تعليق السوق من ساكسو بانك ( ليوم الاثنين 15 ديسمبر )

[التحليلات والأخبار]

اليورو يرتفع نتيجة سياسة بنك أوروبا المركزي، ارتفاع الأسهم العالمية و تحول شديد للين نتيجة لعودة أسواق الأسهم إلى الارتفاع
أحداث اليوم:
·مؤشر الصناعات التحويلية بولاية نيويورك
· صافي مشتريات الأجانب
· معدل الإنتاج الصناعي واستغلال القدرات بالولايات المتحدة الأمريكية لشهر نوفمبر
· المؤشر العام لسوق العقارات الأمريكية لشهر ديسمبر
· حديث السيد هيلدبراند رئيس البنك الوطني السويسري
· حديث السيد بيني سماغي عضو البنك المركزي الأوروبي
· بدايات الإسكات الأسترالية للربع الثالث من العام
· محاضر إجتماع بنك الأحتياطي الأسترالي لشهر ديسمبر
· معدل أمتلاك الأجانب للسندات

تعليق السوق:

ناقش أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي مخاطر إجراء المزيد من التخفيضات علي سعر الفائدة، في ظل ما ذكره "اليكس فيبر" رئيس بنك ألمانيا المركزي "باندس" أنه كان من الضروري أن نخطو خطوات بحذر شديد قبل قيام البنك المركزي بخفض الفائدة إلي مستوي غير مسبوق ، كما ناقش البنك مخاطر سعر الفائدة الحالي (ونحن نتسائل هل يعد أي سعر للفائدة سلبياً في حالة الانكماش الشديد؟ ويبدو أن البنك المركزي يفضل النظر إلى الأحداث الماضية كأساس للتنبؤ بالتضخم) كما عارض بعض أعضاء البنك المركزي الأوروبي ذلك بأنهم بحاجة إلى رؤية بيانات شهري يناير وفبراير قبل إتخاذ أي قرارات أخرى بشأن الفائدة ، ويعني هذا الموقف العنيف مقارنة بالموقف الحيادي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وموقف بنك أنجلترا أن فروق سعر الفائدة ترتفع في زوجي (اليورو/دولار) و (اليورو/استرليني) – مما يساعد علي دفع هذين الزوجين للأعلي. ففي حالة زوج (اليورو/دولار) مثلا، انخفضت فروق أسعار الفائدة علي مدار عامين بمعدل 100 نقطة في أكتوبر الماضي، ولكن القرار الأخير للبنك المركزي الأوروبي دفع هذا المعدل الي 150 نقطة في الأسبوع الماضي ويعد العامل الرئيسي هنا هو أن اليورو أيضا يرتفع في جو من الشهية للمخاطرة – لذلك فإن حالة السوق تؤكد أن أسعار الفائدة المرتفعة جيدة حتي يتمكن المتداولون من أمتلاك اليورو، ومن ناحية أخري فهي سيئة حيث ان الفشل في خفض الفائدة سوف يؤدي إلى المزيد من التدهور في اقتصاد منطقة اليورو
.
من ناحية أخرى جاء مسح "تنكان" الصادر عن بنك اليابان بنتائج غير مفاجئة بالمرة ومتفقة مع القراءات السيئة للغاية لمؤشر ثقة الأعمال وبالأخص فيما يتعلق بالتطلعات والذي سجل أدنى مستوى له منذ 7 سنوات عند -36 . ويقول المدير التنفيذي لشركة المحيط الهادي لإدارة الاستثمارات " ما الذي يجعلنا سعداء عندما يكون الاقتصاد العالمي يعاني من أزمة قلبية وعملتنا تحقق أرباح سريعة ؟". كما يتضح أن البيانات السلبية جاءت أكبر بكثير مما سعرت عليه، حيث ارتفع مؤشر "نيكاي" بعنف اليوم مما ساعد على استمرار الين الياباني في الجانب الضعيف
.
وبالنظر إلى المفكرة الإسبوعية، فسيكون إهتمامنا الأول منصب على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وإعلان سعر الفائدة مساء غد مع تحرك الاحتياطي الفيدرالي لإتخاذ موقف عدائي لتقليص مخاطر الائتمان وتصفية الديون، حيث كان من المفترض أن يتم تخفيض سعر الفائدة بـ 50 نقطة أساس بحيث يصل السعر الفائدة إلى 0.50% . بل أن البعض يتحدث عن إحتمالية أن يقوم البنك بإختصار الطريق ليصبح سعر الفائدة صفراً بحلول الثلاثاء و هو الاحتمال الأضعف. وعند هذه النقطة يعتبر ذلك غير مناسب ، حيث أن اقتراض البنوك من البنك الاحتياطي الفيدرالي يكون غالبا بسعر فائدة قريب من الصفر، كما يتحول التسهيل الائتماني كميا إلى حقيقة. والآن ستكون الخطوة القادمة هي شراء البنك الاحتياطي الفيدرالي للسندات الحكومية حتي أن البنك تحدث في بعض الأحيان عن إصدار ديون خاصة به. وستكون الضغوط هائلة على الاقتصاد العام القادم حيث يتطلع المستهلكون إلى دعم كشوف الموازنة الخاصة بهم. ومن المحتمل أن يكون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي بمثابة نقطة محورية لعمليات بيع الدولار
.
وأغرب ما يتسم به الموقف الحالي هو تلك النظرة الإيجابية التي يحاول الكثير من المعلقين تلفيقها للموقف الحالي حيث ظهرت في أحد المقالات محاولة للقول بأن البورصات صفقة رابحة لما شهدته البورصات في الماضي من تعافي عقب إعلان أكبر انخفاض للقيم الفعلية للأسهم مستشهدا بما حدث في عام 2003 كمثال تاريخي. كما ظهر ميل معلقي التلفاز إلى الحديث عن جاذبية تقييمات أسواق الأسهم على أسس تاريخية. و لا نحبذ في هذا المقام هذه المقارنات بين الموقف الحالي و التاريخ الأحدث لأسواق الأسهم لما تتضمنه هذه المقارنات – و نحن في خضم أزمة عالمية شديدة- من نسب هائلة غيرت المشهد الاقتصادي و المالي مما جعل استخدامها تصرفاً غير مسئول على الإطلاق. إنه موقف لا مثيل تتسم به الرؤية بالضعف الشديد. فبينما يمكن القول بأن هناك إشارة إيجابية إلى أن الشهية للمخاطرة لديها القدرة على دفع أسواق الأسهم نحو التعافي في مواجهة العديد من البيانات السلبية التي ظهرت بالأمس، هناك مؤشرات أخرى(مثل الفروق في مديونيات الشركات) و التي لم يسفر عنها أي انفراجة للموقف الائتماني مما يثير شكوكنا حيال فشل هذا التعافي في نهاية الأمر مثله مثل باقي موجات التعافي السابقة ،و مما يثير الحسرة والعام الجديد على الأبواب، أن هناك احتمال لأن يمتد تأثير ضغوط تدارك الأزمة حتى شهر يناير القادم مما قد يحول دون وصول هذا التعافي المؤقت، أو على الأقل البيئة المعتدلة للمعدلات إلى العام الجديد
.
بغض النظر عما سبق، لن نكون من جمهور مسرحيات الاعتماد على شهية المخاطرة حيث نفضل ترقب عودة تجنب المخاطرة و حالة تذبذب الشراء التي من المتوقع أن تشهد انخفاضاً إلى مستويات جذابة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: saxobank
ترجمة فريق التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي.

[توفيق]

بارك الله فيكم