لما أدخل سجن القلعة وصار داخل سورها قرأ قوله تعالى : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)
وقال : ماذا يصنع بي أعدائي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحت فهي معي .. إن معي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
إن قتلوني فقتلي شهادة ،
وإن نفوني فنفيي سياحة ،
وإن سجنوني فسجني خلوة مع ربي ،
إن المحبوس من حبس عن ربه ،
وإن الأسير من أسره هواه .
وقيل له : قد أمر السلطان بنفيك إلى قبرص أو قتلك أو سجنك .
فقال : والله إن بي من الفرح والسرور ما لو قسّم على أهل الشام لوسعهم ، والله إني كالغنمة ما تنام إلا على صوف أو أينما وقعتُ أقع على صوف ؛
إن نفيت إلى قبرص دعوت أهلها إلى الإسلام ،
وإن سجنت خلوت بعبادة ربي ،
وإن قتلت فأنا شهيد .



شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى