صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 20
  1. #1
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    Lightbulb ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (1) محطة حب الله

    محبة الله هي أشرف أنواع المحبة، وهي خالص حق الله على عباده، ففي الصحيح عن معاذ أنه قال: كنت سائراً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((يا معاذ، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ، فقلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة فقال: يا معاذ، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: قلت: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: قلت: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ)).
    عباد الله، إن الله يُحب لذاته من جميع الوجوه، وما سواه فإنما يحب تبعا لمحبته جل وعلا، فالله هو الذي خلق وهو الذي رزق وهو الذي إليه المنتهى وهو الذي أضحك وأبكى وهو الذي أمات وأحيا. والقلوب مفطورة مجبولة على حب من أنعم عليها، والإحسان كله لله والنعم كلها من عند الله يقول تعالى: وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ [النحل:53]، فلا يستحق بعد ذلك كمال المحبة إلا هو جل وعلا.

    عباد الله
    إذا غرست شجرة المحبة في القلب، وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أثمرت أطايب الثمار، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، أصلها ثابت في قرار القلب، وفرعها متصل بسدرة المنتهى. فالمحب هو العابد وهو الصادق في عبوديته لربه، وهو المخلص له فيها، وهو المتقي المحسن والله يحب المحسنين.



    ==============================

    منقول من

    أحلى رمضان في حياتي
    موقع الطريق إلى الله

    http://www.way2allah.com/ramadan/


  2. #2
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (2) محطة حب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم


    لنسأل أنفسنا: هل نحب فعلاً رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هو أسوتنا وقدوتنا؟ ما صدق محبتنا له؟ وما دليلها؟ ما درجتها؟ وما آثارها ؟ وهل مجتمعنا صادق في هذه المحبة؟ إننا نؤمن به ونشهد أنه رسول الله ونؤمن بما جاء به من عند ربه عز وجل, لكن أضعنا كثيراً من أوامره وأعرضنا عن تحكيم شريعته وهجرنا شمائله وأخلاقه, وشباب الأمة ونساؤها تركوا هديه واتباعه وتقليده إلى تقليد واتباع الكفار أعداء الله وأعداء رسله صلى الله عليهم وسلم، فالفلاح لمن آمن به واتبعه قال تعالى: فَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ [الأعراف:157].


    فينبغي علينا الاعتراف بتقصيرنا في حسن اتباع رسولنا صلى الله عليه وسلم، ومن ثم نصلح هذا الخطأ, وإن كذبنا على أنفسنا فمظاهر الحرام الكثيرة والفساد المنتشرة في كل مكان شاهدة على ذلك، من ارتكاب الكبائر وغشيان المحرمات, وشيوع المعاصي والفواحش والمنكرات، وتضييع الواجبات وانتشار الغش والرشوة والظلم والبغي وقطيعة الرحم, والتخلي عن الآداب ونزع الحجاب، ولبس الألبسة الفاتنة الضيقة وغيره حيث تظهر المفاتن, ضف إلى ذلك ضعف الرابطة الأخوية الإيمانية من الوحدة والمودة وهضم الحقوق الشرعية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية كحقوق الوالدين وحقوق الأقارب وحقوق الإخوان وحقوق الجيران قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].


    فيا من تحبون النبي صلى الله عليه وسلم، اعلموا أن سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه والاقتداء به قال تعالى: يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:64].

    أي الله وحده كافيك وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد فاجتهدوا رحمكم الله في اتباعه ومعرفة سنته، فذلك هو الدليل على صدق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه.


    اللهم إنا نسألك صدق المحبة وآثارها وارزقنا حب السنة وإحياءها، ونعوذ بك من الفرقة والخلاف والابتداع, والخصومة والبغضاء والنزاع.

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (3) محطة حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين



    فمن حقوق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تعظيم أصحابه وتبجيلهم واحترامهم والدعاء لهم والترضي عنهم وكف اللسان عنهم وعما شجر بينهم فإنهم سلف هذه الأمة وصفوتها وخيرها بعد نبيها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بهم نصر الله رسوله وأعز دينه وأعلى كلمته وبسببهم اهتدينا إلى الإسلام، فالمنة في هدايتنا إلى الإسلام لله تبارك وتعالى أولا ثم لمصطفاه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ثم لأصحاب رسوله الذين جاهدوا بين يديه أحسن جهاد والذين نقلوا إلي الأمة من بعده السنن والشرائع والقرآن. فلولاهم ما عرفنا شيئا عن الإسلام ولولاهم ما عرفنا شيئا من القرآن ولولاهم ما اهتدينا إلى الإيمان.



    فحب الصحابة إيمان وبغضهم كفر ونفاق , بوب الإمام البخاري في صحيحه الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله أبوابا في فضائل الصحابة والمهاجرين ثم قال: باب "حب الأنصار من الإيمان" فخرج فيه حديثا عن البراء رضى الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله)).

    وخرج أيضا حديثاً عن أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار)). فإذا كان هذا في حب الأنصار فحب المهاجرين أحرى وأولى وآكد لأنهم أسبق منهم وأفضل منهم, ثم حب السابقين أولى وأوجب وآكد وعلى رأسهم الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي الذين هم أفضل هذه الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فرضي الله عنهم وأرضاهم.



    ثم يا مسلم كيف لا تحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولهم كل المنة في عنقك, أصحاب رسول الله هم أنصاره وجنده وأتباعه, إنهم حواريوه لما قال عيسى بن مريم: من أنصاري إلي الله قال حواريوه نحن أنصار الله ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنصاري إلى الله. تسابق أولا المهاجرون إلى الإيمان به ونصرته والذب عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وتحملوا في سبيل ذلك من الأذى والاضطهاد ما تنهد منه الرواسي الشوامخ ثم تسابق إلي الإيمان به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ونصرته الأنصار من الأوس والخزرج, أهل هذه المدينة الطيبة آووا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ونصروه وجاهدوا بين يديه حق الجهاد حتى قال قائلهم في غزوة نبوية يوم بدر: يا رسول الله امض إلى ما أمرك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيهم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون [المائدة:24] ولكن نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.

    رضي الله عنهم وأرضاهم, هذا مقال لسان الصحابة أجمعين, وهذا كان لسان حالهم دائما جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وجاهدوا بين يديه أحسن الجهاد حتى أعز الله بهم الملة ورفع بهم الكلمة وأظهر بهم دينه علي الدين كله ولو كره المشركون.



    يا مسلم كيف لا تحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهم أسوته وهم قدوته؟ فكما اصطفى نبيه وخليله وصفيه كما اصطفاه من بين سائر خلقه, اصطفى له أصحاباً وجنداً وأنصارا هم أحسن الناس يومئذ فصاروا أفضل هذه الأمة بصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد نبينا صلى الله عليه وسلم.




    جعلهم الله الأنموذج العملي لهذا الإسلام فما عليك إلا أن تحتذي حذوهم وتتأسى بهم, إنهم التفسير العملي لهذا الدين ولذلك ذكرهم الله تعالى في كتابه ونوه بفضلهم وأثنى عليهم وعلى خلالهم وأوصافهم وأفعالهم من ذلك قوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم [التوبة:100]. ومن ذلك قوله تعالى: والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم [الأنفال:74].

    وقال تبارك وتعالى في وصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم منوها بهم وبفضلهم محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى علي سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا كريما [الفتح:29].



    دلت هذه الآية الكريمة على أنه لا يبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلا كافر إذ قال: ليغيظ بهم الكفار وهل هناك أغيظ على الكفار وأشد حنقا على قلوبهم من نصرة الصحابة لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وجهادهم أعداء الله حتى دوخوا المجوس والروم, ودوخوا أهل الشرك وطواغيت الكفر في الأرض جميعا.

    فرضي الله عنهم أجمعين

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (4) محطة الاخلاص لله



    أخوتاه : قد يقول قائلكم ما هو الإخلاص الذي يأتي في الكتاب والسنة واستعمال السلف الصالح رحمهم الله.
    فأقول بإذن الله: لقد تنوعت تعاريف العلماء للإخلاص، ولكنها تصب في معين واحد ألا وهو أن يكون قصد الإنسان في حركاته وسكناته وعباداته الظاهرة والباطنة، خالصة لوجه الله تعالى، لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس.
    قال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله يعني الإمام أحمد بن حنبل عن النية في العمل، قلت كيف النية: قال يعالج نفسه، إذا أراد عملاً لا يريد به الناس.
    قال أحد العلماء: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا. أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا.
    والناس في الإخلاص والمتابعة أربعة أصناف:
    فالصنف الأول منهم: هم أهل الإخلاص والمتابعة، لم يريدوا بعملهم إلا وجه الله تبارك وتعالى، لم يريدوا ثناء الناس ولا طلب المنزلة والمحمدة في قلوبهم ولا الهرب من ذمهم، إنما كل أعمالهم لله تبارك وتعالى، أعمالهم وأقوالهم وحبهم وبغضهم وعطاؤهم ومنعهم لله رب العالمين، فعملهم ظاهرًا وباطنًا لوجه الله وحده، لا يريدون من الناس جزاءً ولا شكورًا.
    والصنف الثاني: لا إخلاص لهم ولا متابعة، وهم أمقت الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وهم شرهم عنده؛ إذ لم يريدوا بعملهم وجه الله ولم يتابعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فتزينوا للناس بما لم يشرعه الله تبارك وتعالى، فيا ويلهم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
    والصنف الثالث: هم الذين أخلصوا ولم يتابعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وذلك مشهود ملحوظ ملموس في جُهّال العباد الذين أخلصوا الله تبارك وتعالى، ولكن أفسد الشيطان عليهم فجعلهم يعملون بالنية الحسنة أعمالاً غير مشروعة، فيصومون يوم فطر الناس، ويعتقدون أن الخلوة والتخلف في بيوت معتزلين فيها أفضل من الجُمَع والجماعات إلى غير ذلك مما يعتقده المنتسبون للطرق.
    والصنف الأخير: هم أهل المتابعة الظاهرة الذين لا يصدق ظاهرهم باطنهم، فأتوا بأعمال تابعوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، لكن لم يكن من ورائها إخلاص، فحبطت وزالت وراحت كأنها لم تكن.
    هذه هي الأصناف الأربعة في أمر الإخلاص والمتابعة، ويقول الله تبارك وتعالى مُرغبًا في الإخلاص ومحذرًا من الرياء، يقول في الإخلاص في سورة البينة: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5].
    واعلم ـ أيها الأخ المسلم ـ أنه لا بد لكل عمل من نية كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في حديث عمر الصحيح الذي أخرجه الجماعة: ((إنما الأعمال بالنيات))، ولا بد للنية من الإخلاص لله تعالى كما قال لنبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في سورة الزمر: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2، 3].
    وقال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما أمره به ربه في نفس السورة: قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي [الزمر:14]، فقال للناس: أنا أعبد الله مخلصًا له الدين، فاعبدوا ما شئتم من دونه.
    وقال في سورة النساء: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً [النساء:125]، من أحسن من هذا الذي أخلص في الباطن وتابع في الظاهر، تابع ملة إبراهيم حنيفًا؟! حَنِيفًا أي: مائلاً عن الشرك مبتغيًا وجه الله تعالى، ولهذا قال وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً لأنه ما أمره الله تبارك وتعالى بشيء إلا امتثله، قال الله تعالى في سورة الزمر: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (5 محطة الخوف من الله


    أخوتي في الله , أتقوا الله وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: "من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد"، قال تعالى: فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي [المائدة:44]، فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175].


    فالخوف هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه، والخائف دائما يلجأ إلى الهرب مما يخافه إلا من يخاف من الله، فإنه يهرب إليه كما قال أبو حفص: "الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه"، فالخائف هارب من ربه إلى ربه قال تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [الذاريات:50].

    قال أبو سليمان الداراني: "ما فارق الخوف قلبا إلا خرب"، وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها"، وقال ذو النون: "الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق"، وقال أبو حفص: "الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه".



    والخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط
    ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "الخوف المحمود هو ما حجزك عن محارم الله، وهذا الخوف من أجل منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب، وهو فرض على كل أحد".


    ومن كان الخوف منه بهذه المنزلة سوف يحجزه خوفه عن المعاصي والمحرمات، فلا يأكل مالا حراما، ولا يشهد زورا، ولا يحلف كاذبا، ولا يخلف وعدا، ولا يخون عهدا، ولا يغش في المعاملة، ولا يخون شريكه، ولا يمشي بالنميمة، ولا يغتاب الناس، ولا يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يزني ، ولا يتشبه بالنساء، ولا يتشبه بالكفرة أعداء الدين، ولا يتعاطى محرما، ولا يشرب المسكرات ولا المخدرات ولا الدخان ولا الشيشة، ولا يهجر مساجد الله، ولا يترك الصلاة في الجماعة، ولا يضيع أوقاته في اللهو والغفلة، بل تجده يشمر عن ساعد الجد، يستغل وقته كله في طاعة الله، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل. ألا وإن سلعة الله غالية، ألا وإن سلعة الله هي الجنة)) رواه الترمذي وهو حديث حسن. والمراد بهذا الحديث الجد والتشمير في الطاعة والاجتهاد من بداية العمر؛ لأن الجنة غالية تحتاج إلى ثمن باهظ، ومن سعى لها وعمل صالحا وسار من أول الطريق نال بغيته إن شاء الله.


    ولهذا كان السلف الصالح يغلبون جانب الخوف في حال الصحة والقوة حتى يزدادوا من طاعة الله ويكثروا من ذكره ويتقربوا إليه بالنوافل والعمل الصالح.

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (6) محطة حاسب نفسك

    أخي في الله

    حاسب نفسك لتعرف رصيدك من الخير والشر:
    حقوق الله هل وفيتها؟! حقوق العباد هل أديتها؟!
    ما حالك مع الصلاة؟! هل تؤديها بشروطها وأركانها؟!
    متى آخر مرة بكيت من خشية الله؟!
    فعينان لا تمسهما النار، إحداها عين بكت من خشية الله، ما حالك مع كتاب الله؟! ولا تكن ممن قال الله تعالى عنهم على لسان نبيه: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30].
    ما حالك مع النوافل والمستحبات؟! فهي علامة الإيمان وطريق محبة الرحمن.


    يقول الحسن البصري في قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:16-18]: "يا ابن آدم، بسطت لك صحيفتك، ووكل بك ملكان، أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال، فصاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، فإذا متّ طويت صحيفتك حتى يوم القيامة، فيقال لك: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا"، ثم قال: "عدَل ـ والله ـ من جعلك حسيبَ نفسك".

    عبد الله، اجلس مع نفسك وحاسبها، وقل لها: يا نفس، أتعلمين أن كل من يلتفت إلى ملاذ الدنيا ويأنس بها فمصيره الموت؟! يا نفس، أوَما تنظرين إلى الذين مضوا كيف بنوا وعلوا ثم ذهبوا؟! أما ترينَهم كيف يجمعون ما لا يأكلون ويبنون ما لا يسكنون ويؤمّلون ما لا يدركون؟! يبني كل واحد قصرا مرفوعا إلى جهة السماء ومقرّه قبر محفور تحت الأرض. ويحك يا نفس، أما تستحين من الله؟! تزيّنين ظاهرك للخلق وتبارزين الله في السر بالعظائم.

    ويحك، أهو أهون الناظرين إليك؟! أتأمرين الناس بالخير وأنت ملطخة بالرذائل؟!

    فانظري ـ يا نفس ـ بأيّ بدن تقفين بين يدي الله؟! وبأي لسان تجيبين؟! فأعدّي للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا. يا نفس، اخرجي من الدنيا خروج الأحرار قبل أن تخرجي منها على الاضطرار.


    عبد الله، قل:
    أنـا العبـد الذي كسب الذنوبـا وصـدّته المنايـا أن يتوبـا
    أنـا العبد الذي أضحـى حزيـنا علـى زلاتـه قلقـا كئيبا
    أنـا المضطر أرجـو منك عفـوا ومن يرجو رضاك لن يخيـبا
    فيـا أسفـى علـى عمر تقضّـى ولم أكسـب به إلا الذنوبـا
    ويـا حزنـاه من حشري ونشري بيـوم يجعل الولدان شيبـا
    فيا من مدّ في كسب الخطايا خطاه أمـا آن الأوان أن تتوبـا

    فتب إلى مولاك من قريب، فوالله ما ظلمك من جعلك حسيب نفسك.


    عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((يقول العبد يوم القيامة: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى، فيقول: إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا من نفسي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا، وبالكرام الكاتبين شهودًا، فيختم على فيه ويقال لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بُعْدًا لكنّ وسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل)).


    تبارك من أجرى الأمور بحكمه كما شاء لا ظلما ولا هضما

    أخي، فحاسب نفسك بنفسك، وأخلص تخلص، فالناقد بصير.
    العمر ينقص والذنـوب تزيـد وتقـال عثرات الفتى فيعود
    هل يستطيع جحود ذنب واحد رجل جوارحه عليه شهود؟!

  7. #7
    الصورة الرمزية rafiek
    rafiek غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    838

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    جزاك الله خيرا يا ابو العذب
    توقيع العضو
    إلحق !!! أقوى إ ستراتيجية في الدنيا كلها مكاسب

    http://forum.arabictrader.com/t42519.html

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (7) محطة الصلاة


    تعال وانظر لفوائدها العظيمة. فإن منها:

    أولاً : هي عنوانُ الفلاحِ وطريق النجاح، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ [المؤمنون:1، 2]، إلى أن قال في آخر نعتِهم: وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ * ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ [المؤمنون:9-11].

    ثانياً : الصلاة تكفير الخطايا والذنوب، واسمَع قول الله تعالى: وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَىِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ [هود: 114]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يقول: ((أرأيتُم لو أنّ نهرًا بباب أحدِكم يغتسِل منه كلَّ يومٍ خمسَ مرّات، هل يبقى من درنِه شيء؟)) قالوا: لا يبقى من درنِه شيء، قال: ((فذلك مثَل الصلوات الخمس، يمحو الله بهنّ الخطايا)).

    ثالثاً : والصلاةُ بابٌ للرزق، قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلوٰةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ [طه:132].

    رابعاً : إنّ الصلاةَ أوّل شروط النصرِ والتمكين، قال تعالى: ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأمُورِ [الحج:41]، فلا ينصر الله أمة ضيعت صلاتها ولم تعرف للصلاة تعظيما ولا قدرا وركنت إلى الدنيا باتباع الشهوات، قال تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَـوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوٰتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا [مريم:59]، فجعل الله سبحانه سبب تضييع الصلاة الركون إلى الدنيا باتباع الشهوات.

    خامساً : وإن الصلاة ـ عباد الله ـ تنهى عن الفحشاء والمنكر، فتطهِّر القلوبَ من درن الذنوب والمعاصي، إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].

    سادساً : والصلاة هي المفزَع عند الجزَع، وإليها الهرَب عند الهلَع واللجوء عند الخوف، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ [البقرة:153]؛ لذا كانت قرَّة عين النبيِّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، فإذا حَزَبه أمرٌ أو نزل به كرب فزع إلى الصّلاة.

    سابعاً : والصلاة راحة النفس وطمأنينة القلب قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا: ((أرِحنا بها يا بلال)).


    وفوائد الصلاة كثيرة جدا، ولو لم يكن منها إلا أنها طاعة لله الذي خلقك فأحسن خلقتك، وأنعم عليك ورزقك، وامتن عليك بصحة وعافية، أفيجوز أن يعطيك هذا كله ثم يأمرك فتعصي؟! إنها صفة اللئام، وإنها الدناءة والخسة والفجور، أن ينعم عليك فتعصيه! إن الإصرار على المعصية قد يكون سببا في سوء الخاتمة! فإن الذنوب ما تزال بالرجل العظيم حتى تميت قلبه،وتورده جهنم عياذا بالله.


    فاصدق مع الله، اصدق مع الله، حاسب نفسك، ارجع إلى نفسك قبل غرغرة الروح، تضرّع إلى الله بالدعاء، خذ بالأسباب المادية من نوم مبكر ووضع منبه، وجاهد النفس، وتذكر وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون.


    هذه رسالة، رسالة إلى أخينا وجارنا الذي فقدناه في صلاة الجماعة، فهل بعد هذا البيان من عذر؟ وهل لهم حجة أمام الله؟ هذه الرسالة أمانة في عنق كل مصل لإيصالها إلى كل تارك لصلاة الجماعة، فلنجتهد في نصحهم، ولنجتهد في إيصال مثل هذه الرسالة لهم، ولنذكرهم بالله، ولنخوفهم بالله، ولنعذر أمام الله، ولنبرئ أنفسنا أمام الله.


    اللهم فاشهد. اللهم إني بلغت؟



    وأسأل الله الكريم المنان أن يمن علي وعليك وعلى جميع المسلمين بهداية وتوفيق دائمين، حتى نلقاه.

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (8) محطة صلاة الفجر
    عباد الله، كم أجور ضيّعها قاطع صلاة الفجر، كم حسنات ضيعها مضيّع صلاة الفجر أو مؤخّرها، كم من كنوز فقدناها يوم تكاسلنا عن صلاة الفجر:

    1- صلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة؛ يقظة من قيام + إجابة للأذان + صلاة مع أهل الإيمان = ثواب قيام ليلة. قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )) أخرجه مسلم.

    2- الحفظ في ذمة الله لمن صلى الفجر؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله)) رواه مسلم. نعم، إنها ذمة الله ليست ذمة ملك من ملوك الدنيا، إنها ذمة ملك الملوك ورب الأرباب وخالق الأرض والسماوات ومن فيها، ومن وصف نفسه فقال: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر:67].
    ذمة الله التي تحيط بالمؤمن بالحماية له في نفسه وولده ودينه وسائر أمره، فيحس بالطمأنينة في كنف الله وعهده وأمانه في الدنيا والآخرة، ويشعر أن عين الله ترعاه.

    وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخـاوف كلهن أمـان
    فاستمسك بحبل الله معتصما فإنه الركن إن خانتك أركان
    اللهم احفظنا بحفظك ورعايتك، وكن لنا معينًا ومؤيدًا وناصرًا وكافيًا.


    3- صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة؛ قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) رواه الترمذي وابن ماجه.

    والنور على قدر الظلمة، فمن كثر سيره في ظلام الليل إلى الصلاة عظم نوره وعّم ضياؤه يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة وينطفئ مرة))، قال تعالى: يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ [الحديد:12].
    اللهم نور قلوبنا، ونور قبورنا، ونور بصائرنا، يا نور السماوات والأرض.

    4- دخول الجنة لمن يصلي الفجر في جماعة، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((من صلى البردين دخل الجنة))، والبردان هما الفجر والعصر، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)).

    5- تقرير مشرِّف يُرفع لرب السماء عنك يا من تصلي الفجر جماعة؛ قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم: كيف وجدتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهو يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)).

    فيا عبد الله، يا من تحافظ على صلاة الفجر، سيرفع اسمك إلى الملك جل وعلا، ألا يكفيك فخرًا وشرفًا؟!

    6- قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((ركعتا الفجر خير من الدينا وما فيها)). الله أكبر، إذا كانت سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها، فكيف بأجر الفريضة؟! الله أكبر سيكون أعظم وأشمل.

    7- الرزق والبركة لمن صلّى الفجر جماعة؛ هذا الوقت وقت البركة في الرزق فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)). اللهم زد في أرزاقناـ وبارك لنا فيها، ووفقنا للصلاة في جماعة يا رب العالمين.


    يـا قومنا هـذي الفوائد جمّة فتخيـروا قبل الندامة وانتهوا
    إن مسّكم ظمأ يقول نذيركم: لا ذنب لي قلت للقوم: استقوا

    عباد الله، ذكر الله عُمَار المساجد فوصفهم بالإيمان النافع وبالقيام بالأعمال الصالحة التي أمُّها الصلاة والزكاة، وبخشية الله التي هي أصل كل خير، فقال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ [التوبة:18].

    وحضورنا للصلاة مع الجماعة إنما هو عمارة لبيوت الله، وبالأخص صلاة الفجر.

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (9) محطة قراءة القرآن
    عباد الله، إن أمامكم العمر كله، وأنتم في شهر الخير والبركات، فاغتنموا ـ عباد الله ـ فرصة العمر فاهتبلوها، وإياكم والغرور بالدنيا فإنكم تاركوها، واحرصوا على تعليم من ولاكم الله أمرهم، فعلموهم القرآن حتى يحمدوكم عند الكبر، ويكونوا صالحين فيدعوا لكم عند زوال الأقدام عن الدنيا.

    عباد الله، إن القلب يصدأ ويقسو، والنفس تضعف، وتهبط بها دواعي الشهوات ومشاغل الدنيا وما أحوجنا إلى ما يصلح نفوسنا ويلين قلوبنا ويربطنا بخالقنا سبحانه. وما تقرب عبد إلى ربه بأفضل من تلاوة كتابه والوقوف عند معانيه والتـدبر في آياته.

    وقد كان من هدي السلف المستقر لديهم تلاوة ورد يومي من كتاب الله تعالى، بأن يجعل أحدهم له قدراً يقرؤه يومياً ويتعاهد نفسه عليه بحيث يختم القرآن في كل شهر أو عشرين يوماً أو أقل من ذلك.
    ومما يدل على ذلك ما ورد في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا قال له: ((اقرأ القرآن في كل شهر قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد عن ذلك)).

    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ((من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل)) مسلم.

    وثبت عن ابن مسعود وعثمان وتميم الداري وجمع من أئمة التابعين أنهم كانوا يختمون القرآن في سبعة أيام.

    ومن آداب التلاوة ـ أيها المؤمنون ـ تدبر كلام الله تعالى وتفهم معانيه، فهذا من أهم مقاصد القرآن الكريم كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ مُبَـٰرَكٌ لّيَدَّبَّرُواْ ءايَـٰتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو ٱلاْلْبَـٰبِ [ص:29] وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا صلى فكان إذا مرّ بآية رحمة سأل، وإذا مرّ بآية عذاب استجار، وإذا مرّ بآية فيها تنزيه لله سبح. النسائي وصححه الألباني.

    وقال أبو جمرة لابن عباس رضي الله عنهما: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أقرأ كما تقول.

    ومما يعين على تدبر القرآن تحسين الصوت في قراءته، وقد أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها، وعن أبي هريرة: ((ما أذن الله لشيء ـ أي استمع ـ ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)) البخاري ومسلم.

    وعنه: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) البخاري.

    وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه حسن الصوت بالقرآن فقال له النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا: ((يا أبا موسى، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)) البخاري.

    وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يقرأ: وَٱلتّينِ وَٱلزَّيْتُونِ [التين:1]، في العشاء، وما سمعت أحداً أحسن صوتاً منه على أن هذا لا يعني التنطع في القراءة والتكلف فيها.


    أخوتي في الله، لما ذكر الله تعالى ما قال المشركون من الباطل في معارضة القرآن والصد عنه وما قالوه من عبارات الحسرة والندامة يوم القيامة على ما كان منهم من ذلك في الدنيا في سورة الفرقان ذكر ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا من الشكوى لربه من تركهم للقرآن العظيم وهجره، فقال: وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً [الفرقان:30]، أي جعلوه متروكاً مقاطعاً مرغوباً عنه.

    ولا شك أن شكواه عليه الصلاة والسلام من هجره دليل على أن ذلك من أصعب الأمور وأبغضها لديه.

    وفي حكاية القرآن لهذه الشكوى وعيد كبير للهاجرين بإنزال العقاب بهم إجابة لشكواه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

    وقد ذكر أهل العلم أن هجر القرآن له درجات، ويدخل فيه صور مختلفة، فمنه هجر العمل به وهجر التحاكم إليه وهجر تلاوته وهجر التـداوي به.

    فلنحذر من كل ذلك أيها المؤمنون، ولنقبل على كتاب ربنا تلاوة وتعلماً وحفظاً وعملاً، ففي ذلك الخير والأجر، وما أجمل أن يكون لكل واحد منا قدراً من كتاب الله يقرؤه يومياً، ولو كان يسيراً فقد علمنا أن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قلّ.

    اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك. اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن في الدنيا والآخرة

  11. #11
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (10) محطة ذكر الله
    فمن أراد مضاعفة الحسنات وأن يكون في معية الله فعليه بذكر الله فقد قال الملك سبحانه وتعالى " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ". يا فرحتك يا سعادتك - الله – جل جلاله معك نعم معك أنت.
    تأملوا بارك الله فيكم في هذه الفضائل المتعلقة بذكر الله تعالى، والمقصود التنبيه على بعض أنواع الذكر التي وردت فيها فضائل عظيمة، وذُكرت فيها مثوبة جليلة.
    ومن هذه الأذكار، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، حيث وردت في فضلها أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا يضرّك بأيهن بدأت)) رواه مسلم، وأخرج الإمام الترمذي عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة)) صححه الألباني .
    وأخرج الإمام النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((خذوا جُنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات)) صحيح الجامع
    وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس)).
    وأخرج الترمذي من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد أقرئ السلام أمتك، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))
    فانظر يا أخي الكريم إلى ما ورد في فضل هذه الكلمات الأربع، وإلى سهولة هذه العبادة، أفلا نكون ممن عرف هذا الخير وعمل به وأكثر منه؟
    وإليك هذه الفضائل التي لا يفوتها إلا محروم
    أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون؟ قال: ((ألا أحدثكم إن أخذتم أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين)).
    وأخرج البخاري أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))، وأخرج البخاري أيضاً عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)) وأخرج مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من القائل كلمة كذا وكذا؟ قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله قال: عجبت لها فتحت لها أبواب السماء)) قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
    وأخرج مسلم أيضاً عن سعد قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: ((يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)).
    وأخرج مسلم عن ابن عباس عن جويرية أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ((ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟)) قالت: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)) فلله الحمد كثيراً على نعمه وتيسير عبادته
    كما أن مما يعين على حياة القلب وطمأنينة النفس وراحة البال دوام ذكر الله عز وجل فنعم الزاد الذي كان يتغذى به الصالحون وينعم به العارفون كما قال ربنا: أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ [الرعد:28].
    ويقول شيخنا ابن تيمية رحمه الله: "الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!"
    ويقول شيخنا ابن القيم رحمة الله: "وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قرب من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغدَّ هذا الغداء لسقطت قوتي"
    فما أحرانا أيها المسلمون أن نعطر أفواهنا بذكر الله تعالى ونرقق قلوبنا بذكر الله تعالى وما أحوجنا إلى تكفير ذنوبنا بذكر الله تعالى واستغفاره، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً.

  12. #12
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (11) محطة التخلص من الهمً
    فما الطريق إلى شرح الصدر وإبعاد الملل والكدر عنه؟

    يجيب عن هذه الأسئلة الذي خلق أنفسنا ويعلم ما يصلحها ويفسدها.

    1- يقول الله عز وجل: فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ [طه:123]، من اتبع الله فلن يضل، ولن يشقى، ولن يتخبط في القلق والاكتئاب والحيرة والفراغ، ولن يشعر بالكدر وضيق الصدر أبداً. وكيف يضيق صدره وهو يسير على منهج الله متبع لهدى الله.

    2- ويقول الله تعالى: ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ [الرعد:28]، فالعلاج الثاني هو ((ذكر الله)) على كل حال، ويعلّق القلب به في كل حين، فتسبيحه وتذكره في كل وقت. فبذكر الله تدفع الآفات، وتكشف الكربات، وتغفر الخطيئات، وبذكر الله تطمئن القلوب الخائفة وتأنس الصدور الوجلة. وكيف لا تطمئن هذه القلوب وهي متصلة بالله خالقها مستأنسة بجواره، آمنة في جنابه وحماه، فتذهب عنها تلك الوحشة، ويبتعد ذلك القلق، وتفرج تلك الهموم ويزول ذلك الضيق.
    3- ويقول الله عز وجل: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَكُنْ مّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ * وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ [الحجر:97-99].

    أما العلاج الثالث فهو الإكثار من النوافل بعد الفرائض، فهي تجعل روحك متصلة بالله تعالى. وتجعل قلبك ذاكراً له عز وجل، صلِّ الصلوات الخمس مع سننها، صم النوافل: كالأيام البيض والإثنين والخميس، قم شيئاً من الليل، وناج ربك وخالقك، واطلب منه ما أردت، أكثر من قراءة القرآن، واحفظ منه ما استطعت، جاهد نفسك حتى تنهض لصلاة الفجر، صلِّها وداوم عليها ثم انظر إلى نفسك، ماذا سيطرأ عليها ؟ ستشعر بحلاوة، وزيادة إيمان، تحسه في قلبك. في اتساع صدرك. تجده في هدوء نفسك.
    ونأخذ من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم شفاءً ودواءً لهذا المرض وطمأنينة للقلب وأنساً للنفس قال صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً)).

    أخي الحبيب، ارفع يديك إلى الله مولاك كلما شعرت بضيق، ارفع يديك وادع بما شئت، اشك بثك وحزنك إلى الله، اترك دموعك تسيل على خديك، لتخرج ما في نفسك من ضيق وهم وألم.

    آخر علاج لهذا المرض هو اختيار الرفقة الصالحة الطيبة الذين يسيرون على منهج الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اترك رفاقك الأولين، ابتعد عنهم، ولا تقترب منهم، وعش مع هذه الرفقة الصالحة، تشعر بطعم الحياة حقاً، وتحس بحلاوة الإيمان صدقاً، عش معهم .. ثم انظر إلى نفسك بعد فترة، انظر إلى حالك انظر إلى صدرك، تجده قد اتسع بعد الضيق، تجده قد استقر بعدما كان يصّعّد في السماء، تجده قد غسل تماماً، عندها ستجد للطّاعة لذة وللحياة هدفاً، عش معهم، وتذكر ذلك الذي قال الله تعالى فيه: كَٱلَّذِى ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَـٰطِينُ فِى ٱلأرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَـٰبٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ [الأنعام71].
    أخي الحبيب، يقول الله تعالى: وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَءاتَـٰهُمْ تَقُوَاهُمْ [محمد:17]، ويقول عز وجل: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً [مريم:96].
    وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].

  13. #13
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (12) محطة السعاده
    السعادة ـ أخوتاه ـ أمر لا يُقاس بالكمّ ولا يُشترى بالمال، لا يملك بشر أن يعطيها، كما أنه لا يملك أن ينتزعها ممن أوتيها.

    السعادة دين يتبَعه عمل، ويصحبه حمل النفس على المكاره وجبلها على تحمل المشاق والمتاعب وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر والشدائد بالجلد، والسعيد من آثر الباقي على الفاني، إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدًّا [مريم:96].


    السعادة هي الرضا بالله والقناعة بالمقسوم والثقة بالله واستمداد المعونة منه، من ذاق طعم الإيمان ذاق طعم السعادة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً)) رواه مسلم.


    السعادة هي الرضا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم رسولاً، وإتباع هذاالرضا بركعات وسجدات وخضوع وتسليم لله.


    السعادة والفلاح ـ عباد الله ـ في الإسلام الذي هو الاستسلام الكامل لله جل وعلا والخضوع له والخلوص له من الشرك والأنداد والخروج عن داعية الهوى إلى داعية الرحمن، مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].


    السعادة وجدها نبي الله يونس بن مَتّى وهو في ظلمات ثلاث، في بطن الحوت، في ظلمة اليم، في ظلمة الليل، حين انقطعت به الحبال إلا حبل الله، وتمزقت كل الأسباب إلا سبب الله، فهتف من بطن الحوت بلسان ضارع حزين: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، فوجد السعادة.


    السعادة وجدها موسى عليه السلام وهو بين ركام الأمواج في البحر، وهو يستعذب العذاب في سبيل الواحد الأحد، كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62].


    السعادة وجدها محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو يُطوّق في الغار بسيوف الكفر، ويرى الموت رأي العين، ثم يلتفت إلى أبي بكر ويقول مطمئنًا: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40].


    السعادة وجدها يوسف عليه السلام وهو يسجن سبع سنوات، فيسألونه عن تفسير الرؤى فيتركها، ثم يبدأ بالدعوة فيقول: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف:39]، فيعلن الوحدانية فيجد السعادة.


    السعادة وجدها أحمد بن حنبل في الزنزانة وهو يجلد جلدًا، لو جُلده الجمل لمات كما قال جلاّدوه، ومع ذلك يصرّ على مبدأ أهل السنة والجماعة فيجد السعادة.


    السعادة وجدها شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يُكبّل بالحديد، ويُغلِق عليه السجان الباب، داخل غرفة ضيّقة مظلمة، فيقول ابن تيمية: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد:13]، ثم يلتفت إلى الذين هم خارج السجن، فيرسل لهم رسالة، وينشد لهم نشيدًا، وينقل لهم نبأً وخبرًا من السجن فيقول: "ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري، أنّى سِرت فهي معي، أنا قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة".

    هذه هي السعادة، وهذه بعض أحوال السعداء، ولا يكون ذلك إلا في الإيمان والعمل الصالح الذي بُعث به الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فمن سكن القصر بلا إيمان كتب الله عليه: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]، ومن جمع المال بلا إيمان ختم الله على قلبه: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124]، ومن جمع الدنيا وتقلد المنصب بلا إيمان جعل الله خاتمته: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124].


    أيها المسلمون، من أراد السعادة فليلتمسها في المسجد صلاةً وجلوسًا وتعلّقًا، من أراد السعادة فليلتمسها في المصحف قراءةً وتدبرًا وحفظًا، من أراد السعادة فليلتمسها في السنة اتباعًا وتطبيقًا ومنهجًا، من أراد السعادة فليلتمسها في الذكر، في التلاوة، في الهداية، في الاستقامة، في الالتزام، في اتباع محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.


    إن السعيد من سعد بطاعة الله، والشقي من شقي بمعصيته لله، قال الله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:104-108

  14. #14
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (14) محطة الرضى

    أخرج الترمذي في الزهد عن رجل من أهل المدينة قال: كتب معاوية رضي الله عنه إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي، فبعثت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية: سلام الله عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)) والسلام عليك [والحديث إسناده صحيح].


    وفي رواية لإبن حبان: ((من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس)) [وسنده صحيح أيضا، والحديث ذكره الشيخ الألباني في حديث الجامع الصغير السيوطي وقال عنه الشيخان شعيب وعبد القادر الأرناؤوط في تحقيقهما لزاد المعاد: إسناده صحيح].


    وقوله عليه الصلاة والسلام: ((من التمس رضا الناس)) التمس يعني: طلب، وقوله عليه الصلاة والسلام (كفاه الله مؤونة الناس) المؤونة التبعية والمقصود كفاه الله تعالى شر الناس وأذاهم.


    أيها الأخوة الكرام: ها هو ذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك خيرا إلا دلنا عليه، ولا شرا إلا حذرنا منه، ها هو ذا عليه الصلاة والسلام في كلمات بسيطة الأسلوب بليغة التركيب وجيزة المبنى عظيمة المعنى يعطينا في هذا الحديث الشريف مبدءا هاما في معاملة الناس ومعايشتهم، فذكر عليه الصلاة والسلام طريقين لا ثالث لهما.


    الطريق الأول: طريق من التمس رضا الله تعالى ولو سخط عليه الناس، وهو طريق ينبع من توحيد العبد لربه عز وجل، إذ ليس للإنسان أن يتوجه إلا لله، فلا يخاف إلا إياه، ولا يرجو سواه، ولا ينطلق في حياته إلا طلبا لرضاه في كل حركاته وسكناته في كل معاشراته ومعاملاته، فينفذ ما أمر الله تعالى به لا يلتفت في ذلك لمدح مادح أو ذم ذام، ولا يضع في نفسه وهو يرضي الله عز وجل أدنى حساب لسخط أحد من الخلق أو رضاه مهما كلفه ذلك من مشاق.


    والطريق الآخر: هو طريق من لم تخلص نفسه لله عز وجل، طريق ضعاف الإيمان ومن اهتزت عقيدتهم فهو يبحث عما يرضي الناس ويفعله، وعما يعرضه لسخطهم فيتركه، ولو كان ذلك على حساب دينه، ولو كان في ذلك ما يسخط ربه عز وجل، لأن المهم عنده ألا يخسر الناس وألا يكون في موضع نقمتهم وغضبهم.
    فأي الطريقين تختار ؟

  15. #15
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: ░▒▓███ ♥♥ { نصائح الله} ♥♥ ███▓▒░

    (15) محطة التغلب على الشيطان
    أيها المسلمون، هذه بعض التوجيهات المحمدية والإرشادات النبوية ينبغي على المسلم أن يأخذ بها؛ ليتحرّز بها من الشيطان، فقد أخبرنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((إن المسلم إذا خرج من منزله فقال: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال له الملك: هُدِيت وكُفِيت، وتنحّى عنه الشيطان وقال: ما لي برجل قد هُدِي وكُفِي ووُقِي))، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: ((لا يأكلنّ أحد منكم بشماله، ولا يشربنّ بها؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بها)). فهذه نصائح لمخالفة الشيطان في طريقة أكله، وينبغي تربية الأولاد على هذا الأدب في الطعام مخالفة للشيطان.
    وكما أرشد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى ذكر الله حتى عندما يقرب الرجل زوجته فقال: ((لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنّبني الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتني فإنه إن يُقَدَّر بينهما ولد لم يضرّه الشيطان أبدًا)).
    وشرع لنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ذكر الله عند إرادة الخلاء، فكان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إذا دخل الخلاء قال: ((بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث))؛ لأن الحُشُوش مأوى الشياطين، فيستعيذ بالله من شرّها، وإذا خرج كان يقول: ((غفرانك)).
    فيا أخي المسلم، اصحب الذكر في كل أحوالك تسلم من شيطانك.
    وفي حديث عند مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فِيه؛ فإن الشيطان يدخل)).
    والشيطان قد يعترض للإنسان في المنام فيخيفه بالأحلام فيحزن بذلك، فعن قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئًا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثًا، وليتعوّذ من الشيطان، فإنها لا تضرّه، وإن الشيطان لا يتراءى بي))، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل. فإن "لو" تفتح عمل الشيطان))، فالمسلم دائمًا يفوّض أمره لله، وإن فاته أمر قال: قدّر الله وما شاء فعل.
    فاتقوا الله عباد الله، واستعيذوا بالله من الشيطان، ومن هَمْزه ونَفْثه ونَفْخه، إِنَّ الذِينَ اَّتقوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشيطان تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف:201].
    أخوتااااااااااه
    إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ؛ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ، فاحذروا كيد الشيطان، وعليكم بذكر الرحمن والاعتصام به، فإن من التجأ إلى الله كفاه ما أهمه، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].
    فاللهم أعذنا من شر الأشرار وكيد الشيطان وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17