صدر مؤخرًا عن دار التنوير بالقاهرة، طبعة جديدة من كتاب "الفتوحات اللغوية" للكاتب محمد الشرقاوى، وهو فى الأساس رسالة دكتوراه عن انتشار اللغة العربية وولادة اللهجات فى القرن الأول الهجرى، ويقع الكتاب فى ثلاثمائة وعشر صفحة من الحجم المتوسط.

ويقدم هذا الكتاب نظرية متفردة فى التأريخ لواحدة من أهم مراحل اللغة العربية هى القرن الأول الهجرى، حيث يتتبع المؤلف رحلة الفتوحات اللغوية التى استبدلت اللغات القائمة فى البلدن المفتوحة باللغة العربية، ومن خلال دراسة العوامل الاجتماعية والسكانية للبدان المفتوحة، وخصوصًا مصر، يثبت الكتاب تطور نوع من "الهجين اللغوي"، الذى نتج عن امتزاج اللغة العربية واللغات الأصلية لتلك البلدان يرى فيه المؤلف منشأ اللهجات بالمعنى الذى نعرفه حديثًا.

وقد استفاد المؤلف فى دراسته التى أعدها كرسالة دكتوراه فى الأصل من التراث العربى القديم والحديث فى الكتابة عن اللغة العربية، بالإضافة إلى أحدث الدراسات الغربية عن اللسانيات الاجتماعية عمومًا، وعن اللغة العربية ولهجاتها خصوصًا، كما يضيف إلى ذلك خبرة نوعية من عمله ودراسته بحقل تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.

كما يقدم الكتاب فكرة جديدة للبحث اللغوى التاريخى وهى فكرة "الإيكولوجيا اللغوية" التى تعنى بتأثير العامل غير اللغوى فى السلوك اللغوى للمجتمع. ويبين الكتاب فى نهايته آثار ذلك على اللهجات العربية الحديثة من تبسيط تركيبى ووضوح فى الصيغ ويقدم لذلك تفسيرات غير معهودة فى الكتابة العربية عن اللغة العربية، هى دراسة رائدة تفتح باباً واسعًا لفهم جذور لغتنا وبالتالى ثقافتنا وهويتنا.
ومحمد الشرقاوى من مواليد القاهرة 1971، درس الأدب الإنجليزى بجامعة عين شمس، ثم الماجستير فى تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث عمل لثلاث سنوات، وفى عام 2005 حصل على درجة الدكتوراه من جامعة رادباود بهولندا، ومنذ عام 2008 يعمل بجامعة براون فى الولايات المتحدة حيث حصل على جائزة أفضل مدرس بالجامعة. إلى جانب هذا الكتاب الذى نشره للمرة الأولى عام 2007 بعنوان "التعريب فى القرن الأول الهجري" أصدر الشرقاوى عددًا من الترجمات لكتب متخصصة فى اللسانيات.