الإسترليني يكسر حاجز الصمت بطلقات صعود مدوية

و حالة من الثبات في الفائدة الأوروبية

تعليق السوق:

حاولت أسواق الأسهم الارتقاء لأعلى بالأمس حيث ارتفع مؤشر ISM غير التصنيعي بواقع نقطتين كاملتين لتخالف هذه القراءة التوقعات التي أشارت إلى المزيد من الهبوط. و لا زال هذا الرقم، على الرغم من التحسن البسيط، يشير إلى استمرار انكماش القطاع الخدمي الأمريكي و هو القطاع الذي يمثل الجزء الأكبر من اقتصاد الولايات المتحدة. كما ظهرت بعض الأدلة الإيجابية التي تشير إلى أن بيانات تقرير ADP تنطوي على قدر أقل من المتوقع من التدهور الذي يعانيه قطاع التوظيف الأمريكي. مع ذلك، لم تكن الأرقام الواردة في التقرير من القوة بمكان بحيث يمكن الاعتماد عليها في تقدير انخفاض معدلات البطالة أو تقلص عمليات إلغاء الوظائف أو حتى ارتفاع عدد الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي. كما لا يمكن التعويل عليها في توقع أي درجة من الارتفاع الذي من الممكن أن تتعرض له شهية المخاطرة التي سرعان ما تلاشت في أثناء الفترة الأمريكية بالأمس..

كما ارتفع الإسترليني مقابل نظيره الأوروبي بالأمس و حتى صباح اليوم قبيل صدور قرار الفائدة البريطانية حيث خفض البنك المركزي الفائدة 50 نقطة ليصل معدل الفائدة إلى 1.00%. و حيث كانت أقلية بسيطة تتوقع أن يصل الخفض إلى 100 نقطة، يمكن اعتبار خبر الفائدة إيجابي إلى حدٍ ما بالنسبة للإسترليني، فباستثناء هذا الخبر تبقى جميع الأخبار التي ترددت على ساحة الاقتصاد العالمي على نفس الدرجة من الأهمية . و كان الأثر المباشر أن لقي الإسترليني دعماً أساسياً عند مستوى 0.8800 بشق الأنفس بل كاد أن يهبط إلى مستويات أقل من ذلك قبيل المؤتمر الصحفي لبنك أوروبا. و في أعقاب قرار الفائدة أصدر بنك إنجلترا بعض البيانات التي عبر من خلالها إلى عن رؤيته السلبية للموقف بصفة عامة علاوة على تصريح البنك المركزي بأن السياسة النقدية التي ينتهجهها في الوقت الحالي و هبوط الإسترليني سوف يمثلان تعزيزاً إيجابياً للاقتصاد البريطاني حتى مع تعرض الآلية الانتقالية للسياسة النقدية للانهيار (في هذه الحالة من المتوقع أن تظل الأسواق في حالة من الحذر الشديد بسبب التمادي في سياسة التخفيف المكثف التي يمليها المنطق المتبع من بنك إنجلترا). بصفة عامة، يمكن توقع أن تؤدي هذه القذيفة القوية التي أطلقها البنك إلى اختبار الإسترليني لمجموعة من المستويات الأساسية التي قد تحمله لأعلى..

كما كان من بين العوامل التي من شأنها دعم الجنيه الإسترليني تلك القراءة المرتفعة المفاجئة التي حققها مؤشر أسعار المنازل البريطانية و التي تؤيد إمكانية دفع أسعار المنازل في المملكة المتحدة لأعلى في حالة تجاوز هذه القراءة عن 17% على أساس سنوي مقارنة بقراءة العام الماضي. و يمكن اعتبار ما سبق نتيجة مباشرة لتلك الدرجة من الاطمئنان التي سادت سوق الإسكان في الفترة الأخيرة، مع ذلك لا يمكن اعتبار ارتفاع مؤشر أسعار المنازل إشارة واضحة لتعافي وشيك يشهده الاقتصاد البريطاني. كما يشهد الموقف الحالي فيما يتعلق بقطاع الإسكان البريطاني غياب إمكانية تكرار مثل هذا الهبوط في المستقبل القريب بمثل هذه السرعة. يؤيد ذلك ما رجحه مؤشر RICS الرائد من أن أسعار المنازل لا زالت منخفضة رغم التحسن الطفيف الذي سجلته مؤشرات أخرى مما يدفعنا إلى القول بأن استقرار سوق الإسكان لن يتحقق قبل شهرين من الوقت الحالي..

على صعيد منطقة اليورو، ترك البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة دون تغيير أثناء اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المعنقد اليوم بعد ثلاثة أسابيع فقط من الاجتماع السابق، و لنتابع "تريشيه" عن كثب خلال الفترة القادمة في انتظار تطورات جديدة ترسم الطريق أمام السياسة النقدية الأوروبية حيث يبدو أن رئيس البنك المركزي الأوروبي يميل إلى خفض سعر الفائدة مجدداً بحلول مارس القادم في ضوء التأكيد الذي استقر على لسان الرئيس منذ خلال الفترة الأخيرة بأن البنك سيتخذ اللازم إلى غير ذلك من العبارات التي يطلقها "تريشيه" طوال الوقت و هو يتثائب. من خلال ما سبق يترائى لنا أن نطرح سؤلاً ملحاً يفرض نفسه على حالة الخمول التي يعيشها البنك المركزي الأوروبي و هو "هل هناك إمكانية لارتفاع اليورو في ضوء مقتضيات الموقف الحالي؟"..

في غضون ذلك، لم تصل أزواج الين إلى معدل التداول المتوقع في ضوء الهبوط الذي شهدته أسواق الأسهم يوم أمس. و بصفة عامة، و مع الوضع في الاعتبار ذلك الاضطراب الناتج عن التباطؤ الذي يصيب الاقتصاد العالمي و الذي انتقلت عدواه إلى الاقتصاد الياباني القائم على التصدير، نتوقع أن درجة من الحذر ستكون هي السمة السائدة على عمليات شراء الين و هو ما يشير إلى إلى هبوط حاد ينتاب أزواج الين بعد أن عانت هذه الأزواج الأمرين في محاولات جاهدة للارتفاع فعلى سبيل المثال، ارتفع زوج (الإسترليني / ين)، الأكثر تداولاً (مبيعاً بالتحديد)، بنسبة 10%. بينما شهدت عملات مثل الدولار النيوزلندي و الأسترالي تحسن طفيف مع تبدد المخاوف التي تحيط ببعض المستويات التي وصلت إليها هذه العملات. مع ذلك أن هناك حالة من الاضطراب تنتاب هذه الأزواج (أزواج الين) مما ينتج عنه بعض عمليات الاختراق الكاذبة التي أصبحت السمة السائدة على بيئة التداول و هو ما يرجح اقتراب هذه الأزواج من اتجاه هابط تأثراً بتجنب المخاطرة الذي يهيمن على سوق العملات في الوقت الحالي. و لا زلنا نترقب حالة مؤشر S&P 500 الذي توقف عند مستوى 800 حيث يعتبر من بين أهم المؤشرات المؤثرة في حركة السعر فيما يتعلق بهذه الأزواج..

أما الكورونا النرويجية فقد اكتسبت بعض القوة في أعقاب خفض البنك المركزي النرويجي لمعدل الفائدة 50 نقطة بالأمس. يذكر أن حركة عرضية كانت في انتظار الكورونا قبيل اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك النرويج. فهل من الممكن أن نشهد الموجة الخامسة من الهبوط عقب الارتفاع بنسبة 10%؟ في هذه الحالة فمن الممكن أن تصل الكورونا إلى مستوى 8.50، بينما يشير المتوسط الحسابي للـ 200 يوم إلى وصول العملة إلى مستوى 8.475..




_________________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..