إلا ثقافة محمد

المختصر / بدءً، ما هي الثـقافة؟ الثـقافة هي مجموعة القيم والأعراف والمبادئ والصور الذهنية أو الحقيقية (مثل اللباس والمظهر العام) والطرق أو الطرائق (طرق الكلام والسلام والأكل وغيرها) التي تـنـشأ في مجتمع معين بتأثير من الدين والعرف والعادات والتـقاليد والتاريخ والإنسان ومجتمعه (وخاصة إنسان عظيم لا ينطق عن الهوى) وغيرها. عليه، نـشأت وتجذرت "ثـقافة محمد" على هذه الأرض المباركة ولها ما يميزها عن الثـقافات الأخرى فهي ثـقافة أهل اليمين الطيـبين النظيفين ويقال أمة السلام وأمة البر والتقوى وأمة الحياء والوفاء ولهذه الثـقافة قيم محورية وصور ثابتة لا توجد أساسا في ثـقافات أخرى مثل بر الوالدين والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والمحرم للمرأة والقوامة للرجل والحجاب وغيرها كثير. هذه الثـقافة التي ترسم حياتـنا كلها من المهد إلى اللحد أصبحت "طعام جحوش"!! تلوكها الألسن وتطعنها الأقلام وكأنها ليست ثـقافـتنا نحن ومفاهيمنا نحن وقـيمنا نحن!! (يا ترى هل قذف بنا البحر!! أم هل هبطنا من المريخ لنجد هذه القيم متحجرة ومفروضة علينا؟! أبدا ورب الكعبة)!! ولكنها قيم جاءت ونحن بدو حفاة يقاتل بعضنا بعضا فرفعت من قيمتـنا الحقيقية (في التـنافسية الدولية)!! وجعلتـنا قادة العالم فكراً وإيماناً وأخلاقاً وأدباً وعلماً وحتى على مستوى النـظافة الشخصية..
أنهم يشـنون هجوما لا هوادة فيه على "أفكار وثـقافة محمد" في عقر داره من باب النـقد الهادف البناء!! أو نـقد الخطاب الديني؟! كما يدعون وليت شعري كيف نفصل ثـقافة سيد البشر عن حياتـنا ونمشي هكذا "عراة" في سباق الحضارات؟! لقد تجاوز الظالمون المدى؟! فأضحوا بمقالاتهم عن الكراتين؟! أو عن التـنوير؟! أو عن الحرية؟! أو عن الحضارة؟! يستهزئون بلباسنا وأشكالنا وعاداتـنا وأشياء أخرى بسيطة من حياتـنا مثل الأكل باليد وخطبة الجمعة وزيارة القبور(والله حاله، ماذا نفعل لكي يرضوا عنا)؟! ويستمرون في قصف عقولنا ويعيروننا بالتخلف والطالبانية والدروشة والتحجر والرجعية.. الخ (اليوم ومن صحف الوطن تذكرت هجوم إذاعات عبد الناصر على الرجعية والسلفية وهجوم الصفويين المستمر على الوهابـية فقلت لو كان سهم!! من خارج البلاد لكفيته أو صددت عنه ولكنه "ولد بطني ويعرف رطني")؟!! ولن يتوقف الهجوم فهذا أحدهم يُعيرنا في صحفنا بلزمة "العصور الوسطى وحياة العصور الوسطى" (والله لقد كانت خير القرون يا ممسوح؟!) وآخر لازال يصر على تهديدنا بكثير من السخرية فيقول "اخـتاروا يا قوم: حياة ناطحات السحاب أم حياة الكهوف"؟! عندها تذكرت معادلة الخير والشر التي أطلقها "أبو جزمة" بوش الصغير؟! وثالث يشكك في أي شيء "غيـبي" من ثـقافة محمد فيلغي الحور العين ويلوي أحاديث أخر الزمن ويتضايق من صور عذاب القبر ولا تسأل عن الإسراء والمعراج (فهذه إشكالية كبيرة عند العقلانيين!! المجانين)؟!
الهجوم الأشد ينصب هذه الأيام على القوامة و المحرم ومنع الاختلاط وهي قيم عادية جدا تـنظم وترتب الحياة العامة والحياة الزوجية ولن تمنعنا أبدا أبدا من إنـتاج قنبلة نووية مثل باكستان!! أو إطلاق قمر صناعي مثل إيران!! أو صنع صاروخ عابر للقارات مثل كوريا الشمالية!! أحبائي انظروا كيف كُـتب هذا الكلام عن "المحرم" و"القوامه" في جريدة محلية واسعة الانتـشار ولم انـقله عن صحيفة هآرتس؟! يقول "إنهم يعترضون (يعني نحن) على سفر المرأة وعلى خروجها وحيدة وعلى سكنها في الفندق.. وكلها بحجة الخوف عليها من الأخطاء الأخلاقية. هذه الحجة متكررة جدا لدرجة الابتذال (؟!).. هذه الحجة التي تدعي الحماية هي تقول في الحقيقة إن المرأة السعودية تفتقد للصلابة الأخلاقية التي تجعلها تـنزلق بسرعة في الخطأ بمجرد أن تسافر لوحدها أو تسكن في فندق. ولأنها كذلك يجب أن نقيدها في أوضاع معينة وتحت رقابتـنا الذاتية حتى لا تقع في المشاكل. مثل هذه النظرة التي تـشكك بشكل واضح في أخلاقيات نسائنا سخيفة جدا" (؟!!).. ثم يقول "إن ذلك يعني أن نساءنا رخوات أخلاقيا وهن بحاجة فقط لمثل هذه الظروف لكي يعبرن عن أعماقهن ويظهرن على حقيقتهن.. هذا كلام سخيف جدا (؟!!) .. أثبتت النساء السعوديات في الداخل والخارج أنهن ملتزمات أخلاقيا ولسن بحاجة إلى رجل (؟!) كي يضبط تحركاتهن ويقوم سلوكهن ويقودهن بعيدا عن المنزلقات الروحية"؟!! انتهى الهوس!! وما تحته خط كلام خطير جدا يمس "ثـقافة محمد" في الصميم؟! وعلامات التعجب والاستـفهام مني فلم استطع صبرا عن الدخول إلى الكلام المكتوب ووضع علامات بسيطة!!
وإذا لم يكن الطعن في ثقافة محمد (بأبي هو وأمي) واضحا في المقطع السابق فـتجهزوا رحمكم الله لهذه الطامة المطمة من الكويتب نفسه!! وتذكروا "أن ناقل الكفر ليس بكافر"؟! فقد كتب بخبث وسوء طوية ".. فإن قانون الفصل الاجتماعي السائد داخل العائلات بين الرجال والنساء (عندنا يقصد) قائم على هذه القيمة المريضة، الشك بأخلاقيات الآخرين رجالاً ونساءً من أن يقعوا في المحاذير هي التي تفرض مثل هذه القوانين غير الطبيعية. هذا الأمر يمتد بشكل أكثر هوساً ليتصل داخل البيت الواحد حيث يتم تشويه مشاعر الأخوة النبيلة ناحية القريبات زوجات الأخوة وحتى الجيران إلى مشاعر متبادلة من الريبة والحذر والشك بأن التواصل بينهما سيؤدي إلى الوقوع في المشكلات الأخلاقية (أحد الأصدقاء يقول ساخراً إنه لا يعرف صوت زوجة شقيقه على الرغم من زواجهم الذي دام أكثر من 20 عاماً). لو لم يكن الشك الأخلاقي الذين يقول إن الآخرين ينزعون للانفلات والوقوع في المحظورات فلن نطبق مثل هذه القوانين الاجتماعية غير المقبولة"؟! انتهى النقل وتبخر العقل!! ولاحظ أنه من السهولة بمكان فهم ذلك التعريض الواضح بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم )إياكم والدخول على النساء)، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: (الحمو الموت). يا أرضي أحفظي ما عليك؟!
حول الموضوع نفسه كتب أحد كتاب الوطن المعطاء (والوطن منهم براء)!! بالنص "إن قضية المرأة السعودية معقدة وشائكة لكنها يمكن أن تُختزل بـ"تعميم" أو قرار إداري هامشي يوضح مدى صلابة الأغلال الثـقافية لمجتعمنا البطرياركي (؟!) الذي ما زال يعاملها على أساس أنها الكائن الأقل قيمةً والأضعف بنيةً وعقلا(؟!).."!! انتهى، اللهم لا تؤاخذنا بما قال السفهاء منهم!! ويقول (فض الله فاه) في مقال أخر "أصبحت قضية "الحجاب" النسائي اليوم وجهاً آخر للحجب والقمع بفعل مبدأ المُلكية التي صنعها الذكور أصلاً، فالإنسان لا يستطيع تفسير هذه القضية منطقياً سوى بربطها بتاريخ الرجل وحبه للتملك على الرغم من أن هناك من يربط القضية ذاتها ببعض العادات البائدة التي تدور حول محور الجنس (؟!)"!! انتهى؟ على فكره هذا الكلام بخط "رجل ذكر" (كما اعتقد) مقطوع سره في أم الجماجم (ربما) ولم يأت من سان فرانسيسكو(حتما)؟! ولن يضرنا شتم مجتمعنا ولصقه بالنصرانية (مثل قوله البطرياريكي)؟! ولكن ماذا نـقول عن اللمز والهمز في بعض القيم والأفكار والأحاديث المنسوبة للمصطفى صلى الله عليه وسلم؟! وسأقدم له نصيحة مجانية فلا يوغل في التعرض لبعض القيم والمفاهيم النصرانية فقد يغضب ذلك أسياده في البيت الأسود فيوقفون المخصصات؟!
ولا يقتصر الهمز واللمز في سيرة وثقافة سيد البشر على هؤلاء (الوراعين)!! ولكن هناك من خط الشيب بقلمه الأبيض على صدغيه وما زال مظاهرا لمجتمعه وناسه بالعداوة والتـظليل!! لقد أتوا بما لم تأت به العواجيز الأوائل؟! فهاهم يلمزون دينـنا جهارا نهارا ويستهزئون بقيمنا عيانا بـيانا ويتـنقصون عاداتـنا وممارساتـنا بالقلم والكاريكاتير (انظر إلى الكاريكاتير الخطير في جريدة وطنية تصدر من "المدينة"!!) ثم يدعون الحرية ويطالبون بحرية الرأي وأي حرية هذه على حساب القيم والثـقافة التي نـفتديها بأرواحنا!! كل شيء يحولونه إلى النـقيض أو السلبي فجهادنا يصبح عندهم (صناعة الموت) أو (ثـقافة كراهية الحياة)!! والحور العين في مسلسلاتهم تكون (حديث خرافة)!! وحجابنا يتحول إلي (خيمة سوداء)!! وعفاف نسائـنا يلمزونه (بالخوف وعدم الثـقة)!! والحدود عندهم (وحشية)!! والردة (حرية المعتقد)!! والعقيدة (تعقيد أيدلوجي)!! والاخـتلاط بـينهم (تـقدمية)!! والانبطاح في قاموسهم (مدنـية)!! ويعبدون الإنـسانية (والله لا أعبد ما تعبدون)!!
فعلا ما بال أقوام بين أيديهم الحق والكتاب المبـين وثـقافة محمد صلى الله عليه وسلم صافية واضحة، فقد تركنا على المحجة البـيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولكنهم تركوا كل ذلك ويمموا صوب الغرب يأخذون من قاذوراته فأصبحوا مضرب مثل سيار (كالعيس يقـتلها في البـيداء الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول)؟!! الأدهى والأمر أن هؤلاء الزائغين والزائغات لم يتجاهلوا أو "ثـقافة محمد" فحسب (حسبي الله عليهم)!! ولكنهم، وبكل وقاحة، هاجموا "ثـقافة محمد" ليل نهار بسواطير سامة وأقلام نتـنة ومقالات فجة وكاريكاتيرات مؤلمة كما لم يفعل رسامو الصور القبـيحة في الدنمرك ولا منـتجو الأفلام السخيفة في هولندا؟! وستـتوالى الروايات المبتذلة والمسلسلات الحاقدة والمقالات المسـمومة بحجة التبـشير بالتـنوير؟! وحرية النهيق؟! وضرورة التغيير الاجتماعي؟!.. وكلها للأسف ما زالت مجرد إرهاصات حرب طويلة نحو تـغريـب الإسلام (بالقلم..؟!!) مؤقتاً (وبعدين) يأتي التـغريب بالترهيـب؟! وكما يقال لم يظهر من الجبل إلا رأسه المنـفوش (والله يستر من تاليها)؟!!