نعم
كيف لعبد أن يحرر عبدا مثله ؟
كيف لذليل أن يعز ذليل مثله ؟

من لا يعرف الحرية لا يستطيع أن يعلمها لغيره

فاقد الشئ لا يعطيه

و شعوبنا تعيش أزهى عصور الاستعباد
و الاستبداد
شعوب لم تعرف يوما طعم الحرية
منذ أن رحل عن أرضنا الاحتلال الغربى الصليبى فى أواسط القرن الماضى و شعوب المنطقة تعيش بل و ترزح تحت نير العبودية المقيت

يوم أن ارتفع صوت أحد الزعماء و قال قولته المشهورة : ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعباد .. !!
يومها بدأ فعليا عهد الاستعباد الحقيقى
و الاستبداد الذى لم ينتهى من يومها

نعم مضى عهد العبودية لله
و عاشت الأمة فى ظل العبودية للحكام المتسلطين المستبدين

هذه الشعوب المستعبدة لن تصنع الحرية
و لن تصنع نصرا على عدو هو لها بالمرصاد

قبل أن نفكر فى تحرير غزة أو غيرها من بلاد المسلمين لابد و أن نحرر أنفسنا
لابد أن نتعلم الحرية
لابد و أن نذوق طعم الحرية
و ما إن لم نصل لهذا فلن تحل أى قضية

إن الحرية هى أول خطوة على طريق النصر

أن نعرف قيمة الإنسان
الإنسان ذلكم الكائن الذى فضله الله على سائر مخلوقاته
و أودع فيه عجائب صنعته

أن تعرف من أنت
و إلى أين تذهب
و ما هى الغاية العظمى من وجودك

تلك الحياة القصيرة جدا جدا بالمقارنة بحياة غيرنا من المخلوقات التى تحيط بنا
و مع ذلك ففيها من العجائب

كل إنسان فى نفسه كون بأكمله
دنيا بما عليها
طاقة لا تحدها حدود
إبداع بلا انقطاع

لكن كل هذا لا يمكن أن تكتشفه فى نفسك طالما كنت مستعبدا عند غيرك
فمن عاش عبدا لغيره فهو أجهل الناس بنفسه

النفس المستعبدة أسيرة دائما
لا يمكن أن تقدم أو تبدع شيئا

هذه الشعوب المستعبدة بحاجة إلى الحرية

حرروا أنفسكم أولا

و بعد ذلك حرروا الأقصى و فلسطين

.