نقول من هنا ... وهناك

[أبو عبد الله]

الصـورة مقلوبة

عندما يدق جرس بابك ذات مساء رجل متسائلا
عن اسم جارك الملاصق لك ؟ وتجيبه بلا اعرف
:: أغلق بابك وأعلم أن الصورة التي بين يديك مقلوبة ::


و عندما تذهب لأخذ ابنك من مدرسته أثناء وقت الدراسة الرسمي له
وتفاجئ الجميع بأنك لا تعلم في أي صف هو
:: فاعلم أن الصورة ما زالت مقلوبة معك ::


و عندما تمر بأحدهم كل يوم ، وتراه كل يوم ، وتألفه ويألفك
ويكاد كتفك يضرب بكتفه وخطاك تعثر خطاه
ولا تنبت شفاك او شفاه بالسلام عليكم
:: عندئذ أعلم يقينا .. أن الصورة باتت مقلوبة ::


و عندما تفتش وسط جهازك (الموبايل)
وتكتشف ان آخر مكالمة أجريتها لأقرب صديق أو قريب هي قبل أسبوع أو أكثر
:: فاعلم ان الصورة ما زالت مقلوبة ::


و عندما تتحول علاقاتنا المنزلية الى مجرد مسجات نرسلها
لبعضنا من خلف أبواب غرفنا الموصدة
:: فاعلموا ان الصورة مقلوبة ::


و عندما تسهر يوميا حتى الصباح ليأتي موعد نومك
وتصحو عند غروب الشمس
:: فاعلم ان الصورة مقلوبة ::


و عندما تفتقدنا موائدنا التي كان يجدر بها أن تجمعنا ثلاث مرات
في اليوم ، ليتناقص العدد الى مرة واحدة
:: فاعلموا ان الصورة مقلوبة ::


و عندما يكتظ المنزل بأكثر من ثمانية افراد
ولا يرى كل منهما الآخر إلا في نهاية الأسبوع أو في آخر اليوم
لتتحول منازلنا الى فنادق ألف نجمة
:: فاعلموا ان الصورة ما زالت تصر على أن تبقى مقلوبة ::


و عندما يسيطر الانتقام على علاقاتنا الاجتماعية
فنجامل بحضورنا للمناسبات من يجاملنا بالحضور
ونتجاهل من تجاهلنا لا لشي إلا ( لنرد لهم الصاع صاعين )
:: فاعلموا أن الصورة لم تعد معتدلة ::


و عندما تكتب منددا بمن انعزلوا عن التواصل الاجتماعي
وتكون انت أول المقصرين اجتماعيا ، وانك بذلك لا تنقد إلا نفسك
:: فاعلم أن الصورة مقلوبة وانك من يجب أن يبدأ بتعديلها ::


و عندما تتعنت الآراء ، ويظن كلا الطرفين بأنه الصح
ولا صحيح بعده ويفرد كل ذي عضلة عضلته على الأخر
ويستعرض كل منهما هيمنته
ويفسد الاختلاف للحب وللود آلاف القضايا
:: فاعلم بأن كلاهما يمسك بصورة مقلوبة ::


و عندما يسطر عليك وهم العظمة
وتأخذك الظنون الى حيث تشاء أنت وليس حيث تشاء هي
وتخيم عليك نرجسية ضاق بها خيال العالم
وتستخف بأفكار غيرك ، وتحسب انك أنت ولا أحد سواك هو الأفضل
وتجد ان الجميع قد انفض من حولك
وانك مازلت وحيدا في سماء وهمك ، وتصر على البقاء هكذا
:: فاعلم ان مرآتك خدعتك .. وان صورتك مقلوبة ::


و عندما تشغل منصبا تربويا يحتم عليك ان تنادي بضرورة تربية الأبناء
التربية الدينية الحسنة .. وتعويدهم على العادات والأخلاقيا ت السليمة
وأبنائك في البيت يعاونون من عقدا نفسية بسبب سوء تربيتك لهم
:: فاعلم تماما أنك لا تملك إلا صورة مقلوبة ::


و عندما يلجأ والدك الى ابن الجيران ليوصله لقضاء حاجيات المنزل
، فيما أنت تخط الأسواق يمينا وشمالا
لدرجة لو سألناك عن عدد البلاط الذي يرصع أرضية أحد (السناتر)
لأجبت عن عددها بعدد دقيق
متجاهلا وضاربا عرض الحائط ارتباطك بأسرة وبمنزل
:: فاعلم ان صورتك مقلوبة ::


و عندما تكتب ، وتكتب لا لشي إلا لغاية ونية سيئة تخفيها
متناسيا أنك ستحاسب عليها يوما وستسائل عليها يوما
:: فكن على يقين .. بأنك تمسك بصورة مقلوبة ::


و عندما .. و عندما .. و عندما
وعندما تمر بأذهانكم الآن صور أخرى مقلوبة
:: فاعلموا أن البوم الصور كله مازال مقلوبا ::


:: نقل من gulfta.com

[عبده المصرى]

حقيقى هكذا الصورة بيننا الان وفعلا الصورة مقلوبة وغير معتدلة اللهم اعنا على الدرب الصحيح شاكر لك جدا اخى ابو عبدالله ،،،،،،،،،،،،،،،

[أبو عبد الله]

حقيقى هكذا الصورة بيننا الان وفعلا الصورة مقلوبة وغير معتدلة اللهم اعنا على الدرب الصحيح شاكر لك جدا اخى ابو عبدالله ،،،،،،،،،،،،،،،

نسأل الله أن يعيننا على أن نعدل الصورة المقلوبة ،
ولا يتم هذا إلا بعد أن نفهم أهمية الرجوع لأصلنا العريق من التكافل والتعاون ،
والالتزام بديننا أولاً وأخيراً ،
وشكراً أخي عبده لمرورك .

[أبو عبد الله]

جريمة اغتصاب الإرادة العربية !

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

هالنا ما نشرته الأخت سميرة رجب في عمود يوم الأربعاء بأخبار الخليج بتاريخ 9 جمادى الآخرة 1427هـ - 5 يوليو 2006م تحت عنوان «جريمة اغتصاب ماجدة العراق«. التفاصيل الدقيقة للجريمة النكراء التي ارتكبها جنود الاحتلال الأمريكي في العائلة العراقية، وما قاموا به من اغتصاب عبير ذات الخمسة عشر ربيعا وفظاعة ما قاموا به حيث تناوب على اغتصابها عشرة من المجرمين الأمريكيين بمباركة زعيمهم القابع في البيت الأسود، انها جريمة تقشعر من هولها الأبدان، ويشيب من فظاعتها الولدان.

إنه العار الذي يجلل رؤوس الأنظمة العربية والإسلامية.. إنه الهوان والذل اللذان ترفل فيهما الانظمة ويتيه بهما الزعماء، ونتساءل هل أصاب زعماءنا الصمم، وهل عميت منهم الأبصار والبصائر؟ هل ران على قلوبهم أم ختم الله عليها، أم عليها اقفالها؟ هل أصبحت الدماء التي تجري في عروقهم وشرايينهم ماء باردا؟ أين النخوة.. أين الغيرة.. أين الحمية؟ صحيح أن هذه الأنظمة جاءت إما بقوة المحتل، وإما بقوة الميراث ولكن بإمكان هذه الأنظمة حتى إن جاءت عن طريق غير شرعي ان تكتسب الشرعية من خلال الممارسة والحرص على دماء وأعراض وأموال المسلمين. يسألون عن سبب التطرف، ولماذا صار الإرهاب مستوطنا في بلادنا؟ ونقول لهم: اسألوا أنفسكم، وانظروا في أحوالكم، وتفقدوا أحوال شعوبكم وهل أديتم لهم حقوقهم التي أوكلكم الله تعالى عليها؟ هل نشرتم العدل بين ربوع أوطانكم؟ هل دافعتم عن أعراضهم ودمائهم وأموالهم؟ هل خالطتموهم لتعرفوا مشاكلهم وتضعوا الحلول لها؟ كل ذلك لم يتحقق أيام حكمكم التي قاربت الأربعين عاما عند بعضكم والعشرين عند البعض الآخر. ان المحتل الأمريكي وقبله الانجليزي والفرنسي والإيطالي قد اغتصبوا الارادة العربية قبل ان يغتصبوا النساء المسلمات العفيفات، وحين ينتهك عرض الارادة العربية فإن كل شيء قابل للانتهاك، وحين تغتصب الارادة العربية فكل شيء قابل للاغتصاب. لقد تحقق على الأرض العربية كل ألوان الاغتصاب من اغتصاب للعرض الى اغتصاب للأرض الى اغتصاب للمال الى اغتصاب للإرادة، فماذا بقي في أرضنا العربية لم يغتصب بعد، وماذا بقيت من حرماتنا لم تنتهك بعد؟ ان الانظمة العربية والاسلامية بتقاعسها عن نصرة قضايا شعوبها قد وقعت بالاحرف الأولى عدم شرعيتها، وسوف تظل هذه الشرعية منقوصة ان وجدت أصلاً وبامكان الحكام والزعماء تعزيز شرعيتهم إذا هم التفتوا الى هموم شعوبهم وعملوا على تخفيفها إن لم يستطيعوا ازالتها بالكامل. ما يجري اليوم في العراق وقبل ذلك ولايزال في فلسطين من تداعي دول الكفر على الأمة العربية والاسلامية بدعم خفي أو معلن من الأنظمة المستبدة التي لا يشغلها الا استمرار بقائها على كراسي السلطة مهما تجرعت الشعوب في سبيل ذلك من الهوان والذل والقهر ما تجرعت، يوجب على هذه الأنظمة، الغافلة عن حقوق شعوبها، ان تنتبه ليوم قد يفيض الكيل، وتبلغ الشعوب درجة من الاحساس بالظلم يدفعهم الى الثورة على انظمتهم وتحويل حياة الزعماء والحكام الى جحيم وهو بعض الجحيم الذي عاشه بعض الشعوب ولاتزال تعيشه، وصدق من قال: ان الظلم لا يولد ثورة ولكن الاحساس بالظلم هو الذي يولد الثورة. واستفزاز مشاعر الناس، والاستهانة بحقوقهم التي كفلها لها الاسلام وأقرتها لهم المواثيق الدولية سوف يكونان السبب في ثورة هذه الشعوب وتمردها على أنظمتها في وقت لا ينفع فيه الندم أو الحسرة. إن ما يجري على أرض العراق وفلسطين من استهانة بدماء الشرفاء واعراضهم لنذير سوء لن ينبلج ليله عن فجر يشعر فيه الحكام والزعماء المدعومون بارادة المحتل الامريكي بالأمان وساعتها سوف يذوقون شيئا من العذاب الذي ذاقته الشعوب ولاتزال تذوقه وعندها لن ينفع هذه الأنظمة كل الاعتذارات والوعود وسوف يختل الميزان في أيديهم، وبعد أن كان في صالحهم وفي صالح من يلوذون به من غاصب فسوف يتحول الى شعوبهم، وصداقة المحتل لهذه الأنظمة ليست صداقة دائمة بل هي موقوتة بزمن المصالح فإن انقضى هذا الزمن تقطعت أواصر الصداقة، والكل يعلم والأنظمة العربية قبل غيرها تعلم ان اعداء الأمة ليس لهم صداقات دائمة بل لهم مصالح دائمة فاليوم المصلحة مع دعم هذا الحاكم وفي الغد المصلحة مع غيره وهكذا. إني أثمن ما تقوم به الأخت سميرة رجب من فضح الافعال وجرائم المحتل الأمريكي ومن يقف معه سواء الصهيونية العالمية أو الصفوية الإيرانية او الانظمة العربية العميلة، ولكني أعتب عليها حين قالت عن دعم الشعوب العربية والاسلامية لأهلنا في البوسنة والهرسك: إنه ليست لنا بهم علاقة، وقالت بالحرف «ونحن نذكر، كيف كانت أنظمتنا وأجهزتها الاعلامية تصرخ ليلاً ونهاراً على بعض البوسنيات اللاتي قيل إنهن اغتصبن في حرب البوسنة (علما بأننا حتى اليوم لا نعلم مدى مصداقية تلك الروايات التي نشرها الاعلام الامريكي) ونتذكر ايضا جسور المساعدات والامدادات والمتطوعين التي امتدت في حينها من الخليج العربي الى أصقاع أوروبا لإنقاذ بعض البوسنيات اللاتي لا تربطنا بهم أي صلة...« (أخبار الخليج/ 5 يوليو 2006م). فهل حقا لا تربطنا بالبوسنيات اي صلة، وماذا عن الاسلام وهو أقوى رابطة؟ ان هول ما يجري في العراق وفلسطين يجب الا يحملنا على التنكر لإخوة لنا في العقيدة وان ولاءنا لكل من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.





:: نقل من أخبار الخليج

[أبو عبد الله]

موسي يزور دمشق سعيا لحل مشكلة الأسير الإسرائيلي
وعشرات الالاف يتظاهرون في اسطنبول دعما للفلسطينيين

اسطنبول ـ غزة ـ دمشق ـ القدس العربي :
قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي امس الاحد ان هناك مساع تجري ومشاورات عربية لحل مشكلة الأسير الإسرائيلي جلعاد شليط.
وفور وصوله إلي مقر إقامته في دمشق قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي إن هناك مساع تجري وهناك مشاورات عربية تجري وسنتحدث في هذا غدا (اليوم) مع المسؤولين السوريين .
وأضاف للصحافيين انه يؤيد رؤية الجامعة لحل مسألة الأسير الإسرائيلي، مشيرا إلي ان المشكلة هي مشكلة تعامل قوات الاحتلال مع الشعب الفلسطيني . وقال موسي في رد علي سؤال طبعا نؤيد المطالب الفلسطينية لحل المسألة. وعن الدور السوري المنتظر فيها قال موسي غدا (اليوم) حين نتحدث في الموضوع . وعن مبادرة عربية لحل الأزمة الفلسطينية القائمة قال موسي الأزمة الفلسطينية شائكة وقائمة وهي أكبر من ذلك .
وفيما إذا كان سيجتمع بالفصائل الفلسطينية ويلتقي قياداتها في دمشق قال سيتقرر ذلك خلال الزيارة . وتظاهر حوالي عشرة الاف شخص امس الاحد في احدي ساحات اسطنبول احتجاجا علي الغارات الاسرائيلية في قطاع غزة ودعما للشعب الفلسطيني. ورفع المتظاهرون وبينهم الكثير من النساء المحجبات العلمين التركي والفلسطيني.
وتجمع المتظاهرون في ساحة جاغليان علي الضفة الاوروبية من اسطنبول بدعوة من حزب السعادة الاسلامي.
وكتب علي لافتات حملها المتطاهرون لا تقف متفرجا علي المجزرة و كلنا فلسطينيون .
وانتشر عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب للاحاطة بالمتظاهرين.
ومنذ بدء العملية الاسرائيلية دعت الحكومة التركية مرات عدة الدولة العبرية الي وضع حد لهجومها واعتبر وزير الخارجية عبدالله غول السبت ان حصيلة الشهداء الفلسطينيين في الغارات الاسرائيلية مروعة .
الي ذلك كشفت نتيجة استطلاع للرأي امس الاحد عن ان اغلبية الفلسطينيين يؤيدون اسر الجندي الاسرائيلي واطلاق صواريخ علي اسرائيل رغم ان نحو نصفهم يشعرون ان ذلك قد يضرهم في نهاية الامر.
واجري مركز الاعلام والاتصالات بالقدس استطلاعا لآراء عينة عشوائية من ألفي شخص في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وجاء في بيان للمركز ان 77 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون أسر الجندي جلعاد شليط مقابل 22 في المئة يعارضونه. وخلص الاستطلاع الي ان اكثر من 60 في المئة يؤيدون اطلاق صواريخ علي جنوب اسرائيل رغم ان اسرائيل اعلنت ان وقف هذه الهجمات احد أهداف الهجوم الحالي.
وقال زهاء 47 في المئة اي نحو نصف من شملهم الاستطلاع انهم يتوقعون ان تؤدي الازمة مع اسرائيل بخصوص الجندي الي الحاق خسائر بهم في نهاية الامر بينما يعتقد 37 في المئة انهم سيحققون مكاسب من اسره.


:: القدس العربي

[abo_malek_ali]

الاف النساء والاطفال المسجونين في سجون العنصريه الصهيونيه مش مشكله
ايموتو الله لا يردهم
ينعن ابو اكبر كلب ................

[أبو عبد الله]

العلاقة بين المسلمين والأقباط فى فكر التيار الإسلامى

مجدي خليل

سليم العوا نموذجا
الكتاب : للدين والوطن
فصول في علاقة المسلمين بغير المسلمين
المؤلف: د. محمد سليم العوا
الناشر: نهضة مصر، مارس 2006

أولا :في العلاقة بين المسلمين وغيرهم

الدكتور محمد سليم العوا شخصية إسلامية معروفة كأحد أبرز نجوم الإسلام السياسى فى المنطقة العربية، يشغل موقع الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي ويضم اكثر من 500 عالم دين إسلامى من أنحاء العالم، وهو عضو الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وعضو فى العديد من المؤسسات الإسلامية، ومن ملهمى مؤسسى حزب الوسط الإسلامي تحت التأسيس في مصر وأبنته عضو مؤسس فيه، كما أنه ضيف منتظم في برنامج "لقاء الجمعة" على التلفزيون المصري ويطل علينا أحيانا من خلال "الشريعة والحياة" "، وبلا حدود" على قناة الجزيرة ويكتب في العديد من الصحف العربية، وكان يكتب بأنتظام فى صحيفة الشعب المتطرفة حتى إغلاقها وله عمود فى صحيفة الأسبوع الفجة المثيرة.
ولأن د. محمد سعيد العوا يصنف نفسه ويصنفه البعض على أنه من المعتدلين في التيار الإسلامي، وهو زبون دائم على الحوارات الإسلامية المسيحية في روما وغيرها من منتديات حوار الحضارات ،ولهذا نسلط الضوء على بعض أفكاره التي وردت في أحدث كتبه وهو عبارة عن مجموعة مقالاته التي نشرها في العقد الأخير عن العلاقة بين المسلمين والأقباط.
أول ما يلفت نظرك هو عنوان الكتاب "فصول في علاقة المسلمين بغير المسلمين" فموقع الأقباط عنده ينسب إلى الإسلام ،هو أنهم غير مسلمين. ومن أول الكتاب إلى أخره يحدد العوا موقع الأقباط في كافة مناحي الحياة من أنهم توابع للمشروع الإسلامي والدين الإسلامي يجب عليهم أن يكيفوا أنفسهم مع أحكامه ونواميسه وقواعده وثقافته. ولهذا يهدي كتابه "إلى الذين لا يستكبرون… وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول تري أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق.. يقولوا ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين". وهؤلاء هم أهل الكتاب الذي يوجه إليهم حديثه، الذين يؤمنون بني الإسلام ورسالته ويبكون عند تلاوة القرآن. أي أنه يوجه كتابه إلى الأقباط الذين يؤمنون بالإسلام!!، وهو يعلم أنه لا يوجد مسيحي واحد في العالم كله يؤمن بنبي الإسلام ولا برسالته، كما إنه لا يوجد مسلم واحد في العالم كله يؤمن بألوهية المسيح وصلبه وقيامته وفداءه للبشرية.فكل دين لديه عقائده المتفردة ولذلك نكرر دوما لا معنى للنقاش حول هذه العقائد أو الألحاح لإعتراف طرف بعقائد الطرف الآخر، فما يجمعنا الكثير: الوطن المشترك والعيش المشترك والأنسانية المشتركة.

هو إذن يهدى كتابه إلى العنقاء والغول.

من أول الكتاب إلى أخره يخاطبنا السيد العوا بلغة أمرة، فنحن مواطنون، ولكن ليس وفقا لقواعد المواطنة في الدولة الحديثة وإنما المواطنة لغير المسلمين في الدولة الإسلامية، فالمساواة الحقيقية هنا نوع من الكفر، ويعلنها صراحة في مقدمة الكتاب "عندما ندافع عن الأقباط ندافع عنهم من موقع إيماننا الإسلامي". ولهذا يصر-عكس كل خلق الله- على أن الصحوة الإسلامية رسخت فكرة المواطنة!!! (ص12). وهو لا يعترف بأي مصطلحات حديثة وإنما الأساس عنده "أن التعامل مع البشر في الدولة الإسلامية على أساس عقدي. هل هم مسلمون أم غير مسلمين" (ص19). وفي أول فصول الدراسة يقول لنا بوضوح "أن النص القرآني يمثل المرجع الأساسي والمصدر الأول للأحكام والقيم والأخلاق الإسلامية جميعا" (ص 25.) ، " وهذا القرآن هو الذي وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين أيا كانت ديانتهم" (ص33). ولهذا " لا يجوز لرجال الدين المسيحي في المجتمع الذي غالبيته من المسلمين أن يناقشوا قضايا الدين الإسلامي وقضايا الفقه الإسلامي وقضايا الشريعة الإسلامية مناقشة من يقبل ما يعجبه ويرفض ما لا يوافق علي هواه" (ص73). "فما كان فرضا في دين الإسلام فلا يسوغ لأهل الكتاب من الأديان مناقشته مناقشة المتشككين في صحة العمل به أو ضرورة الإلتزام بما تقرر منه، وألا كان هذا تجريحا للإسلام يوغر القلوب" (ص 74).
ووفقا لتصوره هذا فهو ينكر على البابا شنودة الأعتراض على فرض الشريعة على الأقباط أو مناقشة تفاصيلها بقوله " أما القضايا التفصيلية التى أثارها البابا عن الشريعة وتطبيقاتها فإن الدخول فيها يعنى التسليم بحقه فى مناقشة شأن الشريعة الإسلامية والمجادلة فى احكامها، ونحن لا نسلم للبابا شنودة بذلك ولا لغيره من غير أهل الإسلام" (ص76)، بما في ذلك كل مؤسسات الأقباط يجب أن تخضع للمسلمين أما مؤسسات المسلمين فلهم وحدهم فالأقباط توابع فى نظره!!! "فرأيى في شأن الأزهر وفي مواقفه الاجتماعية والسياسية والوطنية كرأيى في شأن الكنيسة فالأولي تعني المسلمين وحدهم والثانية تعني المصريين جميعا أقباطا ومسلمين " (ص 72)، فما نحن فى نظره إلا مجموعة من الكفار " كما ذكر القرآن الكريم الذي يقرر كفر أهل الكتاب الذين قالوا أن الله هو المسيح"(ص 31). ورغم أننا كفار فيجوز للمسلم إذا أعجبته بنت مسيحية أن يتزوجها حتى ولو كانت تؤمن أن المسيح هو الله، فا للمسلم حق الزواج من المسيحية أو اليهودية المؤمنة بدينها بدون الدخول في تفاصيل هذا الإيمان وهو هذا يبرر الأستحلال والقرصنة " فأننا نكتفي بمجرد إعلان الإيمان بدين من الأديان دون أن نستفصل عن حقيقة إيمانه ومضمونه وأثره في حياتها" (ص 40)، أما منع المسلمة من الزواج من كتابي فهو منعا باتا عليه إجماع لأن الكتابى أولا كافر بدينها، وثانيا لمبدأ القوامة، فالمسلم يجب أن يكون له القوامة وبما أن الرجل له القوامة فلا يجوز أن يكون له القوامة على أمراة مسلمة وثالثا للوضع في الفراش، فالمسلم يجب أن يكون هو الأعلى فى الفراش كما قال أبو العلا ماضي وكيل مؤسسى حزب الوسط !!! ...وهو ربما لا يدرى أن الأوضاع تغيرت في ظل العولمة؟؟.
وحتى في الجيرة التي أوصى نبى الإسلام بها ولكن سليم العوا يقول "أن يكون الجار المسلم أولي من الجار غير المسلم " (ص 36).
ومحمد سليم العوا ضد منح الأقباط مساحة عادلة في وسائل الأعلام ليتعرف شريك الوطن على دينهم ويعتبر ذلك تبشيرا مرفوضا في الدولة الإسلامية " وليس جائزا أن تخضع الدولة للمطالبة التي تتكرر بين وقت وآخر، بأن يسمح بالدعوة للمسيحية في وسائل الأعلام الرسمية، فهذا أمر لا يجوز لأن مصر دولة إسلامية بموجب دستورها والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، و الأقباط لهم الحق في الدعوة ولكن في كنائسهم وبين أبنائهم وفي أحيائهم" (ص 101).
وطبعا يؤكد الكاتب، أن إسلام أحد الأبوين يتبعه اعتبار أولاده أو بناته القصر مسلمين، فلا ولاية لغير المسلم على المسلم( ص 212-213) .
ورغم أن سليم العوا يؤكد في كل لقاءاته وكتاباته أن نظام أهل الذمة دخل التاريخ ولم يعد له قائمة إلا أنه يبشر بذمية جديدة تضرب المواطنة في مقتل، فكل الحقوق والواجبات ليست نابعة من المواطنة وإنما من الدين، "فالإسلام يجعل الأقباط في حماية الله ورسوله، لا في حماية الحكومة ولا في حماية الشرطة ولا في حماية السلطة المحلية. والمعتدي على قبطي معتد على ذمة الإسلام العامة وقاطع لرحم الإسلام" (ص78)، "حماية الأقباط في مصر يفرضها الدين على المسلمين قبل أن يفرضها القانون، فكيف لمسلم أن يهمل الرحم النبوي، ويغفل عن حكم الذمة الإسلامية" (ص 93). إن لم تكن هذه العبارات الواضحة تنطق بالذمية وتعطي الأسبقية للدين على القانون فماذا تكون إذن؟
تنطلق كل كتابات العوا من فكرة بسيطة محورية حكمت كل التاريخ الإسلامى بأن كل العلاقات فيها طرف منتصر وطرف مهزوم ولابد من العمل بكل الطرق على نصرة المسلمين وهى تختلف عن قواعد التعاون فى الدول المتحضرة التى تفترض أن الكل فائز من علاقات التعاون الصحيحة، ولهذا يقول " لذلك نقول إن واجب فقه العصر أن ييمم وجهه شطر تلك العلة نفسها: المصلحة الراجحة للمسلمين" (ص43).
هذه هي نصوص مما كتبه محمد سليم العوا عن القواعد التي تحكم المسلمين والأقباط في دولة حديثة، وهو يعتبر هذه الكتابات اجتهادا عصريا، والسؤال هل تختلف هذه الاجتهادات العصرية جدا عما يكتبه رموز التطرف والأرهاب؟ وإذا كانت هذه الاجتهادات عصرية فما هو شكل الاجتهادات غير العصرية؟.ولهذا ليس بمستغرب أن المتطرف والمتظاهر بلإعتدال.

ثانيا :أوضاع الأقباط في رأى العوا

يقول محمد سليم العوا في برنامج "الشريعة والحياة" في قناة الجزيرة "دعاوى اضطهاد الأقباط كذب صراح لا يختلف عليه اثنان في مصر. ما معني مضطهد؟ يعني يعامل معاملة مواطن الدرجة الثانية، القبطي يعامل معاملة المسلم وربما أحسن في دوائر الحكومة ومع الشرطة، ومع جهات الدولة، لا يوجد أي نوع من أنواع الأضطهاد للقبطي"!!! ( 23 ابريل 2006).
وإذا كان العوا يوضح في النصف الأول من كتابه المذكور اجتهادته فيما يتعلق بالقواعد التي تحكم العلاقة بين المسلمين وغيرهم، فأنه في النصف الثاني من كتابه يعلق على أوضاع الأقباط من خلال الحوادث التي تعرضوا لها من الكشح 1998 إلى الإسكندرية 2005 وتفاجئ بحجم الأكاذيب والأفتراءات والمغالطات والتحريض والالتواء الذي تمتلئ به سطور مقالاته وصفحات كتابه فى هذا الشأن.
"فالأقباط يحوزون على 60% من حجم الاقتصاد المصري كما يردد بعض المسلمين" (ص 99)، ورغم أن هذه كذبة من النوع الثقيل إلا إنه يدعى التسامح ويقذفهم بتهمة جديدة "وهذا أمر لا يثير لدى أية حساسية إذا حصل الأنسان على قوة أقتصادية نتيجة جهده....ولكن إذا كان هذا الوضع الأقتصادى نتيجة لما يتردد عن دعم خارجى أو تعامل مع قوى خارجية أو نتيجة لمعونات مشروطة فهنا مكمن الخطر" (ص 99).ولكى تكتمل قصة التهييج ضد الأقباط الذين يملكون 60% من الأقتصاد كما يزعم يكرر اربعة مرات فى كتابه أن "عددهم 6% فقط من تعداد سكان مصر" ص 255،249،246،19 (بالمناسبة كل التيارات الإسلامية ثبتت تعداد الأقباط عند رقم 6% فى حين تقول الحكومة أنهم 10% أما الأقباط فيقولون أن الحد الأدنى لتعددادهم هو 15% ). ويواصل طوال النصف الثانى من الكتاب التحريض على الأقباط لأنهم يظلمون المسلمين ويفترون عليهم من ناحية وفى نفس الوقت يتمتعون بكل هذا النعيم والأمتيازات فى دولة إسلامية المفروض أن يتمتع مواطنوها المسلمين بهذه الأمتيازات !!!، " أدعو الله أن يفيء على المسلمين في هذا البلد بمثل ما أفاء على الأقباط" (ص 98)، "إذا كانت الدولة متعصبة فإنها متعصبة للأقباط، فالكنائس ليس عليها رقابة بل أمن يحميها بينما ما يجري داخل الكنيسة لا أحد يعرف عنه شيئا بينما المساجد يؤمها في كل صلاة رجال من الأمن… ناهيك عن الشروط العشرة التي تفرضها الأوقاف على بناء المساجد" (ص 98)، هل سمع أحد عن الشروط العشرة هذه التى تخضع لها المساجد فى مصر؟!! وهكذ يواصل "والواقع أن الأقباط يتمتعون في مصر مبارك بمقادير من النفوذ والقوة والسلطان السياسي والاقتصادي والاجتماعي لم يسبق أن تمتعوا بمثلها" (ص 249). ومفيش حد أحسن من حد "إذا كان الإسلام قد غزا مصر فإن المسيحية هي الأخرى غزت مصر!!! (ص 102).
أما التحريض والاستفزاز فحدث ولا حرج " فجهاز مباحث أمن الدولة لا يجوز أن يبعد عن الشأن القبطي " (ص 174)، أما الحق في إرشاد ووعظ الشخص الذي يريد التحول إلى الإسلام والذي منح للأقباط منذ عهد سعيد باشا فيمتعض منه الأخ محمد سليم العوا ويريد فقط أخطار أهله والكنيسة بدون أعطائهما هذه الفرصة لإرشاد الشخص ومراجعته فى قراره الخطير هذا (ص 186). وبالنسبة للشباب من البلطجية الذين قبض عليهم لأنهم قاموا بتخريب ممتلكات الأقباط في أحداث الإسكندرية فيبرر لهم أخطاءهم ويدعو المسلمين إلى زيارتهم في السجن والتخفيف عنهم "أن أفضل القربان إلى الله زيارتم يوم العيد في السجن والتخفيف عنهم بما يمكن لكل إنسان عمله. فإنهم - وإن يكونوا مخطئين.- لم يحملهم على خطئهم إلا الغضب لدينهم والحمية له" (ص 241) ، وهذا التبرير يشبه التبرير الذي قدمه الشيخ محمد الغزالي لقتلة فرج فودة وقد ذهب وقتها إلى المحكمة لتبرئتهم فما أشبه الليلة بالبارحة.
وعبر صفحات الكتاب ترهقك كم الأفتراءات والأكاذيب والاستفزازات التي يرددها محمد سليم العوا، وقد تحملت عناء قراءته وعرض نصوص منه ليطلع القارئ على محتوي المشروع الإسلامي في شقه المعتدل!!!.
والرد على مثل هذا المشروع هو الرفض الكامل، لأننا لا نقبل حقوقا مصدرها نصوصا دينية وإنما مرجعيتنا الوحيدة المقبولة هي المواطنة كما يعرفها القانون الدولي الحديث والحقوق كما تنص عليها المواثيق الدولية، فالفرد بمجرد ميلاده يحصل على جنسيته التي تمنحه حق المواطنة، أما الدين فهو مسألة شخصية يعتنقه الشخص أو يغيره كما يريد وفي أي وقت وهو غير ملزم بدين معين عند ولادته إلا فى الدول المتخلفة. فالمواطنة فقط هي مناط الحقوق والواجبات، بالطبع ليست المواطنة التي تمثلها الأجتهادات الإسلامية وإنما التي يقرها المجتمع الدولي الحديث.
المشروع الإسلامى يجعل المواجهة قادمة لا محالة إذا حكم الإسلاميون مصر،والسؤال للأقباط هل أنتم مستعدون لذلك؟


:: نقل من إيلاف

[albdr]

جريمة اغتصاب الإرادة العربية !

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

هالنا ما نشرته الأخت سميرة رجب في عمود يوم الأربعاء بأخبار الخليج بتاريخ 9 جمادى الآخرة 1427هـ - 5 يوليو 2006م تحت عنوان «جريمة اغتصاب ماجدة العراق«. التفاصيل الدقيقة للجريمة النكراء التي ارتكبها جنود الاحتلال الأمريكي في العائلة العراقية، وما قاموا به من اغتصاب عبير ذات الخمسة عشر ربيعا وفظاعة ما قاموا به حيث تناوب على اغتصابها عشرة من المجرمين الأمريكيين بمباركة زعيمهم القابع في البيت الأسود، انها جريمة تقشعر من هولها الأبدان، ويشيب من فظاعتها الولدان.

إنه العار الذي يجلل رؤوس الأنظمة العربية والإسلامية.. إنه الهوان والذل اللذان ترفل فيهما الانظمة ويتيه بهما الزعماء، ونتساءل هل أصاب زعماءنا الصمم، وهل عميت منهم الأبصار والبصائر؟ هل ران على قلوبهم أم ختم الله عليها، أم عليها اقفالها؟ هل أصبحت الدماء التي تجري في عروقهم وشرايينهم ماء باردا؟ أين النخوة.. أين الغيرة.. أين الحمية؟ صحيح أن هذه الأنظمة جاءت إما بقوة المحتل، وإما بقوة الميراث ولكن بإمكان هذه الأنظمة حتى إن جاءت عن طريق غير شرعي ان تكتسب الشرعية من خلال الممارسة والحرص على دماء وأعراض وأموال المسلمين. يسألون عن سبب التطرف، ولماذا صار الإرهاب مستوطنا في بلادنا؟ ونقول لهم: اسألوا أنفسكم، وانظروا في أحوالكم، وتفقدوا أحوال شعوبكم وهل أديتم لهم حقوقهم التي أوكلكم الله تعالى عليها؟ هل نشرتم العدل بين ربوع أوطانكم؟ هل دافعتم عن أعراضهم ودمائهم وأموالهم؟ هل خالطتموهم لتعرفوا مشاكلهم وتضعوا الحلول لها؟ كل ذلك لم يتحقق أيام حكمكم التي قاربت الأربعين عاما عند بعضكم والعشرين عند البعض الآخر. ان المحتل الأمريكي وقبله الانجليزي والفرنسي والإيطالي قد اغتصبوا الارادة العربية قبل ان يغتصبوا النساء المسلمات العفيفات، وحين ينتهك عرض الارادة العربية فإن كل شيء قابل للانتهاك، وحين تغتصب الارادة العربية فكل شيء قابل للاغتصاب. لقد تحقق على الأرض العربية كل ألوان الاغتصاب من اغتصاب للعرض الى اغتصاب للأرض الى اغتصاب للمال الى اغتصاب للإرادة، فماذا بقي في أرضنا العربية لم يغتصب بعد، وماذا بقيت من حرماتنا لم تنتهك بعد؟ ان الانظمة العربية والاسلامية بتقاعسها عن نصرة قضايا شعوبها قد وقعت بالاحرف الأولى عدم شرعيتها، وسوف تظل هذه الشرعية منقوصة ان وجدت أصلاً وبامكان الحكام والزعماء تعزيز شرعيتهم إذا هم التفتوا الى هموم شعوبهم وعملوا على تخفيفها إن لم يستطيعوا ازالتها بالكامل. ما يجري اليوم في العراق وقبل ذلك ولايزال في فلسطين من تداعي دول الكفر على الأمة العربية والاسلامية بدعم خفي أو معلن من الأنظمة المستبدة التي لا يشغلها الا استمرار بقائها على كراسي السلطة مهما تجرعت الشعوب في سبيل ذلك من الهوان والذل والقهر ما تجرعت، يوجب على هذه الأنظمة، الغافلة عن حقوق شعوبها، ان تنتبه ليوم قد يفيض الكيل، وتبلغ الشعوب درجة من الاحساس بالظلم يدفعهم الى الثورة على انظمتهم وتحويل حياة الزعماء والحكام الى جحيم وهو بعض الجحيم الذي عاشه بعض الشعوب ولاتزال تعيشه، وصدق من قال: ان الظلم لا يولد ثورة ولكن الاحساس بالظلم هو الذي يولد الثورة. واستفزاز مشاعر الناس، والاستهانة بحقوقهم التي كفلها لها الاسلام وأقرتها لهم المواثيق الدولية سوف يكونان السبب في ثورة هذه الشعوب وتمردها على أنظمتها في وقت لا ينفع فيه الندم أو الحسرة. إن ما يجري على أرض العراق وفلسطين من استهانة بدماء الشرفاء واعراضهم لنذير سوء لن ينبلج ليله عن فجر يشعر فيه الحكام والزعماء المدعومون بارادة المحتل الامريكي بالأمان وساعتها سوف يذوقون شيئا من العذاب الذي ذاقته الشعوب ولاتزال تذوقه وعندها لن ينفع هذه الأنظمة كل الاعتذارات والوعود وسوف يختل الميزان في أيديهم، وبعد أن كان في صالحهم وفي صالح من يلوذون به من غاصب فسوف يتحول الى شعوبهم، وصداقة المحتل لهذه الأنظمة ليست صداقة دائمة بل هي موقوتة بزمن المصالح فإن انقضى هذا الزمن تقطعت أواصر الصداقة، والكل يعلم والأنظمة العربية قبل غيرها تعلم ان اعداء الأمة ليس لهم صداقات دائمة بل لهم مصالح دائمة فاليوم المصلحة مع دعم هذا الحاكم وفي الغد المصلحة مع غيره وهكذا. إني أثمن ما تقوم به الأخت سميرة رجب من فضح الافعال وجرائم المحتل الأمريكي ومن يقف معه سواء الصهيونية العالمية أو الصفوية الإيرانية او الانظمة العربية العميلة، ولكني أعتب عليها حين قالت عن دعم الشعوب العربية والاسلامية لأهلنا في البوسنة والهرسك: إنه ليست لنا بهم علاقة، وقالت بالحرف «ونحن نذكر، كيف كانت أنظمتنا وأجهزتها الاعلامية تصرخ ليلاً ونهاراً على بعض البوسنيات اللاتي قيل إنهن اغتصبن في حرب البوسنة (علما بأننا حتى اليوم لا نعلم مدى مصداقية تلك الروايات التي نشرها الاعلام الامريكي) ونتذكر ايضا جسور المساعدات والامدادات والمتطوعين التي امتدت في حينها من الخليج العربي الى أصقاع أوروبا لإنقاذ بعض البوسنيات اللاتي لا تربطنا بهم أي صلة...« (أخبار الخليج/ 5 يوليو 2006م). فهل حقا لا تربطنا بالبوسنيات اي صلة، وماذا عن الاسلام وهو أقوى رابطة؟ ان هول ما يجري في العراق وفلسطين يجب الا يحملنا على التنكر لإخوة لنا في العقيدة وان ولاءنا لكل من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.





:: نقل من أخبار الخليج

[أبو عبد الله]

هَزُلت

بقلم: سحر بعاصيري

نسخة مزيدة ومنقحة من قاموس الشتائم اللبناني يتولى اعدادها والاشراف عليها نخبة من رجال الطبقة السياسية نرى واجباً علينا ان نضع عينات منها في متناول اللبنانيين تعميما للفائدة.
و"الفائدة" المقصودة هنا ليست الاضافات اللغوية شتماً واسفافاً في الاسبوعين الاخيرين فحسب، بل الاضاءة على جوانب من مواهب المساهمين، طبعا من دون اغفال كون شتامي هذه المرحلة كثرا ولا يقتصر وجودهم على فريق سياسي دون الاخر ولكن ما يفرض نفسه هو مستوى الشتيمة وليس اطارها السياسي.
ميشال عون:
-"المثل القديم القائل بان النذر للدير و(...) على سمعان". ولا نورد الكلمة لئلا تفوح الروائح الكريهة على صفحات الجريدة.
- "زعران"، "مزورين"، "متيْسين".
- "فشرتوا".
- "تبين لنا ان الانماء لبيروت والزبالة لجبيل وكسروان والمتن الشمالي".
سليمان فرنجيه:
- "جوقة يوضاس".
- "غلام".
- "كرامتنا اهم من سعد الحريري وكل نسله وسلالته".
-"عندما يُدقّ برموزنا نَدُق برموزهم".
بيار الجميل:
- "جنرال مهووس بالسلطة ولو على الجثث والدمار".
- "اكسسوارات الجنرال".
- "خزمتشي".
ابرهيم كنعان:
- "مشكلة الوزير الجميل هي مع الناس ومع نفسه، والتي جعلت منه منتجا انتهت مدة صلاحيته".
- في برنامج تلفزيوني يقول احمد فتفت لابرهيم كنعان "لازم تاخد حبة ليكزوتانيل لتروق"، فيرد كنعان: "وانت لازم تاخد حبة فياغرا".
نبيل نقولا:
-"لن نرد على بيار الجميل الصغير ليس خوفاً منه بل خوفاً على صحته واعصابه من الهستيريا".
-"قطع لسان".
هذا على سبيل المثال لا الحصر. ولا يعنينا هنا تذرع هذا او ذاك بأن "البادئ اظلم"، كما لا تعنينا السجالات المتركزة على التخوين والتآمر والتباري في الوطنية، لان مستوى الاسفاف في التخاطب السياسي تجاوز كل حد ليطاول الشخصيات وصفاتها والكرامات.
ما يعنينا امران: الاول ان في انحطاط مستوى التخاطب دلالة على ان البعض في الطبقة السياسية يفقد احترامه لنفسه، وهذا شأنه، لكنه لا يستطيع المضي في تقليل احترام اللبنانيين واحترام عقولهم واذواقهم بقصف متواصل يصم آذانهم ويزكم أنوفهم. والثاني ان في انحطاط مستوى التخاطب الذي هو انعكاس للواقع السياسي "مساهمة" تتجاوز توسيع قاموس الشتائم الى الاضرار بلبنان واللبنانيين. فسواء عن قصد او عن غير قصد- ونأمل الا يكون عن قصد- يغذي المساهمون نظرية قصور اللبنانيين عن حكم أنفسهم. وهذا ًخطير جدا.
ولعل أفضل ما قد يردده اللبنانيون اليوم القول المأثور:" هزلت حتى بان من هزالها كلاها وسامها كل مفلس".




:: نقل من جريدة النهـار

[أبو عبد الله]

عملية تحرج النظام العربي

عبد الباري عطوان

لا نفهم هذه المطالبات المتكررة من قبل الكثيرين، وبعضهم عرب، لحزب الله اللبناني للافراج عن الجنديين الاسرائيليين اللذين تم اسرهما في عملية عسكرية نوعية جري تنفيذها يوم امس الا علي انها مطالبات عنصرية ومنحازة بطريقة عمياء للعدوان الاسرائيلي.
فالسيد كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة، الذي كان من ابرز الموجهين لهذه المطالبات لم يتحدث بكلمة واحدة عن آلاف الاسري العرب في سجون الاحتلال، ولم يتلفظ بأي مطالبة للإفراج عنهم في الماضي او الحاضر، ولا نتوقع منه ان يفعل ذلك في المستقبل.
القوات الاسرائيلية خطفت تسعة وزراء فلسطينيين واكثر من خمسة وعشرين نائبا تشريعيا منتخبا، وقتلت مئات الابرياء في غارات وحشية، ومع ذلك لم نسمع من هؤلاء الذين يطالبون بالافراج عن الجنود الاسرائيليين الأسري اي كلمة ادانة لمثل هذه القرصنة والبلطجة الاسرائيليتين.
تبادل الأسري الذي يطالب به رجال المقاومة في لبنان وفلسطين ليس اختراعا عربيا او اسلاميا، وانما هو مسألة متعارف عليها منذ قيام الخليقة، تمارسها كل الشعوب المتحضرة منها والهمجية، وكفلتها المواثيق الدولية، بل وتأسست منظمات عالمية للإشراف عليها وتسهيلها مثل منظمة الصليب الاحمر، فلماذا يتم تجاهل هذه الحقائق عندما يتعلق الأمر بأسر جنود اسرائيليين علي ايدي رجال المقاومة العربية والاسلامية؟
القوات الاسرائيلية تقتل مدنيين، وخاصة الاطفال منهم، وتنسف محطات الماء والكهرباء والجسور في ابشع ممارسة للعقوبات الجماعية، وتخطف قيادات سياسية منتخبة، بينما يركز رجال المقاومة في عملياتهم علي اهداف عسكرية، ويأسرون جنودا، الامر الذي يظهر الفارق الاخلاقي الكبير بين الجانبين.
عملية حزب الله مشروعة، وتجسد التلاحم العربي الاسلامي في انصع صورة، ولهذا تناسي الفلسطينيون في الاراضي المحتلة معاناتهم تحت الحصار، ووزعوا الحلوي احتفالا.
فعندما يتساءل الفلسطينيون في ذروة معاناتهم ويأسهم عن العرب، ويناشدونهم التدخل، فهم لا يقصدون عرب الانظمة، ولا وعاظ السلاطين، وانما الشعوب العربية والقوي الحية فيها، وها هم مجاهدو حزب الله يلبون النداء، وينفذون هذه العملية الفدائية النوعية التي تستمد اهميتها من عدة نقاط نوجزها كالتالي:
اولا: هزت هذه العملية صورة الجيش الاسرائيلي الذي يعتبر رابع اقوي جيش في العالم من حيث التسليح والتدريب، فأن يصل رجال المقاومة الي قلب ثكناته، ويخترقوا كل دفاعاته، ويملكوا المعلومات الاستخبارية الدقيقة عنه، فهذا انتصار نوعي كبير لم يتحقق لأي من الجيوش العربية منذ ثلاثين عاما، خاصة ان جميع من نفذوها عادوا سالمين.
ثانيا: ستضع هذه العملية جميع الانظمة العربية في حرج كبير، هذا اذا افترضنا انها تشعر بالحرج، لانها التزمت الصمت المطبق تجاه العدوان الاسرائيلي الحالي في قطاع غزة والضفة الغربية، وما ينتج عنه من مجازر في حق الاطفال والمدنيين. فلم يبادر اي من هذه الانظمة بأي تحرك سياسي، ناهيك عن العسكري، مثل الاحتجاج او طرد السفراء الاسرائيليين من عواصمها، وذهب بعضها، وخاصة النظام المصري، الي درجة التوسط للافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة دون مقابل او ضمانات حقيقية بالافراج عن اسري فلسطينيين في سجون الاحتلال، وكأن سلامة الجندي الاسرائيلي الأسير اثمن وأغلي بالنسبة اليه من آلاف العرب، وبعض المصريين الأسري في سجون الاحتلال.
ثالثا: ستعيد هذه العملية التركيز علي القضية الفلسطينية كقضية محورية اساسية في العالمين العربي والاسلامي، وتؤكد ان كل المحاولات الامريكية التي تريد طمسها لحساب تصعيد قضايا اخري مثل العراق للتغطية عليها، محكوم عليها بالفشل.
رابعا: توجه هذه العملية التي نفذها حزب الله العربي الشيعي صفعة قوية للفصائل العراقية التي رفعت وترفع راية الاسلام وتتعاون مع الاحتلال الامريكي، وتنخرط في حرب طائفية دموية، وتستهدف بعض ابناء الجالية الفلسطينية في العراق. ففي الوقت الذي ينسق حزب الله مع الفصائل الفلسطينية، ويضع القضية الفلسطينية علي قمة اولوياته يعتبر البعض في العراق الفلسطينيين اعداء، ويقدمون علي ذبحهم في وضح النهار.
خامسا: جعلت هذه العملية، والفلسطينية التي سبقتها (كرم سالم) العام الحالي عام الأسري فعلا، وقدمت البديل الوطني الحقيقي لوثيقة الأسري التي كادت ان تفجر حربا اهلية دموية في الوسط الفلسطيني بفضل بعض الذين ارادوا استخدامها كقميص عثمان لضرب المقاومة وفصائلها، واسقاط الحكومة الفلسطينية المنتخبة، والالتفاف علي الاجماع الفلسطيني لانتزاع تفويض، عبر استفتاء ملغوم، للعودة الي طاولة المفاوضات وفق الشروط الامريكية والاسرائيلية.
الحكومة الاسرائيلية ظلت طوال يوم امس في اجتماعات متواصلة للبحث عن مخرج من مأزقها المزدوج في جنوب لبنان وقطاع غزة، وربما تلجأ الي ضربات جوية تستهدف بني تحتية لبنانية او سورية، لاستعادة هيبة جيشها المنهارة، ولكن مثل هذه العمليات الانتقامية ان حدثت ستعطي نتائج عكسية تماما.
فأي هجمات اسرائيلية انتقامية ربما تؤدي الي احداث حالة من الفوضي في لبنان وسورية، واعادة فتح جبهة جنوب لبنان واحياء نوع جديد من المقاومة، علي غرار ما يحدث في العراق وفلسطين.
ستفيد العمليات الانتقامية حكومة اولمرت علي المدي القصير، ولكنها ستؤدي الي نتائج كارثية علي المدي المتوسط والبعيد، لانها ستفجر حال الاحتقان الراهن في المنطقة، وستخلق مصاعب كبيرة للأنظمة الحالية المعتدلة التي وقعت اتفاقات سلام مع الدولة العبرية، وحافظت علي سلامة حدودها طوال العقود الثلاثة الماضية.
اسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية هذا الانهيار الامني الخطير الذي تواجهه سواء علي حدودها الشمالية مع لبنان، او حدودها الجنوبية مع قطاع غزة، لانها استهانت بالأمة العربية وقدرات شعوبها، واعتقدت ان ارهابها للأنظمة بفضل قوتها العسكرية الجبارة، يمكن ان يرهب الشعوب، وها هي تكتشف كم هي مخطئة.
الفلسطينيون اتهموا دائما بانهم لم يدعوا فرصة لإضاعة فرص السلام، ويمكن رد الاتهام نفسه الي الاسرائيليين، والقول بانهم اضاعوا فرصة تاريخية للسلام مع العرب بعد قبول القيادة الفلسطينية وللمرة الاولي تقديم تنازلات كبيرة من اجل السلام من خلال قبولهم باتفاقات اوسلو، حيث اعماهم غرور القوة عن قراءة المستقبل قراءة صحيحة.
المنطقة الآن تتجه نحو العودة الي المربع الاول مربع المقاومة وخلط الاوراق، حيث سيكتشف العالم، وامريكا بالذات، مدي ثقل العبء الاسرائيلي وخطورته علي الامن والاستقرار الدوليين، وخدمة جماعات التطرف الاسلامية وغير الاسلامية.

:: القدس العربي

[أبو عبد الله]

ارتياح في الشارع العربي لعملية حزب الله والغرب يدينها

العواصم - وكالات الانباء:

توالت ردود فعل متباينة على قيام حزب الله اللبناني أمس الأربعاء بأسر جنديين اسرائيليين في منطقة الحدود بين الجانبين. وتشاور الرئيس المصري حسني مبارك مع نظيره السوري بشار الاسد حول تصعيد الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل، وفق ما أوردت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. وقالت الوكالة ان

الرئيسين تداولا خلال اتصال هاتفي كيفية تهدئة التصعيد والحؤول دون تدهور الوضع في الاراضي الفلسطينية ولبنان. وقام حزب الله أمس الاربعاء بأسر جنديين اسرائيليين على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وردت اسرائيل بقصف بري وجوي في جنوب لبنان. وابدى حزب الله استعداده لمبادلة الجنديين الاسيرين بمعتقلين في السجون الاسرائيلية. وكان ناشطون فلسطينيون ينتمون الى ثلاث مجموعات مسلحة احداها حركة حماس قد أسروا في نهاية يونيو جنديا اسرائيليا جنوب قطاع غزة، مطالبين أيضا بالافراج عن معتقلين فلسطينيين. لكن اسرائيل رفضت هذا الطلب فيما تواصل مصر وساطتها بين الجانبين. وفي دمشق اعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في ختام لقاء في دمشق مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني ان التصعيد الحالي في جنوب لبنان وقطاع غزة سببه «الاحتلال الاسرائيلي« . وقال الشرع في تصريحات صحفية: «بالتأكيد الاحتلال هو مصدر وسبب التحريض ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني ولذلك هناك مقاومة لبنانية وفلسطينية«. ومن جانبه اعتبر لاريجاني الذي وصل الى سوريا ليلا آتيا من بروكسل ان «المقاومة ضرورية في حين يشن الكيان الصهيوني هجمات ويرتكب مجازر ضد الشعب الفلسطيني«. وأضاف: «هناك عشرات الآلاف من النساء والرجال والاطفال الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلي«. وأكد لاريجاني أهمية المشاورات مع سوريا «الدولة الصديقة والشقيقة«. ورأى الشرع ان محادثات لاريجاني في دمشق «تعكس عمق العلاقات السورية الايرانية في جميع المجالات«. من جهتها، شددت اذاعة دمشق على «حق« اللبنانيين في القيام بعمليات في الاراضي التي تحتلها اسرائيل. وقالت الاذاعة في تعليقها السياسي: «من حق اللبنانيين اليوم وغدا ان يقوموا بأي عمليات فدائية في مزارع شبعا ما دامت اسرائيل تحتل هذه الارض اللبنانية وترفض الانسحاب منها«. وأضافت ان «من حق العرب الدفاع عن وجودهم ومستقبلهم بأي وسيلة كانت ما داموا عرضة للعدوان والارهاب الاسرائيلي اليومي ليس امام العرب والمقاومة الا المواجهة والصمود حتى تعود الاراضي المسروقة العربية ويعود جميع الاسرى العرب اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين«. وهنأت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان حزب الله اللبناني على اسره جنديين اسرائيليين. وأفاد البيان ان «حركة حماس تتقدم من قيادة حزب الله وعلى رأسها امينها العام حسن نصر الله ومن مقاوميه كافة بأسمى آيات التبريك والتهاني لنجاح مجاهدي المقاومة الاسلامية في لبنان من اسر جنديين صهيونيين وقتل اخرين في عملية نوعية ناجحة اصابت قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية بالذهول«. وأضاف البيان ان: «عملية الاسر هذه تأتي بعد ايام من نجاح فصائل المقاومة في فلسطين من اسر جندي صهيوني في غزة، وفشل جهود الاحتلال على مدى اكثر من اسبوعين في الوصول اليه يدلل على هشاشة جيش الاحتلال التي روج البعض بأنه الجيش الذي لا يقهر«. من جهتها «باركت« حركة الجهاد الاسلامية عملية اسر الجنديين. وقال أبوأحمد المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة للصحفيين بغزة «نبارك عملية حزب الله النوعية التي اربكت العدو الصهيوني واكدت هزيمة الجيش الذي يدعي انه لا يقهر على ايدي رجال المقاومة الاسلامية«. وأضاف: «ندعو المقاومة الاسلامية الى اجبار العدو الصهيوني على الافراج عن الاسرى من سجونه عبر عملية تبادل تضمن خروج الاسرى العرب والفلسطينيين من سجون الظلم الصهيونية«. كما دعا الى «مواصلة خطف الجنود الاسرائيليين لاجبار العدو على الخضوع لشروطها ولكسر ارادة جنوده المنهزمين الذين فروا من الموقع المستهدف شمال فلسطين المحتلة«. ودعا أبوفؤاد المتحدث باسم كتائب «شهداء الاقصى« التابعة لحركة فتح في بيان، حزب الله الى «عدم الرضوخ الى الاصوات المطالبة بالافراج عن الجنديين الاسرائيليين الاسيرين«. وأضاف البيان: ان كتائب الاقصى «تطالب حزب الله بعدم تسليم الجنديين الا بعد اطلاق سراح الأسرى الذين يقبعون خلف قضبان الحديد«. وتابع «كلنا امل وامتنا العربية والاسلامية بالافراج عن الأسرى«. وفي القاهرة حيت جماعة الاخوان المسلمين، أكبر قوة للمعارضة في مصر، حزب الله الذي أعلن اسره جنديين اسرائيليين. وقال المرشد العام للاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف في بيان: «أحيّي المقاومة الاسلامية اللبنانية التي استطاعت اسر جنديين صهيونيين«. وأضاف: «استطاع حزب الله بامكاناته العسكرية المتواضعة بالقياس الى امكانيات الجيوش النظامية ان يحقق ما لم تقم به حكومات عربية عدة اكتفت بالصمت تجاه ما يحدث من مذابح لاخواننا الفلسطينيين«. وأدان الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان في روما «من دون تحفظ« الهجمات الاسرائيلية على لبنان ودعا الى «الافراج الفوري« عن الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما حزب الله . وقال عنان للصحفيين اثر لقائه رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي: «نحن قلقون جدا لما يجري في جنوب لبنان وندين من دون اي تحفظ الهجمات، لكننا نطلب الافراج الفوري عن الجنديين الاسرائيليين«. ونفذ الجيش الاسرائيلي يوم الاربعاء عمليات برية وجوية في لبنان اثر اعلان حزب الله اسر جنديين اسرائيليين. وأضاف الامين العام للامم المتحدة «نحن في منطقة بالغة الخطورة ولا نرغب في تصعيد النزاع، لهذا السبب ندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس«. وأدان البيت الابيض عملية اسر الجنديين الاسرائيليين وحمل سوريا وايران مسؤولية هذا الهجوم. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي فريديريك جونز: «نطلب الافراج الفوري وغير المشروط عن الجنديين. اننا نحمل ايضا سوريا وايران اللتين تدعمان حزب الله، مسؤولية هذا الهجوم والعنف الذي تلاه«. من ناحيتها أدانت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في باريس عملية اسر الجنديين الذي اعتبرت انه «يهدد استقرار المنطقة«. وقالت رايس في بيان صدر في باريس قبيل اجتماع الدول الكبرى حول الملف الايراني: «اني ادين قيام المنظمة (الارهابية) حزب الله اليوم (الاربعاء) بخطف جنديين اسرائيليين، ان عملية حزب الله تهدد استقرار المنطقة وهي تتعارض مع مصالح لبنان واسرائيل في آن معا«.


:: نقل من أخبار الخليج

[mido]

كان الله مع اهلنا فى لبنان

اللهم سلمهم من كل شر
وامددهم بمدد من عندك

[mido]

كان الله مع اهلنا فى لبنان

اللهم سلمهم من كل شر
وامددهم بمدد من عندك

[أبو عبد الله]

كان الله مع اهلنا فى لبنان
اللهم سلمهم من كل شر
وامددهم بمدد من عندك

آمين يارب ،
وانصرهم وارفع بهم راية دينك .

[أبو عبد الله]

في مواجهة العدوان الإسرائيلي

بقلم : د‏.‏ طه عبد العليم

بين جرائم المؤامرة وعواقب المغامرة يختلط الأمر علي العرب والبشر‏,‏ فكان الوضع المرير الراهن‏!‏ لكن الحقيقة الأولي التي لا ينبغي أن تغيب رغم اختلاط المشهد‏,‏ هي أن إسرائيل ترتكب بعدوانها الخاسيء الراهن شتي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني‏.‏ والحقيقة الثانية‏,‏ التي لا ينبغي أن تبعث علي الدهشة‏,‏ هي أن العالم يقف وقفة المتفرج والعرب يعاني حالة الشلل والمقاومة تضل سبيل الانتصار‏!‏

وقبل شرح ما سبق‏,‏ ربما يجدر بنا أن نعرف الفرق بين شروط الانتصار وأسباب الانكسار في القرار العربي‏.‏ وهنا قد يفيد أن نستدعي إلي الذاكرة مقارنة تفرض نفسها‏.‏ فقبل خمسين عاما‏,‏ اتخذ جمال عبد الناصر قراره التاريخي المشروع بتأميم قناة السويس‏,‏ وكان القرار إعلانا بالاستعداد لخوض معركة السويس المجيدة‏.‏ وقد انتصرت مصر في حربها العادلة ضد عدوان ثلاثي غادر تواطأت فيه بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل التي بدأته‏.‏ واتخذ كل من السيد خالد مشعل زعيم حركة حماس ثم الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله قرارين متلاحقين ومترابطين‏-‏ بعمليات لا نراها تتجاوز أعمال المقاومة المشروعة‏,‏ رغم نزعة المغامرة فيها‏-‏ أعلنا أن غايتها أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بكل أو بعض الأسري الفلسطينيين واللبنانيين في معسكرات وسجون الاعتقال الإسرائيلية فكان العدوان الإسرائيلي الآثم ضد فلسطين ولبنان والموقف الذي سنعود أدناه إلي تأمل مشهده المؤلم والملتبس‏.‏

والواقع أن إسرائيل قد بدأت العدوان الثلاثي الغادر بذريعة خائبة وهي تصفية الإرهاب الفلسطيني في غزة‏!‏ وأعلنت سعيها إلي إسقاط عبد الناصر الذي وصفته وحلفاؤها بهتلر النيل‏!‏ ثم كشفت حقيقة نواياها التوسعية بإعلانها ضم سيناء‏!‏ وفي تبرير عدوانها الأخير ضد فلسطين ولبنان وإسرائيل تتخذ ذات الذريعة أي تصفية الإرهاب الفلسطيني‏,‏ وإن أضافت إليه الإرهاب اللبناني‏!‏ ولا تبدو بحاجة لإعلان أطماعها التوسعية لأنها تمارسها بالفعل وبغطرسة للقوة وروح عنصرية غير مسبوقة‏!‏ وأبادر فأقول أنه لا ينبغي لأي شريف علي وجه البسيطة أن ينكر حقيقة أن كلا من حركة حماس وحزب الله ينتسب بالقطع إلي حركات التحرر الوطني وإن تورطت الأولي في أعمال عنف غير مشروعة أتخذت ذريعة لاتهامها بالإرهاب وانزلقت الثانية إلي مغامرة غير محسوبة بعد دورها المجيد في تحرير التراب الوطني اللبناني‏.‏ لكننا نواجه بأسئلة هامة تفرض نفسها‏:‏ هل يواجه الزعيمان الفلسطيني واللبناني أوضاعا تسمح لهما بتحقيق هدفهما المباشر؟ وهل يطرحان علي نفسيهما مهاما بعيدة قابلة للتحقيق؟ وهل يعيدان إلي الأذهان الموقف الذي واجه جمال عبد الناصر وينتصران كما انتصر في ملحمة السويس المجيدة؟

والواقع أنه لا يمكن إنكار جسارة وعدالة العمليات العسكرية الأخيرة لحركة حماس وحزب الله‏,‏ وهي عمليات ربما كان من الممكن تحقيق هدفهما المعلن بإتاحة الفرصة للعمل السياسي اللاحق‏,‏ كما سعي الرئيس مبارك فيما يتعلق بالعملية الفلسطينية‏,‏ وإن أطاح بهذه الفرصة تراجع حماس من قبل وعملية حزب الله من بعد‏.‏ بيد أن ما يستحق التوقف عنده هو إعلان السيد خالد مشعل مواصلة النضال حتي تحرير كل فلسطين‏!‏ وتبشير الشيخ نصر الله بالانتصار في حرب مفتوحة ضد إسرائيل‏!‏ وأعود فأذكر بأن مصر قد انتصرت سياسيا‏-‏ ولا أقول عسكريا‏-‏ في معارك تأميم قناة السويس ودحر العدوان الثلاثي‏,‏ أولا وقبل أي شيء لأن جمال عبد الناصر كان مستندا إلي حساب رشيد للتكلفة والعائد‏,‏ وواقعيا في طرحه لهدفه التكتيكي‏,‏ وعمليا في تحديده لمهمته الاستراتيجية‏,‏ وثانيا‏,‏ لأن شروط انتصار مصر كانت بادية في ظل‏:‏ بيئة عالمية مواتية وإجماع وطني مصري‏,‏ وموقف عربي فاعل‏.‏ وهو ما يغيب للأسف وبشكل ظاهر في حالة كل من فلسطين ولبنان الآن‏.‏

وبإيجاز‏,‏ فإن مكاسب مصر قد فاقت خسائرها المترتبة علي العدوان الثلاثي‏.‏ ويكفي أن نشير إلي أن عائدات مصر من قناة السويس في العام التالي لتأميمها فاقت كل ما حصلت عليه منذ افتتاحها‏,‏ ومكنتها لاحقا من تحقيق إنجازات مهمة للتصنيع والتنمية‏!‏ وكان تأميم القناة ثم تحرير سيناء هدفين عادلين وواقعيين أمكن تحقيقهما‏.‏ أولا لأن النظام الدولي مكن مصر من نيل مساندة القوتين العظميين الصاعدتين‏-‏ أي الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية‏-‏ ضد عدوان الإمبراطوريتين الاستعماريتين الآفلتين البريطانية والفرنسية المتآمرتين مع إسرائيل‏.‏ وثانيا‏,‏ لأن الشعب المصري قد التف بأسره حول عبد الناصر في إجماع وطني فريد‏,‏ لم ينتقص منه الموقف السلبي الذي اتخذته القلة من منكوبي ثورة يوليو‏,‏ بالإضافة إلي التضامن الفعال‏-‏ وغير المسبوق من قبل أو من بعد‏-‏ من جانب الشعوب العربية وغالبية شعوب العالم مع مصر وزعيمها‏.‏ وأخيرا‏,‏ لأن عبد الناصر كان عمليا في قبوله السماح لإسرائيل‏-‏

ولأول مرة‏-‏ بالمرور عبر مضايق تيران قرب شرم الشيخ إلي خليج العقبة‏.‏ وربما لا ننسي إعلانه اللاحق الاعتراف الفعلي والقانوني بإسرائيل بقبوله لقرار مجلس الأمن رقم‏242‏ ثم مبادرة روجرز‏,‏

وهو دفع بالمناضلين الفلسطينيين والثوريين العرب إلي اتهامه عشية وفاته بالانهزامية‏,‏ بل الخيانة والعمالة‏!‏

ومن جهة ثانية‏,‏ فإن حركة حماس وحزب الله يواجهان عالما صار غير العالم‏.‏ فقد أضحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمي الوحيدة فيه بلا منازع‏,‏ تقوده بالعصا والجزرة‏,‏ وتسعي لإعادة تشكيله في مجموعه وبأقاليمه وفق رؤيتها‏,‏ سواء بإدارتها لعملية العولمة أو بقيادتها للحرب ضد الإرهاب‏.‏ وفي الحالتين سواء بزعم تصفية تهديد صدام حسين للمصلحة الأمريكية في الهيمنة المطلقة علي نفط الخليج أو بذريعة اقتلاع جذور تنظيم القاعدة الإرهابية ومن ارتكبوا جريمة في غزوة نيويورك المشئومة‏,‏ إضافة إلي تأثير السطوة غير المسبوقة للولبي الموالي لليمين الإسرائيلي في الكونجرس وعلي الإدارة الأمريكيتين‏,‏

كان أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية‏-‏ ضمن ما قررت‏-‏ تصفية ما تصفه بالإرهاب الفلسطيني واللبناني أي حركة حماس وحزب الله وما يماثلهما أو يساندهما أو يوظفهما‏.‏ والأهم أن القوي الكبري‏,‏ بل وغالبية العالم‏,‏ لا تعارض وربما تؤيد هذا الهدف‏!‏ وقد تضافر ما سبق مع هزيمة البلدان العربية في حرب يونيو وخسائر حربي الخليج العقيمة الأولي والثانية ثم في معترك العولمة وما ترتب علي هذا وغيره من تكريس إضعاف قوتها الشاملة وتراجع حاجة بقية الدول إليها وتلاشي الخشية من ردود أفعالها‏.‏

وأدي الخلط السائد بين قوي المقاومة العربية فيما يتصل بالتمييز بين الكفاح المشروع وأعمال الإرهاب إلي تبني شعوب العالم للصورة الذهنية السائدة عن الإرهابي العربي‏!‏ فانحسر التعاطف التاريخي مع القضايا العربية العادلة في موسكو وبكين وغيرهما من عواصم العالم‏.‏ والأخطر أن كلا من الشعبين الفلسطيني واللبناني منقسم علي نفسه بشأن خيارات وغايات الحرب والسلام بحيث يفتقد قادة حركة حماس وحزب الله ذلك الإجماع الوطني الذي تمتعت به القيادة الناصرية‏.‏ أما الشعوب العربية‏,‏ فقد فقدت الروح جراء القهر والتخلف والفقر والهزيمة‏!‏

وأقول أخيرا‏:‏ إن أطماع إسرائيل التوسعية العنصرية هي السبب الكامن وراء هذا العدوان المتواصل‏,‏ لكنه عدوان خاسيء دون شك‏,‏ لأنه جدل الضرورة والصدفة‏,‏ ضرورة المقاومة وصدفة القيادة‏.‏ فقد أوجدت الصدفة مشعل ونصر الله‏,‏ وقد تخلق مانديلا العرب أو تعيد بعث ناصر‏1956!‏


:: نقل من الأهرام القاهرية