الاقتصادية - مضت الحكومة الأمريكية أمس، في وضع اللمسات الأخيرة على خطة لشراء حصص مباشرة في بنوك أمريكية بينما حذر صندوق النقد الدولي من احتمال تراجع الأسواق 20 في المائة أخرى في أسوأ الأحوال.

وكانت الاسهم العالمية قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات أمس الجمعة وذلك وسط حالة من الذعر. وتكبدت الأسهم الأمريكية والأوروبية أسوأ خسائرها على الإطلاق في أسبوع واحد وخسرت نحو خمس قيمتها.

ونسبت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" إلى أوليفر بلانكارد كبير الاقتصاديين لدى صندوق النقد الدولي قوله "في أسوأ الأحوال ستحتاج الحكومات إلى بضعة أسابيع إضافية لاتخاذ الإجراءات الصحيحة وقد تتراجع الأسواق 20 في المائة أخرى، عندئذ سنجتاز المنعطف".

وتعهدت أغنى دول العالم يوم الجمعة باتخاذ كل الخطوات الضرورية لكسر جمود أسواق الائتمان وضمان قدرة البنوك على تدبير المال لكنها لم تقدم أي مسار عمل جماعي لتفادي ركود عالمي عميق. وفي بيان مقتضب على غير المتوقع عقب اجتماع استمر ثلاث ساعات ونصفا أحجمت مجموعة السبع عن دعم خطة بريطانية لضمان الإقراض بين البنوك وهو ما اعتبره كثيرون في "وول ستريت" ضروريا لإنهاء حالة الذعر المتنامية في السوق. لكن مصدرا مقربا من الرئاسة الفرنسية قال إن اجتماعا طارئا لقادة منطقة اليورو اليوم سيناقش حزمة إنقاذ مصرفي تتخذ من المبادرة البريطانية مرجعا لها وإن كانت بريطانيا ستغيب عن الاجتماع لكونها ليست عضوا في مجموعة اليورو.

وتقول تقارير إن ألمانيا تفكر في الاتجاه نفسه. وتضمنت خطة الإنقاذ البريطانية التي أطلقت الأسبوع الماضي ضخ 50 مليار جنيه استرليني (86 مليار دولار) من أموال دافعي الضرائب في البنوك والأهم من ذلك ضمان تغطية الإقراض بين البنوك، الذي أصابه جمود شبه تام في أنحاء العالم. وقال وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون إن الحكومة الأمريكية ستشتري أسهما في المؤسسات المالية إذا لزم الأمر لوقف اضطرابات السوق التي محت ما قيمته تريليونات الدولارات من الثروة وتهدد بدفع الاقتصاد العالمي إلى ركود كبير.

وكان بولسون قد قال في ساعة متأخرة من البارحة الأولى، عقب اجتماع مجموعة السبع "سنقوم بذلك.. بطريقة صحيحة ستكون فعالة. ثقوا بي .. نحن لا نضيع الوقت .. إننا نعمل على مدار الساعة". وأحجم عن الخوض في حجم مشتريات حصص البنوك الأمريكية لكنه قال إن التفاصيل قيد الإعداد على وجه السرعة.