المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو خضر
لكي نفهم من هو صانع السوق، لابد أن نعرف أن اسواق المال بما فيها سوق العملات هى أسواق مثل أى نوع أخر من الاسواق تخضع لقوانين العرض والطلب.
فعلى سبيل المثال، في سوق السيارت تتم معظم المعاملات بين البائع والمشتري بشكل غير مباشر وإنما يكون هناك دائماً وسيط ( معرض السيارات مثلاً) ذلك الوسيط يقوم بالشراء من البائع ويبيع للمشتري ويأخذ فارق بسيط يمثل ربحه من عملية الوساطة.
فهذا الوسيط هو الذي يلعب الدور الحيوي في عملية تسهيل المتاجرة ( تخيل لو أنك تتعامل مباشرة مع مصنع السيارات أو إنك تبحث عن مشتري لسيارتك بنفسك أو تبحث عن سيارة بمواصفات معينة بنفسك، فكم حجم الجهد والوقت الذي سوف تنفقه؟!)، وبالتالي فهو يحقق الهدف من وجود السوق فكما تعلمون أن الهدف من وجود السوق ليس المضاربة ولكن تسهيل عملية المتاجرة بين البائع والمشتري.
صانع السوق في سوق العملات هم كبرى البنوك وشركات الوساطة وكأى سوق أخر سواء كان مال أوغير ذلك فهم يلعبون الدور الحيوي في عملية تسهيل المتاجرة من حيث توفير السيولة في السوق ومن ثم إتاحة تنفيذ الأوامر بأقل تكلفة ممكنة، فعلى الرغم من معظم الأفراد ينظرون أليه بنظرة سلبية وكأنه هو المسئول عن خسائرهم ولكن في واقع الأمر فهو المسئول عن سرعة تنفيذ الأوامر التي تضعها على منصة التداول في لمح البصر وبأقل تكلفة ممكنة.
أما بالحديث عن آلية عمل صانع السوق، بالعودة إلى مثال السيارات فسنجد أن مصدر الربح للوسيط هو فرق السعر البسيط. ذلك الفرق البسيط من الممكن أن يكون رقم كبير إذا قام ببيع وشراء عدد كبير من السيارات. فلو إفترضنا أن السوق به 10 متعاملين فإن الحالة المثلى لصانع السوق هو أن يكون هناك 5 بائعين و5 مشترين حتى يقوم بشراء 5 سيارت من البائعين وبيعهم للمشترين و يأخذ ربحه ولا يتبقى عنده أى مخزون .
أما الحالة التي تغضب الوسيط هو أن يكون هناك 8 بائعين و 2 مشترين. ففي تلك الحالة سوف يأخذ ربحه من الوساطه في بيع سيارتين فقط وسوف يتبقى عنده 6 سيارات مخزون لا يجد من يشتريهم وبالتالي لن يأخذ ربح عليهم بل أنهم حجزوا معظم السيولة النقدية التي لديه. في تلك الحالة من الممكن أن يقوم الوسيط بتخفيض السعر لكي يتخلص من المخزون الذي لديه بجذب المشترين بالسعر المنخفض. وفي بعض الأحيان يخفض السعر حتى وإن أدى ذلك لخسارته في سبيل أن يتخلص من المخزون الذي لديه.
بإسقاط هذا المثال على سوق العملات، فإن الحالة المثلى لسوق العملات هو أن يكون هناك إتفاق بين المشترين والبائعين على السعر الحالي وبالتالي لن يتراكم عنده مخزون من العملات (يتوفر ذلك في حالة الاتجاه الجانبي). أما في حالة إن كان السوق في إتجاه واحد، صاعد على سبيل المثال فإن عدد المشترين أكبر من البائعين وهذا ما يكره صانع السوق، فسوف يضطر لرفع السعر لجذب البائعين لوقف عمليات الشراء للتخلص من المخزون الذي لديه.
من هذا الكلام أن صانع السوق يدخل بالفعل عكس الاتجاه، بهدف القيام بعمله في تسهيل عملية المتاجرة وليس بهدف الإضرار بالمضاربين ويتضح أيضاً من كلامي بأن صناع السوق ليسوا بالقوة الجبارة التي لا تخسر ولكنهم يخسرون أيضاً في الكثير من الأوقات.