لم يعد اسم شركة جوجل يرتبط فقط في مُحرك البحث وبعض خدمات الإنترنت، فالشركة سيطرت على عالم الهواتف الذكية بعد الاستحواذ على نظام أندرويد والعمل بشكل مُكثّف على تطويره لتقديم أحدث التقنيات لمُستخدمي النظام.


جوجل تجني نسبة كبيرة من أرباحها من خلال الإعلانات ومُحرك البحث فقط، وتُحاول استثمار هذه الأرباح في بقية المشاريع مثل السيارات ذاتية القيادة أو النظارات الذكية. لكن على الرغم من سيطرة أندرويد على حصّة كبيرة من سوق الأجهزة الذكية، ووجود بعض خدمات جوجل بداخله بشكل مُسبق إلا أن آخر الدراسات أشارت أن مُستخدمي أندرويد لا يقومون بعمليات بحث، وبالتالي جوجل لا تجني أرباحًا من مُستخدمي هذه الأجهزة !


جوجل قامت بنشر أرقامها كما جرت العادة مع نهاية كل ربع مالي خلال السنة، وقامت مُدونة The Overspill بتحليل هذه الأرقام والربط فيما بينها للوصول إلى نتيجة تُفيد أن جوجل لا تجني أرباحًا من نظام أندرويد، وهي بحاجة بكل تأكيد للاستفادة من انتشار نظامها.


يُجري مُستخدمو الهواتف الذكية أكثر من 50 مليار عملية بحث شهريًا، وبالتالي تأتي أرباح جوجل من عرض الإعلانات أثناء عرض النتائج، لكن المُفارقة هنا أن مُعظم عمليات البحث تتم باستخدام أجهزة آيفون وليس أندرويد، وبالتالي يجلب آيفون لجوجل أرباحًا أكثر من نظامها الخاص وهي نُقطة تحتاج إلى مُعالجة بكل تأكيد.


يُمكننا تبسيط الأرقام قليلًا، حيث يوجد حاليًا أكثر من 1.4 مليار جهاز بنظام أندرويد في العالم، 400 مليون هاتف آيفون، و100 مليون هاتف بأنظمة أُخرى، وبالتالي هُناك 1.8 مليون جهاز حول العالم بإمكانهم القيام بعمليات بحث بعد إزالة 100 مليون جهاز آيفون في الصين لأن خدمات جوجل لا تعمل فيها أساسًا.


أما بالحديث عن الحواسب فإن العدد تقريبًا وصل إلى 1.5 مليار حاسب حول العالم، و300 مليون حاسب لوحي أيضًا. وبالتالي يُمكن أخذ رقم وسطي وليكن 1 مليار جهاز قادر على القيام بعمليات البحث والاتصال بالإنترنت.


إذا حاولنا ربط الأرقام معًا، نجد أن 50 مليار عملية بحث تتم باستخدام الهواتف الذكية، وهذا يعني أن المُستخدم يقوم بـ 0.9 عملية بحث يوميًا أي 27.8 عملية بحث شهريًا، لكن بمقارنة هذه الأرقام مع مُستخدمي الحواسب، نجد أن المُستخدم يقوم بـ 37 عملية بحث شهريًا.


قد لا تبدوا الأرقام واضحة تمامًا أو ذات معنى بالنسبة للكثيرين، وأنا منهم، لكن على الأقل تُعطي فكرة عن الفرق بين الأجهزة الذكية والحواسب، على الرغم من أن اعتمادنا اليومي على الأجهزة الذكية وتحديدًا الهواتف لا يُمكن حصره، فهي تُرافقنا منذ الاستيقاظ وحتى النوم.


مُشكلة جوجل في قلة عمليات البحث على الأجهزة الذكية واضحة تمامًا، وسببها هو وجود تطبيقات لكل شيء تقريبًا للأجهزة الذكية، وبالتالي يتم التوجه إلى التطبيق مُباشرةً عوضًا عن استخدام جوجل كما هي العادة على الحواسب، فالكثير من المُستخدمين يقومون بكتابة فيس بوك أو جي ميل على سبيل المثال في جوجل لتظهر نتائج البحث مع رابط للموقع المطلوب ليضغط عليه المُستخدم.


قد لا تبدوا الخطوات السابقة عمليات بحث حقيقة، لكن جوجل يعتبرها كذلك ويعرض الإعلانات للمُستخدمين وبالتالي يجني الأرباح بينما يصل المُستخدم إلى غايته وتكون العلاقة ربح-ربح للطرفين.


إذًا فنقص عمليات البحث سببه وجود تطبيقات لمعظم الخدمات التي يبحث عنها المُستخدم في الغالب باستخدام الحاسب العادي، لكن ما يزال الحل موجود بالنسبة لجوجل.


متجر التطبيق جوجل بلاي Google Play هو المكان الأمثل لجني الأرباح، فبعيدًا عن أرباح مبيعات التطبيقات، يُمكن لجوجل توليد أرباح ضخمة جدًا من الإعلانات على هذا المتجر لأنه المكان الأمثل الذي يُجري جميع المُستخدمين عمليات البحث باستخدامه.


أي مُستخدم يقوم بفتح تطبيق جوجل بلاي يتوجه بشكل فوري لشريط البحث لكتابة اسم التطبيق واستعراض نتائج البحث ومن ثم تثبيت التطبيق المطلوب، لكن جوجل بطريقة أو بأُخرى بإمكانها عرض إعلانات ربما لتطبيقات مُشابهة أو عرض نتائج البحث من خلال تفضيل التطبيقات التي اشتركت في خدمة الإعلانات وعرضها أولًا ثم تأتي بقية التطبيقات حسب التقييم مثلما هو الحال تقريبًا في محرك البحث.


خطة جوجل في الاستحواذ على أندرويد كان الهدف منها كسر سيطرة مايكروسوفت ونظامها ويندوز موبايل على حصّة تصفح الإنترنت من الأجهزة الذكية، لكن هذا لا يعني أيضًا أن الشركة كان لديها خطط سابقًا للحصول على أرباح مادية من عمليات البحث باستخدام هذا النظام خصوصًا بعد الأرقام التي صدرت مُؤخرًا.