كبار محركي السوق

[عثمان نشأت]

نهاية الأسبوع

نهاية الأسبوع الذي شهد أسعارا ً تاريخية جديدة لليورو مقابل الدولار ينتهي بعد أن هبط اليورو بحدة بعد أن ارتد من أعلى أسعاره التاريخية محققا ً الأدنى لليوم والأدنى لثلاثة أسابيع عند 1.5554 بعد أن تعرض اليورو لعدة ضربات موجعة من جني الأرباح ثم تصريحات من رسمية من أوروبا أفادت بخطورة ارتفاع سعر اليورو على الاقتصاد ثم بيانات ألمانيا التي أظهرت انخفاضا ً كبيرا ً في الثقة الاستثمارية والأعمال .

بعد أن حقق اليورو سعره التاريخي خلال هذا الأسبوع عند 1.6019 لكن لم يستطع الثبات مقابل الدولار فوق هذه المستويات بفعل اعتبار هذا المستوى مستوى حاجز نفسي تم عليه جني أرباح كبير على عدة مراحل . وأضاف انخفاض سعر برميل النفط عزما ً لهبوط اليورو حيث وصل التناسق في الحركة بين اليورو وسعر برميل النفط إلى 0.96 باتجاه طردي خلال 12 شهر الماضية .

نجد أن اليورو عاود التداول فوق مستوى 1.56 دولار لليورو الواحد بعد الهبوط العنيف الذي شهده بسبب تعرض الزوج لبعض الطلب على اليورو أعاده إلى هذه المستويات . وتقترب نهاية تداول البورصات الأوروبية واليورو يتداول ما دون متوسط التداول لعشرين يوما ً ماضية بسلبية دامت ثلاث أيام من خمس لهذا الأسبوع . واحتفظ اليورو هذا اليوم بأعلى مستوى له عند 1.5707 والذي يتوقع أن تصبح هذه المناطق مستوى مقاومة في حال العودة إليها خلال بقية هذا اليوم أو بداية الأسبوع القادم .

تداولات الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي كانت أيضا ً سلبية خلال هذا الأسبوع بعد أن حقق السعر الأعلى منذ ثلاث أسابيع عند 2.0027 قبل أن يعاود الهبوط إثر تعرضه لموجة جني أرباح دعمت بعدها بموجة قوة الدولار ليعاود الهبوط وتحقيق أدنى سعر لليوم والأسبوع عند 1.9676 قبل أن يعاود التعديل والصعود بعد أن أصدرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتي ظهرت بنتيجة سيئة إجمالا ً للربع الأول من هذه السنة لكن اعتبرت إيجابية إذ إن التوقع بين المتداولين كان يشير إلى أن تكون أكثر سوءا ً .

ظهرت بعض تجارة العائد (Carry Trades) على الجنيه خلال تداولات هذا الأسبوع مما جعله أيضا ً يحقق أعلى سعر له مقابل الين الياباني خلال هذا الأسبوع عند 208.07 قبل أن يعاود الهبوط , أما هذا اليوم فقد اكتفى الجنيه بتحقيق أعلى سعر له مقابل الين الياباني عند 207.59 ومقابل اليورو عند 0.7849 جنيها ً لليورو الواحد بعد أن كان قد انخفض خلال الأسبوع لأدنى سعر له مقابل اليورو عند 0.8048 جنيها ً لليورو الواحد .

تجارة العائد وقوة الدولار هما سبب جعل الدولار اكتساب العزم للتداول فوق 104 ين للدولار الواحد محققا ً هذا اليوم أعلى سعر له خلال كامل الأسبوع عند 104.82 فيما كان الأدنى للدولار عند 104.06 ين للدولار الواحد حيث كان التداول حتى هذه اللحظة ينحصر بين مستويات الدعم والمقاومة الفنية.

بعد أن هبط الين الياباني أيضا ً مقابل اليورو كثيرا ً خلال هذا الأسبوع محققا ً اليورو سعر 164.95 عاود اليوم الهبوط ليترك مجمل تداولات الأسبوع سلبية محققا ً سعره الأدنى 162.65 .

كان أهم أحداث الأسبوع هو تحقيق سعر برميل النفط أعلى سعر تاريخي عند مشارف 120 دولار للبرميل الواحد والانخفاض الكبير الذي شهده اليورو حيث كان هذا الانخفاض هو الأكبر منذ كانون الأول 2007 .

التفاؤل الشديد في الأسواق المالية لدى المتاجرين جعلهم يهملون البيانات الأمريكية السيئة جميعها هذا الأسبوع والتركيز على البيانات الإيجابية فقط من الولايات المتحدة الأمريكية . حتى إن بيانات ثقة المستهلك من ميتشيغان التي ظهرت اليوم بنتيجة سلبية جدا ً منخفضة ً لتحقق 62.6 لمؤشر شهر نيسان لم يعرها المتداولون الكثير من الاهتمام كمتداولين في العملات الأجنبية واقتصر التأثير على مؤشرات الأسهم التي انخفضت بحدة لكن بقيت في مستوياتها المرتفعة للأسبوع . فبيانات الثقة التي جاءت منخفضة بأقل قيمة لها منذ 26 سنة وجدها المحللون بأنها علامات تؤكد الركود الأمريكي . لكن ما زالت الأسواق المالية تخضع للطلب والعرض ليبقى الدولار في أعلى مستوياته لهذا الأسبوع .

[عثمان نشأت]

الأمس، إستمر مسلسل التفاؤل حتى صباح اليوم ليستمر الدولار قويا، حتى عمليات جني الأرباح و ظهور الثقة مندهورة بالنسبة لمؤشر ميتشيغان للثقة.

فقد بين مؤشر جامعة ميتشيغان للثقة في الولايات المتحدة اليوم أن الثقة مستمرة بالتدهور في الإقتصاد الأمريكي في شهر نيسان في ضؤ إرتفاع أسعار الغذاء و الطاقة متزانا مع تدهور أسعار المنازل و ضيق الأوضاع الائتمانية و التي تزيد من الضغط على إنفاق المستهلكين بقيمة ثلثي الإقتصاد الأمريكي. و الثقة إنخفضة حسب هذا التقرير إلى الأدنى لها منذ 26 سنة إلى 62.6 من 63.5 سابقا و توقعات المحللين بقيمة 63.2.

الأمس و في تقرير صادر عن بيان وال ستريت(الأسواق المالية الأمريكية)، البنك الفدرالي سيقتطع من سعر الفائدة الأسبوع الماضي لآخر مرة!! ولكن في قرارت نفسي غير متأكدا من حصول ذلك، خصوصا" أن الإقتصاد الأمريكي قد أصدر أخبار إقتصادية بدون اي تحسن يذكر!

فقد سجل سوق المنازل التدهور الأسوأ منذ عقدين من الزمن، ليضع البنك الفدرالي في مأزق ليحل المشكله خصوصا أن الأسواق المالية تولت مهمة بقية الأزمات...

على ما أعتق أن البنك الفدرالي قد أيقن أن الإقتصاد قد وقع و بشكل مؤكد في قعر الركود، في حين أن بعض الأزمات تثبت ما هو أسوأ و أعمق، ليبين أن معضلة الإقتصاد لن تقف عند الركود!!

[npoleon]

استاذ عثمان بداية احييك على مقالاتك وتحليلاتك الرائعة ، ولي سؤال لماذا برايك تاخر رد فعل السوق اليوم بعد صدور بيانات ثقة المستهلك ولم يتجاوب معها مباشرة كما تعودنا رغم ان الدولار تحرك سلبا في النصف ساعة الاخير قبل صدور الخبر .

[عثمان نشأت]

استاذ عثمان بداية احييك على مقالاتك وتحليلاتك الرائعة ، ولي سؤال لماذا برايك تاخر رد فعل السوق اليوم بعد صدور بيانات ثقة المستهلك ولم يتجاوب معها مباشرة كما تعودنا رغم ان الدولار تحرك سلبا في النصف ساعة الاخير قبل صدور الخبر .

كان المتداولين يشتغلوا على الدوجونز والنفط والذهب ولذلك تاخر رد فعل السوق على العملات بعض الشيء
وشكرا لك

[ابو عمرو 888]

لا أدري هل هي مصادفة أم سياسة اقتصادية يتم إتباعها أو هل هي كانت ترابط جديد خلقته المشكلة الأمريكية حديثا ً , لكن كل شيء يدعم بان استطاعة الولايات المتحدة تخفيض الفائدة مع عدم استطاعة أي دولة أخرى ذلك له سر كبير مبهم .

أ/عثمان
منذ.فترة.وهذا.السؤال.يدور.بذهني
لم.اجد.له.اجابة.غير.انا.امريكا.تحصد
ثمار.احتلالها.للعراق.وافغانستان.واخيرا.يتدخلون.
في.السودان.بعد.اكتشاف.البترول.في.اراضيها
قبل.ان.تدخل.امريكا.هذة.الحروب.كان.سعر.النفط.في
حدود.30دولار.اليوم.سعرة.120
اذن.امريكا.تنبأة.بهذا.الارتفاع.الرهيب.وسبقة.العالم .كلة
لتضع.يدها.علي.هذة.البلاد.
واخيرا.سمعت.ان.امريكا.تحمل.العراق.كل.مصاريف
الحرب.عن.طريق.النفط.المباع.لها
كل.هذا.يجعل.امريكا.اقل.الدول.تاثرا.بشبح.التضحم.الذ ي
يسود.العالم.كلة.ويسمح.لها.ذلك.بتقليل.الفائدة.
كما.تريد.
تقبل.ودي

[عثمان نشأت]

لا أدري هل هي مصادفة أم سياسة اقتصادية يتم إتباعها أو هل هي كانت ترابط جديد خلقته المشكلة الأمريكية حديثا ً , لكن كل شيء يدعم بان استطاعة الولايات المتحدة تخفيض الفائدة مع عدم استطاعة أي دولة أخرى ذلك له سر كبير مبهم .

أ/عثمان
منذ.فترة.وهذا.السؤال.يدور.بذهني
لم.اجد.له.اجابة.غير.انا.امريكا.تحصد
ثمار.احتلالها.للعراق.وافغانستان.واخيرا.يتدخلون.
في.السودان.بعد.اكتشاف.البترول.في.اراضيها
قبل.ان.تدخل.امريكا.هذة.الحروب.كان.سعر.النفط.في
حدود.30دولار.اليوم.سعرة.120
اذن.امريكا.تنبأة.بهذا.الارتفاع.الرهيب.وسبقة.العالم .كلة
لتضع.يدها.علي.هذة.البلاد.
واخيرا.سمعت.ان.امريكا.تحمل.العراق.كل.مصاريف
الحرب.عن.طريق.النفط.المباع.لها
كل.هذا.يجعل.امريكا.اقل.الدول.تاثرا.بشبح.التضحم.الذ ي
يسود.العالم.كلة.ويسمح.لها.ذلك.بتقليل.الفائدة.
كما.تريد.
تقبل.ودي

اخي ابو عمرو تحية لك قبل كل شيء
المشكلة الحقيقية بالنسبة الي هي جمع المعلومات لانة عندما يعرف السبب بطل العجب
عدم قدرة دول العالم على تخفيض الفائدة مع قدرة امريكا على فعل ذلك يوحي بوجود سر تحتفظ به امريكا لنفسها وتدخلات امريكا في الدول النفطية والتي من المحتمل ان يكون عندها نفط وارتفاع سعر برميل النفط والتشوهات الحاصلة الان في بورصة العملات كلها تصب في مصلحة امريكا فقط
السؤال الكبير الان هو ما هي الخطوة القادمة لامريكا ؟؟؟؟؟؟؟
اذا استطعت ان اجيب على هذا السؤال توقع انت الفائدة الكبيرة التي سوف نحصل عليها ....
ولك كل الشكر .

[عثمان نشأت]

أسبوع قرار اللجنة

بدأ أسبوع جديد في سوق العملات، منتظرا أخبار جديدة في السوق، إما أن تأخذ العملات إلى بر الأمان أو أن ترميها في غيبات الجب... و يبقى الإقتصاد الأمريكي هو محط الإهتمام...
فهذا الأسبوع سيتم التصريح عن بيانات إقتصادية تعبر بصورة شاملة عن الوضع الإقتصادي، خصوصا من النخب الأول، و ذلك للكشف الحقيقي إلى ما ستأول إليه الأوضاع الإقتصادية، لتأخذ المستثمرين إلى دلائل الطريق الصحيح حول الربع الثاني للإقتصاد الأمريكي، من قرار الفائدة إلى بيانات العمالة، و ما يقع بينهم...

و كل العادة و على ضوء البيانات المتوقعة هذا الأسبوع، سيكون الدولار الأمريكي و الإقتصاد الأمريكي عرضة لتوقعات و تنبؤات المستثمرين و الإقتصادين، آخذا كل الأسواق إلى الجنون و التوتر، من أسواق العملات إلى أسواق الأسهم بالإضافة إلى غيرها من الأسواق المالية الأخرى، و الأسواق الأخرى التي كانت تأثرة بالضيق الائتماني و الفوضة الماليةن مما يعني أن هذا الأسبوع سيكون هو الجواب لجميع المتنبايين...


مما يعني عزيزي القاريء أنها رحلة ليست سهلة!!! فلتربط الحزام، و تستعد، و انبدأ الرحلة....

[عثمان نشأت]

توقعات النمو الأوروبية

أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم في تقريره الخاص بتوقعاته بشأن النمو الاقتصادي في المنطقة، أن النمو الاقتصادي في طريقه إلى التراجع للعام الثالث خلال عام 2009 نتيجة ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير مما أثر على إنفاق المستثمرين ويمنع البنك المركزي الأوروبي من خفض أسعار الفائدة للسيطرة على معدلات النمو المتراجعة.

فالتوقعات تشير إلى أن النمو في المنطقة الأوروبية قد يتراجع إلى 1.5% خلال العام القادم بأقل من 1.7% خلال عام 2008 . أما عن التضخم فقد يقفز إلى 3.2% خلال هذا العام قبل أن يتراجع بنسبة 2.2% خلال عام 2009 . وتأتي هذه التوقعات المتشائمة نتيجة ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير وأسعار الغذاء المرتفعة عالميا.

[عثمان نشأت]

بداية معكّرة في بريطانيا...

ها قد بدأنا أسبوع جديد في الاقتصاد البريطاني، فبعد أن قلبنا صفحة هامة و تركنا ورائنا أسبوع كان حافلا ببيانات مصيرية بالنسبة للملكة المتحدة حيث شهدنا كيف أن قطاع المنازل ما زال يتدهور بينما إنقسمت اللجنة المقررة للسياسة النقدية للمرة الأولى منذ سنتين إلى ثلاثة مجموعات ، في حين بدأ الإستهلاك يعاني و كذلك الحال بالنسبة للقطاع الصناعي اللذين ساهموا جميعا في تحقيق أبطأ نمو منذ ثلاثة سنوات بنسبة 0.4% في الربع الأول ، ها نحن على صدد صفحة جديدة من شأنها أن تؤكد المخاوف التي نشأت و تعمقت خلال الفترة الماضية.

فمواصلة تدهور قطاع المساكن و بخطى متسارعة تقرب شيئا فشيئا من شبح الركود ، الأمر الذي سيدفع بالنمو أن يحظى بإهتمام أصحاب القرارات الهامة في بريطانيا هذا العام ، فلا أحد يريد أن يرى السيناريو الأمريكي متحققا في إقتصاده ، إذ أعلنت هومتراك هذا اليوم أن أسعار المنازل شهدت مزيدا من التراجع هذه المرة بنسبة 0.6% في نيسان و هو أكبر تراجع منذ كانون الأول 2004 و للمرة السابعة على التوالي ، بينما على الصعيد السنوي تراجعت الأسعار بنسبة 0.9% ، ليكون أول تراجع على الصعيد السنوي منذ عامين.

يبدوا أن التسهيلات المالية التي قام بها البنك المركزي البريطاني حتى الآن و التي قادت بأسعار الفائدة من 5.75% إلى 5.00% في بداية الشهر الحالي و الأستعانة كذلك بأدوات مالية أخرى من شأنها أن تزيد من النشاطات الإقتصادية ، لم يتبين أن لها تأثيرا رئيسيا خاصة على الثقة بقطاع المساكن التي ما زالت تعاني ، بينما تواصل البنوك الحفاظ على صعوبة الشروط الإئتمانية بسبب تراجع السيولة و خوفها من أن تتعرض بشكل أكبر لمخاطر الأزمة الإئتمانية ، تساهم بدورها إلى تراجع القروض العقارية ، تراجع الطلب على المنازل و بذلك تراجع الأسعار.

نهاية التراجع الذي بدأ في النصف الثاني من العام الماضي مع إندلاع أزمة الرهونات العقارية في الولايات المتحدة بالنسبة لهذا القطاع المهم لم تظهر بالأفق بعد ، و إلى أن يظهر القاع الذي يأمل الجميع أن يصل إليه باسرع وقت ممكن ، و منه أن يبدأ بالتعافي و الأستقرار كذلك الحال بالنسبة لمجمل الإقتصاد فإن عد الإستقرار سيستمر.

و لكن حتى ذلك الوقت سنشهد تباطؤا لا محال منه في الإستهلاك نظرا لتراجع الثقة و إرتفاع أسعار كل من الغذاء و الطاقة ، بينما القطاعات التي كانت تدعم بشكل رئيسي مثل قطاع العمالة و القطاع الصناعي من شأنهم أيضا أن يبدؤا بإظهار علامات التباطؤ عما قريب بسبب تراجع الإستثمرات نظرا للظروف السائدة في الأسواق المالية ، حيث أكدت توقعات الإتحاد الأوروبي بالنسبة للنمو في الملكة المتحدة بيان صندوق النقد الدولي الذي أقر أن الإقتصاد سينموا بنسبة 1.6% هذا العام بعد أن كان قد نما بنسبة 3.0% في 2007.

و لكن النجم الذي سيتألق هذا الأسبوع بالتأكيد ستكون الولايات المتحدة التي ستشهد صدور بيانات مصيرية بالنسبة لها بخلاف إقتصاد المملكة المتحدة ، فمن المحتمل أن يتأكد الركود ، بينما سيحاول صانعي السياسات النقدية تحفيز الإقتصاد و ربما للمرة الأخيرة لفترة معينة و إيصال أسعار الفائدة إلى 2.00% ، بينما ستتحدد بعض المسارات في الأسواق و خاصة أسواق العملات ، و بذلك نستطيع تنبؤ اسبوع ليس فقط بحافل إنما متقلب و حساس للبيانات التي بين أيدينا...

[عثمان نشأت]

هدوء ما قبل العاصفة!

لم تشهد أسوق العملات اليوم أي تطورات في مستويات العملات بعد تراجعها أمام الدولار خلال الأسبوع الماضي، فها هو اليورو يتداول حول المستوى 1.5620 . في انتظار الاتجاه الجديد الذي قد سيسلكه الدولار بعد مرور هذا الأسبوع المهم المليء بالبيانات الأمريكية القادرة على تحريك الأسواق.

فيوم الأربعاء موعدنا مع اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة ومع القرار الخاص بأسعار الفائدة الأمريكية، حيث تشير التوقعات إلى قيام البنك بتخفيض أسعار الفائدة من جديد بقيمة 25 نقطة أساس لتصل إلى 2.0%. ولكن الخبر الجيد الذي قد يستفاد به الدولار هو أن البنك الفدرالي قد يتوقف عن سلسلة خفض أسعار الفائدة عند هذا الحد، وأن أسعار الفائدة الحالية قادرة على حل أزمة المساكن الأمريكية.

وقد شاهدنا من قبل تأثير هذه التوقعات على أسواق العملات خلال الأسبوع الماضي والتي دفعت الدولار إلى جني مزيد من القوة أمام العملات الرئيسية وبالأخص اليورو، الذي تراجع من أعلى مستوياته بالقرب من 1.60 . وقد توافق مع هذا صدور بعض البيانات السيئة التي صدرت عن الاقتصاد الأوروبي والتي تدل على التأثير السلبي من قبل الأزمة الأمريكية خاصة على قطاع الصناعة.

أما اليوم فلم نشهد أخبار مؤثرة حتى بعد صدور التقرير الأوروبي الخاص بالتوقعات بالنمو الأوروبي. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي أن النمو الاقتصادي في طريقه إلى التراجع خلال عام 2009 ليصل إلى 1.5% ، أما عن التضخم فتشير التوقعات إلى وصوله بنسبة 3.2% خلال هذا العام قبل أن يتراجع إلى 2.2% خلال العام القادم، وذلك نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام والغذاء بشكل كبير.

اليوم شاهدنا اليورو ينحصر في تداولاته بين مستوى الدعم 1.5620 ومستوى المقاومة 1.5687 . فبعد وصول العملة إلى مستوى الدعم الرئيسي 1.5620 لم تستطع اختراقه نحو الأسفل قبل أن تحاول الارتفاع من جديد ولكن ضعف حجم التداولات ومستوى المقاومة 1.5687 حدوا من هذا الارتفاع. وقد سجل اليورو الأعلى له اليوم عند 1.5693 والأدنى عند 1.5596 .

وبالانتقال إلى الجنيه الإسترليني والذي تخلوا أجندته الاقتصادية اليوم من أية أخبار اقتصادية، فقد تحركت تداولاته في نمط بطيء وضعيف على غير عادته، فقد سجل الأعلى له عند 1.9938 والأدنى عند 1.9782 . حيث يتداول تحت مستوى المقاومة 1.9875 .

أما عن الين الياباني فلم يكن حظه أوفر من العملات الأخرى فهو لم يلقى حجم تداولات يكفيه لاختراق مستوى المقاومة 104.65 والذي تنحصر تداولاته تحت هذا المستوى منذ أسبوعين تقريبا. هذا وقد سجل الزوج الأعلى له اليوم عند 104.82 والأدنى عند 104.33 .

[عثمان نشأت]

ما بين الوظائف واجتماع اللجنة الفدرالية...
عادة" عندما نصف الأسبوع الإقتصادي بالأهمية تكون إحدى أخبارة إما مؤشر الوظائف الجديدة أو أنها قرار الفائدة و إجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، و مؤخرا" بيانات المنازل و التي تعد هذة الأيام أكبر مشكلات الإقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى المنقذ الوحيد لمستويات النمو و هو الإستهلاك...

أما هذا الأسبوع فيعتبر أسبوع فوق العادة، فهو أسبوع حساس يتحدد فيه نهاية الربع الأول و مصير الربع الثاني و على أي صورة قد بدأ، فننتظر مجموعة غير مستهان بها من الأخبار الأساسية، من مؤشرات قطاع الوظائف من تقرير ADP و الأهم تقرير الوظائف الجديدة،و الذي يعد وحدة من أهم محركات السوق، و لا نستطيع أن ننسى أنه الشعرة التي قسمت ظهر البعير، فقد كان يراهن السيد برنانكي على الإقتصاد الأمريكي لآخر دقيقة و حتى مع التدهور في قطاع المنازل إلى أقصى درجاتة...

فبعد أن إنضم سوق الوظائف إلى المتقهقرين من القطاعات، فقد سجل سلسلة من ثلاثة أشهر متتالية من التراجع، أما التوقعات لشهر نيسان هو فقدانه إلى 80 ألف وظيفة كالشهر المنصرم، و مع التوقعات أن عدد العاطلين عن العمل للأسبوع السابق أن يرتفع إلى 363 ألف من طلبيات المعونه، و تقرير ADP بتخلي عن 55 ألف موظف من القطاع الخاص في شهر نيسان بعد أن تم إضافة 8 الآف شخص في الشهر السابق.

أما عن ما ننتظرة من بيانات الإستهلاك، فتكون أولها غدا"، و هو مؤشر ثقة المستهلكين، و من ثم الإستهلاك الشخصي على مستوى الربع الأول، و مؤشر نفقات الإستهلاك الشخصي الجوهري لربع الأول، بالإضافة إلى الإستهلاك الشخصي و و نفقات الإستهلاك الشخصي لشهر آذار، و للأسف لا تعد بجديد و لا أي تحسن و إنما نستطيع أن نصفها ببعض من الإستقرار.

أما عن ما تتوق الأسماع إلى سمعه، و ما تشتاق العيون إلى رؤيتة، فهو القرار الأخير، قرار سعر الفائدة، فعلى الرغم من إنتشار الشائعات أن الفائدة ستثبت أخيرا"، و أن البنك الفدرالي سيتوقف عن الإقتطاع من أسعارها، و ذلك بناءا" على مقالة في نشرة وال ستريت، و التي أفادة أن سعر الفائدة سيتم تثبيتها في هذا الإجتماع، و لكن مازالت توقعات الإقتصادين تشير إلى أنه سيتم قص من سعر الفائدة لتصل إلى 2.00%، و لكن بقي أثر تلك المقولة ساري، حيث إنتقل توقع تثبيت سعر الفائدة إلى المرة المقبلة، أي أنه سيكون آخر ربع مقصوصو من أيعار الفائدة!!!

[ابو عمرو 888]

اخي ابو عمرو تحية لك قبل كل شيء
المشكلة الحقيقية بالنسبة الي هي جمع المعلومات لانة عندما يعرف السبب بطل العجب
عدم قدرة دول العالم على تخفيض الفائدة مع قدرة امريكا على فعل ذلك يوحي بوجود سر تحتفظ به امريكا لنفسها وتدخلات امريكا في الدول النفطية والتي من المحتمل ان يكون عندها نفط وارتفاع سعر برميل النفط والتشوهات الحاصلة الان في بورصة العملات كلها تصب في مصلحة امريكا فقط
السؤال الكبير الان هو ما هي الخطوة القادمة لامريكا ؟؟؟؟؟؟؟
اذا استطعت ان اجيب على هذا السؤال توقع انت الفائدة الكبيرة التي سوف نحصل عليها ....
ولك كل الشكر .

استاذى الجميل أ/ عثمان
اشكرك على التواصل الرائع والمفيد.
اتمنى ان تتضح الرؤية . حيث اننى من بعد اجتماع الكبار السبع( G 7)
وانا ملاحظ ان كل الاخبار المهمة علىالعملات تظهر بتاثير عكسي !!
ارى تاثير الخبر الايجابى على العملة يسير فى الاتجاه السلبي والعكس بالعكس
واخرهذة الاخبار هو اخبار اليورو اليوم كلها ايجابية وعلى الرغم من ذلك لم يصحح السعر الهبوط
الاخير له فى الاسبوع الماض.
من الواضح ان خبر الفائدة القادم على الدولار سيحدد بشكل كبير شكل السوق

اخيرا تحية كبيرة لك على كل هذا العطاء

[MNEEF]

بارك الله فيك

[عثمان نشأت]

ثقة المستهلكين

على الرغم من الهدوء الذي عم الأمس على الأسواق، إلى أننا و كما ذكرنا سابقا" أن هذا الأسبوع شاغلا" بالعديد من الأخبار الإقتصادية المهمة، و التي ستكشف عن معظم أجزاء الأحجية الإقتصادية الأمريكية، فاليوم ستكون البداية اللطيفة لما هو أقسى لاحقا".
و اليوم ستكون بدايتنا مع مؤشر ثقة المستهلكين ف يالولايات المتحدة، و كما نعلم أن ثقة المستهلك في الوقت الحالي مهمه جدا" أكثر من أي وقت لاحق، حيث تنم عن مدى الأمل المتوقع في النمو، فكما نعلم أن في حال إستمر التراجع في الثقة في الإقتصاد، كلما تضائل الأمل بالإستهلاك!!!

ففي الأسبوع الاماضي و بناءا" على مؤشر جامعة ميتشيغان لثقة المستهلكين فتبين أن الثقة في الإقتصاد أسوأ حتى من المتوقع!!! فقد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ 30 عاما"، أما اليوم من المتوقع أن تتراجع الثقة في الإقتصاد إلى الأدنى له منذ 14 عاما"، منخفضا إلى 61 بعد أن كان بقيمة 64.5 في شهر آذار، و ذلك جراء غرقان الإقتصاد أكثر و أكثر، و بزيادة المصائب على المستهلك مع تحليق أسعار الغذاء و الطاقة.

مع كل المصائب التي حطت على الإقتصاد، فالمستهلك معذور بتخلية عن الثقة في الإقتصاد، فالشخص الذي يملك منزلا" الآن لا يساوي منزله نصف ما كان ثمنة قبل سنتين، و لكن في المقابل تكلفة المعيشة حلقت إلى الأعالي، و الذي حطم ثقتهم و أي مبادرة للإنفاق في الإقتصاد....

و لكن وضع الإقتصاد الحقيقي لا يتم التعبير عنه على وجه الوضوح إلا من خلال القرار الذي يصدر عن اللجنة الفدرالية المفتوحة!!! و هو ما ننتظره غدا"، حيث من المتوقع أن يتم قص ربع نقطة جديدة، وصولا إلى 2.00%، مع بعض الإشارات إلى توجهات البنك الفدرالي، و أيضا توجه الأسواق، و سيتبين أن هل هذه الإقتطاعات السابقة من سعر الفائدة كانت كافية أم هنالك من مزيد؟؟؟

و هذا كل ما لدينا لليوم، فالمهم أن نتحضر لغدا" و نرى هل تم إيصال النمو إلى مرحلة من الإنتعاش من خلال أسعار الفائدة المقصوصه، فلنرى ما سيحصل، من الممكن أن تكون هنالك حركة اليوم، و لكن على الأغلب ستكون تمهيدا" لما سيحصل غدا"...

[عثمان نشأت]

الناتج المحلي ليس أفضل مقياس عندي لتقييم الاقتصاد !

قمنا مرارا ً وتكرارا ً باستخدام مصطلح الناتج المحلي الإجمالي GDP لقياس كفاءة الاقتصاد الأمريكي , فعندما ظهر خلال الربع الرابع من عام 2007 بقيمة 0.6% أظهر تفاؤلا ً قليلا ً بان الاقتصاد الأمريكي ما زال يتحرك باتجاه إيجابي ويقتصر الأمر على تباطؤ في الاقتصاد وليس ركود .

مصطلح الركود هو مصطلح وضع من قبل علماء الاقتصاد لتقييم حالة اقتصادية معينة يلزم لتنفيذها ظهور ربعين من السنة بشكل متتالي بأن تظهر القيمة سلبية وهذا شيء لم يحصل تاريخيا ً إلا عدد مرات قليل.لكننا نرى بأن تسميات الركود أطلقت على وضع الاقتصاد الأمريكي في حالات شهد فيها الاقتصاد تباطؤ عميق كان أحد أرباع السنة يشهد تراجع سلبي في الناتج المحلي الإجمالي مثل الركود الذي حصل عام 2001 .ركود عام 1991 ينطبق على تسمية الركود بوضعه الاقتصادي المطلق لكن في وضع الاقتصاد الدولي العام فإننا نشهد تقدما ً كبيرا ً في الوعي لدى واضعي السياسة النقدية والمالية في البنوك المركزية مما يجعلهم يتصرفون بأسرع وقت ممكن لوقف تدهور الاقتصاد .

تشير التوقعات إلى أن النمو الاقتصادي خلال الربع الأول من السنة الحالية في الاقتصاد الأمريكي سوف يكون 0.4% وهذا ما سوف يظهر غدا ً . وبدراسة تاريخية بسيطة على تصرف الاقتصاد قبل حصول ناتج محلي إجمالي نجد بأن السلبية تدخل بعد أن يظهر ناتج محلي إيجابي متباطئ بمستوى أقل من مستوى تباطؤ قطاعات الاقتصاد الأمريكي .

خلال الربع الأول من السنة انخفضت الوظائف بشكل حاد, وانخفض الإنتاج الصناعي ودخلت مؤشرات ISM إلى القيمة الانكماشية ما دون 50 لتدخل عالم التباطؤ. لكني أريد النظر إلى هذه البيانات بعين الزمن ! فلا يوجد حقيقة أي بيانات اقتصادية يستطيع المتداول أن يحصل عليها لتعبّر عن الوضع اللحظي في الاقتصاد . ولا يمكن ملاحظة ذلك بدراسة مهما وصلت إلى أعلى مراتب الدقة. حتى وصلت إلى يقين إلى إني إنسان أعيش في عصر متأخر عن الحاضر حيث إني لا أنتمي إلى اليوم بل أنتمي إلى أمس لأقول " انخفضت الوظائف الأمريكية التي صدرت بياناتها اليوم تشير إلى انخفاض في الشهر السابق بمقدار80 ألف وظيفة " ألا نلاحظ إننا نتكلم في الأمس ! وهذا ما يجعلني أتمسك بفكرة إن الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس جيد لكنه لا يعكس حقيقة الوضع الاقتصادي إلا بمستوى دقة متوسطة يشير إلى اتجاه الاقتصاد وليس إلى وضع الاقتصاد الحالي !

لا أقبل على نفسي كمحلل أن أنظر إلى الخلف, بل يجب أن أجد لي ما يعطيني تصورا ً واضحا ً حول الوضع الاقتصادي الأمريكي في هذه اللحظة تماما ً وليس نتاج البيانات الاقتصادية السابقة . غدا ً من المتوقع أن نشهد نموا ً اقتصاديا ً في الولايات المتحدة بحسب ما يقدم لنا المحللون الماليون في العالم بمقدار 0.4% توسع , وتحليلاتي التي تقع ضمن تحليلاتهم تشير إلى نمو اقتصادي يتراوح بين 0.3% إلى 0.5% أي المتوسط هو نفس التوقع للمحللين في العالم , وهنالك نظرة تشاؤمية كبيرة تشير إلى إن الاقتصاد الأمريكي سوف يشهد أول قيمة سلبية له منذ 2001 . لكن بحسب الاحتمالات التاريخية فإن ظهور نتيجة سلبية لا يتعدى 23% في أحسن الحالات بينما ظهور قيمة بين 0.0% إلى 0.3% لا تتعدى 31% وما يتبقى هو احتمال أن يكون الناتج المحلي الإجمالي بين 0.3% إلى 0.5% هو 46% , وهذا محتسب للحالات التاريخية في الركود الأمريكي منذ ركود عام 1958 إلى ركود 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية ومقارنة انخفاض مؤشرات الاقتصاد بحصول الركود .

خلال معظم الحالات حصل انخفاض حاد في مؤشرات البيانات الاقتصادية مثل مبيعات التجزئة والمنازل والوظائف قبل حصول الركود بربع كامل , وخلال الربع السنوي الذي حصل فيه هذا الانخفاض الذي ضم قيم انكماشية عديدة كان الناتج المحلي الإجمالي إيجابيا ً . على سبيل المثال في عام 2001 الركود الأمريكي الأقرب بدأت البيانات الاقتصادية في دخول قيمة الانكماش في الربع الأول وحصلت القيمة السلبية في الناتج المحلي بعد انتهاء الربع الثاني. أين المنطق في ذلك ؟ وكيف أستطيع أن أثق في الناتج المحلي الإجمالي كمقياس للحالة الاقتصادية ؟!!

مهما كانت نتيجة يوم غد , إن كانت حسب التوقعات الأكثر تفاؤلا ً أو ما دون التوقعات الأكثر تشاؤما ً فإني على يقين بان الاقتصاد يمر في مرحلة ركود اقتصادي . وهنا سوف أقدم المؤشر الأكثر كفاءة في التقييم والذي يسبق في العادة ظهور قيمة سلبية في الناتج المحلي الإجمالي وهو مؤشر ( المبيعات النهائية الحقيقية للمستهلك المحلي) وهي معروفة باسم(real final sales to domestic purchasers) وهذه تعبر عن حقيقة الناتج المحلي الفعلي قبل دخول عوامل أخرى مثل الصادرات إلى الخارج والمساعدات وغيرها من العوامل الاقتصادية الأخرى التي تدخل ضمن الإنفاق الحكومي .

بيانات ثقة المستهلك وبيانات مبيعات المنازل بالإضافة لبيانات البضائع المعمرة وجميع بيانات الإنفاق أظهرت انخفاضا ً كبيرا ً سلبيا ً في الاقتصاد . وهذه كلها تدخل في القيمة الكبرى في احتساب الناتج المحلي الإجمالي عن طريق الإنفاق والذي نستطيع تسميته بالطلب المحلي ( Domestic Demand ) وهذا الأخير ينعكس على الإنفاق الداخل في الناتج المحلي الإجمالي وهو ما يعبر عن الكفاءة الاقتصادية فعلا ً . فما فائدة اقتصاد يعيش على فتات الدول الأخرى من هنا وهناك كما أظهرت لنا الشركات الأمريكية في نتائجها التي صدرت سلبية على القطاعات المالية وإيجابية على القطاعات الأخرى لكن بطلب على السلع والخدمات من الدول خارج الولايات المتحدة الأمريكي . وهذا ينفي بالتأكيد حقيقة الوضع الأمريكي داخليا ً .

الطلب المحلي هو ممثل جيد للاستهلاك الكمي وليس السعري , ارتفاع قيمة الإنفاق قد لا تدل في كثير من الأحيان على ارتفاع حقيقي في الإنفاق أو الطلب فقد يكون ذلك بسبب ارتفاع في الأسعار وتأثير ذلك يلغى مباشرة بالتضخم في مؤشر سعر المستهلك الأساسي غير المعّدل . لو نظرنا إلى الوظائف الأمريكية التي انخفضت حتى الآن لثلاث أشهر متتالية وإلى مؤشرات ISM التي دخلت إلى القيمة الانكماشية ومؤشر ثقة المستهلك الذي يواصل انخفاضه حتى إن المتوقع له اليوم الوصول إلى قيمة 62.0 الأدنى منذ عقود وكذلك الأمر على انخفاض السلع المعمرة والطلب عليها بمقدار 0.3% بضم المواصلات لها ولا يسعنا أن ننسى الانخفاض في مبيعات المنازل خلال الفترة من 1-كانون الثاني-2008 إلى 31-آذار-2008 فإن من شان ذلك كله أن ينعكس على النمو الاقتصادي إجمالا ً خلال الربع الأول لكن لن يكون التأثير كما سوف يكون خلال الربع الثاني حيث إن هذه الانخفاضات سوف تظهر بشكل جلي خلال الربع الثاني من السنة .

قد ترى عزيزي القارئ تناقضا ً بين تقارير كانت تفيد بأن الاقتصاد قد يبدي تحسنا ً خلال الربع الثاني وتحديدا ً كما ذكرنا بان الانتعاش في الدولار وسوق الأسهم سوف يبدأ مع اقتراب انتهاء شهر نيسان . لكن هذه النظرة لا تنفي ذلك . فقشور الاقتصاد الأمريكي قد تظهر تحسنا ً واضحا ً لكن عمق الاقتصاد سوف يبقى يعاني من الضعف ليظهر تأثير القيمة السلبية المتوقعة في الناتج المحلي الإجمالي للنصف الثاني من السنة وليس الأول !

سبق وقلنا إن الفيدرالي الأمريكي قد نجح بان يعيد الثقة الاستثمارية بتخفيضه للفائدة المرجعية وضخ السيولة لمواجهة الضغط على القطاع المصرفي , لكن حتى هذه اللحظة فشل الفيدرالي في أن يرفع من ثقة المستهلك التي هي أصل الاقتصاد وأركانه الأساسية . إن مؤشرنا (المبيعات النهائية الحقيقية للمستهلك المحلي) لن يرتفع أبدا ً وسوف يستمر في الانخفاض بالتأكيد مع ثقة مستهلك وصلت إلى القيمة الأدنى منذ عقود والشروط التي أصبحت تفرضها البنوك على الائتمان صعّبت أكثر أن يستطيع الفيدرالي رفع الإنفاق كما هو مطلوب .

إن قيمة (المبيعات النهائية الحقيقية للمستهلك المحلي) خلال الربع الرابع من 2007 كانت 2.4% منخفضة بحدة من الربع الثالث الذي شهد فيه الاقتصاد الأمريكي تحسنا ً في الناتج المحلي عندما صدرت بيانات المبيعات الحقيقية النهائية بقيمة 4.0% , ومع البيانات المتواجدة بين أيدينا نستطيع أن نقدر بأن هذه القيمة سوف تنخفض بحدة ومتأثرة بانخفاض الثقة الاستهلاكية وانخفاض الإنتاج لكن سيكون ظهور نتيجتها ليس على الربع الأول بل على الربع الثاني من هذه السنة باحتمال أن تظهر القيمة سلبية .

إن ظهور نتيجة بيانات يوم غد حول الناتج المحلي الإجمالي بانخفاض يوصلنا إلى حافة الصفر أو السلبية لا يعارض توقعنا بأن يكون ثقل الانخفاض في الثقة الاستهلاكية سوف يتمركز على الربع الثاني , لكن ذلك سوف يكون دلالة على تعمّق الاقتصاد في ركود يصل إلى أبعد من التوقعات . مجموع النصف الأول والثاني من المحتمل أن يكون سلبيا ً أو قريب من القيمة الصفرية وهذا ما يؤكده السيد بيرنانكي عندما قال "الاقتصاد الأمريكي سوف ينمو نموا ً متواضعا ً ما لم ينمو أبدا ً !! " وهذا ما يؤكد نظرتنا إلى الاقتصاد التي تبتعد إلى أبعد من القشور الخارجية لنترك بيانات يوم غد لصغار المتداولين الذين سوف ينظرون لها بمحمل الأهمية بينما نحن نحاول إزالة القشور الخارجية لنرى حقيقة الاقتصاد الأمريكي .

إن اجتماع بيانات الناتج المحلي الإجمالي مع قرار الفائدة مترافقان مع بيانات الوظائف الأمريكية شيء لن يتكرر كثيرا ً , حتى إني لا أذكر إني قرأت عن ذلك سابقا ً بمقارنة النتائج المتوقعة بهذا لا يجب إنكار إن سعر العملات الأجنبية مقابل الدولار سوف يتأثر جدا ً بكل بيانات من البيانات الاقتصادية . لكن لنجعل عقلنا يذهب إلى أبعد من سعر العملات لنفهم الاقتصاد عن كثب حتى عندما ننظر إلى سعر العملات والأسهم ومؤشراتها وأسعار العقود العاجلة نفهم ما يحصل حقيقة فيها بالنظر والتفريق بين الناتج المحلي الإجمالي والثقة الاستثمارية التي رفعت أسواق الأسهم والمال بسرعة والاهم من ذلك أن نعرف ما هي نتيجة المبيعات النهائية الحقيقية للمستهلك المحلي ضمن البيانات الداخلية لبيانات يوم غد لنضع الاقتصاد الأمريكي في الموقع الذي يستحقه على منحنى الاقتصاد