النتائج 1 إلى 3 من 3
- 20-01-2006, 05:41 PM #1
البورصة : للنخبة أم للجميع ؟ ( 1 ) - أيمن بارود
البورصة : للنخبة أم للجميع ؟ ( 1 )
وعدت منذ فترة غير وجيزة قراء موقع " بورصة إنفو " بالاجابة عن هذا السؤال ، وكنت في
كل مرة أفكر فيه أؤثر التأجيل ، ليس فقط رغبة في تقديم ما هو أكثر أهمية ، بل أيضا رغبة عن ولوج باب يودي بطارقه الى شعاب قد تكثر من خصومه .
أنا أعرف جيدا أن مقدمي خدمة التجارة في البورصة وفي سوق العملات ( الفوركس ) - أو أكثرهم على الأقل - يعملون على إقناع كل من يصادفون في طريقهم للإقبال على هذه التجارة ، وإغرائه بكونها أفضل أنواع التجارة على الإطلاق ، وإن هم أبرزوا المخاطر فإنما خضوعا لأحكام القانون ، لا غيرة على مصلحة العميل .
أنا اعرف أن بعض هذه الشركات باتت تستعمل خبراء في الدعاية لتعريف أوسع جمهور ممكن على مبادئ هذه التجارة ، فإذا بهم يسمونها مصلحة ، ويبرزون سهولة تعلمها ، وسهولة ممارستها ، وسهولة الربح فيها . وإن هم توقفوا في برامجهم الدعائية لفاصل إعلاني ، فالفاصل هو في معظم الأحيان سلعة لا بد من تحقيق ثروة لشرائها ، مثل سيارة رياضية أو شقة فخمة في حي راق . هذا جزء من الطُعم بحيث ان الاقناع يصير سهلا : انت تمتلك مبلغا صغيرا من المال . لشراء السيارة أو الشقة ، أنت تحتاج لمبلغ كبير . ألمبلغ الكبير لا يمكن تكوينه الا من التعامل في البورصة إنطلاقا من المبلغ الصغير . نحن نعلمك وندربك على الطريقة ؛ يقول مقدم الدعاية .
إن ما ينقص هؤلاء المروجين في كلامهم هي كلمة صغيرة اسمها " قد " .
هم يقولون : نحن نعلمك مصلحة تستطيع منها تكوين ثروة .
كان عليهم أن يقولوا : قد تستطيع منها تكوين ثروة .
ولو قالوا ، لانخفض مباشرة عدد الزبائن الى النصف ، وكانت لتكون كارثة بالنسبة لهم.
هؤلاء قوم محنكون ، يعرفون موضع الوتر الحساس ، فيتعمدون الضرب عليه . أسمعهم فأفكر مباشرة بمسوقي البضائع في المخازن الكبرى . يرتبون البضائع التي تلفت نظر الاولاد في الرفوف السفلى من الخزائن ، على مستوى مناسب لعيون الأطفال ، وغالبا قرب صناديق الدفع . يتعلق الطفل بما يراه فتتحاشى أمه حرمانه منها ، إستحياء وخجلا من موظفة الصندوق التي ترميها بابتسامة تستعجل فيها قدومها اليها ، فتضم السلعة الى المشتريات ، وتدفع .
أنا أعرف ذلك وأتحفظ على بعض هذه التصرفات ، وأسعى على الدوام الى فصل الخيط الأبيض عن الأسود . أنا أوافق على بعض ما يقوله هؤلاء المروجون . هذا صحيح : قد يمكنك ، أخي القارئ ، تكوين ثروة مما انت قادم عليه ، ولكن ، قد يمكن أيضا - وبنسبة لا يستهان بها من الخطر - أن تفقد ثروتك الصغيرة .
حذار ، حذار ، لا تصدق كل ما يقال لك . كن حريصا لبيبا نبيها . تجارة البورصة - بما فيها الفوركس طبعا - قد لا تكون مؤهلا لممارستها . أنت وحدك يمكنك أن تقدّر ما تقوى عليه ، وما لا تقوى عليه . وفّ الموضوع حقه من التفكير والدرس .
- هل يعني أن تجارة البورصة لا تزال اليوم في عصر الانترنت للنخبة ولا علاقة للعامة فيها ؟
هل يعني انك حسمت الموضوع قبل البداية بالبحث ؟
هل هذا ما تريد أن تقوله لنا ؟
أكاد أسمع آلاف الأصوات المعترضة ، ومن ضمنها العشرات المتضررة الشاتمة !
- نعم ، أخي القارئ ، أنا أعني ما اقول . أرى الكثيرين مؤهلين لهذه التجارة ، وأرى الكثيرين أيضا غير مؤهلين لها .
أرى أن تجارة البورصة هي للنخبة ، لن أخفي قناعاتي ، ولكن نخبتي هي غير النخبة المتعارف عليها . النخبة التي أعترف بها لها مميزاتها ، وهي، هي وحدها المؤهلة لتعلم هذه التجارة ؛ وهي ، هي وحدها المرشحة للبراعة في ممارستها .
إن رغبت بالتعرف على نخبتي تابع قراءة البحث واسأل نفسك في آخر المطاف عما اذا كنت واحدا منها ؛ وإن لم ترغب ، فانصرف عن موضع لا شأن لك فيه لتوفرَ على نفسك جهدا ، وأقلع عن تجارة لم تولد لها فتوفرَ على جيبك خسارة . ( أقول هذا ، وأنا عارف أن الشتيمة ستكون من نصيبي من ناحية صيادي العملاء الباحثين عن رزقهم كيفما كان .. المعذرة .)
إنه لمن السائد عند العامة من الناس ، كما عند علية القوم منهم ، أن العمل في البورصة ، وامتلاك فنونها هو مدعاة للفخر والإعتزاز .
كم رجلا شمخ برأسه زهوا ، ورفع أنفه اعتزازا ، إن هو شاء الرد على سائل خطر له أن يستفسر منه عن نوع عمله ، فيقول : أنا أعمل في البورصة !
كم امرأة أغاظت امرأة ، إثارة لمشاعر الغيرة في نفسها ، باستعجالها الحديث عن الاعمال ، ووسائل الكسب ، فقط لتقول : أنا زوجي يعمل في البورصة !
البورصة ، البورصة ، البورصة ، يا لسحرها !
أنا أعمل في البورصة . أنا زوجي يعمل في البورصة .
هل يعني ذلك : أنا أعلى منك شأنا ، أو زوجي أعلى من زوجكِ شأنا ؟
هل العمل في البورصة يعني مباشرة : نحن نفوقكم مرتبة ونعلوكم قدرا ؟ هل يعني نحن من النخبة وأنتم من العامة ؟
سؤال جدير بالطرح ، وبالاجابة ، لكنه من الحرج بمكان .
حسنا لنأتِ الامرَ من باب آخر . لنقل : من هي النخبة ؟
لا يخفى أن البعض يرى في النخبة طبقة المتنفذين ، الممسكين بالثروات ، المصيبين للغنى ، القادرين المقتدرين ، الآمرين الناهين . هم في الغالب أولي الأمر وأصحاب القرار .
البعض الآخر يذهب في تحديده للنخبة بحصرها في طبقة من المؤهلين علميا ، باكتسابهم معرفة تبقى عصية على غيرهم من أبناء العامة ، وهم بذلك يوفرون لأنفسهم أسلوب حياة متميز يوصف عادة بالرفاه والترف . هؤلاء الممسكين إذا بمفاتيح المعرفة هم بنظر الجميع أقدر على بلوغ قمة ، وأبرع بتحقيق ثروة ، وأسرع في بلوغ هدف . هؤلاء إذا بحسب المفاهيم السائدة هم النخبة .
هل نسلم بهذا القول ونقبل بهذا المذهب ؟
هل يصح فعلا حصر النخبة بمن امتلكوا العلوم والمعارف العالية ، أو بمن امتلكوا الثروات والنفوذ وفرض القرار ؟
حسنا ، لنتروَ قليلا في أحكامنا ، ولنتلمس بهدوء طريقنا .
ان سلمنا جدلا بأن الفئات السابق ذكرها هي نخبة الخلق وأميزها فماذا نقول برجلين :
برجلين اثنين ، متعلم وأمي ، - والقصد هنا رجل أو امرأة طبعا - صادفا نملة تناضل في سحب حبة حنطة ، فتعمد الأول ان يدهسها تحت حذائه واجدا في ذلك لذة جهنمية شهوانية ، وتحاشى الآخر أن يؤذيها شاعرا في ذلك بلذة سماوية ناعمة . ألم يمتلك الثاني كل الشروط التي تؤهله لان ينتسب الى نادي النخبويين ، بينما افتقر السها الأول على تعلمه وتمدنه ؟
برجلين اثتين ، أمي ومتعلم ، - والقصد هنا رجل وليس امرأة - سمعا كلاهما عصفورا يطلق تلاحينه على غصن شجرة قريبة ، فطرب الأول للنغم ، وتفاعل مع اللحن الى حد السمو ، فإذا هو يرتقي من سماع الترنيمة الى حد رؤية موسيقاها تتمايل تقاطيعها ألوانا عبر الاثير ؛ أما الآخر فما رأى في العصفور المسكين إلا كتلة من اللحم ، تطحنها أضراسه وتذوب في لعابه ، فتمنى لو كان يحمل بندقيته . رجلان اثنان ، أمي ومتعلم ، ألم يمتلك أولهما كل الشروط التي تؤهله ان ينتسب الى نادي النخبويين ؟
حسنا لن نطيل ، ألفضاء هذا رحب ، وللطيران فيه لذة ، لكن لنعد الى أرض البشر ونعالج موضوعنا .
هل يجب أن يُفهم من كلامي أن الرجل الذي تعمد إبعاد قدمه عن النملة هو مؤهل للعمل في البورصة ، بينما زميله الذي داسها بحذائه يفتقر بالمقابل الى المعطيات التي تؤهله لذلك ؟
أو هل أريد الإيحاء بأن من وُهب نعمة رؤية لحن الكنار وليس فقط سماعه هو الذي سيكون بمقدوره ، ودون سواه ، سماع ما يختبئ وراء رموز الرسم البياني لليورو أو الدولار من أصوات ؟
لا ، لست من السذاجة ، اخي القارئ ، بحيث أظن أن بامكانك أن تقبل مثل هذا الإدعاء ، ولكن ، أستطيع أن أؤكد بكل اليقين ، وبكل الثقة والخبرة والمعرفة والممارسة ، أن الرجلين المذكورين هما أقدر من غيرهما على فهم ما يصعب فهمه ، وإدراك ما لا يستساغ إدراكه ، واستيعاب ما يثقل استيعابه . هما اقدر على كل ذلك لما وُهبا من نعمة ، وما أوتيا من هبة ، وما خُصا به من مكانة ، وما فُتح لهما من أبواب .
وبعدُ ، فمن هي النخبة إذا ؟ وكيف لنا أن نحدد شروط الإنتماء اليها ؟ ومن هو القادر ان يدخل الى حيث نحن ؟
غريب أمر هذا البحث ، فهو يحملني تباعا الى استطرادات . ثمة حادثة لفتتني ولن أمر دون التوقف عندها .
ما زلت أحمل ذكرى قديمة من زمن دراستي الثانوية . أستاذ الادب العربي كان وقتها من المميزين العقلانيين الموضوعيين الباحثن دوما عن الحقيقة ، باعتماد المناهج العلمية القائمة على المقارنة والقياس والاستنباط . كان رحمه الله - بحسب ما ذكراي له - من نخبة النخبة.
حدثنا يوما عن شاعر عربي قل من طلاب المدارس الثانوية من لا يعرفه قال :
ابن الرومي هو.... ..... ..... كان شاعرا مبدعا ... .... ..... ويقال إن وزير المعتضد القاسم بن عبيد الله كان يخاف من هجائه فدس له طعاماً مسموماً فمات.
من قصة ابن الرومي كلها تهمني فقط الجملة الاخيرة . هذا ما ورد في كتب الادب كلها . هذا ما تعلمه طلاب الادب كلهم . الوزير خاف من هجاء ابن الرومي فدس له السم فمات .
استاذ الادب العربي الذي أقدر ، توقف عند هذه الحادثة . رأى فيها خللا . هي تناقض منهجه العلمي . لم تقنعه . مضى يبحث عن كلام مقنع . وجد التفاصيل التالية الثابتة :
لابن الرومي قصيدة أبدع فيها في وصف الحلوى ، وبدا منها مقدار حبه لأصنافها ، واستساغته لأنواعها : منطلق جيد للبحث والتدقيق المنطقي . المنطلق للبحث عن الحقيقة هو من كلام قاله المغدور- المفترض - نفسه ( قصيدة شعر ) .
العوارض التي نقلها المؤرخون عن مرض ابن الرومي قبل موته ومرحلة احتضاره ، تقارب ، ان لم نقل تطابق العوارض التي تصيب مرضى السكري في مثل هذه الحالات : نقطة ثانية تدعم البحث العلمي .
ابن الرومي كان معروفا بحبه للوحدة . هو ككل الرومنطيقيين مكتئبا . زاد من حاله فقدُهُ لأولاده الثلاثة واحدا تلو الآخر . كان يقفل داره أياما على نفسه فلا يخرج منها . كان يحب الحلوى ويأكل منها كلما سنحت له الفرصة ، لم يكن يقوم بأعمال جسدية تتطلب مجهودا ، كل هذه النقاط تجعل من إصابته بالسكري إحتمالا عاليا .
مرض السكري لم يكن معروفا في ذلك العصر . التفسير الأقرب للتصديق بالنسبة لناقلي الخبر من مؤرخين ورواة : خوفٌ من الهجاء ، مؤامرة ، دس السم ، الموت .
تفسير استاذي - الذي أظنه واحدا من الذين زرعوا في نفسي حب البحث المنهجي الموضوعي العلمي في تفسير النتائج الصادرة عن مسببات ، والذي لازمني طيلة حياتي - هو اذا :
وزير المعتضد أراد أن يأمن شر هجاء ابن الرومي المحتمل ، فلجأ الى إكرامه والإفراط في إطعامه ، فقدم له أشهى الحلويات وأغناها بالسكر . الرجل الذي نقدر إصابته بالسكري ،أكثرَ من طعام يُمنع اليوم منعا تاما عن كل مصاب بهذا المرض . فكان ان وافته المنية .
الفارق كبير بين الاحتمالين : إحتمال الإغتيال ، واحتمال الإكرام .
أنا لا اتردد أبدا في ترجيح الاحتمال الثاني ، ليس حبا بمن أطلقه ، بل إحتراما لمبدأ الاعتماد على العقل في كل أحكامنا .
أنا لا يهمني اليوم سبب موت ابن الرومي ، أنا لا أتوقف عند حادثة جرت منذ قرون ، سيّان عندي إن كان خبر المؤرخين هو الأصح أم تحليل أستاذي ، أنا أهتم فقط إلى طريقة جديدة علمية في التفكير والبحث والتدقيق قبل إصدار الأحكام .
أنا على يقين بأن أستاذي لمادة الأدب العربي منذ ما يقارب الاربعين عاما ، كان سيكون تاجرا مبدعا في البورصة لو قدر له أن يتعرف على هذه التجارة فيمتهنها .
آه منك أمتي !
منذ اربعين عاما ، سمعت هذا الكلام . لو انك اعتمدت منذ اربعين عاما مثل هذا المنهج في اختيار نُخبك ! ترى أين كان سيكون مقامنا اليوم ؟
آهاتي عليك أمتي !
والى استطراد ثان ، ألمعذرة فقد أطلنا !
كنت منذ فترة وجيزة أتابع حوارا على إحدى القنوات الفضائية حول موضوع سياسي يتعلق بأحداث مأساوية يعيشها واحد من البلدان العربية في المرحلة الراهنة . الحوار بين اثنين من حملة شهادة الدكتوراه . كلاهما يحمل لقب دكتور .
بدأ الحديث هادئا ومضت الدقائق الأولى على خير . وفجأة ثارت ثائرة واحد من السيدين المحترمين لكلمة تلفظ بها زميله لا تتماشى مع معتقداته ، فكال له ما تيسر من التهم والشتائم ، وما صمت إلا وقد سال لعابُه على شفتيه وبدت الرغوة بيضاء بشعة عند نقطتي التقائهما .
وجاء دور الثاني فأمِلت أن يكون نموذجا للدكتور العقلاني الهادئ المتزن ولكن الخيبة كانت من نصيبي . كان همّ الرجل أن يثأر لا أن يُقنع . ألثأر ، ثم الثأر ، ثم الثأر . وهكذا كانت له جولات وصولات استعمل فيها يديه في حراك مستديم ، وعينيه في جحوظ مقيت ، أكثر من استعماله للسانه ، وبلغ به الحنق أن وقف وانحنى فوق الطاولة التي تفصله عن زميله - عفوا عن غريمه - لعله يُسمعه بشكل أفضل فيتمكن من إقناعه بسلامة وجهة نظره .
وفي كل هذه الحفلة المضحكة ، كان الأكثر سخرية موقف مقدم البرنامج - هو دكتور ايضا - . إن صراخه لم يكن أقل وقعا ولا أضعف حدة من صراخ ضيفيه .
جاء الوقت المخصص لاتصالات المشاهدين . خطرت لي خاطرة . أسرعت الى الهاتف . طلبت الرقم وانتظرت طويلا . أردت أن أسأل الضيفين ، كما مقدم البرنامج سؤالا .
أحجمت في اللحظة الأخيرة عن طرح السؤال . لم أشأ أن أحرج العناتر الثلاثة في بث تلفزيوني مباشر .
هل تريد أن تعرف ، أخي القارئ ، أي سؤال كنت أريد طرحه ؟
حسنا لن أبخل عليك . وددت أن أتحدى الدكاترة الثلاثة بأن يبرهن واحدٌ منهم على الأقل معرفته لعدد أسنانه . كنت على ثقة تامة بأن كل واحد من الثلاثة سوف يسارع الى إدخال أصبعه - على الأرجح أبهامه - في فمه متلمسا أسنانه ساعيا لإحصاء عددها .
لا ، لا يمكن باي حال من الأحوال ، لأي واحد من الثلاثة ان يكون تاجرا في البورصة ، كلهم غير مؤهلين لهذه الصفة ، كلهم غير جديرين بهذه المرتبة ، حتى ولو حمل الواحد منهم عشرة ألقاب ، إلى جانب لقب " دكتور " الذي يحمله .
يا ثلاثة يسارع واحدكم قبل كل شيء ، وفي كل رد الى الثأر !
يا ثلاثة لا يحتمل واحد منكم القدرة على تقبل نقد ولو بناء !
يا ثلاثة لا يعرف واحد منكم أن يجري نقدا ولو ذاتيا !
يا ثلاثة يعتقد كل واحد منكم أنه دوما على حق !
يا ثلاثة لا يقبل واحدكم رأيا مخالفا لما يراه !
يا ثلاثة ، أنتم السوقة والنخبة منكم براء !
يا ثلاثة ، أنتم السوقة والنخبة هي نحن !
النخبة إخواني هي نحن ، جماعة القادرين على تمييز الصواب من الخطأ . هكذا بالإختصار كله ، وبالبساطة كلها .
النخبة إخواني هي نحن ، أهل الصفاء القادرين على اتخاذ القرار الصائب ، القرار المبني على التحليل والتدقيق والاختبار والمقارنة والقياس والاستنتاج والاستنباط ، بصرف النظر عن أهواء النفس وميولها ، وعن تسلط المشاعر وشذوذها .
ألنخبة إخواني هي نحن ، أهل الواقعية القادرين على الأعتراف بالخطأ إن عثرنا ، والساعين الى تصحيح الخطأ إن قدرنا .
النخبة إخواني هي نحن ، أهل الهوى والعشق ؛ هوى العقل ، وعشق المنطق . هوى الموضوعية في البحث ، وعشق المنهجية في إصدار الأحكام .
النخبة لا تعترف بألقاب أو مراتب . عرفت في حياتي الكثيرين من أصحاب العلم والفكر الذين لم ينطقوا الا بالكفر والضلال ، كما عرفت الكثيرين من الأميين المتواضعين الذين إن نطقوا أصغى الى كلامهم أعقل العقلاء .
قلنا حتى الان الكثير ، ولم نقل بعد ، اخي القارئ ، ما تتشوق لسماعه عمن هو مؤهل ، ومن هو غير مؤهل للعمل في البورصة .
أعذرني فقد تقدم الليل ، وتمكنت من نفسي بعد ما مر من أفكاروأقوال كآبة ، قد تحول دون الحكم الذي أطمح اليه . فإلى القسم التالي من المقال ، في الاسبوع القادم أو الذي يليه ، حيث نبدي في الأمر رأيا ، نأمل أن يقارب الصواب ، إن شاء الله .
- 20-01-2006, 06:31 PM #2
مشاركة: البورصة : للنخبة أم للجميع ؟ ( 1 ) - أيمن بارود
لم ارى سحرا في الكلام بقدر ما رأيت من هذا القلم
وتشويق ما بعده تشويق
والله انه لمنحني تشبث في الامل لاسبوع قادم لاسمع ما ينوي ان يسمع
لله درك من بليغ فصيح مقنع مقتنع
- 20-01-2006, 06:47 PM #3
مشاركة: البورصة : للنخبة أم للجميع ؟ ( 1 ) - أيمن بارود
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة splashلله درّه ( أيمن بارود )
المواضيع المتشابهه
-
راس الحكمة منع الخسارة - (أيمن بارود) ،،،
By محمد البدر in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 25آخر مشاركة: 16-09-2012, 09:38 PM -
{ مقالات الأستاذ أيمن بارود }
By soufian in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 101آخر مشاركة: 17-06-2012, 04:33 PM -
البورصة : للنخبة أم للجميع...؟
By khaled777 in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 30آخر مشاركة: 02-04-2009, 06:53 PM -
البورصة : للنخبة أم للجميع ؟ ( 2 ) "مـهم جــدا" .
By محمد البدر in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 12آخر مشاركة: 25-04-2008, 07:27 PM