لماذا ارتفع الدولار؟ هل قواعد اللعبة سياسية أم اقتصادية؟ (تعليق السوق 27/3/2009)

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:

-مسح "هومتراك" للإسكان بالمملكة المتحدة.
-الانتاج الصناعي الياباني لفبراير.
-مبيعات المنازل الجديدة بأستراليا.

تعليق السوق:

رفض أحد كبار المسئولين اليابانيين نظرية الصين التي تتضمن سلة عملات جديدة تحل محل الدولار الأمريكي أو ما أسمته الصين بعملة احتياط جديدة مبرراً رفضه بأن العملات لم تكن من القضايا الرئيسية المدرجة في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، كما أضاف أن القمة كانت منشغلة بقضايا أكبر من ذلك بكثير تتضمن التركيز على حالة التراجع في معدلات الطلب المحلي و الأجنبي و إصلاح الضوابط و القواعد التي تحكم النظام المالي العالمي مع تطوير إجراءات الحماية الاقتصادية. كان رد الفعل المباشر للأسواق تجاه تصريح المسئول الياباني لرويترز يتسم بالمباشرة و العنف حيث توقفت عمليات البيع التي تعرض لها الدولار و الين الأسبوع الماضي في أعقاب إعلان بيان لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة و الذي تضمن قرارات تشير إلى تحول غير مسبوق في سياسة التسهيل النقدي المكثف. كما ترجع الارتفاعات التي حققتها العملتين إلى التصريحات التي أطلقها "جيثنر" و التي أفادت أن الدولار لا زال يتربع على عرش عملات العالم و أنه لا زال هو الأقوى بين عملات الاحتياط و أنه مستمر في لعب دور البطولة المحوري على مسرح النقد الدولي. كما أشار "إيفانز بريتشارد"، الصحفي بالـ "تليجراف" إلى أثر سلة العملات المقترحة من جانب الصين على مخزون الاحتياطي لصندوق النقد الدولي حال تفعيل مثل هذا المقترح علاوة على إشارته إلى مدى ما يمكن أن تحدثه من آثار سلبية على الدولار فيما يتعلق بمكانته بين عملات الاحتياط التي تعتمد عليها كل دول العالم. كما تناول "إيفانز" مدى قدرة الدولار الأمريكي على التصدي لهذه الموجة العنيفة من المنافسة مع السلة الجديدة و هل ستنجح في إضعافه أم لا. و كانت النتيجة التي توصل لها المقال أن تنحية مسألة مخزون الاحتياطي لصندوق النقد الدولي جانباً من أهم العوامل التي تساهم في الحفاظ على قوة الدولار على الأقل في الوقت الحالي..

و يبدو أن موضوع التنافس في خفض قيمة العملات يحاول بدء الرحلة معتمداً إلى حدٍ كبيرعلى ارتفاع اليورو مقابل الدولار و الين و هو ما يقودنا إلى أن البنك المركزي الأوروبي ماضٍ لا محالة في الطريق إلى التسهيل النقدي و سوف يكون اجتماع مجلس إدارة المركزي الأوروبي القادم محورياً فيما يتعلق بمستقبل السياسة النقدية الأوروبية و تأثيرها على قيمة اليورو. في ضوء ما سبق من المتوقع أن يكون الـ (يورو / ين) هو الخاسر الأكبر و هو ما يؤيده هبوط الزوج إلى مستوى 130.00 في أعقاب الارتفاع الذي حققه مؤخراً و الذي سجل مستوى 134.50. و من المتوقع أن تتضمن حركة السعر اليوم ما يشير إلى نهاية الاتجاه الصاعد لأزواج الين التقاطعية. من ناحية أخرى، من المحتمل أيضاً حال انصراف اهتمام السوق إلى مخاطر الانكماش أن يشهد الين دعماً قوياً..

يذكر أن الاحتياطي الفيدرالي قد استند إلى مبررات عدة أثناء تطبيق الإجراءات غير التقيلدية المضادة للتضخم و و هي المبررات التي تمثلت في الأخبار التني تتردد بغزارة في الصحف العالمية عن تسريح العمالة و خفض الأجور. و على الرغم من أن هناك ثمة إجماع على أن الإسراف و البزخ النقدي الذي يمارسه الفيدرالي سوف يؤدي حتماً إلى تعديل قراءات التضخم، بينما يشير الواقع إلى أن ما يقدم عليه الاقتصاد الأمريكي من الممكن أن يكون أي شئ عدا التضخم مما يقوض الآمال في الخروج من دائرة الانكماش. فمن المتعارف عليه أن الإنطلاق نحو التضخم يعتمد بصفة أساسية على توافر الأموال الوفيرة لدى المواطن الأمريكي و التي تمكنه من شراء ما يريد و هو ما ينعكس على معدل الإنفاق، و لكن من أين لهم ذلك و الأموال الأمريكية تتناثر في كل مكان في صورة إنفاق حكومي على مؤسسات مثل AIG و غيرها مع ارتفاع تكلفة الائتمان إلى حد بعيد. و من أين للأمريكيين أن تتوافر لديهم الأموال اللازمة لرفع معدلات الإنفاق فعلياً في ظل ارتفاع معدلات البطالة و انحدار معدلات التوظيف في مختلف الصناعات و على كافة المستويات بدءً من قطاع السيارات و انتهاءً بالطباعة حيث تعاني العمالة في "ميكروسوفت" و "نيوآرك" و المكتبة العامة بنيوجيرسي من خفض الرواتب و الأجور و نقص شديد في الخدمات الطبية و خدمات الرعاية الصحية المختلفة. نعتقد أن كل ما أشرنا إليه يشير بالضرورة إلى ضغوط الانكماش التي أضحت واقعاً ملموساً في الولايات المتحدة في الوقت الراهن. و بالطبع تعتبر البيانات السلبية الصادرة اليوم فيما يتعلق بالدخل الشخصي من أهم المؤشرات على أن الولايات المتحدة تعاني من أخطر ضغوط الانكماش حيث روجعت قراءة الدخل الشخصي لتسجل 0.2-% لتشير إلى الهبوط الرابع على مدار 5 أشهر علاوة على كونها أدنى المستويات منذ 1953 و هو ما يؤيد أننا بعيدين كل البعد عن التضخم..

و مع خروج "جيثنر" بالأمس ليعلنها صريحة أنه لابد من إعادة النظر في الإطار التنظيمي لاقتصاد الولايات المتحدة و هو من الأمور التي ناقشها الجميع منذ بدء الأزمة و هو ما يشير إلى اقتصاد الظل الذي يؤدي بنا إلى حالة من الفوضى، لا نجد سوى حقيقة واحدة فقط يمكن أخذها في الاعتبار من بين كلمات وزير الخزانة الأمريكي و هي؛ أن هناك أهمية كبرى لمواصلة الجهود خلال الأشهر و السنوات القادمة من أجل متابعة تطور الأمور حيث من المتوقع أن تلعب السياسة دوراً أكبر حجما و أكثر اتساعاً في التأثير على الأسواق في إطار دورة الأحداث التالية..

على الجانب الآخر من البيانات السلبية، تلقى الدولار النيوزلندي دفعة قوية تأثراً بالزيادة الملموسة التي حققها الفائض التجاري النيوزلندي حيث وصل إلى أعلى المستويات خلال العام الجاري فيما يتعلق بالقراءة الشهرية. و مع أن نيوزلندا تشهد جميع أنماط العجز النقدي و الاقتصادي في الوقت الحالي، إلا أن كل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح مما يؤكد أن العملة تسير على ما يرام و أنها تستطيع الحفاظ على معدلات التقدم و لارتفاع، خاصةً في حالة ارتداد أسعار الغذاء خلال الأشهر القليلة القادمة. و فيما يتعلق بزوج الـ(أسترالي / نيوزلندي) فلم يتحمل ارتفاع النيوزلندي لينخفض تحت المستوى المحدد للمتوسط الحسابي للـ (200) يوم..

زوج (اليورو / ين):

في أعقاب الارتفاع بواقع 2000 نقطة، بدأ الزوج في الاتجاه الهابط نحو مستوى 130.00. و كما هو ملاحظ في البيانات الصادرة اليوم، لدينا سلسلة من الأحداث الهامة و المؤثرة في العمليتن معاً و هو ما يمكن أن يحدد هذا المستوى كنقطة ارتكاز للزوج في ضوء التوقعات التي تشير إلى توقف الارتفاع. و سوف نتابع عن كثب هبوط المتوسط الحسابي للـ (21) يوم إلى مستويات قريبة من 127.50..











________________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..