من أوائل الكتاب الذين قرأت لهم معظم كتبهم في مطلع شبابي الدكتور طه حسين ، وقد لفتني إهداء كتبه في مقدمة كتابه "المعذبون في الأرض" قال فيه ما معناه:
"إلى الذين لا يعملون ،
ويضيرهم أن يعمل الآخرون"
وقد كنت أرى هذا تنطعاً منه ، ولعباً بالألفاظ ، أو على الأقل بعد فترة رأيته كأنه يحارب طواحين الهواء ، غير أن الخبرة في الحياة ، وممارسة العمل بجد وإصرار وسط أقوام لا تعمل ويهمها ألا يعمل غيرها جعلني أؤمن بهذه المقولة ، وأفهم هذا الإهداء الساخر من رجل عركته الحياة.
يأتي هذا الشعور إليّ وأنا أرى من أسميهم وطاويط الفوركس من الذين صار همهم أن يهدموا نجاحات غيرهم ، يدفعهم إلى ذلك عجزهم عن تحقيق النجاح:
ولا يظنن ظان أني أكتب هنا في منتدى العملات العام موضوعاً حقه أن يوضع في الاستراحة. لا ، يخطئ من يرى هذا لأني حين أكتب موضوعاً للاستراحة أتشرف بوضع موضوعي فيها ، ولا أرى أي نقص لموضوعي بانضمامه إلى موضوعاتها ، ولكنه موضوع حقه أن يبقى هنا في المنتدى لأني إنما أتكلم عن نماذج من كواليس السوق. نماذج رأت أن نجاحها هو في الكيد والهدم ، وسأفصل ما أجملته هنا بعد قليل.