بمناسة كأس الأمم الافريقية: قل يحيى تورى ديوب ولا تقل يايا تورى 2/10/2008 3:32:00 PM


القاهرة - لا يعلم الكثيرون فى مصر والدول العربية الاخرى أن العديد من أسماء لاعبى كرة القدم الافارقة الذين شاركوا فى صفوف منتخبات بلادهم فى بطولة كأس الامم الافريقية فى دورتها السادسة والعشرين التى تختتم مساء الاحد بغانا هى أسماء عربية واسلامية وليست أسماء أجنبية أوأفريقية كما يعتقدون .
عدد قليل من جمهور كرة القدم هم الذين يعرفون ذلك فعلى سبيل المثال فإن يايا تورى نجم خط وسط كوت ديفوار ونادى برشلونة الاسبانى هو يحى تورى وأن باب بوبا ديوب نجم خط وسط السنغال وبورتسموث الانجليزى هو بابا أبو بكر ديوب .
كما لا يعلم الكثيرون فى العالم العربى أن ابدولاى فاى نجم دفاع السنغال و نادى نيوكاسيل الانجليزى هو عبدالله فاى وأن لامين سيسى نجم وسط السنغال ونادى بورصاسبور التركى هوالأمين سيسى وأن اسمه الاول هو محمد واسم والده هو الامين فيما يحمل جده اسم أفريقى هو سيسى ليكون اسمه بالكامل محمد الأمين سيسى.
وقال تقرير لوكالة انباء الشرق الاوسط ان عدم تخيل عدد كبير من الناطقين باللغة العربية يرجع الى ان دريسا دياكيتى نجم وسط منتخب مالى و نادى نيس الفرنسى هو إدريس دياكيتى لارتباط الاسم العربى فى أفريقيا باسماء وألقاب عائلية لاتينية وأفريقية اضافة الى ما يتعرض له الاسم العربى للاعب الافريقى من تغيير فى كثير من الاحيان سواء بسبب سقوط حرف منه أو عدد من حروفه بفعل نطقه بالفرنسية أوالانجليزية أو باحدى اللهجات المحلية الافريقية أو بسبب عدم قدرة الافارقة على نطق بعض أحرف الهجاء العربية لاسيما العين والحاء والهاء .
ومن الضروري أن يدرك العرب مدى حرص العديد من الافارقة على تسمية أنفسهم بأسماء عربية الى أهمية افريقيا بالنسبة للعالم العربى والعكس صحيح فافريقيا تمثل عمقا استراتيجيا للعالم العربى فطالما وقفت أفريقيا بجانب القضايا العربية و لا تزال مثلما وقفت مصر الى جانب الدول الافريقية و لاتزال سواء فى نضالها لنيل الاستقلال أو فى مساعدتها فى مجال التعليم والثقافة من خلال بعثات الازهر الشريف أو المنح الدراسية فى الجامعات المصرية .
ويقول سليمان كوناتيه الطالب المالى بكلية أصول الدين بجامعة الازهر أن العديد من المصريين لا يتخيلون أن الاسماء التى ينطقونها كما ينطقها الفرنسيون للاعبين فى منتخب مالى هى الا أسماء عربية اسلامية مشيرا الى أن البعض فى مصر لا يعلم مثلا أن بوبا صيديقى كونى نجم منتخب مالى المحترف فى المغرب هو فى واقع الامر أبو بكر الصديق كونى أو أن سيدو كيتا نجم وسط منتخب مالى المحترف فى نادى اشبلية الاسبانى هو سيد كيتا لكنه تحول الى سيدو لاعتياد الافارقة على استخدام الفصحى والتشكيل فى الاسماء نظرا لتأثرهم بالقرآن الكريم الذى يحفظونه رغم عدم معرفتهم للغة العربية.
ويقول أمادو نبى موسى الطالب الغينى بجامعة الازهر بالقاهرة بعد أن انتهى من مشاهدة احدى مباريات غينيا فى بطولة كأس الامم الافريقية فى أحد مقاهى حى الحسين بالقاهرة أن العديد من المصريين والعرب الذين التقى بهم خلال اقامته فى مصر لا يتخيلون أن الاسينى قمارا نجم دفاع منتخب غينيا و نادى روديز الفرنسى هو الحسينى قمر لسبب بسيط هو انه من الصعب على الافارقة نطق بعض الاحرف العربية بشكل سليم مثل الحاء أو العين أو الهاء فينطقون الحسينى الاسينى مثلما تكتب بالفرنسية أو الانجليزية تماما مثلما ينطقون عبدالله ب ابدولاى .
و من جانبه يؤكد رشاد شيتو وهو طالب من بنين يدرس بالازهر الشريف أن الكثير من المصريين لا يتخيلوا على سبيل المثال أن ادجاموسى نجم دفاع منتخب بنين و نادى كريتاى الفرنسى هو الحاج موسى وأن رازاق اوموتويوسي مهاجم بنين و نادى هلسينبورج السويدى هو رزاق أمة يوسف و أن موريتالا اوجوبييى نجم وسط منتخب بنين والنجم الساحلى التونسى هو ما يريده الله اوجوبييى.
ويوضح محمدو تيجانى الطالب السنغالى بكلية الشريعة و القانون بجامعة الازهر أن تضمن اسماء عدد كبير من لاعبى كرة القدم فى السنغال لاسماء و القاب غربية جعل المصريون و العرب لا يتخيلون ان هذا الاسم او ذاك اللقب هو فى الاصل اسم عربى او ان صاحب الاسم مسلم الديانة .
فعلى سبيل المثال فان هنرى كامارا نجم هجوم منتخب السنغال و نادى ويست هام الانجليزى هو هنرى قمر فاسمه الاول فرنسى و هو هنرى فى حين ان لقب عائلته عربى هو قمر الذى تحول بعد كتابته بالفرنسية ثم بفعل نطقه بالعربية الفصحى كما جاء فى القران الكريم الى قمارا .
و يضيف محمدو تيجانى ان ابيب باى نجم دفاع السنغال و نادى نيوكاسيل الانجليزى هو فى واقع الامر حبيب بك باللغة العربية لكن عدم قدرة الافارقة من غير المستعربين على نطق الحاء تجعل الحاء الف فيما تحول اسم بك الى بيى بالفرنسية.
كما أن صعوبة نطق الحاء بالنسبة للافريقى الذى لا يفهم العربية تجعله يكتب و ينطق محمد كما تقول الفصحى بمامادو واحمد بامادو .
ويكشف الطالب السنغالى عن أن امادو فلافيو نجم هجوم انجولا والنادى الاهلى هو فى الواقع أحمد فلافيو فتحول بعد التشكيل بالفصحى و عدم وجود حرف الحاء فى اللغة البرتغالية الرسمية لانجولا الى تحريف اسم احمد الى أمادو
و لا يقتصر تأثر الافارقة بالثقافة العربية على الازهر الشريف فحسب بل يتمتد التأثر ليشمل الجامعات الاسلامية فى كل من المغرب و تونس و الجزائر .
كما أن عددا من الجامعات الاسلامية فى الخليج العربى لا سيما فى السعودية تفتح أبوابها أمام مختلف أبناء الدول الافريقية مما يزيد من ارتباط الافارقة بدينهم الاسلامى و من ثم باللغة العربية و الاسماء والالقاب العربية .
ويؤكد السفير عبد الرحمن دياب سفير مصر السابق لدى جامبيا أن القادة الافارقة يحرصون حرصا شديدا على تذكير سفراء بلادهم العرب المعتمدين فى عواصمهم بأن اسماءهم هى أسماء عربية واسلامية رغم ما طرأ عليها من تعديل بسبب كتابتها باللغات الغربية .
ويتذكر السفير السابق عبد الرحمن دياب أول لقاء له مع رئيس جامبيا قائلا "عندما كنت بصدد تقديم اوراق اعتمادى كسفير لمصر فى بانجول عاصمة جامبيا بعد وصول الرئيس الجامبى الحالى يايا جامى للسلطة فى العام 1995 فوجئت بالرئيس الجامبى يطالبنى بأن اناديه بيحيى جامع بوصفه اسمه الحقيقى باللغة العربية فى بادرة استهدفت اظهار مدى حرصه على توطيد العلاقة بالقيادة السياسية فى مصر العربية الاسلامية التى حرصت من جانبها على تحول هذه العلاقة الى صداقة حميمة فى اطار حرص مصر على تدعيم أواصر التعاون والصداقة مع الاشقاء الافارقة و مساعدتهم فى عمليات التنمية.
ويحرص دائما رئيس مالى السابق و الرئيس الحالى للمفوضية الافريقية ألفا أومر كونارى على توضيح اسمه للصحفيين العرب عندما يتلقى بهم فى المؤتمرات المختلفة.
فأسم الفا أومر كونارى كما ينطق بالفرنسية هو فى واقع الامر الفاروق عمر كونارى فى وقت يعتقد فيه البعض ان المقصود من الفا هو اول الحروف الابجدية اليونانية.
ويرجع اختصار اسم الفاروق الى الفا الى اعتياد العديد من الافارقة على اختصار الاسماء فيختصرون الفاروق الى الفا وأبو بكر الى بوبا او بابكر.
ويرجع محمد دغش سفير مصر السابق بالسنغال حرص العديد من السنغاليين على اطلاق أسماء عربية واسلامية على أنفسهم الى تقدير الافارقة لمساهمة مصر فى عمليات التنمية فى أفريقيا من خلال الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع افريقيا الذى يساعد الدول الافريقية بالخبراء من الاطباء والمهندسين و المدرسين والزراعيين والفنيين.
و يضيف دغش أنه كثيرا ما يبادر سنغالى باطلاق اسم الطبيب المصرى الذى يتولى توليد زوجته على مولوده الجديد تقديرا لما قدمه له و لزوجته من عناية وهو ما يحدث ايضا مع الخبراء المصريين الاخرين العاملين بالصندوق سواء كانوا مهندسين او فنيين او يعملون فى مجالات الزراعة أو التجارة أو تنمية مصادر المياه او غيرها من المجالات الاخرى.
ويؤكد انان الحسن شيخ الغانى المقيم بمصر للدراسة ان الافارقة يطلقون أسماءا عربية على أبنائهم لشدة انتمائهم للاسلام رغم أن لغتهم الرسمية هى فى الغالب اللغة الفرنسية أوالانجليزية فضلا عن ان لغتهم اليومية هى اللهجة المحلية الافريقية .
وأضاف أن تمسك الافارقة المسلمين بدينهم لا يقل عن تمسك العرب بدينهم الاسلامى موضحا الى أن الافارقة يحرصون على ممارسة شعائر دينهم الاسلامى الحنيف دون تطرف أو تشدد .
ويؤكد الحسن شيخ أن التسامح الدينى الذى يتمتع به الافارقة لا يصل بهم مع ذلك الى حد التساهل مع من ينتقد الاسلام أو يتناوله بأى مكروه أو حتى باسلوب غير مقبول لاى سبب من الاسباب .
أما منتخب الكاميرون الذى ستلتقى به مصر فى نهائى بطولة كأس الامم الافريقية مساء الاحد بالعاصمة الغانية أكرا فيضم أيضا فى صفوفه عددا من اللاعبين الذين يحملون أسماءا عربية رغم أن نسبة المسلمين فى الكاميرون تقل كثيرا عن نسبة المسلمين فى دول أفريقية اسلامية يعتنق معظم أبناءها الدين الاسلامى مثل السنغال ومالى وغينيا وكوت ديفوار .
ويضم المنتخب الكاميرونى بين صفوفه من الذين يحملون اسماءا عربية وإسلامية حارسى المرمى حميدو سوليمانو أو حميد سليمان المحترف فى دنيزليزسبور التركى وكارلوس ادريس كامينى المحترف فى برشلونة الاسبانى و أشيل ايمانا أو أشيل ايمان لاعب الوسط المحترف بنادى تولوز الفرنسى و المهاجم محمدو ادريسو المحترف بنادى بديسبورج الالمانى .

المصدر : موقع مصراوي