خطر محدق بالاسترليني

جيثنر يصرح : رداً على اقتراح العملة العالمية الجديدة، إن هذه الفكرة قد تتسبب في ضجة كبيرة. و الكورونة النرويجية تتراجع بحدة في أعقاب الإجراءات الهادئة التي قام بها البنك النرويجي . و أعين السوق تتجه اليوم صوب طرح سندات الخزانة الأمريكية . بينما يواصل الاسترليني تقدمه بصعوبة في أعقاب مبيعات التجزئة البريطانية و التي تراجعت على غير المتوقع.

الجلسة القادمة

· الولايات المتحدة: حديث ليكر عضو لجنة الاحتياط الفيدرالي
· الولايات المتحدة : حديث ستيرن عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي
· نيوزيلاندا : الناتج الإجمالي المحلي للربع الأخير من السنة المالية
· نيوزيلاندا : ميزان التجارة لشهر فبراير
· اليابان : مؤشر أسعار المستهلكين لطوكيو لشهر مارس و مؤشر أسعار المستهلكين على المستوى المحلي لشهر فبراير
· اليابان : مؤشر مبيعات التجزئة لشهر فبراير

تعليق السوق

الاسترليني يتراجع من جديد اليوم مما يؤمئ أن النشاط الاستهلاكي قد تراجع بحدة في فبراير و ذلك في أعقاب قراءة يناير الماضي و التي جاءت أقوى مما كان متوقعاً .جاء ذلك تزامناً مع فشل طرح سندات الخزانة البريطانية يوم الأمس، الأمر الذي أدى بالفعل إلى عودة الاسترليني ليرقص على الحبال من جديد. على الرغم من توافر الرغبة في المخاطرة و ضعف الين الياباني ، و الذي كان داعماً أساسياً للاسترليني في الفترة الماضية. إلا أن فشل سندات الخزانة البريطانية الأخيرة يُعد بمثابة إنذاراً واضحاً للاسترليني ، حيث ينصب الاهتمام الآن على طرح سندات الخزانة الأمريكية ذات السبع سنوات و التي تأتي في أعقاب يوم الأمس الذي شهد طرح للسندات ذات الخمس سنوات. و التي تسببت في ارتفاع العائدات بما فاق التوقعات ( فلابد من الإشارة إلى أن طرح سندات الخزانة الأمريكية ذات الخمس سنوات قد شهد معدل تغطية بلغ 2.02 مقابل 1 و ذلك مقارنة بمعدل تغطية طرح سندات الخزانة البريطانية و الذي بلغ 0.93 مقابل 1). و بالتالي فمن الواضح أن كلاً من البنك المركزي الانجليزي و البنك الفيدرالي الأمريكي يمرون بأوقات عصيبة لجعل إجراءاتهم ذات جدوى و ذلك في محاولة لإنعاش القطاع المالي . فبالنظر إلى عائدات سندات الخزانة نجد أنها اتخذت مؤخراً منعطفاً كردة فعل و ذلك في أعقاب تدابير الديون النقدية التي تم الإعلان عنها ، حيث بات واضحاً أن المستثمرين قد ترددوا في الاستثمار في تلك الفترة: و من ثم فإن تخوفاتهم تزداد حيال سياسات التسهيل النقدي و التي تضخمت مؤخراً و من هنا فإن الملاذ الوحيد لهم هو التعامل مع الجزء الأقصر و القريب من نهاية هذا المنعطف ( و الذي قد يفسر تزايد معدل الطلب على السندات ذات العامين و الذي أُشير إليه في بدء الإسبوع الحالي الأمر الذي كان سبباً وراء فشل طرح سندات الخزانة الأمريكية ذات الأربعين عام). فالدلائل تكشف عن أن الصين قد توقفت عن شراء سندات الخزانات طويلة الأجل حيث اتجهت إلى السندات القصيرة الأجل فقط . و على أى حال ، فإن هذا الإسبوع يمثل رقما قياسيا لإصدار وزارة الخزانة ، و من ثم فإنه يتعين علينا متابعه نتائجه باهتمام كبير و تأثيرها على الدولار الأمريكي.


هذا و قد شهد يوم الأمس تعليقات جيثنر على تصريحات زو محافظ البنك المركزي الصيني بشأن إحلال العملة العالمية الموحدة محل الدولار الأمريكي و الذي يُعد عملة الاحتياط النقدي في العالم . فضلاً عن الأنباء التي ترددت حول ذلك مما أدى إلى المزيد من الاضطرابات. هذا و قد أعرب جيثنر عن تأييده لفكرة إصدار صندوق النقد الدولي فكرة صندوق لعقود حقوق السحب الخاصة . و قد طالب مؤخراً أن يجري مزيد من التوضيح لهذا الأمر ، كما صرح ببساطة أن " الدولار لا يزال هو المهيمن في العالم على احتياطي العملات". و تابع حديثة بعبارة ساخرة مضيفاً أن الدولار عندما يكون قوياً فإن ذلك سيصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية .


إن فكرة العملة العالمية الموحدة تعد فكرة مثيرة و مقبولة من الناحية الظاهرية و لكن على المدي البعيد ، فما من شئ قد يحمى استثمارات الصين من الأصول المتواجدة في الولايات المتحدة الامريكية ، إذا أرادت بالفعل التخلص منها و ذلك بسبب دورها الهام في الاقتصاد العالمي ، فقد يتعين على اليوان أن يتحول تحولاً كاملاً من مجرد عملة و ذلك لكي يعمل على نحو سليم . و قد بات من الواضح ان هذا الأمر سيتبلور في اجتماع لجنة الدول العشرين القادم، حيث من الواضح أن ـ صندوق النقد الدولي وهو بمثابة هيئة تنسيق لجهود الانقاذ المالي في جميع انحاء العالم ـ سيكون في حاجة إلى توثيق عقود حقوق السحب الخاصة و ذلك لتوسيع أنشطتها في ظل احتياطياتها المقيدة بالفعل .

فالمشكلة هنا تكمن في – ماذا بعد حقوق السحب هذه؟ إن عرض فكرة العملة العالمية الموحدة ، قد يستغرق تنسيقاً و مجهوداً كبيراً لتنفيذه ، الأمر الذي يكشف عن مدى تحول ميزان القوى إلى الصين كما يكشف عن تزايد الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية بسبب توسعاتها المالية . فإن عرض فكرة العملة العظمى قد يستغرق المزيد من التنسيق وبذل جهد متواصل للقيام بذلك ،الأمر الذي يبين كيف أن ميزان القوى يتحول الى الصين ويبين أيضاً تصاعد الضغوط على الولايات المتحدة بسبب الإسراف في خطط الإنقاذ المالي . حيث أن البنك الفيدرالي قد يمر بأوقات عصيبة للغاية للتحكم في مصير السندات طويلة الأجل .

و على صعيد أخر ، مُنيت الكورونة النرويجية بتراجعاً حاداً يوم الأمس في ظل تقليص البنك النرويجي توقعات النمو بالنسبة للتضخم و الودائع. فمن الواضح أن تقديرات النمو السابقة لم تستقر بعد ، إلا أن حجم التخفيضات كان كبيراً للغاية و خصوصاً توقعات أسعار الودائع و التي من الممكن أن تتراجع لتصل إلى 1% خلال السنوات القليلة القادمة مما يذكر السوق بأن البنك المركزي في استطاعته الإقدام على المزيد من خفض معدلات الفائدة و أن شراء الكورونة النرويجية يُعد ملاذاً آمناً أكثر من تجارة الكاري تريد. هذا و قد ارتفع الزوج التقاطعي ( يورو / كورونة نرويجية) ليقترب مستوى المتوسط الحسابي لـ 200 يوم و الذي يُعد أكثر المستويات خطورة . فمن المحتمل أن تحل الكورونة النرويجية محل الين أو الفرنك السويسري إذا ما واصل أداؤه الجيد في الارتفاع و في حالة تراجع موجة الإحجام عن المخاطرة من جديد ، حيث أن هذا الأمر متوقعاً و بشكل كبير . كما أنه من المتوقع أن تصل معدلات شراء الكورونة النرويجية إلى مستويات جيدة في الإسبوعين القادمين في ظل تراجع بيع الزوج ( يورو/ كورونة نرويجية ) .


و بالنظر إلى البيانات الأمريكية التي صدرت يوم الأمس ، فهل نحن الوحيدين الذين لاحظوا اتجاه تحسن البيانات ؟ يبدو أن السوق قد تجاهل ذلك الأمر . فقد جاءت قراءة كلاً من طلبات السلع المعمرة و مبيعات المنازل الجديدة يوم الأمس و قد ارتفعت على غير المتوقع . و بالتالي فمن المرجح أن البيانات قد أُرهقت من التراجع و من ثم فإننا بصدد بعضاَ من الاستقرار المؤقت في الاقتصاد. فهو على الأقل " محاولة لإبطاء وتيرة التدهور الاقتصادي ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
المصدر:Saxo Bank
ترجمة قسم التحليلاتوالأخباربالمتداولالعربي