نقول من هنا ... وهناك

[أبو عبد الله]

"لم يبق شيء لبوش سوى دفعة اضافية"

كان عنوان المقال الذي كتبه جيرارد بيكر في صحيفة التايمز وقال فيه:" لقد اتخذ جورج بوش قرارا حكيما بعدم افساد جو أعياد الميلاد بأن أجل اعلان مخططاته لاستراتيجية جديدة في العراق".

ويقول كاتب المقال انه من غير المحتمل ان يكون سبب التأجيل هو رغبة بوش بالتأمل بعمق أكبر في استنتاجات لجنة دراسات العراق.

ويتابع بيكر قائلا:"بعد مرور ست سنوات على رئاسة بوش لم يبق له سوى العراق. ستضعف صلته بالقضايا السياسية ، ولن يمنحه كونجرس معاد أي شيء فيما يتعلق بالشؤون الداخلية".

[أبو عبد الله]

"رايس تقف على ناصية مفترق الشرق الأوسط"

في صحيفة الفاينانشال تايمز نجد مقالا بعنوان "رايس تقف على ناصية مفترق الشرق الأوسط" كتبه جاي دينمور في واشنطن وويليام واليس في القاهرة ورد فيه :"كواحدة من المقربين للرئيس الأمريكي جورج بوش من المحتمل أن يكون لرايس دور مهم في ما تتمخض عنه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولكن الكثيرين يتساءلون عما اذا كانت ستجازف بانتهاز الفرصة وتغيير المسار في المنطقة خلال السنتين المتبقيتين (لبوش في الحكم)".

ويقتبس المقال من المحللة اميلي الحكيم قولها " ان الدرس الذي يستخلصه الكثير من العرب ان الولايات المتحدة تقف دائما الى جانب اسرائيل وان حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي لا يحصلون على أية مكاسب مهمة حين يكونون في أمس الحاجة اليها".

[أبو عبد الله]

"اليهود أكثر عرضة بكثير من المسلمين للوقوع ضحايا الكراهية الدينية"

تنوعت تغطية الصحف البريطانية الصادرة الأحد بين شؤون عديدة ومتفرقة.

ففي صفحة الشؤون الدولية، حملت الصنداي تليجراف انتقادات لرئيس مجلس مسلمي بريطانيا، محمد عبد الباري، لاتهامه وزراء في الحكومة البريطانية بـ"وصم" الجالية الإسلامية وتشجيع الكراهية.

وقالت الصحيفة إن عبد الباري، خلال حديث له أمام مجموعة من النواب البرلمانيين، قال إن إلقاء اللوم في التطرف على "مجموعة صغيرة، يعاني أغلبها الحرمان" يؤدي حسب قوله إلى "تدهور العلاقات في المجتمع ويذكي الكراهية".

وأبرز الصحفي بالتليجراف، توم هاربر، تعليقات عبد الباري التي قال فيها "ما هي درجة الكراهية التي سادت في ألمانيا في الثلاثينات واتجهت بها نحو العنصرية العرقية والثقافية القاتلة؟" في إشارة إلى الجرائم النازية.

وقد أثار هذا التعليق تحديدا انتقادات الزعماء اليهود الذين وصفوا تلك المقارنة بأنها "غبية ومهينة".

وعلى الجانب المقابل من الصفحة ذاتها أبرز الصحفيان توم هاربر وبن ليبمان، العنوان التالي: "اليهود أكثر عرضة بكثير من المسلمين للوقوع ضحايا الكراهية الدينية".

واستند تقرير الصنداي تليجرف إلى تسجيلات الشرطة في إنجلترا وويلز عن حالات الجرائم المدفوعة بالكراهية الدينية، وهو التسجيل الذي بدأ في أعقاب ما تردد عن تزايد تعرض المسلمين لهجمات عقب 11 سبتمبر وهجمات 7 يوليو/تموز في لندن.
واستخلصت الصحيفة استنادا إلى أرقام الشرطة أن اليهود عرضة أربع مرات أكثر من المسلمين للوقوع ضحايا لهجمات بسبب دينهم.

فقد وجدت الأرقام التي أوردتها الصحيفة في جدول مقارنة تعرض المسلمين واليهود لهجمات إلى جانب التعداد السكاني للجماعتين في مناطق مختلفة من البلاد، أن واحدا من كل 400 يهودي مقارنة بواحد من كل 1700 مسلم عرضة للوقوع ضحية لهجمات "كراهية دينية" كل عام.

وفي لندن ومانشيستر، حيث يفوق عدد المسلمين عدد اليهود بنسبة أربعة إلى واحد، فاقت الهجمات المعادية للسامية تلك الموجهة إلى المسلمين.

واستشهدت الصحيفة بحادث تعرض له الحاخام أليكس تشابر، 33 عاما، في يوليو/تموز العام الماضي، أثناء عودته من معبد في إسيكس بجنوب إنجلترا برفقة ثلاثة من أصدقائه اليهود الذين كانوا يرتدون جميعا الطاقية اليهودية.

وقالت الصحيفة نقلا عن تشابر إن سبعة من المراهقين الآسيويين تبعوا المجموعة في الطريق وهم يصيحون "يهودي" مستخدمين اللفظ العربي، وصاح أحدهم: "نحن باكستانيون، وأنتم يهود، وسوف نقتلكم".

ونقلت الصحيفة عن الحاخام أليكس قوله "قمنا بتحديد الشباب للشرطة ولكنهم لم يقاضوا، لم يبدو أن الشرطة أعارت الأمر اهتماما. أشعر بإحباط جم".

[أبو عبد الله]

"ميلاد أكثر كآبة"

في المقال الافتتاحي للتليجراف، وتحت عنوان "وليس للناس المسرة" تورية عن قول الإنجيل عن ميلاد المسيح "وبالناس المسرة" - كتبت الصحيفة المحافظة إن عيد الميلاد في فلسطين هذا العام يرجح أن يكون أكثر كآبة وفقرا وعنفا في المنطقة المنكوبة.

وأشارت الصحيفة إلى عدم توقع أن تحدث زيارة توني بلير أي تغيير في الوضع، الذي أعزرته إلى جانب المقاطعة الدولية والمداهمات العسكرية الإسرائيلية، إلى ما وصفته بـ"شفير الحرب الأهلية" بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين.

وتقول الصحيفة إنه خلف الصراع على السلطة تكمن مسألة ما إذا كان سيتم الاعتراف بـ"حق إسرائيل في الوجود من عدمه".

وتقارن الصحيفة بين موقف فتح وحماس من التفاوض مع إسرائيل، وتقول إن عباس لا يمكنه تحقيق شيء في تفاوض محتمل مع إسرائيل دون دعم حماس، الحكومة المنتخبة، غير أن الأخيرة، بحسب الصحيفة "تظل ملتزمة بعناد بالعنف والإرهاب و"الاستشهاد" كالوسيلة الوحيدة لتحقيق هدفها، ألا وهو دولة فلسطينية مستقلة تضم إسرائيل".

وتتابع بالقول إن "الجميع يعرفون أنه مطمح غير واقعي - ما عدا فيما يبدو الناخبون الفلسطينيون، الذين صوت أغلبهم لإيصال حماس للسلطة، ويبدو أن أغلبهم على استعداد للتصويت لها من جديد".

وتخلص الصحيفة إلى أن دعم حماس يشير إلى يأس وقنط من جانب الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها حماس، وتقول إنه من الصعب رؤية أي بصيص أمل لأي طرف في المنطقة ما لم تخفف حماس من معارضتها التي لا تريد التزحزح عنها تجاه إسرائيل.

[أبو عبد الله]

"لعبة دبلوماسية"

في شأن الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات الخمسة المسجونين في ليبيا منذ سبع سنوات لاتهامات بحقنهم أطفال ليبيين بالإيدز، عنونت الأوبزرفر: "يواجهون الموت بينما تستغل ليبيا أطفال الايدز بيادق دبلوماسية".

يقول أليكس دوفال سميث إن موت مروة النويجي، الطفلة البالغة تسعة أعوام، قبل ستة أسابيع من جراء الإيدز في ليبيا كان أكثر من مجرد رقم آخر في إحصاءات بلد نام، فقد كانت حياتها القصيرة الواهنة، التي عانت خلالها المرض "بيدقا في لعبة علاقات دولية على مستوى رفيع".

فالطبيب والممرضات الخمسة، المتهمين بحقن 426 طفلا وطفلة بدم ملوث بالإيدز، والذين توفي 52 منهم حتى الآن، يواجهون خطر تثبيث الحكم الصادر ضدهم الثلاثاء من جانب محكمة في طرابلس، ألا وهو الإعدام رميا بالرصاص.

وتقول الصحيفة إن قضية الطبيين، الذين يقول محاموهم إنهم عذبوا على أيدي الشرطة، أثارت حشدا غير مسبوق من الدعم في الأوساط الطبية وبين العلماء الدوليين الذين وجدوا أن الأدلة الليبية "لا أساس لها من الصحة".

كما تُتهم الحكومات الأوروبية والأمريكية بالتخلي عن الطبيب والممرضات لأسباب استراتيجية واقتصادية قوية.

وتضيف الأوبزرفر أن تقريرا لمنظمة الصحة العالمية رجح أن يكون الفيروس قد انتشر بسبب الافتقار إلى المعدات الطبية الملائمة.

وتشير الصحيفة إلى أن المحاكم الليبية كلفت علماء وأخصائيين دوليين في الإيدز بفحص الأمر، بينهم لوك مونتانييه، مكتشف المرض في الثمانينات.

وتقول إن مونتانييه وجد أن المعدلات المرتفعة من الإصابة بالكبد الوبائي بي وسي في المستشفى ترجح أن الافتقار إلى إجراءات الوقاية الصحية المناسبة كان المسؤول عن انتشار فيروس الإيدز بين الأطفال.

ويعلق كاتب الصحيفة قائلا إن خبراء بالشؤون الليبية يقولون إن القذافي يستغل الأطفال كبيادق في مباحثاته مع القوى الغربية حول قضايا حامية، من قبيل تعاقدات النفط، والسلاح والطائرات، فضلا عن العلاقات الدبلوماسية في الشرق الأوسط.

كما تقول أن القذافي مازال يشعر بمرارة بسبب "الوضع المنبوذ الذي حازه بتفجير لوكيربي عام 1988". وقد طالبت ليبيا بلغاريا في وقت سابق هذا العام بدفع تعويضات لأسر الضحايا بقيمة 2.7 مليار دولار، وهو نفس المبلغ الذي دفعته ليبيا مقابل 270 شخصا فقدوا حياتهم في تفجير طائرة بان أمريكان 103.

[أبو عبد الله]

"عمل جبان"

في المقال الافتتاحي للإندبندنت، قالت الصحيفة إن "نهاية حقبة بلير" شهدت التهاوي السريع لما يبدو بشكل مفاجئ كحكومة منهكة.

واستشهدت الصحيفة، ذات الميول اليسارية، في قولها أن قطعا من صرح بلير بدأت تتساقط، بما عرف في بريطانيا بفضيحة التبرعات مقابل اللوردات، حيث أضافت أن بلير وافق على تلقي قروضا سرية لتمويل حملته الانتخابية الأخيرة، فيما سمى أربعة من المقرضين السريين كأعضاء لمجلس اللوردات بالبرلمان.

وتقول الصحيفة إن هذا الأمر لم يكن "وجه الرياء الوحيد في هذه الحكومة المتحللة"، مشيرة إلى التخلي عن تحقيق في مزاعم برشاوى تخص تعاقدا دفاعيا للسعودية، فيما عرف بصفقة اليمامة، واصفة الأمر بأنه "عمل جبان يضع نهاية لادعاء بلير تجاه التحلي بأي سياسة خارجية أخلاقية".
وترفض الصحيفة تبرير بلير وقف التحقيق بأن المضي فيه كان سيضر ببريطانيا وبالتعاون مع حليف هام في الحرب على القاعدة وفي الإسهام نحو حل المشكلة الإسرائيلية-الفلسطينية - وتقول "كيف تُعزَز الديمقراطية ويعزز حكم القانون في الشرق الأوسط باسترضاء ما يعتبره الكثيرون نظاما فاسدا؟"، في إشارة إلى النظام السعودي.

وتختتم الإندبندنت بالقول إن "كل هذه الدراما" تقع على خلفية صور بائسة للمجازر في العراق، وتضيف أن صور الأقارب النائحين على قتلاهم وبقايا الحديد الملتوي بفعل السيارات المفخخة تعد "تذكارا بارزا دائما للكارثة التي خلفتها السياسة الخارجية للسيد بلير".

[أبو عبد الله]

"الجلد في أتشيه"

تحت صورة لامرأة جاثية بانتظار جلدها بعصا على منصة في إقليم أتشيه الإندونيسي، حملت الصنداي تايمز تقريرا مشتركا لمايكل شيريدان وديوي لافارد من باندا أتشيه، صدراه بالقول: "حينما أرسل الناس حول العالم الملايين من الجنيهات لمساعدة إقليم أتشيه المنكوب عقب تسونامي ديسمبر 2004، عز أن تجد من كان يدرك أن تلك الأموال ستذهب لدعم جلد النساء على رؤوس الأشهاد".


وكتبت الصحيفة اليمينية تقول إن الإسلاميين المتشددين تمكنوا منذ ذلك الحين من فرض الشريعة في أتشيه وتحصلوا على الأموال من الحكومة الإندونيسية لتنظيم "حملة فضيلة" للتحرش بالنساء وتنظيم مشاهد متكررة من الإذلال والعنف تحت طائلة الدولة.

وتضيف التايمز أن عمال الإغاثة الدوليين والمنظمات النسائية الإندونيسية باتوا يعربون عن خيبة أملهم من تدفق الأموال الأجنبية المخصصة لإعادة الأعمار لتمويل نظام إداري جديد وشرطة دينية تفرض قوانين متشددة، مثل الإجبار على ارتداء الحجاب.

وتفصل الصحيفة، إلى جانب تقارير أخرى، مشهدا تقول إنه "يتكرر دائما بنفس الطريقة"، وقد تم تطبيقه "140 مرة على الأقل" في الساحات والميادين أمام المساجد، وفي خلفية المنارات الشاهقة لباندا أتشيه العاصمة الإقليمية، وأمام دور العبادة بالقرى المتواضعة.

فالمعتدي، بالتعبير التهكمي للصحيفة، يمكن أن يكون رجلا اتهم بالقمار أو شرب الكحوليات، غير أنه إذا كانت المعتدية امرأة أدينت بارتداء ملابس "غير لائقة" أو أمسكت بالقرب من رجل، فثمة "طقس بعينة لإنزال العقوبة".

يتم إلباس الفتاة أو السيدة ملابس فضفاضة بيضاء ويتم تحجيبها. ويرافقها رجال شرطة إلى منصة تنصب أمام حشد من الذين يصيحون بصيحات الاستهجان، والحشد، حسب نقل الصحيفة عن شهود العيان، عادة من الرجال مئة بالمائة تقريبا.

تمضي الصحيفة بالقول إن المرأة تجبر على الجثو، وتنتظر فيما يصعد رجل مقنع على المنصة، يحمل عصا ملتوية المقبض بهدف أن يتمكن "المنفذ لقصاص الله" من إمساكها بشكل أفضل. ومن مكبرات الصوت تتم تلاوة عبارات القصاص الديني، ثم يبدأ العد، ومع كل مرة تنهال العصا في ضربات مريعة.

وتتابع الصحيفة في النقل عن الشهود قولهم إن المتفرجين من الذكور عادة ما يزأرون فرحا أو يصيحون بعبارات التعنيف الغاضبة ضد الضحايا حتى يصل الأمر إلى نبرة متعالية من الإثارة.

وتقول التايمز إن الغالبية العظمى من سكان إندونيسيا البالغ عددهم 220 مليون نسمة يعارضون الشريعة ويمارسون صورة أكثر اعتدالا من الدين الإسلامي، فيما يحض الدستور العلماني للبلاد على الوئام.

وقد رفض الناخبون بشكل متتال الدعوات بإقامة دولة إسلامية.

[أبو عبد الله]

الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر:
الاضطهاد في المناطق المحتلة
أشد كثيرا من التمييز العنصري في جنوب افريقيا

اكد ان عرفات لم يكن عائقا في طريق السلام. وان اسرائيل هي العقبة الرئيسية

قبل ثلاثين سنة بالضبط، في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 1976، نجح الديمقراطي جيمي كارتر، وهو مزارع فستق عبيد مجهول من جورجيا، بالفوز علي جيرالد فورد بصعوبة وأن يفوز بأهم منصب وأكثره تأثيرا في العالم، تلا وهو رئيس الولايات المتحدة.
تولي كارتر مرة واحدة فقط، من اثنتين يُمكّن منهما القانون، وفي سنة 1980 هزمه رونالد ريغان في 46 ولاية، في واحدة من أصعب الهزائم التي أصابت رئيسا يتولي عمله في التاريخ الامريكي.
كذلك انجازه الكبير، وهو اتفاقات كامب ديفيد التي أصبحت اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر الذي وقع في سنة 1979، لم يُحسن مكانته في نظر الناخب الامريكي. لم يعلق به أي نجاح. لكنه مع غروب ايامه تحسن وضعه، في عمر الثانية والثمانين أصبح كارتر احدي الشخصيات التي تراودها وسائل الاعلام الامريكية جدا.
ان جميع برامج الاذاعات في الولايات المتحدة تقريبا والصحف المكتوبة ايضا، تلتمس ما يصدر عنه. لا بسبب طابعه الحاد ولغته الصريحة فقط. بل بسبب القتال المتواصل في العراق، وعدد القتلي الآخذ في الازدياد وعدم قدرة جورج بوش علي عرض هدف واضح للقتال وموعد انتهائه، كل ذلك يخلق احساسا شديدا بالعجز وخسارة الثقة بالقيادة.
في وضع كهذا، ونسبة تأييد الرئيس بوش تتهاوي الي حضيض لا مثيل له يقرب من 30 في المئة، يصبح كارتر، أحد أبرز المعارضين للحرب في العراق، الناطق عن اولئك الذين يرون المستنقع المُغرق في العراق النمط الثاني من مستنقع فيتنام، وهم يؤيدون نضاله العام لسياسة ادارة بوش.
مع انقضاء ولايته قرر كارتر ان يخصص وقته لاحراز سلام في الشرق الاوسط، ولتقديم الديمقراطية في أنحاء العالم العربي وفي الأساس لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للمناطق. من اجل ذلك أقام مركزا يحمل اسمه ويقع في أتلانتا. كجزء من ذلك النشاط لتشجيع الديمقراطية في أنحاء العالم أشرف مراقبون من قبل مركز كارتر علي ما يزيد علي 60 معركة انتخابية في أنحاء العالم، ثلاث منها في مناطق السلطة الفلسطينية. جلب له نشاطه الانساني مشايعة وتقديرا دوليا كبيرا، وقبل اربع سنين فاز بجائزة نوبل للسلام.

هكذا يبدو جدار مبني

في 1996 وصل كارتر وزوجته روزالين الي قطاع غزة مع عشرات المراقبين الآخرين، في قصد الي الاشراف علي عملية الانتخابات التي أُجريت آنذاك لاول مرة في مناطق السلطة الفلسطينية.
عندما وصلوا مكتب ياسر عرفات، انتظرتهم في المكان زوجته سهي وابنتهما الطفلة، ترتدي ثوبا ورديا جميلا علي نحو خاص.
جلس كارتر في أحد المقاعد، وجرت نحوه الصغيرة بحماسة وسارعت الي الجلوس علي ركبتي الجد الأشقر. ولما كان في المكان عشرات المصورين فقد سارعوا الي تخليد هذا المشهد، وطلب أحد المصورين الي عرفات نفسه ان يمسك ابنته الصغيرة علي نحو مشابه. قدم كارتر الطفلة الي عرفات. لكن الطفلة بكت بكاء يمزق القلب، وتخلصت من يدي أبو عمار وتمسكت بالرئيس الامريكي وكأنها ترفض الانفصال عنه.
هذه القصة المجازية واحدة من التفصيلات المثيرة في كتاب جيمي كارتر الجديد المثير للاختلاف. فلسطين. سلاما، وليس تمييزا عنصريا هو الاسم المشحون الذي اختير للكتاب الذي يصف رحلاته الكثيرة الي الشرق الاوسط ولقاءاته قادة المنطقة. تستعمل اسرائيل طريقة التمييز العنصري، وبحسبها يسيطر شعبان مختلفان علي الارض نفسها، لكن بمقابلة ذلك يُفصلان علي نحو تام بعضهما من بعض، في حين تسيطر اسرائيل علي الارض بقمع عنيف لحقوق الشعب الفلسطيني ، يكتب الرئيس. اسرائيل هي العقبة الرئيسية لاحراز سلام في الارض المقدسة .
لم يتأخر وصول الضجة: منذ نشر الكتاب قبل عدة اسابيع استطاع كارتر ان يجري مقابلات مع عشرات القنوات الاعلامية المكتوبة والالكترونية، ابتداء ببرنامج لاري كينغ الجليل حتي برنامج جي لينو الترفيهي الليلي. وصلت الأصداء الكثيرة التي أثارها الكتاب ايضا الي اعضاء مجلس النواب الامريكي، الذين يعبرون عن خوف ظاهر من مس شديد بالدعم اليهودي التقليدي للحزب الديمقراطي في أعقاب الاقوال الشديدة. زعمت ناطقة الكونغرس الجديدة، ممثلة الحزب الديمقراطي، نانسي بلوسي، انه سيكون من الخطأ اعتقاد أن الشعب اليهودي سيؤيد أي نوع من الحكم، سواء أكان ذلك في اسرائيل أم في كل مكان آخر، يقوم علي تمييز وعنصرية، وهو شيء يعارض تماما النظام الديمقراطي . تطرق عضو الكونغرس جون كونرز ايضا الي الكتاب عندما زعم ان علي كارتر ان يغير الاسم الذي وصفه أنه مؤذٍ وكاذب .
الكتاب ليس عن اسرائيل ، يُبين كارتر في مقابلة خاصة مع نهاية الاسبوع (ملحق معاريف). لا توجد لدي أية نية لتحليل اجراءات سياسية تتم داخل دولة اسرائيل، التي هي دولة ديمقراطية تمنح جميع مواطنيها تساوياً في الحقوق، ومواطنيها العرب ايضا .
ومع كل ذلك، سيدي الرئيس: تمييز عنصري ؟ لا تستطيع ان تستعمل كلمة تمييز عنصري لوصف العلاقة بالفلسطينيين وان تزعم بمقابلة ذلك أنك لا تنتقد دولة اسرائيل.
يتناول الكتاب الفلسطينيين، وهو يصف أحداثا تجري في المناطق المحتلة، تشتمل هذه الأحداث علي استغلال الاراضي الفلسطينية علي أيدي مستوطنين يهود، وعلي طرد الفلسطينيين من بيوتهم، والظلم الذي يعيشونه كل يوم، والشوارع الخاصة التي تُمهدها اسرائيل لاستعمال السكان اليهود وحدهم، وعلي السور الاسمنتي الذي يُبني الآن علي ارض فلسطينية، بالطبع.
ان التمييز العنصري كلمة مشحونة مع سياقات واضحة. هل تستطيع ان تُسوي بين الحالة في جنوب افريقيا وبين تلك في الشرق الاوسط؟
لا شك في ان الاضطهاد الذي يعيشه الفلسطينيون الآن أشد كثيرا من الوضع الذي كان في جنوب افريقيا في سنوات التمييز العنصري.
هل جدار الفصل، الذي اخترت ان تعرض صورته علي الصفحة الرئيسية، هو العنصر الأبرز لما تُسميه نظام التمييز العنصري ؟
الحديث ليس عن جدار. هذا سور، سور اسمنتي ارتفاعه 15 مترا تقريبا. لا يبدو الجدار علي هذا الوجه. هكذا يبدو جدار مبني.
لكن بناء جدار الفصل أفضي الي انخفاض كبير لعدد العمليات الانتحارية.
هل تعتقد حقا ان السور ناجع في منع اطلاق صاروخ نحو اسرائيل؟ الحديث ليس عن جدار لأهداف امنية، بل عن جدار يهدف الي حبس الفلسطينيين، ومنع الحركة، حركة الأبرياء ايضا، نحو مناطق اسرائيل. كان التخطيط الأصلي للسور لرئيس الحكومة السابق اسحق رابين، بيد أنه منذ ذلك الحين غيره شارون واولمرت وصيغ بحيث يستطيع أخذ قدر أكبر من المناطق من السكان الفلسطينيين. السور لا يحمي اسرائيل بل يمنع الفلسطينيين من ان يلتقوا ببعضهم بعضا ويسجنهم في سجون كبيرة.

يوجد شريك، وأنتم تتجاهلونه

تصف في الكتاب بيغن، والسادات في الأساس، كمن كانا ذوي التزام حقيقي لاحراز سلام بين دولتيهما. هل تستطيع ان تقول شيئا مشابها ايضا عن القادة الحاليين في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية؟
لا ريب في ان بيغن والسادات ايضا برهنا علي شجاعة وجرأة في التوقيع علي اتفاق السلام بين دولتيهما. يجب ان نتذكر أن بيغن وافق خطيا علي تحقيق القرار 242 الصادر عن الامم المتحدة واعطاء الفلسطينيين حكما ذاتيا تاما في المناطق المحتلة. لأسفي، لم ألقَ منذ ذلك الحين من الطرفين قادة كانوا ذوي شجاعة وحكمة سياسية يمكن موازنتها بما كان لكليهما.
في تطرقك الي بيغن تكتب في الكتاب ان قوته السياسية نبعت من ايمانه الديني العميق . لكن الدين اليوم يُري أحد العوائق الرئيسية في سبيل السلام.
أتفق معك علي ان الدين اليوم أصبح عاملا اشكاليا وبقدر كبير ايضا متشددا في معارضته المصالحات واتفاقات السلام. ومع ذلك أكدت هوية بيغن الدينية في الأساس من اجل تمييزه عن السلطة العلمانية التي ميزت فترة حكم غولدا مئير، التي مكثت في حضرتها ساعات كثيرة. في آخر الامر، لا يمكن تجاهل حقيقة ان مناحيم بيغن كان يهوديا ذا هوية دينية عميقة كما كنت أنا بالضبط ذا توجه مسيحي عميق وكان السادات ذا توجه اسلامي.
بعد ان يوافق كارتر ايضا علي ان الغُلو الديني لمنظمات مثل حماس يُفشل محاولات المصالحة، يمتنع عن توجيه نقد معلن الي قيادة المنظمة. يختار كارتر كمن أرسل ما يزيد علي 150 مراقبا يراقبون الانتخابات الأخيرة التي أُجريت في السلطة الفلسطينية، رغم رفض حركة حماس الاعتراف باسرائيل، ان يعود ويؤكد حقيقة ان حماس تمتنع في خلال العامين الأخيرين من تنفيذ أي نوع من العمليات الانتحارية الموجهة الي اسرائيل. بمقابلة ذلك يعود ليعرض أبو مازن كمعروف من قبل الولايات المتحدة ودولة اسرائيل ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني. وعلي نحو مشابه يُبين كارتر ان الزعم الذي يقول ان ياسر عرفات كان عائقا في طريق السلام ليس صحيحا. ويزعم أن عرفات قد عيّن في السنين الثلاث الأخيرة من حياته أبو مازن لرئاسة الحكومة الفلسطينية، وكان هذا عنوانا أهلا وصادقا لاجراء تفاوض من قبل الشعب الفلسطيني. يقول كارتر إن أبو مازن رجل سلام يشتاق الي بدء تفاوض ويلقي رفضا من قبل اسرائيل والولايات المتحدة. ويزعم ان الولايات المتحدة بقيادة بوش لا تشعر بالتزام حقيقي للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين. بوش كما يري، طالب حرب، وهو الرئيس الامريكي الوحيد الذي اختار الخروج الي حرب لا يقتضيها الواقع علي العالم العربي.
منذ ست سنين والفلسطينيون لهم قيادة أهلٌ في صورة أبو مازن، الذي يعبر مرة بعد مرة عن رغبته القوية في فتح قناة تحادث مع اسرائيل، ويلقي الرفض ، يزعم كارتر ويوجه اصبع الاتهام الي القيادة الاسرائيلية برئاسة شارون واولمرت.
في الحقيقة ان أبو مازن رئيس للحكومة لست سنين، بيد أن عرفات في غضون ما يزيد علي اربع سنوات منها كان الرجل الأقوي في السلطة الفلسطينية.
في اللحظة التي انتُخب فيها بوش رئيسا للولايات المتحدة قبل ست سنين زعم من فوره ان عرفات ليس ممثلا أهلا للشعب الفلسطيني ولهذا رفض الحديث معه. بعد ذلك، بعد أن زعمت اسرائيل برئاسة ارييل شارون أن عرفات غير ذي صلة، اختار الزعيمان، بوش وشارون، ابو مازن رئيسا للحكومة الفلسطينية. بيد أنهما لم يريدا الحديث معه آنذاك ايضا. وبهذا فان محاولة اتهام عرفات بكل شيء غير حقيقية. النقطة هي أنه لمدة ست سنين كان يوجد عنوان يسمي ابو مازن، ورفضت اسرائيل الاعتراف به.
ألا تتجاهل رئيس الحكومة اسماعيل هنية وحركة حماس التي فازت في الانتخابات الأخيرة؟
حماس غير ذات صلة. المنظمة الوحيدة التي اعترفت بها اسرائيل والغرب ممثلا للشعب الفلسطيني هي م.ت.ف. المهم من يترأس م.ت.ف، وفي هذه الحالة فان الحديث عن أبو مازن. كذلك من المهم ان نتذكر أن هنية أعلن أكثر من مرة أنه لن يمنع اجراء محادثات سلمية بين اسرائيل وأبو مازن، بشرط أن يؤتي بكل اتفاق يتم احرازه ليصادق عليه الشعب الفلسطيني باستفتاء شعبي، وبهذا لا يوجد من ناحية عملية أي معني خاص لاجراء تفاوض مع حماس.

مبادرة جنيف فقط

بموازاة نقده الموجه الي السياسة الاسرائيلية يرفض كارتر أن يلقي علي كواهل الفلسطينيين أي نوع من الخطأ علي مدي سني نضالهم لدولة اسرائيل. انه يصف عرفات كمن فاز في الماضي بجائزة نوبل للسلام ووقع علي اتفاقات اوسلو مع الجانب الفلسطيني ، ويقول عن قيادة حماس انهم سيقبلون بمباركة أي نوع من اتفاق يتم احرازه مع دولة اسرائيل. عندما يثار ايضا سؤال خطبة اولمرت الأخيرة في سديه بوكير ودعوته الي تجديد التفاوض مع الاستعداد لتنازلات بعيدة المدي من قبل اسرائيل، يصعب علي كارتر أن ينضم الي اولئك الذين عبروا عن أمل تغير في الأفق.
لا يوجد في اقتراح اولمرت أي شيء جديد ، يقول، علي حسب ما أفهم، الحديث عن انسحاب جزئي فقط من الضفة الغربية. سيبقي السور في محله وسيلغي حق العودة. وبهذا لا يوجد في هذا الاقتراح أي تقدم، يتجاوز كونه يمكن أن يكون اقتراحا أوليا يكون قاعدة للتفاوض فقط، لكنه ليس بيقين نوعا من الحل. الحل الوحيد الذي طرحه الجانب الاسرائيلي وأقبله هو مبادرة جنيف .
يجري الحديث مع كارتر بعد زمن قصير من نشر لجنة الفحص للحزبين للتحقيق في الحرب في العراق، برئاسة جيمس بيكر ولي هاملتون، توصياتها. لا يخفي كارتر تأييده لتوصيات اللجنة، التي تدعو من جملة ما تدعو اليه الي تجديد التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين والي انسحاب اسرائيل من المناطق. اؤيد تأييدا تاما دعوة اللجنة الي البدء بمحادثات سلام بين اسرائيل والفلسطينيين فورا، بل آمل أن يكون كتابي قاعدة لتلك المحادثات .
ان كارتر، كما يسارع الي البيان، يؤيد ايضا فتح قناة محادثات مباشرة مع سورية ومع ايران ايضا، ويؤكد لا مع سورية وايران فقط، بل مؤتمر سلام عام اقليمي يشتمل علي دول الخليج مثل السعودية، وعلي الاردن والفلسطينيين وسورية وايران بل علي فرنسا وروسيا . يرفض كارتر تفهم الخوف الذي أُثير لدي الجانب الاسرائيلي من طلب انسحاب ممكن من الجولان، كما من سائر المناطق ايضا، ويعود الي زعم أن الأساس في تلك المحادثات يجب أن يكون التطبيق التام للقرارين 242 و338 اللذين يتصلان باعادة جميع المناطق، وكذلك تطبيق حق العودة الي داخل اسرائيل. يأمل كارتر ايضا أن تعود الولايات المتحدة تحت قيادة بوش الي لعب دور رئيسي في تلك المحادثات. أريد بالتأكيد أن أري الولايات المتحدة وادارة بوش يلعبان دورا نشيطا ورئيسيا في تقديم المسيرة السلمية بين اسرائيل والعالم العربي، كما كان في فترة رئاسة بوش الأب .
هل تدفع الولايات المتحدة الآن ثمن تأييدها لدولة اسرائيل لسنين طويلة؟
علي نحو شخصي، لا توجد لي أية معارضة للتقارب الكبير بين اسرائيل والولايات المتحدة، بيد أنني اعتقد يقينا أن الولايات المتحدة تدفع الآن الثمن عن أنها تجاهلت لسنين طويلة معاناة الفلسطينيين الكبيرة علي ارضهم، والظلم المتواصل، والقمع الشديد والاستغلال الذي جري عليهم.
ترفض الادارة الامريكية تعريف الوضع في العراق أنه حرب أهلية . كيف تري الأمور؟
نعم بالتأكيد! ما يحدث الآن هو حرب أهلية مع كل ما يُفهم من ذلك. لكن بوش ومساعديه لهم الحق في اختيار اللغة التي يريدون استعمالها في شأن الوضع في العراق. ليست لي مشكلة مع ذلك، لكن اذا كنت تسألني، فانها حرب أهلية بالتأكيد.
منذ وقت غير بعيد عرّفت الحرب الاسرائيلية في لبنان أنها غير عادلة . اذا كان الامر كذلك، أي رد كان علي اسرائيل أن تأخذ به إزاء هجوم حزب الله في الحدود الشمالية؟
اعتقد بالتأكيد أن لاسرائيل الحق التام في الدفاع عن نفسها، وأن تعمل في ضمن ذلك ايضا في مقاومة حزب الله. ما لا أقبله هو تصريح رئيس الحكومة اولمرت عن أن هجوم حزب الله هجوم من قبل لبنان كله. اعتقد ايضا أن رد اسرائيل كان مبالغا فيه وغير تناسبي. كان قصف المنطقة حول الليطاني مسا بالأبرياء وهذا شيء لا أقبله.

أجري المقابلة: تساح يوكيد ـ نيويورك
ملحق (معاريف) 15/12/2006

[أبو عبد الله]

منتدي سابان جسد مدي الكآبة والخوف المستشريين
في نفوس القيادتين الامريكية والاسرائيلية
من المشكلة العراقية والايرانية والاخفاقات في السياسة الخارجية الامريكية

اولمرت شخص ذو غريزة قوية علي التدمير الذاتي. أعداؤه كثيرون ولكنه العدو الأكبر لنفسه

مزرعة إيفرماي هي مزرعة يبلغ عمرها 214 عاما وتقع عاليا فوق جورج تاون، الحي الراقي في واشنطن العاصمة. من يود ان يستنشق هواء تاريخيا سيجد الكثير منه هناك.
مساء يوم السبت الأخير أُقيمت الي جانب المنزل في المزرعة خيمة كبيرة للضيوف الامريكيين والاسرائيليين الذين جاؤوا للمشاركة في منتدي سابان ، هذا المنتدي الذي يُعقد سنويا بمبادرة رجل الاعمال حاييم سابان. الشموع أُشعلت هناك وبدا الناس فيها بهيجين فرحين.
طوال نهاية الاسبوع تداول الحضور في وضع دولتيهما الصعب. تحدثوا هناك عن ايران وعن العراق وعن حماس وعن حزب الله والقيم التي يزرعها الاسلام المتطرف. تحدثوا عن ازمة الطاقة وازمة القيادة وتوقفوا عند الأخطاء التي لا تُغفر التي ارتكبتها ادارة بوش. طوال سنين عديدة تسني لي ان أستمع الي عدد غير قليل من مثل هذه النقاشات: الا ان هذا المؤتمر كان أكثرها كآبة وترديا. وربما يمكن القول انه كان أكثر النقاشات يأسا. الامريكيون ذرفوا الدموع علي فشلهم في العراق، والاسرائيليون تباكوا من التهديد الايراني، والانكسار في لبنان، وانفراط الحكم في فلسطين. الحاضر أزعجهم وأقلقهم، والمستقبل يخيفهم. لو تسني لأيوب أن يأتي الي هناك لاستقال بسبب الكآبة.
كان هناك تمثيل محترم من كبار الحزب الديمقراطي، ومن بينهم هيلاري كلينتون وجوزيف ليبرمان واعضاء يهود بارزين في مجلس النواب. قبل شهر فقط كانوا غارقين في نشوة هائلة بسبب انتصارهم في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، والآن ذهبت السكرة وجاءت الفكرة: الهزيمة في العراق مطلقة، من دون أي احتمالية لتحسين الاوضاع، وستكون مسجلة علي اسمهم ايضا.
عشية مؤتمر سابان السنوي نشرت لجنة بيكر ـ هاملتون توصياتها للانسحاب من العراق. في اسرائيل ركزوا علي المسائل ذات العلاقة المباشرة باسرائيل: توصية دفع التسويات بين اسرائيل وسورية والفلسطينيين علي أساس خطوط حزيران (يونيو)، وتوصية عقد مؤتمر سلام اقليمي، والتوصية بتخفيف المقاطعة الامريكية المفروضة علي ايران وسورية.
ولكن حكايتنا لم تكن أكثر من مجرد ملاحظة عابرة. التقرير كله يدور حول العراق، وهو كما يبدو يوفر للرئيس سلما للنزول عن الشجرة العراقية، ولكن علي ارض الواقع هو عبارة عن لائحة اتهام. ستة متقاعدين محترمين من خريجي الادارات الجمهورية والديمقراطية السابقة يطالبون الرئيس بأن يعترف بأن كل ما فعله خلال سنوات حكمه الست كان حماقة. الرئيس فشل ليس في التنفيذ فقط: كل الركيزة القيمية التي سار معها للحرب كانت خاطئة.
عندما يتعلق الأمر بأكثر من ألفي جندي امريكي قتيل وأكثر من 400 مليار دولار غرقت في رمال الهزيمة العسكرية والسياسية التي قد تُضعف امريكا لسنوات قادمة، لا يمكن لأي رئيس أن يعترف طواعية بمثل هذا الفشل، خصوصا بوش الابن.
بوش جلس قبل تسلم هذا التقرير مع بيكر في جلسة منفردة. بيكر قال له ما قاله وشعر بأن الرئيس سيقبل التوصيات، ولكن عندما وُضع التقرير علي طاولة بوش رسميا بدأ يتراجع، وفور ذلك عُقد في البيت الابيض نقاش بمشاركة الرئيس وتقرر دفن التقرير دفن الحمار.
كيف يمكن دفن تقرير؟ عن طريق الاغراق. البيت الابيض أمر وكالات الادارة الامريكية المختلفة بصياغة تقاريرها حول الوضع في العراق، كل تقرير وتوصياته. كثرة التوصيات ستعطي الانطباع حسب اعتقادهم بأن شيئا ما يتزحزح، وأن هناك حلا في نهاية المطاف، المهم فقط ان يسمحوا للخبراء بالتوصل من خلال عملية منتظمة الي صيغة الخلاص. تماما مثلما يؤمن الاسرائيليون بالتلقائية والعفوية، فان الامريكيين يؤمنون بدورهم بالعملية المنتظمة. مع انتهاء حرب لبنان قام رئيس هيئة الاركان حلوتس باتباع نهج مشابه، وطلب من جنرالات متقاعدين اجراء تحقيقات كثيرة. التقارير التي تصدر عن هذه التحقيقات مريحة له أكثر من تحقيقات الهيئات التي لم يقم بتعيينها. نفس الشيء يُقال عن بوش، ولكن هذه التقارير لن تساعده كثيرا في العراق.
وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، أخذت علي عاتقها جُل الصراع ضد تقرير بيكر. التقرير حسب قولها لا يعطي ردا عمليا علي أي مشكلة من المشاكل التي تواجهها الادارة الامريكية. هو يقترح نقل المسؤولية للجيش العراقي وكأن هناك جيشا عراقيا موحدا يمكن نقل الصلاحية اليه. وهو يقترح التفاوض مع ايران في الوقت الذي تطور فيه سلاحا نوويا، والصفح عن سورية لقتلها رئيس حكومة دولة مجاورة. هو يتحدث عن تسوية مناطق مقابل السلام بين اسرائيل وجاراتها، ولا يدرك أن المناطق لم تعد المشكلة التي تحول دون عقد تسوية سلمية اسرائيلية ـ عربية.
في يوم السبت استضافت رايس تسيبي لفني في منزلها. منزل رايس يقع في برج سكني في ووترغيت، لفني التي خشيت من اثارة الجلبة حول قيامها بتجاوز حرمة السبت، اختارت الاقامة في فندق موجود في نفس المكان.
من الممكن التخمين بأن رايس قالت لها ما قالته للآخرين: لا تقلقوا، بيكر لن يكون. ايران في نظر الادارة الامريكية هي عدو وليست شريكا. الخطر المباشر يواجه الانظمة العربية التي تؤيد امريكا. الرأي العام في تلك الدول يتغذي من شبكات اعلامية مثل الجزيرة ومن مواقع الانترنت المؤيدة للارهاب. الانظمة ليست ديمقراطية. ورغم ذلك هي تتأثر من الرأي العام الذي يتأثر من الدعاية الاسلامية. الادارة تدرك انه لا يوجد من يمكن التفاوض معه اليوم حول حل للصراع. بيكر علي قناعة بأن الحل يمر من خلال القدس. رايس علي قناعة بأن هذا الحل لا يمر من هناك. بالرغم من ذلك يتوجب أن تكون هناك عملية سياسية من اجل ملء الفراغ حتي لا تمتلئ الشاشات بصور الاطفال القتلي في قانا وبيت حانون. الادارة الامريكية تحاول رعاية ما تسميه الرباعية العربية ـ مصر، السعودية، الاردن ولبنان. بوش يستطيع أن يمنح نتان شيرانسكي ميدالية الحرية كتكريم له علي نشاطه من اجل الديمقراطية، ولكن الحملة الديمقراطية التي كانت شيرانسكي ورقة التين فيها هي مسألة هامشية ولا أهمية لها. شيرانسكي ليس الاول ولا الأخير الذي يحصل علي ميدالية عن الهزيمة في المعركة. والآن لنعد الي منتدي سابان: الاسرائيليون الذين جاؤوا الي هناك طلبوا كل وفق اسلوبه بأن تلتزم امريكا بمهاجمة ايران عسكريا، إن لم يكن كوسيلة اولي فكوسيلة أخيرة. الجواب كان مبهما من قبل ممثلي الادارة الامريكية في المنتدي، أما السياسيون الديمقراطيون فقد ردوا بصورة مربكة. الديمقراطيون سُروا لتبني تقرير بيكر ـ هاملتون. هم يفضلون التحدث عن العدو وليس تهديده. اولئك من أمثال هيلاري كلينتون الذين يحلمون بالوصول الي الرئاسة، يستغلون كل قدراتهم البيانية للتنديد بأخطاء بوش وتشيني، لديهم كلمات كثيرة ذات صبغة اختصاصية وبلاغية مؤثرة تسعي بالأساس الي طمس حقيقة انهم هم ايضا لا يملكون الحل.
اثنان صعدا الي المنصة لاسماع صوتيهما: بيل كلينتون وشمعون بيريس. المستمعون أصغوا باهتمام، والعيون كانت شاخصة، فربما يسمعون خبرا سارا ومتفائلا من كهلي القبيلة. وفقا لقواعد اللعبة المعتادة في مثل هذه الأحداث، أنا محظور من الاقتباس. كل ما استطيع قوله فقط هو أن الرئيس الامريكي السابق لم يحمل البشائر. يبدو أن مسائل اخري هي التي تشغل باله وقلبه الآن. هو تحدث عن مشاكل الشرق الاوسط بنفس الحماسة التي يتحدث فيها طبيب في مستشفي المرضي الي مريضه المصاب بالزكام.
بيريس كان كعادته صاحب بشائر كثيرة. ولكن لأسفي الشديد يحظر علي ايضا أن اقتبس ما قاله. بامكاني التحدث عن احدي هذه البشائر: خطة حفر قناة بين البحر الاحمر والبحر الميت. دراما كبيرة. عندما طرح بيريس خطته هذه لم يتحدث الينا، وانما تحدث الي كلينتون آملا أن يحسم كلينتون في الخصام الدموي بينه وبين فؤاد بن اليعيزر. هذه القناة هي حلم قديم أثار عواطف حكومات كثيرة. الخطة الحالية ترمي بالأساس الي انقاذ البحر الميت الذي يفقد مترا من سطحه في كل سنة. خلال أكثر من اربعين عاما قد يتحول الي بقعة صغيرة علي خارطة الشرق الاوسط.
بيريس في اطار تحركاته لانضاج مشروعه حاول اقناع كلينتون بترؤس مجلس ادارة المشروع، ولكنه فاجأه بأنه سمع ان بن اليعازر ينوي طرح مشروعه الخاص لحفر القناة، علي الحكومة، وفي السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) كتب رسالة لرئيس الوزراء حذره فيها من ان تحركات بيريس تحدق الخطر بمشروع القناة. اولمرت بدوره دعا فؤاد اليه وكان بينهما لقاء صعب. فؤاد قال لاولمرت ان رئيسي وزراء سابقين في الاردن قالا له انهما مستعدان لدفع المشروع تحت شرط واحد هو ان لا يكون بيريس علي رأسه. اردني آخر اشتكي لفؤاد بأن بيريس يبيع الاردنيين أحلاما فارغة. هو يتحدث معهم بفوقية وكأنه رجل العالم وهم الاطفال الصغار. فؤاد قال لاولمرت معقبا علي ذلك أعطني شيئا واحدا قام به بيريس .
فؤاد عرض علي اولمرت رسائل كان قد تلقاها من ممثل شركة ومن أحد ممثلي الدول المانحة. هم اقتبسوا مقاطع من الصحافة الاسرائيلية حول خطة بيريس. ما الذي يحدث مع خطتنا ومن المسؤول ومن الذي يقود ومن الشريك. كانت في حقيبة فؤاد قصاصة صحيفة وهي نبأ من الصحيفة الاردنية الحياة الجديدة كُتب فيها: بيريس يطالب بملكية اراضٍ في الاردن . فؤاد طالب اولمرت بأن يُقيل بيريس إلا أنه لم يستجب له، ووافق علي سفره الي الاردن لعقد لقاء ثلاثي اتُفق خلاله علي الشروع بفحص امكانية تنفيذ المشروع. اللقاء جري في العاشر من كانون الاول (ديسمبر)، غداة لقاء بيريس مع كلينتون في واشنطن. في هذا اللقاء حلّ مستشار أبو مازن السياسي مكان الوزير الفلسطيني، وبذلك تم حل مشكلة التعاون مع حكومة حماس. المشكلة في كل هذه الحكاية أن اولمرت ليس ذا سلطة مركزية تُمكّنه من حسم النزاعات بين وزرائه، وهو لا يستطيع أن يضبط بيريس ولا يستطيع ركل فؤاد، وربما يستمتع كذلك من لعب العجائز أمامه، كما يقول لنفسه. احتمالية حفر القناة ليست كبيرة، المشاكل البيئية معقدة، والمنظمات الخضراء ستعترض، ومن المحتمل جدا أن يكون صراع بيرس وفؤاد علي قناة لم تولد.

ما تبقي من زلة اللسان

ايهود اولمرت يقول ان رحلته الي المانيا وايطاليا تكللت بالنجاح بنسبة تفوق 90 في المئة. أحد مستشاريه قال لي الخميس أنه يقلل من قيمة انجازاته. وانه كان من الأصح أن يقول أن نسبة النجاح تفوق الـ 100 في المئة.
لشدة الأسف كل الامور الجيدة التي سمعها من المستشارة الالمانية ومن رومانو برودي لا تتعادل مع الضرر الذي ألحقه بنفسه، وربما ايضا بالمصلحة القومية. زلة لسانه في موضوع الذرة. الضرر القومي تجسد من خلال السرعة التي تبني فيها الايرانيون العناوين التي نشرت في اسرائيل وحاولوا من خلالها حرف الأنظار عن الضغط الممارس عليهم في موضوع الذرة، مُسلطين الأضواء علي اسرائيل. ما قاله اولمرت جاء في توقيت ليس هناك اسوأ منه.
من الممكن اصلاح الضرر القومي من خلال عمل سياسي واعلامي. أما الضرر الشخصي فمن الصعب تصحيحه. اولمرت يبدو كشخص يتغلب عليه لسانه. هو ليس الوحيد في حكومته الذي يعاني من مشكلة اللسان، ولكن التوقعات منه أكبر من غيره، فهو رئيس الوزراء. كلما ازداد عدد الأخطاء في هذا المجال، تعزز الانطباع بأن اولمرت شخص ذو غريزة قوية علي التدمير الذاتي. أعداؤه كثيرون، ولكنه العدو الأكبر لنفسه.

ناحوم برنياع
محلل رئيسي للصحيفة
(يديعوت احرونوت) 15/12/2006

[أبو عبد الله]

يجب تثبيت الخط الاخضر في الوعي الاسرائيلي العام كحدود دائمة للدولة من الشرق لان اسرائيل تستطيع الاستمرار دون اجتيازه شرقا

بجرة قلم مهمة نجحت وزيرة التربية، يولي تمير، بأن تعيد الي جدول الاعمال العام المسألة الاساسية التي لم يكن يجب دفعها جانبا: قوة الخط الاخضر، ومعناه ومقدار شرعيته. القرار عقائدي كما ان قرار محو خط وقف اطلاق النار من سنة 1949 من الكتب الدراسية كان عقائديا.
يصعب ان نفهم لماذا كان محو الخط سائغا، اما اعادته فيراها المستوطنون ومؤيدوهم عملا مرفوضا من كل جهة. الصحيح انه لا توجد اية قداسة لخط وقف اطلاق النار تتجاوز ان جعله حدا رسميا هو القاعدة الوحيدة الممكنة لاقرار التسويات الاقليمية النهائية لاسرائيل ولانهاء حرب مع الفلسطينيين ومع الدول العربية ايضا. تحتاج الدولة الي حدود معترف بها ومتفق عليها. والا فانها تقضي علي نفسها بالحرب الدائمة.
أحد مصادر الكوارث التي أصابت اوروبا في القرن العشرين كان حقيقة أن الحرب لتوحيد المانيا، لا بالمعني السياسي فقط بل بالمعني الثقافي ايضا، استمرت نحوا من مئة سنة، ولم تكن في نهايتها لاقوي دولة في قلب القارة حدود تراها هي نفسها نهائية.
اكثر الحدود المعروفة في العالم العربي هي حدود سياسية، عرضية في الاكثر، نتاج حروب وصراعات كان يجب في مرحلة ما وضع حد لها. وليست كذلك الحدود بين بولندة والمانيا في الشرق والغرب فقط، بل ايضا الخطوط التي تفصل ايطاليا عن سويسرا، وفرنسا عن جميع جاراتها وبلجيكا عن هولندا. وهو حكم الحدود بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. في اوروبا الغربية تشق الحدود فئات سكانية ذات نفس الهوية الثقافية والعرقية تتحدث اللغة نفسها. هذه حدود مصنوعة، حقها في الوجود هو الاعتراف بأنه لا يحل الشك فيها لانها تخدم مصلحة الجميع. في هذه المناطق أيضا جرت حروب ذات مرة.
في هذه النقطة يبدأ الجدل الكبير بين المعسكرات في اسرائيل. سيقال من الفور ان الحق مع المستوطنين عندما يزعمون انعدام جذور واساس تاريخي لوجود الخط الاخضر. لكن هذا سيف ذو حدين: اذا محت اسرائيل الخط من 1949، فان العالم العربي أيضا لا يلتزمه. اذا كان يحل للاسرائيليين ان يلغوا نتائج حرب الاستقلال، فلماذا يلتزم العرب ومعهم سائر العالم بالاعتراف بحقائق حددت آنذاك؟ أين المصلحة الاسرائيلية في الاخلال بشرعية الانجازات من أيام اقامة الدولة القومية اليهودية؟
لهذا يجب الان تعميق وتأسيس مكانة خط وقف اطلاق النار في وعي الاسرائيليين الشبان، وهم ضحايا غسل حكومات اليمين أدمغتهم، من أجل ان يحدد نهائيا انه لا توجد ولن توجد عودة عن نتائج حرب الاستقلال. بكلمات اخري: لن يحاول الاسرائيليون نقل الخط الحدودي الي الشرق، أما الفلسطينيون فسيكفون عن حلم العودة الي المنطقة غربيه.
لا يستطيع السلام الا ان يكون صفقة عامة. حتي لو كان معسكر المستوطنين محقا في قوله انه لا يوجد فرق جوهري بين مستوطنة في كفار سابا ومستوطنة في اريئيل، فانه يخطيء خطأ حاسما في قضية الوجه الاخر للمشكلة: كان احتلال البلاد حتي سنة 1949 حيويا وضروريا ولهذا كان محقا أيضا لانه كان فيه تحقيق لحق اليهود في الاستقلال وتقرير المصير. بمقابلة ذلك، ليست الاحتلالات بعد 1967 شرعية لانها غير ضرورية ولا تخدم اي هدف قومي حيوي.
ان الحقوق التاريخية في ذاتها لا تسوغ سفك الدماء الذي لا ينقطع؛ والي ذلك يوجد للفلسطينيين ايضا حقوق تاريخية وحقوق طبيعية في الحرية والاستقلال. سينتهي دوس هذه الحقوق الي دفع اسرائيل الي حواشي العالم الغربي وتعريض مصالحها الحقيقية للخطر. اسرائيل، اكثر من دول كثيرة اخري، محتاجة الي تأييد دولي كالهواء للتنفس. كانت الحركة القومية اليهودية منذ فجر وجودها موجهة باحساس ان الارض تشتعل تحت قدميها. من أجل انقاذ اكبر عدد ممكن كان يحتاج الي احتلال البلاد. ان بناء البيت القومي واحداث الاستقلال خدما هذا الهدف الاساسي، واثبت حتي 1967 انه يمكن الحصول علي جميع اهداف الصهيونية في الحدود التي اقرت حتي ذلك الحين. لم تكن حاجة الي المضي شرقا: ان المناطق هي عبء وثقل، ورحي اخلاقية، وسياسية واقتصادية علي عنق المجتمع الاسرائيلي.
اثبت الانفصال من غزة، ان هذا رأي اكثر الاسرائيليين: فرغم الألم الشخصي لطرد الناس من بيوتهم أدركت الكثرة ان الاحتلال ليس ضروريا وليس محقا. ومن كوزيرة التربية يعلم ذلك! انها تعمل في المجال الذي تتولي المسؤولية عنه لتحقيق مباديء وسياسة اختيرت من أجلهما. كان الامر سيكون حسنا لو كان يمكن ان نقول الشيء نفسه عن الحكومة كلها.

زئيف ستيرنهل
كاتب في الصحيفة
(هآرتس) 15/12/2006

[أبو عبد الله]

رسوم ساخرة

معظم الصحف تناولت زيارة بلير من خلال نشر الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة إلى جانب مقالات نقدية وتحليلية رحب بعضها بالزيارة، بينما رأى فيها البعض الآخر عاملا إضافيا قد يساعد على تدهور الأوضاع المتفاقمة أصلا في المنطقة.

على الصفحة السابعة والعشرين من صحيفة الغارديان يستوقفك رسم كاريكاتيري ساخر يظهر فيه بلير في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد بدت من وراء الستار خلفهما أعمدة دخان ترتفع ودماء كثيرة تسيل.

في المؤتمر يتحدث بلير عن: "اليأس المطلق... والتدهور السريع للوضع... والحاجة الماسة للسير قدما إلى الأمام... والسلام الدائم... والحاجة الواضحة لانتخابات مبكرة".

أما عباس فيخاطب بلير قائلا: "أنا أوافقك الرأي، ولكن ألن يفوز كاميرون؟!"

[أبو عبد الله]

طائر الخفاش

في الإندبندنت يظهر بلير في رسم كاريكاتيري آخر على هيئة طائر خفاش يحمل في فمه غصن زيتون وفوق الرسم تعليق يقول: "ملاك السلام يهبط على الشرق الأوسط...".

أما الديلي تلغراف فتنشر رسما كاريكاتيريا ساخرا يظهر بلير وهو يطير محلقا في أجواء مظلمة وعلى الأرض تحته نقرأ شعارات طالما رفعها رئيس الحكومة البريطانية طويلا.

نقرا بين تلك الشعارات المزينة بالألوان الزاهية: "نهاية الفقر...هزيمة الإيدز...السلام الفلسطيني-الإسرائيلي...النصر في العراق...والنصر في أفغانستان".

[أبو عبد الله]

شاي وسيجارة

صحيفة التايمز لم تتناول بلير بشخصه، ولكنها في الوقت ذاته لم تمض بعيدا عنه، إذ نشرت رسما كاريكاتيريا ظهر فيه رجل بزيه العربي التقليدي وهو يحتسي الشاي وفي يده سيجارة وقد أخذ يشاهد التلفاز الذي ظهر فيه باب كتب عليه الرقم 10، في إشارة إلى مقر رئيس الحكومة البريطانية 10 داوننغ ستريت.

يتساءل الرجل: "ترى، ما هو الشامبلز أو المسلخ؟!" وفي هذا إشارة إلى مذكرة، زعم أنه قد جرى تسريبها من مكتب بلير، وهي تتنبأ بهزيمة منكرة لحزب العمال البريطاني وفوز المحافظين فيما لو جرت انتخابات مبكرة في البلاد.

وتحت عنوان "بلير يقدم خطة السلام على الديمقراطية"، فقد نشرت التايمز تحقيقا مطولا لمراسليها في مدينة غزة يتحدث عن الدعم الذي قدمه بلير لعباس في دعوته لإجراء انتخابات مبكرة في الأراضي المحتلة.

ويخلص التحقيق إلى القول: في دعم بلير لعباس في موقفه المناهض لحكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا يعطي رئيس الحكومة البريطانية إشارة واضحة إلى أن سياسته الشرق أوسطية قد تبدلت منذ ذلك الوقت الذي كان يرى فيه الديمقراطية "دواء شاملا لكل مشاكل المنطقة".

[أبو عبد الله]

خمسة أحداث غيّرت العالم

تحت عنوان "خمسة أحداث وكيفية تغييرها للعالم عام 2006"، كتب جديون راتشمان في الفايننشال تايمز عما اعتبره أهم خمسة أحداث وقعت هذا العام، وهو يوردها حسب تسلسلها الزمني كما يلي:



خلال شهر يناير/كانون الثاني: روسيا توقف تزويد أوكرانيا بالغاز. أهمية الحدث تتأتى برأي الكاتب من خطورة استخدام روسيا لسلاح الطاقة كوسيلة ضغط سياسي على أوروبا.



في شهر فبراير/شباط: تفجير القبة الذهبية أو مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء في العراق. يرى الكاتب أن هذا الحدث اعتبر بداية لنهاية صبر الشيعة في العراق على الهجمات التي يتعرضون لها وبداية شنهم لهجمات انتقامية مما زاد من احتمالات نشوب حرب أهلية في البلاد وأدى إلى تنامي المشاعر المناهضة للحرب في العراق بين الأمريكيين.



في شهر مايو/أيار: بدء عرض الفيلم الوثائقي "الحقيقة غير المريحة" في صالات السينما الأمريكية. لقد أظهر الفيلم، الذي أعده المرشح الرئاسي ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور، زيادة الوعي الشعبي في الغرب لقضية تغير المناخ.



خلال شهر يوليو/تموز: اندلاع الحرب في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من قبل إيران. يرى الكاتب أن الحدث أعطى مؤشرا على تنامي الدور الإيراني في المنطقة وازدياد احتمالات ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية خلال عام 2007.



في شهر نوفمبر/تشرين الثاني: إجراء انتخابات التجديد النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية. يرى راتشمان أن فقدان الجمهوريين السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب حوّل الرئيس جورج دبليو بوش إلى بطة عرجاء، وهذا كله حصل بسبب فشل السياسة الأمريكية في العراق.

[أبو عبد الله]

رياح التغيير

في موضوع الحرب على العراق، أبرزت صحيفة التايمز موقفا جديدا لديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين المعارض في بريطانيا، الذي قال إن الحرب على العراق أدت إلى زيادة مخاطر الإرهاب في العالم.

تحت عنوان "رياح التغيير تهب من إيران" جاءت افتتاحية صحيفة الإندبندنت لتتحدث عن النتائج الأولية للانتخابات الإيرانية التي تشير إلى هزيمة الجناح المحافظ الذي يمثله الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد.

وترى الصحيفة أنه في حال تحققت الهزيمة فهي ستعني أن الإيرانيين يفضلون حكومة لا تستند بشكل كبير على الإيديولوجيات المتطرفة في التعامل مع الغرب خصوصا ومع العالم عموما.