النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع: افضل الجهاد
- 24-12-2006, 12:13 PM #1
افضل الجهاد
المشتاقون الى الجنةالحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا.الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسلوالحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة
وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولهأما بعد :فإن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ، ولم يتركهم سدى بل خلقهم لأمر عظيم وخطب جسيم عرض على السموات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه إشفاقاً ووجلا وحمله الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاًوالعجب كل العجب من غفلة من لحظاته معدودة عليه وكل نفس من أنفاسه إذا ذهب لم يرجع إليه وإنما يتبين سفه المفرط يوم الحسرة والندامةإذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا وسيق المجرمون إلى جهنم ورداًفالأولون في روضات الجنة يتقلبون وعلى أسرتها يجلسون وعلى بطائنها يتكئونوأولئك في أودية جهنم يصطلون ، جزاء بما كانوا يعملونومن هنا اشتاقت نفوس الصالحين إلى الجنةحتى قدموا في سبيل الوصول إليها كلَّ ما يملكونهجروا لذيذ النوم والرقاد ، وبكوا في لأسحار ، وصاموا النهار ، وجاهدوا الكفار ،فلله كم من صالح وصالحة اشتاقت إليهم الجنة كما اشتاقوا إليهامن حسن أعمالهم ، وطيب أخبارهم ، ولذة مناجاتهم ،وكان لكل واحد منهم ، ولكل واحدة منهن مع الله جل جلاله أخبار وأسرار ، لا يعرفها غيره أبداً، جعلوها بين أيديهم عُدداًلا يطلبون جزاءهم إلا منه ، فطريقهم إليه ، ومعولهم عليه ، ومآلهم يكون بين يديهفلا إله إلا الله .. كم بكت عيون في الدنيا خوفاً من الحرمان من النظر إلى وجه الله الكريمفهو سبحانه أعظم من سجدت الوجوه لعظمته ، وبكت العيون حياءً من مراقبته ، وتقطعت الأكباد شوقاً إلى لقائه ورؤيتهفالمشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار وأسرارفإليكم شيئاً من أخبارهم ، وطرفاً من أسرارهم ..ومن هذه الأخبارما أورده ابنُ الجوزي في صفة الصفوة وابنُ النحاس في مشارع الأشواق عن رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..وكان رجلاً قد حبب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله ، فلا يسمع بغزوة في سبيل الله ولا بقتال بين المسلمين والكفار إلا وسارع وقاتل مع المسلمين فيه ، فجلس مرة في الحرم المدني فسأله سائل فقال :يا أبا قدامة أنت رجل قد حبب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهاد والغزوفقال أبو قدامة : إني محدثكم عن ذلك :خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور ( والثغور هي مراكز عسكرية تجعل على حدود البلاد الإسلامية لصد الكفار عنها ) فمررت في طريقي بمدينة الرقة ( مدينةٍ في العراق على نهر الفرات ) واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي ، ووعظت الناس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله ، فلما جن علي الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه ، فلما ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلنا فتحت الباب فإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها ،فقلت : ما تريدين ؟قالت : أنت أبو قدامة ؟قلت : نعم ،قالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية ،فنظرت إلى الرقعة فإذا فيها : إنك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي ،قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدة شوقها إلى المغفرة والجنة .فلما أصبحنا خرجت أنا وأصحابي من الرقة ، فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله ،قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عني وأنا أنظر خبر هذا الفارس ، فلما رجعت إليه ، بدأني بالكلام وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً ،فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال .فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمك القتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك .فقال : فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرة سنةفقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟ قال : أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي .قلت : أعندك والدة ؟قال : نعم ، قلت : ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنة تحت قدمهافقال : أما تعرف أمي ؟ قلت : لا ،قال : أمي هي صاحبة الوديعة ، قلت : أي وديعة ؟قال : هي صاحبة الشكال ، قلت : أي شكال ؟قال : سبحان الله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشكال ؟؟قلت : بلى ، قال : هي أمي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع ..وإنها قالت لي : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر ، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله ، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنة ، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّثم ضمتني إلى صدرها ، ورفعت رأسها إلى السماء ، وقالت : إلهي وسيدي ومولاي ، هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي ، وثمرةُ فؤادي ، سلمته إليك فقربه من أبيه ..سألتك بالله ألا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، أنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارف بالفروسية والرمي ، فلا تحقرَنِّي لصغر سني ..قال أبو قدامة : فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا ، فوالله ما رأينا أنشط منه ، إن ركبنا فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً ...………..إذ رأيت قصراً يتلألأ أنواراً لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاته من الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذا جوار يرفعن الستور ، وجوههن كالأقمار ..…..تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنه الشمس ، لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..فلما رأتني الجارية قالت : مرحباً بولي الله وحبيبه .. أنا لك وأنت ليفلما اقتربت منها قالت : .. .... .. ..فجالت الأبطال ، ورميت النبال ، وجردت السيوف ، وتكسرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل ..واشتد علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه ، وقال كل خليل كنت آمله .... .. .. .. ..فالتفت أبو قدامة إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلاموإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليهفمزقت اللحمان ، وأدمت اللسانوفرقت الأعضاء ، وكسرت العظام ..وإذا هو يتيم ملقى في الصحراءقال أبو قدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ، وصرخت : هاأنا أبو قدامة .. هاأنا أبو قدامة ..فقال : الحمد لله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمع وصيتيقال أبو قدامة : فبكيت والله على محاسنه وجماله ، ورحمةً بأمه ، وأخذت طرف ثوبي أمسح الدم عن وجههفقال : تمسح الدم عن وجهي بثوبك !! بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك ، فثوبي أحق بالوسخ من ثوبك ..قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحر جواباً ..فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرقة ، ثم تبشر أمي بأن الله قد تقبل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإني سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنة ، ..ثم قال : يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدم ، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ، وأن الموعد الجنة إن شاء الله ..يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسع سنوات .. ما دخلت المنزل إلا استبشرت وفرحت ، ولا خرجت إلا بكت وحزنت ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وفجعت بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر :يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات ..ثم تحامل الغلام على نفسه وقال : يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشم ريحها ..ثم انتفض وشهق شهقتين ، ثم مات ..قال أبو قدامة : فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من أن أرجعَ إلى الرقة وأبلغَ رسالته لأمه .... .. .. .. .. .. ..قدمت هذه المرأة الصالحة كل ذلك في سبيل أن تدخل الدار التي اشتد شوقها إليها ،وقدم ولدُها نفسَه رخيصةً لله ، وتناسى لذاتِه وشبابه ، فليت شعري ماذا قدم للجنة المفرطون أمثالُنا ؟!رحم الله فتى هـذب الدين شبابهومضى يزجي إلى العلياء في عزم ركابهمخبتــاً لله صــير الزاد كتابهوارداً من منهل الهادي ومن نبع الصحابةإن طلبت الجود منه فهو دوماً كالسحابةأو نشدت العزم فيه فهو ضرغام بغابةجاذبته النفس للشر فلم يبد استجابةمتــقٍ لله تعلــو من يلاقيه المهابةرقّ منه القلب لكن زاد في الدين صلابةبلسـم للأرض يمحو عن محياها الكآبةثابت الخطو فلم تُطف الأعاصير شهابهجــرّبته صولة الدهر فألفت ذا نجابةإن يقم يوماً خطيباً يُسمعُ الصمَّ خطابَهأو يسر في الدرب يوماً أبصر الأعمى جنابهمسلم يكفيه فخراً أن للدين انتسابه
المشتاقون إلى الجنة ، ارتفع قدرها عندهم ، حتى لم يرضوا لها ثمناً إلا أرواحَهم التي بين جنوبهم ..ولماذا لا يبذلون للجنة ذلك وأكثر
من كتاب المشتاقون الى الجنةلفضيلة الشيخ / محمد العريفى
- 24-12-2006, 03:08 PM #2
رد: افضل الجهاد
بارك الله فيك وجزاك كل خير
المواضيع المتشابهه
-
بابُ الجهاد في غزة مفتوح
By YAFAWI in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 0آخر مشاركة: 05-01-2009, 10:17 AM -
جماعة تدعى ألوية الجهاد المقدس تتبنى خطف صحفيين اثنين من قناة فوكس الأميركية في غزة و
By يورو2006 in forum استراحة اعضاء المتداول العربيمشاركات: 6آخر مشاركة: 23-08-2006, 05:02 PM -
جماعة تدعى ألوية الجهاد المقدس تتبنى خطف صحفيين اثنين من قناة فوكس الأميركية في غزة و
By يورو2006 in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادنمشاركات: 6آخر مشاركة: 23-08-2006, 05:02 PM