علن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) حزمة من الإجراءات لإنقاذ مجموعة التأمين الأمريكية أمريكان انترناشونال جروب "أيه. آي. جي". وكشف عن أنه سيقدم قرضا بقيمة 85 مليار دولار للمجموعة مقابل سيطرته على نحو 80 في المائة منها.

وقال مصدر مطلع على المسألة إن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) يعتزم تقديم قرض مؤقت قيمته 85 مليار دولار وأن يستحوذ على نحو 80 في المائة من الشركة. وقفزت أسهم شركات الخدمات المالية مثل مجموعة ميتسوبيشي يو.اف.جيه المالية بعد هبوطها الحاد اليوم السابق.

واستجابة لهذا الوضع تحسنت الأسهم في بعض أسواق آسيا، حيث قفز مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 127.90 نقطة أي بنسبة 1.1 في المائة إلى 11737.62 نقطة. وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1 في المائة إلى 1128.61 نقطة.

لكن في الصين أغلقت البورصات على هبوط للأسهم بنسبة 4.47 في المائة، رغم إعلان خفض الفائدة في الصين للمرة الأولى منذ سنوات إلا أن تبعات كارثة ليمان محت أثر الخفض. كذلك هبطت مؤشرات الأسواق في تايبيه وسنغافورة بشدة، وتكرر الأمر في أستراليا ونيوزيلندا رغم أن الانخفاض كان أقل نسبيا.

وكانت الأسواق المالية الرئيسية في العالم قد شهدت هبوطاً ملحوظاً في مؤشراتها بعد انهيار رابع أكبر بنك استثماري في أمريكا وهو"ليمان براذرز" الذي أشهر إفلاسه. ويعد بنك ليمان، الذي قد يبيع أصوله الرئيسية لبنك باركليز، أحدث ضحية لأزمة الائتمان العالمي. ولا يزال انهيار "ليمان" يثير ردود أفعال واسعة في أنحاء العالم.

وإثر الأوضاع في أسواق المال، قامت البنوك المركزية الرئيسية حول العالم بضخ الأموال في أسواق النقد، منها 50 مليار دولار من الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي و20 مليار جنيه إسترليني من بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) و70 مليار يورو من البنك المركزي الأوروبي.

ويأتي هذا التمويل الإضافي، بينما تواصل أسعار الفائدة التي تدين بها البنوك مع بعضها ارتفاعها كما حدث في بداية أزمة الائتمان. وقال بنك إنجلترا إن الـ 20 مليار جنيه استرليني التي ضخها تأتي "استجابة للظروف التي تمر بها أسواق المال على المدى القصير".

وكان بنك باركليز، الذي قال إنه يجري مفاوضات لشراء بعض عمليات بنك ليمان في أمريكا، من بين الخاسرين وهبط سهمه بنسبة 5 في المائة. وفي باريس هبطت أسهم "كريديه اجريكول وسوسييتيه جنرال" و"بي. إن. بي باريبا" بنحو 4 في المائة بينما هوى سهم "كومرسبنك الألماني" بنسبة 8.6 في المائة وهبط سهم "دويتشه" بنك بنسبة 3.7 في المائة. وحاولت البنوك المركزية في آسيا تهدئة الأسواق بعدما اتخذت نظيراتها في أمريكا وأوروبا خطوات مماثلة الإثنين. وقام بنك اليابان (المركزي) بضخ 2.5 تريليون ين (24 مليار دولار) في النظام المصرفي، وكذلك ضخت أستراليا والهند أموالا في أسواق النقد.

ويهدد انهيار بنك ليمان، الذي تعرض لخسائر بمليارات الدولارات من انهيار سوق الإقراض العقاري الأمريكية، بتوجيه ضربات قاصمة لمزيد من المؤسسات المالية التي كانت تربطها صفقات استثمارية بالبنك المنهار.

وكانت هناك مخاوف من أن المجموعة الأمريكية الدولية (أيه. آي. جي)، التي كانت يوما أكبر شركة تأمين في العالم، قد تواجه شبه الإفلاس أيضا. وأعلنت ولاية نيويورك "خطة تمويل بمليارات الدولارات" لمساعدة شركة التامين على ضبط أوضاعها المالية. وقال وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون إن أمريكا "تمر بفترة صعبة في الأسواق المالية الآن بينما تعمل على تلافي بعض الوفرة المتراكمة في الماضي". لكنه قال إن على الأمريكيين أن يثقوا في "سلامة ومتانة" النظام المالي الأمريكي.