http://newscf.com/admin/cf/NewsImage/TSAr4-9-08_683.GIF
يوم قرارات الفائدة
يوم حافل بالبيانات الاقتصادية ينتظرنا اليوم، فاليوم هو يوم قرارات الفائدة حيث سيصدر كلا من قرار الفائدة الخاص بالبنك البريطاني والأوروبي. أما عن الاقتصاد الأمريكي فسيصدر عنه الخطوة الثانية في اتجاه تقرير العمالة متمثلا في مؤشر ADP للوظائف فهل ستكتمل الصورة ؟
سنبدأ جلسة اليوم المثيرة من ألمانيا التي سيصدر عنها تقرير طلبات المصانع المعدلة موسميا لشهر تموز والذي من المتوقع أن تشهد ارتفاعا بنسبة 0.3% بعد انخفاض بنسبة 2.9% ولكن على المستوى السنوي نجد التوقعات تشير إلى انخفاضا بنسبة 2.2% مقابل انخفاض بنسبة 6.1%. ليدل هذا على استمرار تراجع القطاع الصناعي في ألمانيا بالرغم من التحسن الطفيف الذي قد تشهده القراءة الشهرية، فالعوامل لا تزال تعمل ضد القطاع الصناعي الألماني مع تراجع الصادرات وارتفاع مستويات اليورو خلال شهر تموز.
ننتقل الآن إلى أول الأحداث التي قد تؤثر في الأسواق اليوم وهو قرار الفائدة للبنك المركزي البريطاني والذي من المتوقع أن يبقى أسعار الفائدة ثابتة عند 5.0%. فالتضخم المستمر في الارتفاع والذي وصل إلى الأعلى له خلال العقد صعب الأمور على صانعي السياسة النقدية الذين يفشلون في مواجهة الركود الذي يسقط فيه الاقتصاد البريطاني حاليا.
وقد يأتي هذا القرار ليترك رئيس الوزراء غوردن براون لشأنه بعد أن كشف اقتراحات خلال هذا الأسبوع تساعد على إنعاش الاقتصاد وقطاع المنازل المتدهور، وهو الأمر الذي قد ينعش شعبيته الضعيفة. أما عن السيد ميرفن كينج رئيس البنك المركزي البريطاني فقد أشار إلى الركود المحتمل وأشار أيضا إلى ضعف الفرص أمام البنك البريطاني للتصرف حيال هذا بسبب نسبة التضخم التي تخطت ضعف هدف البنك عند 2% ومن المحتمل أن ترتفع بأكثر من هذا.
ثم يأتي موعدنا مع البنك المركزي الأوروبي الذي تشير التوقعات أيضا إلى أنه سيترك أسعار الفائدة ثابتة عند 4.25% وهو أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات بهدف مكافحة التضخم بالرغم من التباطؤ الكبير في الاقتصاد الأوروبي والذي أدى إلى انكماش خلال الربع الثاني من العام بنسبة 0.2%.
البنك المركزي الأوروبي يريد أن يوقف الارتفاع المستمر للأسعار والزيادة في الأجور التي تسبب المزيد من الضغوط على التضخم، ولكن من ناحية أخرى تطالب العمال بتعويضات عن ارتفاع أسعار الوقود والغذاء.فقد قام البنك برفع أسعار الفائدة خلال شهر تموز، وصرح كلا من السيد ويبر والسيد باباديموس أعضاء البنك أنه قد نشهد رفع جديد في أسعار الفائدة إذا تزايدت مخاطر التضخم.
ولكننا لا حظنا أن الاقتصاد الأوروبي قد انكمش خلال الربع الثاني ولا يزال يتراجع أدائه خلال الربع الثالث ومن ناحية تراجعت حدة التضخم بشكل كبير بفعل انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية لتتداول حاليا عند مستويات 110$ للبرميل، وهو ما قد يعمل على تراجع المخاطر التضخمية في منطقة اليورو بشكل مناسب ليبدأ البنك في الاهتمام والتركيز على معدلات النمو المتباطئة بشكر صريح.
بعد ذلك ننتقل إلى الاقتصاد الأمريكي والذي سيعلن اليوم تقرير ADP للوظائف والذي يعتبر ثاني مؤشر على تقرير الوظائف الشهري الذي يأتي موعده غدا بعد مؤشر الوظائف الفرعي في مؤشر معهد التزويد الصناعي. ومن المتوقع أن يظهر المؤشر انخفاضا بقيمة 30 ألف وظيفة خلال شهر آب بعد أن كان مرتفعا بقيمة 9 آلاف وظيفة خلال تموز.
ولكننا لاحظنا خلال الأشهر الماضية أن هذا التقرير يفتقد إلى المصداقية من جانب الأسواق خاصة أن تقرير الوظائف الشهري الأكثر أهمية خالف توقعات هذا المؤشر لأكثر من شهر. ولكننا قد نستطيع أن نرسم صورة تقريبية لم ممكن أن نشهده غدا من خلال هذا التقرير بالإضافة إلى بيانات تعداد العاطلين عن العمل الأسبوعية التي من المتوقع أن تظهر 420 ألف شخص قد تقدم بملء طلبات الإعانة لهذا الأسبوع بعد أن كانت بقيمة 425 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي.
وأخيرا مع مؤشر معهد التزويد الغير صناعي ( للخدمات ) لشهر آب والذي من المتوقع أن يظهر انكماشا للشهر الثالث، حيث يتوقع المحللون أن يظهر بقيمة 49.5 بنفس قيمة القراءة السابقة، ليشير أن ضعف الطلب المحلي وارتفاع تكلفة الإنتاج تمنع الشركات من الازدهار والانتعاش.
الأحوال الائتمانية الغير مستقرة والتدهور المستمر في قطاع المنازل والارتفاع البطيء في مستويات الأجور والمرتبات بجانب قطاع العمالة الضعيف؛ كل هذا يمنع المستهلكين من الإنفاق في الاقتصاد الأمريكي الذي يفقدون الثقة فيه. ويدفع هذا التوقعات إلى أن تشير إلى أن الإنفاق قد يحتاج إلى المزيد من الوقت قبل أن يعود إلى وضعه الطبيعي، وهذا بالطبع يمد بأثر السيئ على الشركات وعلى قطاع الخدمات ككل.
عزيزي القارئ احرص على متابعة أدق التفاصيل في الأسواق اليوم لان هذا قد يرسم لك الصورة الواضحة عن مستقبل الاقتصاديات الرئيسية خلال الفترة القادمة.