هل سيسفر اجتماع مجموعة الدول السبع عن جديد؟

تلقت الأسواق ضربة في المراحل الأخيرة من جلسة أمريكا الشمالية نتيجة للتقارير التي أوضحت أن أن إدارة أوباما تناقش خطة دعم الرهون العقارية لخوض المعركة المقبلة لإعادة تنشيط أسواق الائتمان. ويقال أن المخطط الجديد ينتهج نهجا مختلفا قليلاً حيث أنه يسعى إلى مساعدة أصحاب المنازل قبل أن يتخلفوا عن الإيفاء بالديون العقارية الخاصة بهم. حيث تقدم البرامج الحالية مساعدات للمقترضين المتخلفين بالفعل عن الإيفاء بالديون فقط. وعلى الرغم من ضئالة التفاصيل وعدم وجود أي تصريحات من السلطات تقبلت الأسواق النهج الجديد حيث استعادت وول ستريت الكثير من الخسائر التي حققتها لتغلق دون أي تأثير يذكر، كما خفت ضغوط العزوف عن المخاطرة في أسواق العملات الأجنبية. كما نجا مؤشر أستاندرز أند بورز من محاولة أخرى عند مستوى 800 ، ونحن في حاجة إلى قليل من الصبر.

وتستمر البيانات الأوروبية في الإشارة إلى التباطؤ الحاد لاقتصاد المنطقة مع انكماش الاقتصاد الإسباني بأسرع وتيرة منذ 15 عام. ومع ذلك لم يكن هذا الانكماش بالسوء الذي توقعه بنك أسبانيا حيت توقع انكماش الاقتصاد بنسبة 1.1%. وجاء الدور اليوم على كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وتشير التوقعات إلى احتمال حدوث تدهور بشكل أكبر من إسبانيا. ووفقا لوكالة موديز للتصنيف الليلة الماضية أشارت إلى أن التصنيف الائتماني لإسبانيا وإيرلندا على وشك الانخفاض بين الدول الـ 18 والتي تأخذ تصنيف AA من قبل الوكالة. كما أطلقت الوكالة على كل من إسبانيا وأيرلندا " دول سريعة التأثر" ، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة " دول مرنة"، أما بقية الدول متضمنة ألمانيا وكندا " دول مقاومة ". علاوة على ذلك، يحاول اليورو إثبات مرونته تجاه العديد من الضغوط السلبية والتي نتجت إلى حد ما بفعل عوامل خارجية ، ولكن يبدو أن مستوى 1.2700 -30 مستوى دعم حاسم على المدى القريب.

وخلافاً لما حدث في الولايات المتحدة، لم تكن هناك مفاجأت ساره في نيوزيلندا حيث انخفضت مبيعات التجزئة بنيوزيلندا لشهر ديسمبر بنسبة 1% مقابل توقعات السوق بانخفاض قدره -0.7% وكذلك مقابل انخفاض بنحو 0.6% على أساس ربع سنوي عن ثلاثة أشهر. ويعد هذا التراجع هو الانخفاض للربع الخامس على التوالي، وانخفاض لأول مرة منذ مارس 1997. وتشكل هذه البيانات الصادرة مؤخراً ضغوطاً على البنك الاحتياطي النيوزيلندي لخفض معدل الفائدة مرة أخرى في اجتماعهم المقبل في 12 من مارس.

أصبح الوضع أفضل اليوم حيث كانت تثار مخاوف قبل ذلك اليوم من رفض أوقبول خطة التحفيز الأخيرة من قبل البرلمان حيث وافق السيناتور المستقل اليوم الذي كان معارضا على الخطة وبالتالي مررت التشريعات. وتعد هذه الخطة التي تقدر بـ 42 مليار دولار أسترالي أكبر خطة على الاطلاق تم تقديمها في أستراليا، كما أنها تقدر بـ 2% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي في عام 2009 و1.3% في عام 2010. علاوة على ذلك ، تعتقد وزارة الخزانة بأنها سوف ترفع النمو بشكل عام بنسبة 0.5% هذا العام وبنسبة 0.75% في عامي 2009 -2010. وعقب الإعلان بوقت قصير، صرحت وكالة أستاندرز أند بورز بأن خطة التحفيز الاقتصادي لن تؤثر على التصنيف الائتماني للدولة وأقرت التصنيف عند AAA. هذا وقد كان رد فعل الدولار الأسترالي لهذه التطورات بطئ .

يجتمع وزراء مالية مجموعة الدول السبع العظمى في روما اليوم على الرغم من احتمال ألا يكون الموضوع الرئيسي للنقاش اليوم هو الفوركس. كما صرح وزير المالية الياباني بأنه لا ينوي الحديث عن قضايا العملات في الاجتماع اليوم، كما قال أخرون بأن مسألة الصرف الأجنبي من المحتمل أن تناقش من منظور أوسع في إطار الوضع الاقتصادي العالمي المتدهور. وفي آخر اجتماع للمجموعة الدول السبع العظمى ، أصدرت المجموعة بياناً يشير إلى أن التذبذبات الكبيرة والتحركات غير المنتظمة في سوق العملات من المحتمل أن يكون لها آثارسلبية على الاستقرار المالي والاقتصادي. علاوة على ذلك، ذكر الاجتماع الطارئ عقب انهيار "ليمان" التذبذبات المفرطة في سعر صرف الين الياباني، ومن المتوقع ألا يذكر هذا الموضوع هذه المرة (خاصة إذا شاهدنا نطاق التداول لزوج (الدولار/ين ياباني) خلال الشهر الماضي). ومع ذلك، يجب توخي الحذر من أية تصريحات على هامش الاجتماع حيث يمكنها أن تضفي بعض التذبذبات في السوق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: SAXO Bank

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي