حالة ضعف تنتاب اليورو و الإسترليني و الدولار في انتظار الانضمام لدوري الضعفاء حال رجوع التفاؤل إلى الساحة

نقاط الحوار:
-الين الياباني: مهدد بالهبوط تحت مستوى المتوسط الحسابي للـ (200 يوم).
-الإسترليني: أضعف من المتوقع نتيجة لمخاوف النمو العالمي.
-اليورو: الانتاج الصناعي ينخفض إلى أدنى المستويات منذ 60 عاماً.
-الدولار الأمريكي: بدايات الإسكان و إعانات البطالة على وشك الإصدار.

تعرض اليورو لهبوط حاد منذ إصدار الصين لتقرير الناتج الإجمالي المحلي بالأمس ليتراجع عما حققه من مكاسب نتيجةً لارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية. جاء هبوط معدل النمو لثالث أكبر اقتصادات العالم إلى 6.1% نتيجةً لاستمرار تراجع الصادرات الصينية. يذكر أن الاقتصاد الصيني لعب دوراً كبيراً في نمو الاقتصاد العالمي و لفترة طويلة مما يشير إلى أن تراجع الطلب على صادرات البلاد ينطوي على إشارة ضمنية لحالة الضعف المتزايد التي يعانيها الاقتصاد العالمي. كان الأثر المباشر لهذه الاخبار على العملات أن ارتفع زوج (اليورو / دولار) إلى مستوى 1.3270 قبيل الهبوط إلى 1.3130 حيث تلقى الزوج الدعم عند هذا المستوى. كما انخفضت قراءة الانتاج الصناعي لمنطقة اليورو إلى 18.4% مما أضاف الكثير إلى المعنويات السلبية التي تسيطر على اقتصاد المنطقة و هي موجة السلبية التي أطلقها انخفاض مبيعات السلع المعمرة بنسبة 4.3%. كما جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلك منخفضة هي الأخر لتسجل 0.6% مما يزيد من مخاوف الانكماش و يعمل على تدعيمها في تهديد اقتصاد المنطقة لفترات أطول حيث لا زال معدل التضخم أقل من هدف البنك المركزي الأوروبي..

و تستمر منطقة اليورو في إظهار المزيد من علامات الضعف و أقل مستويات النشاط الاقتصادي منذ عام 1986 و هو ما يؤكدك على أن المنطقة في غمار أزمة كبيرة و مشكلات مستعصية علاوة على ما سبق و أن أصابها من متاعب. و باستمرار المصانع في تسريح العمالة بهدف خفض التكاليف وسط ظروف تشير إلى هبوط حاد في معدلات الانتاج الصناعي، من الممكن أن نشاهد المنطقة تعاني من أخطر و أعلى درجات الركود التي لم تتعرض لها منذ ما يزيد على 60 سنة. من هذا المنطلق بدأ البنك المركزي في إجراء المحادثات و المداولات بشأن الإجراءت العنيفة التي من المقرر أن يتخذها البنك لمواجهة موجة الركود العاتية التي تدق الأبواب. و كانت البداية أن فتح عضو لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي، "أكسل فيبر" الباب على مصراعيه أمام مناقشة إجراءت التسهيل النقدي و المزيد من خفض الفائدة الأوروبية. كما أكد رئيس البنك المركزي الألماني على أنه حان الوقت لأن يتخذ البنك المركزي الأوروبي إجراءات غير اعتيادية و جهود غير مسبوقة من أجل دعم البنوك بدلاً من التركيز القاتل على أسواق المال علاوة على إشارته إلى ضرورة السير على خطى الفيدرالي و بنك إنجلترا. و على الرغم من التأكيد على حتمية استخدام سلاح خفض الفائدة في التصدي لمخاوف الانكماش، حذر رئيس البنك المركزي الألماني من ان الخفض تحت مستوى 1% قد يؤدي إلى الإضرار بنشاط الإقراض بالبنوك الأوروبية مما يضيف إلى قائمة المشكلات التي يعانيها اقتصاد المنطقة. على ذلك، تشير التوقعات إلى أن بنك أوروبا على وشك الإعلان عن خفض جديد لسعر الفائدة و تفعيل سياسة التسهيل النقدي في إطار غجتماعه القادم للسياسة النقدية. يشير ما سبق إلى إمكانية إعادة زوج (اليورو / دولا ر) اختبار مستوى 1.3035..

على صعيد الإسترليني/ شهدت العملة حالة من الضعف تأثراً بالنتطلعات الاقتصادية العالمية التي دفعت بزوج (الباوند / دولار) نحو القاع ليهبط بواقع 200 نقطة إلى مستوى 1.4870 مقابل 1.5070 الذي وصل إليه بالأمس. و على العكس من اليورو، تلقى (الإسترليني/ دولار) دعماً عند مستوى 1.4988 ليستهدف بذلك 1.5375 ليكون مستوى المقاومة التالي. و إذا لم ينجح الزوج في تحقيق ذلك، و إذا ما تعرضت الأسواق لموجة من تجنب المخاطرة ، فمن المتوقع أن يواصل الإسترليني الاتجاه الصاعد حيث وصل بنك إنجلترا إلى الحد الأقصى من ضخ السيولة في الأسواق البريطانية و هي الأموال التي من شأنها إحداث أثر إيجابي على اقتصاد المملكة المتحدة في النصف الثاني من العام الجاري..

في نفس الوقت، حقق الدولار الأمريكي بعض المكاسب أثناء التعاملات الليلية اعتماداً على تزايد مخاوف النمو العالمي و التي زاد من حدتها تقرير الناتج الإجمالي المحلي للصين الذي فجر أكبر صدمة للأسواق في الوقت الحالي حيث أدت هذه الأنباء إلى إشعال فتيل مخاوف أخرى لدى العديد من الأسواق و المستثمرين الذين كانوا يعلقون الآمال في تعافي الاقتصاد العالمي على ثالث أكبر اقتصاد في العالم. على الرغم من خيبة الأمل اليت جاء بها التقرير، إلا أن أغلب التوقعات لا زالت تشير إلى الصين سوف تحدق ارتداداً إيجابياً ملحوظاً في غضون فترة قصيرة و أسرع مما هو متوقع. لها. و الآن نتحول إلى تكهنات تعافي الاقتصاد الأمريكي و التي يمكن التوصل إليها من خلال البيانات الأمريكة التي من المنتظر صدورها بعد قليل و التي تشير إلى الوضع الحالي لقطاعات الإسكان ، التوظيف و التصنيع. فمن المتوقع على صعيد البيانات الأمريكية أن تنخفض قراءة بدايات الإسكان الامريكية إلى 540 ألف في أعقاب الارتفاع الحاد المحقق في فبراير الذي وصل بالقراءة إلى 583 ألف. في غضون ذلك، يُتوقع أن ترتفع قراءة إعانات البطالة الأمركية إلى 660 ألف مقابل القراءة السابقة التي سجلت 654 ألف مما يضيف إلى مخاوف النمو العالمي حيال تدهور قطاع العمالة الأمريكي و استمراره على هذه الوتيرة السيرعة مما يقوض الآمال في أي تعافي لقطاع الإسكان و الاقتصاد بصفة عامة. بناءً على ذلك، من المحتم أن يتلقى الدولارر دعماً قوياً اعتماداً على استمرار التطلعات القاتمة للنمو على الرغم من ذلك، من الممكن أن تؤدي أي مفاجأة تفجرها بيانات هذه القطاعات بالارتفاع جنباً إلى جنب مع توقعات ارتفاع مؤشر فيلادلفيا التصنيعي إلى تراجع التشاؤم الذي يخيم على الأسواق مما ينعكس سلباً على الدولار. كما تتوجه الأنظار في الوقت الحالي إلى تقريرأرباح "جيه. بي. مورجان تشاز" و الذي حال إشارته إلى بيانات إيجابية، سوف يعمل على زيادة التفاؤل للأسواق مما يلحق أضراراً بالغة بالدولار..






_____________________________
المصدر: Dailyfx
ترجمة قسم التحليلات و الاخبار بالمتداول العربي..