السوق اليوم: دعوة الصين للإطاحة بالدولار من على عرش الاحتياطي النقدي

[التحليلات والأخبار]

دعوة الصين للإطاحة بالدولار من على عرش الاحتياطي النقدي

الموجز :

لقد أشرنا بالأمس إلى احتمالات تغير موقف وزارة الخزانة الأمريكية بشأن تدخل الصين في سعر صرف عملتها والذي اتضح في بيان رئيس الوزراء الصيني "وين". على الرغم من ذلك، وكما ذكرنا أيضاص أن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذا التغير كافي لتقليل مخاوف الصين. بوجه عام، من الواضح أن النقاش الذي يتعلق بقضية العملة بلغ قمته.


العناويين الرئيسة

المنطقة الأوروبية :

صرح رئيس البنك المركزي الأوروبي "كلود تريشيه" "عندما بدأنا اليورو كان يبلغ حوالي 1.17 دولار. وهو الأن يبلغ 1.31، مما يعني أن ضعف اليورو لا يعكس الأوضاع الراهنة." كما قال أيضاً أنه يرحب بالتعليقات الأمريكية التي ذكرت أن قوة الدولار الأمريكي في صالحها، وأن بيان مجموعة السبعة العظمى مناسباً لأسواق العملات. وفيما يتعلق باجتماع لجنة السياسة النقدية بالمركزي الأوروبي القادم والمقرر عقده في 7 مايو قال تريشيه "أعتقد أنه من الضروري عدم التكهن بنتائج الاجتماع. ومن المؤكد أن قراراتنا سوف تراعي تماماً هيكلة النظام المالي بمنطقة اليورو كما تتوافق مع استراتيجيتنا الحالية.

هذا وأشارت وكالة موديز للتصنيف الإئتماني إلى احتمالات انخفاض التصنيف الإئتماني لأيرلندا. حيث قالت أن قدرة أيرلندا على سداد مديونيتها بدأت تضعف، وهو ما يعكس التطورات الاقتصادية الحالية. كما قالت الوكالة أن تصنيف أيرلندا قد ينخفض إلى AA في حالة أن ذكر التقرير أن أيرلندا سوف تخرج من الأزمة بحالة من ضعف النمو.

سويسرا :

صرح "بيير روث" محافظ البنك المركزي السويسري فيما يتعلق بتدخل الحكومة لخفض قيمة الفرنك السويسري "في ظل مخاطر الانكماش، لا بد من اتخاذ خطوات حاسمة، وأن البنك سوف يستأنف السير وفقاً لاستراتيجيته طالما استمرت مخاطر الانكماش."

المملكة المتحدة :

صرح وزير التجارة والاستثمار البريطاني "ميرفين دافيز" لوكالة رويترز "فيما يتعلق بحالة الإسترليني، أنه من الواضح أن لدينا فرصة كبيرة لزيادة ضخمة في الصادرات." وعندما سئل عن ما إذا كان قلقاً بشأن انخفاض قيمة الإسترليني أجاب ب"لا" مضيفاً أن "أسواق العملات لم تتغير. فإذا كنت تسعى للتصدير فلا بد من استغلال هذه الفرصة للتصدير في ظل تراجع الإسترليني. كما أن ذلك يؤدي إلى ازدهار السياحة ومعدل الطلب العالمي، فإنها حلقة متصلة.

نيوزيلندا :

صرح رئيس الوزراء النيوزيلندي "جون كي" أن هبوط الدولار النيوزيلندي من شأنه أن يسمح بخفض عجز الحساب الجاري على مدار العامين القادمين. كما أوضح أن الدولة ليس قادرة على تمويل الإنفاق المالي لتحفيز الاقتصاد. كما أشار إلى أننا لا نريد أن ندخل في تحدي مع وكالات التصنيف الإئتماني. فإننا نريد أن نتجنب كل ما هو من شأنه أن يؤثر على تصنيف نيوزيلندا الإئتماني. جدير بالذكر أن مؤشر أسعار المستهلكين النيوزيلندي ارتفع بنسبة 0.3% في الربع الأول من عام 2009، مما دفع القراءة السنوية للمؤشر إلى التراجع من 3.4% إلى 3.0%.

صندوق النقد الدولي :

صرح المدير العام لصندوق النقد الدولي "دومينيك ستراوس" فيما يتعلق بفقد الدولار الأمريكي لمكانته كعملة عالمية للإحتياطي النقدي : "لا يوجد أية مبررات لتغير قوة العملات، وأضاف أن قيمة اليوان الصيني منخفضة جداً، وأنه سوف يستغرق وقتاً طويلاً لإصلاح هذه الأوضاع، ولكن السياسة الحالية مناسبة."

الولايات المتحدة الأمريكية :

صرحت السيناتور "ديبي ستابينو" أنها سوف تقدم تشريعات لوزارة التجارة من أجل تحديد ما إذا كانت العملة تتوافق مع الأوضاع الاقتصادية بالدولة. وأضافت أن "القوانين ينبغي أن توفر لنا الألية المناسبة لمعرفة الدول التي تتدخل في سعر صرف عملتها وأن يقدم لنا الحلول المناسبة لهذه الأزمة. وقالت أن القانون الذي سوف تقدمه يوفر كل ذلك عن طريق تحديد هذه الدول كما تعمل على ضبط غيقاع سوق العملات عالمياً.

اليابان :

صرح "ماساكي شيراكاوا" محافظ بنك اليابان أن "إصدار الأوراق التجارية وسندات الشركات يتحسن بشكل ملحوظ. ولكن الأوضاع المالية في العديد من الشركات اليابانية لا زالت سيئة، وأن أزمة التمويل والإقراض بالبنوك تتفاقم.

التعليق

نشأت مخاوف تعرض الأصول الصينية بالولايات المتحدة للخطر حتى قبل تولي الإدارة الأمريكية الجدية مقاليد الحكم. وفي الواقع، جاءت الإشارة الواضحة على انتقال هذا الجدل من كونه مجرد جدل أكاديمي منذ 13 شهر عندما تحدث " وين " رئيس الوزراء في أعقاب اجتماع مجلس النواب عام 2008 قائلاً " إن ما يقلقني هو استمرار انخفاض قيمة الدولار الأمريكي ، ومتى سيصل الدولار إلى أدنى مستوياته ". وعلى الرغم من عدم تردد أحاديث عن هذا الموضوع إلا قليلا لباقي عام 2008 ( مجرد الموافقة على الخطوات التي تتخذها وزارة الخزانة الأمريكية لدعم الدولار الأمريكي خلال النصف الثاني من العام)، إلا أن " وين " صرح قائلاً " من المحتمل أن يعود هذا الموضوع لساحة النقاش خلال هذا العام ".

وربما كان المقياس الحقيقي وراء جدية هذه التعليقات، يأتي من حقيقة أن غيره من كبار المسؤولين قد علقوا على هذا الموضوع، ويأتي آخرها تصريحات " اكسيا شوان " رئيس بنك الصين. ففي مقالة لبنك الصين على الموقع الالكتروني، أعرب شوان عن تفضيل عملة احتياطي نقدي لا تنتمي إلى دولة منفردة مثل حقوق السحب الخاصة، مما يسمح بمجال من الحرية للبلدان لإدارة اقتصادياتها بشكل أفضل حيث ستقدم هذه العملة الجديدة القدرة على تغيير السياسات النقدية ومعدلات الصرف. وعلى الرغم من ذلك، أضاف قائلاً " إن إعادة إنشاء عملة احتياطي نقدي مع استقرار قيمتها سوف يستغرق وقتا طويلاً ". ولا يزال هذا الأمر مثار جدل.

وعلى الرغم من محاولة سفير الصين بالمملكة المتحدة تقليل أهمية هذه التصريحات، في حديث له مع إذاعة BBC ، إلا أن الكثيرين لم يكونوا بمثل هذا التحفظ. حيث عبر " فان جانج " - مدير المعهد الوطني للأبحاث الاقتصادية وعضو لجنة السياسة النقدية ببنك الصين -عن رأيه صراحاً أمام صحفية وول استريت، حيث قال" أن أوافق بالتأكيد على ضرورة وجود بديل على المدى الطويل، وهذا إذا أردنا تجنب سلسلة المشاكل المصاحبة لقواعد الصرف الأمريكية ". كما أكمل حديثه قائلاً " على الرغم من نشأة الأزمة الحالية في أوروبا والولايات المتحدة ، بسبب تلك القواعد، إلا أن المخاطر انتقلت إلى باقي أنحاء العالم بواسطة المؤسسات المالية في تلك الدول.

وأوضحت التعليقات المتتالية لـ " فان" لصحيفة وول استريت، حقيقة مخاوفه فيما يتعلق بهذا الموضوع. كما أعبر عن قلقله إزاء سياسة التسهيل النقدي المتبعة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي والتي ستؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم وبالتالي انخفاض قيمة العملة الأمريكية، ولن تنطبق تلك المخاوف على الصين وحدها بل على العالم بأكمله. وعندما تم سؤاله " لماذا تم اختيار هذا التوقيت بالذات للحديث عن مخاوفكم تجاه الدولار؟، رد قائلاً " نحن نتحدث من وقت طويل عن خطورة انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، كما تحدثنا من قبل عن أسباب عدم توازن الميزان التجار الأمريكي، ولكن لم يستمع أحد، والآن حان الوقت لينصت الجميع ".

ومن الخطأ الاعتقاد بأن الحكومة الصينية تشارك " فان " في رأيه، ولكن في الوقت ذاته، من السهل التخيل بوجود أفراد داخل الإدارة لديهم نفس الرأي خاصة عقب حديث رئيس الوزراء " وين" في مارس، والذي صرح فيه قائلاً " لقد أقرضنا الكثير من رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة، وبطبيعة الحال فنحن نشعر بالقلق إزاء سلامة تلك الأصول ". أما فيما قد يعنيه هذا بالنسبة لإدارة الصين للاحتياطي النقدي، فسنتناوله في المستقبل القريب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:The Bank Of New York Mellon

ترجمة قسم التحليلات والاخبار بالمتداول العربي

[ياسر ابو عمر]

شكرا

قسم التحليلات والاخبار بالمتداول العربي

علي هذاالمجهود الرئع
تحياتي للجميع

[التحليلات والأخبار]

لمتابعة الحلقة الأولى من مسلسل العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة و الصين و الأسباب التي حالت دون ذكر الصين بين الدول المتدخلة في سعر صرف العملة المحلية في إطار تقرير الخزانة الأمريكية حول تداول العملات يرجى الدخول على الرابط التالي:

https://forum.arabictrader.com/t69121.html
و لا زال المسلسل مستمراً و لا زالت المتابعة متواصلة.


_________________________
قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..