رغم أن المملكة العربية السعودية تُعد واحدة من أكبر الدول العربية التي تشهد استخداماً واسعاً لخدمة "البلاكبيري"، خاصة بين فئات الشباب ورجال الأعمال وغيرهم، إلا أن حالة من القلق بدأت تنتاب هؤلاء المستخدمين، خوفاً من توقف الخدمة.
وتزايدت حالة القلق بين مستخدمي "بلاكبيري"، بعدما أشارت تقارير إعلامية، إلى تهديدات متبادلة بين هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، والشركة الكندية المطورة للخدمة "ريسيرش إن موشن" Research in Motion، بوقف الخدمة في المملكة.
ولم يمكن لـCNN بالعربية الحصول على تعليق رسمي، سواء من جانب مسؤولي هيئة الاتصالات السعودية، أو شركة RIM الكندية، بهذا الشأن.
وذكرت تقارير صحفية أن الهيئة السعودية للاتصالات وتقنية المعلومات طلبت من شركة RIM، حق الوصول إلى مراسلات "بلاكبيري ماسنجر" لمراقبتها، حيث أشارت الهيئة السعودية إلى أن هذا الطلب جاء لـ"دواع أمنية"، وفق ما نقلت مجلة "عالم التقنية" على موقعها الإلكتروني.

ونقلت المجلة عن مصدر وصفته بأنه "قريب" من هيئة الاتصالات السعودية، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن الهيئة الحكومية هددت بإيقاف خدمة بلاكبيري ماسنجر في المملكة، إن لم تستجب الشركة لطلباتها، موضحاً أن هذه الخدمة المجانية قد تتيح للجماعات المسلحة، مثل عناصر القاعدة، ساحة للتواصل فيما بينهم بشكل سري.
إلا أن صحيفة "الوطن" السعودية، قالت إنها علمت بأن شركة RIM اعتذرت عن عدم الاستجابة لطلب الهيئة بإيقاف خدمة "بلاكبيري مسنجر"، نظراً لارتباطها بحزمة خدمات متكاملة تقدمها الشركة، موضحة أنه في حال أصرت الهيئة على طلبها، فإن الشركة ستضطر إلى إيقاف كامل خدمة بلاكبيري في المملكة.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولاً رفيعاً من الشركة الكندية زار المملكة الشهر الماضي، حين طُلب منه تأمين خادم إلكتروني "سيرفر" في المملكة، بغرض إدارة خدمة "بلاكبيري مسنجر" من الداخل، إلا أن المسؤول اعتذر موضحاً أن كافة "سيرفرات" الخدمة تدار من قبل الشركة في مواقعها التقنية.
كما أشارت الصحيفة إلى وجود "مخاطبات مكثفة" بين شركات الهاتف المحمول العاملة في المملكة، وهيئة الاتصالات بهذا الخصوص، فيما توقعت مصادر، بحسب الصحيفة نفسها، "صدور نفي من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الأسبوع المقبل بغرض كسب الوقت، إلى حين التوصل إلى قرار نهائي."




وتتيح خدمة بلاكبيري ماسنجر التراسل المجاني بالكامل بين مالكي هواتف بلاكبيري أينما تواجدوا في العالم، كما تتيح هذه الخدمة تبادل الرسائل النصية أو رسائل الوسائط المتعددة، عبر شبكات الهاتف المحمول بالمجان، مما يجعلها منافساً كبيراً لخدمات مماثلة توفرها شركات الاتصالات.
وبالنظر إلى الانتشار الواسع لخدمة "بلاكبيري مسنجر" بين السعوديين، يتوقع أن تكسب هيئة الاتصالات من جديد، غضب الشارع السعودي، خاصة وأن الهيئة واجهت موجة من الاعتراضات قبل أسبوع، حينما أوقفت خدمة التجوال المجاني، التي تقدمها شركات الاتصالات العاملة في السوق المحلية.