هل يستمر الدولار ضعيفاً؟ أنصح بالإطلاع

[أبو قمر]

هل يستمر الدولار ضعيفاً؟

بقلم - د. غسان قلعاوي

هل اصفرّ حقاً وجه الدولار الذي ظل يزهو نصف قرن من الزمن بخضرته اليانعة كنقد عالمي أم أنه اصفرار طلاء يقتضيه دور مرسوم يلعبه على مسرح الاقتصاد العالمي؟

في أغسطس/ آب الماضي برزت أزمة القروض ذات الرهون العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية على شكل حالات تخلف عن سداد بعضها وعدم كفاية الضمانات نتيجة تراجع أسعار العقارات.
وذلك بعد فورة ارتفاع في تلك الأسعار تبعها توسع البنوك في الاقراض العقاري اعتمادا على استمرار تلك الفورة.

لكن مع نهاية سبتمبر/ايلول الماضي كان يبدو أن سحابة أزمة الديون ذات الرهون العقارية في الولايات المتحدة بدأت بالانقشاع وإن كان مازال أمامها شوط تقطعه لتزول أو لتتبخر وتتشتت على مدى أسواق المال والتمويل العالمية التي أخذت في ما يبدو على عاتقها ضخ مزيد من الأموال بشكل مباشر أو من خلال اصدارات تم معظمها في دول نامية آسيوية، افريقية وشرق أوسطية (غُطيتْ فيها حجوم الإصدار، كما هو معتاد، مرات عدة) في طفرة ائتمان أسهمت، إلى جانب توفير السيولة، في بيع أو”تجيير” معظم تلك الديون منخفضة الجودة الى مؤسسات مالية ومستثمرين في أنحاء العالم.

لكن الأزمة ما زالت، في ما يبدو، قائمة على نحو ما، ربما لتجر ذيولها على ظاهرة استمرار ضعف الدولار وهي ظاهرة يحلو لبعض المحللين أن يعزوها لأزمة الديون تلك، في حين يرى البعض الآخر أن الدولار الضعيف هو دولار ذو أهداف ومآرب أخرى..!

فهل كان ومازال تدني سعر الدولار الأمريكي نتيجة أزمة الديون العقارية أم أنه تدن منظم ومقصود من قبل الادارة الأمريكية مستهدف من قبل أرباب النظام هناك؟

لعل الأنسب في شأن الدولار الذهاب فيه مذهب أحد التحليلات في بلد الدولار نفسه والمتعلقة بأوضاعه والذي شغلت عافيته العالم وأرق وجهه الأصفر محبيه المخلصين في الدول النامية بالذات، حيث أراح التحليل صاحبه وربما أراد أن يريح القراء عندما علق في ما انتهى إليه مهمة اعادة النظر في أوضاع الدولار إلى الرئيس الأمريكي المقبل مع أوائل العام 2009 بعدما كان بدأ ذلك التحليل شبه جازم بأن إدارة الرئيس بوش الحالي ستستمر معتمدة كليا تقريبا على دولار ضعيف كدافع مركزي لسياستها الاقتصادية الدولية!

إن مثل هذا القول يريحنا من تعقيدات البحث المالي والنقدي والتحليل المتعلق بهما المرتبط بسوق المال والتمويل وأسعار الفائدة والإجراءات المنسوبة إلى جريسبان الرئيس السابق لبنك الاحتياطيات الفيدرالي (البنك المركزي) في الولايات المتحدة، وهو تحليل، مازال، يفترض آلية سوق حرة ويوهم العالم بأن أمور المال والاقتصاد وصعود وهبوط القيم والأسعار في الأسواق المالية والنقدية مظهر من مظاهر الحرية الاقتصادية والعرض والطلب في سوق مفتوحة يلعب فيها سعر الفائدة وحركة كتل السيولة والمعروض النقدي والطلب على النقود ومتطلبات الاحتياطي ومعدلات التغطية دورها الطبيعي..!

إن البعد عن مثل هذا التحليل يبدو أنه يقربنا أكثر من فهم الواقع عندما ينظر إلى الأمر باعتباره “منهج” الدولار الضعيف أو “سياسته”، وهي سياسة لا علاقة لها بأزمة الرهون العقارية أو ديونها في الولايات المتحدة إلا باعتبار تلك الأزمة من قبيل المعجل أو المبرر الإعلامي لهذا الضعف الذي هو ضعف مستهدف ضمن سياسة مقررة قد يكون من أهدافها:

1 تخفيض العجز في ميزان المدفوعات الأمريكي وهذا يعني سداد جزء من هذا العجز بدولار رخيص وتحميل كل مستثمر ومتحوط في السندات وأذونات الخزانة الأمريكية وسواها من أدوات الاقتراض المتعددة معظم تكلفة الحروب (حرب العراق حاليا مثلما حرب فيتنام سابقا عندما انخفض الدولار بجرة قلم أمريكية ألغت ارتباطه بالذهب رغم أنف بريتون وودز وسواها من المعاهدات الدولية)، وكذلك دعم تجارها “تجار الحروب” ومنتجي السلاح، وحتى المزارعين ورعاة الأبقار هناك.

2 الضغط على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الاعلام الأمريكي الذي تتصاعد حملاته لتجنب المنتجات الصينية بدعوى سوء الصنع والتلوث (لعب الأطفال)، أو بدعوى تعمد إغراق الأسواق (الأحذية والمنسوجات)، وهي دعوات يبدو أنها أخذت تلقى بعض الصدى لدى المواطن الأمريكي كما أن رفع سعر صرف العملة الصينية (تجاه الدولار على الأقل) وهو هدف ومطلب أمريكي تم الالحاح عليه في كل المناسبات.

3 إغراء فائض السيولة العالمية بالاستثمار عن طريق تملك الأصول العينية (حيازتها، أو استحواذها بمعنى الغلبة والاستيلاء) في الولايات المتحدة الأمريكية باستغلال ضعف الدولار، وذلك رغم أن هذا الإغراء تقابله، في التوقيت نفسه، شكوك حول عمليات “الاستحواذ” يُستفزُّ من خلالها الشارع الأمريكي فيكثر اللغط فيه حول هذه العمليات من حيث خطورة ازدياد ملكية الأجانب على الأمن القومي الأمريكي، وهو لغط قد يكون مقدمة لما يمكن أن ينجم عن هذا الإغراء، مستقبلا، من تحجيم وإعادة نظر حمائية قد تصيب المستثمرين بالحيازة والاستحواذ بأضرار تتجاوز أضرار انخفاض الدولار جسامة.

فإذا ذهبنا مذهب من ينظر إلى تدني الدولار باعتباره سياسة الإدارة الأمريكية الحالية وربما القادمة أيضا وذلك لتحقيق مثل هذه الأهداف وسواها، فمتى سيسترد الدولار عافيته؟ من البديهي أن يتم ذلك، وفقا لهذا المذهب، عندما تحقق سياسة تدنيه جل أهدافها أو الجانب الأكبر منها، أما متى يحدث ذلك؟ هذا ما يمكن أن تجيب عليه البيانات التي تتجمع لدى غرفة عمليات خيوط اللعبة (لعبة الدولار والنفط والذهب والأسعار) وهي بيانات ممنوعة من الصرف لدى قواعد لعبة أخرى هي لعبة الشفافية دولية كانت أو غير دولية.
ــــــــــــــــــــــــ
* باحث في شؤون المال والاقتصاد .

* نقلاً عن صحيفة الخليج .

[سيف الملوك]

يعطيك العافيه اخي الكريم
على النقل الرائع

[بدر هادي]

جزاك الله خير
ارى انها سياسه مش ازمه رهونات والدليل انخفاض العجز في الميزان التجاري
http://assets.opencrs.com/rpts/RL31985_20050613.pdf

[نور المصرى]

أرى أن هبوط الدولار دورة فقط
وسيعاود الصعود وبقوه
وسيطيح بكل العملات ( ماعدا الين )

[المركز المصري]

أرى أن هبوط الدولار دورة فقط
وسيعاود الصعود وبقوه
وسيطيح بكل العملات ( ماعدا الين )

معك في وجهه نظرك ان ساء الله

[TEXXON]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......

كلام سليم مليون بالمئة والصراحة ان كشخص لست مخضرما كان لي رؤية ونقاش
حول هذا الموضوع وحينها كان السؤال ما سبب عدم فك العديد من الدول الخليجية الربط بالدولار ,
وكان لي راي ان الدولار يتم اضعافه قصدا وذلك لخفض العجز يعني بمعنى اخر سيتم تغطية
هذا العجز من جيوب المستثمرين بالدولار ولكن هناك من كان يعلم ذلك ورغم ذلك لم يفك الارتباط
بالدولار او تخلى عن استثماراته لا بل على العكس زادها والمقصود هنا هو ما يهمنا دول الخليج
والمقابل هو رفع سعر برميل النفط ومن هنا يتبين ان انخفاض قيم الاستثمارات تم تعويضه
بارتفاع النفط لذلك لم يتم فك الربط , مع العلم ان هذه افضل طريقة قام بها القيمون على الاقتصاد الامريكي
لتغطية العجز خاصة بين الولايات المتحدة والصين دون الدخول في صدام .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......

[FX.BMW]

مشكور اخي على هذا المجهود الرائع
واريد ان اقول هنا ان من اهم فوائد العمل في مجال الفوركس انه يجبر من يعمل فيه ان يعرف ما يدور حوله من احداث سياسيه واقتصاديه بل وايضا يصبح لديه مقدره على التنبؤ بما سيحدث في المستقبل وحتى يتم ذلك ليس بالضروره ان يكون المتعامل بالفوركس محلل اقتصادي وكاتب كبير مثل كاتب هذا الموضوع.
بالمختصر يا اخوان انه احيانا عندما انظر الى شارت عمله او معدن معين والناخذ على سبيل المثال شارت النفط
ونبدا بطرح التوقعات نقول على سبيل المثال ان السعر الحالي هو 90 دولار للبرميل وان السعر مرشح للصعود الى اكثر من 100 دولار للبرميل اذا اخترق السعر نقاط المقاومه التاليه 95 و 98 والغريب في الموضوع ان السعر يتجاوز بكل بساطه تلك المقاومات القويه لمجرد صدور بعض التعليقات التلفزيونيه من اشخاص معينين حول مواضيع معينه وبالتزمن مع اصطدام السعر بنقاط المقاومه ومثال ذلك موضوع الملف النووي الايراني والتعليقات التي تصدر من بوش والرئيس الايراني حول هذا الموضوع . الامر الذي جعل اسعار النفط تقفز قفزات مهوله كلما ذكر هذا الموضوع بلسان احد الطرفين.
وعندما تجلس لتفكر بما يجري تجد ان المستفيد الاكبر من ارتفاع اسعار النفط هما ايران (باعتبارها من اكبر مصدري النفط في العالم) وكذلك ايضا امريكا تستفيد من ارتفاع اسعار النفط(وهنا اقول فهمكم كفايه لانه ما بدي احكي بالسياسه).
واعتذر للاطاله

[golden2000]

مشكور اخي على هذا المجهود الرائع
واريد ان اقول هنا ان من اهم فوائد العمل في مجال الفوركس انه يجبر من يعمل فيه ان يعرف ما يدور حوله من احداث سياسيه واقتصاديه بل وايضا يصبح لديه مقدره على التنبؤ بما سيحدث في المستقبل وحتى يتم ذلك ليس بالضروره ان يكون المتعامل بالفوركس محلل اقتصادي وكاتب كبير مثل كاتب هذا الموضوع.
بالمختصر يا اخوان انه احيانا عندما انظر الى شارت عمله او معدن معين والناخذ على سبيل المثال شارت النفط
ونبدا بطرح التوقعات نقول على سبيل المثال ان السعر الحالي هو 90 دولار للبرميل وان السعر مرشح للصعود الى اكثر من 100 دولار للبرميل اذا اخترق السعر نقاط المقاومه التاليه 95 و 98 والغريب في الموضوع ان السعر يتجاوز بكل بساطه تلك المقاومات القويه لمجرد صدور بعض التعليقات التلفزيونيه من اشخاص معينين حول مواضيع معينه وبالتزمن مع اصطدام السعر بنقاط المقاومه ومثال ذلك موضوع الملف النووي الايراني والتعليقات التي تصدر من بوش والرئيس الايراني حول هذا الموضوع . الامر الذي جعل اسعار النفط تقفز قفزات مهوله كلما ذكر هذا الموضوع بلسان احد الطرفين.
وعندما تجلس لتفكر بما يجري تجد ان المستفيد الاكبر من ارتفاع اسعار النفط هما ايران (باعتبارها من اكبر مصدري النفط في العالم) وكذلك ايضا امريكا تستفيد من ارتفاع اسعار النفط(وهنا اقول فهمكم كفايه لانه ما بدي احكي بالسياسه).
واعتذر للاطاله

سؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف تستفيد الولايات المتحدة من ارتفاع سعر النفط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[بدر هادي]

سؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف تستفيد الولايات المتحدة من ارتفاع سعر النفط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عزيزي النفط يقيم سعره بالدولار والعلاقه بينهم عكسيه ارتفاع الدولار معناه هبوط اسعار النفط والعكس صحيح
في حاله الدولار القوي القدره الشرائيه تكون اكبر للدولار وبالتالي سعر البرميل يكون ارخص
تدفع دولارات اقل وتتأثر الصادرات الامريكيه بسبب المنافسه من اليابان والصين المستفيد الاكير من
الاسعار المتدنيه للنفط وقوه الدولار ويكون الميزان التجاري لصالحها
اما الدولار الضعيف فهو العكس منافسه المنتوجات الامريكيه للبضايع الصينيه واليابانيه
التي تتأثر من ارتفاع النفط وارتفاع عملتها الوطنيه مقابل الدولار مثل ماهو حادث حاليا
ارتفاع الين الياباني مقابل الدولار من اكثر 120 ين للدولار الواحد الى اقل من 108 والناتج
اكبر انخفاض في الميزان التجاري بين امريكا واليابان من سنه 99
العمله الامريكيه بحد ذاتها تقيم بسندات من الخزينه الامريكيه واذا استمرت سياسه الدولار الضعيف
فالخوف من التضخم القادم وتأثيره على الشعب الامريكي والحل ربما يكون رفع سقف الرواتب
هذا مفهومي البسيط وارجو التصحيح اذا كنت مخطئ

[المستحيل_]

متاسف لم ارى الموضوع في السابق

هذا رائي في الموضوع

مع بدايه هذا العام 2008
والسياسه الاقتصاديه الان بدأت ترتسم معالمها وخصوصا من الامريكان

فكل السيناريوهات والبيانات التي تصدر والتي يتم التلميح عنها ما هي الا صوره واضحه جدا لرسم معالم طريق للدولار الامريكي التي افهم من خلالها ان الدولار يستعد لرحله هبوط كبيره وخصوصا في الربع الاول من هذا العام ....

وليس بغريبا علينا هذا الوضع وخصوصا ان هناك معركه كسر عظم بين الين اليابانى والدولار الامريكى من جهه ولا اعتقد ان طوكيو ستقف متفرجه على ضعف قوتها الاقتصاديه من ناحيه صادرات وتصنيع واختراق الاسواق الخارجيه

ومعركه اخرى بين اليورو والدولار الامريكى من جهه اخرى وخصوصا ان اوروبا الان تحاول ان تستيقظ من سباتها العميق جراء ارتفاع اليورو بشكل خطير امام الدولار ضريبه توسع دول الاتحاد الاوروبي هل سيدفعه اليورو ام انه سيكون هناك سياسه جديده لتحسين الوضع