الإسترليني يتلقى ضربة قاصمة من بيانات التوظيف السلبية


قفزت قراءة إعانات البطالة البريطانية إلى 138.4 ألف صباح اليوم و هو ما يشير إلى أعلى المستويات منذ عام 1971. كما روجعت قراءة الشهر الماضي لتسجل المزيد من الرتفاع بواقع 20 ألف حالة مما يلقي المزيد من الضوء على المعدل المرتفع لإلغاء الوظائف بالمملكة المتحدة و الذي وصل إلى 158 ألف. يؤكد ما سبق أن الارتفاع الحاد في إعانات البطالة البريطانية لا تقل في أثرها السلبي على اقتصاد المملكة المتحدة عن الأثر السلبي الواقع على الاقتصاد الأمريكي و الذي خلفه الانخفاض الحاد في قراءة الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي بواقع 800 ألف وظيفة مع الأخذ في الاعتبار عدد سكان كلتا البلدين. جاءت هذه البيانات المرعبة لتضع المزيد من الضغوط الهائلة على كاهل الإسترليني مما يضع بنك إنجلترا في موقف حرج للغاية و يضطره إلى تطبيق إجراءات نقدية غير تقليدية في ظل ارتفاع عوائد العملة الأوروبي الموحدة (اليورو) و هو ما يفسر التحرك الأخير لزوج (اليورو / إسترليني) الذي تجاوز مستوى 0.9300 أي أعلى المستويات منذ أواخر يناير الماضي عندما سجل الزوج مستوى 0.9500. كانت النتيجة أن أعلنت نتائج اجتماع لجنة السايسة النقدية ببنك إنجلترا بدء عمليات شراء سندات الخزانة مع إعلان توافر الاستعداد الكامل لدى البنك لشراء المزيد هذه السندات حال فشل المرحلة الاولى من المشتروات في إحداث الأثر المأمول..

علاوة على ما سبق، لدينا باقة أخرى من الأخبار الاقتصادية التي تشير إلى أن بنك اليابان قد ثبت معدل الفائدة عند 0.10% و هو نفس المعدل الذي أعلنه البنك الشهر الماضي مع إعلان البنك لخطة نحفيزية جديدة تتضمن شراء سندات البنوك و المؤسسات المصرفية اليابانية بقيمة 1 تريلليون حتى يتمكن من التهامل مع أزمة الديون المعدومة. كما ارتفع نمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي على خلاف التوقعات مما أدى إلى تراجع مخاوف الانكماش. بينما انخفضت أسعار النفط لتتراجع تحت مستوى الـ 50 دولار للبرميل مع استمرار مؤشر أسعار المنتجين على معدلات مرتفعة نسبياً. إضافةً إلى ذلك، تقلص عجز الحساب الجاري الأمريكي إلى أدنى المستويات على مدار السنوات الخمسة الماضية..

و باستثناء التحركات العنيفة للإسترليني، عانت الاسواق من حالة من الاستقرار التام حتى ظهور بيانات التضخم الأمريكي التي رفعت زوج (اليورو / دولار) لأعلى ليواجه المقاومة فوق مستوى 13100 مع احتمال توقف الارتفاع قبيل إعلان بيان لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة و هو الحدث الذي يثير الكثير من الشكوك و المخاوف لما يتوقع أن يحدثه من تذبذب في سوق العملات، خاصةً و أن الاتجاه الذي يسير فيه الاحتياطي الفيدرالي غير واضح المعالم على الإطلاق حيث يشوبه الغموض إلى الدرجة التي تفوق قدرة التوقعات على التوصل إلى أي شيء فيما يتعلق ببيان اللجنة الفيدرالية و تشير إلى أن البيان ماضٍ لا محالة في طريقه إلى تفجير مفاجأة من العيار الثقيل حيث يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يعتزم تقديم كل ما في وسكعه من أجل التوصل إلى الحد الأقصى من التسهيل الائتماني مهما كلفه ذلك. على الرغم من ذلك، نعتقد أن الحالة الوحيدة التي تقدم دعماً ملموساً للدولار الأمريكي هي اتجاه البنك نحو تقديم المزيد من الدعم في إطار برنامج إقراض السندات المدعومة بالأصول، و باستثناء فكل الخيارات المتوافرة أمام البنك المركزي سوف تؤدي إلى انضمام الدولار إلى فريق الاتجاه الهابط و استمراره على الحالة السلبية التي يعانيها في الوقت الراهن بما في ذلك اتجاه البنك إلى شراء المزيد من سندات الخزانة الأمريكية..

بوجه عام، يبدو أن الدولار لا زال يعاني من ضعف شديد مما يعكس حالة من التعافي تشهدها شهية المخاطرة. بينما تتراجع عملات الأسواق الناشئة و ترتفع عوائد سندات الخزانة الألمانية. في نفس الوقت ينخفض مؤشر الدولار ليصل إلى المستوى المحدد للمتوسط الحسابي للـ (200) يوم للمرة الأولى منذ الأسابيع القليلة التي سبقت انهيار "ليمان". في نفس الوقت تستمر أسعار الذهب في الهبوط على الرغم من الهبوط الحاد للدولار في الأسبوع الماضي و هو ما يشير إلى أنه يوم حافل بالأحداث المؤثرة في الاقتصادات العالمية الرئيسية..









_______________________________

المصدر: Saxobank

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..