حالة من التفاؤل المشوب بالحذر في اليابان و الولايات المتحدة و تراجع ملحوظ للدولار (تعليق السوق 27/5/2009)

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:

أحداث اليوم:
-مؤشر أسعار المنازل الأمريكي.
-مبيعات المنازل القائمة.
-المؤتمر الصحفي لـ "بير" بمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية.

تعليق السوق:
أظهرت فترة التداول الماضية اتجاهين مختلفين تماماً حيث تراجعت ضغوط البيع التي تعرض لها الدولار الأمريكي بالأمس في أعقاب الارتفاع الذي أظهرته ثقة المستهلك الأمريكي لشهر مايو..

كما شهدت أوائل تعاملات فترة التداول الأوروبية صباح اليوم العديد من عمليات وقف الصفقات فيما يتعلق بتعملات اليورو و الإسترليني تأثراً بما نشرته الـ "ديلي تليجراف" البريطانية بالأمس و الذي ركز على القنبلة الموقوتة للمديونية الألمانية و الأصول المتعثرة و الديون المعدومة التي تملأ قوائم الموازنة للبنوك الوطنية الألمانية. نتيجة للمخاوف التي رددها المقال المشار إليه، هبط (اليورو / دولار) إلى أدنى المستويات منذ الجمعة الماضية و هو الوضع الذي من المتوقع استمراره في أعقاب مراجعة قراءة الناتج الإجمالي المحلي الألماني و هي المراجعة التي أكدت على النتيجة السلبية البالغة 3.8-% للربع الأول من العام الحالي علاوة على هبوط مؤشر S&P/Case-Shiller الأمريكي لأسعار المنازل و هما العاملان الأكثر إسهاماً فيما تعرضت أسواق الأسهم العالمية من هبوط حيث انتقلت هذه الأسواق إلى المنطقة الحمراء مع شيوع مناخ من السلبية في أسواق المال العالمية..

على الرغم من ذلك، تغير الوضع تماماً بعد إصدار نتائج ثقة المستهلك الأمريكي حيث أشار مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن منطمة "كونفرنس بورد" إلى ارتفاع مستوى ثقة المستهلك الأمريكي إلى أعلى المستويات في 8 شهور لتسجل قراءته 54.9 في مايو و هو ما يشي إلى ارتفاع بواقع 14 نقطة مقارنةً بالقراءة السابقة التي تمت مراجعتها إلى 40.9%. كما ارتفعت نغمة التفاؤل إلى حدٍ بعيد في أعقاب الإعلان عن أن مكون التوقعات بالمؤشر ارتفع بواقع 21 نقطة مقارنة بمكون الأوضاع الاقتصادية الحالية الذي لم يتجوز ارتفاعه الـ 4 نقاط. جدير بالذكر أن هذا الارتفاع يمثل الثالث على التوالي مما يشير إلى تجاوز مؤشر ثقة المستهلك للمستويات الهابطة و انطلاقه من القاع عند أدنى المستويات،25.3 الذي سجلته قراءة إبريل الماضي، ليصل إلى المستويات الحالية التي تؤيد إمكانية تحقيق التعافي الاقتصادي في النصف لثاني من 2009. بناءً على ما سبق، نحتاج إلى ارتداد بعض المؤشرات الاقتصادية إيجابياً، خاصةً تلك المؤشرات التي تتعامل مع النشاط الاستهلاكي الملموس لتقف جنباً إلى جنب مع مؤشرات الثقة حتى نتمكن من ترجيح كفة التعافي. جدير بالذكر أيضاً أن ثقة المستهلك في سوق العمل مع ترجيح 5.7% من المشاركين في مسح الثقة لأن الوظائف بدأت في الظهور من جديد و أن أوضاع العمالة بدأت في التحسن. كما أظهرت تطلعات سوق العمل على المدى المتوسط رتداداً إلى المنطقة الخضراء لتشير إلى ارتفاع عدد المشاركين الذين يؤديون تعافي قطاع التوظيف على مدار الأشهر الستة القادمة إلى 20% من إجمالي المشاركين في مسح "كونفرنس بورد" لثقة المستهلك. على الرغم من ذلك، لا زال هناك 25% من المشاركين الذي يؤيدون استمرار تدهور قطاع التوظيف على مدار نفس الفترة و هو ما جاء تأثراً باستمرار تجاوز إعانات البطالة المريكية مستوى الـ 600 ألف..

إضافةً إلى ما سبق من تطورات إيجبية على صعيد الدولار الأمريكي، نتج عن التحسن في قراءات الثقة أن تعرضت العملة لعمليات بيع مكثفة بسبب بيع الدولار لشراء الأسهم. كما تم استقبال الدفعة الجدية من سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين بحفاوة شديدة من جانب الأسواق و هو ما نتج عنه ارتفاع عائداتها إلى 2.9% (أعلى المستويات منذ سبتمبر 2007) بينما بلغت مشتروات المستثمرين المباشرين إلى ما يزيد على 54% من هذه الدفعة و هو ما يشير إلى ارتفاع معدل تدفقات الاستثمارات الأمريكية حيث لم يتجاوز متوسط مشتروات الاستثمار المباشر مستوى الـ 30% منذ وقت طويل. بهذصا الصدد، يؤيد معظم خبراء أسواق المال أن الحالة الإيجابية لسندات الخزانة لأجل سنتين من المتوقع أن تستمر لوقت طويل حيث يبدو أن هناك إقبال شرائي منقطع النظير على هذه السندات، في نفس الوقت لا يتوقع الخبراء أن تلقى سندات الخزانة لأجل 5 و 7 سنوات نفس الإقبال الشرائي من جانب المستثمرين. و في أعقاب إصدار سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين بقيمة 40 مليون دولار، من المنتظر أن تزداد الصورة الإيجابية التي وفرتها لنا هذه الدفعة وضوحاً في أعقاب طرح الدفعة الثانية من السندات و التي تتضمن سندات خزانة لأجل 5 و 7 سنوات للمزايدة و هي الدفعة البالغ قيمتها 35 مليار دولار و التي من المنتظر طرحها الليلة..

و عن أهم الأحداث التي شهدتها فترة التداول الأسيوية فقد جاءت متنوعة بين الهبوط و الصعود حيث اتخذ ميزان التجارة الياباني الاتجاه الصاعد ليلة أمس ليسجل 69.0 مليار ين ياباني مثلت الفائض التجاري للبلاد و هو ما يشير إلى تحسن الفائض التجاري الياباني للشهر الثالث على التوالي. كان أبرز ما يشير إليه هذا الارتفاع هو تحسن الصادرات اليابانية بنسبة 1.9% (و هو الارتفاع للشهر الثاني على التوالي) و هو الانخفاض الذي جاء أقل من التوقعات حيث أشارت التوقعات إلى هبوط بنسبة 39.1% مقابل التوقعات التي شارت إلى 41-% و هو ما يشير إلى أن هناك بعض براعم التعافي التي بدأت في الظهور مؤخراً. من جهة أخرى، استمر قطاع الإنشاءات الأسترالي على نفس الحالة من الضعف على مدار الربع الأول من 2009 حيث جاءت قراءته أقل من التوقعات التي سجلت 3.7-%و هو ما يمكن أن يؤثر سلباً على قراءة الناتج الإجمالي المحلي الأسترالي التي من الممكن أن تشير إلى أن البلاد تمر بأعنف ركود منذ 1991.في نفس الوقت، تحسنت ثقة الأعمال في نيوزلندا لشهر مايو الجاري حيث ارتفعت القراءة بنسبة 1.9% مما يشير إلى تحول التطلعات الاقتصادية لنيوزلندا إلى التفاؤل على مدار الأشهر الـ 12 القادمة مقارنة بالتراجع الذي سجلته قراءة إبريل لثقة الأعمال النيوزلندية إلى 14.5-%. إضافةً إلى ذلك، من المتوقع أن تتحسن أوضاع الأعمال على مدار العام القادم مقارنة بالأوضاع المتردية لشهر إبريل التي سجلت تراجع بنسبة 3.8-%..

و على صعيد التوتر القائم في كوري الشمالية و ما تسببت فيه من اضطراب في المنطقة، شهدت فترة التدول الأسيوية العديد من التصريحات من أطراف متعددة معنية بالموقف هناك و التي كان من بين أهمها تصريحات كوريا الشمالية التي تشير إلى أن قبول كوريا الجنوبية للمشاركة في المبادرة الأمريكية لتوقيف السفن و الناقلات التي يشتبه في حملها لمعدات أو أدوات تستخدم في تصنيع أسلحة الدمار الشامل حيث اعتبرت كوريا الشمالية مشاركة نظيرتها الجنوبية في مثل هذه المبادرة إعلاناً للحرب عليها. كما أعلنت كوريا الشمالية استعدادها لتأمين عبور السفن و الناقلات من المياه الغربية مع إعلانه في الإذاعة الرسمية الاستعداد لإطلاق النار إذا ما تم استفزازها أو الهجوم عليه من جانب أي من الأطراف المعنية. جدير بالذكر أن أسواق المال فضلت تجاهل هذه الأخبار مع استمرار الضغوط التي تمنع شهية المخاطرة من الظهور على الساحة..

و عن أهم الأحداث التي تتصدر المفكرة الاقتصادية الأمريكية فتتمثل في مبيعات المنازل الكائنة بالولايات المتحدة و التي من المتوقع أن تظهر المزيد من إشارات التعافي و الاستقرار في سوق الإسكان الأمريكي حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع 1.8% مقابل الهبوط بنسبة 3.0-%. و لكن على الرغم مما سبق، من الممكن أن تسجل قراءة مبيعات المنازل الكائنة تراجعاً حاداً مع عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بسوق العمل و استمرار حالة الضعف التي تلازم البيانات الأساسية ذات الصلة بالإنفاق..

_____________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..