اندماج "كرايسلر و "فيات" يحيي الأمل في قطاع السيارات الأمريكي (تعليق السوق 27/4/2009)

[التحليلات والأخبار]

البيانات الرسمية العالمية: لا نمو قبل 2010 و حالة من التفاؤل المشوب بالحذر

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:
-ثقة المستهلك الأمريكي.
-مؤشر Mfg الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي.

تعليق السوق:

فجرت قمة وزراء مالية دول مجموعة السبع و اجتماع صندوق النقد الدولي الذي جاء في أعقابها مباشرة موجة من التفاؤل المشوب بالحذر حيال الاقتصاد العالمي و هو ما يعد إلقاء حجر في المياه الراكدة حيث خيم التشاؤم لفترة طويلة على العناوين الرئيسية و البيانات الاقتصادية في الفترة الأخيرة مما أثار الكثير من التعليقات التي تؤيد ظهور بعض بوادر الأمل في تعافي الاقتصاد مع التحذير من بعض القضايا الرئيسية مثل الأصول المتعثرة و الديون المعدومة و الركود التي لا زالت هي الشغل الشاغل للمهتمين بالاقتصاد على المستوى العالمي. يثير ما سبق تساؤلاً يفرض نفسه على الموقف الحالي للاقتصاد؛ "هل تولد هذا التفاؤل في أعقاب ظهور البراعم الجديدة التي أشار رئيس الفيدرالي إلى أنها ستكون بداية التعافي أم أن ميلاد هذا التفاؤل جاء قبل إعلان "برنينك" لميلاد هذه البراعم؟ يمكن الإجابة على هذا التساؤل بأنه بينما تضمن البيان الختامي لقمة وزراء مالية دول مجموعة السبع إشارات واضحة إلى قدر من الاستقرار تحقق للاقتصاد العالمي، نجد أن نفس البيان يؤكد على أن بداية التعافي الحقيقي لن تظهر في الأفق قبل بداية عام 2010. و على نفس المنوال، صدر بيان صندوق النقد الدولي ليؤكد على نفس الشيء مشيراً إلى أن التعافي لن يتحقق قبل بداية 2010 مع إضافة بعض الإجراءات التي، من منظور الصندوق، من شأنها استعادة التوازن في القطاع المصرفي، إنعاش قطاع الإقراض و إعادة تشغيل و ضبط تدفقات رؤوس الأموال. و فيما يتعلق بالأثر المباشر لما سبق على سوق العملات، فكان أثراً محدوداً للغاية ليرجع بالأسواق إلى نفس الحالة التي اعتدنا عليها منذ بدء الأزمة من التذبذب و الفوضى و التحركات غير المتوقعة التي تنعكس سلباً على الاستقرار الاقتصادي و المالي..

و على عكس المتوقع، جاءت نتيجة اختبار الضغط، (تجربة المقاومة)، لتحمل أثراً محدوداً هي الأخرى على حركة السعر في إطار سوق العملات. يذكر أن هذه التجربة فُرضت من جانب الحكومة الأمريكية على عمالقة القطاع المصرفي و التي أسفرت عن نتائج مؤداها أن معظم البنوك الأمريكية الؤخاضعة للتجربة و الاختبار لديها رؤوس أموال تفوق متطلباتها، و ذلك على الرغم من الخفض الذي تعرضت له رؤوس أموال البنوك و المؤسسات المصرفية مؤخراً. بهذا الصدد أكد الفيدرالي أن أسواق الأسهم هي الأكثر جودة في ظل الظروف الراهنة. و أشارت بعض التصريحات الصادرة من الفيدرالي إلى أن اختبار الضغط الذي تعرضت له البنوك الأمريكية الرئيسية كشف عن إمكانية تحميل الـ 900 مليار، قيمة الحزمة التحفيزية لأوباما و ما تضمنته من أصول تم شراؤها عن طريق برامج الإنقاذ المصرفي، على قوائم الموازنة لعام 2010 وفقاً للمعيار المحاسبي رقم (140)..

كما لقي انتشار إنفلونزا الخنازير اهتماماً بالغاً من جانب الصحافة العالمية و هو ما يذكرنا بحالة الفزع العامة التي تعرضت لها آسيا في 2001 في أعقاب تردد الأنباء عن مرض السارس. كان للاهتمام الإعلامي أثراً بالغاً على الاقتصادات و معدلات النمو المتضمنة في التوقعات الحالية. و مع أن ظهور هذه الحالات اقتصر في بداية الامر على المكسيك التي أعلنت عن 103 من حالات الوفاة، إلا أن الأنباء ترددت في وقت قصير للغاية حول انتقال العدوى إلى الولايات المتحدة، كندا و نيوزلندا و أجزاء من أوروبا. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية انتقال الوباء بسرعة منقطعة النظير، علاوة على تحذيرات أعضاء الفيدرالي و المسئولين الرسميين داخل البنك المركزي من إمكانية انتقال الوباء إلى الولايات المتحدة مما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية في جميع أنحاء البلاد. كان الأثر المباشر على العملات أن تسيد تجنب المخاطرة الموقف في سوق العملات خلال التعاملات التي أجريت في إطار فترة التداول الأسيوية مما أدى إلى عمليات شراء للدولار الأمريكي و ضغوط عانتها العقود الآجلة الأمريكية..

على الجانب المضيء، كانت الأنباء التي ترددت عن دمج (فيات / كرايسلر) خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح بالنسبة لأسواق الأسهم حيث أعلن اتحاد عمال السيارات الأمريكي أن السنوية تمت الموافقة عليها مع "كرايسلر" و "فيات" بمشاركة وزارة الخزانة الأمريكية التي من المقرر أن تسهل إتمام عميلة الدمج التي من الممكن ان تعزز فرص "كرايسلر" في الحصول على مساعدات مالية حكومية حيث من المقرر ان تتقدم الشركة بخطة عمل قابلة للتطبيق تضمن الاستمرارية. كما أنه من المقرر أن تتقدم "جي. إم. سي." هي الأخرى بخطة عمل للخزانة الأمريكية يوم الخميس القادم الذي يمثل الموعد النهائي للتقدم وفقاً لما نشرته "نيو يورك تايمز"..

على صعيد اليورو، تلقت العملة ضربة جديدة لتتراجع عن المكاسب التي حققتها يوم الجمعة و ذلك خلال فترة التداول الأسيوية و هو التراجع الذي جاء استجابةً للأنباء التي نُشرت في صحيفة "تسايتونج" الألمانية عن طرح بعض البنوك الألمانية أسهم بقيمة 812 مليار يورو للتغلب على أزمة تعثر سداد مدينويات القطاع الخاص بدول شرق أوروبا. كما ساهم بعض ما نُشر في صحيفة "نيو يورك تايمز" في توليد المزيد من الضغوط المؤثرة سلباً على معنويات االسوق و التي أشارت توقف بنك "كازاخستان"، أكبر بنوك شرق أوروبا عن سداد الدين الخارجي على الرغم من استمرار البنك في سداد الفوائد. إضافةً إلى ما سبق من الأنباء ذات الأثر السلبي على العملة، نجد تلك التصريحات المليئة بالتشاؤم التي أطلقها "أكسل فيبر"، رئيس البنك المركزي الألماني و التي أشارت إلى أن الاقتصاد الألماني، أكبر اقتصادات منطقة اليورو، لن يعرف الطريق إلى النمو قبل بداية 2010 و هو ما دفعه هو و زملاؤه من أعضاء المركزي الأوروبي من أمثال "قادن" و "ويللنك" إلى الدعوة إلى خفض الفائدة 25 نقطة ليصل المعدل الأساسي إلى 1% مبررين ذلك بأن الـ 1% هو "الحدود المنطقية. ما رجح "قادن" و "ويللنك" أن المركزي الاوروبي ليس في حاجة إلى استخدام أي أدوات أخرى لمقاومة الاتجاه الهابط للاقتصاد الأوروبي في إشارة إلى عدم تأييدهما لتطبيق سياسة التسهيل النقدي. في غضون ذلك، أعلن "نيرب"، رئيس معهد الـ IFO الألماني، أن هناك ضرورة ملحة لأن يطبق البنك المركزي الأوروبي سياسة التسهيل النقدي..



______________________________

المصدر: Saxobank

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..

[nart]

مشكوووور على هالخبر