السوق اليوم: رحلات الهروب من الدولار تدفع الإسترليني إلى التحليق في سماء سوق العملات

[التحليلات والأخبار]

رحلات الهروب من الدولار تدفع الإسترليني إلى التحليق في سماء سوق العملات

في أعقاب متابعة حركة السعر في سوق العملات بالأمس، وجدنا أنه من المناسب أن نعيد النظر في المسألة المطروحة في موضوعنا يوم الأربعاء الماضي و التي تشير إلى أن الإسترليني يبدأ في كسر قيود العلاقة بينه و بين القوى ذات الصلة بحالة الاقتصاد بالمملكة المتحدة متجهاً إلى التأثر إلى حدٍ بعيد بمؤثرات أخرى نتناول أهمها فيما يلي:

في البداية تجدر الإشارة إلى أن الإسترليني هبط بالأمس تأثراً بإعلان "ستاندارد آند بورس" خفض التصنيف الائتماني للمملكة المتحدة و هو الإعلان الذي جاء على غير المتوقع ليفقد الإسترليني عدداً من النقاط التي مقابل اليورو على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. في ضوء ذلك، أسفرت مضاعفة عجز الموازنة و الدين الحكومي بالمملكة المتحدة عن تولد حالة من العصبية انتابت المتداولين و مشاركي السوق بسبب ما تردد مؤخراً حول التصنيف الائتماني التي جاءت لتعكس الحالة السلبية لاقتصاد المملكة المتحدة..

من الممكن أن نستند إلى ما أشارت إليه وكالة "ستاندارد آند بورس" في القول بأنه لا زال أمام المملكة المتحدة وقتاً طويلاً لتضع أقدامها على أول الطريق الصحيح إلى تحقيق وضع مالي يليق بتاريخ اقتصادها. كما كان من بين ما ذكرته الوكالة بهذا الصدد أنه حتى مع اللجؤ إلى التضييق المالي في المملكة المتحدة، نجد أن عجز الموازنة العامة قد أوشك على الوصول إلى 100% من إجمالي الناتج المحلي و هو ما يشير إلى مستوى المدى المتوسط و هو ما يؤكد بدوره على أن خفض التصنيف قادم لا محالة إذا استمرت الأوضاع على نفس الحال لوقت طويل. كانت النتيجة المترتبة على ما سبق أن عبر "مارتن بروفتن"، رئيس اتحاد الصناعة البريطاني عن تخوفه الشديد، قبيل الإعلان عن وصول الدين الحكومي البريطاني إلى 754 مليار إسترليني أي ما يساوي 53.2% من الناتج الإجمالي المحلي، حيال الموازنة العامة الأخيرة واصفاً إياها بأنها تمثل "فشل ذريع" في مواجهة تحديات النظام المالي بالبلاد..

و يذكر أن الإسترليني قد سار في الفترة الاخيرة عكس السيناريو الفعلي للاقتصاد البريطاني حيث عاش فترة من الانتعاش ارتفع خلالها بنسبة 2.2% مقابل اليورو و 9.6% مقابل الدولار الأمريكي. و بطبيعة الحال، يعتبر النمو في حد ذاته عبارة عن واحدة من طرق معالجة القصور المالي بصفة عامة حيث لا يمكن الاعتماد عليه وحده في إصلاح النظام المالي البريطاني و من ثم يمكننا الإشارة إلى أن سلسلة الإجراءات التي قام بها المسئولون ببنك إنجلترا أدت إلى أن اتجاه إيجابي لدي المستثمرين نحو "بوادر التعافي" على حساب حالة الشك و الترقب التي كانوا يتبنوها من قبل ثم جاء بيانات مبيعات التجزئة البريطانية لتشير إلى ارتفاع أكثر من المتوقع ليضيف ذلك إلى حالة التفاؤل المشار إليها، إلا أنه و للأسف الشديد جاءت في أعقاب ذلك تلك التقارير التي تحذر من اقتراب النظام المالي البريطاني بالانهيار الكامل و هو الأمر الذي جعل البيانات الإيجابية المشار إليها تولد نوعاً من الإيجابية المشوبة بالحذر الشديد خاصةً بين المحللين البارعين..

كما نعبرعن قناعتنا التامة بأن ارتفاع الإسترليني المشار إليه جاء نتيجة بعض العوامل و المؤثرات البعيدة عن البيانات الاقتصادية للمملكة المتحدة. كما لم يكن الارتفاع عبارة عن انعكاس لما هو متعارف عليه من علاقات تحكم سوق العملات أو أسواق المال بصفة عامة على اختلاف أدواتها حيث بدأ الإسترليني رحلته في الاتجاه المعاكس لما هو متعارف عليه من علاقات و هي الرحلة التي بدأها الدولار بالأمس أثناء تعاملات الفترة الأسيوية و هو على خلاف المعهود عن الدولار من أنه يقع على علاقة عكسية مع شهية المخاطرة. كذلك الإسترليني بدأ في مخالفة المتعارف عليه في الاسواق حيث بدأ رحلة اتجاه صاعد صباح أمس بمجرد وصول مؤشر FTSE للبورصات إلى أدنى المستويات في 27 شهر و هو الارتفاع الذي أثار المثير من علامات الاستفهام حيث أن العلاقة المعهودة بين الإسترليني و أسواق الأسهم و هي العلاقة الطردية (تشير إلى اتخاذ الإسترليني و أسواق الأسهم نفس الاتجاه صعوداً و هبوطاً). كما نعتقد أن ارتفاع الإسترليني يرجع يمثل نتاج لزيادة الطلب على العملة من جانب مديري احتياطيات النقد الأجنبي وسط مخاوف و شكوك بدأت في الظهور مؤخراً حيال استمرار سيادة الدولار و استثماراته و مدى قدرته على الاحتفاظ بعرش عملات الاحتياط بلا منازع على المدى الطويل..

و مهما كانت الأسباب التي تدفع بالباوند إلى أعلى، فهناك سبب أساسي لا يمكن إغفاله على الإطلاق و هو تدفقات محافظ الاستثمار حيث تشير البيانات المتوافرة لدينا إلى أن الأصول البريطانية تتخذ في الوقت الحالي اتجاهاً صاعداً مقارنةً بالأصول الأمريكية التي حققت تراجعاً عنيفاً و هو نفس الحال الذي ينطبق على الأصول الأوروبية..

______________________________
المصدر: Bank of New York Mellon
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..

[infinity80]

يا ريت خبراءنا يقولولنا ايه بقي اللي بيحصل بالظبط
الأسترليني واخد الأتجاه ده ازاي