التصويت بالإجماع على سياسة التسهيل الائتماني (تقرير بوريس سكلوسبرج)

[التحليلات والأخبار]

التصويت بالإجماع على سياسة التسهيل الائتماني ببنك إنجلترا

أظهرت نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا التصويت بالإجماع لدعم سياسة التسهيل الائتماني حيث تحاول السلطات توظيف كل أداه من الأدوات المتاحة لديها لتنشيط الاقتصاد البريطاني الذي يحتضر.هذا وقد صوتت اللجنة بواقع 8 إلى 1 لخفض سعر الفائدة بـ 50 نقطة مع تأكيد بلانش فلاورز مرة أخرى على موقفه الحيادي وتصويته بخفض سعر الفائدة إلى أبعد من ذلك أي بـ 100 نقطة .

ويعتبر التحرك نحو سياسة التخفيف إشارة واضحة على أنه لم يعد لدى بنك إنجلترا الكثير من الأدوات فيما يتعلق ببروتوكول السياسة النقدية حيث لم تتحرك أسعار الفائدة من قبل تجاه معدل الفائدة الصفري كما يحدث الآن. وفي ظل هذه المستويات المنخفضة لأسعار الفائدة فمن غير المتوقع أن يؤدي المزيد من الخفض في سعر الفائدة إلى الأثر التحفيزي المرجو، مما دفع السيد كينج محافظ البنك وأعوانه إلى اللجوء إلى سياسة التخفيف باعتبارها وسيلة لضخ السيولة و الائتمان في الأسواق.

ويكمن الخطر في أثار هذه السياسة حيث يُتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم، حيث يقوم البنك بضخ مليارات من الجنيهات في النظام المالي. كما ينبغي الإشارة إلى قراءات مؤشر أسعار المستهلكين الصادرة بالأمس والتي جاءت بأكثر مما كان متوقعا مما يشير إلى أنه على الرغم من الانخفاض الحاد في معدل الطلب إلا أن ضغوط الأسعار مازالت مستمرة في النظام الاقتصادي بالمملكة المتحدة والتي تفاقمت بسبب الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه الإسترليني خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

ومع ذلك، قررت اللجنة اتباع سياسة التسهيل الائتماني حيث تفاقمت المشاكل الاقتصادية مما دفع بالاقتصاد البريطاني إلى أسوأ حالة كساد منذ السبعينيات. وإذا نجحت هذه المغامرة فستكون المملكة المتحدة هى الأولى من مجموعة الدول السبع العظمى التي ستنجح في الخروج من هذا التباطؤ الاقتصادي العالمي ، وهذه الخطوة من شأنها رفع زوج (الجنيه الإسترليني/ دولار) وكذلك تخفيف أثار ضغوط الأسعار.

تم بيع الإسترليني بدرجة كبيرة قبل صدورهذه الأنباء مما أدى إلى انخفاض الإسترليني بما يقرب من 200 نقطة حيث توقع المتداولون تحولاً كبيراً في سياسة البنك. وستستمر الضغوط الواقعة على العملة لبقية اليوم نتيجة لاستيعاب السوق لتلك الأنباء، ولكن يبدو أن مستوى الدعم عند 1.4000 يمتاز بالقوة نسبياً مما سيؤدي إلى اصطياد بعض الصفقات المربحة ، ونحن نشك في أن ينخفض الزوج اليوم دون هذا المستوى بكثير.

وعلى المدى الطويل، يعتبر الرهان الأساسي بين مشتري وبائعي الجنيه الإسترليني أحد العوامل التي تقاوم انخفاض قيمة الإسترليني. وإذا أدى مضي البنك قدماً في سياسة التسهيل الائتماني إلى استقرار الاقتصاد بالمملكة المتحدة وانعاش قطاع الخدمات الراكد، فسيرتفع الجينه الإسترليني بغض النظر عن التوسعات الأخرى في الموازنة العامة للدولة. ولكن إذا ظلت معدلات الطلب عند مستوياتها المنخفضة في حين استمرت قراءات مؤشر أسعار المستهلكين بالقرب من المعدل السنوي عند 3%، فسيتعرض زوج (الإسترليني/ دولار) بلا شك إلى ضغوط بيع حيث سينظرالمتداولون إلى إعلان اليوم على أنه ليس أكثر من مجرد ممارسة للتخفيف وتخفيض قيمة العملة. ومن هنا يتضح لنا أن المتداولون سينصب اهتمامهم في الأشهر المقبلة على البيانات الاقتصادية على المستوى الجزئي بالمملكة المتحدة وهم في حالة ترقب لمشاهدة أي علامات للتحسن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المصدر:GFTForex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي