الاقتصادية - بعد تشرين الأول (أكتوبر) الذي كان شهرا منهكا، ما زالت أسواق المال قلقة بسبب سيل من الأخبار الاقتصادية السيئة وشكوك مرتبطة بالانتخابات الأمريكية وسط مطالب ملحة بإجراء إصلاحات عميقة.

وتنفست الأسواق الصعداء قليلا الجمعة باستثناء بورصة طوكيو التي أنهت جلستها على تراجع نسبته 5.01 في المائة وبقدر أقل ساو باولو أكبر سوق في أمريكا اللاتينية التي تراجعت 0.52 في المائة، إلا أنها تستعد لأسبوع حافل بالأحداث المجهولة.

والحدث المجهول الأكبر هو نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الثلاثاء بينما تعول الأسواق على فوز باراك أوباما الذي يتقدم على خصمه جون ماكين في استطلاعات الرأي.

ولا يتردد بعض المحللين في القول إنهم يتوقعون أن ترد وول ستريت سلبا على وصول ديمقراطي إلى البيت الأبيض، يؤيد زيادة ضريبة القيمة المضافة، في حين أنها ستحتفي بخصمه الجمهوري.

ويبدو أن نهاية الأسبوع أيضا ستشهد تقلبات كبيرة مع نشر الأرقام المتعلقة بالوظائف في الولايات المتحدة، التي تنتظرها الأسواق بقلق نظرا للأزمة المالية التاريخية التي تضرب العالم.

وإذا كانت معظم البورصات قد استأنفت صعودها الجمعة بعد "تشرين الأسود"، تبدو الآفاق الاقتصادية قاتمة بعد نشر سلسلة من النتائج السيئة للشركات والخطط الاجتماعية.

وستلغي مجموعات عملاقة في عالمي المال والصناعة من بينها "نيسان"، "موتورولا"، "باسف"، و"أميريكان أكسبريس" آلاف الوظائف مما يهدد بتسريع الانتقال إلى الركود.

وكل هذا يضاف إلى الإعلان عن تراجع إجمالي الناتج الداخلي للولايات المتحدة 0.3 في المائة في الفصل الثالث من العام الجاري وانخفاض نفقات العائلات الأمريكية في أيلول (سبتمبر) بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بـ آب (أغسطس)، وهو أكبر تراجع منذ حزيران (يونيو) 2004 .

والنتيجة هي أن عدد الوظائف التي ستلغى سيتجاوز المليون في 2008 في الولايات المتحدة وهو رقم لا سابق له منذ 2005، حسبما ذكر مكتب التصنيف "تشالنجر وغراي وكريسماس".

وقد خفض بنك اليابان إلى الصفر تقريبا (0.1 في المائة) تقديراته لنسبة النمو بينما تحدثت ألمانيا عن انخفاض مبيعات التجزئة في أيلول (سبتمبر) بنسبة 2.3 في المائة مقارنة بالشهر الذي سبقه وتراجع إجمالي الناتج الداخلي الإسباني 0.2 في المائة مقارنة بالفصل الذي سبقه.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن خطة لدعم الاقتصاد ستطرح "في الأيام المقبلة".

وقد أعلن صندوق النقد الدولي الجمعة أن جزر سيشل طلبت مساعدة مالية منه وأنه سيدرس إمكانية منح قرض لهذا الأرخبيل في المحيط الهندي، وهي الدولة الرابعة التي تطلب مساعدة الصندوق لتتمكن من مواجهة الأزمة المالية بعد أيسلندا، المجر، وأوكرانيا.

وفي هذا السياق تبنى البرلمان الأوكراني البارحة الأولى خطة إنقاذ اقتصادية يطالب بها صندوق النقد الدولي لمنحها قرضا بقيمة 16.5 مليار دولار.

من جهته، بدأ رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس جولة تشمل ثلاث دول نفطية خليجية على أمل إقناعها باستخدام مواردها المالية لدعم الدول المتضررة بالأزمة المالية.

وسيزور براون خلال جولته التي تستغرق أربعة أيام السعودية، الإمارات، وقطر، ويفترض أن يكرس براون محادثاته خلال هذه الجولة للأزمة المالية وانخفاض أسعار النفط الذي يضر بالدول النفطية الخليجية.

وسيقترح رئيس الوزراء البريطاني على محادثيه في الدول الثلاث المساهمة في زيادة احتياطيات صندوق النقد الدولي ليتمكن من دعم الدول التي تواجه صعوبات.

من جهة أخرى، سجلت سوق المال في الرياض أكبر سوق مالية في العالم العربي من حيث حجم رؤوس الأموال المتداولة فيها ارتفاعا بنسبة 2,73 في المائة عند بدء التعاملات أمس في بداية أسبوع جديد.

وسجل مؤشر تداول جميع الأسهم 5689,16 نقطة في المبادلات الأولى وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 2,73 في المائة بالمقارنة بمستوى الإقفال يوم الأربعاء الماضي.

وكانت بورصة نيويورك قد ارتفعت على مدى أسبوع 11.29 في المائة لتبلغ 9325.01 نقطة مدفوعة بالارتفاع الكبير الذي سجلته الإثنين (أكثر من 10 في المائة).

وأقفلت بورصة فرانكفورت على ارتفاع نسبته 2,44 في المائة، باريس 2,33 في المائة، لندن 2 في المائة، ميلانو 2,88 في المائة، أمستردام 3,90 في المائة، ومدريد 3,32 في المائة، ومنذ بداية السنة، فقدت البورصات العالمية الكبرى بين 30 و40 في المائة.

وأخيرا، دعا رؤساء دول وحكومات المجموعة الأيبيرية الأمريكية إلى مراجعة أسس النظام المالي العالمي في مواجهة الأزمة الحالية ويريدون بحث هذا الموضوع خلال القمة العالمية "الطارئة" المقبلة في الأمم المتحدة.

ونقل رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو الجمعة الرسالة التي تمخضت عن نقاشات القمة الأيبيرية الأمريكية الـ 18 التي نظمت في سلفادور واستمرت يومين مشددا على ضرورة "إصلاح النظام المالي العالمي في العمق".