الإسترليني إلى أين؟

الملخص :

إن إمكانية تحرك الإسترليني نحو المستويات المنخفضة التي سجلها في يناير يبدو واضحاً، بعد أن نجح في كسر مستوى الدعم الذي لقيه في نوفمبر الماضي.

العناوين الرئيسية :

الولايات المتحدة الأمريكية :

" صرحت مصادر موثوق منها لوكالة رويترز للأنباء أن الإدارة الأمريكية تناقش برنامج لدعم الرهون العقارية. كما ذكرت المصادر أن هذه الخطة تستهدف مساعدة مالكي المنازل قبل أن يتعثروا في دفع القروض. كما أن الإدارة قد تقلل من مستوى التقييم الذي يتم عن طريقه تحديد من هم يستحقون المساعدة.

كما صرح أحد الساسة لوكالة رويترز أن المفاوضين في الكونجرس قد وافقوا على المخطط النهائي تحت شعار "أشتري المنتج الأمريكي" كجزء من خطة التحفيز الاقتصادية. فهذا سوف يستلزم عمل مشروعات عامة يتم تمويلها من قبل الخطة بهدف استخدام السلع الأمريكية فقط بما في ذلك الحديد والمعادن. وكذلك سوف تشتمل الشروط النهائية للخطة بند يلزم الولايات المتحدة بتنفيذ الشروط المتفقة مع الاتفاقيات التجارية التي عقدتها مع الدول الأخرى.

أستراليا :

تم تمرير خطة التحفيز الاقتصادية في البرلمان الأسترالي والتي تتكلف 42 مليار دولار استرالي بعد أن تم التوصل إلى إتفاق سياسي أنقذ الخطة من الفشل. هذا وقد صرح رئيس الوزراء كيفين رود قائلاً " أستراليا لا تستطيع مقاومة القوى الاقتصادية الدولية، كما لا يمكنها مواجهة أثار التدهور بالمنطقة."

المنطقة الأوروبية :

صرح ماركو كرانجك عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي أن " النظام الأوروبي للبنوك المركزية يشمل 16 بنكاً مركزياً وأن أكثرهم يمتلك أوراق مالية متعثرة مثل تلك المتعلقة بمؤسسة ليمان برازرز، ولسوء الحظ ينبغي علينا أن نتحمل هذه الخسائر. وعلق أن خسائر بنك سلوفانيا لن تتعدى بضعة مليونات.

على صعيد أخر، انكمش الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 2.1% في الربع الرابع من العام، مقابل التوقعات التي أشارت إلى انكماشه بنسبة 1.8%، بعد أن انكمش بنسبة 1.4% في الربع الثالث من العام. حيث كان هذا أسوأ أداء ربع سنوي منذ عام 1990. وفيما يتعلق بفرنسا، انكمش ايضاً الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي بنسبة 1.2% في الربع الرابع من العام. حيث صرحت وزيرة الاقتصاد الفرنسي كريستين لاجارد قائلةً أن " الربع الأول من عام 2009 سوف يكون صعباً.....فسوف نواجه عاماً من الصعوبات الكبيرة. وأنا أعتقد أن النمو سوف ينخفض عن -1%."

المملكة المتحدة :

نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز أن بنك أنجلترا يقوم بإعداد بعض التجهيزات اللازمة لبدء برنامج التسهيلات المتتالية، قائلةً أن "إن المخاطر نادرة". وقالت الصحيفة أيضاً أن قوة الاقتصاد البريطاني تعتمد على المستثمرين الدوللين الذين يمتلكون ما يقرب من 200 مليار إسترليني - أي ما يعادل الثلث- من مديونية المملكة المتحدة في صورة أوراق مالية خالية من المخاطر. فهذا يلقي الضوء على تعليقات بنك أنجلترا التي وردت في تقرير التضخم الأخير بأن تراجع الإسترليني في الأونة الأخيرة يعكس ارتفاع المخاطرة في الإسترليني، وهذا يعني أن المستثمرين سوف ينتظرون الحصول على عائد أكبر من امتلاك أصول بالإسترليني". وقالت الصحيفة أيضاً أنه "في حالة عزوف المستثمرين الأجنبيين عن الاستثمار في المملكة المتحدة فسوف تزداد ضرورة ارتفاع معدل التسهيلات الإئتمانية، لذا فإن مشتروات القطاع العام من سندات الحكومة تقلل من مبيعات الملاك الأجانب كما يعمل على خفض أسعار الفائدة الخالية من المخاطر في الاقتصاد."

صندوق النقد الدولي :

حذر دومينيك ستروس خان مدير صندوق النقد الدولي من إجراءات الخفية لحماية التجارة. حيث قال أنه على الرغم من أن الحكومات غير قادرة على العودة للعمل وفقاً لأنظمة الحماية التجارية بشكل علني، إلا أن هناك خطورة كبيرة من أن يواجة القطاع المالي موجة من تدابير الحماية التجارية. واستأنف حديثه قائلاً "عندما تقوم الحكومات بتقديم مصادر جديدة وإعادة رسملة البنوك، فإنها بذلك تقر بضرورة استثمار النقود محلياً.

مجموعة السبع العظمى :

صرح ناكاجاوا وزير المالية الياباني أن " السبب الرئيسي وراء هبوط الصادرات اليابانية يرجع إلى انكماش الاقتصاد العالمي وليس إلى قوة الين. فأنا لا أعني بذلك مناقشة مشاكل العملة في اجتماع السبع دول العظمى." ورغم ذلك، حذر ناكاجاوا من التحركات المستهدفة في سوق العملات، حيث ذكر أن "اليابان أخذت حذرها، وسوف تستأنف اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع أي تحركات مبالغ فيها في السوق. وأنني سوف أنقل هذا الموقف إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا."

التعليقات :

إن الحقيقة القائلة أن زوجي (الإسترليني/دولار) و (اليورو/دولار) قد عكسا حركة التذبذب التي شهدتها أسعار الأسهم، مما أثر على معنويات المتداولون في الأونة الأخيرة، جعلتنا نشك في إمكانية انتعاش الإسترليني على المدى القريب. بوجه عام، ففي ظل تدهور التطلعات الاقتصادية عالمياً (كما اتضح في توقعات صندوق النقد الدولي)، فإن الضغوط التي تدفع الأسهم نحو الهبوط تزداد بشدة. على الرغم من ذلك، فإن فرص الإسترليني لتحقيق مكاسب بدت منعدمة منذ بداية هذا الأسبوع، عندما أكد كينج محافظ بنك انجلترا الظنون التي أثيرت بأن البنك سوف يبدأ إقرار حزمة من التسهيلات الإئتمانية المتتالية في وقت قصير.

هذا وقد أدت تصريحات كينج إلى سرعة تراجع الإسترليني إلى مستويات شهر ديسمبر، وعلى الرغم من أن الإسترليني لقي بعض الدعم يوم أمس، إلا أن الإتجاه الهابط اضحى واضحاً من الناحية الفنية. علاوة على ذلك، فعلى صعيد مؤشرات الزخم نجد أن المستويات المرتفعة التي سجلها في سبتمبر وديسمبر ويناير أدت إلى تحرك مؤشر القوة النسبية لـ14 يوم إلى قمته بالقرب من مستوى 60، الذي انطلق من عنده في الثاني من فبراير. هذا ويظل مؤشر القوة النسبية في المنطقة الحيادية مسجلاً 48، وبمقارنته بما سجله في بداية شهر سبتمبر عند 12، يرجح ازدياد فرص سرعة الهبوط.

في الوقت ذاته، ألقت بيانات بنك أوف نيو يورك ميلون الأضواء على العلاقة الوثيقة بين ضعف الثقة بين المستثمرين الدوليين المدينين بالإسترليني وأداء الإسترليني. مفسراً ذلك بأن العائد كان السبب الرئيسي وراء النشاط الإستثماري حتى الأن. خاصة أن عائد السندات الحكومية لأجل عامين هبط بمعدل 50 نقطة منذ يوم الجمعة الماضي حيث هبط من 1.7% إلى 1.2%، إثر صدور أنباء بأن الأمال بإقرار بعض التسهيلات الإئتمانية سوف تصبح حقيقة. فهذا يعني أن فرق سعر الفائدة بين سندات الحكومة البريطانية وسندات الحكومة الأمريكية لأجل عامين أصبح يشبه أداء الإسترليني، عكس ما كان في الأعوام القليلة الماضية، حيث عاد إلى المستويات المنخفضة التي رأيناها في ديسمبر الماضي. وفي ظل تعليقات كينج باحتمال خفض الفائدة البريطانية لتقترب من نظيرتها الأمريكية، تتمثل المخاطر في زيادة الضغط على فرق سعر الفائدة.

والجدير بالذكر أن مؤشر FTSE 100 لقياس أداء الشركات البريطانية يعكس صورة النموزج الهابط الذي أوضحه مؤشر ستاندرد أند بورز 500. حيث أن حركة السعر منذ أكتوبر الماضي في كلا المؤشرين تبدو تصحيحاً للإتجاه الهابط. ففي حالة استمرار سيطرة تجنب المخاطرة على السوق لوقت أطول فإن من المرجح أن تزداد معاناة الإسترليني. فهذا لا يثير بالضرورة قلق بنك أنجلترا الذي اعتاد على مدار تاريخه إلى ترك العملة لضغوط العرض والطلب لتتحكم فيها أثناء الأوقات العصيبة. ففي هذه الحالة، فإن العودة إلى المستويات المنخفضة التي سجلها في يناير أصبح أمراً واضحاً في ظل نجاحه في كسر مستوى الدعم الذي لقيه في نوفمبر.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : The Bank of New York Mellon

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي