الاقتصادية - بدت البورصات مترددة أمس في ظل الأنباء السيئة التي لا تزال تصدر عن الشركات والمخاوف المتزايدة حول مزاج المستهلكين. وينعكس تردد المستهلكين في الإنفاق مع اقتراب موسم الأعياد على المستثمرين الذين لا تزال تساورهم مخاوف رغم إعلان واشنطن الثلاثاء عن خطة لمساعدة المالكين الذين يواجهون صعوبات في تسديد أقساط قروضهم.

لكن استطلاعا للرأي أجرته جامعة كوينيباك ونشرت نتائجه الأربعاء كشف أن نحو 70 في المائة من الأمريكيين يعتقدون أن الاقتصاد سيتحسن في عهد باراك أوباما. وفتحت "وول ستريت" على تراجع إذ فقد مؤشر "داو جونز" 2.04 في المائة ومؤشر "ناسداك" 1.68 في المائة.

ورأى باتريك أوهار من موقع بريفينج كوم الإلكتروني أن "تقلبات السوق تعكس التردد المستمر حيال الاقتصاد واحتمالات نتائج الشركات، فضلا عن غموض متزايد" يحيط بخطة إنقاذ القطاع المصرفي.

وأعلن هنري بولسون وزير الخزانة الأمريكي أمس أن تعديلا جرى على خطة الإنقاذ بحيث لن تشتري الحكومة أصولا في البنوك المتضررة بل ستكتفي بالاستثمار في تلك المصارف, وانعكس هذا القرار سلبا على تعاملات "وول ستريت".

وقال بولسون إن شراء الأصول العقارية ليس أكثر الوسائل فاعلية لاستخدام الأموال في برنامج دعم القطاع المالي. وقال بريان دولان خبير العملات في فوريكس دوت كوم في بدمنستر في نيوجيرزي "الخزانة تخلت عن فكرة شراء الأصول العقارية المتعثرة وتركز على دعم إقراض المستهلكين".

وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس الأربعاء وفي مقدمتها أسهم البنوك وشركات النفط بفعل مخاوف من مزيد من الخسائر وتنامي أجواء التشاؤم بشان الاقتصاد في حين أبدت البنوك الأمريكية انزعاجها من تغييرات في خطة قيمتها 700 مليار دولار لدعم القطاع المالي.

وأغلق مؤشر "يوروفرست" 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا منخفضا بنسبة 3.4 في المائة إلى 853.48 نقطة. والمؤشر منخفض الآن بأكثر من 40 في المائة تحت وطأة أزمة الائتمان وما نتج عنها من تباطؤ اقتصادي.

وقاد سهم كريدي سويس قطاع البنوك للانخفاض مع هبوطه بنسبة 8.8 في المائة بعد أحاديث في السوق أن البنك السويسري مني بخسائر كبيرة في تعاملات في الأسواق.

وامتنع كريدي سويس عن التعقيب. وتراجع سهم بنك ناتيكيس الفرنسي 13.5 في المائة بينما انخفضت أسهم بنوك باركليز، ستاندر تشارترد، دويتشه بنك، وسوسيتيه جنرال ما يرواح بين 5.2 و7.5 في المائة. وهبط سهم شركة التأمين السويسرية (سويس لايف) 20 في المائة بعد أن أصدرت تحذيرا بشأن الأرباح وانخفض سهم بنك (إي.أن.جي) 5 في المائة بعد تسجيل أول خسائر فصلية.

وقال وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون إنه يتراجع عن شراء الأصول العقارية المتعثرة باستخدام أموال من صندوق للإنقاذ قيمته 700 مليار دولار ويفضل بدلا من ذلك جولة جديدة لضخ رساميل في المؤسسات المالية بالتساوي مع أموال خاصة. وفي انعكاس للمخاوف بشأن الاقتصاد هبطت أسعار النفط بأكثر من 4 في المائة إلى نحو 56.80 دولار للبرميل. وتراجعت أسهم شركات رويال داتش شل و(بي.بي) وتوتال ما يراوح بين 1.5 و4.5 في المائة. وفي البورصات الرئيسة في أوروبا ..

في لندن أغلق مؤشر فاينانشيال تايمز لأسهم الشركات البريطانية الكبرى منخفضا 1.52 في المائة في حين هبط مؤشر "داكس" لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في فرانكفورت 2.96 في المائة.

وفي باريس أغلق مؤشر "كاك" لأسهم الشركات الفرنسية الكبرى منخفضا 3.07 في المائة. وفي آسيا، أغلقت طوكيو الجلسة على تراجع نسبته 1.29 في المائة.

كما أغلقت على انخفاض بورصات سيدني 0.85 في المائة، نيوزيلندا 0.98 في المائة، سيئول 0.43 في المائة، وتايبيه 0.50 في المائة. وفي أسواق العملات, هبط الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أسبوعين أمام العملة اليابانية متراجعا عن مستوى 96 ينا أمس الأربعاء مع هبوط الأسهم الأمريكية بحدة بفعل تعليقات لوزير الخزانة هنري بولسون. وتراجع الدولار إلى 95.33 ين وهو أدنى مستوى له منذ 28 من تشرين الأول (أكتوبر).