"جيثنر" يدعم معنويات السوق و الشائعات و التقارير تحاول القضاء على التفاؤل

موضوعات للمتابعة:

أحداث اليوم:
-مؤشر أسعار المنازل الأمريكي.

تعليق السوق:
جاءت تعليقات و تصريحات "جيثنر"، وزير الخزانة الأمريكي التضمنة في شهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بالأمس لتقدم الكثر من الإيجابيات التي انعكست على أداء أسواق المال بقدر كبير من التحسن بالأمس و هو ما يشير إلى أن هذه الشهادة قد حققت الأهداف المرجوة منها. كما أكد "جيثنر" على أن الأغلبية العظمى من البنوك الكبرى بالولايات المتحدة لديها رؤوس أموال تزيد عن حاجتها إلى حدٍ بعيد و التي يجدر استغلالها للخروج من الأزمة الحالية علاوة على توافر المزيد من التمويلات برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة و التي تبع 135 مليار دولار و هي التمويلات التي تعتب كافية للتخلص من هذه الأصول. يذكر أن تصريحات وزير الخزانة الأمريكية جاءت متناقضة مع ما تردد من شائعات يوم الاثنين الماضي و التي ألحقت الكثري من الأضرار البالغة بوول ستريت و القطاع المالي الأمريكي بالكامل علاوة على التقارير المليئة بالتشاؤم الصادرة عن صندوق النقد الدولي و وكالة S&P.

كان تقرير "الاستقرار المالي العالمي" الصادر عن صندوق النقد الدولي قد أِار إلى أن إصدار سندات الخزانة قد تجاوز الـ 4.1 تريلليون دولار، بينما وصلت الخسارة التي لحقت بالأصول الأمريكية بصفة عامة إلى 2.7 تريلليون مقابل تقديرات يناير الماضي التي سجلت 2.2 تريلليون. و فيما يتعلق بالمملكة المتحدة، زعم التقرير أن بريطانيا تواجه زيادة كبيرة في الأموال المخصصة لخطط الإنقاذ و تحفيز الاقتصاد حيث أشار التقرير إلى وصول هذه الأموال إلى 200 مليار إسترليني و هو الرقم الذي دفع وزارة المالية البريطانية إلى الرد بأن هذ الأرقام غير صحيحة و أنها تنطوي على الكثير من الأخطاء. كما نشرت صحيفة الـ "تيامز" البريطانية أن صندوق التقد الدولي على وشك التعرض لموقف حرج حال اضطراره للتراجع عن الارقام المتضمنة بالتقرير. مع ذلك، يعتبر توقيت إصدار التقرير من جانب الصندق، قبيل إعلان الميزانية البريطانية، ضربة قوية لوزير المالية البريطاني، "دارلنج"، و الذي يواجه بالفعل أكبر عجز للموازنة السنوية منذ الحرب العالمية الثاني. يذكر أيضاً أن "دارلنج" سوف يعمل على خفض تقديرات الإنفاق على خطط الإنقاذ و التحفيز إلى ما يتراوح ما بين 50 و 60 مليار إسترليني..

و من المتوقع أن تكون الميزانية البريطانية من أضخم الميزانيات التي عرفتها المملكة المتحدة في تاريخها حيث تنطوي على أرقام تمويلية غير مسبوقة وسط أرقام منخفضة للغاية سجلها النمو وفقاً للقراءات الأخيرة. كما تتوقع الـ "فينانشال تايمز" أن تصدر اوزارة المالية البريطانية سندات حكومية بقيمة 200 مليار إسترليني خلال السنة المالية الحالية و هي القيمة التي تزيد عما أعلنته إدارة السندات الحكومية ببنك إنجلترا منذ شهر مضى. جدير بالذكر أن بيانات صافي اقتراض القطاع العام و سندات العائد المتغير من المقرر صدورها قبيل إعلان الميزانية و هي البيانات التي من المتوقع أن تتضمن زيادة سندات العائد المتغير إلى 15.5 مليار إسترليني بالتزامن مع التوقعات التي تشير إلى وصول الاقتراض الحكومي إلى 9 مليار إسترليني. و فيما يتعلق بالنمو، كانت التقديرات تشير إلى انكماش بنسبة تتراوح ما بين 0.75% و 1% و ذلك في نوفمبر الماضي، بينما أدى التدهور المستمر في الاقتصاد البريطاني إلى ارتفاع هذه التوقعات إلى ما يقرب من 3.0-% للعام الحالي. كما أضافت تقديرات النمو الصادرة عن بنك إنجلترا إلى أن انكماش الاقتصاد البريطاني من المحتمل أن يسجل 3% بنهاية العام الجاري، بينما أشارت التقديرات إلى إمكانية تقلص هذه النسبة إلى 2.3% هفي 2010. و يُرجح أن يعلن "دارلنج" تقديراته للنمو و التي تشير إلى انكماش بنسبة 1% فقط. و تعتبر المهمة الصعبة التي تواجه "دارلنج" هي إقناع المستثمرين و المتاجرين و الحكومة البريطانية بأن المملكة المتحدة لا تزال محتفظة بقدر معقول من التوازن المالي و أنها قادرة على تحقيق الاستقرار المالي على المدى القصير دون المساس بمستقبليات الاقتصاد البريطاني..

يذكر أيضاً أن بنك كندا قام بالأمس بخفض الفائدة إلى 0.25% و هو ما لم يمثل مفاجأة كبيرة بالنسبة للسوق التي كانت توقعاتها تتراوح بين الخفض بنفس القدر أو التثبيت. كما أكدكت التصريحات من جانب مسئولي النقد الكنديين في أعقاب إعلان الفائد أن بنك كندا يعتزم البقاء على نفس هذه المستويات المنخفضة على مدار العام الحالي مع وجود المعدل الأساسي للفائدة عند المستوى الأكثر فاعلية على الإطلاق. كما أشر البيان أيضاً إلى توقعات النمو الكندي حيث خفض البنك المركزي هذه التوقعات لتشير إلى انكماش بنسبة 3% مقابل التقديرات السابقة التي أشارت إلى 2.1%. و عن البيانات الخصة بإمكانية تطبيق سياسة التسهيل النقدي، فمن المقرر أن تصدر في إطار بيان يصدره بنك كندا الخميس القادم. كان الأثر المباشر لهذه الأنباء على الدولار الكندي أن تعرضت العملة لضغط بيع شديد و هبوط حاد مقابل الدولار الأمريكي ليصل زوج الدولار / الدولار الكندي إلى مستوى 1.2500، على الرغم من ذلك، يحتمل أن يصحح الزوج هذه المستويات في وقت قريب..


و على صعيد اليورو، صرح "فيبر"، عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي، بأن لدى البنك المركزي مجال ضيق لخفض الفائدة الأوروبية، إلا أنه شدد على أن الخفض لا ينبغي أن يهبط بالمعدل تحت الـ 1%. و حول اقتصاد منطقة اليورو، عبر "فيبر" عن استياءه الشديد من الاتجاه الهابط لاقتصد المنطقة مؤكدا أن الهبوط في الربع الأول تجاوز إلى حدٍ كبير ما تعرض له الاقتصاد في أوائل الأزمة و أنه لا وجود لأي من الإشارات التي تبعث على الأمل في التعافي حتى الآن. كما أشار عضو مجلس إجدارة المركزي الأوروبي إلى حالة من التباطؤ أصابت القطاع المصرفي و هو ما يجعل القطاع على وشك الدخول في دوامة الاقتراض و اتساع نطاق المديونية بسبب عدم وضوع الصورة بالنسبة للسياسة النقدية فيما يتعلق بتحركات معدل الفائدة و إجراءات التسهيل النقدي. و أكد أن المركزي الأوروبي سوف يرسل إشارة واضحة إلى الجميع في أعقاب الإعلان عن قرار الفائدة في 7 مايو القادم و الذي من المتوقع ألا يتحر كثيراً بالمعدل الأساسي مما يدعم القول باتساع نطاق اقتراض القطاع المصرفي الأوروبي..

كما يأتي على رأس الأحداث اليوم، تقرير التضخم الأسترالي الذي جاء أفضل من التوقعات لييشير إلى 1% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.5% كما سجلت القراءة السنوية 2.5% مما يعني توافق الأرقام مع هدف البنك المركزي. على الرغم من ذلك، جاءت قراءة التضخم بقيمته الأساسية لتشير إلى انخفاض طفيف نظراً للخصومات و التخفيضات المطبقة في فترة أعياد الميلاد و هو الانخفاض إلى 4.15% مقابل 4.35% سجلتها القراءة السابقة و هو ما يجعله فوق هدف التضخم المحدد من البنك المركزي و هو 2.3% على الرغم من ذلك لا يمثل ذلك أهميةة كبيرة للأسواق نظراً للوضع العام المتدهور للاقتصاد العالمي. كانت النتيجة المباشرة للأحداث الأسترالية أن استغل صائدو الفرص هذا الوضع و هو ما ترك الدولار الأسترالي محدوداً في نطاق تداول ضيق. كما كانت دهناك بيانات أخرى تشير إلى تدهور قطاع العمالة الأسترالية حيث سجل مؤشر فرص العمل المتخصصة انخفاضاً بنسبة 8.9% في إبريل مما أثر على القراءة السنوية لتسجل انخفاض إلى 61.8%..
و أخيرا، تبقى البيانات الأقل أهمية على الإطلاق لتحتل المفكرة الاقتصادية اليوم لتترك المتداولين و المستثمرين في حالة ترقب لبيان الموازنة البريطانية وسط نوبة من التذبذب تصيب الإسترليني يغلب عليها طابع الاتجاه الهابط ليرجح ذلك مواجهة العملة للمقاومة عند أقل المستويات..



______________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الاخبار بالمتداول العربي..