النتائج 1 إلى 1 من 1
- 14-10-2015, 10:00 AM #1
دُعاة هذا العصر ( السوبر أستارز ....!!!!!!! )
الذي علمّنا كيف تكون الدعوة لله ولرسوله
والذي حثّنا على قول كلمة صدق عند أصحاب النياشين والكراسي
والذي أردف ببيان أن الدعوة
لاتأتي الا بالحكمة والموعظة الحسنه
والذي نقل لنا قول الباري عز وجل
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ
عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) النحل
فجعل سنام الدعوى وأساسها الحكمة في التصرف وفي تصحيح
المفاهيم الخاطئة مهما كان مصدرها ومنشأها...
والحكمة هنا ليست الهروب والخوف من سطوة مُرتكبي الأخطاء
بل مواجهتهم بشجاعة وبحكمة بالأسلوب الدعوي
الحقيقي وليس بالتملق والتزلف والوصولية
والمُحاباة وعدم التعرض لهم خوفاً وطمعاً ....
اللهم صل وسلم وبارك عليه
ا
( تنويه )
هذا الموضوع لايمس أي داعية إسلامي حقيقي
بذل ويبذل الجهود ويعطي ما علمّه الله
ليل ونهار ويكابد الضغوطات من صُناع القرار
في عالمنا العربي الأسلامي ...
في سبيل نشر الكلمة الطيبة والنصيحة الهادفة
والعلم الحقيقي من تصحيحات لتشريعاتنا
الأسلامية النظيفة التى أتى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم
والذين لم تأخذهم الأضواء والشُهرة لمصاف
الكِبر والتكبر على عباد الله
فكانوا ولازالوا منابر خير وبركة في جميع المجالات
هنا أحب أن انوه أن الطيبين لايمكن بحال من الأحوال
المساس بنهجهم وطريقتهم وأدبهم مع الله ثم المسلمين
العطشى للتعلم والأستزادة والفهم ....
فلهم كل التقدير والأحترام والتبجيل ...
بل هذا الموضوع يختص بمن نسى موقعه ورسالته
وأنجرف خلف الشُهرة والأضواء المسلطة عليه
وحُب الظهور...على حساب علمه ورسالته ومنهجه...
فهذا التنويه اردته كي لايُحسب أنه طعن
في الدُعاة الحقيقيين ...والكل يعرف نفسه ....
فمنذ فترة والعبد الله اندبها يرى ويسمع ويشاهد
مسيرة الدُعاة وممن يطلقون على انفسهم داعية اسلامي
فأصبت بقليل من الأحباط لبعض الممارسات
الخاطئة لبعض الدُعاة
فأردت أن ابين وجه نظري في المسار العام
للداعية وليس تشخيص لشخصياتهم الخاصة
فهذا ليس من حقي
ولكن حقي أن أقول وابين وانتقد السلوك العام للداعية
وليس انتقاد علومهم او فقههم
فهذا ليس مجاله ولا مكانه وأيضا لست مؤهل لأكون كذلك
وما نيتي ومُرادي الا النصيحة والأصلاح...
وسيكون هذا الموضوع طويلاً قليلاً
فالأرض في أساس خِلقتها صالحة
فأنتشر فيها الفساد والأفساد من فِعل البشر
ومن هنا كانت الدعوة لأصلاح مافسد مُختصة بمن أختصهم الله
بتميز في الحكمة والشجاعة والخوف من الله
في النُصح والأرشاد والتغيير إن أمكن ذلك ....والنداء بالقول
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا )الأعراف 56
والفساد هنا في هذا الزمن ليس بمن احرق زرعاً او ردم بئراً اوأتلف محصولاً ...
بل الفساد والأفساد ونشره في العقول والثقافات والممارسات
والدعوات لفساد السلوك ومن ثم فساد في
المعتقد وانحراف في المسلك ..
.فالفساد كان في السابق خارج البيوت
والآن في داخلها من خلال ثقافات تم زرعها ونشرها
والحرص على تنفيذها ممن لاتهمهم التشريعات ولا حتى القوانين الوضعية
ولا حتى المواثيق التى يُطلق عليها مواثيق شرف...
.بين الأعلاميين ...واصحاب أوكار المفاسد من قنوات فضائية
فنرى من يبيع دينه بدراهم معدودة
وبمطالب وحجج ما أنزل الله بها من سلطان كمثل القول
اسمح لأنتشار الرذائل لزيادة الوعي الثقافي لدى المشاهد المسلم
وأخراجه من بوتقة التخلف والتقوقع والأفكار الرجعية
الى مواكبة الأحداث والتطلع للحضارات الأخرى
وأستشراف المستقبل بأتخاذ فساد النصارى وتعاملاتهم الخاصة مقياس للتقدم
ومنهم من يدّعي أن ماينشره او يسمح ببثه في قنواته
هي للترفيه عن مصدر معيشة تلك البلد من سياحة وفنون
كل ذلك يأتي على حساب المعتقد والدين والسلوك العام
للمجتمع وحتى في داخل البيوت
من هنا اخوتنا الكرام
نلاحظ أن نوعية الداعية لله ولرسوله في هذا الزمن هي
نوعية خاصة تتطلب شروط مهمة
لانه يواجه اعصارات عنيفة في مجتمعه فلا بد له أن يكون
أو لا يكون ....والقصد من هذه الكلمة هي أن يكون داعية محترف
وناصح امين ولا يمتهن التملق والتزلف والوصولية والمُحاباة
او يترك مجال الدعوى لمن هم اقدر منه ....
فشروط الداعية ليست سهلة المنال
بالأستماع للأشرطة وحفظ الصراخ والعويل والسب والشتم
والطعن في الكل بدون استثناء ...والجلوس في مرابع الأذاعات والقفز بين الأضواء
والتحدث بأسم الله ورسوله....والأفتاء بدون علم
وتكفير المجتمع وتملق أصحاب العروش والكراسي
وحين يُطلب منه رأي او موقف تجاه قضايا الأمة
يبدأ في استعمال لين الكلام والتصرف كما يدّعي بحكمة
والطلب بمسايرة الأعداء ومجاملتهم
لأثبات ان ديننا دين سلام وصفح ..!!!!
وهذا الذي حدث للأسف من قِبل أحد مشاهير الدعوى
( السوبر ستار ) والذي يتحرك بفيلق من الحرس الشخصي
فقد سقط قناعه حين اعترض عن مقاطعة البضائع الدينماركية
بل وقطع العلاقات مع الدينمارك ...حتى تعتذر للمسلمين وتحاسب
من رسم وكتب وأهان المصطفى
صلى الله عليه سلم في رسومات مُخجلة ....
فقال هذا الداعية ليس بالضرورة مقاطعة البضائع فنحن نحتاجها
وليس بالضرورة قطع العلاقات فالدنمارك أفطارنا الصباحي منها
وما الصحفي الذي رسم وشتم الرسول صلى الله عليه وسلم الا
شخص له حرية الرأي ونحن المسلمين أُمة مسالمة تدعوا للسلم ونحترم حرية الرأي
والشعب الدنماركي شعب صديق ودود ....
في الوقت نفسه نرى كل الدنماركيين يوافقون على ما رسمه
هذا الصحفي ولم يعترض أحد على عمله ...
واحقاقاً للحق فقد ظهرت دعوات من داخل البيت الأوروبي بشجب ومنع مثل هذه التصرفات الغير مسؤلة في التطرق للأديان والمعتقدات ....
وهناك من الدُعاة ممن يُسمًّونً بعلماء السلطان او شيوخ
مرابع الأمراء والحُكام ....
يقول مايقولون ويفتى مايريدون قوله ونشره ودعمه....
فيكفي حينما تعرضت الأمة لهجمة شرسة في
استباحة الأراضي العربية المسلمة ..
.بحجة حرب العراق وتغيير الحُكم
لم يتم هذا الأمر الا بالتنسيق مع الحُكام وشيوخهم ودُعاتهم
ومع البيت الأبيض ....
فأحيانا حتى الوقوف بعرفة له خصوصياته وأوامر
من يريد جعله جمعة او سبت او باقي الأيام الأسبوع
فأين ممن يطلقون على انفسهم دُعاة اصلاح ....؟
اخوتنا الكرام
تعالوا معي لنضع كل من يسمي نفسه داعية اسلامي
ويسعى للأضواء ويتكلم في كل شيء الا أن يقول
كلمة صدق في محلها وأمام أهلها دون خوف أو وجل
نضعه أمام المقياس الحقيقي للداعية الأسلامي
المفترض تواجده وانطباق الشروط عليه
وهذه الشروط لم اضعها انا العبد الله اندبها
بل وضعها المصطفى صلى الله عليه وسلم
إمام الدُعاة وصاحب الخُلق العظيم ...
ولنرى هل تنطبق على
( المشاهير السوبر استارز )
المتواجدون في الساحة الأن ...أم لا .
لأنه من أساسيات واهداف الداعية
او من يضع نفسه في موضع الداعية ،
هو محاولة ايصال التصحيح وبيان أوجه الخير في أنفس المستمعون له والمهتمون لشأنه
فان وجد خيراً في سلوكهم اثنى عليهم ودعمهم وأن وجد سوء خُلق وسلوك وفساد وأفساد نصحهم بالأبتعاد عن أساسياته
والنصيحة تأتي بالتطبيق الفعلي للداعية كي يكون
قدوة يتم الأقتداء بها من عامة الناس ....
فكل هذا المجهود وهذه الواجبات تحتاج الى وسائل وادوات
وأسلحة تعين الداعية للنجاح في مهتمته وتكون سند
لدعوته ونصحه وأرشاده وبيانه للناس....
فمن أهمها الأخلاق الحميدة الطيبة للداعية
لأنه يتعامل مع فئات ربما لاتحسن التصرف
فوجب أن يكون هو القدوة والخُلق الكريم ليمتص
أي سلبيات تعترضه اثناء عمله ...
فنأتي لأول شرط وهو الصدق
فالله تعالى أمر المؤمنين بالصدق فقال :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } التوبة﴿119﴾
فمن البديهي اخوتنا الكرام
أن يكون المسلم صادقاً
في تعاملاته ويكون صادق النية في محبة الأخرين
وعزمه على الدعوة وعلى تحمل تبعاتها ومشاقها
فيعني ذلك أن يصدق في عزمه على مواصلة مايحب الله ويرضاه
سوي في سلوكه او في اتخاذه اتجاه الدعوة لله ولرسوله
ووسائل الصدق تتمثل في قول الصدق وماينطق الداعية
من أمر الا ويكون حقاً وصدقاً
وأن سُئل عن أمر لايتورع الا ان يكون صادقاُ في الجهر به
والدعوة له وأن يضع نصب عينيه مخافة الله
والداعية الصادق ينطلق لسانه صادقاً في قوله وفي نصحه
وأرشاده ويكون ناطقاً بالحق وان يجتنب التملق والرياء
ومسح الجوخ لأصحاب المصالح على حساب
كلمة الصدق والحق ....
لشرعه دون ابتداع ، أو شذوذ فكري تحكمه نزوات حزبية
أو طائفية أو بيئية لا تمثل سماحة الأسلام ولا تشريعاته...
فإذا تحقق له ذلك وصل إلى الدرجة التي أمر الله
بها نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :
{وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ
صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا }﴿80﴾ سورة الإسراء
فأن وصل لهذه الخاصية والمرحلة المهمة
يكون الصدق ديدنه وطريقته واسلوبه فينعكس
على وجهه وصوته وحركات جوارحه
فينجح في ترك الأثر الطيب في قلوب الناس....
من رحمة وتيسير مصداقاً لقوله تعالى:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً
غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ....آل عمران 159)
بالأضافة للين الكلام اثناء النصح والتذكير
كقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) النحل125.
وقال صلي الله عليه وسلم
في صحيح أبن حبّان في الحديث الذي رواه أنس بن مالك قوله:
( ما كان الرّفقُ في شيء الاّ زانه ولا كان الفُحش في شيء قط الاّ شانه ...)
وقال أيضاً في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها
في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا عائشة إن الله رفيق يحب الرّفق ويعطي على
الرّفقِ ما لا يُعطي على العنف ، وما لا يُعطي على ما سواه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إذا بعث أحداً من أصحابه
في بعض أمره ، قال في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري في صحيح مسلم :
بشٍّروا ولا تُنفٍّروا ويَسٍّروا ولا تُعسٍّروا ....
لذلك التبشير والتيسير على مفاهيم الناس
وسِعة صدر الداعية هي من الأخلاق
والزاد الذي
يحتاجه الداعية إلى الله
ويأتي الشرط الثاني المفترض توفره في الداعية
وهو الرحمة والصبر والتواضع
وهذه من شيم الدُعاة الحقيقيين فتواجد الرحمة
والحُب للمنصوح يجنبه الوقوع في المعاصي
مع الصبر على الأبتلاء وعدم الخوف من العواقب
الوقتيه من قِبل من لا يرضون بالنصيحة والأرشاد
مهما كانت سلطتهم الدنيوية ومكانتهم الأجتماعية
فيكفي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تمكن الرحمة في قلبه اثناء دعوة قومه للأسلام
فتحمل منهم الأذى بجميع انواعه
وكفرهم وضلالهم بجميع اشكاله ومع ذلك
كان دائم الدعاء لهم بالهداية فكان يقول:
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ...
. مرسل رواه البيهقي في شعب الإيمان
، حتى خاطبه ربه في ذلك فقال :
{فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } ﴿8﴾ سورة فاطر،
فعندما تمكنت الرحمة والصبر
في قلبه صلى الله عليه وسلم
وصل لمرحلة أن وصفه الله بقوله :
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ﴿128﴾ سورة التوبة .
أما الداعية المحروم من الرحمة
فإنه لا ينجح في دعوته ؛ لأن الناس تنفر من
الفظاظة والغلظة حتى لو علموا أن ما يدعو إليه هو الحق المبين ،
قال تعالى :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } ﴿159﴾ سورة آل عمران .
وهنا اخوتنا الكرام
نجد أن بعض الدُعاة لايحمل من الصبر
الا القليل ولا الرحمة الا النزر القليل ايضاً
فنراه يعاند ويثبت للكل انه فوق الشبهات وعلمه
غير قابل للتصحيح أو النقد أو المراجعه وأن الدُعاة الأخرين
ليسوا في المستوى المطلوب بالمقارنة به وبعلمه وعدد مُريديه
وهنا يقع في مطب اخر وهو شرط من شروط
الداعية ....
وهو التواضع لله ...
فنرى الكثير منهم من يتعامل مع الناس وكأن على رأسه تاج
غير قابل للكسر او التغيير او التصحيح
وعلمه هو فقط مايفترض اتباعه
حتى مكانته الأجتماعية خاصة بحرسه وخُدّامه
فلا يتواضع الا أن كان في لقاء خاص او برنامج
يطرح فيه فكره....
ومن المعتاد أن المتكبر او المتعجرف لاينصاع
لمن يواجهه بأخطائه او يصحح له مساره
إعتقاداً منه أن له على الناس حق
الطاعة والأستماع والتصفيق له
حتى وأن تمت مجادلته لبيان رأي
نراه يُحقِر من يعترض سبيل فكره او نزواته الفكرية
وهذه النوعية للأسف منتشرة في زمننا هذا
فعندما نستمع لكلامهم نستطيع ان نحصي كم مرة قال
انا....فعلت ....انا قدمت ....انا أعطيت
أنا دعوت ...أنا زُرت العالم ...أنا من يتخذ المنهج الصحيح
ولا يذكر فضل الله عليه في ذلك ويرد كل شيء
( لشطارته ونجوميته الهليووودية )
فنراه يكثر من الحديث عن نفسه,
وعن إنجازاته ونجاحاته وعلمه ،بل يستشعر دوماً
أن ما أصابه من نعمة محض فضل من الله عليه ليس
له فيه يد ولا سبب، فالداعية الحق كلما وفق إلى خير
أو نجاح ازداد تواضعًا لله عز وجل وافتقارًا إليه
فنرى فيالق من مريديه أو من طائفته او نهجه او حزبه
يتمسحون بثيابه ...والمشكلة أنهم يتغاضون عن تجاوزاته
وأخطاءه ويخدمون قداسته
طلباً في الرضى والقبول منه ....
وهذه من الأسباب التى أٌبتليت بها الأمة الأسلامية
في هذا الزمان فأصبح لكل داعية او شيخ
له مريديه ومُحبيه ومُناصريه والمدافعين عنه وعليه
وكأننا أمام نادي رياضي الكل يشجع لاعبه المفضل
ويستطيع ان يتقاتل مع الطرف المقابل إكراماً لناديه المُفضل
فأصبح للأسف في هذا الزمن الكل
له شيخه وعالمه وداعيته المفضل
وكأن ديننا مليء بالتفرقه والطائفية والاختلافات الجوهرية
حتى تظهر علينا قوافل من الدُعاة
الكل يشرح ويفسر ويشجع فكر معين أو حزب معين
هذه هي الفتنة التى أُبتليت بها الأمة
فلم تعد الدعوة لله ... بل أصبحت الدعوة لفكر
ومنهج خاص بالداعية ....
اخوتنا الكرام
والذي جعل للداعية مقام مميز ميزه عن سائر المسلمين
لأمكانياتهم الربانية الحقيقية والتى لا تتوفر في كثير من المسلمين
فأصطفاهم الله بعلمه وبتيسير وصول وسلاسة العِلم اليهم
وفتح أبواب الأحاطة بمجتمعاتهم وبيئتهم
حتى يكونوا ذوي أصوات مجللة حقيقية تقصد وجه الله
في الأصلاح الفعلي الحقيقي
وليس أصوات وفرقعات صوتية
بين أركان القنوات الفضائية تتحدث
فقط عن الحيض والنفاس والعِدة والصيام فقط
وكأننا نحن المسلمون لم نصم يوماً حتى نسأل عن الصيام ونواقضه ومُفسداته أو الطُهر من الحيض أو النفاس
وكأن الدين والتشريع والدعوة لله تقتصر فقط على
مواضيع موسمية من صيام وحج وفقه النساء فقط
فا بقدر مايحتاج الضاميء لجُرعة ماء
بقدر مايحتاح المواطن العربي المسلم لمن يساعده في إصلاح حاله وبيان شقائه وتعاسته من خلال لهاثه المستمر عن لقمة العيش في الوقت نفسه يترك عائلته فريسة القنوات الفضائية
والتفسخ الأعلامي سوى المستورد او حتى المحلي المصُنع
والذي أصبح شهر رمضان المبارك سوق تجاري
فني لغواني وراقصات ومائعات المجتمع الذين يدعين أنهُن مُسلمات موحدات
فيأتين بالفساد والأفساد لداخل بيوتنا المسلمة
في الوقت نفسه نري من يدعي انه داعية ومُصلح اجتماعي
بأسم الدين نراه يجلس ليل نهار في هذه القنوات الفضائية
التى ينتظر مُخرجيها انتهاء حلقه هذا الداعية لبث مسلسل
مكسيكي او تركي اوحتى عربي الصنع يحتوي على وجوه كالحه
ارهقتها الأيام من فرط الشقاء
في الوقت نفسه لاينبسون ببنت شفه عن مقدار الفساد
في نفس القنوات الفضائية التى يتربعون فيها ليل نهار
والتي تعود ملكيتها لأمراء وأصحاب نفوذ لأصحاب الكراسي
مجتمعاتهم لأصلاح مايمكن اصلاحه بالكلمة الطيبة الحسنة
والنصيحة الصادقة الحقيقية التى تبتغي وجه الله فحسب
والنقد الحقيقي الصريح الذي لايقبل في الله لومة لائم...
فنراهم يقتصرون عن سرد القصص والمواعظ العامة
للأفراد ولم يقولوا كلمة حق في حق حتى المكان
الذي يتسابقون للجلوس فيه تحت الأضواء وكانهم مشاهير هوليووود
اخوتنا الكرام
حينما انتقد الدُعاة وجب أن يتم استيعاب فكرة معينة وهي
اني لم انتقدهم في عِلمهم الشرعي أو الفقهي
بل انتقد السلوك الخاص بهم والسلوك هنا ليس
سلوكهم الشخصي الخاص العائلي بهم ولكن انتقد السلوك الخاص بالداعية فقط
فالذي ينتقد شخص ما في علمه وجب أن يكون إما أكثر منه عِلم
حتى يستطيع أن يقارعه بالحجج والبراهين
وإمّا أن يكون متساوي معه وبالتالي يعلم تمام العلم
منابع العِلم لديه حتى يستطيع ان يواجهه بما يريد
هذا أن اراد انتقاده في العِلم الذي يحمله من تشريع وفقه وتوحيد
ولكن حينما انتقد عمل الداعية من وجهة نظر مُسلم
رأى بعينه الأخطاء التى يرتكبها الدُعاة في هذا الزمن
هنا وجب أن ابين مسار الدعاة وكما يُقال ( السوبر ستارز )
منهم والذين لايتحركون الا بفيلق من الحرس الشخصي
والذين تتسابق عائلات الأسر الحاكمة في استضافتهم
والأستماع لقصصهم والتندر برواياتهم
في الوقت نفسه نرى الدُعاة يحرصون أشد الحرص
على أن لا يسيئوا لأصحاب الصولجانات من قريب او بعيد
ومن وجهاء لهم السطوة عليهم
وعلى المجتمع كله بما فيهم الدُعاة.....
فكيف نُفسر اخوتنا الكرام تواجد المشاهير من الدُعاة في القنوات الفضائية
التى هي نفسها تبث الفساد والأفساد الواضح البين
من مسلسلات نصرانية الصنع عربية التنفيذ مُسلمة الأنتاج
والتسابق ليس بطلبهم هم بل بطلب
من تلك القنوات
لتزيين الفقرات المليئة بالمعازف والمسلسلات التركية
المكسيكية العربية المصرية الخليجية والشامية....
وتحذيرهم مُسبقاً بعدم الدخول
لمواضيع تختص بسياسات القناة
بل التحدث فقط عن فقه النساء من حيض او نفاس
او الصيام او مُبطلاته
وكأن الحرائر المسلمة لاتعلم مالها وما عليها من أمور
فقهية خاصة بها وبطهارتها وكيف تصوم شهر رمضان ومتى وأين
وأيضاً كأنها تحيض او يجري لها مجري النساء أول مرة
فنرى أصحاب هذه القنوات تعيد بث ونشر واستقبال الدُعاة
لتخصيصهم فقط لهذا الأمر
وكأن حال المجتمع الذي تنتمي اليه
روؤس الأموال مالكي قنوات الفساد والأفساد
والذي ينتمي اليه مُعضم ( السوبر ستارز )المنتشرين في كل زوايا هذه القنوات
كأن حاله مميز وطيب ومثالي ولايستحق الوقوف
عنده لحمايته والتحدث بأسمه او تحصيل حق من حقوقه المشروعة
من أصاب الكراسي والصولجانات.......
ولا يهمها من الدين والتشريع الا ماخصّ بها
أو سرد القصص سوى الخاصة بالسيرة او الصحابة
والتى والحمد الله أصبح الطفل العربي المسلم يعرف
أدق التفاصيل عن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة الكرام
ولا يتم التطرق لأمر يُحرج القناة من قريب او بعيد
فنرى ( الداعية السوبر استار) يوافق على هذا ولا يهتم
لهذا الجهاز الذي يحمل الفساد والأفساد لكل بيوت المسلمين
والذي ألصق سِمة أن شهر رمضان ليس للعبادة لله والتقرب اليه من صيام وذكر وقيام ....
بل شهر للترفيه ومتابعة نتاجات الوجوه الكالحة ممن يدّعون أنهم
فنانين والتى أرهقتها السنين من فرط المعاصي المنظورة للكل....
حتى القنوات الخاصة بنشر الأغاني هي ايضاً تتسابق لأستضافة
( الداعية السوبر استار ) لتزيين أركان القناة
وجذب المشاهدين اليها
تماماً مثل مايتم عرض بضاعة
تختص بصبغ الشعر او تزيينه
او تلميع البشرة أو صقل الترهلات ....
ولايتم الأقتناع بتلك البضاعة
الا أن قام أحد المشاهير بتقديمها للناس ....
هنا أخوتنا الكرام الطيبيين
نقول أن لكل قاعدة إستثناء
فليس كل الدُعاة هم مشاعل ومنابر للسلطان والسُلطة
والسكوت عن الفساد والمفسدين وأهلهم حتى
وان كانوا من أصحاب المقامات الرفيعة من عروش السلاطين
والذين همهم الوحيد هو الأنتشار والشُهرة على
حساب كلمة الصدق ومقارعة الباطل بالحجة
والكلمة الحقيقية التى يبتغي صاحبها وصولها لوجه لله
فمثلاً هناك في بعض الدول العربية الأسلامية
أعداد ما شاء الله عليها من الدُعاة والمصلحين
نراهم يحجزون ساعات طوال في القنوات الفضائية
التى هي نفسها تنشر الرذيلة والفساد والأخلاق النصرانية
ومع ذلك نراهم ضيوف عليها ويتكلمون فقط
في مواضيع لاتمس القناة بل مواضيع عامة
او مواضيع الصيام او الأفطار او الحيض والنفاس
وهذه المواضيع بالطبيعي مهمة ولكن
أهميتها تكمن في وقتها وليس دائما الحديث عنها
فهناك من المفاسد المنتشرة أكثر بكثير مما يتصوره البعض
فالمواطن العربي المسلم يشعر بالقهر
حينما يري (الداعية السوبر استار ) ينطلق لسانه
بالعويل والصراخ وكأن حال الأمة ضاقت به نفسه
في الوقت نفسه لايستطيع قول كلمة في حق
في من يزرعون المفاسد في الشهر الكريم
في قنوات يملكها أباطرة المال وأمراء الدولار ....
خوفاً وطمعاً من أصحاب الجاه والصولجانات
في تلك القنوات أمثال شبكة
rotana وشبكة art
و شبكة MBC
وأخواتها اللاتي يحرصن على شهر رمضان لنشر
نفحات رمضانية من مسلسلات لوجوه كالحة أضناها السهر
فتمت كسوتها بالمساحيق ....
هنا اخوتنا الطيبين يأتي دور الداعية في الأصلاح
ومحاربة الفساد في عُقر داره وليس التملص والهروب
لمواضيع بديهية سهلة حفضناها عن ظهر قلب
كقصص الصحابة والصحابيات والمواضيع العامة
اخوتنا الكرام
في الختام أقول أنه يستطيع أن يناقشني احد
ويقول لي يا اندبها هناك من العلماء والشيوخ من
يحارب الفتنة والتشيع والأعتقادات الفاسدة ويثبت التوحيد
في قلوب المسلمين وينشر سُنن المصطفى صلى الله عليه وسلم
فلماذا تشملهم من ضمن من لافائدة تُرجى منهم...؟
أقول لمن يتبادر الى ذهنه هذا التساؤل
نعم هناك من يقول ذلك وهو مأجور بأذن الله
ولكن اليس من المتفرض أن يكون هناك نظام تخصص
فنجد من يناطح ويجادل من يسب الصحابة
فلا يتحدث الا في المواضيع الخاصة بالسيرة
ونجد من هو بارع في الفقه ويتخصص فيه
ولا يتحدث الا فيه
وهناك من هو ذو لباقة
وأسلوب ادبي وشخصية محببه
من يستطيع ان يناقش ويجادل أصحاب العروش
بالحكمة والموعظة الحسنة لأبطال الفساد والأفساد
في بلدانهم دون خوف او وجل او رهبه....
أما أن نجد كل من قرأ أو استمع لشريط يقول عن نفسه
أنه داعية اسلامي تنقصه الخبرة والشجاعة
فنراه ينطلق ويسب هذا ويشتم هذا ويتقول في هذا
ويدعوا لحزب هذا ومقاطعة طائفة هذا ...
أو يتحدثون فقط في نفس المواضيع في كل عام
لذلك اقول
هناك من الدُعاة من كان له الأثر الطيب
في التاريخ الأسلامي لُحسن ادبه وعلمه وتواضعه
ومكانته وخروجه من شرنقة الشهرة والأضواء
ورفضه لألقاب ( الداعية السوبر استار )
بالرغم من تمتعه بكل صفات هذا اللقب عن جدارة واستحقاق...
بتواجده امام الناس يومياً في دروس وشروحات
لازالت تُذكر الي اليوم حتى بعد وفاته ....
وهناك من استطاع بأبداع أن يُعلّمنا ماهو الأعجاز القرآني
اللغوي وحتى الطبيعي من خِلال مخلوقات الله من كائنات دقيقة
لها نظام حياتي إعجازي عظيم....
ومنهم من دخل بنا في مصاف رواد الفضاء فعلّمنا كل مايختص
بالجيلوجيا المختصة بطبقات الأرض والاعجاز في سير عملها
وردّ ذلك لقدرة الله في الصُنع....
وبالطبيعي هناك من العلماء الأخرين الذين لهم شأن آخر
لايستطيع أن يتقول فيهم أحد لانهم خارجين عن نطاق الصراعات
والأنتقاد وهم القُراء لكتاب الله الكريم
من شيوخ وعلماء المختصين بالقراءات من تجويد وترتيل ودراسة علم القراءات والنحو والصرف
هؤلاء لانقترب منهم الا أن شكرناهم فقط ....
فالأمة الأسلامية لازالت بخير في إنجاب مميزين في الدعوة لله
وما ظهور من يسيء للدُعاة الا نذير بظهور من هم أقدر منهم
اخوتنا في الله
هذا ماجال في خاطري اثناء كتابة
هذا الموضوع بعد أن امتعض قلبي
من رؤية شهر رمضان الكريم وسيلة وسلعة
رخيصة لنشر تفاهات وموبقات الوجوه الكالحة
من ممثلين وممثلات وأصحاب نفوذ
تكسب بالملايين لقاء تصوير ونشر وتنفيذ
المفاسد جهاراً نهاراً
وكأن الأمة ودُعاتها أصبحوا فقهاء في كل شيء
بدء بالحيض والنفاس وانتهاء بزمن ووقت الطهارة
مروراً بمبطلات الصيام ...
وتعريجعاً بتحليل او تحريم المعازف
أما الحديث والكلام والصراخ ليل نهار
في وجه الأمراء واصحاب النفوذ والحُكام
ليس للتنازل عن عروشهم بل لمنعهم من إفساد
العائلات والمجتمع والبيئة الحقيقية..
فهذا من المحظورات الممنوعة...!!!!!
الي هنا أقول اين هو الداعية
الذي يستطيع ان يتنازل عن عرشه وكبرياءه
ويرفض الجلوس في قناة هي سبب البلاء
ويقول كلمة حق ....؟
والي متى يصبح رمضان هو علامة مميزة
للفساد والأفساد في مجتمعنا المسلم وقنواته....؟
والى متى نسمح للوجوح الكالحة من أن يقولوا
ننتظر شهر رمضان لننتج مسلسلات او نشتريها
لتعم البركة على المشاهدين....؟!!!!!!!!!
وأين هو الداعية المتعلم الأكاديمي المتخصص في فرع من فروع
التشريع الأسلامي الذي يستطيع أن يبدع ويعطي
في ما برع فيه....حتى تكون الأستفادة أكثر..
حتى وأن تواجدوا فقد غابوا
وغطتهم سحابات الدُعاة الجُدد العباقرة في كل مجال...؟
وأين هو الداعية الذي يدعوا غير المسلمين للدخول للأسلام
ولا يقول لهم قال الله وقال الرسول....
بل يدعوهم بالعلم الذي يقدسونه حتى يكون اقناعهم سهل
ولا تكون سفرياته لأوروبا بأسم نشر الدين هي وسيلة للكسب المادي وإعطاء صورة سيئة للداعية الأسلامي المتعلم فيصبح مثار للسخرية ممن يدعوهم للدخول للأسلام....؟
وأخيراً اين هو الداعية الذي اعترض على آل بيته في نشر المفاسد ولم يخاف سطوتهم .....؟
وختاماً اسأل الي متى يُسمح لأنصاف من يحملون العلم
للدخول لمدخل الدعوة والصراخ ليل نهار
لخدمة طائفة أو حزب أو سلطان أو ملك او رئيس أو جهة أعتبارية
بأسم الدين ... فيبدأ في تملق هذا ومسح جوخ هذا ....؟
الله المستعان
اخوتنا الكرام
أن صح ماقلت فمن تيسير الله لي
وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وما هي الا غضبة في الله وبالله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول