النتائج 196 إلى 210 من 414
الموضوع: نقول من هنا ... وهناك
- 30-11-2006, 12:22 AM #196
رد: نقول من هنا ... وهناك
"حرب اهلية"
صحيفة الفاينانشيال تايمز تنقل عن الرئيس الامريكي جورج بوش رفضه تسمية ما يشهده العراق حاليا بالحرب الاهلية وتنقل عن بوش تأكيده بأن ما يجري في العراق ليس حربا اهلية بل " اعمال عنف طائفية تحدث بسبب هجمات عناصر القاعدة التي ترغم الناس على طلب الانتقام وسنعمل مع حكومة نوري المالكي على هزيمة هؤلاء العناصر".
كما تنقل الصحيفة عن الرئيس الامريكي رفضه الاتصال بايران وسورية من اجل المساعدة في استتباب الاوضاع في العراق وان على ايران التخلي عن برنامجها النووي قبل فتح باب الحوار معها.
وتقول الصحيفة ان موقف الرئيس الامريكي يتعارض مع التوصيات التي رشحت حتى الان عن اللجنة الخاصة لدراسة الوضع في العراق برئاسة وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر حيث اشارت التسريبات ان اللجنة ستوصي الادارة الامريكية بفتح باب الحوار مع ايران وسورية للمساعدة في استقرار الاوضاع في العراق ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق وهو ما يتنافقض مع استراتيجية بوش الحالية التي تعتمد على "البقاء حتى اكمال المهمة".
اما صحيفة التايمز وفي باب تناول الملف العراقي فتنقل عن الرئيس الامريكي قوله قبيل اللقاء برئيس الوزراء العراقي اليوم وغدا " سنقوم بالتغييرات المطلوبة للنجاح في العراق لكن هناك شيئا وحيدا لن اقوم به ابدا الا وهو الانسحاب قبل انهاء المهمة".
وتقول الصحيفة ان كلام الرئيس الامريكي سيبعث برسالة تطمين الى حكومة نوري المالكي التي تخشى انسحابا امريكيا مبكرا بعد التغييرات التي حصلت في الولايات المتحدة والتسريبات الصحفية لتوصيات لجنة بيكر التي تطلب الحوار مع جيران العراق ووضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق.
وتنقل الصحيفة عن احد مستشاري رئيس وزراء العراق قوله ان المالكي سيطلب من الرئيس الامريكي الاسراع بنقل المسؤوليات الامنية الى الجانب العراقي.
وتنقل الصحيفة عن مستشار المالكي وعضو البرلمان حيدر العبادي ان هناك حاجة لوجود عسكري امريكي ملموس حتى نهاية عام 2007 وان على الامريكيين عدم ابرام صفقة مع دول الجوار من وراء ظهر الحكومة العراقية.
- 30-11-2006, 12:26 AM #197
رد: نقول من هنا ... وهناك
البابا في تركيا
تناولت الصحف البريطانية زيارة البابا بنديكت الثالث الى تركيا الدولة الاسلامية الكبيرة وهي اول زيارة له الى دولة اسلامية.
وتقول صحيفة الديلي تليجراف ان زيارة البابا الى تركيا تهدف الى امتصاص غضب العالم الاسلامي بعد ربطه بين الاسلام والعنف خلال محاضرته في شهر سبتمبر/ايلول الماضي في المانيا.
وكانت كلمة البابا في تركية اكثر تصالحية على حد قول الصحيفة حيث قالت ان البابا استشهد في كلمته بقول احد باباوات روما وهو جريجوري السابع الذي قال في القرن الحادي عشر الميلادي " ان بين المسيحيين والمسلميين العديد من القواسم المشتركة، فهم يؤمنون باله واحد يطلبون منه المغفرة ولو بطرق مختلفة كما اننا نحمده ونعبده لانه الخالق وسيد الكون".
وتنقل الصحيفة عن مصادر الفاتيكان ان الزيارة تهدف الى تجاوز الاثار التي تركتها تعليقات البابا السابقة عن الاسلام.
وخلال هذه الزيارة سيقوم البابا بزيارة احد الجوامع وهو ثاني بابا يزور جامعا بعد قيام البابا الراحل يوحنا بولص الثاني بزيارة الجامع الاموي اثناء زيارته الى سورية عام 2001.
كما تناولت صحيفة الجارديان زيارة البابا الى تركيا والذي دعا الى القيام بحوار حقيقي بين الاسلام والمسيحية على اساس الاحترام المتبادل واعرابه عن تأييده لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
وتقول الصحيفة ان حدة المظاهرات المناهضة لزيارة البابا الى تركيا كانت قد تلاشت تقريبا مع وصوله الى تركيا على عكس الايام السابقة للزيارة حيث تظاهر عشرات الالاف من الاتراك ضد الزيارة.
وتقول الصحيفة ان عدد المتظاهرين في العاصمة انقرة لم يتجاوز 100 شخص لدى وصول البابا اليها.
وتنقل الصحيفة عن رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوجان وصفه للقائه مع البابا في مطار انقرة لمدة نصف ساعة بانه كان "لقاء افكار" و ان اللقاء تمحور حول اهمية تأسيس "تحالف الحضارت بدلا من صراع الحضارت".
- 01-12-2006, 11:57 PM #198
رد: نقول من هنا ... وهناك
اسرائيل بقيت دولة احتلال ومحتلين بعد خطاب اولمرت
طالما بقيت الامور علي حالها هكذا. فالطريق الي السلام طويل
من وُلد في حضن جابوتنسكي، من كان المساعد المخلص لشموئيل تامير الراحل، الذي وضع شعار ارض محررة لن تُعاد ، من لسنوات طويلة كان بين الناطقين البارزين لارض اسرائيل الكاملة، وعد هذا الاسبوع الفلسطينيين باعادة مكثفة للاراضي واقامة دولة خاصة بهم في اراض متواصلة. رئيس الوزراء، ايهود اولمرت، أحد أمراء حيروت ونجل النائب من هذه الحركة، صرح هذا الاسبوع في احتفال الذكري السنوية لدافيد بن غوريون في سديه بوكير، ليس فقط عن اعادة الكثير من السجناء مقابل تحرير الأسري الاسرائيليين، بل عمليا عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعبين - وكل ذلك شريطة أن يتصرف الطرف الآخر بما يتناسب مع ذلك: أن يحترم وقف النار في القطاع ويوقف الارهاب والتنكيل بالاسرائيليين في كل نطاق البلاد.
كل تاريخنا في هذه البلاد يتحرك بين الأمل في السلام واليأس منه. بعد خطاب اولمرت لم تنطلق سوي ردود فعل الغضب من اليمين والمستوطنين. واقواله لم تثر ردود فعل حماسية في اليسار، كما أن الناطقين الفلسطينيين اتخذوا نبرة حذرة للغاية في ردود افعالهم. فمن اكتوي بالنار حذِر من الثلج ـ فكم مرة وعدونا بمستقبل وردي في العلاقات بين الشعبين وكانت النتيجة هباب الريح والتدهور الأخطر أكثر فأكثر؟.
اربعون سنة من الاحتلال للمناطق عودتنا علي التصرف كأسياد والاستخفاف بالشعب الجار. ومن ير ما يجري علي حواجز الجيش الاسرائيلي في المداخل والمخارج من والي الضفة الغربية (بما في ذلك الحواجز الداخلية في الضفة) لا يصدق احيانا بأن هؤلاء هم الجنود الذين تربوا معنا في الحي. شباب طيبون يظهرون هنا بكامل بشاعتهم ـ بسلوكهم الفظ والغليظ تجاه الاطفال، الشيوخ والنساء الحوامل. أنت تري وتعجب ـ ماذا جري لنا؟ التنكيلات التي لا تنقطع من المستوطنين لجيرانهم الفلسطينيين ـ اثناء قطف الزيتون وكذا في غيرها من الاوقات (أنظر منطقة جنوب جبل الخليل التي اصبحت الغرب منفلت العقال عندنا في العلاقة بين اليهود والعرب).
وليس فقط في المناطق ـ فالمواطنون العرب في اسرائيل يعانون من التمييز في كل مجال تقريبا: عدد العرب الذين يعملون في الحكومة وفي الشركات التجارية في البلاد، سواء الكبيرة أم الصغيرة منها، هو أقل بكثير من معدلهم في السكان. الميزانيات الموجهة للقري والمدن العربية في الشمال وفي الجنوب هي أقل بكثير من الميزانية المخصصة للقري والمدن اليهودية في ذات المناطق. المصادر المكرسة للتعليم العربي الشعبي، الثانوي والعالي، أقل بكثير من تلك الموجهة للتعليم اليهودي وغيرها من الامثلة والنماذج.
وعليه، فبالتوازي مع التطلع المنشود لجيرة سلمية، من المهم معالجة ايضا القضايا الصغيرة مثل السلوك القاسي لجنود الجيش الاسرائيلي علي حواجز الطرق، اعمال الشغب من المستوطنين والتمييز بحق المواطنين العرب في نطاق اسرائيل. هذه هي الامور التي ستقرر النبرة العامة في العلاقات بين الشعبين.
ففي نظر معظم الفلسطينيين الذين عقبوا علي اقتراحات اولمرت فان اقتراحه سيكون عسيرا علي التطبيق، لانه تجاهل ورفض حق العودة الفلسطينية الي كل أرجاء البلاد. ولكن مع كل أهمية تلك المواضيع المبدئية، مهمة هي أكثر من أي شيء آخر روح الاقوال.
الاقوال التي ألقاها في سديه بوكير لم تترافق مع تغيير حقيقي علي الارض، فلا يشعر أحد بروح التصالح والمصالحة. لقد كانت تلك اقوال حملتها رياح المناسبة ـ ولكن بعد خطاب اهود اولمرت بقينا دولة احتلال ومحتلين، ذوي حقوق زائدة ومحرومين من الحقوق، متجاوزي حواجز ومقيدي حركة، مصادري اراض ومعوزي اراض ـ وطالما بقيت الامور علي حالها هكذا، فطويل الطريق الي السلام.
يهودا ليطاني
كاتب يساري
(يديعوت احرونوت) 30/11/2006
- 01-12-2006, 11:59 PM #199
رد: نقول من هنا ... وهناك
علي لجنة بيكر ـ هاملتون أن تأخذ مواقف الادارة الامريكية في الحسبان
اذا أرادت التأثير والنجاعة
الصرعة الجديدة في واشنطن:
ادارة بوش تتبني الآن نهج التدخل بدلا من نهج العزلة السابق
اربعون سنة مرت منذ ان عقد الرئيس ليندون جونسون اجتماعا لمجموعة الثعالب المخضرمة لاجراء مشاورات مصيرية في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 حول حرب فيتنام. مجموعة الحكماء العجائز، هكذا لقبهم الموظفون في البيت الابيض، رد عليهم جونسون بأنه يؤمن بنصائحهم باعتبارهم اشخاصا وطنيين . من المحظور الانسحاب من فيتنام ، قال دين اتشيسون ـ وزير الخارجية في ادارة ترومان ـ فوافقت المجموعة علي ذلك. جونسون سُر من النصيحة لان هذا ما أراد سماعه بالضبط. الحرب استمرت بعد ذلك لسنوات، الي أن انتهت بانسحاب عاجل وسريع.
والآن لم يقم بوش بتشكيل مثل هذه المجموعة، كما فعل جونسون، الا ان لجنة بيكر ـ هاملتون هي التي تلعب هذا الدور. الظروف مختلفة والتركيبة وطريقة العمل، الا ان الخطر الذي يحلق فوق اللجنة التي ستقدم عما قريب توصياتها حول الاستراتيجية المطلوبة في العراق، مشابه. القيادة مطالبة خلال الحرب بالرد علي الواقع المتغير في ظروف الازمة. نقاشات الأمس تتقادم بسرعة، كما ان الملفات التي ستُعدها اللجنة ستستوعب أصلا بذور خيبة الأمل التي لا يمكن منعها: أوراق العمل لا تحرز النصر في ارض المعركة.
جيمس بيكر، وزير الخارجية الأسبق، ولي هاملتون، المشرع المؤثر سابقا، وباقي اعضاء اللجنة شرعوا في هذا الاسبوع في نقاشات مغلقة لبلورة توصياتهم للرئيس. السرية التي تحيط بعملهم ترفع من التوقعات الي أبعاد سخيفة. اللجنة أصلا ستكون ذريعة او عائقا أمام الرئيس وفقا لاختياره واختيارهم. اذا أراد تغيير الاتجاه فسيكون بامكان اللجنة أن تعطيه مظلة شعبية. اما اذا قررت التوصية خلافا لرأيه، فسيلتوي محاولا تعليل سبب عدم تبنيه لتوصياتها.
الا ان هذا ليس خوفا معقولا: بعض الأطراف التي تعرف اعضاء اللجنة، تعتقد انهم سيحاولون ان يكونوا ناجعين، أي أن تكون توصياتهم متوافقة مع الاتجاهات التي تسعي الادارة اليها الآن: الرغبة في الانسحاب، ولكن ليس فورا، ومحاولة اقناع دول المنطقة بتقديم المساعدة والتوجه نحو الحوار مع الخصوم اللدودين الذين قد يكونوا مثمرين.
هذه هي الصرعة الجديدة في واشنطن ـ قال أمس روبرت مالي من ادارة كلينتون سابقا. مالي قال ان ادارة بوش تتبني الآن نهج التدخل بدلا من نهج العزلة السابق.
السؤال هو الي أي حد سيكون هذا التدخل وأين. مالي يعتقد ان علي امريكا ان تتحاور مع سورية، الا ان الاشارات التي تطلقها ادارة بوش للجنة مؤخرا واضحة جدا: امريكا لا تري في النظام السوري مفاوضا جديرا وملائما. من الأفضل ان لا يوغل بيكر وهاملتون في توصياتهما في هذا الاتجاه الذي يبدو كطريق من دون مخرج.
من هنا يتبين ان من ينتظرون حل الصراع الاسرائيلي ـ العربي علي يد بيكر، أبو الحلول الشاملة في هذا المضمار، سيصابون بخيبة أمل كبيرة. مستشار الأمن القومي، ستيف هادلي، أوضح أمس الاول بأنه لا يجد صلة صارخة بين حل الصراع الاسرائيلي ـ العربي وبين الوضع في العراق.
بوش تعهد امس مرة اخري بأنه لا ينوي سحب قواته من ارض المعركة قبل انجاز مهمتها. اعضاء اللجنة ايضا سمعوا ذلك، وسيكون عليهم أن يأخذوه في الحسبان اذا أرادوا أن يحافظوا علي صلتهم بالأحداث.
في محادثة مع جونسون في عام 1967 استذكر أتشيسون بعض الذكريات الصعبة من الحرب الكورية، ونقل ما قاله حينئذ لاثنين من مساعديه الذين اشتكوا من ضعف عزيمة الجيش بصدد الحرب: نحن بحاجة الي قدر أقل من أوراق العمل الملعونة وقدر أكبر من روح القتال .
شموئيل روزنر
كاتب في الصحيفة
(هآرتس) 30/11/2006
- 02-12-2006, 12:01 AM #200
رد: نقول من هنا ... وهناك
اولمرت يستحق التشجيع علي خطته الجريئة
وعليه ان يعرف ان خيبة الأمل منه ستكون عميقة
بعد ان يتبين انها مجرد حركة سحرية خداعة
خطاب رئيس الوزراء في سديه بوكير لم يُثر اهتماما كبيرا في اوساط المتحدثين الفلسطينيين، ولم تنجم عنه موجة احتجاجات في اليمين الاسرائيلي. ردود الفعل الباردة تثير التساؤل والاستغراب إذ أن اولمرت بسط في خطابه المذكور خطة سياسية للمدي المنظور والمتوسط والبعيد، والتي تعتبر أكثر خطة حمائمية وتسووية وعميقة تصدر عن القادة الاسرائيليين في السنوات الأخيرة. يبدو أن اولمرت قد جمع كل شعارات معسكر السلام ورزمها في رسالة واحدة ليست واضحة جدا، إلا أنه صاغها بطريقة أكثر تنازلا من المواقف الرسمية الاسرائيلية. اعتبار هذا الخطاب ردا علي خطاب غروسمان التحريضي في ذكري وفاة رابين، لم يكن صدفة.
من الجدير الالتفات للصياغة الأولية: الدولة الفلسطينية التي كانت حتي الآن ذات حدود مؤقتة مع سيادة جزئية وتواصل من خلال الجسور والأنفاق ـ تحولت عند اولمرت الي دولة قادرة علي البقاء وذات تواصل اقليمي وسيادة كاملة وحدود واضحة. هذه الدولة ستقوم من خلال المفاوضات الحقيقية والمفتوحة والجدية وليس عبر السياسات أحادية الجانب، كما كان سابقا وبعد اخلاء مناطق كثيرة ومستوطنات كنا قد أقمناها فيها .
اولمرت ذكر المبادرة السعودية، ولكنه لم يتطرق لقضية القدس، وقلص الجدل حول حق العودة الي قضية تطبيق الحق فقط. بذلك ألمح أو أراد أن يعطي الانطباع بأنه يعترف بقيمة العودة، ولكنه لم يعترف بعودة اللاجئين فعليا. سخاؤه بارز في قضية السجناء بمن فيهم اولئك الذين حُكموا لفترات طويلة، أي مع دم علي الأيدي . هو يعِد الفلسطينيين بتسهيلات تُحسن جودة حياتهم، من تقليص للحواجز وحتي اقامة مناطق صناعية مشتركة.
كل هذه الامور الجيدة بانتظار الفلسطينيين، ولكن بعد تلبيتهم لعدة شروط كانوا يرفضون الوفاء بها حتي الآن، ولكن احتمالات نجاح المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية لا تؤثر علي حقيقة الالتزام الذي قطعه اولمرت علي نفسه، والذي سيحاسب بناء عليه.
اذا كانت الحال كذلك فلماذا لم يحظ خطابه بردود أقوي حيث اقتصرت علي إعجاب بعض الاوساط اليسارية الاسرائيلية التي رأت أنه قد تبني برنامجها السياسي الذي تنادي به؟ بعض الاجابات تكمن في الشعور بأن اولمرت يطلق دوامة جديدة وأنه لا ينوي تطبيق خطته وانه سيسحبها مثلما سحب قبلها خطة الانطواء .
الفجوة عنده بين التصريحات والافعال مضافا اليها رفض الفلسطينيين الوفاء بالشروط الأساسية غير المقبولة من وجهة نظرهم، تعِد بعدم خروج هذه الخطة الي حيز العلن، وعلي العموم قام اولمرت بطرح خطته اليسارية تلك لانه عرف انها ستروق للشرائح العاطفية التي ستقوم (اذا نجحت الخطة) بتتويجه زعيما لليسار كما توجت شارون قبله بعد نشره لخطة فك الارتباط من غزة، وتقوم بتفعيل خطة لحمايته من أي انتقادات ستوجه اليه.
يسارية خطة اولمرت صارخة لدرجة انها تصلح لان تكون خطة حقيقية. ما الذي دفع اولمرت فجأة الي تغيير الصياغات المعتادة في الدبلوماسية الاسرائيلية وحتي في خريطة الطريق؟ الفلسطينيون يقولون: فليقم بتنفيذ التسهيلات التي وعد بها، وليدع حق العودة والحدود الدائمة للدولة الفلسطينية جانبا.
تجربة الماضي تتسبب في تصادم خطة اولمرت بالارتياب والشكوك. ولكن من المحظور صد محاولته طرح خطة للتقدم نحو التسوية الدائمة، باستخفاف، وليس فقط بسبب الأمل الذي تثيره في النفوس. من المسموح لاولمرت أن يتمتع بالتحسن الذي طرأ علي مكانته الجماهيرية إثر نشر خطته الجريئة. ولكن خيبة الأمل التي ستلي ذلك ستكون مساوية للأمل الذي تثيره في النفوس اذا تبين ان كل ذلك مجرد حركة سحرية. وحتي فنان السحرة سيجد أن هذه حركة سحرية مفرطة جدا.
ميرون بنفنستي
باحث يساري ومستشار سابق لكوليك
(هآرتس) 30/11/2006
- 02-12-2006, 12:03 AM #201
رد: نقول من هنا ... وهناك
من يرون أنفسهم مواصلي طريق بن غوريون
يجب ان يعودوا ليطلعوا علي مواقفه
يمكن الافتراض بأنه كان سيتنكر لهم.
ولا سيما لاولمرت
افترض ان بعضا من اولئك الذين يعتبرون انفسهم مواصلي طريق دافيد بن غوريون لن يرتاحوا لاقوال بن غوريون. يمكن أن نتفهمهم لان هناك منطقا في أن يتغير الناس في ضوء هذه الأحداث أو تلك. وفضلا عن ذلك، فان كل جوهر النقد، نوعية الجدال الايديولوجي وبالاساس المحيط الضاغط جدا، كفيلة كلها بأن تدفع الزعماء الي قرارات مغايرة عن تلك التي ارادوها بكل قلوبهم. غير أن جلسة حكومية ليست معروفة علي الملأ طبيعتها واتجاهها، بجوار قبر رئيس الوزراء الأول، تطرح أفكارا بشأن القاسم المشترك الذي ينبغي أن يكون بين اليهود من سكان أرض اسرائيل.
ومن الغني التطرق الي ما في كلام رئيس الوزراء من هراء. من الأجدر الاستثمار في من يدعي اولمرت أنه مواصل لطريقه. هكذا قال دافيد بن غوريون أمام المؤتمر الصهيوني في بازل، في عام 1937: لا يحق لاي يهودي أن يتنازل عن حق الشعب اليهودي في البلاد. ليست هذه من صلاحية أي يهودي. بل ان هذه ليست من صلاحية الشعب اليهودي برمته، الذي يعيش معنا اليوم، في التنازل عن اي جزء كان في البلاد. هذا حق الامة علي أجيالها، حق غير قابل للمصادرة بأي شرط.
وحتي لو كان هناك يهود في أي زمن كان يعلنون التخلي عن هذا الحق، فليس بوسعهم او من صلاحيتهم مصادرة هذا الحق من الاجيال القادمة.. حقنا في البلاد ـ في البلاد بأسرها، موجود وقائم الي الأبد، وحتي تنفيذ الخلاص الكامل والتام فلن نزيح عن حقنا التاريخي. في 26/9/1948، اقترح بن غوريون علي الحكومة احتلال جبل الخليل والوصول حتي مصب نهر الاردن في البحر الميت (بن غوريون سجل الحرب، المجلد ج، صفحة 722)، الاغلبية في الحكومة رفضت الاقتراح، أما بن غوريون فوصف الرفض بأنه بكاء علي مدي الاجيال . معارضو الخطوة ادعوا بأن الاحتلال سيشوش علي موشيه شريت في الجمعية العمومية في الامم المتحدة. وفي سجل يومياته اضاف بن غوريون: من حظنا أن اولئك لم يتدخلوا في كل الافعال الكبري التي جرت في الحرب حتي ذلك الحين.. . ميخائيل بار زوهر (بن غوريون، المجلد ب، صفحة 823)، يقتبس عن زئيف شرف، سكرتير الحكومة بأن بن غوريون كشف له عن انه ينوي احتلال جنوب الضفة الغربية، باستثناء نابلس.
وفور حرب الايام الستة أعرب بن غوريون عن رأيه في انه مستعد للتنازل عن أراضٍ مقابل السلام، ولكن القدس يجب توحيدها علي الفور. وبعد أن تجول في مروحية في هضبة الجولان ورأي أنها فارغة من العرب، عدل أقواله وأضاف هضبة الجولان والقدس. في مقابلة في العام 1969 قال: يوجد حزبان: وحدة البلاد والسلام، وأنا أنتمي الي كليهما . قبل عام من وفاته، في مقابلة مع عدد من مجلة تاعس قال: ما كنت لآمر بحل الاستيطان في سيناء وإعادة اراضيها الي مصر . وفوق كل ذلك، فان بن غوريون موقع علي كتاب الخليل في ظل التأييد الهائل لوحدة الخليل والقدس.
فهل نسي ايهود اولمرت كيف يكون المرء صهيونيا، وما قصة الدولة الفلسطينية التي تصدر علي لسانه وهو يقف أمام قبر مؤسس الدولة اليهودية؟ من خول عصبة منتجي الاحابيل الاعلامية للتجارة باراضي البلاد دون أي مقابل؟ ممن طلب متدنو الروح اولئك الاذن في مصادرة الحق الوحيد لليهود في البلاد وفي العالم بملكية هذه البلاد؟
غابي أفيطال
كاتب في الصحيفة
(معاريف) 30/11/2006
- 03-12-2006, 03:50 AM #202
رد: نقول من هنا ... وهناك
الخوف من العودة لأيام الحرب الأهلية السوداء
شحت تغطية الصحف البريطانية اليوم للقضايا العربية أو المهمة في الشرق الأوسط، لكن أكثرها تغطية كان التجمع التظاهري العارم الذي حشدته القوى اللبنانية المعارضة للحكومة اللبنانية والمطالبة بإسقاطها.
ورغم أن جميع الصحف تقريبا من "الغارديان" إلى "التايمز" و"الإنديبندت" وحتى "الديلي تليغراف" غطت الحدث عارضة وقائع التجمع الذي ضم ما لا يقل عن 800 ألف لبناني من أنصار "حزب الله"، و"التيار الوطني الحر"، والناصريين والقوميين وغيرهم، ووجهات نظر كل من الفريقين-الحكومة والمعارضة، مع صور مرافقة للتجمع، إلا أن تلك التغطية لم تتعدى الطابع الإخباري.
غير أن صحيفة "الفاينانشيال تايمز" ارتقت إلى مستوى أكثر عمقا في تناولها للحدث، حيث تناولت كاتبة المقال "رولا خلف" الموقف من زاوية المخاوف التي باتت تخيم على أجواء الحياة في لبنان، حتى بدأ اللبنانيون لأول مرة منذ سنوات يفكرون بما لم يكن ممكنا التفكير -ألا وهو إمكانية انزلاق البلد إلى أيام الحرب الأهلية السوداء.
وتقول الكاتبة إنه رغم أن حسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله" تعهد بأن تكون المظاهرات جميعا ذات طابع سلمي، إلا أن حالة التوتر بين الشيعة والسنة، وبين الجماعات المسيحية المختلفة تبرز المخاوف من احتمال ظهور البنادق عما قريب.
ولا تستثني الكاتبة الجيش اللبناني الذي ما زال على الحياد من الصراع المحتمل، حيث أن تشكيلته مرآة للوحة الطائفية والمذهبية في لبنان، وبالتالي فإن وحدة هذا الجيش مهددة في حال وقوع صدامات عنيفة بين أنصار المعارضة وأنصار الحكومة.
- 03-12-2006, 03:52 AM #203
رد: نقول من هنا ... وهناك
الفساد في العراق
ومن الوضع السياسي والأمني المحتقن في لبنان نتحول إلى ملف الفساد في العراق الذي تفتحه صحيفة "الغارديان".
فعلى صفحتين كاملتين تتوسطهما صورة كبيرة لعمال بناء عراقيين ومرفقتين بجداول مفصلة توضح حجم الأموال المخصصة أمريكيا لإعادة إعمار العراق وكيفية توزيعها على مرافق هذه العملية من كهرباء وماء وصحة ونفط، يقول كاتبا المقال "جوليان بورجر" و"ديفيد باليستر" إن الفساد يكلف أربعة مليارات دولار أمريكي في العام الواحد.
ويقول الكاتبان إن ثلث عقود إعادة الإعمار باتت خاضعة للتحقيق الجنائي.
وينقل "بورجر" من واشنطن عن مسؤول أمريكي رفيع (هو "ستورات بوين" والمكلف بالتدقيق في نفقات إعادة الإعمار في العراق منذ عام 2004) قوله: "إن هناك خطرا يتهدد الحكومة العراقية وهو السقوط بسبب التهريب بالجملة لنفط العراق، وغيره من أشكال الفساد."
وحسب ما توصل إليه مدققو مكتب المسؤول الأمريكي فإن ما قيمته 9 مليارات دولار من عائدات النفط لم يعرف مصيرها.
ويبرز المسؤول الأمريكي الرفيع أيضا نقطة أخرى مهمة في نفس الإطار وهي آلاف القطع من الأسلحة التي من المفترض أنها بيعت للقوات العراقية والتي يخشى أنها أضحت بأيدي أعداء الحكومة العراقية من المسلحين وكذلك في أيدي مجموعات الإعدام المنتشرة في أرجاء العراق.
- 03-12-2006, 03:54 AM #204
رد: نقول من هنا ... وهناك
شرطة عراقية تقتل بريطانيا؟
نبقى في الشأن العراقي وفي ملف الفساد في صفوف الحكومة العراقية وتغلغل مليشيا معينة في أجهزتها الأمنية لكن هذه المرة من منظور أمني بريطاني.
فقد نشرت صحيفة الإنديبندنت كيف أن عائلة بريطانية فقدت ابنها وهو برتبة صف ضابط في القوات البريطانية -عند انفجار عبوة ناسفة على طريق في البصرة قبل عام تلقت قبل أيام تقريرا من الجيش يشير إلى أنه ربما كان قد قتل على أيدي عناصر من الشرطة العراقية.
وحسب التقرير فإن قاتل أو قتلة العسكري البريطانية ربما كانوا بين نفس عناصر قوات الشرطة العراقية التي كانت القوات البريطانية تدربها.
ويذكر التقرير كيف أنه عند وقوع الانفجار بدورية العسكري جونز والذي أدى إلى مقتله وإصابة أربعة من رفاقه قرب قاعدة "شط العرب" شوهد عدد من الرجال يرتدون لباس الشرطة والجيش العراقي يراقبون المكان من منطقة سلطة الميناء، كما شوهدت سيارة شرطة عراقية تبتعد عن المكان."
وتنقل الصحيفة عن والدة العسكري القتيل قولها إن صبيا كان برفقة ابنها شاهد رجال شرطة عراقية وإنه لم يمكن غيرهم في المكان وأن أحدهم كان يحمل بيده ما يشبه جهاز توجيه عن بعد ترك المكان بعد حصول الحادث.
- 03-12-2006, 03:56 AM #205
رد: نقول من هنا ... وهناك
الملايين يخضعون لتحليل دون علمهم
من ملف الحرب والفساد في العراق إلى ملف ما تسميه الولايات المتحدة مكافحة الإرهاب، وآخر ما تكشف في مسلسل عمليات الاستخبارات الأمريكية لرصد أي نشاط قد يشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة نظام أمني سري جديد "يعرف بنظام الاستهداف الآلي" بدئ بتطبيقه قبل أربع سنوات وشمل عشرات الملايين من الأمريكيين والأجانب القادمين إلى أمريكا والمغادرين منها.
ويقوم النظام الذي وصف بـ"المتقدم" بتحليل بيانات سفر كل راكب، من قبيل كيفية شرائه بطاقة السفر، وسجله في الرحلات الجوية السابقة، والأماكن التي توجه إليها وانطلق منها، ومكان ولادته ومكان المقعد في الطائرة، ومعلومات أخرى حتى عاداته الغذائية أثناء السفر، بحيث يصل إلى استنتاج قائم على عدد من النقاط يقوم المسؤولون بناء على نتيجته باتخاذ إجراء ضد المسافر من قبيل منعه من السفر أو ركوب طائرة إلى الولايات المتحدة أو غير ذلك من الإجراءات.
وتقول وزارة الأمن القومي إن النظام يهدف إلى التحري عن واكتشاف الإرهابيين المحتملين، لكن جماعات الحقوق المدنية يرون في النظام تعديا آخر من قبل الحكومة الاتحادية الأمريكية على الحياة الخصوصية للأفراد ويضر بشكل كبير بقانون حماية الخصوصية.
ولا يحق للفرد المستهدف في هذه النظام أن يعرف مدى نسبة الخطر التي يعطيه النظام لملفه وفي أي خانة يضعه، لكنه يحق له الاعتراض على المعلومات التي بني عليها تصنيفه ذاك.
- 03-12-2006, 03:57 AM #206
رد: نقول من هنا ... وهناك
الجنرال يعالون ينجو من الاعتقال
نبقى في الشأن القانوني لكن هذه المرة في نيوزيلاندا التي أبطل فيها المدعي العام مذكرة اعتقال أصدرتها إحدى المحاكم في "أوكلاند" ضد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق "موشيه يعالون".
إذ تنقل "الإندنبندنت" أن محكمة نيوزيلاندية كانت قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق يعالون بناء على دعوى رفعتها جماعات حقوق إنسان تمثل فلسطينيين في في قضية ارتكاب جرائم حرب بناء على الحادث الذي قام فيه الجيش الإسرائيلي -خلال فترة يعالون في القيادة- بإلقاء قنبلة زنة طن واحد على مبنى سكني في غزة قتل فيه القيادي البارز في حركة "حماس" "صلاح شحادة"، كما قتل في الحادث 14 مدنيا فلسطينيا.
وتنقل الصحيفة تعليقا لـ"يعالون "على قرار المدعي العام النيوزلندي يقول فيه:" كنت أعرف أن هناك نية لرفع قضية ضدي. لكني سعيد لأن نيوزيلاندا واحدة من الدول التي تطبق القانون على الوجه الصحيح، ولا تسمح للناس الذين يرغبون بشن حملة دعائية لاستخدام القانون لمهاجمة أشخاص مثلنا."
- 05-12-2006, 08:46 AM #207
رد: نقول من هنا ... وهناك
القاهرة تنفق مليارات الدولارات كل سنة في بناء قوتها العسكرية.
تدعم حماس وتغرق الضفة والقطاع بالسلاح
ان سلوك مصر في سيناء وفي محور صلاح الدين، الذي يُمكّن من تسلح المنظمات الارهابية تسلحا واسعا، يقتضي فحصا جديدا عن سياسة شبح مصر في ثلاثة مجالات: العملية السلمية، وحماس والارهاب وتعاظمها العسكري.
في الاشهر الماضية، اقتنع كثيرون بأن القصد الحقيقي لمصر هو ترك الاسرائيليين والفلسطينيين ينزفون معا. ابتدأت تظهر شكوك في هذا الاتجاه عند مقرري السياسات في واشنطن في سنة 2000، بعد فشل قمة كامب ديفيد ونشوب الانتفاضة.
في ذلك المؤتمر، كما تذكرون، أعد رئيس الحكومة، ايهود باراك، مفاجأة استراتيجية : اقتراحه تقسيم القدس، وفي ضمنها البلدة القديمة، في قصد الي إذهال ياسر عرفات ودفعه الي التوقيع علي اتفاق سلام. ظن باراك ان عرفات سيصعب عليه الثبات لاغراء انجاز تاريخي ـ عاصمة فلسطينية في شرقي القدس ـ وسيوقع علي انهاء النزاع.
لكن آنذاك ابتدأ يُسمع صوت المعارضة، لا من قبل جبهة الرفض علي التخصيص. بادر رئيس مصر، حسني مبارك، الي التحذير في التلفاز من أنه ليس من صلاحية عرفات ان يقرر في شأن القدس، لأن البلدة القديمة تعود لجميع العرب والمسلمين وسيكون تقسيمها بمنزلة خيانة. سبب تدخل مبارك في اللحظات الحاسمة للمؤتمر علي نحو نادر جعل وزيرة الخارجية الامريكية في تلك الايام، مادلين اولبرايت، تشكو علنا من إسهامه في جهود السلام.
يجب ان نضيف الي إفشال كامب ديفيد سلوك مصر الغريب المتصل بالعملية السلمية بين اسرائيل والاردن. اعتاد المصريون لسنين الشكوي من عزلتهم في العالم العربي بسبب اتفاق السلام مع اسرائيل. كان هذا ايضا التفسير الذي أعطي لقضية مقاطعة مبارك لزيارات رسمية لاسرائيل ولقضية السلام البارد، الذي سيسخن، كما وُعِد، اذا ما انضمت الي الدائرة دول اخري. ماذا كانت صلة مصر اذا بالعملية السياسية مع الاردن؟ يتبين أنه لفرط الحماسة للخروج من العزلة، استعملت مصر ضغوطا شديدة علي الملك الراحل حسين علي التخصيص من اجل أن يكف عن التوقيع علي الاتفاق المأمول مع اسرائيل، بل ان مصر لم تمتنع عن ارسال مفوضية مناسبة لمراسم التوقيع في العربة، فضل مبارك الذي دُعي إليها البقاء في القاهرة.
تم الكشف عن نفس نمط السلوك ايضا في العلاقة بجهود اسحق رابين للتوصل الي علاقات دبلوماسية تامة مع قطر والمغرب. نجح المصريون بما خيب أمل رابين في تعويق توقيع الاتفاقات مع هذه الدول في الدقيقة التسعين تماما. يمكن بالطبع أن نبحث وأن نجد تفسيرات دقيقة لتصرف مصر في كل حالة وحالة، ولكن عندما ننظر في الجملة، الصورة التي تظهر هي صورة استراتيجية مصرية تخالف سياستها المعلنة عن تقديم السلام الاقليمي.
ما هي علاقة مصر الحقيقية بالسلطة الفلسطينية والمنظمات الارهابية في المناطق؟ ان أكثر السلاح والذخيرة اللذين يصلان حماس في غزة، وسائر المنظمات الارهابية ايضا، يُنقلان عن طريق الارض السيادية لمصر. من المواضعات انه اذا امتنعت دولة ما عن فعل كل ما تملك من اجل منع تهريب السلاح الي المنظمات الارهابية، فان الامر يعني تأييدا صامتا للارهاب.
في السنة الماضية ازداد معدل التهريبات من مصر الي ان وصل علي حسب الشاباك الي أكثر من عشرين ألف بندقية في السنة، وملايين الرصاصات، ومئات صواريخ آر.بي.جي المضادة للدبابات، وعشرات الأطنان من المواد المتفجرة الموافقة للمعايير وكذلك ـ معدات تستطيع أن تكفي لتسليح عدد من وحدات فرق المشاة في السنة. من اجل الموازنة، فان الدولة الثانية التي يوجد لها اتفاق سلام مع اسرائيل، وهي الاردن، أكثر حزما في نشاطها المضاد للتهريب، والنتائج موافقة لذلك.
بخلاف الانطباع المحصول عليه، ما يُحتاج اليه من مصر لكي تكف التهريبات ليس صراعا علي الأنفاق في محور صلاح الدين. الشيء الأهم، والأسهل للتنفيذ، هو اقامة نقاط تفتيش علي الشوارع والطرق الترابية المعدودة التي تفضي الي منطقة رفح، وتعويق قوافل السلاح والذخيرة في أقرب وقت. ان القادرين علي الكشف عن مشط ذخيرة قديم نُسي في مركب متنزهين اسرائيليين في معبر طابا ـ يستطيعون ان يكشفوا عن مئات البنادق أو عشرات الصواريخ التي تُنقل في السيارات في الاتجاه المعاكس. وشيء آخر يجب علي المصريين فعله هو اعتقال رؤساء المهربين في العريش وفي القاهرة وزجهم في السجن، وكذلك تحطيم شبكات المهربين، كما فعل الاردنيون بالضبط.
ويوجد بالطبع ايضا المجال الدبلوماسي. عندما يُدعي خالد مشعل ورفاقه مرة بعد مرة الي لقاءات مع وزراء مصريين في القاهرة، فان الحديث عن نوع من التعزيز الدبلوماسي الحيوي لحماس لا في وجه اسرائيل فقط بل في وجه فتح وأبو مازن ايضا. كانت الحال كذلك ايضا قبل نحو سنتين، عندما حاول المصريون احراز الـ هدنة . كان اقتراحهم أنه في مقابل وقف اطلاق النار المؤقت سيُعطي التزام تاريخي لعدم اخضاع حماس بالقوة أو تجريدها من سلاحها.
ان الدفاع المصري الخفي عن حماس في وجه السلطة الفلسطينية وفتح بدأ في فترة عرفات. في نيسان (ابريل) 1996، قبيل الانتخابات بين بيريس ونتنياهو، ضغط رئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون علي عرفات ليكافح الارهاب. كانت هذه المرة الوحيدة التي أمر فيها عرفات الجنرال نصر يوسف باستعمال القوة في وجه نشطاء حماس في غزة، وهو ما أفضي الي اعتقالات كثيرة، وعدد من القتلي، واغلاق مساجد. حرص المصريون علي ان يقولوا في هذه القضية شيئين: الاول، وُجه الي مسامع كلينتون وكان ان عرفات يجب عليه العمل لوقف العمليات . والثاني، وُجه الي مسامع عرفات وأبو مازن وهو أن علي الفلسطينيين ان يمتنعوا عن حرب أهلية . الرسالة في هذا القول واضحة: لا تعالجوا حماس كما عالجنا الاخوان المسلمين في مصر.
في واقع الأمر، الحديث ليس عن ظاهرة موجهة الي اسرائيل فقط. لا يتجاوز سلوك مصر معايير اقليمية معمولا بها: فهكذا تشجع سورية منذ سنين ارهاب حزب الله ومنظمات اخري مضادة للبنان، والارهاب الكردي لجبهة بي.كي.كي المضادة لتركيا والارهاب الداخلي في الاردن والعراق، وكذلك شجعت عراق صدام حسين الارهاب السني في سورية، والارهاب الفلسطيني في الاردن، والارهاب الشيوعي والكردي في ايران.
يبدو ان الزعم المقابل الذي يتمسك به محللون كثيرون في الجماعة الاستخبارية وفي الاعلام وهو ان مصر ممتنعة قبلياً عن دعم حماس لانها تخاف الارهاب الاسلامي عندها في الداخل ليس له ما يقوم عليه. يُبين التاريخ انه يمكن قمع الاخوان المسلمين في مصر وتشجيع اخوتهم في الآن نفسه في فلسطين، كما كان يمكن لعراق صدام حسين ان تطارد الأكراد بوحشية داخلها وفي الوقت نفسه ان تسلح الأكراد في ايران، والعكس. تميل دول الشرق الاوسط الي الاعتقاد (وبحق) ان استعمال الارهاب أو الدس علي جاراتها لا يوجد لهما تأثير مباشر فيما يحدث داخلها.
لماذا تتصرف مصر اذا كما تتصرف؟ يبدو أن سياستها المتصلة بحماس تريد احراز عدد من النتائج. أولها وأوضحها استنزاف اسرائيل لسنين، واضعافها. ان تسلح الفلسطينيين الكثيف في السنة الأخيرة يهدف الي التمكين من اقامة جهاز في غزة علي نحو يشبه حزب الله في لبنان، وهو شيء يفترض أن يُثقل علي اسرائيل في حالة اشتعال اقليمي.
ونتيجة مأمولة اخري هي تفتيت نزع السلاح في شرقي سيناء. يعتقد المصريون أن زيادة التهريبات وسوء الوضع في أعقاب ذلك سيثبتان أهمية اعادة السيطرة العسكرية المصرية في شرقي سيناء، ومن هنا تأتي المطالبة بتغيير اتفاقات السلام في هذا الاتجاه ـ كما حدث بالفعل علي نطاق أضيق في اتفاق فيلادلفيا.
هناك موضوع آخر يجب البحث فيه هو تعاظم مصر عسكريا. لا يهدد مصر أي تهديد وجودي، ولا حتي نزاع حدودي متأجج مع جاراتها. علي أية حال، امتلكت مصر من جملة ما امتلكت بفضل المساعدة العسكرية الامريكية، تفوقا عسكريا تقليديا مثيرا للانطباع علي كل دولة عربية أو افريقية اخري.
التفسير السائد في الدوائر الاستخبارية، كما في الاعلام، لاستمرار تعاظم مصر هو أن مصر ما تزال تشعر بتهديد اسرائيل. هذا تفسير غامض. يعلم كل ذي عقل، أن اسرائيل اذا تخلت عن شبه جزيرة سيناء كلها وفي ضمن ذلك حقول النفط الغنية فيها من اجل السلام والاستقرار، فانها لا تنوي العودة الي المحاربة لاحتلال الارض من غير سبب ما. رغم ذلك، تواصل دولة فقيرة مثل مصر إنفاق مليارات الدولارات كل سنة في بناء قوتها العسكرية. اليوم، بعد 25 سنة من تعاظم مثير للانطباع، بلغت الي توازن كمي مع اسرائيل في عدد من المجالات، وفي مجالات اخري خلفتها تعدو في آثارها. عدد الطائرات الحربية العصرية لسلاح الجو المصري، وأكثرها طائرات اف 16 امريكية، يشبه عددها في سلاح الجو الاسرائيلي، أما في عدد الدبابات الغربية، والمدافع، وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، والسفن الحربية، فانها تتفوق بنسبة كبيرة علي ما يملك الجيش الاسرائيلي.
منذ السلام الي اليوم استطاعت مصر ان تحصل من الولايات المتحدة علي نحو 40 مليار دولار كمساعدة عسكرية. وفي الحقيقة ان المساعدة لاسرائيل كانت أعلي قليلا، بيد ان اسرائيل بخلاف جارتها الجنوبية لم تستطع توجيه جميع مواردها لزيادة قوتها في وجه مصر. لقد اضطرت في ذلك الوقت الي انفاق موارد كبيرة في وجه سورية والعراق، وفي مواجهة الفلسطينيين وحزب الله في شمالي البلاد، وفي مواجهة الارهاب الفلسطيني في قلب الدولة. يتعلق تطور مقلق آخر بالتمرينات العسكرية. ابتداء من 1996، بعد نحو ثلاث سنين من دفع اتفاق اوسلو الي الأمام، تُجري أكثر التمرينات العسكرية في مصر كتمثيل علي حرب مع اسرائيل. لاول مرة في ذلك الوقت أُضيف الي عنوان التمرين السنوي التلخيصي للجيش المصري، المسمي تمرين بدر ، وهو عنوان ثانوي عُرّف أنه تمرين حربي في مواجهة دولة صغيرة في شمال شرق مصر (منذ ذلك الحين ما زلت أُفكر هل يوجد لمصر شيء في مواجهة لبنان).
وفي النهاية، لا يمكن ألا نذكر ايضا قضية التربية المضادة لاسرائيل، والتحريض الشديد في وسائل الاعلام. بعد نحو ثلاثين سنة من زيارة السادات ما يزال تلاميذ مصر ينشأون علي معرفة أن اسرائيل مصدر الشر في المنطقة كلها. في أكثر الخرائط في الكتب التدريسية ليس ما يشار اليه شرقي مصر هو اسرائيل بل فلسطين . في الاعلام المصري ايضا تهب رياح سلب اسرائيل حقها في الوجود كدولة يهودية. ويوجد بالطبع التحريض المعادي للسامية ايضا.
قبل نحو سنتين، مع انقضاء مؤتمر شرم الشيخ، عقد رئيسا الولايات المتحدة ومصر مؤتمرا صحافيا ومن ورائهما شاطيء بحر سيناء. تحدث بوش أن واجب الدول العربية ان تعمل لوقف التحريض علي اسرائيل، والغرب والشعب اليهودي. في البث المباشر في التلفاز ظهر مبارك يهز رأسه علامة الموافقة، بيد ان مواطني مصر رأوا شيئا آخر، لانه في الوقت نفسه بث التلفاز الرسمي حلقة اخري من برنامج تلفازي يقوم علي بروتوكولات حكماء صهيون، وصف اليهود كقوي ظلامية شيطانية تحاول تدمير العالم.
قبل 25 سنة تخلينا عن سيناء من اجل السلام مع مصر. اذا كانت مصر تحرص علي مدي السنين علي توسيع دائرة السلام مع الدول العربية المعتدلة، واذا كانت تغض الطرف عن تهريبات السلاح الي المنظمات الارهابية في غزة، واذا كانت تمنح حماس تأييدا دبلوماسيا وعسكريا خفيا، واذا كانت تُربي الجيل الشاب علي كراهية اسرائيل، واذا كانت تنفق علي زيادة القوة العسكرية إنفاقا عظيما وكلها موجهة الي امكانية مواجهة اسرائيل ـ فليس هذا هو السلام الذي أملنا به.
يوفال شتاينيتس
كاتب في الصحيفة
(هآرتس) 4/12/2006
- 05-12-2006, 08:53 AM #208
رد: نقول من هنا ... وهناك
متخذو القرارات في اسرائيل يبثون التهديدات غير الصريحة
ويمتنعون عن التعامل بطريقة عقلانية
في قضية الذرة الايرانية
ينقض الساسة في اسرائيل علي التهديد الايراني في لذة كبيرة وبعيون براقة. لقد واتتهم فرصة أن يبدوا مثل تشرتشليين، حازمين تاريخيين، ولن يتخلوا عنها بسهولة. لا يوجد حد للامكانات التي يفتحها هذا التهديد. يمكن تحذير العالم من أن درس الحرب العالمية الثانية لم يُحصل، والتمدح بتهديدات عسكرية موجهة الي طهران، وفي الوقت نفسه التنبؤ بنهاية الصهيونية والتحذير من الابادة المضمونة.
تنبع هذه الموجة الخطابية من ان الحكومة الحالية أهملت السياسة الحذرة لحكومات شارون. لم يُرد رئيس الحكومة السابق أن يلاحظ العالم المشكلة الايرانية مع اسرائيل. لقد تخوف من أن هذه الملاحظة ستبعد امكانية هجمة دولية منسقة متفق عليها، وتخوف أكثر من أنه اذا أعلنت اسرائيل عن نوايا عسكرية، فستفضل اوروبا والولايات المتحدة ان تُخرج من اجلهما الكستناء من النار. حطمت المعركة السياسية الحالية هذا الخط، والاسوأ من ذلك انها تحاول (ويبدو انها ستنجح ايضا في) إدخال الجمهور الاسرائيلي في خوف حقيقي. يطلق متخذو القرارات تهديدات مُلمحا بها وأنصاف اشياء، لكنهم يمتنعون تماما عن الأخذ بطريقة ذكية عقلانية. واضح انه لا يوجد في توجه كهذا مكسب سياسي من الفور.
الادعاء الاول الذي يحتاج علاجا هو الخوف من الابادة. لم يكن أفراد شجعان من الحياة العامة ليحذرونا من أن الوضع يشبه اوروبا في 1938، بل يُبينون أن اسرائيل تواجه خطر القضاء عليها منذ أكثر من خمسين سنة. التحدي الوجودي ليس شيئا جديدا علي الاسرائيليين، ولست أخال التهديد الذري سيغير ذلك. يمكن أن نأخذ علي سبيل المثال تايوان.
لا تعترف الصين بحقها في الوجود مستقلة، وهي تنجح في اقناع أكثر دول العالم بهذه القضية، وتمتلك مخزونا عسكريا وذريا عظيما، وتهدد من آن لآخر الاقليم المتمرد ، كما تسمي الجزيرة، لكن تايوان باقية نامية برغم كل شيء. يوجد فرق كبير واحد بين الدولتين: فتايوان لا تملك قدرة ذرية عسكرية، واسرائيل ليست تملك فقط قدرة كهذه، بحسب نشرات اجنبية، بل تملك ايضا القدرة علي الضربة الثانية.
الادعاء الفاشل الثاني هو ذلك الذي يدعو الي هجوم عسكري اسرائيلي. الفشل مضاعف هنا. اولا، يمكن جدا أن تضطر اسرائيل الي المبادرة الي ضربة ردعية جوية، لكن كل كلام معلن يضر بهذا الامكان. والي ذلك يوجد اتفاق تام في الجهاز السياسي علي أنه اذا لم يعمل العالم، ولم تساعد العقوبات، فان علي اسرائيل أن تعمل عسكريا ـ مع افتراض وجود خيار عسكري فعال في مستوي معقول عالٍ. لا يوجد اختلاف في هذه القضية بين نتنياهو، واولمرت وبيرتس أو ليبرمان. اذا كان يوجد اتفاق كهذا، فلماذا يتكلم الساسة، في الأساس مع معرفتهم أن هذا يضر بالمصلحة الاسرائيلية؟ الجواب بسيط: انهم لا يملكون أنفسهم.
المشكلة الثالثة هي الامتناع عن نقاش التقدير، الذي أصبح يُسمع في أحاديث مع اشخاص في اوروبا والولايات المتحدة ـ انه قد يكون من غير الممكن وقف الايرانيين في السباق نحو القنبلة. انهم يملكون العِلم، ومستعدون لتحمل العقوبات، وبنية برنامجهم النووي تُضعف جدا احتمال هجمة عسكرية فعالة. تقول تلك الجهات إن اجراء عسكريا سيشعل الشرق الاوسط فقط ويؤجل القنبلة الايرانية الي ما لا يزيد علي سنتين. هذا تقدير متشائم جدا وقد يكون خاطئا تماما، لكن من الواجب الاستعداد لامكان أن يتبين صحيحا. في الحقيقة أن هذا أقل اجتذابا من خطابات حاسمة أمام آلاف اليهود الامريكيين، لكنه ضروري أكثر.
نداف إيال
كاتب في الصحيفة
(معاريف) 4/12/2006
- 05-12-2006, 08:55 AM #209
رد: نقول من هنا ... وهناك
محاولة اولمرت إحياء المبادرة السعودية تعتبر دعوة للدول العربية
للانضمام لحلف امريكا واسرائيل لمواجهة ايران وسورية وحزب الله
عاد الي نفس الاستراتيجية التي قدمها اسحق رابين الراحل في بدء التسعينيات
قدم رئيس الحكومة ايهود اولمرت، في خطبته في مراسيم ذكري دافيد بن غوريون، غصن زيتون الي الفلسطينيين. لكن كان يوجد في هذه الخطبة اقتراح آخر للسلام، اقل بروزا لكنه اكثر اهمية: اقتراح علي الدول العربية، التي دعاها الي ان تكون شريكات تامة مع اسرائيل والفلسطينيين في صنع السلام علي اساس الاشياء الايجابية في خطة السلام السعودية من 2002.
تقترح الخطة السعودية التي صادقت عليها الدول العربية كلها بعد ذلك، علي اسرائيل سلاما تاما، وتطبيعا للعلاقات وانهاء للنزاع مقابل انسحاب اسرائيلي من المناطق التي احتُلت في حرب الايام الستة. تجاهلتها اسرائيل والولايات المتحدة في الماضي، لانهما كانتا مشغولتين بمحاربة الارهاب.
تشير حقيقة ان اولمرت اختار الآن ان يحيي الخطة الي اعتراف متزايد في اسرائيل وفي واشنطن، بأن الشرق الاوسط دخل فترة جديدة قتالة، تتميز بقتال لغُلاة، وفشل سياسي، وسباق تسلح نووي ممكن، وقلة التأثير الامريكي وجهد ايران سورية وحزب الله لاحراز الغلبة في العالم العربي.
لاحظت الولايات المتحدة واسرائيل منذ زمن تهديدا مشتركا لهما من قبل ايران في سعيها الي السلاح النووي والغطاء الذي تمنحه للارهاب، وهما تعملان متلازمتين لمحاربته. لكن في العهد الجديد هذا، تنضم اليهما دول وقادة عرب (العربية السعودية وشريكاتها من الامارات العربية، ومصر، والاردن، ورئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة ورئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن)، وهم ايضا قلقون جدا من تطورات محور ايران ـ سورية ـ حزب الله. تتخوف هذه الدول من المطامح الذرية لايران وتعارض تدخل ايران في شؤونها الداخلية.
والقادة قلقون للشعبية المتزايدة لرئيس ايران محمود احمدي نجاد وحسن نصر الله في الدول التي يسيطرون عليها. انهم لا يستطيعون الموافقة علي غلبة ايران في المنطقة، ولا علي قبول وصفتها للعنف والارهاب كسبيل لتغيير الشرق الاوسط.
السؤال الملح الذي تواجهه الولايات المتحدة واسرائيل في هذه المدة الجديدة هو هل تستطيعان ان تجدا قاسما مشتركا مع هذه الدول العربية، التي تهددها المسيرة الايرانية نحو الحصول علي الغلبة في المنطقة. سيكون هذا مدار النقاشات التي ستُجري في الاسبوع القادم في واشنطن، في حلقة سبان بين مسؤولين كبار ومختصين امريكيين واسرائيليين.
هذا هو ايضا السياق الذي يجب ان يُفهم فيه اقتراح اولمرت علي الدول العربية. الاستراتيجية الفعالة الوحيدة في وجه تحدي محور ايران ـ سورية ـ حزب الله هي عقد حلف لدول وقادة معتدلين، ذوي تصور متشابه، يشتمل علي الولايات المتحدة، واسرائيل والدول العربية هذه. وهذه بالضبط الاستراتيجية التي قدمها اسحق رابين الراحل في بدء التسعينيات، عندما زعم ان المصلحة الاسرائيلية هي في العمل مع الولايات المتحدة لاحراز سلام مع الدائرة الداخلية للدول العربية المجاورة، والفلسطينيين في الاساس، لمحاربة التهديد الاكبر ـ ايران، في الدائرة الخارجية.
ان ما كان صحيحا آنذاك، اصبح اكثر صحة اليوم.
إن اولئك الذين يشغلون انفسهم بالتحذير من ان واشنطن توشك ان تضحي بمصالح اسرائيل علي مذبح مقاربتها ايران او سورية، تفوتهم اللعبة الحقيقية التي قد ابتدأت ـ بناء حلف وهمي بين اسرائيل والدول العربية ـ مصر، والاردن، والعربية السعودية وامارات الخليج ـ التي تتألف في جهد مشترك لحل المشكلة الفلسطينية.
مارتين اينديك
سفير الولايات المتحدة في اسرائيل سابقا
ومدير مركز سبان لسياسة الشرق الاوسط
في معهد بروكينغز في واشنطن
(يديعوت احرونوت) 4/12/2006
- 05-12-2006, 08:57 AM #210
رد: نقول من هنا ... وهناك
التوتر في لبنان يهدد الانجاز الوحيد الذي سجلته اسرائيل لنفسها في الحرب
ليس غريبا ان تتابع اسرائيل بقلق ما يحدث في بيروت في الايام الأخيرة لان الضغط الذي يستعمله حزب الله وسورية علي حكومة السنيورة قد يُسقطها ويفرض علي لبنان حربا أهلية من جديد.
التوتر في لبنان يهدد ايضا الانجاز الكبير الوحيد الذي سجلته اسرائيل لنفسها في الحرب في الصيف الأخير. اذا سقطت حكومة السنيورة أو اذا طُلب من القائد السنّي تنازلات لمصلحة السوريين وحلفائهم، فان التسوية التي تم الحصول عليها علي امتداد الحدود مع اسرائيل ايضا ستكون في خطر.
في غضون الاشهر الأخيرة، بحيال النقد المتزايد للجمهور علي الأداء المختل للمستوي السياسي والعسكري في الحرب، كان لناطقي حكومة اولمرت جواب واحد: لقد زعموا أن الواقع في الميدان، هو الذي سيحكم علينا. وهنا، رغم الاختلالات الكثيرة التي سجلت علي امتداد الطريق، امتلك رئيس الحكومة دعوي مقنعة. في نهاية الحرب، أُبعدت مواقع حزب الله عن الحدود مع اسرائيل ونشرت قوة دولية في الجانب الشمالي.
الحديث في الحقيقة عن نجاحات حصلت عليها اسرائيل بعد اسبوع من القتال. اسبوع كان يمكن انهاؤه بهجمة جوية فقط من غير احتمال خسائر للقوات البرية، لو استجابت اسرائيل لمقترحات الوساطة التي طُرحت. ومع كل ذلك، كان يوجد هنا في ظاهر الأمر انجاز ملموس.
ولكن الآن استقرار التسوية التي صيغت بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن مشكوك فيه ايضا. اذا قرر حزب الله من الذي يُقيم الحكومة القادمة في لبنان، وحتي لو خرج السنيورة من الازمة رئيسا للحكومة يتولي عمله لكنه ضعيف، فان مقدار تعاون بيروت مع اليونيفيل سيحدد جدا. بعد نحو اربعة اشهر من وقف اطلاق النار ما يزال الجنديان المختطفان اللذان خرجت اسرائيل الي المعركة من اجلهما لم يعودا، بل لا توجد علامة علي حياتهما. جُددت تهريبات السلاح من سورية الي حزب الله، علي حسب أمان ، وتجري بكامل القوة. يُعاد بناء جنوبي لبنان بأموال ايرانية ويتجول أفراد حزب الله هناك بلا عائق. يصعب أن نري الجنود الاوروبيين يُصرون علي البقاء في الجنوب، اذا ما ألمح اليهم حسن نصر الله بأنه ينوي أن يقوم بهجوم عمليات عليهم كما فعلت منظمته ضد القوات الامريكية والفرنسية في 1983.
كل ما ينقص اولمرت الآن هو ان يقرر حزب الله اقامة موقع أول من جديد علي الحدود من اجل تحدي اسرائيل.
أشارت لجنة فينوغراد الي حلوتس
التطورات أقل إشغالا للجنة فينوغراد، الغارقة في التحقيق في قرارات بدء الحرب والسنوات الست من ضبط النفس التي سبقتها. ثار عند بعض الضباط الذين شهدوا في اللجنة، انطباع في هذه المرحلة المتقدمة، بأنها أشارت لنفسها الي غاية واضحة ـ والحديث عن رأس رئيس الاركان، دان حلوتس. يقول الضباط ان جزءا من اعضاء اللجنة علي الأقل يأتون الي النقاشات مع تصور واضح، ويحاضرون بموقفهم أكثر من ترقبّهم استماع إجابات الاسئلة. النغمة التي تصدر عن الاقوال هي أن الجيش أوصي علي نحو متسرع بالخروج الي الحرب، من غير ان يُعد وحداته كالمطلوب، ومن غير أن يُعلم طريق الخروج. مضي المستوي المدني أسيرا وراء الأمن الذي أظهره المستوي العسكري ولهذا سيكون رئيس الاركان أول من سيدفع الثمن، في نشرة جديدة من تقرير أغرينات.
يُفاجأ من يلتقي ضباطا كبارا في هذه الايام لا فقط من دفتر التسجيل الصغير المطلق فيما يتعلق بالقرارات قبل الحرب وفي اثنائها، بل بمستوي العداء الذي يوحي به بعضهم نحو زملائهم. الصداقة المفقودة، التي تحدث عنها قائد منطقة الشمال أودي أدام عندما استقال، لم يُعد بناؤها. سينضم غدا الي أدام العميد غال هيرش، الذي سينهي ولايته في الفرقة 91، وصرح برسالة الي حلوتس برغبته في الاستقالة. لكن هذا انضمام مشروط، لان هيرش ينتظر حسم رئيس الاركان الذي وعد بصياغته حتي نهاية الاسبوع المقبل. وكما هي الحال عند فينوغراد، يثير تقرير اللواء (احتياط) دورون الموغ في قضية الاختطاف غير قليل من الخصومات القديمة من مكامنها. بل ان بعض ألوية الجيش اتهموا الموغ بأنه يصفي حسابات مفتوحة معهم عندما كان عضوا في هيئة القيادة العامة. ان استعداد الموغ للاستجابة لاقتراح حلوتس إلغاء التوصية باعطاء ملاحظات قيادية لثلاثة من ألوية الجيش، يترك هيرش مسؤولا وحيدا عن الاختطاف. ما يزال رئيس الاركان يبحث عن حل لذلك، قد يكون علي هيئة إلغاء قرار عزل هيرش عن القيادة ـ وهي خطوة قد تُبقي هيرش في صفوف الجيش الاسرائيلي.
ولكن اذا ما اجتاز حلوتس هذا العائق ايضا، فسيُحتاج الي نقاش إدراج ثلاثة من قادة الفرق الآخرين من الحرب، الذين جمد وزير الدفاع عمير بيرتس تعيينهم. في حين تُمرح اختلالات الفرقة 91 (في تحقيقات الموغ ويورام يئير) في العناوين الرئيسية، ما زال الجيش الاسرائيلي لم يُسلم تفصيلات عن تحقيقات الفرق الاخري. ثلاثة اشهر من التحقيقات ـ وما تزال نهاية هذه القصة المعوجة غير لائحة في الأفق.
عاموس هرئيل
مراسل عسكري في الصحيفة
(هآرتس) 4/12/2006
المواضيع المتشابهه
-
من هنا وهناك ..... الله المستعان
By khaled.gad in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 10آخر مشاركة: 26-05-2009, 11:39 PM -
من هنا وهناك حول قرار الفائده
By adoctor in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 4آخر مشاركة: 16-09-2008, 09:04 PM -
هنا وهناك
By GoldenTiger in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 2آخر مشاركة: 16-09-2006, 09:23 AM -
من هنا وهناك ، والفاضي يعمل قاضي
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 18-02-2005, 02:35 PM -
من هنا وهناك ، ، ، للتسلية فقط
By abofaris73 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 14آخر مشاركة: 02-02-2005, 01:26 AM