النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    الصورة الرمزية حلم السنين
    حلم السنين غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الإقامة
    الاسكندريه
    المشاركات
    221

    افتراضي سلمان العودة: لدينا فرصة تاريخية ربما لن تتكرر لفتح العالم كله بالإسلام‏

    أَقسم فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- بالله غير حانث ولا مستثنٍ أن المسلمين لديهم الآن فرصةٌ تاريخية -لو أُحسن استثمارها- ربما لن تتكرر لفتح العالم كله بالإسلام، لكن هذا يشترط أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون؟ وماذا يجب أن نقدم إلى الناس؟ مشيرًا إلى أن العالم يعاني من الفقر والجفاف الروحاني، ويبحث عما يشبع روحه
    وقال الشيخ سلمان -في لقاء مع المفتين في طرابلس خلال زيارته للبنان الأسبوع الماضي: إننا نستطيع أن نفتح الدنيا كلها بالإسلام، والأخلاق، والعلم الديني الشرعي، والتواصل مع الناس، والجانب التعبدي الروحي، مؤكدًا أن القيم الموجودة لدينا سواء كانت قيمًا روحية أو فكرية أو أخلاقية هي ما يبحث عنه العالم، ولكن الإسلام -كما يقال- محجوب بمساوئ أهله!

    صُحبةٌ.. مع الله

    وأضاف الدكتور العودة: لقد زارني القنصل الإيطالي قبل شهر، وكان قد أعلن إسلامه، فقال لي: إن أكثر ما شدني للإسلام هو أن علاقتنا بالدين والكنيسة هي علاقة شكلية، ولكن أنتم تصلون خمس مرات في اليوم، وهذا دليل على أن علاقتكم بالله، كما أن علاقتكم بالدين وطيدة، مشيرًا إلى أن فضيلته كتب على إثر ذلك مقال اسمه "صحبة"، قصد به "الصحبة مع الله".
    ولفت فضيلته إلى أنه كان مترددًا في إطلاق هذا اللفظ، ثم وجد أنه موجود في السنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ»، مشيرًا إلى أن الصحبة مع الله تعني استحضار عظمة الله وقدرته واطّلاعه على ما يقوم به الإنسان حتى وهو يعصي، أو يخطئ، فالرب -سبحانه وتعالى- يقول: «أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَه رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ".

    إسلام شخصي!!

    وأردف الشيخ سلمان، قائلًا: هل تعرفون أنه من المسلمين مَن أصبح يبحث خارج الإسلام عما يُشبع روحه؟! مشيرًا إلى أن مسلمًا كان من التكفيريين المتشددين، وانتقل للمسيحية، وعندما سألوه، قال : إنني أبحث عن الروحانية، متهمًا الإسلام بأنه جاف مادي !
    وعقّب الدكتور العودة، على ذلك، قائلًا: إن الإسلام الذي يتحدث عنه هذا الشخص ليس بالإسلام الذي بعث به محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكنه الإسلام الذي فهمه ذلك الشخص من خلال المضايق التي كان يعيش فيها، والمعارك التي كان يُنتجها لأنه كان تكفيريًا، ومَن حوله لقنوه هذا المعنى وجعلوه ينظر نظرة سوداوية إلى الناس والأشياء.

    إسلام.. غير إسلام

    وتابع الشيخ سلمان : إنني أعرف إنسانًا آخر انتقل إلى البوذية بحثًا عن الروحانية، وذلك على الرغم من أنه قد حج بيت الله الحرام، مشيرًا إلى أن فضيلته قابل هذا الرجل ووجد فيه طيبة، وصدق، وعنده رغبة في الوصول الوصول إلى الحق، حيث استضفناه في المملكة، واجتهدنا قدر الوسع أن نُقدّم له صورة جميلة، وصنعنا له جوًّا خاصًّا فيمن يلتقي به، والسائق الذي يصحبه، والناس الذين يزورونه، وفي نهاية المطاف قال : إنني لا أزكّي إسلام الناس في المملكة، لكنني مرتاح جدًّا، كما أن الإسلام الذي رأيته هنا، ليس ذلك الإسلام الذي أعرفه من قبل عندما كنت صغيرًا.


    فرصة تاريخية.. ولكن

    وقال الدكتور العودة إن الكثيرين يقول إن الإسلام في حالة ضعف وهوان ، وأنا أؤكد أننا أمام فرصة تاريخية ربما لم تتكرر منذ عهد الخلفاء الراشدين لإيصال رسالة الإسلام ليس فقط لغير المسلمين، ولكن للمسلمين أنفسهم ، لكن هذا يُشترط فيه أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون ؟ وماذا يجب أن نقدم إلى الناس ؟ وإلا فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول : (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (الممتحنة: 5).
    وأضاف فضيلته : أن العقل يقول أنه عندما يذهب شخص إلى بلد ـ خاصة البلدان المتحضرة والمتقدمة في أمريكا، أو أوروبا، أو الصين، حتى الهند والتي من المتوقع أن تبرز كقوة من القوى الكبيرة في العالم اقتصاديا وصناعيًا ـ فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل المسلم العادي يُقدّم شيئًا يجعل أهل تلك الدول يقولون :
    بماذا تميّز هذا الإنسان ؟
    لماذا هذا الإنسان أفضل منا عقلًا ؟
    لماذا هذا الإنسان أكرم منا أخلاقًا ؟
    لماذا هذا الإنسان أكثر منا تميزًا ؟
    لماذا هذا الإنسان أعظم منا إبداعًا ؟
    وبالتالي يقولون: نحن نريد أن نكون مثله، فيبحثون عن الدين الذي يعتنقه هذا الشخص، أم أن الأمر هو العكس ؟!!

    صورة سيئة

    وأردف الشيخ سلمان : أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر كما في الصحيحين، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام كما هو معروف : في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لأُعْطِيَنَّ هَذِه الرَّايَة غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّه عَلَى يَدَيْه يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَه وَيُحِبُّه اللَّهُ وَرَسُولُه »، وقد قال له النبي -عليه الصلاة والسلام: "امضِ على رسلك"، فلم يشأ -رضي الله عنه- أن يلتفت، وسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في وجهته قال يا رسول الله «نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟».
    وتابع فضيلته : لقد لفت نظري هذا المعنى « حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا »، مشيرًا إلى أن هذا يؤكد أن "المثلية"، هي عبارة عن كون الإنسان يرى إنسانًا آخر متفوقًا عليه فيسأل: لماذا هو كذلك ؟ ويحاول أن يكون مثله، وهذا شيء فطري، لكن الذي يحدث في الغالب أن المسلم يُقدّم صورة سيئة وخاصة في بلاد الغرب.

    شر البلية ما يُضحك

    وضرب الدكتور العودة، مثالًا لذلك، قائلًا: إن نسبة المسلمين في بريطانيا هي 3%، لكن في مدينة لندن تجد أن نسبة المسلمين في السجون 60%، والسؤال لماذا ؟، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى أن هذا مسلم جاء من الصومال، وآخر من العراق، وثالث من باكستان، ورابع من أفغانستان، حيث دقّهم الفقر والجهل دقًّا، ولذلك تجدهم يرتكبون الجرائم من مخدرات، وسرقة، ومشاجرات، وقتل.
    وأوضح فضيلته أن مثل هذه الأمور تدمي القلب، ولا ينجِّي منها إلا الثقة بالله -سبحانه وتعالى- فالإيمان بالله عز وجل عصمة من اليأس، مشيرًا إلى أن هذا من أعظم مقامات الإيمان عصمة من اليأس، لافتًا إلى أن الذي نراه الآن في بلاد المسلمين من القتال بين المسلمين بعضهم بعضًا، سواء في الصومال أو في غيرها من البلدان الإسلامية، حيث يقول البعض : إن "شر البلية ما يُضحك".

    القتال من أجل الدنيا

    وذكر الشيخ سلمان أن الدنيا هي سبب قتال الناس في حالات كثيرة، مشيرًا إلى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أخبرنا في الحديث الصحيح عند مسلم يقول : « لاَ تَقُومُ السَّاعَة حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَة تِسْعَة وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو »، موضحًا أن هذا من عجيب ما أخبره به الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكن يظل الكلام الذي أخبر عنه النبي فيه قدر من المعقولية لأنهم يتقاتلون على الذهب، الذي هو من أمور الدنيا، كان يقول ابن السماك : "لولا ثلاث لم يقع حيث ولم يُرفع سيف: سلك أنعم من سلك (اللباس)، ولقمة أسوغ من لقمة، ووجه أصبح من وجه"، وهذا يؤكد أن القتال يكون على الدنيا بشكل عام، لكن في الصومال يتقاتلون على لا شيء.

    يرحمك الله

    وذكر فضيلته طرفة قائلًا: إن ملكًا كان عنده مائة شخص فعطس واحد منهم، فقال الملك: مَن الذي عطس ؟ فسكتوا جميعًا، فقام الملك إلى غرفة وبدأ يدعوهم واحدًا واحدًا مَن الذي عطس ؟ فيسكت فيقطع رأسه، قتل تسعًا وتسعين، وبقي آخر واحد، قال له الملك : مَن الذي عطس ؟ قال: أنا، قال: يرحمك الله! فنحن نقتل تسعًا وتسعين لكي نُحيي سنة "يرحمك الله".

    الاهتمام بالتفاصيل

    وكان الشيخ سلمان قد أشار في بداية كلمته إلى أن هناك من الدعاة من يقعون في فخ الاهتمام بالقضايا الصغيرة أو التفاصيل على حساب القضايا الجوهرية أو قضايا الأمة، لافتًا إلى أن هذا يقتل الإنسان، موضحًا أننا إذا وُعظنا أو نصحنا بأن نبتعد عن التفاصيل، نجد أنفسنا نردّد: أنه ليس هناك تعارض بين هذا وذاك، مؤكدًا أن هذا خطأ من الناحية العملية، فالإنسان إذا شغل وقته وجهده بقضايا جزئية وبمعارك جانبية، فإنه من شأن هذا أن يستنزف منه وقتًا طويلًا ويشغل نفسيته وعقله ويستدعي أن يبذل من أجل ذلك الكثير.
    وضرب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: إن الأمير ابن طولون كان عنده ولد نهمًا أكولًا، وأراد الأمير أن يُدرّبه لمهمات الإمارة والملك وليس للتنقل بين المطاعم والمشارب والملذات، في حين أن الولد كان عنده رغبة شديدة في الطعام، فطلب من الوزير إحضاره يومًا من الأيام وحبسه حتى استبدَّ به الجوع ثم قدّم له ما نسميه بـ " المقبّلات"؛ وهي عبارة عن أطباق من السلطات والأطعمة الخفيفة التي عادة ما تؤكل في البداية.

    درس للدعاة والمربِّين

    وأضاف فضيلته : ولأن الولد جائع وهو بطبيعته أكول فأقبل على هذه المقبلات والتهمها كلها، ثم استلقى على ظهره من شدة الإجهاد والإعياء الذي عادة يصحب هضم الطعام، والأمير يراقبه، مشيرًا إلى أنه بعد ذلك قال للوزير: هلمّ به إلي، فأخذه الوزير وأدخله على ألوان المطاعم والملذات الأساسية، وكان قد حضّرها بعناية، فوقف الولد وقال لوالده : يا سيدي الأمير أنا لا أستطيع أن آكل الآن لأنني قد شبعت، لم أكن أعلم أن هناك طعامًا بعد هذا، كنت أظن أن ما قُدّم لي قبل هو كل شيء فشبعت منه، قال: ذلك ما أردت أن أعلِّمك، اعرف أن لك بطنًا واحدًا، فإذا ملأته بطعام لم تستطعْ أن تتزود من غيره، وهكذا عقلك إذا ملأته بهمّ صغير ضاق عن الهموم الكبار، مشيرًا إلى أن هذا هو درس لكل المربين ولكل الدعاة، يدعوهم إلى عدم الاهتمام بالتفاصيل أو القضايا الصغيرة على حساب أمور أكثر أهمية.

    هموم الأمة

    وأضاف الدكتور العودة: إن الإنسان قد يجد نفسه في نهاية المطاف مثقلًا بهذه التفاصيل، غير قادر على الانتقال منها إلى غيرها إلا في حدود ضيقة جدًا، مشيرًا إلى أن هذا معنًى حياتيّ مباشر قد يُلقي ضوءًا على طريقتنا في التعاطي مع هموم الأمة وهموم الدعوة، لافتًا إلى أن هذا من الممكن أن تُشتقّ منه معانٍ كثيرة جدًا، منها ـ على سبيل المثال ـ العلاقة البينية.
    وأوضح فضيلته: أن علاقة المسلم بأخيه المسلم فضلًا عن العالِم أو الداعية، يجب أن تكون علاقة الأصل فيها الود والصفاء، فلا يكون هناك مشارطة في أمور، مثل : البشاشة، والهشاشة، والمصافحة، والحب.

    تأصيل المشتركات

    وأردف الشيخ سلمان : ولذلك فإنه يجب على كل منا ألا يطرح على نفسه أي سؤال إذا قابل مسلمًا في الشرق أو في الغرب، سواء في طاجيكستان أو أوروبا أو لبنان أو مكة، فإذا قابلت مسلمًا وأنت مقبل عليه بوجهك، وهشاشتك، وبشاشتك، وسلامك، فلا تطرح على نفسك أسئلة، مثل : ما مشربه ؟ وما مدرسته ؟ وما اتجاهه ؟ وما الخطأ عنده ؟ وما الصواب ؟
    وتابع فضيلته : أن هذا ليس وقت هذه الأمور، ولكنه وقت تدعيم وتأصيل المشتركات والكليات التي تم الجور عليها أحيانًا، لافتا إلى أنه إذا كان هناك اختلاف مع هذا الشخص المسلم أو ذاك في شيء بنسبة 5%، أو10%، فإن الاتفاق يظل هو سيد الموقف.

    معنى نفسي

    ونبه الشيخ سلمان إلى أن هذا وإن كان معنا نفسيًّا، إلا أنه مؤثر جدًّا، حيث يأخذ ثمانين بالمائة من المنهج، في حين أن المعنى العلمي يأخذ عشرين بالمائة من المنهج، لافتًا إلى أن كثيرًا من الاختلافات بين الناس في أصولها فيها جانب نفسي، ونوع من عدم الارتياح أو الجفوة، تُعزِّزه الانطباعات والتراكمات المتكررة، وتبني جدرًا بين المؤمنين، في حين أننا إذا حرصنا على تفعيل المشتركات، والأخذ بمبدأ حسن الظن بالمسلمين، كما أن الخطأ المحض يمكن أن يردّ.
    وأضاف فضيلته : إن فكرة وجود مجتمعًا مثاليًا لا وجود لها إطلاقًا ـ وعلى سبيل المثال ـ فإن مجتمع الصحابة -رضي الله عنهم- وُجد فيه من رُجم في الزنا، ومن شرب الخمر، وذلك كما في قصة وحشي، وقصة عبد الله الذي جُلد في الخمر، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " إنه يحب الله ورسوله "، بينما نحن الدعاة نحكم على الناس على ضوء مظاهرهم.

    حارس البوابة

    وأردف الدكتور العودة أن المشكلة تكمن في أننا قد تسيطر علينا فكرة "حراس البوابة"، وأن الآخرين هم ضيوف، في حين أنه من الأفضل أن نُشعر الآخرين بأننا قريبون منهم، ومحبون لهم، ومتواصلون معهم، دون أن نشعرهم بأننا كنا نظن بهم شيئًا ثم ظهر خلافه.
    وضرب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: إنه قد يُشاع عن شخص ما أنه فيه أشياء سلبية، ولكن بعد ذلك تكتشف أن هذا الإنسان على العكس تمامًا، حيث تجده يصلي الفجر مع الجماعة، ويحافظ على باقي الصلوات، كما أنه رجل صاحب طاعة، وبار بوالديه، وفيه من صنوف الخير الكثير، ففي هذه الحالة تجد أن هناك مَن يقول يأتي إليه ويقول : لقد سرّني ما سمعته عنك ! في حين أن هذا خطأ.
    وتابع فضيلته : لا ينبغي أن نقول لهذا الشخص : لقد سرّني ما سمعته عنك !! لأن هذا يعني أنك الحارس وهو رجل طارئ أو ضيف، مشيرًا إلى أن النية الطيبة لا تكفي في هذا الأمر، حيث من الأفضل أن نشعره بالقرب منه، والمحبة له، وأن نتواصل معه دون أن نشعره أننا كنا نظن به شيئًا ثم ظهر لنا خلافه.

    ملكية الإسلام.. لمن ؟!!

    وأكد الشيخ سلمان: أن الإسلام ليس ملكية لأحد، مشيرًا إلى أنه من أكبر الخطأ أن يتحول الإسلام إلى ملكية خاصة لأحد من الناس، موضحًا أنه من طبيعة الحياة أن يسعى كل فريق إلى تنظيم عمله حتى يمكنه تحقيق النجاح في المجال الذي ينتمي إليه، وعلى سبيل المثال فالذين يشتغلون في السياسة، أو التجارة، أو التعليم، أو الدعوة يسعون إلى تنظيم عملهم من أجل تحقيق قدر من النجاح.
    واستطرد فضيلته : لكن أكبر وأعظم خطر هو أن يتحول هذا الترتيب، سواء كان سياسيًا أو تعليميًا أو دعويًا أو إعلاميًا، وكأنه يُقدّم نفسه على أنه هو الإسلام، أو أنه الرؤية الوحيدة، أو البرنامج الوحيد.

    عوام الناس

    وأوضح الدكتور العودة أن عوام الناس – والذي ربما يشكِّلون من سبعين إلى ثمانين بالمائة من المسلمين- كل ما يشغلهم أنهم مصلون، وصائمون، ومقصّرون في جوانب معينة، ولكن عندهم حب الله ورسوله، ولا يبغون هذه المشاكل، وهذا كثيرًا ما يكون مفاجَأة لنا، لافتًا إلى أن هناك قصصًا مذهلة في هذا الإطار.
    وضرب فضيلته مثالًا لذلك قائلًا: حدثني أحد الإخوة كان مسئولًا كبيرًا في دولة مغاربية عن صورة رآها في إحدى المدن السياحية في تلك الدولة، حيث يرتادها السوّاح من أوروبا، وكأنها فيها تفلّت أخلاقي كبير جدًّا، يقول : كنت في زيارة لتلك المدينة مع أحد الأصدقاء، وفي الشارع مَتاجر، فرأينا فتاتين لباسهم في غاية التعرّي، حتى أنك لو رأيتهم ربما تظن أنهم من بائعات الهوى، فيقول: الموضوع ليس غريبًا ولم يلفت نظرًا لأنه مألوف، ولكن الغريب أنه عندما أذّن الظهر فقدنا هاتين الفتاتين، فخرجنا نسير فإذا بنا نلحظهم من بُعد وقد لبسوا الملاءات وهم يصلون!

    أصل التوحيد

    وأردف الشيخ سلمان كما أنني في تجاربي وجدت أن هناك أناسًا، ربما تظن أنهم من أهل السكر، أو المعاصي، أو ممن تلطخ بعضهم بالسياسة وألاعيبها، أو من أكلة الربا، ولكنهم على خلاف ذلك، مشيرًا إلى أنه الحرام أو المعصية لا جدال أو نقاش فيهما، ولكن يجب علينا ألا نحاصر الناس بالخطأ، وألا نجعل الخطأ هو المعيار.
    ولفت فضيلته إلى أن هذا الإنسان قد يكون عنده أصل التوحيد -هذا هو الظن به إن شاء الله- وهو الإيمان بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وقد يكون تبرّأ من أعظم الموبقات والذنوب، وهو الشرك بالله الذي لا يغفره الله تعالى إلا أن يتوب منه صاحبه، فتحقَّق فيه أعظم معروف وهو التوحيد، وتبرَّأ من أعظم منكر وهو الشرك، ثم وقع في ذنوب كبار أو صغار أو لمم أو تأويل، أو قد يكون مُصرًّا على الذنب، وقد يكون يُلم به ثم يتركه، وهذا أحد معاني اللمم عند بعض المفسرين لقوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) (النجم: 32).

    لمم.. وفرج

    وذكر الدكتور العودة: أن اللمم له معنيان كلاهما صحيح، هما :
    1 ـ صغار الأخطاء : مما هو دون الكبائر، وقد يكون من الصغائر أو ما دونها، وهذا لا يسلم منه أحد إلا نُدرة من الناس.
    2 ـ الإلمام بالذنب : حتى لو كان كبيرًا ثم يتركه، ولا يُقيم عليه ويُصاحبه الندم الذي هو توبة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهذا واضح في الحديث الذي صححه الشيخ الألباني -رحمه الله- وبعضهم ضعّفه.
    وتابع فضيلته : إن هذا الحديث : لعله صحيح -إن شاء الله- لأن فيه فرجًا، وتنفسًا لكثير من المسلمين، حيث يقول -صلى الله عليه وسلم- فيما يروى عنه : " ما من مؤمن إلا وله ذنب هو مقيم عليه "، فهذا مدمن أو مأخوذ بالذنب لا يستطيع الخلاص منه، ولكنه -إن شاء الله- ليس مجاهرًا، يقول صلى الله عليه وسلم : « كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ »، فما من مؤمن إلا وله ذنب هو مقيم عليه، أو ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة.

    مُفتنًا توابًا

    وأوضح الشيخ سلمان : أن المؤمن خُلِق مُفتنًا توابًا نسيًّا إذا ذُكّر ذكر"، لافتًا إلى أن مصداق هذا الحديث موجود في حديث أبي هريرة المتفق عليه، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللَّه كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّه مِنَ الزِّنَا.. »، فابن آدم في هذا الحديث، يقصد به الرجل والمرأة وإنما هو في سياق التغليب، «إِنَّ اللَّه كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّه مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، وَيُكَذِّبُه».

    نفسية الداعية

    وأشار الدكتور العودة إلى أن تعاطي الداعية المستمر مع الأخطاء ومعرفته ببعض الأمور وملاحظته، قد يؤثر على نفسية الداعية، ويجعله يتعامل مع الناس من منطلق الخطأ.
    وضرب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: إنه إذا كان هناك شخص يعمل في وزارة الداخلية طوال عمره، فإنه من شأن ذلك أن يؤثر في تعاطيه مع الأشياء، فتجده يقدّم مبدأ الشك سواء مع زوجته، أو ولده، أو الآخرين، أو مع الناس الذين لا يعرفهم، فينظر إلى كل شيء نظرة ريبة، ويحاول أن يستكشف ما وراءه، ويقول: اعذروني إنني منذ ما يقرب من خمسين سنة وأنا أتعامل مع الجرائم، ولذلك أصبح هذا جزءًا من شخصيته، لافتًا إلى أن هذا ما يخشى أن يقع فيه الداعية بسبب تعاطيه المستمر مع الأخطاء، ومهمته التي تتمثل في تطهير المجتمع.

    وفي النبي..أسوة

    وأوضح الشيخ سلمان : أن المسلمين بشكل عام، والدعاة بشكل خاص لهم في ذلك أسوة في النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في تعامله مع عبد الله الذي جُلِد في الخمر، وعندما أتى بعض الصحابة يسبون هذا الرجل، نهاهم النبي عن السب، ثم يقول " إنه يحب الله ورسوله"، مشيرًا إلى أننا لو سألنا بعض الطلاب: من هو الصحابي الذي شهد له الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنه يحب الله ورسوله ؟ ستجد من يقول: هو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أو الفاروق عمر بن الخطاب، أو الصديق أبو بكر، أو أحد من الأصحاب الذين وقعت لهم الشهادة.
    وأردف فضيلته : بينما حينما تبحث، تجد أنه رجل أراد النبي -عليه السلام- أن يحمي ظهره ويمنع الناس من أن يتكلموا فيه، ولعل هذا ما حدث بالفعل، فالصحابة -رضي الله عنهم- لم يوجهوا لهذا الرجل اللوم بعد ذلك.

    حاطب بن أبي بلتعة

    وضرب الدكتور العودة، مثالًا آخر لذلك بـ "قصة حاطب بن أبي بلتعة " التي سجلها الله في القرآن الكريم، يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّة وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّه رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّة وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْه مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (الممتحنة 1).
    وذلك أنه عندما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابًا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة، ولكن الرسول جاءه خبر من السماء بهذا الأمر، فقال النبي لعلي بن أبى طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما: أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش يحذِّرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم.

    ما كذب رسول الله

    فخرجا حتى أدركاها فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئًا فقال لها علي بن أبى طالب: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه قالت : أعرض فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبًا فقال : يا حاطب ما حملك على هذا؟
    فقال : يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيَّرت ولا بدَّلت، ولكني كنت امرأً ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانتهم عليهم فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه، فإن الرجل قد نافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله تعالى في حاطب: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة }.. إلى قوله: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده } [الممتحنة 1-4] إلى آخر القصة.

    معالجون.. وأطباء

    وذكر الشيخ سلمان أن هذا فعل شنيع بمعنى الكلمة، بل فعل فوق الكبائر ودون الكفر يقينًا، لأن الله قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فأثبت له الإيمان، مشيرًا إلى أن الشيء الغريب أننا إذا نظرنا إلى السنَّة النبوية سنجد أنه لم يعيّر أحد حاطب بن أبي بلتعة بهذا الذنب، مع أنه مدوّن في القرآن، كذلك لم يتناوله أحد من علماء المسلمين الذين كتبوا في السيرة أو في التفسير إلا أنه ما يذكر إلا ويقال -رضي الله عنه- صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وتابع: بل هو مَن شهد له الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالجنة، فعندما جاء مولاه يشكوه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يَا رَسُولَ اللَّه لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم: « كَذَبْتَ لاَ يَدْخُلُهَا فإنه شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة»، مشيرًا إلى أن هذا يؤكد أن الدعاة يجب أن يكونوا هم المعالجين والأطباء، وأن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعاملهم مع الناس، بل ومع أنفسهم أيضًا.

    أنشطة دعوية

    وكان الشيخ سلمان العودة قد قام بسلسلة من الأنشطة الدعوية بلبنان؛ وذلك بعد مشاركته في جلسات اجتماع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالعاصمة بيروت الأسبوع الماضي.
    واستهَلَّ فضيلته نشاطاته في مدينة طرابلس، ثانِي أكبر مدن لبنان، بإلقائه خطبة الجمعة في مسجد الوفاء الذي اكتظّ بالمصلين ويتسع لقرابة 1500 مُصَلٍّ، حيث تحدَّث الشيخ خلال الخطبة عن سورة العصر وركّز على الدَّوْر الفردي وأن يكون قدوة في بيته ومجتمعه وبين غير المسلمين، كما ركّز فضيلتُه على ضرورة المحافظة على المشتركات بين المسلمين ونبذ الصراعات والتواصي بالحق والصبر، ثُمّ المحافظة على المشتركات بين المجتمع الواحد وإن اختلفت طوائفه.
    وكان في استقبال فضيلته عند باب المسجد سماحة مفتي طرابلس والشمال، الشيخ مالك الشعار، وبعد الصلاة عرّف سماحة المفتي بفضيلته وأثْنَى عليه مشيدًا بفكره وعلمه.

    زيارة.. وحفاوة

    ثمّ قام الشيخ الشعار بدعوة دكتور العودة إلى الغداء، بحضور عددٍ من المشايخ على رأسهم أمين سرّ الفتوى الشيخ محمد إمام، ورئيس دائرة الأوقاف د. حسام سباط، ورئيس المحكمة الشرعيّة الشيخ سمير كمال الدين، وعدد من العلماء والشخصيات، ثمّ قام الشيخ العودة بعد ذلك بزيارة إلى جامعة الجنان برِفْقة سماحة المفتي، حيث التقى عددًا من الأساتذة والطلاب وأجاب عن استفساراتهم.
    وبعدها توجّه إلى دائرة أوقاف طرابلس، وألقى فضيلته كلمة توجيهيّة لأئمة وخطباء المساجد، موضحًا لهم فيها أهمّية دورهم، وغادر بعد ذلك الشيخ العودة طرابلس ليلًا، واعدًا بزيارة قادمة، وشاكرًا الحفاوة التي استُقبل بها.

    تدشين مصحف قطر

    وكان الشيخ سلمان تَوَجَّه إلى بيروت، عقب مشاركته في حفل تدشين مصحف قطر، لحضور اجتماع مجلس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي عُقد في الفترة ما بين 24 إلى 26 ربيع الأول.

    صور من اللقاء..











  2. #2
    الصورة الرمزية hatem1
    hatem1 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الإقامة
    الاردن
    المشاركات
    870

    افتراضي رد: سلمان العودة: لدينا فرصة تاريخية ربما لن تتكرر لفتح العالم كله بالإسلام‏

    بارك الله فيك

  3. #3
    الصورة الرمزية ابو منيف
    ابو منيف غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الإقامة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    1,607

    افتراضي رد: سلمان العودة: لدينا فرصة تاريخية ربما لن تتكرر لفتح العالم كله بالإسلام‏

    احسنت ياغالي 00000

  4. #4
    الصورة الرمزية rafiek
    rafiek غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    838

    افتراضي رد: سلمان العودة: لدينا فرصة تاريخية ربما لن تتكرر لفتح العالم كله بالإسلام‏

    جزيت خيرا
    توقيع العضو
    إلحق !!! أقوى إ ستراتيجية في الدنيا كلها مكاسب

    http://forum.arabictrader.com/t42519.html

  5. #5
    الصورة الرمزية newegyptian
    newegyptian غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    78

    افتراضي رد: سلمان العودة: لدينا فرصة تاريخية ربما لن تتكرر لفتح العالم كله بالإسلام‏

    احسنت ياغالي 00000

المواضيع المتشابهه

  1. الباوند ربما فرصة
    By علي السلطان in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 02:39 PM
  2. فرصة تاريخية _أول مشاركة
    By ahmad1977 in forum توقعات وتوصيات سوق العملات
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 14-07-2009, 10:45 AM
  3. فرصة لن تتكرر على الدولار - كندي
    By Alnagaf in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-11-2007, 06:03 PM
  4. فرنك ين -- فرصة تاريخية
    By old_man in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-07-2007, 03:53 AM
  5. فرصة المجنون لن تتكرر 355 نقطة
    By مترووووك in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 05:22 AM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17