الاقتصادية - سجلت أسواق المال في آسيا المحيط الهادي أمس ارتفاعا كبيرا مدفوعة بتفاؤل كبير إثر فوز الديموقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال كازوهيرو تاكاهاشي المحلل في مجموعة "دايوا سيكيوريتيز إس إم بي سي" في طوكيو إن "الأسواق تفضل بشكل عام حكومة جمهورية لكن هذه الفكرة انهارت مع الأزمة المالية".

وأضاف أن نتيجة الاقتراع "تقلل من عوامل الغموض في الأسواق التي أصبحت مدفوعة ببعض الأمل"، موضحا أن "إجراءات الإنعاش ستتخذ منحى عمليا وتطبيقها سيكون أسهل" مع الرئيس الجديد.

ففي طوكيو أغلق مؤشر نيكاي في ثاني بورصات العالم على ارتفاع نسبته 4.46 في المائة، بينما أغلقت بورصة هونج كونج على ارتفاع نسبته 3.67 في المائة وشنغهاي 3.16 في المائة.

ومع أنها لم تتقدم بهذه النسب العالية، أغلقت البورصات الأخرى على ارتفاع.
وقد كسبت بورصة سيول 2.44 في المائة وسيدني 2.88 في المائة ونيوزيلندا 1.47 في المائة.

وكانت المكاسب متواضعة في مانيلا 0.16 في المائة، بينما أغلقت تايبيه على انخفاض نسبته 0.29 في المائة. وفي جلسة بعد الظهر، ارتفعت بورصة كوالالمبور 0.91 في المائة وبانكوك 2.28 في المائة لكن سوق المال في بومباي تراجعت 1.75 في المائة.

وأكد مايكل هيفرمان المستشار في مجموعة "أوستوك سيكيوريتيز" في أستراليا أن الأسواق "تلقت ما يحفزها بعد نتائج الانتخابات الأمريكية وهناك أجواء فرح".

وأعلن فوز أوباما خلال جلسات معظم الأسواق الآسيوية. لكن معظمها لم ينتظر الإعلان ليسجل ارتفاعا متأثرا بالزيادة الكبيرة في "وول ستريت" التي أغلقت أمس الأول على ارتفاع كبير نسبته 3.28 في المائة بينما تقدم مؤشر ناسداك 3.12 في المائة.

وأكد المحلل جاكسون وونغ الوسيط في مجموعة "تانريش" في هونغ كونغ أن فوز أوباما الساحق "يدل على أن الأمريكيين يريدون مزيدا من الإصلاحات. إنه حافز جيد على الأمد القصير لـ "وول ستريت".

ووعد أوباما في برنامجه الانتخابي بخفض ضريبي يطال 95 في المائة من الأسر الأمريكية وتكريس 50 مليار دولار لإشغال البنى التحتية من طرق وجسور ونظام تعليمي.
كما دعا إلى إقرار خطة ثانية لإنعاش الاقتصاد تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

وقال سابورو ماتسوموتو خبير الاستراتيجية في قطاع الصرف في "سوميتومو تراست بنك" في طوكيو إن الرئيس أوباما "سيجلب التغيير لبلد يواجه أزمة لا سابق لها".

وأضاف "حتى إذا بقيت المؤشرات الاقتصادية والمعنويات في أدنى مستوياتها تضع الأسواق آمالا كبيرة في السياسات التي سيطبقها ابتداء من كانون الثاني (يناير) المقبل".
إلا أن محللين رأوا أن انتخاب المرشح الديموقراطي رئيسا لن ينهي اضطراب البورصات العالمية.

وقال آر بالاكريشنان مدير دار الوساطة الهندية "سنتروم بروكينغ"، "فوز أوباما لن يغير الكثير في هذه المرحلة لأن المشكلات الاقتصادية لا تزال قائمة".

وفي أسواق العملات شهد الدولار ارتفاعا طفيفا في مقابل اليورو بعد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية عن فوز أوباما لكنه تراجع أمام الين وأصبح يعادل أقل من 100 ين.

ولم يكن المحللون يتوقعون أي تقلبات كبيرة في أسعار العملات في غياب عمليات مضاربة كبرى قبل الاقتراع، خلافا لانتخابات عام 2000 عندما راهن مستثمرون عدة على فوز جورج بوش وقاموا بشراء دولارات.

وأوضح أوسامو تاكاشيما المحلل في مجموعة "ميتسوبيشي يو إف جي تراست آند بانكينغ" في تصريحات نقلتها وكالة "داو جونز نيوزواير" أن "المساهمين في الأسواق كانوا مشغولين جدا بالأزمة المالية العالمية للمراهنة حول من سيفوز في الاقتراع".

وتتوقع أسواق المال والمسؤولون السياسيون أيضا قرار المصرف المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا خفض معدلات الفائدة الخميس من أجل دعم النمو.

وكانت المصارف المركزية الأمريكي والياباني والأسترالي خفضت معدلاتها في الأيام الأخيرة.