مصير الإسترليني في أعقاب الهبوط الأخير و السيناريوهات المتوقعة للدولار (تعليق السوق 17/6/2009)

موضوعات للمتابعة - الفترة القادمة:
- مؤشر مبيعات الجملة الكندية لشهر إبريل.
- مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو.
- الحساب الجاري الأمريكي للربع االأول من 2009.
- حديث برنانك رئيس الفيدرالي.
- القراءة الأسبوعية للمخزونات النفط الخام الأمريكي.
- حديث كينج محافظ بنك إنجلترا.

تعليق السوق:
انتهت قمة الدول الأربعة (البرازيل، روسيا، الهند و الصين) المنعقدة في روسيا بالأمس ليصدر عنها بيان ختامي يؤكد على ضرورة التوصل إلى حلول جديدة لمشكلة عملات الاحتياط و التوصل إلى آليات جديدة تساعد على عقد التسويات التجارية بين هذه الدول من خلال الاعتماد على عملاتها الخاصة في إجراء التعاملات فيما بينها. بهذا الصدد أشار أحد المقالات المنشورة في بلومبيرج إلى أن استخدام الأصول الأمريكية على رأسها سندات الخزانة و الدولار الأمريكي هو الأكثر شيوعاً و انتشاراً في هذه الدول سواءً في الاحتفاظ باحتياطي النقد لأجنبي أو تعاملات التجارة الخارجية. لذلك يمكننا القول أن للسيولة مميزات عديدة علاوة على سبب آخر غاية في الأهمية يجعل الدولار هو العملة المفضلة و هو أن احتمال تعافي الدولار و خروجه من الأزمة الحالية بسبب عودة تجنب المخاطرة لا يمكن استبعاده و هو ما يشير إلى أن السيولة و إمكانية تعافي الدولار الأمريكي هما السببان الرئيسيان في عدم اتخاذ قرارات حاسمة تجاه إصدار عملة احتياط دولية جديدة..

كما أحدثت نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا بعض التغيرات في اتجاهات سوق العملات حيث بدأ الإسترليني في التداول عند مستويات جديدة مقابل اليورو على الرغم من تلاشي القوة الدافعة للعملة إلى حدٍ ما. كما جاءت إعانات البطالة البريطانية لتضيف إلى بوارد التعافي الاقتصادي بادرة جديدة تأتي من قطاع التوظيف لتشير إلى تحسن سوق العمل بالمملكة المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن الميل الذي أظهرة الإسترليني للارتفاع بالأمس واجه عقبة قوية أوقفته تماماً و التي تمثلت في النجاح الكبير الذي حققته الدفعة الأخيرة من سندات الخزانة البريطانية لأجل 25 سنة في أعقاب الدفعة السابقة التي أصدرتها وزارة المالية البريطانية في مارس الماضي. و يمكننا هنا التساؤل عما إذا كان الإسترليني سوف يستمر عرضة للمزيد من الهبوط حال زيادة تجنب المخاطرة في الأسواق؟


و على صعيد الأوضاع المتدهورة للقطاع المصرفي الأوروبي، أصدرت وكالة S&P تشير إلى أن الخسائر التي يتعرض لها القطاع المصرفي الأوروبي (وفقاً لما جاء في تحذيرات البنك المركزي الأوروبي) قد تصل إلى 283 مليار يورو بنهاية 2010 و أن خطط الإنقاذ الحكومية هي الوسيلة الوحيدة لتي يمكن من خلالها رأب الصدع و سد الفجوة الهائلة في قوائم موازنات البنوك في منطقة اليورو حيث يبدو أن أسواق الأٍهم لن تتمكن من إنجاز هذه المهمة و هو ما تشير إليه المستويات المتردية لتدفقات رؤوس الأموال العاملة بأسواق الأسهم الأوروبية..

كما شهد يوم أمس تراجع كبير في العائدات بسبب حالة تجنب المخاطرة التي انتابت الأسواق و هي الحالة اليت وصلت إلى أقصاها في فترة التاداول الأمريكية بالأمس حيث هبطت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بواقع 35 نقطة على مدار الأسبوع الماضي و حتى يوم أمس في أعقاب الارتفاع الذي حققته هذه العائدات بنسبة 4%. كان رد الفعل المباشر أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في التركيز على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 3 سنوات و هو ما زاد الطين بلة بالنسبة لعائدات السندات طويلة الأجل (10 سنوات). يُذكر أن انخفاض العائدات الأمريكية جاء لصالح الين الياباني الذي بدا أكثر قوة من ذي قبل في أعقاب المستويات المنخفضة التي وصل إليها مقابل معظم العملات الرئيسية. على الرغم من ذلك، من المتوقع أن يحدث الارتداد االإيجابي للعملة اتجاهاً ضعيفاً لأزواج الين التقاطعية..


و بعيداً عن أزواج الين التقاطعية، ننتظر الآن ما يمكن أن تسفر عنه موجة الهبوط التي حلت بأزواج الدولاره الرئيسية حيث فشل (اليورو / دولار) في التماسك عند مستويات مرتفعة، بينما فشل زوجي (الأسترالي / دولار) و (الكندي / دولار) في الاحتفاظ بالقمة اليت وصلا إليها بالأمس. نتيجةلذلك يبقة الاختبار الأخير أمام الدولار و الفرصة الوحيدة التي عليه اقتناصها في تجنب المخاطرة الذي من الممكن ان ينتج عن ارتفاعه المزيد من القوة اللأخضر. كما يجب أن يجتاز الدولار اختبار الغد حيث من المنتظر أن تصدر نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية التي من المتوقع أن تتخذ القرار في إطار السياسة النقدية بإنهاء برنامج التسهيل النقدي في أواخر العام الجاري. و حتى صدورر هذه القرارات أو الإعلان عن أي جديد فيما يتعلق بالسياسة النقدية الفيدرالية يظل مستوى 1.4000 هو مستوى المقاومة الذي يواجه (اليورو/ دولار) بينما يلقى الزوج الدعم عند مستوى 1.3720. أما تجنب المخاطرة فأدى ارتفاع درجته إلى عودة مؤشر البورصة الأمريكية S&P500 إلى مستوى المتوسط الحسابي للـ (200 يوم) مما يشير إلى اتجاه رئيسي تبدأ الأسواق في اتخاذه في المرحلة القادمة. و في هذه الحالة ، إذا فشل الدولار الأمريكي في تحقيق الارتفاع فسوف يختلف السيناريو تماماً حيث يبدأ الدولار في التأثر بعوامل أخرى بخلاف اتجاهات المخاطرة..
______________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..