النتائج 121 إلى 135 من 269
الموضوع: قرأت لك : الآداب الشرعية
- 14-05-2007, 08:17 AM #121
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( في سؤال المرء لمنفعة غيره وعدم استحسان أحمد له ) .
وأما مسألة غيره لغيره لا لنفسه كما يفعله كثير من الناس فنقل محمد بن داود عن أحمد رحمه الله وسئل عن رجل قال لرجل كلم لي فلانا في صدقة أو حج أو غزو قال : لا يعجبني أن يتكلم لنفسه فكيف لغيره ؟ ثم قال التعريض أعجب إلي . ونقل غيره عنه أنه سئل عن رجل ربما يكلفه قوم أن يجمع أموالا فيشتري أسارى أو يصرفه في أشباه ذلك قال نفسه أولى به وكأنه لم يره : ونقل المروذي عنه أن رجلا سأله عن امرأة مات زوجها بالثغر وليس لها ثم أحد فترى أن أكلم قوما يعينوني حتى أجهز عليها وأجيء بها قال ليس هذا عليك ولم يرخص له أن يسأل .
ونقل حرب عنه في الرجل يقوم في المسجد فيسأل الرجل فيجمع له دراهم فرخص فيه , ونقل أن شعبة كان يفعل ذلك , وكذا نقل عنه إبراهيم ويعقوب .
ونقل المروذي عنه أنه سئل عن الرجل يسأل للرجل المحتاج قال لا ولكن يعرض . ثم ذكر حديث { الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث الصدقة ولم يسأل } وهذا معنى ما نقل الأثرم وابن منصور ومحمد بن أبي حرب .
وقال في روايته ربما سأل رجلا فمنعه فيكون في نفسه عليه [ ص: 289 ] وقد تقدمت هذه المسألة والذي تحصل من كلام الإمام أحمد رضي الله عنه جواز التعريض وفي جواز السؤال روايتان فإن أعطاه غيره شيئا ليفرقه , فهل الأولى أخذه أو عدمه ؟ فيه روايتان تقدمتا حسن عدم الأخذ في رواية وأخذ هو وفرق في رواية والله أعلم .
- 14-05-2007, 08:18 AM #122
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مشكور أخي ابو عبد الله علي هذا الجهد الكبير , وان شاء الله أتمكن من قرأته كله .
- 14-05-2007, 08:21 AM #123
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( في أفضل المعاش والتجارة وأحسن الحرف والصناعات ) .
أفضل المعاش التجارة وأفضلها في البز والعطر والزرع والغرس والماشية وأنقصها في الصرف ذكر ذلك كله في الرعاية الكبرى وقال فيها في موضوع آخر : أفضل الصنائع الخياطة وأدناها الحياكة والحجامة ونحوهما وأشدها كراهة الصبغ والصياغة والحدادة ونحو ذلك من الصنائع الدنية وقال فيها أيضا ويكره كسب الحجام والفاصد ونحوه وعسب الفحل والماشطة ونحوه النائحة والبلان والمزين والجرائحي والصائغ والصباغ والحداد وقيل والبيطار ونحوه ذلك وروى الخلال أن امرأة ماشطة جمعت مالا من ذلك فجاءت إلى أبي عبد الله وقالت أريد أن أحج ؟ فقال أبو عبد الله لا تحجي به , ليس ههنا أحل من الغزل .
وذكر بعضهم أن أحمد سئل عن كسب الماشطة أتحج منه قال لا غيره أطيب منه وقال المروذي سمعت امرأة تقول جاءت امرأة إلى أبي عبد الله من هؤلاء الذين يمشطون فقالت إني أصل رأس المرأة بقرامل وأمشطها أترى أن أحج مما أكتسب ؟ فقال لا وكره كسبها لنهي النبي صلى الله عليه وسلم وقال تكون من مال أطيب منه , وكلامه في المغني يقتضي أن الفصد ونحوه لا كراهية فيه وأن الحكم يختص بالحجامة .
وقد قال ابن حزم في الصيد اتفقوا أن مكاسب الصناع من الصناعات المباحة حلال واختلفوا في كسب الحجام وذكر في الرعاية وغيرها أنه يكره كسب الحمامي قال وحمامية النساء أشد كراهة وذكر الأزجي في نهايته أن الصحيح أن الحمامي لا يكره كسبه
وقال ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس وقد أجمع العلماء أن أشرف الكسب الغنائم وما أوجف عليه بالخيل والركاب إذا سلم من الغلول وقد سمى الله الجهاد تجارة منجية من عذاب الله الأليم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أفضل الكسب عمل اليد وكل بيع مبرور } وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { أفضل الكسب كسب الصانع بيده إذا صح } .
وقال ابن شهاب { مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي وهو يبيع شيئا فقال عليك بأول سومة أو قال أول السوم فإن الربح مع السماح } وقيل للزبير رضي الله عنه بم بلغت هذا المال قال إني لم أرد ربحا ولم أستر عيبا .
وقال معاوية رضي الله عنه لقوم ما تجارتكم ؟ قالوا بيع الرقيق قال بئس التجارة , ضمان نفس , ومؤنة ضرس .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحسن ما يكون في عينك وقال أيضا إذا اشتريت بعيرا فاشتره ضخما فإن لم توافق كرما وافقت لحما , وأنشد ابن شهاب الزهري رحمه الله :
ألا كل من يهدى له البيع يرزقولمنصور الفقيه :
وقد يصلح المال القليل الترفق
بنية لا تجزعي واصبري
عساك بصبرك أن تظفري
فلو نال يوما أبوك الغنى
كساك الدبيقى والتستري
ولكن أبوك ابتلي بالعلوم
فما أن يبيع ولا يشتري
وروى أحمد بإسناد ضعيف عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { قد أعطيت خالتي غلاما وأنا أرجو أن يبارك الله لها فيه , وقد نهيتها أن تجعله حجاما أو قصابا أو صائغا } . قال أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا همام عن فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أكذب الناس الصباغون والصواغون } فيه ضعف , وقد رواه الإمام أحمد وأبو يعلى الموصلي وابن حبان في الضعفاء وابن عدي وغيرهم
قال ابن عقيل رحمه الله بعد أن ذكر هذا الخبر وهذا صحيح ; لأن أحدهم يعد ويخلف قال وقيل ; لأنه يقول من الأصباغ ما لا يمكنه صبغه فإذا تحرى الواحد منهم الصدق والثقة فلا طعن عليه .
وقال ابن عقيل ويكره تعمد الصنائع الرديئة مع إمكان ما هو أصلح منها وقال ابن الجوزي ويكره أن يكون جزارا ; لأنه يوجب قساوة القلب أو حجاما أو كناسا لما فيه من مباشرة النجاسة , وفي معناه الدباغ انتهى كلامه .
قال المروزي سألت أبا عبد الله عن كسب الحجام فكرهه وقال لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ما أعطيناه قال ابن حمدان رحمه الله وينبغي أن يكون في كل بلد طبيب وكحال وجرائحي وطحان وخباز ولحام وطباخ وشواء وبيطار وإسكاف وغير ذلك من الصنائع المحتاج إليها غالبا كتجارة وقصارة ومكاراة ووارقة .
قال القاضي يستحب إذا وجد الخير في نوع من التجارة أن يلزمه وإن قصد إلى جهة من التجارة فلم يقسم له فيه رزق عدل إلى غيره لما روى ابن أبي الدنيا عن موسى بن عقبة مرفوعا { إذا رزق أحدكم في الوجه من التجارة فليلزمه } .
وبإسناده عن ابن عمر قال من اتجر في شيء ثلاث مرات فلم يصب منه شيئا فليتحول منه إلى غيره فقال ابن عبد البر كان يقال إذا لم يرزق الإنسان ببلدة فليتحول إلى أخرى قال وقال ابن القاسم سمعت مالكا يقول : بلغني أن عمر بن الخطاب قال من كان له رزق في شيء فليلزمه قال وقال مالك سمعت أهل مكة يقولون ما من أهل بيت فيهم من اسمه محمد إلا رزقوا ورزق خيرا .
قال القاضي أبو يعلى والمستحب منها البز لما روى ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة { أن النبي صلى الله عليه وسلم استشاره رجل في البيوع فأشار عليه بالبز وقال إنك إذا عالجت البز أحببت الخصب للمسلمين وكذا وكذا } وعد أشياء وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إن أهل الجنة لو تبايعوا ولا يتبايعون ما تبايعوا إلا البز } قال وروى بإسناده عن عمر رضي الله عنه قال لو كنت تاجرا ما اخترت غير العطر إن فأتني ربحه لم يفتني ريحه .
وعن أبي حميد الساعدي مرفوعا { أجملوا في طلب الدنيا فإن كلا ميسر لما خلق له } رواه ابن ماجه من رواية ابن عباس عن عمارة بن غزية المدني وهو عن غير الشاميين ضعيف عند الأكثر ولابن ماجه أيضا عن جابر مرفوعا { اتقوا الله وأجملوا في الطلب } .
وروى ابن حبان والحاكم والبيهقي من حديث الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن أبي أمية عن يونس بن كثير عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ليس من عمل يقربكم من الجنة إلا قد أمرتكم به , ولا عمل يقرب من النار إلا قد نهيتكم عنه , ولا يستبطئن أحد منكم فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه , فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب فإن استبطأ أحدكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله فإن الله لا ينال فضله بمعصيته } .
ورواه الشافعي عن الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا وأظن ابن ماجه روى من حديث أنس ومن حديث عائشة قوله عليه السلام { من بورك له في شيء فليلزمه } أو هذا المعنى . وعن ابن مسعود مرفوعا { لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا } . إسناده حسن , ورواه أحمد والترمذي وحسنه
قال في النهاية الضيعة في الأصل المرة من الضياع وضيعة الرجل في هذا ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك ومنه الحديث { أفشى الله ضيعته } أي أكثر عليه معاشه . ومنه حديث ابن مسعود { لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا } .
وقال الشيخ يحيى بن يحيى الأزجي الحنبلي رحمه الله في كتاب النهاية له : اختلف الناس في أطيب الاكتساب فقال قوم الزراعة وقال صاحب النهاية وهو الأشبه عندي لما فيه من الاستسلام لقضاء الله والتوكل عليه وهو خارج من بركة الأرض فهو أبعد من الشبهة وقال قوم التجارة أطيب ; لأن الله تعالى صرح بإحلال ذلك في كتابه , ولأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتعاطون التكسب بهذه الطريق غالبا وقال قوم الكسب بالصناعة أطيب لقوله عليه السلام { أحل ما أكل الرجل من كسبه } ولأن الإنسان يباشر العمل فيها بكد يده انتهى كلامه .
وقال عباس الدوري سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول وسئل عن الدقاقين فقال : إن أموالا جمعت من عموم المسلمين إنها لأموال سوء , والظاهر أن المراد بالدقاقين والله أعلم الذين يتجرون في الدقيق وذلك لما فيه من احتكار الأقوات وإرادة غلائها وغير ذلك مما هو سبب في إضرار المعصومين وهو ضرر عام فالأموال المجموعة من التجارة في ذلك أموال سوء واحتج به القاضي على كراهة التجارة في القوت والطعام .
وقال الشيخ تقي الدين يكره للرجل أن يحب غلو أسعار المسلمين ويكره الرخص ويكره المال المكسوب من ذلك كما قال من قال من الأئمة إن مالا جمع من عموم المسلمين لمال سوء .
وقد روى البخاري وغيره عن جندب مرفوعا { من سمع سمع الله به يوم القيامة , ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة قالوا أوصنا قال إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل , ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين أهل الجنة ملء كف من دم أهراقه فليفعل } .
- 16-05-2007, 10:47 PM #124
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( إشارات نبوية إلى ما يقع من شرق المدينة ويمنها ونجدها ) .
عن أبي هريرة مرفوعا { رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين من أهل الوبر , والسكينة في أهل الغنم } .
وفي رواية { الإيمان يماني } وللبخاري { والفتنة من ههنا حيث يطلع قرن الشيطان } ولمسلم { والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر } . وعن ابن عمر مرفوعا أنه قال وهو مستقبل المشرق { ها إن الفتنة هنا ثلاثا } وللبخاري { اللهم بارك لنا في شامنا , اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا , اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان } رواهما البخاري ومسلم . ولأحمد من حديث ابن عمر { اللهم بارك لنا في مدينتنا , وفي صاعنا , وفي مدنا ويمننا وشامنا ثم استقبل مطلع الشمس فقال من ههنا يطلع قرن الشيطان وقال ومن ههنا الزلازل والفتن } .
الفدادون بالتشديد الذين تعلوا أصواتهم في حروبهم ومواشيهم واحدهم فداد يقال فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته . وقيل بالتخفيف وهي البقر التي تحرث واحدها فدان بالتشديد وإنما أضاف اليمان إلى اليمين لأنه ظهر من مكة وهي تسمى الكعبة اليمانية .
- 16-05-2007, 10:48 PM #125
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل حديث الحث على تعليم المرأة الكتابة وحديث النهي عنه موضوع )
ظاهر كلام الأكثرين أن الكتابة لا تكره للمرأة كالرجل وذكره ابن عقيل في الفنون وهو ظاهر المنقول عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال في مسنده ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا علي بن مسهر عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت : { دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة } رواه أبو داود بهذا الإسناد .
ورواه النسائي من حديث عبد العزيز بن عمر , ورواه أيضا عن أبي بكر بن سليمان عن حفصة من مسندها وهو حديث صحيح .
وقال الأثرم قال إبراهيم بهذا حدث أو حدثت به أحمد بن حنبل فقال : هذا رخصة في تعليم النساء الكتابة ذكره الخلال في الأدب .
وقال الشيخ مجد الدين في المنتقى وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة , وقد روى الحاكم في صحيحه من رواية محمد بن إبراهيم الشامي ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم : { لا تسكنوهن الغرف ولا تعلمونهن الكتابة وعلموهن الغزل وسورة النور } وهو خبر ضعيف فإن محمد بن إبراهيم كذبه الدارقطني .
وقال ابن عدي عامة أحاديثه غير محفوظة وقال ابن حبان يضع الحديث . وعن ابن عباس مرفوعا { لا تعلموا نساءكم الكتابة ولا تسكنوهن العلالي } وقال { خير لهو المؤمن النساجة , وخير لهو المرأة الغزل } في سنده جعفر بن نصر وهو متهم , وقد ذكر أبو الفرج ابن الجوزي هذين الخبرين في الموضوعات , وذكر خبر عائشة في تفسيره في أول سورة النور , ولم يتكلم عليه وقال ابن عبد البر قال عمر بن الخطاب لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتابة واستعينوا عليهن بالعرى وقال أيضا , استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر .
- 17-05-2007, 11:04 PM #126
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
( فصل ) قال عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله سألت أبي عن رجل اكتسب مالا من شبهة : صلاته وتسبيحه تحط عنه من مأثم ذلك ؟ فقال إن صلى وسبح يريده بذلك , فأرجو , قال الله عز وجل { خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا } .
( في فتن المال والثراء والنساء والبداوة والأمراء المضلين والعلماء المنافقين ) .
قد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال { لكل أمة فتنة , وفتنة أمتي المال } وقال ابن عبد البر قال صلى الله عليه وسلم : { إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وإنهما مهلكاكم } .
وقال الحسن البصري لكل أمة صنم يعبدونه وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم .
وفي الصحيحين وغيرهما عن عقبة مرفوعا { والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي , ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم } .
ورواه أيضا عن أبي سعيد مرفوعا { إن أخوف ما أخاف عليكم أن يخرج الله لكم من زهرة الدنيا وزينتها قالوا وما زهرة الدنيا قال بركات الأرض فقال رجل أويأتي الخير بالشر قال أوخير هو ؟ ثلاثا إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإن مما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم اجترت فعادت فأكلت , وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليهم شهيدا يوم القيامة } .
قوله اجترت أي مضغت جرتها بكسر الجيم ما يخرجه البعير من بطنه فيمضغه ثم يبلعه .
ولمسلم من حديث أبي سعيد { فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء } .
وروى أحمد في المسند من رواية ابن عقيل وحديثه حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط } : ورواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه , وصح أيضا عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : { ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء } .
رواه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد .
وعن عمر مرفوعا { لا أخاف على أمتي إلا اللبن فإن الشيطان بين الرغوة والصريح } رواه أحمد الصريح الخالص من اللبن قال بعض العلماء والمراد أن الشيطان يحبب إليهم اللبن فيخرجون إلى البادية ويتركون الجمعة والجماعة .
وروى البيهقي محتجا به من رواية ابن لهيعة عن أبي قنبل عن عقبة بن عامر مرفوعا { هلاك أمتي في الكتاب واللبن فقيل يا رسول الله ما الكتاب واللبن قال يتعلمون القرآن ويتأولونه على غير ما أنزل الله , ويحبون اللبن ويتركون الجماعات والجمع ويبدون } احتج به البيهقي في كتاب المدخل لكتاب الشافعي رضي الله عنه إن العام على عمومه والظاهر على ظاهره حتى يرد دليل .
واحتج أيضا بحديث ابن مسعود { هلك المتنطعون } رواه مسلم , وروى أحمد بإسناد صحيح عن محمود بن لبيد وهو مختلف في صحبته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال : الرياء } .
وعن أبي ذر { قلت يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من المسيح الدجال قال : الأئمة المضلين } رواه أحمد من رواية ابن لهيعة .
وروى أيضا ثنا عبد الرزاق قال : قال معمر أخبرني أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة } إسناد جيد , ولأحمد ومسلم والترمذي وصححه مثله من حديث ثوبان .
ولأحمد عن يزيد وأبي سعيد عن ديلم بن غزوان ثنا ميمون الكردي حدثني أبو عثمان النهدي عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان } حديث رواه الدارقطني وقال موقوف أشبه بالصواب وزاد أحمد في رواية " يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور " .
وعن عمر أيضا قال كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم اللسان .
رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من رواية مؤمل بن إسماعيل وهو مختلف فيه ولأحمد وابن ماجه من حديث أبي سعيد { ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قلنا بلى قال : الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل } . وعن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي عن رجل من بني كاهل عن أبي موسى مرفوعا { أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل قال فقولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه , ونستغفرك لما لا نعلم } رواه أحمد .
- 19-05-2007, 08:25 PM #127
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( التعامل فيما يختلف الاعتقاد فيه من حلال المال وحرامه كالنجاسات ) .
إذا اكتسب الرجل مالا بوجه مختلف فيه مثل بعض البيوع والإجارات المختلف فيها فهل يجوز لمن اعتقد التحريم أن يعامله بذلك المال ؟ الأشبه أن هذا جائز فيما لم يعلم تحريمه إذ هذه العقود ليست بدون بيع الكفار للخمر وقد جاز لنا معاملتهم بأثمانها للإقرار عليها , فإقرار المسلم على اجتهاده أو تقليده أجوز , وذلك أنه إذا اعتقد الجواز واشترى فالمال في حقه معفو عنه , وكذلك لو انتقل هذا المال إلى غيره بإرث أو هبة أو هدية أو غير ذلك .
وعلى هذا يحمل ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه : لك مهنؤه وعليه مأثمه , وبذلك أفتيت في المال الموروث , وكذلك قبول العطاء الموروث إذا كان الميت يعامل المعاملات المختلف فيها , وكذلك قبول العطاء من السلطان المتأول في بعض مجناه وآخذه المكتسب إذا قبض يبيع تجارة باجتهاد أو تقليد ثم يتبين له التحريم ففيه روايتان بناء على ثبوت الحكم قبل بلوغ الخطاب .
وعلى إعادة من صلى ولم يتوضأ من لحوم الإبل أو صلى في أعطانها ورجحت في هذا كله وجوب الإعادة وعدم التحريم فقد يقال إقرار ما اكتسبه له كأخذه من غيره كما أن إقرار الحاكم لحكم نفسه كإقراره لحكم غيره ونقضه كنقضه إذ لا فرق بين ما يتبين له من فعل نفسه وفعل غيره فيخرج في الجميع روايتان ويشبه هذا من وجه إذا ائتم المأموم بإمام أخل بركن أو فعل مبطلا في مذهب المأموم دون الإمام وأصحابنا منهم من يحكي روايتين ومنهم من يفرق بين ما لم يختلف المذهب فيه .
والصواب الفرق بين ما يسوغ فيه الاجتهاد فإن بناء صلاة المأموم على صلاة الإمام كبناء ملك المشتري على ملك البائع , هذا كله من كلام الشيخ تقي الدين رحمه الله قال : ومن ذلك ما استحله الإنسان مما يعتقده غيره خبيثا من النجاسات ووقع ذلك في مائع مثل أن يغمس المالكي يده في مائع ولغ فيه كلب , ثم يضعها في مائع الإنسان , أو يضع يده الرطبة على فروة مدبوغة , ثم يضعها في مائع ونحو ذلك بحيث تكون يد الإنسان , أو ثوبه وإناؤه طاهرا في اعتقاده فيلاقي مائعا لغيره انتهى كلامه والله أعلم .
- 19-05-2007, 08:27 PM #128
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( في الكذب في المال والسن وافتخار الضرة ونحوه ) .
ومن الناس من إذا سئل عن مقدار ما يملك من المال يخبر بخلاف الواقع وهذا ليس بجيد لأنه كذب , وقد ( قال البخاري في صحيحه باب المتشبع , بما لم ينل وما ينهى من افتخار الضرة ) ثم روى بإسناده عن أسماء أن امرأة قالت : يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور } ولما فيه من جحد نعمة الله تعالى عليه إن كان إخباره بأنقص والأولى أن ينظر إلى ما تقتضيه المصلحة في الإخبار وعدمه والإخبار بحقيقة الحال والتورية فيعمل بذلك .
وكان محمد بن عبد الباقي الحنبلي الإمام يقول ما من علم إلا وقد نظرت فيه وحصلت منه الكل أو البعض وما أعرف أني ضيعت ساعة من عمرى في لهو أو لعب , وانفرد بعلم الحساب والفرائض وتفقه على القاضي أبي يعلى وتوفي في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وقد تم له ثلاث وتسعون سنة ولم يتغير من حواسه شيء ويقرأ الخط الدقيق من بعد سئل مرة عن عمره فأنشد :
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة
سن ومال ما علمت ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة
بمكفر وبحاسد ومكذب
ومن كلامه قال يجب على المعلم أن لا يعنف , وعلى المتعلم أن لا يأنف وقال من خدم المحابر , خدمته المنابر .
- 19-05-2007, 08:30 PM #129
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( في حد البخل والشح والسخاء ) .
ذكر بعض العلماء في حد البخل أقوالا وذكر القاضي أيضا في كتابه المعتمد في حد البخل أقوالا :
( أحدها ) منع الزكاة فمن أداها خرج من جواز إطلاق البخل عليه وروي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال من أدى زكاة ماله فليس ببخيل قاله ردا على الحجاج حين نسبه إلى ذلك .
( والثاني ) منع الواجبات من الزكاة , والنفقة فعلى هذا لو أخرج الزكاة ومنع غيرها من الواجبات عد بخيلا .
( والثالث ) فعل الواجبات , والمكرمات فلو أخل بالثاني وحده كان بخيلا وهذا ظاهر قول أبي بكر من أصحابنا حكاه عنه القاضي وروى أبو بكر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة } فلم ينف عنه وصف الشح إلا عند الأوصاف الثلاثة . وقد روى هذا الخبر أبو يعلى الموصلي والطبراني , والحافظ ضياء الدين في المختارة من طريقهما من حديث مجمع بن يحيى عن عمير أي : الأنصاري مرفوعا .
قال القاضي ولأن هذا حده في اللغة قال وقيل هو معنى في النفس وهو خشية الفقر , والحاجة .
وقال ابن عقيل في الفنون البخل يورث التمسك بالموجود , والمنع من إخراجه لألم يجده عند تصور قلة ما حصل وعدم الظفر بخلفه , والشح يفوت النفس كل لذة , ويجرعها كل غصة , انتهى كلامه .
وظاهر كلام أبي بكر , والقاضي أنهما مترادفان وقد ورد في الحديث أن الشح يحمل على البخل فروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال { خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إياكم , والشح إنما هلك من كان قبلكم بالشح , أمرهم بالبخل فبخلوا , وأمرهم بالقطيعة فقطعوا , وأمرهم بالفجور ففجروا } رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .
وقال الخطابي رحمه الله الشح من البخل , وكأن الشح جنس , والبخل نوع , وأكثر ما يقال البخل في أفراد الأمور , والشح عام كالوصف اللازم وما هو من قبل الطبع وفي شرح مسلم في باب تحريم الظلم قال جماعة الشح أشد البخل وأبلغ في المنع من البخل , وقيل هو البخل مع الحرص وقيل : البخل في أفراد الأمور , والشح عام , وقيل البخل بالمال خاصة , والشح بالمال , والمعروف , وقيل : الشح الحرص على ما ليس عنده , والبخل بما عنده , والله أعلم .
وذكر ابن عبد البر قيل : للأحنف ما الجود قال : بذل الندى وكف الأذى قيل : فما البخل قال : طلب اليسير ومنع الحقير . وقيل : إن هذا من كلام أكثم بن صيفي وقال شعيب بن حرب ليس السخي من أخذ المال من غير حله فبذره وإنما السخي من عرض عليه ذلك المال فتركه , أو جمع من حق ووضع في حق .
سئل الحسن بن علي رضي الله عنهما عن البخل فقال : هو أن يرى الرجل ما ينفقه تلفا وما يمسكه شرفا وقال أبو العتاهية :
وإن امرأ لم يرتج الناس نفعه
ولم يأمنوا منه الأذى للئيم
وإن امرأ لم يجعل البر كنزه
ولو كانت الدنيا له لعديم
- 21-05-2007, 10:46 PM #130
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( أحاديث في ذم البخل والشح والحرص ومدح الإنفاق في سبيل الله ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا } وعنه أيضا يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : { الله تبارك وتعالى يا بن آدم أنفق أنفق عليك } وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ما يسرني أن لي أحدا ذهبا يأتي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين علي } رواهن البخاري ومسلم .
وفي صحيح البخاري قبل حجة الوداع في قصة البحرين حديث جابر { أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده ليعطيه من مال البحرين فلم يخرج حتى مات فذكر لأبي بكر ثلاثا فلم يرد عليه فقال إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني , فقال : قلت تبخل عني وأي داء أدوأ من البخل ؟ قالها ثلاثا ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك } رواه أحمد ومسلم وقال عمر { قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت : يا رسول الله لغير هؤلاء أحق به منهم قال اللهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني ولست بباخل } .
وقال أنس { ما سئل رسول الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه } وقال جابر { ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا } , رواهن أحمد ومسلم .
وروى الثالث البخاري وعن أبي هريرة مرفوعا { السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار , ولجاهل سخي أحب إلى الله من عالم بخيل } رواه الترمذي وقال : غريب .
وروى أيضا وقال : غريب عن أبي سعيد مرفوعا { خصلتان لا يجتمعان في قلب مؤمن البخل وسوء الخلق } وروى أيضا وقال حسن غريب عن أبي بكر مرفوعا { لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان } وأسانيد الثلاثة ضعيفة .
وقال أبو ذر { انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال هم الأخسرون ورب الكعبة قال : فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت : يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم قال : الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم } رواه أحمد , والبخاري ومسلم وغيرهم . وعن كعب بن مالك مرفوعا { ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال , والشرف لدينه } ورواه أحمد , والترمذي وصححه . وعن أنس مرفوعا { يهرم ابن آدم ويشيب فيه اثنتان الحرص على المال , والحرص على العمر } وعن أبي هريرة مرفوعا { قلب الشيخ شاب في حب اثنين } وذكر معناه متفق عليهما .
قال في شرح مسلم هذا مجاز ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه هذا صوابه قال وقيل في تفسيره غير هذا مما لا يرتضى .
وروى أبو داود حدثنا عبد الله بن الجراح عن عبد الله بن يزيد عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عبد العزيز بن مروان سمعت أبا هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع } إسناده جيد أصل الهلع الجزع , والهالع هنا ذو الهلع ومعناه أنه إذا استخرج منه الحق الواجب عليه هلع وجزع منه , , والجبن الخالع هو الشديد الذي يخلع فؤاده من شدته .
وروى : ثنا يونس ثنا ليث عن محمد بن عجلان عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا { ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان , والشح } حديث حسن . وذكر ابن عبد البر وغيره الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { ثلاث منجيات , وثلاث مهلكات فأما المنجيات فالعدل في الرضا , والغضب وخشية الله في السر , والعلانية , والقصد في الغنى , والفقر وأما المهلكات فشح مطاع , وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه } قال ابن عبد البر : كان يقال شدة الحرص من سبل المتالف .
وقال الأحنف : آفة الحرص الحرمان ولا ينال الحريص إلا حظه , كان الحسن البصري يقول : ما بعد أمل إلا ساء عمل .
ومن كلام الحكماء : الرزق مقسوم , والحريص محروم , والحسود مغموم , والبخيل مذموم وقال الخليل بن أحمد :
الحرص من شر أداة الفتى
لا خير في الحرص على حال
من بات محتاجا إلى أهله
هان على ابن العم والخال
وقال آخر :
لا تحسدن أخا حرص على سعة
وانظر إليه بعين الماقت القالي
إن الحريص لمشغول بشقوته
على السرور بما يحوي من المال
قال أبو العتاهية يخاطب سلم بن عمرو :
نعى نفسي إلي من الليالي
تصرفهن حالا بعد حال
فما لي لست مشغولا بنفسي
وما لي لا أخاف الموت ما لي
لقد أيقنت أني غير باق
ولكني أراني لا أبالي
تعالى الله يا سلم بن عمرو
أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفوا
أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيء ليس يبقى
وشيكا ما تغيره الليالي
فلما أبلغ سلم بن عمرو وهو المعروف بسلم الخاسر كتب إليه :
ما أقبح التزهيد من واعظ
يزهد الناس ولا يزهد
لو كان في تزهيده صادقا
أضحى وأمسى بيته المسجد
إن رفض الدنيا فما باله
يكتنز المال ويسترفد
يخاف أن تنفد أرزاقه
والرزق عند الله لا ينفد
الرزق مقسوم على من ترى
يسعى له الأبيض والأسود
قال زياد بن أبي سفيان اثنان يتعجلان النصب ولا يظفران بالبغية , الحريص في حرصه , ومعلم البليد ما ينبو عنه فهمه .
وأنشد محمود الوراق :
أراك يزيدك الإثراء حرصا
على الدنيا كأنك لا تموت
فهل لك غاية إن صرت يوما
إليها قلت حسبي قد رضيت
وقال آخر :
الحرص داء قد أضر
بمن ترى إلا قليلا
كم من عزيز قد رأيت
الحرص صيره ذليلا
فتجنب الشهوات واحذر
أن تكون له قتيلا
فلرب شهوة ساعة
قد أورثت حزنا طويلا
وقال آخر :
الحرص عون للزمان على الفتى
والصبر نعم العون للأزمان
لا تخضعن فإن دهرك إن يرى
منك الخضوع أمده بهوان
ولأبي عبد الله الصوري :
لما رأيت الناس قد أصبحوا
وهمة الإنسان ما يجمع
قنعت بالقوت فنلت المنى
, والفاضل العاقل من يقنع
ولم أنافس في طلاب الغنى
علما بأن الحرص لا ينفع
وذكر ابن عبد البر الخبر المشهور الذي رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم { المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن غلبك أمر فقل قدر الله وما شاء فعل , ولا تقل لو فإن لو تفتح عمل الشيطان } وللنسائي في رواية " فإن اللو تفتح عمل الشيطان " قال ابن عبد البر { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من طمع في غير مطمع ومن طمع يقود إلى طمع } وقال عمر بن الخطاب ما شيء أذهب لعقول الرجال من الطمع .
وفي حديث آخر أن عمرو بن الزبير قال لكعب ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد أن علموه قال : الطمع وطلب الحاجات إلى الناس .
وقال كعب أيضا الصفا الزلزل الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع
وقال عمر بن الخطاب : في اليأس غنى , وفي الطمع الفقر , وفي العزلة راحة من خلطاء السوء .
وقال أبو العتاهية :
أطعت مطامعي فاستعبدتني
ولو أني قنعت لصرت حرا
وقال ابن المبارك : ما الذل إلا في الطمع .
وأنشد بعضهم :
إن المطامع ما علمت مذلة
للطامعين وأين من لا يطمع
وقال بعض الحكماء : قلوب الجهال تستعبد بالأطماع وتسترق بالمنى وتعلل بالخدائع .
وقال آخر :
لا تجزعن على ما فات مطلبه
ها قد جزعت فماذا ينفع الجزع
إن السعادة يأس إن ظفرت به
بعض المرار وإن الشقوة الطمع
وقال آخر :
الله أحمد شاكرا
فبلاؤه حسن جميل
أصبحت مسرورا معافى
بين أنعمه أجول
خلوا من الأحزان خف
الظهر يغنيني القليل
ونفيت باليأس المنى
عني فطاب لي المقيل
والناس كلهم لمن
خفت مئونته خليل
قالوا للمسيح يا روح الله أخبرنا عن المال فقال : المال لا يخلو صاحبه من ثلاث خلال , إما أن يكسبه من غير حله , وإما أن يمنعه من حقه , وإما أن يشغله إصلاحه عن عبادة ربه .
قال الحطيئة :
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
وقال آخر :
إذا ما الفتى لم ينع إلا لباسه
ومطعمه فالخير منه بعيد
يذكرني صرف الزمان ولم أكن
لأهرب مما ليس منه محيد
فلو كنت ذا مال لقرب مجلسي
وقيل إذا أخطأت أنت رشيد
وقال آخر :
ذهاب المال في أجر وحمد
ذهاب لا يقال له ذهاب
قال جعفر بن محمد رحمه الله من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال وآنسه بلا مؤنس , وأعزه بلا عشيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم { ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس } .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس , واعمل بما افترض الله عليك تكن أعبد الناس , واجتنب ما حرم الله عليك تكن أورع الناس } , وعنه أيضا { الفقر أزين بالمؤمن من العذار على خد الفرس } .
وقال أوس بن حارثة خير الغنى القناعة , وشر الفقر الخضوع .
وقال الفضيل بن عياض إنما الفقر , والغنى بعد العرض على الله عز وجل :
ما شقوة المرء بالإقتار مقترة
ولا سعادته يوما بإيسار
إن الشقي الذي في النار منزله
والفوز فوز الذي ينجو من النار
كان يقال الشكر زينة الغنى , والعفاف زينة الفقر , وقالوا : حق الله واجب في الغنى , والفقر , ففي الغنى العطف , والشكر , وفي الفقر العفاف , والصبر وكان يقال : الغنى في النفس , والشرف في التواضع , والكرم في التقوى .
وقال حماد الراوية : أفضل بيت في الشعر قيل : في الأمثال :
يقولون يستغني ووالله ما الغنى
من المال إلا ما يعف وما يكفي
وكان يقال : خصلتان مذمومتان الاستطالة مع السخاء , والبطر مع الغنى .
وقال آخر :
تقنع بما يكفيك والتمس الرضا
فإنك لا تدري أتصبح أم تمسي
فليس الغنى عن كثرة المال إنما
يكون الغنى والفقر من قبل النفس
وقال آخر :
ولا تعديني الفقر يا أم مالك
فإن الغنى للمنفقين قريب
وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم { يقول الله عز وجل ابن آدم أنفق أنفق عليك }
وقال آخر :
ألم تر أن الفقر يزري بأهله
وأن الغنى فيه العلى والتجمل
وقال آخر :
استغن عن كل ذي قربى وذي رحم
إن الغني من استغنى عن الناس
وقال ابن عبد البر وكان يقال : لا تدع على ولدك الموت فإنه يورث الفقر .
قال الشاعر :
لعمرك إن القبر خير لمن
كان ذا يسر وعاد إلى عسر
وذكر ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع , وهوى متبع , وإعجاب المرء بنفسه } وخطب الزبير بن العوام بالبصرة فقال : يا أيها الناس { إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا زبير إن الله تعالى يقول : أنفق أنفق عليك , ولا توكي فيوكى عليك , وأوسع يوسع الله عليك , ولا تضيق فيضيق عليك , واعلم يا زبير أن الله يحب الإنفاق ولا يحب القتار ويحب السماح ولو على تمرة , ويحب الشجاعة ولو على قتل حية , أو عقرب , واعلم يا زبير أن لله فضول أموال سوى الأرزاق التي قسمها بين العباد محتبسة عنده لا يعطي أحدا منها شيئا إلا من سأله من فضله , فسلوا الله من فضله } .
وقال علي رضي الله عنه : البخل جلباب المسكنة , وربما دخل السخي بسخائه الجنة .
وقال جعفر بن محمد قال الله عز وجل أنا جواد كريم , لا يجاورني في جنتي لئيم وقال إبراهيم بن أبي عبلة : سمعت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز تقول أف للبخل , والله لو كان طريقا ما سلكته , ولو ثوبا ما لبسته .
وقال سفيان بن عيينة : ما استقصى كريم قط . ألم تسمع إلى قول الله تعالى : { عرف بعضه وأعرض عن بعض } التحريم قال بعضهم :
وإني لأرثي للكريم إذا غدا
على طمع عند اللئيم يطالبه
وقال منصور الفقيه :
ما بالبخيل انتفاع
والكلب ينفع أهله
فنزه الكلب عن أن
ترى أخا البخل مثله
وقال ابن طاهر المقدسي الحافظ : دخلت على الشيخ أبي القاسم سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره رحمه الله فأخذت يده فقبلتها فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه يا أبا الفضل : لا يضيق صدرك عندنا , في بلاد العجم مثل يضرب يقال : نخل أهوازي , وحماقة شيرازي , وكثرة كلام رازي .
وذكر ابن عبد البر وغيره عن الحسن أنه كان يقول : أصول الشر ثلاثة : الحرص , والحسد , والكبر , فالكبر منع إبليس من السجود لآدم , وبالحرص أخرج آدم من الجنة , والحسد حمل ابن آدم على قتل أخيه .
وروى الحاكم في تاريخه عن يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي قال :
السخاء , والكرم يغطي عيوب الدنيا , والآخرة بعد أن لا يلحقه بدعة قال حبيش بن مبشر الثقفي الفقيه وهو أخو جعفر بن مبشر المتكلم فعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين , والناس متوافرون فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا .
وقال بشر بن الحارث الحافي رحمه الله : لا تزوج البخيل ولا تعامله ما أقبح القارئ أن يكون بخيلا , رواه الخلال في الأخلاق .
وقال ابن عبد البر في ترجمة أبي الأسود الدؤلي : كان ذا عقل ودين ولسان وبيان وفهم وذكاء وحزم غير أنه كان ينسب إلى البخل وهو داء دوي يقدح في المروءة انتهى كلامه " .
وقال حاتم الطائي لما بلغه قول المتلمس :
قليل المال تصلحه فيبقى
ولا يبقى الكثير على الفساد
وحفظ المال خير من نفاد
وعسف في البلاد بغير زاد
قال قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال :
فلا الجود يفني المال قبل فنائه
ولا البخل في مال البخيل يزيد
فلا تلتمس ما لا يعيش مقترا
لكل غد رزق يعود جديد
وقال حاتم أيضا :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
ألم تر أن المال غاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر
وروى أحمد في المسند عن مروان بن معاوية الفزاري عن هلال بن سويد أبي المعلى عن أنس رضي الله عنه قال { : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ثلاث فأكل طائرا وأعطى خادمه طائرين فردهما عليه من الغد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنهك أن ترفع شيئا لغد ؟ إن الله يأتي برزق كل غد } .
وقال يوسف بن الحسين الرازي الزاهد الصوفي للإمام أحمد حدثني فقال : ما تصنع بالحديث يا صوفي ؟ فقلت : لا بد حدثني فحدثه هذا الحديث ورواه البخاري في الضعفاء في ترجمة هلال حرم أن يدخر رزق غد وقال : لا يتابع على حديثه . وعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد إسناده جيد ورواه الترمذي عن قتيبة عن جعفر بن سليمان عن ثابت عنه وقال : غريب وذكر أنه روي مرسلا قال ابن الجوزي في كشف المشكل فيما في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه { : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ نفقة سنة } قال فيه جواز ادخار قوت سنة ولا يقال هذا من طول الأمل لأن الإعداد للحاجة مستحسن شرعا وعقلا , وقد استأجر شعيب موسى عليهما السلام وفي هذا رد على جهلة المتزهدين في إخراجهم من يفعل هذا عن التوكل , فإن احتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر لغد فالجواب أنه كان عنده خلق من الفقراء فكان يؤثرهم انتهى كلامه .
وقال إسحاق بن هانئ سمعت أبا عبد الله يقول : قليل المال تصلحه البيت المتقدم وقال ابن عبد البر قال عمر بن الخطاب لا يقل مع الإصلاح شيء , ولا يبقى مع الفساد شيء .
وقال قيس بن عاصم الصحابي رضي الله عنه الجواد سيد قومه بني تميم الحليم الذي قال الأحنف بن قيس التميمي منه تعلمت الحلم قال لامرأته وقد تزوجها جديدا وأحضرت له طعاما قال لها : أين أكيلي فلم تدر ما يقول لها فأنشأ يقول :
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له
أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت فإنني
أخاف ملامات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الضيف من غير ذلة
وما في إلا ذاك من شيمة العبد
فسمعه جار له وكان بخيلا فقال :
لبيني وبين المرء قيس بن عاصم
بما قال بون في الفعال بعيد
وإنا لنجفو الضيف من غير قلة
مخافة أن يغرى بنا فيعود
وأنشد أبو جعفر الراشي :
كل الأمور تزول عنك وتنقضي
إلا الثناء فإنه لك باق
لو أنني خيرت كل فضيلة
ما اخترت غير مكارم الأخلاق
ودخل جرير على عبد الملك فأنشده :
رأيتك أمس خير بني معد
وأنت اليوم خير منك أمس
ونبتك في المنابت خير نبت
وغرسك في المغارس خير غرس
أنت غدا تزيد الضعف ضعفا
كذاك تزيد سادة عبد شمس
فأمر له بثلاثين ألف درهم . وأنشد يحيى بن معبد بيتا فأمر له بعشرة آلاف درهم وهو :
إذا قيل من للجود والمجد والندى
فناد بأعلى الصوت يحيى بن معبد
وقال أبو العتاهية :
إذا ما المرء صرت إلى سؤاله
فما تعطيه أكثر من نواله
ومن عرف المكارم جد فيها
وحن إلى المكارم باحتياله
ولم يستغل محمدة بمال
وإن كانت تحيط بكل ماله
ولما ولى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة فنظر إليهم وهم في هيئة رديئة وأنشأ يقول :
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم
مرمتها فالدهر في الناس قلب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس
وأفره مهريك الذي هو يركب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا
زوال اقتدار فالغنى عنك يذهب
فقال له رجل ألا أنشدك أحسن من هذا لابن هرمة قال هات فأنشأ يقول :
وللنفس تارات يحل بها العزاء
وتسخو عن المال النفوس الشحائح
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه
أقل إذا ضمت عليه الصفائح
لأية حال يمنع المرء ماله
غدا فغدا والموت غاد ورائح
فقال له معن أحسنت , والله وإن كان الشعر لغيرك يا غلام أعطه أربعة آلاف فقال الغلام اجعلها دنانير ودراهم . فقال معن , والله لا تكون همتك أرفع من همتي يا غلام صفرها له .
وقال هارون الرشيد للأصمعي رحمه الله : ما أغفلك عنا وأجفاك بحضرتنا . فقال : والله يا أمير المؤمنين ما ألاقتني بلاد بعدك حتى آتيك فقال للأصمعي : ما ألاقتني قال : أمسكتني وأنشد :
كفاك كف لا تليق دراهما
جودا وأخرى تمط بالسيف الدما
أي : ما تمسك درهما . فقال أحسنت وهكذا كن وقرنا في الملا , وعلمنا في الخلا . وأمر لي بخمسة آلاف دينار .
دخل العتابي على عبد الله بن طاهر فأنشده :
حسن ظني حسن ما عود الله
سواي بك الغداة أتا بي
أي شيء يكون أحسن من حسن
يقين حدا إليك ركابي
فأمر له بجائزة , ثم دخل عليه مرة أخرى فأنشده :
جودك يكفيك في حاجتي
ورؤيتي تكفيك مني سؤالي
فكيف أخشى الفقر ما عشت لي
وإنما كفاك لي بيت مالي
فأجازه أيضا , ثم دخل عليه اليوم الثالث فأنشده :
اكسني ما يبيد أصلحك الله
فإني أكسوك ما لا يبيد
فأجازه وكساه وحمله .
وجاء أبو الدئل المعتوه إلى حفص بن غياث وهو قاض فكساه فطلب منه نفقة فحلف حفص ما في بيتي ذهب ولا فضة , ثم استقرض له دينارا فأعطاه إياه فقال أبو الدئل أيها القاضي , والله ما أجد لك مثلا إلا قول الشاعر :
يعيرني بالدين قومي وإنما
تقرضت في أشياء تورثهم مجدا
وقول صاحبه :
وما كنت إلا كالأصم بن جعفر
رأى المال لا يبقى فأبقى به حمدا
وقال الأصمعي : دخل أعرابي على خالد بن عبد الله القسري فقال أصلح الله الأمير إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدها إلا بعشرة آلاف وخادم فقال له خالد قل فأنشأ يقول :
لزمت نعم حتى كأنك لم تكن
سمعت من الأشياء شيئا سوى نعم
وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن
سمعت بها في سائر الدهر والأمم
قال ودخل أعرابي على خالد في يوم مجلس الشعراء عنده وقد كان قال فيه بيتي شعر امتدحه فلما سمع قول الشعراء صغر عنده ما قال فلما انصرف الشعراء بجوائزهم بقي الأعرابي فقال له خالد : ألك حاجة ؟ فأنشده البيتين وهما :
تعرضت لي بالجود حتى نعشتني
وأعطيتني حتى ظننتك تلعب
فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى
حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فقال سل حاجتك فقال علي من الدين خمسون ألفا , فقال : قد أمرت لك بها وشفعتها بمثلها , فأمر له بمائة ألف وهذا العطاء وشبهه من الملوك إن كان على وجه الشرع وإلا فصاحبه ممدوح عرفا .
وقد قال أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله تعالى من الأغلاط , والأوهام القبيحة المدح بما يوجب الذم فإنهم إذا سمعوا عن السلاطين , والولاة بالعطاء المسرف من أموال المسلمين مدحوهم بالكرم , ثم ذكر أن هشام بن عبد الملك أعطى حمادا الراوية لإنشاد بيت جاريتين وعشر بدر , وقال لو كان ما أعطاه من مال نفسه كان تبذيرا وتفريطا فكيف وليس من ماله ؟ فالعجب ممن يروي هذا عن الملوك فيخرجه مخرج المدح , والكرم وهو معدود في التبذير , والإسراف , وقد قال تعالى : { وتثبيتا من أنفسهم } أي : ينظرون أين يضعون الأموال وأين الفقراء عنها وإذا تأملت الحال وجدت الأموال أخذت على غير وجهها وصرفت في غير حقها , وخرجت عن نيات فاسدة انتهى كلامه وسبق في الفصل قبله كلام شعيب بن حرب .
وقال أعرابي : عجبا للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب , والمؤخر للسعة التي إياها طلب , ولعله يموت بين هربه وطلبه , فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء , وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء , مع أنك لم تر بخيلا إلا غيره أسعد بماله منه ; لأنه في الدنيا مهتم بجمعه وفي الآخرة آثم بمنعه وغيره آمن في الدنيا من همه , وناج في الآخرة من إثمه .
ومن منثور كلام ابن المعتز بشر مال البخيل بحادث أو وارث . ومن منظومه :
يا مال كل جامع وحارث
أبشر بريب حادث أو وارث
وقال غيره :
كدودة القز ما تبنيه يهدمها
وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
وأين هذا من كلام أحيحة بن الجلاح في أبياته التي يحث فيها على جمع المال ولا يضيعه يوما على حال , منها :
إني مقيم على الزوراء أعمرها
إن الكريم على الأقوام ذو المال
كل النداء إذا ناديت يخذلني
إلا ندائي إذا ناديت يا مالي
وقال الشاعر :
وإني لأجتاز القرى طاوي الحشا
محاذرة من أن يقال لئيم
الرواية بضم لام يقال . ومدح الكرم وذم البخل كثير في الكلام وفي هذا كفاية إن شاء الله .
قال ابن الجوزي ويحك ما تصنع بادخار مال لا يؤثر حسنة في صحيفة , ولا مكرمة في تاريخ ؟ أما سمعت بإنفاق أبي بكر وبخل ثعلبة أما رأيت مآثر مدح حاتم وبخل الحباب ويحك لو ابتلاك في مالك بقلة استغثت , أو في بدنك ليلة بمرض شكوت . إنما نريد كمال مرادك فأنت تستوفي مطلوباتك منه ولا يستوفي حقه عليك .
{ ويل للمطففين } انتهى كلامه .
وقد قيل :
مات الكرام ومروا وانقضوا ومضوا
وماتت من بعدهم تلك الكرامات
وخلفوني في قوم ذوي سفه
لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
وقد سبق ما يتعلق بهذا في مكارم الأخلاق وحسن الخلق قبل هذا بنحو خمس كراريس أو ستة وقبله بيسير طلب الحاجات من الناس .
قال ابن عبد البر : أجمعت الحكماء على أربع كلمات : وهي لا تحمل قلبك ما لا يطيق ولا تعمل عملا ليس لك فيه منفعة , ولا تثقن بامرأة , ولا تغتر بمال وإن كثر .
قال ابن عقيل في الفنون تمام المروءة أن تراعي ورثة من كنت تراعيه وتخلفه بزيادة على ما كنت تراعيهم حال حياته لتكون الزيادة بإزاء إرعائه ولا توهمهم أن المنزلة سقطت بموت كاسبهم , وفر الإكرام على الأيتام لتشوب مرارة يتمهم حلاوة التحنن . كان السلف رحمهم الله يذهبون حزن الأيتام , والأرامل ويزيلون ذل اليتيم بأنواع البر حتى صاروا كالآباء , والأمهات لليتيم لا يتركونه يضام ويتناضلون عنه , وفي الجملة الكرام لا يبين بينهم يتم أولاد الجيران ولا النازل من القاطنين .
آخر تعديل بواسطة أبو عبد الله ، 21-05-2007 الساعة 11:00 PM
- 25-05-2007, 01:43 AM #131
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
وهل يحرم كشف عورته خلوة لغير حاجة أو يكره ؟ فيه روايتان قدم ابن تميم عدم الكراهة , ويباح كشفها لختان وتداو ومعرفة بلوغ وبكارة وولادة وعيب ونحو ذلك .
فصل قد تقدم الكلام في كسب الحمامي ولنذكر الآن حكم الحمام وما يتعلق به فنقول بيع الحمام وشراؤه وإجارته وبناؤه مكروه نص عليه وقال الذي يبني حماما للنساء ليس بعدل لأنه غالبا يشتمل على ما لا يجوز من كشف العورات ونظرها ودخولها النساء .
وفي مجموع أبي حفص في الإجارة نقل محمد بن يحيى الكحال سألت أحمد عن رجل له حمام تقيمه غلته يريد أن يبيعه قال لا يبيعه على أنه حمام يبيعه على أنه عقار ويهدم الحمام , ذكره الشيخ تقي الدين وقال : وكذلك الأبنية المصورة كنائس ونحو ذلك مما هو مبني للمنفعة المحرمة وما هو مصور على صورة المنفعة المحرمة ويمكن تصويره على منفعة مباحة مثل الحرير المفصل للرجال , وخاتم الذهب للرجل وآنية الذهب , والفضة انتهى كلامه .
وللرجل دخوله بإزار إذا أمن النظر المحرم ذكره أبو البركات وابن تميم .
وقال في الرعاية الكبرى مع ظن السلامة غالبا , وإن خاف ذلك كره لأن من حام حول الحمى يوشك أن يواقعه وإن علم وقوعه حرم عليه انتهى كلامه ويتوجه التحريم إن ظن الوقوع في المحذور , وقد قال في الشرع أحمد رحمه الله إن علمت أن كل من في الحمام عليه إزار فادخله وإلا فلا تدخل وكذا أحوال المرأة إن دخلته لحيض , أو نفاس أو مرض , أو جنابة ونحو ذلك , أو لخوف تغسلها في البيت , أو تعذره فيه وإلا حرم عليها دخوله , واختار أبو الفرج الجوزي , والشيخ تقي الدين رحمهما الله أن المرأة إذا اعتادت الحمام وشق عليها ترك دخوله إلا لعذر أنه يجوز لها دخوله , ولا تتعرى مسلمة بحضرة ذمية فيه ولا في غيره , وقيل : للمرأة دخوله في قميص . خفيف تصب الماء فوقه وقيل : هذا في حمام الزبون لا في حمام بيتها .
- 25-05-2007, 01:45 AM #132
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل في أحكام وآداب تتعلق بالحمام )
ولا بأس بذكر الله في الحمام نص عليه وقطع به جماعة وعنه التوقف وقيل : يكره قال الشيخ عبد القادر رحمه الله ويكره له الكلام في مواضع المهن المستقذرة كالحمام والخلاء وما أشبه ذلك وكذلك لا يسلم ولا يرد على مسلم وقد تقدم حكم القراءة فيه , ويجزئ الغسل والوضوء بماء الحمام نص عليه وقال تارة يغتسل من الأنبوب , فإن كانت يده نجسة ولا إناء معه أخذ الماء بفيه وغسلها .
وقال في الشرح روي عن أحمد أنه قال لا بأس أن يأخذ من الأنبوبة وهذا على سبيل الاحتياط وقد قال أحمد عندي ماء الحمام طاهر وهو بمنزلة الجاري وهل يكره استعماله ؟ فيه وجهان :
أحدهما يكره لأنه يباشره من يتحرى ومن لا يتحرى وحكاه ابن عقيل رواية عن أحمد وهو الرواية المتقدمة
( والثاني ) لا يكره لكون الأصل طهارته فهو كالماء الذي شككنا في نجاسته كذا .
قال بعضهم وفيه نظر لأن هذا ماء مشكوك فيه فمقتضى الخلاف فيه أن يجري في كل ماء مشكوك في نجاسته .
قال ابن الجوزي في منهاج القاصدين ويكره دخول الحمام قريبا من الغروب وبين العشاءين فإنه وقت انتشار الشياطين انتهى كلامه . وظاهر كلام غيره يدل على خلافه .
وروي عن أحمد أيضا ما يدل على خلافه قال صالح كان أبي يتنور في البيت إلا أنه قال لي يوما أريد أن أدخل الحمام بعد المغرب وكان يوما شتويا قل لصاحب الحمام فقلت له فلما كان المغرب قال : ابعث إليه فقال له إني قد صرفت عن الدخول , وتنور في البيت .
ويكره الاغتسال في المستحم ودخول الماء بلا مئزر وعنه لا يكره .
- 27-05-2007, 12:13 AM #133
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
( فيما يسن من اتخاذ الشعر وتسريحه وفرقه ومن إعفاء اللحية ) .
يسن أن يغسل شعره ويسرحه ويفرقه ويجعله الرجل إلى منكبيه , أو إلى فروع أذنيه , أو شحمتيهما ولا بأس أن يجعله ذؤابة وينبغي أن يقال إن لم يخرج إلى شهرة , أو نقص مروءة , أو إزراء بصاحبه ونحو ذلك كما قالوا : في اللباس وهو مقتضى كلام أحمد فإنه لما قيل : له إن في فرق الشعر شهرة أجاب بأنه سنة وبأمر النبي صلى الله عليه وسلم به .
ويسن أن يعفي لحيته وقيل : قدر قبضة وله أخذ ما زاد عنها وتركه نص عليه . وقيل : تركه أولى .
وعن ابن عمر مرفوعا { خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب } متفق عليه زاد البخاري وكان ابن عمر إذا حج واعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه .
ويسن أن ينتف إبطيه فإن شق ; حلقهما أو نورهما وقيل : يكره إكثار التنوير قال الإمام أحمد وسئل عن اتخاذ الشعر قال : سنة حسنة ولو أمكننا اتخذناه وفي رواية أخرى لو كنا نقوى عليه لاتخذناه ولكن له كلفة ومؤنة . وسأله أبو الحارث عن الرجل يتخذ الشعر ويطوله فقال في الفرق سنة , فقال يا أبا عبد الله يشهر نفسه فقال { إن النبي صلى الله عليه وسلم فرق شعره وأمر بالفرق , } وروى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من كان له شعر فليكرمه } .
- 27-05-2007, 12:17 AM #134
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( في تقليم الأظافر وسائر خصال الفطرة ) .
ويسن أن يقلم أظافره مخالفا كل يوم جمعة زاد بعضهم قبل الزوال لما جاء في الحديث { إن من قص أظافره يوم الجمعة دخل فيه شفاء وخرج منه داء } رواه ابن بطة بإسناده عن حميد بن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه قال في المستوعب وقد رويت هذه الفضيلة , والاستحباب في يوم الخميس بعد العصر وهو قول في الرعاية والذي في الشرح أنه يستحب أن يقلمها يوم الخميس لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره عليا بذلك فهذه أربعة أقوال .
وقال عبد الرزاق أراد رجل أن يقلم أظفاره عند سفيان وكان يوم الخميس فقال له رجل لو تركته إلى غد الجمعة فقال سفيان لا تؤخر السنة لشيء , ويسن أن يقلمها كل أربعين يوما فأقل للخبر الصحيح وقيل : المقيم كل عشرين يوما , والمسافر كل أربعين يوما وقيل : عكسه
وقال في الرعاية وهو أظهر وأشهر وقال غير واحد يستحب كذلك كل أسبوع إن شاء يوم الجمعة , وإن شاء يوم الخميس وروى ابن بطة بإسناده عن ابن عمر أنه كان يقلم أظفاره ويقص شاربه كل جمعة .
ويسن أن يقلمها مخالفا . وصفته على ما فسره ابن بطة أن يبدأ بخنصر اليمنى , ثم الوسطى , ثم الإبهام , ثم البنصر , ثم السبابة , ثم إبهام اليسرى , ثم الوسطى , ثم الخنصر , ثم السباحة , ثم البنصر .
وقال الآمدي يبدأ بإبهام اليمنى , ثم الوسطى , ثم الخنصر , ثم السباحة , ثم البنصر , ثم اليسرى كذلك , وقيل : يبدأ بالسباحة من يده اليمنى من غير مخالفة إلى خنصرها , ثم بخنصر اليسرى ويختم بإبهام اليمنى قال القاضي .
وقد روى وكيع بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا أنت قلمت أظفارك فابدئي بالخنصر , ثم الوسطى , ثم الإبهام , ثم البنصر , ثم السبابة فإن ذلك يورث الغنى } وهذا قول في الرعاية , وفي حديث آخر { من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينيه رمدا } رواه ابن بطة ويجتنب الاستقصاء في الظفر في الغزو .
ويستحب غسل رءوس الأصابع بعد التقليم , ويدفن القلامة نص عليه لفعل ابن عمر وكذا الشعر ودم الحجامة , والفصد , والتشريط . ويستحب نتف الإبط وحلق العانة في المدة المذكورة , وإن أزال بمقراض , أو نورة ونحوه فلا بأس .
قال أحمد في قوله تعالى : { ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا } .
قال يلقون الأحياء فيها الدم , والشعر , والأظافير وتدفنون فيها موتاكم , وروى أبو داود في المراسيل { أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم , ثم قال لرجل ادفنه لا يبحث عليه كلب } وروى الخلال وابن بطة بإسنادهما { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقلم أظفاره ويدفنها } وروى وكيع بإسناده عن مجاهد قال كان يستحب دفنها وبإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه أمر بدفن الدم , والشعر } قال مهنا سألت أحمد عن الرجل يأخذ من شعره وأظفاره أيدفنه أم يلقيه ؟ قال يدفنه قلت بلغك فيه شيء قال ابن عمر يدفنه , ويكره أن يؤخر تنظيف العانة , والإبط وحف الشارب أكثر من المدة المذكورة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { خمس من الفطرة الختان , والاستحداد وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار } متفق عليه .
وعن أنس رضي الله عنه قال { وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة . } رواه مسلم ورواه أحمد وأبو داود , والترمذي والنسائي
وقالوا وقت لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الغنية اختلفت الرواية عن أحمد في تصحيح هذا الحديث فروي عنه إنكاره , وروي عنه الاحتجاج به في التوقيت بهذا المقدار .
وقال في المستوعب , والتلخيص , ويستحب أن ينظر في المرآة ولا بأس أن يأخذ من حاجبيه إذا طالا بالمقراض , ويتطيب في بدنه وثيابه بما لا لون فيه , والمرأة قيل : البرزة بما له لون لا رائحة من بعيد نص عليه كذا في الرعاية وغيرها .
- 28-05-2007, 08:24 PM #135
رد: قرأت لك : الآداب الشرعية
مسألة: الجزء الثالث
فصل ( الأخبار والآثار في الحجامة واختيار يوم لها ) .
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { استعينوا بالحجامة على شدة الحر } قال مهنا لأحمد هذا الحديث فقال ما حدثنا به عن عوف إلا مرسلا وتكره الحجامة في يوم السبت ويوم الأربعاء نص عليهما في رواية أبي طالب وجماعة وزاد أحمد رواية محمد بن الحسن بن حسان ويقولون يوم الجمعة وهذا الذي قطع به في المستوعب وغيره .
وقال المروذي كان أبو عبد الله يحتجم يوم الأحد ويوم الثلاثاء قال القاضي فقد بين اختيار يوم الأحد , والثلاثاء وكره يوم السبت , والأربعاء وتوقف في الجمعة . انتهى كلامه , والقاعدة أنه إذا توقف في شيء خرج فيه وجهان .
وعن الزهري مرسلا { من احتجم يوم السبت , أو يوم الأربعاء فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه . } ذكره أحمد واحتج به قال أبو داود وقد أسند ولا يصح . وذكر البيهقي أنه وصله غير واحد وضعف ذلك , والمحفوظ منقطع انتهى كلامه .
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده عن مكحول مرسلا . , والوضح البرص وحكي لأحمد أن رجلا احتجم يوم الأربعاء واستخف بالحديث وقال ما هذا الحديث ؟ فأصابه وضح , فقال أحمد لا ينبغي لأحد أن يستخف بالحديث رواه الخلال .
وعن ابن عمر مرفوعا { أن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه } رواه البيهقي بإسناد حسن وفيه عطاف بن خالد وفيه ضعف قال العلماء بالطب ينبغي أن يجتنب المحتجم أكل الملح , والمملوح ثلاثين ساعة لأنه يورث الجرب , قالوا وينبغي أن يأكل في الشتاء الطباهجات وفي الصيف السكباج , ذكره في المستوعب . الباهج بفتح الهاء طعام من بيض ولحم .
المواضيع المتشابهه
-
تاثير المياة المعدنية على الاطفال رائع
By keeper207 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 1آخر مشاركة: 05-03-2010, 01:52 PM -
حافظو على تنظيف برادات المياة دوريا والا ........!؟
By jamal_2022 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 10آخر مشاركة: 16-02-2010, 01:45 AM -
أجمل ما قرأت ..... والله المستعان
By amr alaa in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 4آخر مشاركة: 08-06-2009, 09:00 PM -
من أروع ما قرأت×××
By ليالينا in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 5آخر مشاركة: 09-01-2007, 11:27 AM -
تربية الأولاد على الآداب الشرعية
By يورو2006 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 1آخر مشاركة: 13-09-2006, 08:22 PM