ورشة عمل موجات اليوت

[km3]

نقل لترجمة كتاب (مبدا موجات إليوت) للكاتب روبرت بريشتر

ترجمة الاستاذ منذر تيسير مرجي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المفهوم الرئيسي

في كتابه (نظرية إليوت : تقيم نقدي) ، كتب المؤلف هاملتون بولتون هذة الإفتتاحية:

" عندما مررنا خلال بعض أكثر المناخات الأقتصادية الغير متوقعة ، والتي غطت الكساد العظيم ، الحروب الكبيرة ، وعملية إعادة البناء لما بعد الحرب والإنتعاش الذي تبعها ، فلقد لاحظت كم كانت نظرية أيليوت تتناسب مع حقائق الحياة كما هي ، وبالتالي فلقد إكتسبت هذة النظرية الكثير من الثقة ، لما فيها من حصة كبيرة من القيمة المبدئية."

إن نظرية الموجات (أو كما يسميه الكثيرون نظرية أيليوت أو نظرية موجات إيليوت) هو إكتشاف للعبقري (رالف نيلسون إيليوت) الذي وجد فيه أن السلوك الأجتماعي أو سلوك المجموعة من الناس ، يحدث ، ثم ينعكس ، في أنماط مميزة ، وقابلة للتحديد . وبإستخدام حركات سوق الأسهم ، وجد أن هذة الحركات المتقلبة في الظاهر هي حركات منسجمة إنسجام تام مع نظرية موجود في الطبيعة . ومن هذا الأكتشاف توصل إيليوت إلى طريقة رائدة في تحليل هذة الأسواق المالية ، عندما حدد 13 نوعاً من الحركات أو كما أسماها (الموجات) والتي تحدث وتتكرر في الأسواق من ناحية نمطها (شكلها) ولكن بالتأكيد لا تتكرر من ناحية مدتها الزمنية أو حجمها ! فلقد سمى أيليوت وعرٌف ووضح هذة الأنماط ، ثم وصف كيف تتحد مع بعضها لتكوين أنماط أكبر ، لها نفس التصميم ، وهذة الأنماط الأكبر أيضاً تتحد مع بعضها مكونة أنماط أكبر وأكبر ، وهكذا ! أي بإختصار ، إن نظرية الموجات كأنه (كاتالوج) لأنماط الحركات السعرية في السوق ، وفي أي مرحلة ممكن حدوث كل نمط .

ولقد إشتق إيليوت بأسلوب بحث علمي يعتمد على الملاحظة والتجربة مجموعة من القوانين ومجموعة من الإرشادات كوسيلة لتفسير حركات السوق. وقد وجد إليوت إن لهذة النظرية ، قيمة كبيرة وقدرة على توقع الحركات القادمة في السوق ، والأن أصبحت هذة النظرية وقوانينها وخطوطها الأرشادية تحمل إسم ( نظرية موجات إيليوت) .

[km3]

لمحة تاريخية

بالرغم من أنها أفضل وأدق أداة لتوقع حركات السوق ، إلا أن هذة النظرية لم تكن أصلاً أداة توقع ، بل هي وصف تفصيلي لتصرفات السوق . وبالرغم من ذلك إلا أنها تمنح قدراً هائلاً من المعرفة لمن يتعلمها ، عن سلوك السوق الحالي ، وبالتالي السيناريو المتوقع للحركة التالية .

والقيمة الأساسية لهذة النظرية الرائعة تكمن في أنها توفر سياق لتحليل الأسواق المالية ، وهذا السياق يوفر لنا قاعدة للتفكير المنضبط ، ومنظور واضح لمركز السوق الحالي والنظرة المستقبلية له. وأحياناً ، تكون دقتها في تحديد وتوقع التغير في إتجاه السوق تقريباً لا تصدق.

الكثير من نواحي السلوك الأنساني الجماعي تتبع نظرية الموجات ، ولكن تبقى الأسواق المالية هي الناحية التي يكثر ويشيع فيها تطبيقها ، وسبب لها شهرة واسعة. وبالتأكيد فإن السوق المالي هو أهم بكثير مما يبدو للمشاهد العادي له ، فالتغير الكلي في الأسعار هو مقياس مباشر للقدرة الأنتاجية الكلية للإنسان . وكون هذا المقياس له أنماط قابلة للتوقع لهو شيء سيغير العلوم الأجتماعية والأنسانية بشكل ثوري، ولكن سنترك هذا الموضوع لوقت لاحق.

وتنبع عبقرية رالف نيلسون إيليوت من عملية عقلية منضبطة بشكل رائع ، تمت خلالها دراسة عميقة لمؤشر داو جونز الصناعي ، والموشرات التي سبقتها ، بعمق وتناغم كافي لإنشاء مجموعة جديدة من المبادىء لم تكن تعرف للعالم وقتها (حتى منتصف الأربعينات من القرن الماضي) . في ذلك الوقت الذي كان موشر داوجونز يقاس بالمئات ، توقع أيليوت أن يمر السوق بصعود وإنتعاش كبيرين لعدة عقود من السنين ، وبحجم يفوق كل التوقعات ، في وقت كانت فيه الأغلبية العظمى من المستثمرين ترى أنه من المستحيل أن يتجاوز الداو القمة التي وصلها في عام 1929 ، وهبط منها بسبب (الكساد الكبير) المعروف.

وكما سنرى ، فإن توقعات مذهلة ، وبدقة هائلة ، قبل سنين من تحققها ، هي الظاهرة التي رافقت تطبيقات هذة النظرية الرائعة على مر السنين.

كان لإيليوت مجموعة من النظريات عن أصل ونشوء ومعنى هذة الموجات التي إكتشفها ، والتي ستقدم بتوسع في الدروس من 16 إلى 19 . وحتى ذلك الحين ، يكفى أن نقول أن الأنماط التي سنراها في الدروس من 1 إلى 15 قد صمدت أما إمتحان الزمن ، وأظهرت صحتها .

إن معظم حالات عدم التأكد التي تصاحب النظرية ، يمكن التخلص منها بإستخدام رسم (شارت) حسابي وأخر شبه لوغاريتمي ، وبإتباع وتذكر القوانين والأرشادات التي وضعها أيليوت بنفسه لمن يطبق النظرية، والتي سنناقشها في هذة الدراسة ، أهلا بك في عالم إيليوت .

[km3]

المعتقدات الاساسية للنظرية

تعتقد نظرية الموجات ، أن كل حركة في السوق تكون 1. نتجت عن معلومات لها معنى مهم ، وبنفس الوقت 2. تُنتج معلومات مهمة. فكل عملية ، تدخل في صناعة السوق ، وتنتقل معلوماتها للمستثمرين الأخرين ، مما يجعلها جزء من السلسلة التي تؤثر في سلوك المستثمرين الأخرين . هذة الحلقة من المعلومات تحكمها الطبيعة الأنسانية ، وبما أن هناك طبيعة أنسانية محددة ، فإن هذة العملية ستصدر أنماطاً مميزة ، وبما أن هذة الأنماط تتكرر ، فإن لمعرفتها قيمة كبيرة في التوقع المستقبلي.

في بعض الأحيان ، تعكس الأسواق ظروفاً وأحداثاُ خارجية ، لكن في أوقات أُخرى ، يكون السوق منفصل تماماً عما يظن الكثيرون أنه (أسباب حركة السوق). السوق ليس مدفوعاً بالسببية البسيطة التي نفترض وجودها في كل يوم من حياتنا ، وكذلك ليس السوق هو تلك الحركة الميكانيكية الدورية التي يقول البعض أنها محرك السوق. بل أن حركات السوق تعكس تقدماً أساسياً ذو بناء محدد.

وهذا التقدم يظهر لنا في شك (موجات) والموجات هي أنماط ذات حركات إتجاهية . وبتحديد أكثر الموجة هي أي من تلك الحركات النمطية التي تحدث بشكل طبيعي تحت نظرية المواجت ، وهي موصوفة في الدروس 1 – 9 من هذا المساق.

نمط الموجات الخمس

في الأسواق ، يأخذ التقدم في الأتجاه العام ، شكل الخمس الموجات ، كل منها لها تركيبة خاصة ، 3 من هذة الموجات وهي التي تسمى 1 ، 3 ، و 5 ، تكون فعلاً في الأتجاه العام وتؤثر في الحركة فيه ، وتقصل بين هذة الموجات الثلاث موجتين تعاكس الأتجاه ، وتسميان 2 و 4 كما يظهر في الشكل 1-1 . وبالتأكيد يظهر من الرسم المذكور ضرورة وجود الموجات المعاكسة للإتجاه العام (الموجات 2 و 4 ) حتى يحدث الأتجاه الرئيسي بشكل عام (أي لولاهما لكان الأتجاه العام حركة واحدة فقط).

الشكل 1-1 : النمط الأساسي للموجات الخمس

رالف نيلسون أيليوت لم يصرح بشكل محدد أنه لا يوجد إلا نمط واحد وهو الخمس موجات ، لكن بلا شك ، هذا هو واقع الحال. ففي أي وقت ، سيكون السوق في إحدى هذة الموجات الخمس ، من الحجم الأكبر ، في الأتجاه العام . ولأن نمط الخمس موجات هو المهيمن ، فإن كل الأنماط الأخرى تأتي تحته وكجزء منه.

[km3]

أنماط الموجات

هناك نمطين لتطور الموجات : 1. حركية ، و 2. تصحيحية. الموجات الحركية هي التي تكون على نمط الخمس موجات الذي ذكرناه من قبل ، بينما تتكون الموجات التصحيحية من 3 موجات أو ما قد يختلف عن ذلك حتى. والصيغة الحركية تكون موجودة أيضاً في داخل نمط الخمس موجات ، أي في الموجات 1 ، 3 ، و5 التي تتبع الصيغة الحركية في أنها : 1. تتكون من 5 موجات أصغر و 2. تتقدم في نفس الأتجاه العام للحركة ككل. بينما نقول عن الموجات 2 و 4 أنها تتبع الصيغة التصحيحية ، لانها تحقق فقط نوع من التصحيح النسبي للموجات الحركية ، أي أنها لا تتجاوز أن تكون جزء فقط من حجم الموجة الحركية التي تسبقها (ولا تتعداها بالحجم). ولذلك يجب أن نفهم أن هذين النوعين من الموجات (الحركية والتصحيحية) هما مختلفان تماماً عن بعضهما ، من ناحية الدور الذي تقومان به في السوق ومن ناحية التركيب الداخلي لكل منهما.

في كتابه الذي ألفه عام 1938 ، (نظرية الموجات) ثم في سلسلة المقالات التي كتبها في مجلة (العالم المالي) في عام 1939 ، أشار رالف نيلسون أيليوت إلى أن السوق المالي ، يتحرك وفق تناسق ، ووفق أنماط محددة ، تتكون من 5 موجات في الأتجاه العام ، تتبعها 3 موجات في الأتجاه المعاكس ، وبذلك تتشكل دورة السوق الكاملة المكونة من 8 موجات ، وهذة انمط الكامل من الخمس موجات ثم الثلاثة ، هو ما يوضحة الشكل 1-2.

الشكل 1-2 : الموجات الحركية الخمس متبوعة بالموجات التصحيحية الثلاث لتكوٌن دورة السوق الكاملة.

لذلك فإن الدورة الكاملة التي تتكون من 8 موجات هي في الحقيقة تتكون من مرحلتين مختلفتين تماماً ، الأولى هي المرحلة الحركية (والتي تسمى أيضاً: الخمسة) والتي يتم تسمية موجاتها بأرقام ، والثانية المرحلة التصحيحية (والتي تسمى أيضاً : الثلاثة) والتي تسمى موجاتها بالأحرف. أي أن التسلسل الموجي المكون من أي بي سي يصحح التكون الموجي المؤلف من الموجات 1 2 3 4 5 ، كما في الشكل 1-2 أعلاه.

عند نهاية الدورة الكاملة وموجاتها الثمان ، فإن دورة جديدة مشابهة ستولد ، وسيكون لها نفس التركيب الداخلي ، خمسة ثم ثلاثة ، ثم دورة ثالثة ، تبدأ بخمسة ، ومعها تكتمل الموجات الخمس من الحجم الكبير . والنتيجة هي كما يظهر في الشكل 1-3 ، منذ بداية الحركة وحتى القمة التي سميناها (5) .

الشكل 1-3 : الموجة الثالثة من الصعود تنهي كامل حركة الصعود من الموجات ذات الحجم الكبير ، ثم يبدأ السوق في الهبوط متوسط وطويل الأمد.

عند القمة التي تشكلها الموجة الخامسة يبدأ الهبوط ، الذي يكون الأن من الموجات الأكبر حجماً ،والذي سيتكون أيضاً من 3 موجات. وهذة الموجات الثلاث الكبيرة (تصحح) كامل الحركة التصاعدية للموجات التي قبلها. والنتيجة ستكون أيضا ، دورة كاملة من 8 موجات ، ولكنها أكبر من الدورة الكاملة التي كانت تتكون سابقاً في مرحلة الصعود ، كما يظهر في الشكل 3-1 ، وبالتالي ، تكون كل موجة حركية + الموجة التصحيحية التي تتبعها هي عبارة عن دورة كاملة من حجم أصغر (أي : الموجة 1+الموجة 2 تشكلان دورة كاملة ، وأيضاً الموجة 3+الموجة 4 تشكلان دورة كاملة ).

من الضروري عند النظر إلى الشكل 1-2 ثم الشكل 1-3 أن ندرك أن الشكل 1-3 لا يشكل فقط نفس الدورة التي يظهرها الشكل 1-2 بل ايضاً (نفس الدورة الكاملة) ولكن بتفصيل أكبر يوضح الموجات الصغيرة التي تتكون منها الدورة. أي ان الموجات 1 ، 3 ، و5 في الشكل 1-2 تتكون هي نفسها من 5 موجات من الحجم الأصغر. والموجات 2 و4 تتكون هي نفسها من 3 موجات . وبذلك نفهم أن الموجتان 1 و 2 في الشكل 1-2 لو فحصت (تحت المايكروسكوب) ستمثل نفس الشكل 1-3 الذي يظهر الدورة الكاملة. (أي أن الفرق الوحيد هو أن حجمها سيكون أصغر ، اما تصميمها الداخلي فهو نفسه).

[km3]

التصميم الكامل

بناء السوق المركب هذا ، يكون بحيث أن إثنتان من موجات درجة معينة (حجم معين ، حيث يعني أيليوت بكلمة الدرجة : الحجم) ، تُقسم إلى 8 موجات من الدرجة (الحجم) الأقل ، وهذة الثمانية موجات تقسم أيضاً إلى 34 موجة بنفس أسلوب التقسيم إلى 5 ثم 3 ، ثم 5 ثم 3 وهكذا. وبالتالي فإن نظرية الموجات يعكس الحقيقة بإن موجات كل درجة (حجم) في أي دورة ، تقسم دائماً إلى 5 و 3 موجات من الدرجة الأقل ، وبشكل آني ، تكوّن الموجات من الدرجة الأعلى ، وبذلك نستطيع إستخدام الشكل 1-3 لتوضيح موجتين ، أو 8 موجات ، أو 34 موجة ، إعتماداً على أي درجة (حجم) نحن نتكلم عنه.


الأن لاحظ بأنه : ضمن النمط التصحيحي الموضح في الشكل 1-3 ، الموجات (a) و(c) ، التي تشير إلى الأسفل تتكون من 5 موجات . وبنفس الطريقة الموجة (b) التي تُشير إلى الأعلى متكونة من 3 موجات هي a ، b وc. هذا البناء التركيبي يكشف نقطة حاسمة : الموجات الحركية لا تُشير إلى الأعلى دائماً والموجات التصحيحية لا تُشير إلى الأسفل دائماً.


إن نمط موجة محددة ، لا يحدد بإتجاهها المطلق ، ولكن بإتجاهها النسبي ، وعدا أربعة إستثناءات خاصة ، ستناقش لاحقاً في هذا الفصل ، يعتبر نمط الموجة أنه من النمط الحركي (الخمس موجات) ، إذا كانت هذة الموجة تسير بنفس إتجاه الموجة الأعلى منها درجة (الأكبر حجماً) ، ويعتبر النمط تصحيحياً (ثلاث موجات أو خلافُه) عندما تسير الموجة بعكس إتجاه الموجة الأكبر من درجة واحدة. مثلاً : لو نظرنا إلى داخل الموجة رقم 2 ، وقسمناها إلى الموجات الثلاث الأقل درجة، سنجد أن الموجتين (a) و(c) هي من النمط الحركي لانها تسير في نفس إتجاه الموجة 2 . بينما الموجة (b) هي من النمط التصحيحي لانها تسير في عكس إتجاه الموجة 2 . أي بإختصار تلك الحركة التي تسير مع الأتجاه العام من الدرجة الأكبر ، تٌقسم إلى 5 موجات والتي تعاكس هذا الأتجاه تٌقسم إلى 3 موجات.

مفاهيم أساسية

شكل 1-4 : دورة السوق الكاملة

إن ظواهر الشكل ، الدرجة ، والأتجاه النسبي ، توضح بمزيد من الشرح في الشكل 1-4 أعلاه. هذا التوضيح يعكس النظرية العام بأنه في أي دورة سوق ، الموجات ستُقسم حسب الجدول التالي.

[km3]

ارقام الموجات

عدد الموجات في كل درجة (حجم) :

الموجات الدافعة + الموجات التصحيحية = دورة كاملة

ففي أكبر درجة ستجد أن الموجات الدافعة عددها 1 ، والتصحيحية عددها 1 والدورة كاملة تتكون من موجتين :

1 + 1 =2


والتقسيم الأصغر بدرجة واحدة سيحوي :

5 + 3 = 8

والتقسيم الذي يليه بدرجة واحدة :

21 + 13 = 34

والتقسيم الذي يليه بدرجة واحدة :

89 + 55 = 144

وكما هو الحال مع الشكلين 1-2 و 1-3 في الدرس رقم 2 ، فالشكل 1-4 لا يلمّح إلى النهائية . فكما في السابق ، إنهاء 8 موجات لحد الأن (خمسة صاعدة و ثلاثة هابطة) تُكمل هذة الموجات الثمان دورة كاملة وتصبح أوتوماتيكياً أقسام من الموجات الأكبر منها بدرجة واحدة.

وطالما التقدم يستمر ، فإن عملية البناء إلى الدرجات (الأحجام) الأكبر في السوق ستستمر. وكذلك أيضاً عملية بناء الموجات التصحيحية المعاكسة في الأتجاه للموجات التي تبني الأتجاه العام ، تستمر ، وبدون نهاية. وبقدر ما يمكننا أن نحدد فإن كل موجة هي جزء من موجة أكبر منها وفي نفس الوقت هي ذاتها مكونة من موجات أصغر.

أيليوت نفسه لم يحاول تخمين لماذا الموجات تبنى على شكل 5 للتقدم و 3 للتصحيح ؟ بل أنه مجرد لاحظ أن هذا هو الذي يحدث. لكن هل من الضروري أن يكون الشكل هو 5 و 3 ؟ فكر في الموضوع وستجد أن هذا هو المتطلب الأدنى ، والطريقة الأكثر كفاءة لتحقيق لإنجاز كل من التقلب والتقدم الوجودان في السوق دائماً .

فموجة واحدة لا تسمح بالتقلب ، وبالتالي أقل عدد من الموجات لتكوين التقلب هو 3 ، ولتحقيق التقدم في إتجاه واحد رغم فترات التقلب يجب أن تكون موجات التقدم أكثر من 3 ، وبالتالي يكون أقل عدد لتكوين موجة تحقق تقدماً في السوق هو 5 ، ببساطة لتغطية مساحة أكبر من تلك التي غطتها الموجات الثلاث التي سبقتها. وبالرغم من أنه يمكن أن يكون عدد الموجات أكثر من ذلك إلا أن تركيبة 5-3 هي الأكثر كفاءة ، والطبيعة عادة ما تتبع الطريق الأكثر كفاءة.


الأختلافات عن الفكرة الرئيسية

كانت نظرية الموجات ستكون سهلة التطبيق جداً ، لو كانت الفكرة الرئيسية المذكورة أعلاه ، تمثل الوصف الكامل لسلوك السوق. ولكن على أي حال ، العالم الحقيقي ليس بهذة البساطة ، لحسن الحظ أو لسوء الحظ. ومن الأن وحتى الدرس 15 ، سنقوم بوصف كيفية حركة السوق في الواقع ،وهو ما أراد أيليوت أن يقوم به ، ونجح تماماً في ذلك.

درجات الموجات

كل الموجات يمكن تصنيفها بالحجم النسبي ، أي ما أسماه أيليوت : الدرجة. ولقد عرّف أيليوت تسعة درجات للموجات ، من أصغر إلتواء على الرسم البياني (الشارت) للساعة ، إلى الموجة الأكبر التي أستطاع إفتراضها في ظل المعلومات التي كانت متوفرة له وقتها. ولقد حدد الأسماء التاليه للموجات من الأكبر إلى الأصغر :

1.الدورة الكبرى العظمى.
2.الدورة الكبرى.
3.الدورة.
4.الرئيسية.
5.المتوسطة.
6.الصغيرة.
7.الدَقيقة.
8.الدُقيقة.
9.ما تحت الدُقيقة.

ومن المهم جدا أن نفهم أن هذة التسميات تشير إلى الدرجات القابلة للتحديد والتعريف. مثلاً ، عندما نتكلم عن السوق الأمريكي للأسهم وصعوده منذ عام 1932 ، نتكلم عن دورة كبيرة (الدرجة رقم 2 من الدرجات أعلاه) . والتي يمكن أن تقسم كالتالي:

1932-1937 الموجة الأولى (1) من الدورة
1037-1942 الموجة الثانية (2) من الدورة
1942-1966 الموجة الثالثة (3) من الدورة
1966-1974 الموجة الرابعة (4) من الدورة
1974- ؟؟؟؟ الموجة الخامسة (5) من الدورة

وهذة الموجات الخمس من درجة (الدورة) تُقسم إلى موجات من الدرجة (الرئيسية) ، والموجات الرئيسية تقسم إلى موجات من الدرجة (المتوسطة) ، والموجات المتوسطة تقسم إلى موجات من الدرجة (الصغيرة) ، وهكذا.

بإستخدام هذة الأسماء التعريفية ، يستطيع المحلل ، أن يعرف بالضبط ، موقع أي موجة ، في التعاقب العام للسوق ، تماماً كإستخدام خطوط الطول والعرض للتعرف على المواقع ، على الكرة الأرضية.

فمثلاُ القول أن : " مؤشر داو جونز الصناعي ، هو في الموجة (الدقيقة) 5 ، من الموجة (الصغيرة) 1 من الموجة (المتوسطة) 3 ، من الموجة (الرئيسية) 5 ، من (الدورة) 1 من (الدورة الكبرى) 5 ، من (الدورة الكبرى العظمى) الحالية ، يعني أن نميز نقطة محددة على طول التعاقب الموجود في تاريخ السوق.

[300]

أستاذ KM3
ماشاء الله عليك
رحم الله والدينك وادخلهم فسيح جناته
مجهود رائع
في انتظار مزيد من هذه روائع
اتمنى نستطيع وضع اسئله على هذا شرح
اكمل ربي يوفقك

[km3]

الدرجة (الحجم)

عند عد وتسمية الموجات بالأرقام والأحرف كما تعلمنا ، فإننا نوصي بالجدول التالي لتمييز درجات الموجات في تعاقب سوق الأسهم المالية.

جدول 1-1 : درجات الموجات وطريقة تسيمتها

إن الشكل الأكثر رغبة لعالم أو باحث هو شيء مثل : 11 ، 12 ، 13 ،14 ، 15 ... إلخ. مع تسميات ثانوية تدل على الدرجة ، لكنه سيكون ككابوس ، عند قرأءة مثل هذا الترقيم على الرسم (الشارت).


يُستخدم الجدول 1-1 أعلاه ، كوسيلة للتميز بين درجات الموجات ، وهناك وسيلة أُخرى تستخد كوسيلة فعالة لتييزها ، وهي إستخدام الألوان على الرسم البياني (الشارت).


في مصطلحات أيليوت ، التي إقترحها لتسمية درجات الموجات ، نجد أن هناك درجة تسمى (الدورة) ، ومن المهم أن نفهم أنه لم يقصد بها ما نفهمه عندما نسمع (الدورة الأقتصادية) أو دورة الأعمال، أنما هي فقط إحدى درجات الموجات ، فقط لا غير.

نفس الشيء يمكننا أن نقوله عن مصطلح (الدرجة الرئيسية) الذي تم إستخدامه قبل إيليوت من قِبل علماء الداو بحرية في عبارات مثل (تحول بدرجة رئيسية) و (سوق صاعدة رئيسية) . (ملاحظة: نظرية داو في تحليل الأسواق المالية أقدم من نظرية إيليوت بحوالي 40 سنة) .


ويرى المؤلفان أنه ليس من الملزم إستخدام هذة التسميات التي إقترحها إيليوت ، لكن ، لقد أصبحنا مرتاحين لها ونعرفها تماماً.


إن التعريف الدقيق لدرجة الموجة وقت حدوثها (وليس بعده) ، هو أحياناً أحد السمات الصعبة لنظرية الموجات. والسبب الرئيسي لهذة الصعوبة هي ان درجة الموجة لا تعتمد على سعر معين أو طول الفترة الزمنية التي تمر بها . فالموجات تعتمد على (الشكل) والذي هو وظيفة لكل من السعر ، والزمن ، معاً. إن درجة الشكل تحدد بنائاً على حجم هذا الشكل ، و موقعه من الموجات الأخرى ، القريبة والمطوّقة ، لهذا الشكل.


هذة النسبية هي إحدى سمات نظرية موجات إيليوت ، والتي تجعل تحديد الموجات ودرجاتها وقت حدوثها بمثابة تحد فكري ، لمن يطبق هذة النظرية. ولحسن الحظ فإن التحديد الدقيق للدرجة ، ليس له علاقة في الأغلب ، بالتوقع الناجح ، لان الدرجة النسبية تهمنا أكثر. سمة أخرى فيها نوع من التحدي ، وهي تنوع الأشكال ، والتي سيتم مناقشتها في الدرس رقم 9 من هذا المساق.

[km3]

وظيفة الموجة

تخدم كل موجة إحدى وظيفتين : فعل أو رد فعل . وبشكل محدد أكثر ، الموجة إما أن تكون سبباً في تقدُم الموجة الأكبر منها ، أو سبباً في مقاطعة هذا التقدم. إن وظيفة كل موجة تُحدد بإتجاهها النسبي ، فالموجات الحركية هي التي تتحرك بنفس إتجاه الموجة الأكبر منها (بدرجة واحدة)، أما الموجات التصحيحية فهي تلك التي تتحرك في عكس هذا الأتجاه .

والموجات التي تخدم وظيفة (الفعل) هي الموجات المرقمة بالأرقام الفردية والأحرف. بينما الموجات التي تخدم وظيفة (رد الفعل) هي الموجات المرقمة بالأرقام الزوجية والأحرف. وبالتالي ، كل موجات (رد الفعل) تتطور في النمط التصحيحي ، ولكن لو كانت كل موجات (الفعل) تتطور بشكل النمط الحركي (الخمسة موجات) لكان ليس هناك أي داعي للتسميات المختلفة.

بالتأكيد ، أغلب الموجات التي تخدم (الفعل) تُقسم إلى خمس موجات ، ولكن ، الأقسام التالية من هذا المساق ، ستكشف أن بعضها قد يتطور في النمط التصحيحي. وبعمنى أخر : قد تُقسم إلى 3 موجات أو حتى ما يختلف عن ذلك.

إن المعرفة التفصيلية والعميقة ، لأنماط التشكيل ، مطلوبة ، قبل أن يتمكن الواحد منا ، من التمييز بين الموجات التي تخدم الفعل وتلك التي تمثل النمط الحركي ، والفرق بينهما ما يزال غامضاً في هذا النموذج الذي نتكلم عنه. (ملاحظة: المقصود هنا أنه في الأغلب الموجات التي تخدم (الفعل) تكون على النمط الحركي : 1 2 3 4 5 ، ومع أن هذا صحيح بنسبة 90% إلا أنه ليس صحيح دائماً ، فقد تكون هناك موجات تخدم الفعل ولكنها لا تتكون من خمس موجات 1 2 3 4 5 ، بل قد تتكون من مثلث أو من 3 موجات فقط ، او غير ذلك ، وهذا ولو أنه قليل الحدوث إلا اننا كمحللين للسوق المالي نجده يحدث في الموجات 5 و C من حين لأخر).

والفهم الشامل للأشكال وتفصيلاتها في الدروس الخمسة القادمة ، ستوضح لماذا قدمنا هذة المصطلحات إلى معجم إيليوت.

[km3]

الموجات الحركية

تُقسم الموجات الحركية إلى خمس موجات ، ولها بعض الخصائص وتتحرك دائماً في نفس الأتجاه ، مع الموجة الأكبر منها بدرجو واحدة ، وهي موجات بسيطة وسهلة نسبياً للفهم وللتحليل والتعرف عليها سهل عند تحليل السوق.

في الموجات التي تعبر عن الفعل ، الموجة 2 لا تصحح أكثر من 100% من الموجة 1 ، أبداً. وبنفس المنطق ، الموجة 4 لا تصحح أكثر من 100% من الموجة 3 ، وعلاوة على ذلك ، الموجة 3 تستهدف دائماً تقدما أكبر من ذلك الذي حققته الموجة 1. إن هدف الموجات (الفاعلة) هو أن تحرز تقدماً عن الموجات التي سبقتها ، وهذة القوانين تؤكد ذلك.

ولقد أكتشف إيليوت أكثر من ذلك حينما لاحظ أن الموجة 3 هي غالباً الأطول (عند قياس حجم الحركة بالسعر) ، ولا تكون أبداً هي الموجة الأقصر بين الموجات 1 ، 3 و 5 . وطالما أن الموجة 3 أطول من إحدى الموجتين 1 و 5 (وليس بالضرورة كلاهما) فإن ذلك سيكون مطابقاً لهذا القانون. وهذا ينطبق دائماً تقريباً ، عند إستخدام القاعدة الحسابية أو شبه اللوغاريتمية للرسم البياني (الشارت). هناك نوعين من الموجات الحركية : الموجات الأندفاعية ، والمثلثات القطرية.

الموجات الإندفاعية:

إن الموجة الحركية الأكثر شيوعاً هي الموجة الأندفاعية ، وفيها ، الموجة 4 لا تدخل المنطقة السعرية للموجة 1 (لا يوجد بينهما أي تداخل). وهذا القانون صحيح لكل الأسواق النقدية . أما أسواق المستقبليات ، بما فيها من رفع مالي هائل ، قد يحدث خلالها حركات سعرية متطرفة تكسر هذة القاعدة ، وحتى في هذة الأسواق لا يتم كسر هذة القاعدة إلا في المدى القصير ، وهو من الحالات النادرة. بالإضافة إلى ذلك فإن الموجات الثانوية 1 ، 3 ، و5 المكونة للموجة الأندفاعية هي موجات حركية أيضاً.

الشكل 1-2 و 1-3 و 1-4 ، كلها تصّور موجات إندفاعية ، في الموجات : 1 ، 3 ، 5 ، A و C. وكما ناقشنا في الفقرات السابقة فإن هناك فقط القليل من القواعد البسيطة لفهم الموجات الأندفاعية بشكل صحيح. وهذة سميت (قواعد) لانها قوانين تحكم كل الموجات الإندفاعية ، وهناك مجموعة أُخرى ، مثل القواعد ولكنها ليست حتمية ولا تحكم كل الموجات ، وهذة المجموعة لا تسمى (قواعد) بل تسمى : الخطوط الأرشادية.

والخطوط الأرشادية للموجات الأندفاعية تتضمن الإمتداد ، التقليم ، التناوب ، التساوي ، رسم القنوات ، الشخصية ، والعلاقات النسبية ، وهيتم نقاشها أدناه وحتى الدرس رقم 24 من هذا المساق.

القواعد لا يجب أن يتم تجاهلها مطلقاً ، ففي الكثير من سنوات الخبرة ، وعدد لا يحصى من الأنماط والأشكال ، وجد المؤلفان حالة واحدة فقط ، فوق درجة (الما تحت الدقيقة) التي كُسرت فيها هذة القواعد. بينما المحللون الذين يخترقون هذة القواعد بشكل مستمر ، لا يتبعون تحليل يعتمد على هذة النظرية ، بل ربما على نظريات أُخرى ، فهذة القواعد لها فائدة عظيمة علمياً في موضوع العد الصحيح للموجات ، كما سنكتشف في نقاشنا عن الأمتداد.

[km3]

الامتداد

معظم الموجات الإندفاعية ، تحتوي ما أسماه إيليوت : الإمتداد. الإمتداد هو عملية إطالة في حجم الموجة ، سببها أن الموجات الثانوية المكونة لها ، تكون أكبر من الحجم الدرجة) المفروض لها.

أغلب الموجات الأندفاعية ، تحتوي الإمتداد ، وتحويه في واحدة فقط من موجاتها الثانوية المكونة لها أي أن التمدد يكون في الموجة 1 أو 3 أو 5. وأحيانا تكون الموجات الثانوية المكونة للموجة الأندفاعية ، من نفس حجم الموجات الأربعة الأخرى ( من ناحية السعر والزمن) ، مما يعطي عًد موجات يبدو كأنه 9 موجات بدل 5. وفي هة السلسلة من الموجات التسع ، يكون في أحيان قليلة من الصعب أن نحدد أي من الموجات هي التي تحوي الأندفاع ، ولكن هذا التحديد غير مهم تحت نظرية إيليوت لان تسلل موجي مكون من 5 موجات أو من 9 له نفس المفهوم ، في التحليل الفني لموجات إيليوت. الشكل 5-1 يمثل التمدد ، وهو يوضح هذة النقطة أكثر.

الشكل 1-5 : التمدد وأنواعه

الحقيقة بأنّ الإمتدادات تحدث نموذجيا في واحدة فقط من الموجات الثانوية تزوّدنا بدليل مفيد عن الأطوال المتوقّعة للموجات القادمة. على سبيل المثال، إذا كانت الموجات الأولى والثالثة تقريباً متساويتين في الطول، فإن الموجة الخامسة من المحتمل أن تكون إندفاع مطوّل (إمتداد). (في الموجات الأقل درجةً من الموجات الرئيسية ، في حالة تطور إمتداد في الموجة الخامسة ، سيكون ذلك مؤكّداً بحجم تداول عالي جديد، كما وصف في درس 13 تحت موضوع "حجم التداول" ) بالمقابل، إذا حصل التمدد في الموجة 3 ، فإن الموجة 5 يجب أن تُبنى ببساطة وتُشبه الموجة 1.

في سوق الأسهم المالية، يكون التمدد في الأغلب ضمن الموجة 3. هذه الحقيقة من الأهمية بمكان في تفسير الموجة الحالية في السوق ، وقت حدوثها ، خصوصاً عندما نعتبرها مرتبطة مع إثنتان من قواعد موجات الإندفاع:1. أن الموجة 3 لا تكون أبداً الأقصر بين الموجات 1 ، 3 و 5. و 2. أن الموجة 4 لا تدخل المنطقة السعرية للموجة 1.

للتوضيح، دعنا نفترض حالتان تتضمّنان موجة متوسّطة غير صحيحة، كما صوّر في الشكل 1-6 والشكل 1-7.

في الشكل 1-6، الموجة 4 تداخلت مع قمة الموجة 1. في الشكل 1-7، الموجة 3 أقصر من موجة 1 وأقصر من موجة 5. وفقا للقواعد التي تلكمنا عنها، فكلا الترقيمين مرفوض. وحالما يثبت أن الموجة التي تظهر على أنها 3 ، غير مقبولة بنائاً على القواعد ، يجب فوراً إعادة الترقيم بما يتناسب مع القواعد التي سبق ذكرها ، وفي الحقيقة، بشكل دائم تقريبا تتم إعادة الترقيم كما في الشكل 1-8، وهو يدلّ على أن الموجة الممتدة هي الموجة (3) . لا تتردّد في التعوًد على التعريف المبكّرة لأإمتداد الموجة الثالثة. التمرين والتدريب على قرأءة الموجات وتحديدها ، وتحديد الإمتداد فيها ، سيثبت لك أنه مفيد جداً، كما أنك ستفهم من مناقشة موضوع (شخصية الموجة) في الدرس 14. الشكل 1-8 ربما يكون أكثر دليل مفيد لحساب وترقيم الموجات الإندفاعية في هذا الفصل.

الإمتدادات قد تحدث أيضا ضمن إمتدادات. في سوق الأسهم المالية، إذا كان الأمتداد في الموجة الثالثة ، فإن الموجة الثانوية الثالثة في داخلها ، تكون إمتداد أيضا، مما ينتج عنه حالة كما في الشكل 1-9. بينما الشكل 1-10 يصوّر إمتداد الموجة الخامسة الثانوية في إمتداد الموجة الخامسة. وعلى العموم فإن إمتداد الموجة الخامسة ، ليس شائعاً إلا في أسواق السلع وفي حالة الصعود ، كما سيتم مناقشته في الدرس رقم 28.

الشكل 9-1: تمدد الموجة الثالثة داخل تمدد الموجة الثالثة ، والشكل 1-10 يظهر نفس الفكرة لكن بالتطبيق على الموجة الخامسة.

[km3]

التقليم

إستخدم إيليوت كلمة (فشل) للوصف الحالة التي لا تستطيع فيها الموجة الخامسة تجاوز قمة الموجة الثالثة ، ونحن نفضل إستخدام تعبيراً أقل تلميحاً ، وهو (التقليم) (كتقليم أغصان الأشجار والنباتات ، بقص نهايتها) ، أو التعبير (موجة خامسة مقلمة). وهذا التقليم يمكن التحقق منه في حالة ملاحظة أن الموجة 5 قد أكملت الموجات الثانوية المكونة لها ، كما هو موضح في الشكل 1-11 و 1-12 ، والتقليم عادة ما يحصل بعد أن تكون الموجة 3 هي موجة قوية بشكل كبير.

الشكل 1-11 : التقليم (أو الفشل كما أسماه أيليوت) في السوق الصاعد . لاحظ فشل الموجة 3 في تخطي أعلى سعر للموجة 5.

الشكل 1-12: الحالة العكسية : التقليم في السوق الهابط

تزوّدنا سوق الأسهم المالية الأمريكية بإثنان من أمثلة الدرجة الرئيسية كانت فيهما الموجة الخامسة (مقلمة) أو (فشلت) في تجاوز الموجة الثالثة ، منذ 1932. الحالة الأولة في شهر أكتوبر/تشرين الأول 1962 في وقت الأزمة الكوبية (الشكل 1-13) ، والذي تلى إنهيار السوق الذي حدث في الموجة 3. الحالة الثانية حدثت في نهاية السنة في 1976 (الشكل 1-14). والذي تلى الإرتفاع القوي والصعود الكبير للموجة (3) الذي حدث من أكتوبر/تشرين الأول 1975 إلى مارس/آذار 1976.

الشكل 1-13 : حالة تقليم في السوق الهابط على مؤشر الداو جونز في عام 1962.

الشكل 1-14 : حالة تقليم في السوق الصاعد لمؤشر الداو جونز في عام 1976.

[km3]

المثلث القطري

إن المثلث القطري هو نمط حركي لكنه ليس موجة دافعة ، كما أن له خاصية أو إثنتان من خصائص الموجات التصحيحية. وتكون المثلثات القطريّة بديلاً للموجات الدافعة في مواقع معيّنة في تركيب الموجة. كما هو الحال مع الموجات الدافعة ، لا يمكن للموجة الثانوية التي تمثل (رد فعل) أن تصحح الموجة السابقة التي تمثل (الفعل) بالكامل ، والموجة الثالثة لا تكون الأقصر أبداً. على أية حال، إن المثلثات القطريّة هي التشكيل الوحيد المكون من خمس موجات ، في الأتجاه العام ، الذي نجد فيه الموجة 4 تدخل في النطاق السعري للموجة 1. في مناسبات نادرة ، فإن المثلث القطري قد ينتهي بـ (تقليم) ، بالرغم من أن في تجربتنا مثل هذا التقليم يحصل بفارق بسيط عن قمة الموجة 3.

المثلث القطري النهائي

المثل القطري النهائي هو نوع خاص من الموجات الذي يحدث بشكل رئيسي في الموجة الخامسة ، في الأحيان التي يمكن وصف التحرّك السابق لها (الموجة 3) بأنه ذهب "سريع جدا بعيد جدا " كما وصفه إيليوت بهذة الكلمات بالذات. وهناك نسبة مئوية صغيرة جدا للمثلث القطري النهائي تظهر في الموجة C في الثلاثات المزدوجة أو الثلاثية (وهي من أنواع التصحيح و ستغطى في الدرس 9)، وتظهر هذة المثلثات في الأنماط المذكورة فقط كموجة C الأخيرة في هذة التشكيلات. في كلّ الحالات، توجد المثلثات القطرية النهائية عند نقاط إنتهاء الأنماط الأكبر، مما يشير إلى إعياء في الحركة الأكبر.

والمثلثات القطرية النهائية تأخذ شكل (وتد) ضمن تقارب خطين، وبين الخطين ، تصبح كل موجة ثانوية مقسمة إلى 3 موجات وليس 5 ، بما في ذلك الموجات 1، 3 و5، والتقسيم إلى "ثلاثة " هو فيما عدا ذلك ظاهرة موجة تصحيحية. إن المثلث القطري النهائي موضّح في الأشكال 1-15 و1-16 ومعروض في موقعه المثالي في الموجات الأندفاعية الأكبر.

الشكل 1-15 و 1-16 : الموجة 5 على شكل مثلث قطري نهائي

لقد وجدنا حالة واحدة فيها خطوط حدّ هذا النمط قد تباعدت ، مما يؤدي إلى وتدّ توسّع بدلا من وتد يتقلّص. على أية حال، هذة الحالة غير مرضية بشكل تحليلي فني لأن موجتها الثالثة كانت موجتها الأقصر، بالإضافة إلى أن كامل التشكيل كان أكبر من الوضع الطبيعي، وكان هناك تفسير آخر محتمل، إن لم يكن جذّاب. لهذه الأسباب، لذلك نحن لم نتضمّن هذة الحالة كإختلاف صحيح.

[km3]

القطريات

حدثت حالات المثلث القطري النهائي مؤخرا في الدرجة (الصغيرة) كما في عام 1978، في الدرجة (الدقيقة) كما في مارس/آذار - فبراير/شباط 1976، وفي درجة (ما تحت الدٌقيقة) كما في يونيو/حزيران 1976. الأشكال 1-17 و1-18 يوضحان إثنان من هذه الفترات، ويظهر الشكلان ، وضعين للنمط المذكور أحدهما في سوق صاعد والأخر في سوق هابط ، وهي أمثلة من "الحياة الواقعية". الشكل 1-19 يُظهر مثلثنا القطري المتوسع المحتمل ، وهو الحالة الوحيدة التي وجدناها على أرض الواقع. لاحظ أنه في كل حالة، فإن تغيير مهم في الأتجاه يتبع هذا النمط.

الشكل 1-17 : مثلث قطري نهائي على رسم (شارت) مؤشر الداو جونز اليومي

(حالة السوق الصاعد)

الشكل 1-18 : مثلث قطري نهائي على رسم (شارت) مؤشر الداو جونز اليومي (حالة السوق الهابط)




الشكل 1-19 : مثلث قطري متسع ، على رسم الداو جونز. لم يؤكد المؤلفان هذة الحالو على أنها مثلث متسع ، بل قالوا فقط أنها (إحتمال) أن تكون مثلث قطري متسع.

بالرغم من أن الأشكال 1-15 و1-16، لا تظهر ذلك ، إلا أن الموجات الخامسة من المثلثات القطريّة تنتهي في أغلب الأحيان بـ (رمية زائدة) وبمعنى آخر: كسر قصير لخط الأتجاه ، الذي يصل بين نقاط قمة الموجتين 1 و 3. الأشكال 1-17 و1-19 تُظهر أمثلة من الحياة الواقعية. وبينما يميل حجم التداول إلى التقليل مع تقدم المثلث القطري من الدرجة الصغيرة ، إلا أن هذا النمط ينتهي دائما بحجم تداول عالي نسبيا عندما تحدث الـ (رمية الزائدة). في مناسبات نادرة، الموجة الخامسة الثانوية ستخفق في الوصول إلى خط الأتجاه المقاوم لها.

يعتبر المثلث القطري المتصاعد مؤشر على هبوط السوق بعد المثلث ويتلوه عادة هبوط حاد يصحح ويعود على الأقل إلى المستوى حيث بدأ المثلث. وبنفس المنطق فإن المثلث القطري الهابط ، هو مؤشر على صعود السوق بعد المثلث، مما يسبب دفعة صاعدة حادة عادة.

إمتدادات الموجة الخامسة، والموجات الخامسة (المقلمة) ، والمثلثات القطرية النهائية ، كلها تدل على نفس الشيء: هناك إنعكاس مثير في الأتجاه أمامنا (على وشك الحدوث). في بعض نقاط التحوّل، يظهر حدوث إثنان من هذه الظواهر سوية في درجات مختلفة، مما يصنع (مركب) يدل على عنف الحركة القادمة في الإتّجاه المعاكس.

[km3]

المثلث القطري القيادي

عندما تحدث المثلثات القطريّة في الموجة 5 أو سي ، فإنها تأخذ الشكل 3-3-3-3-3 لذي وصفه إليوت. على أية حال، إكتُشف مؤخرا إختلاف عن هذا النمط يظهر من حين لآخر في الموجة 1 من الموجات الدافعة وفي الموجة A من الموجات التصحيحية. فالتداخل المميز بين الموجات 1 و 4 وتقارب خطوط الإتجاه على شكل وتدّ هما تماماً كما في المثلث القطري النهائي ، إلا أن الموجات الثانوية مختلفة، فهي تتبّع النمط 5-3-5-3-5. تركيب هذا التشكيل (الشكل 1-20) يلائم روح نظرية موجات إيليوت في أن الموجات الثانوية التي تكون في نفس إتجاه الموجة الأكبر ، توصل لنا رسالة "إستمرار" مقابل رسالة "إنهاء" التي تعطينا إياها الموجات الثانوية في المثلث القطري النهائي. المحلّلون يجب أن يكونوا مدركين لهذا النمط لتجنّب الخلط بينه وبين تركيب أكثر شيوعاً بكثير وهو سلسة من الموجات 1 و 2 المتتابعة.

والمفتاح الرئيسي لتمييز هذا النمط التباطؤ الحازم لتغير السعر في الموجة الثانوية الخامسة بالمقارنة مع الموجة الثانوية الثالثة. فبالعكس من ذلك، في التركيب الذي يحوي سلسلة من الموجات الأولى والثانية ، تزداد سرعة تغير السعر في المدى القصير، وكذلك مدى التداول (أي عدد الأسهم أو المؤشرات الثانوية المشاركة في حركة السعر) يتوسّع في أغلب الأحيان.

الشكل 20-1 : المثلث القطري القيادي في الموجة A

الشكل 1-21 يعرض مثال واقعي للمثلث القيادي ، وهذا النمط لم يتم إكتشافه من قِبل رالف نيلسون إيليوت ، ولكن تم إكتشافه بعد إيليوت ، وقد ظهر في عدد كبير من المرات ، وعلى مدى زمني كافي لكي يجعلنا مقتنعين بصلاحيته.

الشكل 1-21 : مثلث قطري قيادي على شارت الساعة لمؤشر الداو جونز