النتائج 1 إلى 4 من 4
- 01-10-2009, 01:44 PM #1
لنترك المجاملات و نقول الحقيقة , الاقتصاد الأوروبي لا يتحسّن !
بسم الله الرحمن الرحيم
الاقتصاد الأوروبي انخفضت وتيرة انكماشه , الاقتصاد الأوروبي في طريق التعافي , الاقتصاد الأوروبي يخرج من الركود , أسوأ ما في الأزمة قد انتهى ! كلمات جميلة و جمل تبث الأمل في النفوس نراها هنا و هناك من قبل المحللين الاقتصاديين و كذلك من صانعي القرار نفسهم في الاقتصاد الأوروبي . البيانات الاقتصادية التي تصدر بشكل دوري تشير حقا ً إلى ذلك و تشير إلى الانكماش في القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الأوروبي ككل و كذلك في الدول العظمى فيه قد انخفضت حدّته و في ألمانيا و فرنسا نرى بأن الاقتصاد عاد للنمو منذ الربع الثاني من هذه السنة لتعطي هذه الدول إشارات على أنها قد تكون خرجت من الركود الاقتصادي التقني حقا ً .
علامات التحسّن تظهر في الاقتصاد الدولي و هذا ما ينعكس إيجابا ً على الاقتصاد الأوروبي و كذلك خطط التحفيز من الحكومات تدفع الاقتصاد لمزيد من التحسّن فيما البنك المركزي الأوروبي منخرط في إتباع أقسى سياساته تاريخيا ً في مواجهة الركود الاقتصادي . هذا كله جميل فعلا ً و بدأت تظهر ملامح النمو في قطاعات أوروبية عديدة أهمها الخدمات التي تشغل النصيب الأكبر من الناتج المحلي للاتحاد الأوربي . بيانات مؤشر مدراء المشتريات تتحسّن باستمرار من شهر لشهر , بل أنها تتحسن من قراءة إلى أخرى و هذا ما ظهر اليوم في بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع في أوروبا عامة ً و فرنسا و إيطاليا .
أشارت بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع إلى أن القطاع استمر في النمو في فرنسا و ظهر ذلك بارتفاع قراءة المؤشر إلى 53.0 و كذلك انخفضت وتيرة الانكماش في القطاع في ألمانيا ليقف بفارق 4 أعشار نقطة عن منطقة الفصل بين النمو و الانكماش و في إيطاليا ارتفع المؤشر من مستوى 44.2 إلى 47.6 لنرى بأن قفزة أخرى مثل هذه سوف تصل في القطاع إلى مناطق الإشارة إلى النمو في القطاع. في الاتحاد الأوروبي نرى بأن المؤشر وصل إلى 49.3 بحسب ما ظهر على القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع و هذا يفصل القطاع بمقدار 7 أعشار عن مستوى الحد الفاصل بين النمو و الانكماش .
بيانات غاية في الروعة تؤكد أن الاقتصاد الأوروبي قد يثبت أول خطوات الخروج من الركود الاقتصادي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية و كذلك قد تكون هذه البيانات كافية لإثبات خروج كل من ألمانيا و فرنسا من الركود الاقتصادي , لكن بحسب تعريف المدارس الاقتصادية الكلاسيكية !
لا شك أن الاقتصاد وجد قاعا ً للركود الاقتصادي و ها هي تقارير جديدة تظهر في العالم تشير إلى أن الوضع قد لا يكون سيئا ً للدرجة التي سبق و تم توقعها . صندوق النقد الدولي كان أكثر تفاؤلا ً في تقريره الأخير الذي صدر هذا الأسبوع و أشار إلى أن الأزمة الائتمانية قد تكتفي في سلب الاقتصاد الدولي 3.4 تريليون دولار من الأصول و الديون بعد أن كانت التقارير السابقة تشير إلى حوالي 4 تريليون دولار .كل هذا اجتمع أيضا ً مع ظهور علامات التعافي في اقتصاديات عظمى في العالم و كل ذلك يصب في صالح الاقتصاد الأوروبي الذي أيضا ً يتحسّن بتحسّن الطلب الدولي على صادراته .
الآن لنترك كل هذا جانبا ً بعد أن وجدنا أن الورقة التي تستحوذ على تفكيرنا منذ فترة تعطي أقرب انطباع حقيقي عن الاقتصاد الأوروبي . ورقة درسنا و ما زلنا ندرس من خلالها العادات الاستهلاكية إلى جانب ضعف قطاع الإنفاق الاستهلاكي . المستهلك يعتبر اللبنة الأولى في أي اقتصاد في العالم و الآن من البديهي أن يشير البعض إلى أن المستهلك قد تحسّنت أحواله مع التحسّن الذي يشهده الاقتصاد الأوروبي , في الحقيقة آخر البيانات الاقتصادية التي تظهر تؤكد عكس ذلك و تشير إلى أن الاقتصاد الأوروبي ليس المكان المفضل للمستهلك للتواجد فيه !
في شهر آب الماضي أشارت البيانات إلى أن مبيعات التجزئة تراجعت في ألمانيا بمقدار 1.5% حيث أن مؤشر مبيعات التجزئة الألماني الذي صدر اليوم أشار إلى انكماش غير متوّقع في القطاع ليأخذ معه النمو الذي سبقه في شهر تموز و الذي اقتصر على 0.7% من النمو لتكون محصلّة الربع الثالث من هذه السنة انكماش في مبيعات التجزئة . هذا و قد ظهر أيضا ً أن السنة المنتهية في 31-آب-2009 شهدت انكماشا ً في مبيعات التجزئة مقداره 2.5% .
مستوى البطالة في الاتحاد الأوروبي وصل إلى 9.6% و في ألمانيا يبلغ مستوى البطالة 8.2% لكن بعد تعديل طريقة احتساب هذه القيمة التي لو بقيت على أسلوب الاحتساب السابق قد تكون قريبة جدا ً من مستوى بطالة 9% ! في إسبانيا نرى مستويات البطالة تتعدّى 18% أما في فرنسا فالوضع ليس أفضل مما هو في ألمانيا و أوروبا .
لا يجد الاقتصاد تحسّنا في قطاع الإنفاق الاستهلاكي و لا في قطاع الوظائف و هذا ينعكس مباشرة على اللبنة الأساسية في أي اقتصاد ألا و هو المستهلك . يعاني المستهلك من ضعف القدرة الشرائية بسبب انخفاض الدخل المتاح بسبب ارتفاع مستويات البطالة إلى جانب تصعيب شروط الائتمان. ارتفاع أسعار السلع و المعادن خلال هذه السنة كان له دور كبير في أن يجعل المستهلك يتجه نحو توفير الحاجات الأساسية له . فعلا ً انخفض سعر برميل النفط منذ الطفرة في العام الماضي من مستوى 147 دولار للبرميل الواحد , لكن هذه السنة ارتفع السعر من المستوى الأدنى حول 35 دولار ليتداول اليوم قريبا ً ما دون 70 دولار للبرميل الواحد . المعادن في ارتفاع مستمر و كذلك العديد من متطلبات الحياة من خدمات ترتفع أسعارها لكن للأسف لا يظهر على مستويات التضخم التي ما زالت تتأثر في انخفاض الطلب مقارنة في المعروض إلى جانب استمرار تأثير النسبة المئوية السنوية لانخفاض أسعار الغذاء و الطاقة .
من المتوقع أن تكون الأسعار قد انخفضت بمقدار 0.3% خلال السنة المنتهية في 30-أيلول-2009 , ضعف في الطلب و انخفاض سعر برميل النفط و العديد من الأسباب الفرعية الأخرى هي سبب ذلك لكن في الحقيقة نرى المستهلك الآن واقع في مشكلة انخفاض متوسط الدخل المتاح بالنظر إلى ارتفاع مستويات البطالة و تصعيب شروط الائتمان و هذا إن انعكس على شيء فينعكس على العادات و التوجهات الاستهلاكية مما يعني بالتالي ( تغيّر العادات الاستهلاكية ) .
من المتوقع أن ترتفع مستويات البطالة في أوروبا إلى مستوى يتعدى 10% خلال الفترة القادمة , و حتى مع استمرار نمو الاقتصاد مقاسا ً بالناتج المحلي الإجمالي إلا أن التوقعات تشير إلى أن عام 2010 لن يكون العام المحبوب للمستهلك فالاقتصاد في تحسّنه سوف يرافقه مزيد من الارتفاع في مستويات البطالة . لا يجب أن ننسى بأن النمو في الاقتصاد قد يكون سببا ً لدفع مستويات التضخم نحو الأعلى و هذا آخر ما كان ينقص المستهلك الذي يشهد أسوأ ظروف البطالة من سنوات عديدة .
من هنا نترك المجاملات و نقول أن الاقتصاد الأوروبي ليس المكان الذي يتمنا أي شخص التواجد فيه رغم أن العديد من الدول العظمى فيه أثبتت أنها استطاعت أن تترك الركود خلفها إلا أن الضعف سوف يبقى مسيطر على الاقتصاد و لن نعترف في تحسّن حقيقي فيه إلا عندما تستقر مستويات البطالة و يستقر النمو في الإنفاق الاستهلاكي بشكل عام !
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــول
- 01-10-2009, 05:04 PM #2
رد: لنترك المجاملات و نقول الحقيقة , الاقتصاد الأوروبي لا يتحسّن !
مشكور اخ ابو انس
اجمل ما في الموضوع هو عنوانه
|||| لنترك المجاملات ولنقل الحقيقة |||||
- 01-10-2009, 07:46 PM #3
رد: لنترك المجاملات و نقول الحقيقة , الاقتصاد الأوروبي لا يتحسّن !
مشكور على النقل
- 01-10-2009, 11:30 PM #4
رد: لنترك المجاملات و نقول الحقيقة , الاقتصاد الأوروبي لا يتحسّن !
عندك حق فعلا هناك بيانات خادعه تظهر من هنا وهناك وفجأه تظهر ازمه من تحت الرماد واعتقد انها على وشك الظهور مجددا جزاك الله خيرا
المواضيع المتشابهه
-
الاتحاد الأوروبي يؤكد أن الاقتصاد يسير في طريقه نحو الانتعاش (الفترة الأمريكية)
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 19-06-2009, 02:50 PM -
نافذة على الاقتصاد العالمي: أخبار عالم الاقتصاد هذا الصباح
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 10-04-2009, 02:21 PM -
أهم الأنباء ليوم 20/2/2009 : متى تنتهي مأساة الاقتصاد الأوروبي؟
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 20-02-2009, 04:42 PM -
قادة بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي يبحثون خطة تحفيز الاقتصاد
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 0آخر مشاركة: 09-12-2008, 08:14 AM -
وزير الاقتصاد الالماني: صعود النفط خطر على استقرار الاقتصاد العالمي
By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 2آخر مشاركة: 23-07-2008, 06:58 PM