علن البيت الابيض الاربعاء انه يعارض قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) خفض انتاجها من النفط بمعدل 520 الف برميل يوميا للحؤول دون هبوط اسعار الذهب الاسود، مؤكدا ان واشنطن تؤيد زيادة هذا الانتاج لا خفضه.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو للصحافيين "نحن بالتأكيد لا نوافق على هذا".
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) طلبت من اعضائها "التقيد كليا بحصصها الانتاجية" الامر الذي سيؤدي الى انخفاض العرض بمعدل "520 الف برميل يوميا"، حسب ما اعلن قادة اوبك ليل الثلاثاء الاربعاء خلال مؤتمر صحافي عقد فجر الأربعاء.

وكانت أسعار النفط سجلت تراجعا دفع بسعر البرميل الى الانخفاض الى ما دون 100 دولار قبل صدور القرار. ولكنها عادت لتعوض الخسائر التي منيت بها واتجهت للصعود بعد ان وافقت اوبك رسميا على العودة الى سقف انتاجها الذي كان ساريا في عام 2007 والبالغ 28.8 مليون برميل يوميا.

وارتفع الخام الاميركي الخفيف للعقود تسليم اكتوبر/تشرين الاول 57 سنتا إلى 103.83 دولار للبرميل بعد ان هبط في وقت سابق من الجلسة أكثر من دولار إلى 102.06 دولار للبرميل قريبا من أدنى مستوى له في خمسة أشهر الذي هوى اليه في الجلسة السابقة.

وكان وزير الطاقة الفنزويلي رفاييل راميريز اعلن قبيل الاجتماع ان وزراء المنظمة سيبحثون تعديل مستوى الانتاج الاضافي لدى الدول التي تنتج اكثر من حصتها.
وتخضع 12 دولة عضوا في المنظمة لنظام الحصص الذي يستثنى منه العراق.

وقبيل انطلاق اجتماع المنظمة تراجع سعر برميل النفط الى ما دون المئة دولار في لندن للمرة الاولى منذ 2 ابريل/نيسان ليبلغ سعره 99.65 دولارا.

والدول الاعضاء في المنظمة هي السعودية والكويت والامارات وقطر وليبيا والجزائر ونيجيريا وايران والعراق وفنزويلا والاكوادور واندونيسيا.

وتراجعت أسعار النفط نحو 30 في المئة من مرتفعات قياسية فوق 147 دولارا للبرميل كانت بلغتها في يوليو/تموز متأثرة جزئيا بتحسن في الدولار الأميركي وتراجع في الطلب من الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم.

وقال توماس ستينفول محلل النفط لدى يو.بي.اس "ابقاء أوبك الحصص دون تغيير مخيب لآمال السوق قليلا".

ومما يزيد الضغوط على الأسعار قول خبراء أرصاد جوية إن الاعصار ايك سيعبر على الأرجح خليج المكسيك على مسافة بعيدة إلى الجنوب والغرب من أكبر تجمع لمنصات النفط والغاز قبل أن يضرب ساحل جنوب تكساس بنهاية الأسبوع. ومن المستبعد أن يلحق هذا المسار ضررا بالمنشآت.

ورغم هذا بدأت شركات الطاقة التي لاتزال تتعافى من الاعصار جوستاف الأسبوع الماضي اغلاق الإنتاج كاجراء احترازي مع اقتراب ايك من المنطقة التي تضخ ربع إنتاج النفط الأميركي و15 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي.

وقال فيل فلين من الارون تريدنج "إذا لم تفعل العاصفة شيئا أعتقد أن هذا قد يكون الحدث الذي يدفع النفط مجددا لما دون 100 دولار للبرميل".

وتوقع مسح لآراء المحللين أجرته رويترز أن تظهر الأرقام تراجع مخزونات النفط الخام الأميركية 4.3 مليون برميل الأسبوع الماضي. ومن المتوقع انخفاض مخزونات البنزين 4.2 مليون برميل ونواتج التقطير 2.5 مليون برميل.

وقال ادوارد ماير الوسيط لدى ام.اف غلوبال "سنرى تراجعا أكبر من المعتاد في المخزونات هذا الأسبوع والذي يليه".

وشهد اجتماع اوبك مشاركة النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي ايغور سيتشين الثلاثاء وهو أعلى مسؤول روسي يحضر اجتماعات اوبك منذ عشر سنوات.

واقترح سيتشين تطوير التعاون الروسي مع المنظمة. واشار الى ان "مشروع مذكرة تفاهم سيرفع" الى رئيس اوبك الجزائري شكيب خليل والى الامين العام للمنظمة عبد الله البدري من اجل تطوير تعاون معزز بين روسيا ومنظمة اوبك.

وقد استبعدت السلطات الروسية في الماضي أية امكانية للانضمام الى مظمة اوبك.
واوضح المسؤول الروسي ان قسما من التعاون يتعلق بطريقة ادارة "مناخ مستقر للاسعار" بالنسبة للدول المنتجة كما للدول المستهلكة.

واشار ايضا الى ان روسيا والسعودية هما اول منتجين عالميين للنفط ويمثلان لوحدهما 20% من العرض النفطي العالمي.

ومن ناحيته، اوضح مندوب روسي ان التوقيع على مذكرة تفاهم قد يتطلب شهرين وعلى ان ينتهي قبل مؤتمر نفطي عالمي سيعقد في روسيا في اكتوبر/تشرين الاول المقبل.