب الذي يناسبهم، ولفظ أو إدانة ما لا يناسبهم منه، أو يناسب مخططاتهم. لكن المقاومة الوطنية ليست من هذا النوع ولا من ذاك، إنها إرادة شعب أو شعوب في الدفاع عن حقها في الحياة حرة مستقلة في اوطانها ، وعن حقها في وطن مستقل ، تمتلك كل الحق في الدفاع عنه، باستراتيجية مقاومة دفاعية تستهدف خلق توازنها الاستراتيجي المطلوب،انسجاما مع منطق الدولة القوية القادرة بتكامل ارادتها وارادة المقاومة في مواجهة آلة عسكرية جهنمية.
ورغم ان الحرب على الارهاب تشهد إخفاقاتها المدوية حتى اللحظة، بدءاً من أفغانستان التي أكدت سنوات احتلالها على إخفاقات الغزو العسكري، رغم محاولة الولايات المتحدة إنقاذ إستراتيجيتها هناك، عبر الاستعانة بقوات حلف شمال الاطلسي التي تشهد هي الاخرى إخفاقات مماثلة، وصولاً إلى العراق الذي يظهر بأشد ما يكون الوضوح أن الغزو الاميركي لهذا البلد يشهد فشله الذريع، فعلى من يمكن ان يراهن الاميركيون لإنقاذ وضعهم المتدهور هناك، وهم يعلنون استبعادهم بدء تطبيق «استراتيجية خروج» ممكنة، على الاقل حتى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
وها هي حربهم المشتركة مع اسرائيل تخفق هي الاخرى في تقديم إنجاز ولو محدود، ينقذ أهداف حربهم أو حروبهم القادمة ضد إيران وسورية. رغم كل ذلك فجنون العظمة الامبراطوري الاميركي للرئيس الاميركي ومحافظيه الجدد، ما زال يقودهم للتبجح بأوهام نصر مأمول. فأي نصر حققته وتحققه الحرب على الارهاب، إذا كانت هذه هي حصيلتها غير النهائية؟ إخفاقات تقود أهداف وخطى واشنطن من فشل إلى آخر؟ وهنا بالضبط تقع عين العاصفة التي دخلتها الامبراطورية الاميركية الخائبة في مناقضتها ونقضها أوهام انتصاراتها، حيث لا يمكن الجمع بين إرهاب أيلول (سبتمبر) 2001 ومقاومة تموز (يوليو) 2006 الوطنية.
من هنا فإن إستخلاص دروس وعبر الحرب الوطنية، لا يمكنه أن يتجسد إلا في خيارات شعوبنا في رفض الارهاب، وذلك بالتحرر من الخطاب السياسي المهادن، والخطابات الطوائفية المتمذهبة، وخطابات «الليبراليين الجدد» التعصبية السلطوية في ادعائها الحرص على الوطن والشعب والكيان والناس.. إلخ من تبريرات التهالك والاستخذاء المفضي إلى الانسجام مع مخططات القوى المعادية.
إن إيجاد معادلة جديدة لتوازن القوى هي المهمة الابرز، والعملية الاجدى والانفع، للاستمرار في قلب التوازنات القديمة، وفرض منطق توازنات جديدة، ما كان يمكن ان يحققها سوى مقاومة وطنية، مرغت هيبة الردع الاسرائيلي وقوة الردع العسكري الاميركي في وحل الصراع الوطني، بدل التلهي في وحول الارهاب المعولم الذي أصاب مجتمعاتنا واوطاننا في الصميم، وهدف إلى وضعها لقمة سائغة في فم الوحش الامبراطوري الاميركي بتحالفاته العابرة الحدود والقارات.
على ان كوابح التحرر الوطني وتحرير أراضينا المحتلة، كما تتجلى مهامها في بلادنا اليوم، إنما هي ذاتها الكوابح التي تعيق الوصول إلى إنجاز الاستقلال الوطني، وتمنع إرساء ديموقراطية حقيقية وإصلاح منشود، وتجعلنا نتخلف عن تحقيق تنمية بشرية ومادية مستقلة او تحقيق عدالة اجتماعية ومساواة مواطنية عادلة في مجتمعاتنا.
* كاتب فلسطيني.
الحياة
المواضيع المتشابهه
-
من هنا وهناك ..... الله المستعان
By khaled.gad in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 10آخر مشاركة: 26-05-2009, 11:39 PM -
من هنا وهناك حول قرار الفائده
By adoctor in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 4آخر مشاركة: 16-09-2008, 09:04 PM -
هنا وهناك
By GoldenTiger in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 2آخر مشاركة: 16-09-2006, 09:23 AM -
من هنا وهناك ، والفاضي يعمل قاضي
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 18-02-2005, 02:35 PM -
من هنا وهناك ، ، ، للتسلية فقط
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 14آخر مشاركة: 02-02-2005, 01:26 AM