النتائج 1 إلى 10 من 10
- 17-12-2005, 06:34 AM #1
خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة
يخطئ من يعلّم ، ويخطئ من يعتقد ، ويخطئ من يتوهم ، ويخطئ من يبشر ان خطوط الدعم والمقاومة هي خطوط نفسية وهمية بحتة ، لا تحمل أية قيمة وضعية مادية علمية .
يخطئ من يعلّم إن ارتفاع السوق عند خط دعم هو نتيجة لوهم يتوهمه الناس بأن السوق سيرتفع فيقبلون على الشراء .
يخطئ من يبشر بأن تراجع السوق على خط مقاومة هو نتيجة ظن وتخمين من قبل الناس بان السوق سيتراجع فيقبلون على البيع .
إنّ الأمر لأعمق من الوهم ، والظن ، والاعتقاد ، والتخمين ، والتقدير .
إنّ الأمر لأبعد من مجرد الاقبال على الشراء ظنا من ان السوق سيرتد صعودا أو هبوطا أمام حاجز نفسي وهمي لا وجود له إلا في مخيلة المتعاملين .
إنّ الأمر لمرتكز يا أصدقائي على قاعدة تعامل استراتيجية تعوّد على اعتمادها ، وتعوّد على احترامها ، وتعوّد على قبولها ، وتعوّد على التسليم بصوابيتها كلّ - أو أكثر- المتعاملين الذين تصلهم ملاحظاتنا اليومية بالنسبة للتعامل الفعلي بالسوق .
إنّ كلّ ارتداد للسوق هبوطا أو صعودا إنما هو نتيجة مباشرة وحصرية ومنطقية ، لفعل حقيقي واقعي مادي عقلي ، يتمثل باصطدامه بحاجز ما أجبره على التراجع بالاتجاه المعاكس .
أن كل ارتداد للسوق ، في أيّة نقطة من نقاط الرسم البياني ، أنما كان سببه وجود خط مقاومة أو خط دعم متخفيا وراء معوّقات كثيرة ، تحجب رؤيته عن الكثيرين من المتعاملين ، بينما تظهرها جليّة واضحة لمتعاملين آخرين .
لا يمكن للسوق أن يرتدّ في اتجاه معاكس إلا إن هو اصطدم بقوة تجبره على الارتداد . وهذه القوة لا بد أن تكون واحدة من اثنين : قوة مقاومة لارتفاعه صعودا ، أو قوة دفاع لتراجعه هبوطا .
الحاجز الذي يحجب هذه القوة عن الأنظار ، هو ما يسعى الجميع إلى أزالته لتبدو القوة هذه بكل تفاصيلها ، بعدّتها وعديدها ، بكمّها ونوعها ، بقوّتها وضعفها .
إماطة الحجب هي إذن مهمة المحلل التقني . هي مهمة القادر. سمّه ما شئت . جنرالا ، أو رائدا ، أو عقيدا ، أو نقيبا ، أو قائد فرقة ، الى ما هنالك من تسميات تختلف بالشكل وتلتقي بالجوهلر .
إنّ من يظنّ بأنّ خطوط المقاومة هي فقط خطوط وهمية نفسية ، إنما هو كمن يبشر بأنّ العدوّ اندحر من بلد ما ، أو من أرض ما ، أو من منطقة ما ، فقط ، وفقط ظنا منه بأن مقاومة ما تقف له بالمرصاد . أو فقط ، وفقط وهما من رؤساء فيالقه ، ومن أفراد جيشه ، بأن من سيتصدى سيكون خطيرا ، ومن سيقاوم سيكون عنيدا .
إنّ من يظنّ ذلك لهو كمن يقول بأنّ المقاومة .... كانت وهمية ، وأنّ فرار العدو كان خوفا من سراب ، وأنّ كلّ تلك التضحيات المبذولة لم تكن سوى نتاجا لمخيلة البعض وتمنياتهم .
لا يا أصدقائي .
لا وألف لا . لا يتراجع مهاجم إلا إن آلمته ضربة المتصدي ، ضربة المقاوم ، وأصابت منه مقتلا . فهل يعقل لقوة وهمية نفسية أن توجه ضربات قاتلة لعدو يقضم حقوقها حقا بعد حق ؟
قد يحصل ان يخترق المحتلّ خط دفاع أولا ، وثانيا ، وعاشرا ؛ ولكنّ خطا ما ، ذا رقم ما ، وذا قوة ما ، وذا ثقل ما ، لا بدّ أن يلقنه الدرس .
هذا الخط ليس وهما أو خيالا . هو حقيقة تتمثل برجال أشداء على العدو في ساحة الوغى ، وتتمثل بقوة عرض أو قوة طلب في ساحة تجارتنا هذه .
أنّ كل متر ، بل قل ، كلّ فتر من افتار الارض التي تقضم هو خط مقاومة ، أنّ خطا واحدا من هذه الخطوط سينجح في وقف التقدم . مهمتنا أن نحدّد وجوده قبل أن تبلغه طلائع الزاحفين ، وان ننزل نحن ايضا في معركة التصدي ، وان نساهم في وقف تقدم السوق . مهمتنا هذه ليست بالمستحيلة ، لأنّ الخط الذي نبحث عنه ليس خطا وهميا نفسيا بحت . هو خط موجود تتخفى وراءه قوة هائلة من المستبسلين الجاهزين لوقف تقدم غير مرغوب فيه .
ولكن ، كيف ؟ أنا أسمع آلافا من الألسنة تتمتم بهذا السؤال . أحسّ بآلاف من الأفئدة تنبض بهذه المشاعر المحتارة . ولكن كيف ؟ هل انّ ذلك ممكن؟
نعم ، إنّ ذلك لممكن . إنّ الحرب لضروس . إن الغلبة فيها لا تكون بالتمني .
قراءة المستقبل في مرآة الماضي
ولكن ، هل يمكن أن نفهم الماضي من خلال خطوط صمّاء ، تتلوى على صفحة شاشة خرساء ؟
وإن نحن فهمنا هذه الخطوط ، وأحسننا قراءتها ، وأتقننا فكّ رموزها ، فهل يعقل أن نحسن توقع أشكال خطوط الغد ، من خلال فهمنا لمعاني خطوط الأمس ورموزها ؟
أيعقل ترى ، أن نستقرئ المستقبل ، إنطلاقا من فهمنا لأحداث الماضي ؟
نعم ، إنّ هذا لممكنٌ . إنّ هذا لممكنٌ .
إنّ قرار كلّ عملية من عمليات البيع والشراء التي أجريت في سوق من الاسواق أسهما كان أم عملات ، إنما اتخذه إنسان ما ، في مكان ما ، وفي وقت ما ، ولسبب ما قد يكون مرتكزا على أصول عقلية منطقية ، أو على أخرى نفسية إنفعالية بحتة ، كما إنه قد يكون - كما هو الحال غالبا - نتيجة تفاعل وتداخل بين عوامل عقلية ونفسية معا .
نعم إنّ كلّ هذه القرارات إنما صدرت عن أناس ، بل قل : عن فيض من التحليلات والافكارالتي انتجتها عقول هؤلاء الاشخاص ؛ فاختلطت بفيض من مشاعر ضاقت بها صدورهم ، وانفعالات عبقت بها نفوسهم ، واضطرابات جاشت بها قلوبهم ، لتترجم فيما بعد صفقات بيع وشراء ، نرى انعكاساتها على الشاشة أمامنا ، عبر رموز تتزاحم لتنقل الينا رسما يبيّن ترجمة لها ، رسما يسميه الخبراء : الشارت .
فالشارت ، عزيزي القارئ ، إن هو إلا ترجمة مباشرة لتصرفات المتعاملين واللاعبين على هذه الحلبة ، كبارا كانوا أم صغارا . أن هو إلا تخطيطا دقيقا لدقات قلب يضخ الدم في جسم هائل ، وإشارات دماغ يسّير هذا الجسم ويتحكم بحركاته كلها . ومن أجل فهم هذه التحركات الظاهرة على الشاشة ، لا بدّ أن نرى - أو نتخيل على الأقل - اليد القوية المحركة لها ، وان نفقه - أو نتصور على الأقل - القوة الخفية الكامنة وراءها .
وإن نحن فهمنا ما يجري أمامنا اليوم ، وما جرى أمامنا بالامس ، وما قبل الامس ، فهل يصحّ ان ننقل هذه الاحداث الى الغد ؟ هل يصحّ ان نستنبط منها ما قد يكون عليه المستقبل ، وأن نحوّل استنباطنا ، إن هو أصاب ، الى صفقات كثرت الرابحة بينها وندرت الخاسرة ؟
نعم ، إنّ هذا لممكنٌ . إنّ هذا لممكنٌ .
أما البرهان على ذلك ، فانما يتمّ بالمعادلة التالية .
إنّ ردات فعل الانسان حيال ظروف أو أحداث متشابهة ، تكون غالبا متقاربة ، إن لم نقل متشابهة كلّ التشابه . وهذا ما يمكن لكل واحد منا أن يستنتجه من حياتنا اليومية إن هو دقق الملاحظة ، وركّز الانتباه .
إن كثرة معايشتنا لشخص من الأشخاص ، سواء انتمى الى أفراد العائلة ، أو الى دائرة الاصدقاء ، تجعلنا قادرين على تصور ما قد يصدر عنه حيال حدث معين من تصرف بناء على ما راينا منه في مناسبات مشابهة سابقة . نحن نعرف انه قد يثور ويصرخ ويشتم في حالة ما ، لانه ثار وشتم وصرخ في السابق في حالة مشابهة . ونحن نعرف انه سوف يصمت ويطأطئ الرأس ويحزن أمام خبر ما ، لأنه صمت وحزن وطأطأ الرأس أمام حدث مشابه .
وما يصحّ قوله في الانسان الفرد ، يصحّ كذلك في الجماعة ، قليل كان عددها أو كثير . فتصرّف الجماعة حيال حدث ما،لا يختلف عن تصرّف الفرد ، ويمكن استباقه وتخيله وتقديره ، من قبل الفلاسفة ، وعلماء النفس ، وعلماء الاجتماع . وهو يكاد يكون واحدا حيال خبر مفرح كاكتساب النصر في المعارك ، والغلبة في الحروب ، كما حيال خبر محزن كالخسارة الوطنية العامة ، أو الزلازل والكوارث .
وأن كان يصحّ أن يكون هذا التصرف واحدا في حالات معروفة من قبل العامة ، ومشهود بها من قبل الاختصاصيين من علماء النفس والاجتماع ، فلماذا لا يكون واحدا ايضا ، في حالات مشابهة تعيشها هذه الجماعة في سوق البورصة ، بحيث أنها تتعرض لنفس الانفعالات النفسية ، فرحا وحزنا ، فتنتج عنها تصرفات مشابهة لتلك الناتجة عن النصر أو الكارثة ، وتترجم فورا الى قرارات ، وتتحول هذه الى أفعال ، وترتسم الافعال رسما بيانيا ، يسمونه شارت ؛ فينكبّ عليه المحلل التقني دارسا ، مستنطقا ، مستقرئا ، مقارنا ، مشبّها ؛ ولا يزال به الى ان تتكشف له أسرار ، وتتفتح له أبواب ، وتتقشع له دروب ، فيخرج على الملأ بنظريات ، تكوّن ركائز علم جديد فيه الغثّ وفيه الثمين . تماما كما في كل علم وتماما كما في كل فنّ .
وهل المحلل التقنيّ سوى عالم نفس واجتماع ؟
أليس العاملون في البورصة أناسا كما غيرهم من الذين يشكلون حقل تجارب ، أو مادة دراسة لعلماء النفس المعروفين ؟
ألا يخافون من خسارة ويحزنون لها ؟
الا يهللون لنصر ويفرحون له ؟
ألا يحبون ، ويكرهون ، ويطمعون ، ويحسدون ، ويغيرون ، ويخشون ، ويياسون ؟
فلماذا اذن لا يكون لهم علماء خبراء ، يهتمون بتحليل انفعالاتهم هذه وتسجيلها ؟
لماذا لا يكون المحلل التقني ، هو عالم النفس هذا ؟
ولماذا لا يكون التحليل التقني وسيلة مثلى لاستباق أحداث المستقبل ، انطلاقا من أحداث سابقة حصلت في الماضي وفي ظروف مشابهة ؟
نعم إنه لكذلك ، وستبقى له هذه الاهمية طالما ان العاملين في السوق بشر كما غيرهم في ميادين الحياة الاخرى . فتصرفاتهم واحدة . تروح وتجيء . تموت لتحيا . وهي أبدا في حركة دائرية لا تنتهي .
والبورصة ، ما البورصة ؟ إن هي إلا كائنا حيّا كما كلّ الكائنات .
- 17-12-2005, 04:58 PM #2
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
الله يعطيك الصحة و العافية .................. مقال ولا اروع ........
اتمنى منك اخي الكريم .. وضع المصدر .. و أين اجد .. المقالات السابقة ..........
ولك مني جزيل الشكر ...
- 17-12-2005, 05:18 PM #3
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
من أجمل ما قرأت ..
- 17-12-2005, 05:42 PM #4
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن محمد
- 17-12-2005, 07:53 PM #5
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amir
عزيزي أميرمرحبا بك .....
المقال باسلوب أدبي رفيع ....
لو تمعنت بالكلمات الي بعدها ....
يقصد به مقاومة تمنع ارتفاعه صعودا
وقوة دفاع تمنعه تراجعه هبوطات
لكن ظاهر العبارة تبين غير ذلك ..
والله أعلم ...........
- 17-12-2005, 09:27 PM #6
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
بعد اذن الاخ محسن
الي الاخ الدوسري
المقال منقول من موقع عرب اونلان بروكرز راجعه !!
- 17-12-2005, 09:34 PM #7
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
اشكرك عزيز محسن وبقالي مدة ما شوفتك علي الماسنجر اتمني تكون بخير
- 17-12-2005, 10:01 PM #8
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدوسري
احتراما لقوانين المنتدى لم يسعني ذكر المصدر .....
ربما الأخوان يساعدوك ....
- 17-12-2005, 10:04 PM #9
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amir
100 هلا وغلا .... سوري الأيميل انسرق مني بحاول ارجعه
- 18-12-2005, 01:23 AM #10
مشاركة: خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن محمد
معلش واتمني حد من الاخوة يعرف يساعدك
المواضيع المتشابهه
-
راس الحكمة منع الخسارة - (أيمن بارود) ،،،
By محمد البدر in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 25آخر مشاركة: 16-09-2012, 09:38 PM -
{ مقالات الأستاذ أيمن بارود }
By soufian in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 101آخر مشاركة: 17-06-2012, 04:33 PM -
كيف اضع خطوط الماكد وخطوط الترند
By شمريه وافتخر in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 9آخر مشاركة: 28-07-2006, 06:17 AM -
خطوط المقاومة وخطوط الدفاع ، وهما أم حقيقة (أيمن بارود)
By محسن محمد in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 9آخر مشاركة: 18-12-2005, 01:23 AM